إذا خرج الأسد من عرينه لا فرق إن كان أنثى أو ذكرا، فالمهم أنه جريء وشجاع. في الحركة التحررية لشعبنا، كانت النساء الكرديات، دائمات الحضور فيها. وبسبب نشاطهن النضالي ابيض شعر بعضهن الأسود، وكن دائمًا مع اخوتهن في البيشمركة، وبعضهن كنّ مؤيدات ومساندات للبيشمركة. كما كتبن وسجلن تاريخاً مليئاً بالفخر لأنفسهن، في الجبال والمدن، حيث كنّ دائمًا داعمات للبيشمركة في كل خطوة بطولية.
نساء شجاعات
علاوة على ذلك، هناك نساء قاتلن جنباً إلى جنب مع إخوانهن البيشمركة، تسلقن الجبال والوديان، وواجهن البرد والحر، وواجهن العدو من أجل تحقيق الحرية وتأسيس حكومة إقليم كردستان.
واحدة من هؤلاء النساء الشجاعات التي أمضت حياتها خلال سنوات النضال والتنظيم كانت (رمزية خان (، المعروفة بـ (أم سلام (.
نشاطات أم سلام
أرسل الحزب أم سلام عدة مرات إلى بغداد وكركوك وبعض المدن الأخرى في العراق، لنقل رسالة أو جلب معدات عسكرية، كما قامت بتعليق العديد من الملصقات والبوسترات السياسية على الجدران والأماكن العامة. وأرسلت معدات وأدوات طبية إلى الجبال لأصدقائها البيشمركة.
تذكر أم سلام، على سبيل المثال، أن الثوار طلبوا منها أدوات ضغط الدم وتخطيط القلب وكانوا بحاجة ماسة إليها. وذات مرة أخذت ابنها الصغير إلى المستشفى بادعاء أنه يبكي باستمرار، حيث كانت تقوم بعضه وقرصه كي يستمر في البكاء، فقال الطبيب، لا يمكن إخراج الطفل ويجب أن يبقى في المستشفى هذه الليلة. في تلك الليلة، أخذت المعدات الطبية وأرسلتها إلى الجبال. كانت هي الوسيلة التي ربطت الجبال بالمدينة.
مواجهة المخاطر
النظام علم بنشاطاتها، فأصدر حكما عليها بالإعدام في الثمانينيات بسبب نشاطها الكبير في تنظيمات المدينة. كان البيشمركة المصابون بجروح يُدخلون سراً إلى المنازل في المدينة التي كانت تُجرى فيها النشاطات السياسية لعلاجهم. وفي معظم الأوقات، كانت أم سلام تذهب لتداوي جروحهم، معرضة نفسها دائماً للخطر، حيث كان النظام يراقبها ويعلن مكافآت لمن يكشف عن مكانها. كانت تعيش في خوف دائم بسبب تقديمها الرعاية الصحية للبيشمركة.
تقدير جهودها
هذه السيدة المحترمة، بالإضافة إلى نشاطها السياسي الذي شهد الكثير من التحديات والصعوبات، كانت أيضاً مخلصة للغاية لأرضها وشعبها ووطنها وأصدقائها، و لا تزال وفية ومجتهدة حتى الآن في مسيرتها السياسية. أم سلام مناضلة لها تقديرها ومكانتها بشكل لا يوصف في قلب كل من يزورها. إنها شخصية قوية، وتتمتع بابتسامة دائمة وحديث لطيف وتتسم بالذكاء والحكمة.
دعوة للتكريم
على حكومة كردستان إدراك جهود وتعب مثل هؤلاء الأبطال أمثال أم سلام ورفاقها. لذلك ينبغي أن يتم تكريمها وتخليدها عبر تمثال لها أو تكريم بتسمية شارع أو مستشفى أو مدرسة باسمها، لكي يتذكر الجميع تاريخ نضال وتضحيات الشعب الكردي. ولتكون هذه الرموز مصدر إلهام للأجيال الحالية والمستقبلية، وللتعريف بالكرد ونضالهم المستمر من أجل حرية شعبهم.