اخر الاخبار

اِستَعِري أيَّتُها الأرضُ

ففوقكِ ثلجُ لا يذوبُ ..

يسيلُ على خصريهِ وردٌ

وفوق النهدينِ قداسٌ يموجُ

أيُّها الوجهُ الذي يشبهُ وجهَ مَن أهوى حبيبةً

اِذ رأيتُكِ على هيئةِ ملاكٍ طاهر

ورضيعُكِ المتمزّقُ

في أعماقِ الحفر ..

كَفَنٌ شريدُ .

بالدمِ تغمرُ قماطَهُ الحتوفُ

وطفلُكِ الآخر ُ عبقريُّ الصوتِ

يتناثرُ كالزهر ..

تصفعُهُ القذائفُ العمياءُ حيناً ،

وحيناً يحرقهُ الجوعُ

وينثرهُ العطشُ الوبيلُ

بكاءً يرهقُهُ الصعودُ .

والزيتونُ والرمانُ

 وسربُ من يمامٍ شهودُ  ،

و شهدُ تينِنا الأسمر والبرتقالُ ورطبُ النخلِ 

اذ يتفحّمُ أو يذوبُ ،،

و مجدُنا من ثرى بابلَ

يصهلُ بريحٍ  عنيدةِ البأسِ موالاً يفيضُ.

إذَنْ .. لنعيدَ الكَرّةَ عليهم ..

فهُمْ .. وهُمْ “Netanyahu”     و بالنكبةِ الكبرى

قد أعادوا و عادوا ،  وأستعادوا من دبرِ القرودِ رقصاً فوقَ أشلاءِ الجراحِ  سكوبٌ..

بركانَ حقدٍ ..

ورماداً قدّسوهُ

ما لهُ من نفادٍ ..،

بل رجوعُ ..

و وعّاظُ التطبيعِ شمّروا

عن  لحاهم بالخيانةِ والنهيقِ في أُمّةِ الصفقاتِ والحرماتِ والرغالاتِ

والنكاحِ الملوّثِ بفتاوى المسوخِ  البليدِ

وأشباهِ الحشودِ المسودّةِ

والعراقُ مكبّلٌ بالبنودِ والصدودِ

والشيطانِ  الرجيم .

مِن الف بابلَ

و المَلكُ العظيمُ يسوقُهم للمدائنِ حاشرينْ ،

ويتلو عليهم قوانينَ الإلهِ

والنبأِ المبينْ .

وأنا الصائحُ في سما البلدانِ   هُدهُداً يجوبُ

خُذوني اليها ..

عساني أعودُ … لأُمِّ المدائن غزة ..

شراع الصاعدين ليلاً للسماء

لا يذلهمُ الألم ،

والصمودُ في النهار شعارُ الفاتحينَ للشمسِ

بروجَ الياسمين ، اذ تضع حملَها غزةُ تحت ركامِ الشاهقاتِ قسراً ، تهزّها الناسفاتُ والعاصفاتُ وتأكلُ من لحم ابنائها وتزدادُ ريّاً بالدماء .

أغداً القاها رُطَباً جَنيّا .. والأرغفةُ الساخناتُ من تنّور أُمّي لا تنالُها أيدي الصغار .. وغزةُ يكسرُ ضلعَها الأقربون فلي وطنٌ لا تغيبُ عنهُ الخطايا .. وما زال مرتبكاً ..

أَ أَعودُ لبغدادَ

لأجبرَ خاطري مُكبّلاً بالوعودِ ،

بسطوعِكِ فينا غنّى النهارُ ظهرُكِ المستقيمُ طريقي

وعمودُكِ الشامخُ

مالهُ أيَّ انكسار  ..

وذي سطوةُ الجمالِ

على شفتيكِ مرسى الضفافْ ..

وصدرُكِ المعتّقُ بنبضِ السؤالِ  عنيدُ  .. 

ذاكرتي وذكرياتي التي أعيشُ هي الوطنْ

وليس الحدودُ الفاصلةُ بين الرمالِ والصخورِ  والشجنْ

اذ تغتالني في وضحِ العودةِ الى الاقامةِ في البعيدِ النائي قُربَ البحارِ والسفنْ ..

وما مِن الى عينيها

طريقٍ  هَدى

يجودُ بالمورياتِ قدحاً ،

ليُغرّدَ في فمي فجرُ الصباحِ 

العندليبُ

ويقذفني من بطنِ التعاسةِ

والانتظارِ تشرينٌ جديدُ .

اِستعري أيّتُها الأرضُ

لأسطعَ على جبلٍ شموخٍ 

في “الأقصى” لهُ في النفوسِ

كلُّ هذا الخُلودِ

.. خُلودُ

عرض مقالات: