ضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية د. قاسم حسين صالح، الذي ألقى محاضرة بعنوان "الأمن المجتمعي وبناء الدولة - معالجة مشكلات الشباب: انتحار، مخدرات، اغتراب وبطالة"، وسط جمع من الأدباء والمثقفين.
المحاضرة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، افتتحها أمين الشؤون الثقافية في الاتحاد الشاعر منذر عبد الحر، بتقديم نبذة عن الضيف. وقال أن "د. قاسم أحد أعلام العراق، ويستحق منا الاحتفاء لدوره المهم في جانب علم النفس، ومساهمته الأكاديمية الكبيرة في اختصاصه".
أما الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي، فقال أن "د. قاسم يوصل المعرفة للآخرين بطريقة سلسة، وانه يؤمن بأن العلم أشبه بالرغيف الذي يُعطى للجميع، من خلال قاعة الدرس والعمل الصحفي ومواقع التواصل الاجتماعي".
وفي معرض محاضرته، ذكر الضيف أن هذه المحاضرة تفتح الباب الواسع لنشاط اتحاد الأدباء أمام مفهوم الأمن المجتمعي والسياسي والاقتصادي، وانها تناقش الاغتراب من حيث المفهوم والتنظير، وبطالة الشباب في العراق من حيث نسبها وأسبابها. كما تناقش ظاهرتي المخدرات والانتحار وغيرهما من الظواهر السلبية التي لم تعد من السهل معالجتها.
ثم بيّن أسباب تفشي آفة المخدرات الخطيرة بين الأوساط الشبابية العراقية، والتي ما زالت نسبها ترتفع باستمرار وفق إحصاءات حكومية رسمية، داعياً الجهات ذات العلاقة إلى "ضرورة معاينة الموضوع بشكل واقعي، والعمل على الحد من الظاهرة عبر غلق الممرات والمنافذ التي تروّج لها وتتداولها، وعبر التكثيف من الورش والبرامج التوعوية التي يجب أن تأخذ دورها الفعال في المدارس والجامعات والأسواق والمناطق العشوائية وغيرها من المرافق التي يتواجد فيها الناس، ما يساهم في بناء مجتمع جيد ومسالم، وبالتالي بناء دولة. فالمجتمع الجيد قادر على بناء دولة قوية".
وتطرق المحاضر إلى مشكلتي البطالة والفقر ونسبهما في العراق الذي يعد أحد أغنى دول المنطقة، وانعكاسهما على واقع الشباب، الذين يجري إرجاع لجوءهم للمخدرات بأنواعها، إلى تلك المشكلتين.
كذلك تحدث د. قاسم عن ظاهرة الانتحار المتصاعدة اليوم، لا سيما بين الشباب، معرجا على ذلك وفق أرقام وبيانات موثقة من قبل العديد من المنظمات الإنسانية.