ضيّف منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد السبت الماضي، د. طاهرة داخل، التي قدمت محاضرة بعنوان «الطفل في العراق بين الواقع واتفاقية حقوق الطفل الدولية»، بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في شؤون الطفولة.
المحاضرة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، أدارتها الناشطة سهيلة الأعسم، فيما افتتحتها د. طاهرة بالحديث عن اتفاقية حقوق الطفل الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة، والتي صادق عليها العراق عام 1994، شارحة بعض بنودها التي تعرّف بحقوق الطفل ومسؤوليات الحكومة والمجتمع تجاهها.
وذكرت أنه في العراق لم تتم مراعاة الالتزام بالعديد من بنود هذه الاتفاقية، ومنها حق الحصول على المعلومات. إذ يحق للاطفال وفقا لهذا البند الحصول على المعلومات من الانترنيت والاذاعة والتلفزيون والصحف والكتب وغيرها، ما يتطلب من الحكومات تشجيع وسائل الإعلام على نشر المعلومات بلغات يتمكن جميع الأطفال من فهمها.
وأوضحت ان الطفل لديه استفسارات عديدة، وان عدم الإجابة عنها يُعتبر إساءة إلى حقه في التعبير.
وتحدثت المحاضرة عن العنف الذي تعرض له أطفال العراق بعد 2003. وقالت أنه في عام 2009، وبحسب دراسة ميدانية أجرتها هي نفسها مع دار ثقافة الأطفال، تبيّن أن العنف ضد الطفل تجذر لدى الأسرة العراقية، وهذا يُعد انتهاكا للطفولة وخرقا للاتفاقية المذكورة.
وأشارت إلى أن اتفاقية حقوق الطفل تعمل على أن يكون للطفل المصلحة الفضلى في كل شيء، وان الدولة التي تصادق على هذه الاتفاقية عليها أن تضع مصلحة الطفل في أولوياتها، سواء في التعليم أم الصحة أم الترفيه أم الإعلام أم المؤسسات الثقافية والعلمية والتعليمية، مستدركة لكن الطفل في العراق لا يزال يتعرض للانتهاك والعنف، حتى في المؤسستين التعليمية والصحية.
وفي شأن الانتهاك التعليمي، قالت ان «هناك 32 نصا في المناهج الدراسية لمرحلة التأسيس، تبعث على العنف. وهذا يتعارض مع اتفاقية حقوق الطفل».
وذكرت المحاضرة أن الاطفال في العراق لا يعرفون شيئا عن حقوقهم التعليمية أو الصحية، أو حقوقهم داخل الأسرة، مشيرة إلى أن العراق لديه قوانين وتعديلات قانونية معنية بحقوق الطفولة، لا تزال تنتظر التشريع منذ سنوات.
كما نوّهت إلى ان هناك اتفاقيات وبروتوكولات دولية مهمة تصب في صالح الطفولة، لم يصادق عليها العراق حتى الآن.