«العوراقيون» ولوعون بالسياسة، حد انهم «يمزمزون» بها على مائدة الشراب.. وفي حفلات الاعراس و «كعدات» التطريب! فاذا استنفذ الواحد منهم اغراضه من كلام السياسة رفع كأسه وهتف:
- بلا سياسة.. ارجوكم بلا سياسة..!
وعلى التو والفور يلقى رجاؤه استجابة، وينهض احدهم ليحول وجهة الحديث عملياً الى نكات وطرائف، فيروي الحكاية التالية:
- فلان تعرفوه.. يستعجل بالحچي.. مرة من المرات، بفد مناسبة، كام يهتف، راد يگول: «شعبنا لن ترهبه الامبريالية المدججة بالسلاح» لكن من عجلته گالها: «الامبريالية المسلحة بالدجاج».
ويضحك الحاضرون.. ويعترض معترض على ان الجلسة عادت الى سيرتها الأولى الى أجواء السياسة.. فهذه النكتة تضمنت «الامبريالية» ويبدأ النقاش حول مفهوم الامبريالية وترجمته الدقيقة الى العربية؟
وحين ينجز مهمته يعاود الهتاف:
- بلا سياسة.. ارجوكم بلا سياسة!
هكذا حال «العوراقيين» حتى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.. اسمعوها وهي تملي الشروط على طالب البعثة (المكفل بآلاف الدنانير) وهي شروط كثيرة، يهمني منها اليوم هذا الشرط:
المادة (2)
الفقرة (هـ)
«ان لا يشتغل في السياسة ولا ينشر مقالات لها مساس بالسياسة الداخلية او الحزبية او الخارجية»
مع ان السياسة ولحمة الوزارة وحتى البعثات.. و ..
- بلا سياسة .. ارجوكم بلا سياسة!!