علَمٌ فلسطيني ينزّ من قاعدته المثلّثة الحمراء خطّ دمٍ قانٍ، في "غاليري وايت شابل" وسط لندن، وإلى جواره ملصقات وأعمال تركيبية تُدين حرب فيتنام وغزو العراق والتسلّح النووي وغيرها من القضايا التي شغلت الفنّان الفوتوغرافي والناشط البريطاني بيتر كينارد لأكثر من 5 عقود.
ويجمع الغاليري مختارات من صور وملصقات وأغلفة كُتب ومطبوعات في معرض "أرشيف المعارَضة"، الذي افتتح يوم 23 تموز الماضي، وسيتواصل حتى حزيران 2025.
وتحتوي مساحة العرض 3 معارض تُضيء التاريخ الاجتماعي والسياسي، بممارسة فنية قدّمتها شخصية انخرطت في التظاهرات ضدّ التدخّل العسكري الأميركي في فيتنام. حيث تحوّل كينارد في بداية السبعينيات من الرسم إلى المونتاج الصوري لمعالجة آرائه السياسية بطريقة أفضل. ولم يفصل بين نشاطه السياسي وعمله الفوتوغرافي في مئات الحركات الاحتجاجية في بريطانيا والعالم، وموقعه الأكاديمي أستاذاً للفنّ السياسي.
واحدة من أبرز القضايا التي خصّص لها كينارد مجموعة كبيرة من الأعمال، كانت الحرب الأمريكية على العراق عام 2003. وقد وصف الناقد البريطاني جون بيرجر تلك الأعمال، بأنّها "صور ثابتة للحزن، وفي الوقت نفسه مليئة بسخرية التاريخ وغضبه إزاء الأخطاء التي ارتُكبت باسمه".
وفي عام 2003، قدّم كينارد عملاً يُبرز رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وهو يلتقط صورة شخصية على خلفية من النفط المحترق. وبعد نحو عقدين، واصل الفنان تقديم أعمال تدعو إلى وقف فوري للحرب الإسرائيلية على غزّة.
وتعكس الأعمال المعروضة ممارسة بصرية تربط بين الفنّ والسياسة وفق رؤية تستند إلى "تفكيك الصور المألوفة والمنتشرة في كلّ مكان، وإعادة تصوُّرها من مقاييس ومواصفات مختلفة، من أجل الكشف عن العلاقة بين القوّة ورأس المال والحرب وتدمير كوكب الأرض، وإظهار إمكانيات جديدة تنبعث من الواقع القديم" - حسب بيان منظمي المعرض.
في تقديمه المعرض، يقول كينارد: "ينبع فنّي من الغضب، من حقيقة أنّ البحث عن الربح المالي يحكم كلّ زاوية وركن من مجتمعنا. يُخفي الربح الفقر والعنصرية والحرب وكارثة المناخ وما إلى ذلك".
ويرى ان "أرشيف المعارضة يُظهر ما يكمن وراء القناع: الضحايا والمقاومة والمجتمع البشري الذي يقول (لا) لسلطة الشركات والدولة. إنّه ينتقد إهدار الأرواح الناجم عن تريليونات الدولارات التي تُنفق على تصنيع الأسلحة".