عقدت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، مساء الأحد الماضي، ندوة حوارية بعنوان "الماركسية، اليسار والديمقراطية"، قدمها الرفيق قاسم حنون وأدارها الرفيق مشرق المظفر بحضور جمع من المثقفين والناشطين في المجال السياسي.
الندوة التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية، استهلها الرفيق المظفر بالإشارة إلى أهمية مثل هذه الندوات في تعزيز فهم المصطلحات السياسية وبيان الروابط بين الماركسية والديمقراطية.
من جانبه، قدم الرفيق حنون تصوراته عن المرحلة السياسية القادمة في العراق، وعن الانتخابات التشريعية المقبلة. ورأى أن على الشيوعيين وقوى اليسار إعادة مراجعة المفاهيم الأساسية للديمقراطية والماركسية، وربطها بالواقع العراقي، منوّها إلى ان بناء الدولة الديمقراطية يتطلب مشاركة فاعلة في الانتخابات عبر برامج واضحة تُقدَّم للجماهير، مع وعي في علاقة الديمقراطية باقتصاد السوق والتحديات الرأسمالية.
واستعرض حنون إشكاليات الممارسة الديمقراطية عالميًا، مشيرًا إلى أن الديمقراطية الليبرالية ليست النموذج الوحيد، لكنها الأكثر انتشارًا.
فيما ناقش إخفاقات التجارب الاشتراكية في القرن العشرين، مثل الاتحاد السوفييتي، الذي تحولت فيه دكتاتورية البروليتاريا إلى سلطة حزبية ضيقة، مشددا على ضرورة الفصل بين السلطات وضمان التداول السلمي للسلطة.
ثم توقف حنون عند التجربة الصينية، واصفًا إياها بـ"المثيرة للاهتمام".
وقال أن الحزب الشيوعي الصيني نجح في المزج بين الانفتاح الاقتصادي والحفاظ على هيمنة القطاع العام، لافتًا إلى أن الصين أصبحت القوة الاقتصادية الأولى عالميًا من دون التخلي عن دور الدولة القيادي.
وفي شأن الواقع العراقي، حذَّر حنون من اختزال الديمقراطية في شعارات تُرفع دون ممارسة فعلية، داعيًا إلى مواجهة التدخلات الخارجية ومحاولات تفكيك الدولة عبر الخطاب الطائفي والعشائري.
كما شدد على أهمية ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية وتقليل الفوارق الطبقية، مع الحفاظ على الحريات العامة.
واختتمت الندوة بتوصيات شددت على ضرورة تعزيز الحوار بين القوى اليسارية والديمقراطية، وإعداد برامج انتخابية تلبي طموحات الكادحين، مع استلهام الدروس من النجاحات والإخفاقات العالمية.
هذا وشهدت الندوة مداخلات ساهم فيها كل من محمد علي صالح، مصطفى السعد، سواد لعيبي، نايف صيهود، خزعل ديوان (أبو هادى)، د. محمد حميد، طارق البريسم، كريم الحربي، سالم محسن، عبد الزهرة عذار (أبو وفاء)، شاكر الشاهين، محمد الحسان، جاسب وادي وفاضل خليل.