احتفت جمعية الفنانين التشكيليين في بابل، أخيرا، بالكاتبة والإعلامية منى سعيد، وسط جمع من المثقفين والفنانين والأدباء.
وخلال الجلسة التي احتضنها مقر الجمعية في مدينة الحلة، تحدثت المحتفى بها عن نشأتها وسط عائلة يسارية مهتمة في الثقافة والأدب، حيث جدها العلامة علي جواد الطاهر، مبينة انها ولدت في مدينة الحلة، ونشأت في بغداد.
فيما ألقت الضوء على بدايات اعتناقها الفكر اليساري، موضحة أنها كانت شاهدة على أحداث انقلاب 8 شباط 1963 الدموي، وعلى لحظة اعتقال شقيقتها من قبل الانقلابيين، ما غرس فيها مشاعر الانتماء للفكر الماركسي والحزب الشيوعي.
ثم تحدثت عن دراستها اللغة الألمانية إبان سبعينيات القرن الماضي، وعن عملها في مجلات الأطفال ومطبعة “دار الروّاد”، وجريدة “طريق الشعب” التي نهلت من قاماتها الصحفية كثيرا من الثقافة، والمعرفة في مجال التحرير الصحفي.
وتحدثت المحتفى بها عن الملاحقات الأمنية التي تعرضت لها وزوجها الشهيد سامي العتابي، إثر الهجمة الشرسة التي شنها النظام البعثي المباد عام 1979 ضد الشيوعيين والديمقراطيين، لافتة إلى انها اضطرت للاختفاء في مدينة الحلة، تاركة طفلتها الرضيعة لدى والدتها.
وتابعت قائلة أن عاطفة الأمومة دفعتها للعودة إلى ابنتها في بغداد. فتحمّلت مسؤوليات كبيرة وظروفا حياتية ومعيشية قاسية، مشيرة إلى ان زوجها اعتقله البعثيون وصارت تبحث عنه في دوائر الأمن العامة، حتى أبلغوها أخيرا باستشهاده، ومنعوها من إقامة مجلس عزاء له.
وتطرقت المحتفى بها إلى رحلتها للإمارات، وعملها هناك في مجالي الصحافة والترجمة، لتعود بعدها إلى بغداد وتواصل نشاطاتها الأدبية والصحفية.