اخر الاخبار

تكتظ الشوارع والمطاعم والمتنزهات الواقعة على ضفاف دجلة في مدينة الموصل، ليلا بالعائلات والشباب، لينعموا بأجواء جميلة مبهجة، ويتذوقوا طعم الاستقرار الأمني بعد ما ذاقوه من ويلات على يد إرهاب داعش.

وعلى أنغام أغان عراقية وعربية في مطعم افتُتح أخيرا على دجلة، تتناول أميرة طه مع صديقاتها وبناتهنّ العشاء، ويستمتعن بواحدة من السهرات التي باتت تميّز الحياة الليلية في منطقة عانت طويلاً سيطرة التنظيم الإرهابي.

تقول أميرة في حديث صحفي: "تغيّر كل شيء في الموصل. فهناك حرية وأمان، وباتت السهرات شائعة"، مشيرة إلى ان "الاستقرار الأمني ساهم في انفتاح الناس، وكشف عن حبهم للعيش في أجواء جميلة".

وقبالة قصر قره سراي التاريخي وقلعة باشطابيا، يعجّ "مطعم الشيف أحمد السويدي" الذي افتُتح في حزيران الماضي، بما يتراوح بين 300 و400 شخص ليليا. وهناك تقام سهرات في الهواء الطلق يحيها مطربون وفرق موسيقية محلية.

يقول صاحب المطعم في حديث صحفي، أنه كان يقيم في السويد، وهناك كان دائما يحلم بالعودة إلى مدينته الموصل، كي يفتح مطعما يُقدم أكلات سويدية واسكندنافية بنكهة عراقية، معربا عن ارتياحه وهو يشاهد الناس يخرجون من منازلهم ليلا، ويرغبون في رؤية أشياء جديدة ومختلفة.

وعلى بعد بضعة أمتار في منطقة الغابات، التي لطالما شكّلت متنفساً لأهالي الموصل وأبناء محافظات أخرى، ترتاد عائلات مجمعاً سياحياً يضم مدينة ألعاب ومطاعم وأكشاكاً وحدائق.

يقول مدير مدينة الألعاب خليل إبراهيم، أن الموصل تغيّرت في السنوات الأخيرة من دمار إلى إعمار، لافتا في حديث صحفي إلى ان مدينة الألعاب التي تأسست عام 2011، دُمّرت بالكامل بعد سيطرة داعش على الموصل "حيث احترق المكان، وقُتلت الحيوانات التي كانت فيه. وبعد التحرير بدأنا من الصفر وأعدنا بناءه".

وكانت محافظة نينوى قد أطلقت مطلع العام الجاري، مشروع الواجهة النهرية في الجانب الايسر من الموصل. وقد افتتحت على هذه الضفة متنزّهات وحدائق جديدة، فيما أُعيد إعمار حدائق مهملة أو متضررة.

وتنساب القوارب السياحية في دجلة وعلى متن كل واحد منها نحو 30 شخصا. فيما تنعكس أضواؤها الحمراء والخضراء والزرقاء على صفحة النهر.

من جانبه، يقول الكاسب جمال خالد عبد الستار، انه وعدد من أصدقائه يجلسون ليليا في مقهى يطل على النهر، ليتنفسوا هواء طبيعيا.

ويضيف قائلا: "حين ذاق الناس طعم الأمان، بدأوا يخرجون من منازلهم ويعودون إليها في الوقت الذي يريدونه. وأصبحت هناك متاجر تفتح حتى الثالثة فجراً أو على مدى 24 ساعة".