اخر الاخبار

نترقب بشغف أيام الاحد والثلاثاء والخميس زائر بيوتنا الحبيب ابا زينب، موزع “طريق الشعب” في الشطرة، هذا المناضل الذي يعتلي دراجته الهوائية ويتجول عليها عبر الشوارع وبين المحلات والمقاهي والاحياء السكنية، ليزود المشتركين في الجريدة بزادهم الصحفي اليومي. ديدنه يحتفلُ ايما احتفال عند استلامه الجريدة التي يجلبها سائق من بغداد الى مقر الحزب في الشطرة، لينطلق مسرعاً الى “مقهى عبيد” التراثي حيث ينتظره قراء الجريدة ليوزع عليهم أعدادها وهو يدندن طرباً بأغاني الحزب: “عمي يابو جاكوج”، “مگبعه ورحت امشي يمه” و”سالم حزبنا”، ويشاركه من يلتقي بهم وسط فرح غامر وابتسامة عريضة وبتفاعل مع مهمته الحزبية والجماهيرية التي ينهض بها بكفاءة عالية.

انه ناصر جابر، المناضل الذي تخرج في مدرسة الحزب الشيوعي وذاق عذابات سجن ابو غريب لسنوات وعانى ما عانى من تعذيب السلطة، لكنه لم يهدأ يوما، وواصل نضاله حتى داخل السجن، وعندما خرج منه كان اكثر ثورية واصرارا على النضال من اجل الأفكار التي ضحى في سبيلها، ومن أجل الناس والكادحين.

أبو زينب يفتخر بعمله هذا ويعتز بهِ كما نعتز بهِ نحن ونفتخر. حتى عند توزيعه الجريدة لا يزعج رفاقه وعائلاتهم. فهو يدفع بها من فتحات الأبواب وينساب بهدوء دون أن يشعر به أحد.

أبو زينب كثير الكلام، لكن ليس أيَ كلام.. انه كلام وعي وثقافة. حزب متجول يدافع عن حقوق الناس ويوعيهم بها. فهو يحث الجميع على مواصلة النضال ضد المحاصصة والفساد.

انه مناضل من طراز جديد، انه مدرسة للنضال الجماهيري ونشر ادبيات الحزب وافكاره بين الكادحين.

وما يثير الاستغراب انك تجده في جميع الأماكن مع اصحاب البسطيات يوجه و يثقف ويعمل.

وفي حقله القريب من المدينة يبدع و يضرب المثل الأعلى للعاملين في هذا القطاع، تجده اولا في مناسبات الحزب الوطنية يسأل: هل هناك من دورات للحزب، وبأي وجهة كانت سياسية، فكرية، اعلامية، ثقافية. ليطالب بضرورة اشراكه فيها.

انه بسيط، متواضع، يخدم الصغار والكبار.

ابا زينب منك تعلمنا ونبقى نتعلم، انت مثلنا الأعلى. ننتقدك أحيانا لكننا نحبك، انت الشيوعي الحقيقي الكامل الاوصاف. وجودك في حزبك قوة و كبرياء.. مرحى لك.. صنيعك يزدهر عبر الاجيال، تحية لك من الاعماق.

عرض مقالات: