اخر الاخبار

على الرغم من غياب الجهات الرسمية المعنية وعجزها عن اقامة معارض الكتب، وعن توزيع المطبوعات، واصدارها مطبوعات محدودة نوعا وكما الا في القليل النادر. نجد (دار المدى) تتفوق بشكل لافت وبارز ومتقن عن طريق نشر المطبوعات ورصانة ماتصدره فضلا عن اقامة سلسلة من المعارض، وقد اقامت مؤخرا معرض العراق الدولي للكتاب بمشاركة عربية ودولية فضلا عن الفعاليات الثقافية والابداعية التي رافقت المعرض الى جانب اقامة مهرجان الجواهري الذي اعد له اتحاد الادباء والكتاب في العراق تزامنا مع المعرض.

هنا اراء عدد من رواد المعرض:

ثامر عباس باحث

لأني من أولئك الذين يوصفون (بسوسة الكتب) – كما نعتني ذات مرة الكتبي الشهيد (عدنان) صاحب مكتبة عدنان في المتنبي، فقد قررت – ولو متأخرا على غير العادة – زيارة معرض بغداد الدولي للكتاب صبيحة يوم الخميس المصادف 16 /12/2021، على أمل الحصول على بعض ما احتاجه من عناوين كنت أغالب في العثور عليها هنا في العراق. وفي سياق هذه الزيارة تكونت لديّ مجموعة من الانطباعات الشخصية التي أود مشاركتها مع من زار المعرض من المثقفين والأكاديميين وجمهور القراء وكانت الحصيلة ما يلي :

أولا- من حيث مشاركة دور النشر؛ بدت لي المشاركة متواضعة جدا، لاسيما بالنسبة لدور النشر العربية المعروفة. فعلى سبيل المثال لا الحصر غابت عن المعرض دور مشهورة مثل (دار الطليعة) البيروتية، و(المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) الكويتي، و(هيئة البحرين للثقافة والآثار) البحرينية. لا بل حتى إن دور النشر المهمة مثل (دار المعارف) و(المركز القومي للترجمة) المصريتان، كانت مشاركتهما متواضعة بشكل مفجع، الأمر الذي حملني على سؤال أحد مسؤوليها عن أسباب ذلك ؛ فأجابني بأنهم لا يريدون تحمل تكاليف النقل لقناعتهم المسبقة بعدم وجود قراء وبالتالي لا يوجد من يشتري !!. هذا بينما اكتفى مركز دراسات الوحدة العربية بعرض مطبوعاته لسنوات سابقة، دون أن يغامر بعرض إصداراته الجديدة التي حملت بعض العناوين المهمة، في حين أفضى لي مسؤول احدى دور النشر العربية أنهم قرروا أن يكون هذا آخر معرض تشارك دار نشرهم فيه، إذا استمر الحال على ما هو عليه.

ثانيا- من حيث التنظيم والتنسيق نجح المنظمون للمعرض في تنظيم وتنسيق الأجنحة والقاعات التي تضم دور النشر وفقا”لجنسية منشئها، بحيث تشمل القاعة الواحدة جميع دور نشر البلد المعني؛ مثل (الدار العراقي) و(الدار اللبناني) و(الدار السوري) و(الدار المصري)، وأخفق المسؤولين حين لم يراعوا وضع جداول يومية بخصوص طبيعة زوار المعرض، بحيث سمحوا لطلبة المدارس والثانويات بارتياد المعرض من دون تحديد أيام معينة تخصص لهم، وذلك لتجنب حصول الفوضى والازدحام عند مداخل ومخارج قاعات العرض.

ثالثا لمسنا ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار عموما، لا يتناسب والقدرة الشرائية للغالبية العظمى من زوار المعرض، خصوصا”وان 95% منهم ينتمون لشريحة الطلبة، الأمر الذي ساهم في إحجام الراغين بالحصول على بعض العناوين من التورط بهذه المغامرة “المالية” المكلفة.

رابعا- من طبيعة الذائقة القرائية ؛ فقد لاحظنا إن أغلب دور النشر الموجودة في المعرض، فضلت الإكثار من عرض مطبوعاتها الأدبية في الواجهات الأمامية، بدلا من وضع الأعمال ذات الطابع الفكري والمعرفي مكانها – أو على الأقل جعلها متوازنة – وكأني بها تتحسس توجهات الذائقة “القرائية” للجمهور العراقي، وميله الواضح نحو هذا الصنف من السرديات التي يزداد منسوبها المخيالي في أوقات الأزمات والمنعطفات.

خامسا من حيث الجدوى الثقافية ؛ لا مناص من الإقرار بضرورة استمرار مثل هذه الأنشطة والفعاليات الثقافية، كونها المتنفس الأكثر احتياجا والأشد إلحاحا لخروج الإنسان العراقي من جحيم الخوانق المدمرة التي ألقي في أتونها .

د.لاهاي عبدالحسين/ كاتبة واكاديمية

اللافت ان معرض بغداد للكتاب دورة الروائي العراقي غائب طعمة فرمان استقطب جماهير غفيرة من مختلف الشرائح وحظي بجلسات كثيرة لم تترك حيزا يتعلق بالروائي المحتفى به. شاركت في الجلسة الخاصة بغائب والمرأة بمعية د. شجاع العاني وإدارة الأستاذ رفعت عبد الرزاق. كان يهمني التأكيد على الاهتمام الذي وجهه الروائي للمرأة كما في اسناده دور البطولة في رائعته “النخلة والجيران” إلى امرأة. وكان بذلك قد سجل صورة للمرأة التي تضع بيضها في سلة واحدة. تزوجت برجل طيب ومتمكن معتمدة عليه حتى تدخل القدر ليسلبه منها بحادث سير. عندها واجهت “سليمة”، الوجه المتوحش للحياة وهي تحاول ان تقيم أودها وأود الولد “حسين”، الذي تركه لها. وكانت هناك نماذج أخرى عكس من خلالها الروائي حسه النسوي ولم يكتف بان يجعل من المرأة رمزا سياسيا عاما. تجدر الاشارة إلى ان مؤسسة (المدى) التي ترعى المعرض لم تكتف بإطلاق اسم الروائي عليه وانما كانت قد ساهمت مساهمة مهمة في إحياء ارثه وتسليط الضوء عليه عن طريق اعادة نشر اعماله لتعريف الاجيال الشابة على هذه القامة الثقافية البارزة في ميدان الرواية العراقية.

د. جمال العتّابي/ كاتب ومصمم

اكثر ما لفت انتباهي هو توافد جموع الطلبة والشباب واقبالهم الكثيف على أجنحة معرض الكتاب وبأوقات مختلفة. ان هذا المشهد يعيد لي الامل والتفاؤل في وعي أبنائنا بأهمية المعرفة في بناء المجتمعات نحو التحضر، ونبذ التخلف والجهل ومواجهة قوى الظلام التي تريد بالبلاد العودة الى تبني الافكار التي تعطل الحياة وتمسخ ارثاً ثقافياً وجمالياً.

جمال الاسدي صحفي وتربوي

ها هي بغداد تعود الى ألقها من جديد خلال استضافها لمعرض العراق الدولي للكتاب يشعر المرء ان العاصمة بغداد تستعيد مجدها زرت المعرض اكثر من مره ولي انطباعات هي :

المعرض كان واسعاً واغلب دور النشر العربية أشتركت فيه وهذه بادرة تحسب الى (المدى) لانها هي الراعي والساند للثقافة.

- وجدت ان الاسعار عاليه جداً حتى بعد التخفيض ولاتناسب دخل المثقف العراقي.

- وجدنا التنظيم وترتيب دور النشر فيه دقة لوجستيه عاليه حيث عزلت الدور اللبنانية في قاعة والمصرية في أخرى والدور العراقية في مجمع مستقل.

- لاحظنا ان المدارس والجامعات قامت بزيارات للمعرض وهذا شي رائع لانه يعمق الشعور باأهمية الكتاب ودورة في نشر الوعي والثقافة.

- الندوات المتواصلة ولقاءات الجمهور مع نخب من المفكرين والكتاب خلقت نوعاً من الحميمية والتواصل مع الطبقات التواقة للثقافة.

- بعض دور النشر لم تأتِ بجديدها وانما نفس العناوين القديمة مثل : دار الساقي اللبنانيه، دار الشروق حيث هنالك كتب لمحمد حسنين هيكل حديثه لم تتوفر في المعرض.

هذا المعرض أعاد للكتاب هيبته بعد ان تقدم عليه السوشيال ميديا حيث نشعر ان العولمة قلبت الموازين لكن يبقى عطر الكتاب فواحاً ومميزاً.