اخر الاخبار

كان بيته واللقاء به أحد معالم أربيل الثقافية.  فلم يأت شاعر أو أديب أو قاريء جاد، من العرب والكورد والممثقفين في سوريا وإيران وتركيا إلى أربيل إلا وزاره في بيته، والتقاه وتحدث معه، او استشاره في أمر ثقافي وأدبي. مثقف موسوعي بمعنى الكلمة، فهو شاعر، وكاتب، وناقد، ولغوي، ومترجم، ومحقق، ومتخصص بالكورلوجيا. يجيد لغات عديدة، تعلمها بجهد ذاتي فذ، متخصص باللغة الكوردية ولهجاتها، ومترجم وحقق ديوان عمر الخيام، مقارنا بين الترجمات التي قُدمت بالعربية، ونقل رسائل الخيام المهمة. وترجم من الأسبانية لخورخيه مانريكي، وأصدر كتابا مهما في علم الكوردلوجيا، والذي أعدّه موسوعى للمستشرقين الذين تخصصوا بالكورد والكوردلوجيا، بحث عنهم ودون سيرتهم ومواقفهم وما أنجزوه في بحوقهم عن الكورد وكوردستان. وجلال زنكابادي (1951 – 2023) شاعر مختلف قدم بعض نصوصه في مجموعة شعرية بعنوان ( هذه معجزتي) نجد فيها روح الشاعر المتمرد على زمانه وحكومات زمانه وضد الظلام الذي زحف وما زال يزحف على عالمنا.

تعرفت على جلال زنكابادي من خلال ترجماته للشعر الكوردي والفارسي وبعض نصوصه التي كان ينشرها في السبعينات في صحيفة (طريق الشعب) اليومية و(الفكر الجديد) الأسبوعية وكان ينشر نصوصه باسم (جلال ورده). كان أبي النفس، يكتب بلغة العارف عن مأساة شعبه، وقدره الشخصي، ونكايات الزمان ومشاكساته، مهموما بالمعرفة، مستاء من سخرية الحياة حيث الإمعات، من المنافقين والجهلة والوصوليين، يتسلقون الأماكن والمناصب بينما هو يشعر بالتهميش والعجز عن تغيير الأشياء، زاهدا بكل شيء.

لقد قدم مؤلفات ستبقيه خالدًا في ذاكرة الثقافة الكوردية في جيمع ارجاء كوردستان، فقد قدم “موسوعة الخيام” والتي تضم رسائل فسلفية وعلمية لعمر الخيام ، كما حقق ديوان الخيام، وقدم ترجمته للرباعيات التي لم يترجمها المترجمون، لديه مؤلفات مطبوعة وأخرمخطوطة لم تر النور بعد. ربما مما أفتخر به إنه قام بتجرمة منتخبات من قصائدي إلى اللغة الكوردية وصدرت بعنوان ( محنة زرادشت وقصائد أخرى) وكتب دراسة أعتز بها بعنوان (متاهستان برهان شاوي). مثلما ترجم قصائد لسركون بولص وصلاح فايق.   

عرض مقالات: