في الثامن ٨ آذار يحتفل المعمورة بعيد المرأة العالمي، وتحتفل ايضا بهذا اليوم منظمة الأمم المتحدة، والعديد من حكومات العالم المتقدمة، ويعتبر هذا اليوم عيدا وطنياً وعطلة رسمية في كثير من الدول العالم المتحضر، تأتي مكانة ٨ من آذار من نضال النساء اللائي ساهمن مع الرجال في صنع التاريخ وتحقيق السلام، وبنضال شاق ومرير منذ ولادة الحضارات الإنسانية في سنينها الأولى وحتى اليوم، و في أجواء يسودها الإرهاب القمع والتخلف والاستغلال والتمييز، ناضلت المرأة نضالا مريرا وما زالت تناضل من أجل المساواة في الحقوق الأساسية والعدالة والحرية للجميع النساء في العراق وعلى المعمورة.
تسعى الثقافة المجتمعية والتنشئة الصالحة والتربية السليمة، إلى أن تأخذ المرأة دوراً مهماً، وكجزءٍ فعال في أي تجمعٍ بشري انساني، أما في المجتمعات المتخلفة التي لا تقدس وتقدر دور المرأة في تطورها ومساهمتها، في دفع عجلة تقدم باعتبارها النصف الآخر المنتج والمحترم في المجتمع، تبقى المرأة في صورتها النمطية المجردة، على اعتبارها مجرد دمية للانجاب والتكاثر وعمل البيت لا أكثر.
تلعب المرأة دورا كبيرا في بناء المجتمع المتحضر، وبناء الأسرة والتي هي الخلية الأهم في تربية الأبناء، وزج الافكار الأفكار التقدمية في عقولهم، وزرع المحبة والتسامح والإيمان بالآخر والاحترام والخصوصية وحرية الاختيار وهو الأهم، كونها الأكثر قرباً من الجميع، لكن مع الأسف وفي أكثر دول العالم الثالث والمجتمعات الشرقية تعاني المرأة من الظلم والتهميش والتنمر، لكن المرأة العراقية المناضلة في العراق ومع بداية هذا القرن تنفست الصعداء، وبأن هناك خيوط أملٍ في تقدمها وعزها وأخذ دورها الريادي، تمثلت في تبادل الأفكار وريادة الأعمال، والتبادل الثقافي، وانتشار منظمات المجتمع المدني، وثورات الربيع العربي، والحركة التشرينية، وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت، وكذلك حركة التعافي البطيئة والتي مازالت مستمرة، كل هذه تعتبر طفرة النوعية. لقد وعت المرأة جزءاً كبيراً من أفراد المجتمع بأهمية ودورها في المجتمع.
أيتها المرأة العزيرة وفي عيدك الأغر تكاد الكلمات الحروف تعجز عن التعبير لك عن أسمى آيات والاحترام والتقدير والمحبة لك، فأنت المرأة العراقية المضحية والصابرة والمناضلة في كل مرافق الحياة، لقد ضربت مثلاً أسطوريا بنضالك العتيد منذ تأسيس الدولة العراقية عام ١٩٢١م ولحد الآن، وكنت مثلا رائعا للتضحية والمثابرة الصبر الإخلاص، وتحمّلت الظلم والتهميش والجور والمعاناة، التي لم تمرُ بها أية امرأة في العالم، فقد كانت الأُم الوفية الزوجة المناضلة، الاخت المضحية والبنت المثابرة فأنت بحق أم الانسانية جمعاء، بدونك لا يكتمل المجتمع قطعا، لقد كنت فخرا للأجيال المتطاولة وأنت ترسمين، صورة ناصعة وخالدة ومشرقة الألوان تجمع في طيتها العزيمة والارادة وتتبوأ المكانة المتميزة في المجتمع، واعتليت صهوة المجد الذي يليق بك.
أيتها المناضلة العراقية العزيزة في عيدك الأغر نرفع لك كل القبعات، ونقلدك كل أوسمة المحبة والعز والشرف والكرامة، فقد أثبتت حضورك الفاعل في حقول الحياة كافة، وساهمت بتقدم المجتمعات وازدهارها، وبنيت بسواعدك السمر مجد الحضارات الإنسانية، وكنت رغم الألم والحزن والتنمر والعناء والتعب الانسانة الطيبة والمعلمة الرائعة والزوجة الحبيبة، والأم الحنون والمناضلة العتيدة، التي عركتها سوح النضال في العراق، فلكن مني في عيدك الأغر ألف تحية وسلام، واتمنى لكن وانتن ترفلن بالعز الصحة والسعادة وتحقيق الأمنيات وكل عام وانتن بألف الف بخير.