ضيّفت منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، أخيرا، الأدباء د. شاكر كتاب ولطيف عبد سالم وعلي عبد الرضا عاصي، احتفاء بكتبهم الجديدة الصادرة عنها، وذلك في جلسة احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، وحضرها جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الثقافي.
مدير الجلسة د. قيس العطواني، استعرض بدايةً السير الذاتية للضيوف، وعرّج على إصداراتهم الجديدة. ثم دعا د. شاكر كتاب ليتحدث عن كتابه الموسوم "الشعر في حضرة النبي"، والذي بيّن أن الكتاب يثير إشكالات كبيرة وفيه رؤية لمشاريع مستقبلية ضمن موضوعه.
وأوضح وهو يتحدث عن الشعر في المنطقة العربية قبل الإسلام وبعده، أن "هناك أكذوبة اسمها العصور الأدبية. والحقيقة هي وجود منطقة وسطى تتداخل ما بين صدر الإسلام وما قبله، وتؤرخ لصراع ثقافات. وهي منطقة مشتركة جديدة للتثاقف ويشهد عليها الشعراء المخضرمون مثل كعب بن زهير وحسان بن ثابت".
ونوّه إلى أن "هناك أدلة على تأثر شعراء ما قبل الإسلام بالفلسفة اليونانية"، مؤكدا أنه "أثبت في كتابي أن شعراء الرسول (ص) لم يكونوا 3، بل كانوا ٣٤ شاعراً، لا سيما أن التصوّف بدأ منذ تلك الفترة واستمر حتى يومنا هذا".
وتعقيبا على حديث د. كتاب، ذكر الناقد د. هادي نهر في مداخلة له، أن "هناك أوهاما متداولة بين بعض النقاد حول موقف الإسلام من الشعر، وبأنه محصور في دائرة وحيدة وضيقة، معتمدين في ذلك على نصوص وأحاديث نقلية ليس لها وقع تاريخي، والبعض منها مبتور"، مشيرا إلى أن "الشعر فن جميل استحوذ على الإنسان العربي، وكان ينتقل بسرعة كبيرة بين الناس".
بعد ذلك سلّط الأديب عاصي، الضوء على كتابه الصادر عن منشورات الاتحاد "اللغة الشعرية لشعراء قصيدة النثر في المرحلة التسعينية"، مبينا أن "الكتاب ضم ثلاثة فصول وتضمّن دراسة في اللغة الشعرية لشعراء جيل التسعينيات في العراق، والتي خيّم عليها الحزن الشديد، وفيها عبّر الشعراء عما عاناه المجتمع العراقي من ظروف معيشية وتحولات اجتماعية قاهرة".
أما الأديب سالم، فقد أكد أن كتابه الصادر عن المنشورات "مراثي الوالدين"، هو الكتاب الأول ضمن سلسلة خاصة بالمراثي، سترى النور في الفترة القادمة، مشيرا إلى أنه لمس في هذا الحقل الأدبي الكثير من الأشياء "ففي عصر ما قبل الإسلام كانت المراثي محصورة في قتلى الحروب فقط، وبعد مجيء الإسلام تغيّر ذلك وحدثت انتقالات. إذ لم يقتصر الرثاء على شريحة معينة، إنما أصبح شاملاً للجميع".
وأوضح أنه "في العصر الأموي انتقلت المراثي إلى القادة والأمراء والخلفاء". فيما عرّج على مرحلة انتقال الرثاء نحو التكسّب بالشعر.
وتخللت الجلسة مداخلات وأوراق نقدية حول كتب الضيوف، ساهم فيها عدد من الأدباء.
وفي الختام، وقّع الضيوف نسخا من كتبهم، ووزعوها على الحاضرين