اخر الاخبار

ضيّفت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في البصرة، مساء الأحد الماضي، الفنان التشكيلي المغترب محمد فرادي، في جلسة حوارية بعنوان "ستون عاماً مع الرسم: من البصرة إلى البصرة"، حضرتها نخبة من الفنانين والمثقفين.

أدار الجلسة د. حسين النجار. واستبقها بتسليط الضوء على مسيرة الفنان التي بدأت من أزقة البصرة عام 1950، وصولاً إلى صالات عرض عالمية. وذكر ان فرادي تخرج عام 1971 في معهد الفنون الجميلة في بغداد، ثم أكمل عام 1975 دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة، وفي العام 1992 حصل على الماجستير، مضيفا أن الفنان تنقل بين العراق والأردن والولايات المتحدة، حاملا فرشاته وألوانه التي مزجت بين الأصالة العراقية وتقنيات الفن العالمي.

في معرض حديثه، كشف فرادي عن محطّةٍ مُظلمة في مسيرته. حيث توقف عن الرسم عقدا كاملا من 1979 إلى 1989 بسبب الخدمة العسكرية الإلزامية خلال الحرب العراقية – الإيرانية.

وقال أن "الخدمة العسكرية زرعت اليأس في داخلي، لكن مدير السينما والمسرح وقتها الشاعر يوسف الصائغ، شجّعني على استعادة نشاطي الفني وإكمال الماجستير".

وتحدث فرادي عن جذوره البصرية التي بقيت حاضرة في كل لوحاته. وقال انه كان يرسم الطبيعة والبشر بتفاصيل الجنوب "الأهوار تسبح في ألواني المائية، ووجوه الناس تُذكرني بـ(مقهى الشناشيل) حيث كنا نتناقش حول السياسة والفن".  

فيما أشار إلى تأثير الفكر الماركسي والتراث السياسي لعائلته في تشكيل رؤيته الفنية، معتبراً أن "الفن رسالةٌ ضد الظلم"، وهو ما تجلى في معرضه الأخير "الوجع العراقي" الذي خصصه لانتفاضة تشرين 2019.

وخلص فرادي إلى ان الهوية الفنية تُبنى بالحنين والإصرار، وأن العودة، وإن كانت متأخرةً، تبقى ممكنة، واعدا الحضور بمعرض جديد يقيمه قريبا في البصرة، يحمل قصصا لم يروها بعد.

وعلى هامش الجلسة، قرأت الإعلامية خنساء العيداني ورقةً نقديةً حول تجربة فرادي، مُرسلة من الناقد خالد خضير الصالحي. إذ يصف أعمال الفنان بـ"أركيولوجيا ذاكرةٍ تبحث في أنقاض البيوت البصرية عن عمودٍ ساقطٍ أو شناشيل مدمّرة. هو فنانٌ يحوّل الوجع إلى جمال، ويُعيد بناء الواقع من شظايا متحف ذاكرته".

عرض مقالات: