أقام “مركز باهرون” للثقافة والفنون في كربلاء، يوم السبت 6 نيسان الجاري، أمسية استذكار للملحن والمناضل الراحل كوكب حمزة، الذي جرت مراسيم تشييعه إلى مثواه الأخير يوم السبت نفسه في الدنمارك.

حضر الأمسية التي أقيمت على حدائق حي الموظفين وسط كربلاء، جمع من محبي الراحل، مثقفين وأدباء وفنانين وآخرين من متذوقي فنه، إضافة إلى سكرتير وأعضاء اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة.

نقيب فناني كربلاء د. علي الشيباني، أدار الأمسية وافتتحها بكلمة قال فيها انه “برحيل الفنان كوكب حمزة نفقد شخصية مهمة اغنت الذائقة الموسيقية في العراق المبتلى بالاسى والحزن”، مشيرا إلى ان الفقيد رحل بعيدا عن وطنه، في منفاه القسري.

وأوضح ان “الفقيد مجدد في الموسيقى والغناء العراقيين، وانه لم يكن موسيقيا فحسب، بل كان مناضلا صلبا لم يتنازل عن مبادئه. فهو رمز وطني لمثقف عضوي وظف صوته وعوده للتعبير عن هموم الناس والوطن، ورفض كل المغريات، ولم يمد يده للنظام الدكتاتوري الدموي”، مضيفا أن “كوكبا التحق بصفوف قوات الأنصار الباسلة في لجة الموت، وقدم أجمل الالحان التي ما زالت تطرق الوجدان أمثال (الطيور الطايرة) و(محطات) و(الكنطرة)”.

بعد ذلك، قدم القاص الرفيق سلام القريني كلمة قال فيها أن “الفنان كوكب حمزة تفجرت فيه طاقة شاب ذكي عرف كيف يطوع آلة العود وصوته للكلمة المؤمنة بقضية غاية في الأهمية، هي الانتصار لإنسانية الانسان وتخليصه من الذل والعبودية، مستمدا ذلك من رؤيته في علم الجمال الماركسي”، مضيفا أنه “أتذكر حينما كنت طالبا في جامعة البصرة، كان فقيدنا مدرسا للموسيقى فيها. فهذا القادم من مدينة القاسم الريفية وجد نفسة في البصرة وسط مدينة تضج في الصراع الطبقي، وتشهد نضالا شيوعيا لا مثيل له، وحراكا ثقافيا يغيض النظام البعثي بوجود كوكبة متآلفة من الكتاب والشعراء، وأشهر كتاب الاغنية الشعبية، وملحنين مبدعين”.

وتابع قوله أن “كوكبا لفت الأنظار اليه حين قدم لحنا عظيما في مهرجان المربد الأول عام 1970. إذ عزف وغنى بصوته ذي البحة العجيبة رائعة الشاعر المغيب أبو سرحان (بنادم)، ما أبهر الشاعر العربي الأخطل الصغير الذي كان حاضرا في المهرجان، ليقف له”.

 وفي ختام الأمسية، جرى عرض لقاء كان قد أجراه الفنان طارق هاشم، مع الفقيد. كما عُرضت أغنيته “المحطات” التي كتب كلماتها الشاعر الراحل زهير الدجيلي.