اخر الاخبار

 يقول ناجي العلي: “أنا لا اعرف في التكتيك ولا في اللعبة السياسية  ، أعرف أني خارج أرضي مع كثير من افراد شعبي،  وأن حقوقنا مغتصبة كما هي حقوق الإنسان العربي في كل الوطن العربي. أؤمن أن قضيتي كفلسطيني هي قضية السعودي والأردني والمغربي. القضايا في ذهني كما في ذهن الإنسان المعذب بسيطة وواضحة. أنا يا عمي سأبقى أمينا لفاطمة ولحنظلة لأني منهم ، لأنهم اهلي ، أهلي كل المواطنين العرب المقهورين ، وأهلي الناس في الأراضي المحتلة وفي المخيمات في لبنان والأردن وسورية” – مجلة “الأزمنة العربية” اللندنية 15آب 1987.

أن القوة التعبيرية لرسومات ناجي العلي الكاريكاتيرية تعادل قوة مئات المقالات الناقدة ، في تعرية وادانة المتاجرين بالقضية ، والذين اثروا على حسابها وباسمها ، وذلك لأن موهبة ناجي وابداعه جعلته يبدع في تعبيره الى اقصى حد ، في توصيل ما يريد توصيله بكل امتياز حالما يقع عليها بصر المتلقي / المشاهد ولا يستغرق استيعابها الكثير من اللحظات ، أن كان مثقف أو غير مثقف على حد سواء. لذا اصبحت رسوماته للبعض اخطر من العدو الصهيوني وتشكل لهم رعب مزمن ونشر المستور والمخفي عن الشعب الفلسطيني ، وهذا ما دفعهم الى اغتياله في الثاني والعشرين من تموز 1987 وهو خارج من مكاتب جريدة “القبس” الكويتية في لندن . وهذا يجعلنا نتساءل هل قتله عملاء الموساد من العرب ام الموساد انفسهم؟!

لقد جعل العلي شخصية (حنظلة) ترافق كل لوحاته الكاريكاتيرية ، التي تمثل صبيا في العاشرة من عمره والذي سيبقى في العاشرة حتى تحرير فلسطين ، واما عن تكتيف يدي (حنظلة) خلف ظهره فهي منذ حرب 1973 عندما كانت تشهد المنطقة العربية حالة تطبيع وتطويع شاملة مع العدو الغاصب المحتل هو دلالة على الرفض المشاركة في حلول التسوية الامريكية في المنطقة لأنه كان رافضا لهذه الحلول وليس مطبعا. وعندما سؤل مرة عن رؤية وجه (حنظلة) قال : وجهه يظهر عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة ، وعندما يسترد الإنسان العربي حريته وإنسانيته ، اما بقية الشخصيات فلكل واحدة رمزها ودلالتها فشخصية الرجل البدين ذي المؤخرة العارية التي ليس لها اقدام والتي يرمز بها الى القيادات بكل مسمياتها والخونة والانتهازيين والعملاء اضافة الى شخصية الجندي الاسرائيلي ذي الانف الطويل والذي يبدو عليه الخوف من حجارة الاطفال .

هذه الرسومات الفاضحة للمؤامرات الدولية العربية جعلتهم يفكرون باغتياله ، وقد تم ذلك من قبل شاب مجهول اطلق النار عليه ، وهذا ما اشارت اليه التحقيقات البريطانية بان الشاب يدعى بشار سمارة وهو الاسم الحركي لبشار الذي كان منتسبا لمنظمة التحرير الفلسطينية وموظفا في جهاز الموساد الإسرائيلي، ولكن تبين بان هذا لا علاقة له بالاغتيال ولازال القاتل الحقيقي مجهول الاسم، لم تصرح به الشرطة البريطانية، عليه قامت السلطات البريطانية بأبعاد بشار سمارة الى فلسطين المحتلة بعد ان كشف لها انه عميل للموساد الاسرائيلي ، وهكذا ففي تحالف معه؛ غيبوا ناجي العلي ورسوماته الكاريكاتيرية المعادلة لقوة جيوش دولية .

يقول د باسم سرحان الفلسطيني في شهادته المنشورة في مقالة  “ امانة من ناجي العلي “ قال فيها انه ينقل الامانة متأخرا، نشرت في اب 2010 يقول :

اولا – انا مع تدمير الكيان الصهيوني ، لكن لا يمكن إقناعي بأن دولة اسرائيل وجهاز الموساد كان يجد في ناجي العلي مصدر خطر يجب القضاء عليه. ولو افترضنا ان لجهاز الموساد دور في تصفية ناجي العلي فمن المؤكد انه شارك بهذه المهمة كخدمة ( ان لم نقل بتكليف ).

ثانيا – ان المسألة لا تقتصر على انتقاد ناجي لمحمود درويش أو رشيدة مهران ، بل ان الانتقاد اليومي المتواصل للسياسة التفريطية بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وتعرية ما يقوم به البعض من تنازلات مجانية .

وليس ذلك فحسب ، بل عمدت بعض الصحف مع الكتّاب المرتزقة من العرب والفلسطينيين الى تشويه صورة الفنان ناجي العلي.

ان سبب تفاقم الازمة بين البعض وناجي العلي، جرى بعد ان نشر كاريكاتيرا يتساءل فيه أحد فقراء فلسطين ممسكا بعنق أحد الكائنات المتضخمة ومتسائلاً عن مستقبله.

ان مطاردة ناجي ومواصلة تشويهه ، ومحاولة محوه تواصلت ، ليس على يد الموساد بل على يد عدد من “ مثقفي “ بلاط خصومه. فقد قام هؤلاء بإنزال وتحطيم تمثاله الذي اقيم في مخيم عين الحلوة!!

عرض مقالات: