اخر الاخبار

لم يَعُدْ في جُمجُمتي

سوى حروفكِ الأربعة

تختزلُ الحياة

وساحاتِ الحريةِ المدورة

بالأمنياتِ والهتافاتِ المنكوبةِ بالرصاصْ .

رُبّما أشهقُ فيكِ

مثلَ غريقٍ  في صمتٍ لُجّيّ

وتعتريني ذكراكِ المُقدّسةُ

 حين يرشفُني الحنينُ

الى جهاتكِ الموصدة

برماحِ الأقربينْ .

وفي الغروبِ أُصلّي

 للفجرِ القادمِ من عينيكِ

كي لا أمتهنُ الغيابَ بمحرابِ الخطيئة

ولا أصغي لوكيلِ الإلهِ في كلِّ بيتٍ وحارة

اذ يعلّمُ المسيحَ معنى السلام

والعصافيرَ معنى الحرية

والشفاهَ معنى القُبَلْ ..

أنا المتعثّرُ بمفاتنَ وطني

أكتمُ الحزنَ منذُ ميلادِ النخيل

ولا أبوحُ إلّا لأُنثايَ القابعةِ في برزخِ الرحيل

 لا أزيحُ الكبرياءَ عن خاصرةِ الورد

 وميسمُ الجرحِ الغائرِ في قامتي

يرقصُ في قصائدي الخجلى

على ورقٍ من حنين

ويتعرّى كالوردِ

 حين تهبُّ عاصفةُ الحمقى

 على صدورِ الشجعان

بلا سلاحٍ  خارجَ دستورٍ مُزيّف

أرهقتهُ الفضائياتُ بهبوطِ التأويل

واللغةِ الماكرة 

ولم يَعُدْ في جُمجُمتي

سوى جهاتكِ الاربعةِ المثقوبة

 بثغورِ المُتأسلمين الشامتين

تقلقُ جبهتي بالإدمانِ  على خذلاني

فمَن يريحُ الشفاهَ ومن عطشِ الأغاني ؟..

ورائعةُ فيروزَ في قهوتي تُمعنُ في إرتباكي

بشوقٍ  عنيدِ التوهّج

( وطني سماؤكَ حلوةُ الألوانِ

وربوعُ أرضكَ عذبةُ الالحانِ )

فأفتحُ النوافذَ على البحرِ الصاهلِ

في رئتي مَدامعاً

وأرى سُفنَ النجاةِ اليهِ مَحارقاً

تختالُ على أمواجِ  صلاتي اليكِ .

أيّها المذبوحُ بمخالبِ الضباعِ ، 

المركونُ على رفِّ العناكبِ

جدرانُكَ فاغرةٌ صمتَها بالوراثة

يركلُها التهميشُ

وأنّى أديرُ وجهي اليها

توبّخني كي لا أتبغددُ في حضرتِها مليّا

ولا أُهرولُ نحو المنابرِ صاغراً صاغيا 

بل أرمّمُ ما تبقى من ألقِ الإنتصار

في محفلِ الحريةِ المجبولةِ بساحات الألم

ولا أقضمُ أظافري

خشيةَ الوقوعِ في خطيئةِ الوطنِ المُباع

مُذ دخلَ الساقطونَ اليهِ وعليه مَكراً ..،

 واستفزوا الشهداءَ بإتّباعِ القتلةْ .. 

كأن لم تلدِ النساءُ غيرَهم باطلا

ولم تلدِ المدائنُ أحزانَها بالتواتر

كلما مدّتِ العنادلُ مناقيرَها للصباح

وأنا المغلوبُ على أمرِ قصائدي ،

على سبعينَ مَحْملٍ  ألتمسُ العُذرَ اليكِ

بجدارةِ شِعري أحببتُكِ

 وارتويتُ منكِ

ونزفتُكِ

ثم عَلِقْتُ بكِ الى الأبد

حتى يأتيكِ يقينُ انباعثِكِ بي

الى سماءٍ لا تكلُّ من نجومِكِ الطاهرة .

برجٌ مُقدّسٌ في عمودِك الفقري

والأحجياتُ نصالٌ على ذاكرةِ الأنين

تجتاحُني

على مرمى حرفينِ  من قُبَلٍ 

وريقٍ  من بلادِ الياسمينْ .

عرض مقالات: