اخر الاخبار

لم يكنْ الشعرُ إلّا أولًا..

و إنَ السردَ لم يعد إكتشافاً معاصراً، بعد أن أثبتتْ الدراساتُ لأوليات التكوين البشري -الحفريات -الرقم الطينية- الملاحم /كلكامش -قصة الطوفان -إن الشعرَ كان سرداً، وما كان السردُ إلّا شعراً، حيث التداخل يشكل فعلاً ملزماً،

عبرَهكذا تكوينات استطاع الكاتب العراقي الأول ان يبتدع العديد من المنجزات الإبداعية لا على المستوى المحلي /العراق فحسب بل على مستوى الثقافات والحضارات المكونة للتشكيلات البشرية الأخرى،

حضارة وادي الرافدين، حضارة وادي النيل، ومجموعة حضارات الشعوب والأقوام الآسيوية،

ولأن الشعر كان وفي الكثير من الأحايين بالنسبة لمنظومات الدولة وسلطاتها هدفا معادياًعبر بحثه عن الإختلاف والمغايرة وبثه للقلق، وأسئلته، استطاعت هذه السلطات ان تسلبه العديد من افعاله وحراكه وسعتْ الى تحويله في بعض مفاصله الى حنجرةٍ تصدح بما يريد منها -الزعيم، أو السلطان، او الأمير أو الفئة التي ينتمي اليها، فلم يكتفِ الناثر الديني (الخطيب، إمام الجامع، الكهنة، المبشر، الراهب، الروضخون ) من إدانة لغة الشعر، بل أخذ منه اجمل ما في اللغة، ألا وهي الشعرية، ليضع ما يقوله هو في المقدمة، وليأتِ ما تبقى من الشعر من بعد ذلك، عند هذه النقطة فقد الشعرُ أهمَ مرتكزاته في البقاء، وأعني بها حرية الشاعر في القول، وليقف في مؤخرة إهتمامات المتلقي، /السامع سابقًا والقاريء لاحقاً، وليصبح الشاعرُ الناطق الاعلامي الرسمي للقبيلة، والسلطة، والدولة، ولتحول القصيدة الى مزمار سحري يدخلُ الجموع البشرية الى ساحة الحرب وميادين القتال راجلةً ً، ولتخرج منها محمولةً الى مثواها الأخير، وليصبح الشاعر بوّاقاً، ولتتخلى القصيدةٌعن وظيفتها الأُولى التي وِجدتْ من أجلها، او التي قالها الإنسان /الأول /الساحر شفاهياً، بل وحتى التي كتبها اسلافنا تدوينياً،

تلك الوظيفة التي دخل الشاعرُ في بهاء هندستها، ألا وهي البحث عن الحياة الأخرى، الحياة /الحلم،

حيث دلمون وإرم،

حيث اليوتوبيا والمدن الفاضلة،

 حيث لا قمع، ولا الغاء، ولا أسلحة دمار شامل،

ومن أجل أن يظل الشعر حالة يقظةٍ، حالة تهشيمٍ للثوابت كان الشعراءُ أول الراكبين الى حيث المغامرة، وصولاً الى اللجة، حيث لا قيامة سوى المغايرة، حيث تتحول القراءةُ الى فعل محايث لفعل الكتابة،

وليعودَ الشعرُ بصورةٍ عامةٍ-ذاك الذي ابتدعته بدائيةٌ مهذبةٌ- الى أولياته، الى فضاء الحرية، والتخلص من أدران السلطات، ومن طفيليات أصحاب القرار من الزعامات والقيادات، والفرق التي تدعي نجاتها من الغرق،

٠٠٠٠٠٠

إن ظهور السرد ثانيةً، وإنتمائه الى الوجود الثقافي استطاع عبر هذا الظهور أن ينتجَ مساراتٍ للحالة التدوينية التي برزت ببروز عصر البخار، وعصر الطباعة، هذا العصر الذي وفر للرواية بصورةٍ عامة، وللقصيدة بصورة خاصةٍ فضائاتٍ يتحول عبرها المتلقي /السامع ، الى متلقٍ/قاريء،

عبر هكذا مشروع تقني /طباعي إستطاع الشعرُ والشعراءُ. من الإستفادة من المنجزات الابداعية لسواهما من المبدعين والأجناس (الفنون التشكيلية، السمعبصرية، المسرح، التاريخ، الدين، الحفريات الآثارية) ليتخلصَ من سكونية اللغة المسلوبة الحراك، ويحولها الى عبر هكذا مسارات تعتمد الاختلاف الى منتج للتحولات، ولتنفتح القصيدة على اشكال ومعماريات متعددة وولودة من الكتابات، ولتتخلص من حزام العفة التي البسته إياها السلطة القامعة حفاظا ً عليه من فعل الخيانة المتمثل بخلق حالة تضاد مع المحرمات والممنوعات،

، ، ،

هكذا يتصور اصحاب السلطات الذكورية من إن الانثى /اللغة يجب أن لا تخرج عن فضاء - وما ملكت أيمانكم -أي يجب أن تظل اللغة منتميةً كمفصل -من مفاصل الملكية الخاصة - منتميةً إلى ممتلكات الفحل/المذكر،ش

عرض مقالات: