اخر الاخبار

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد بالتعاون مع “دار الروّاد المزدهرة” للطباعة والنشر، السبت الماضي، الباحث الاقتصادي إبراهيم المشهداني، الذي عرض ووقّع كتابه المعنون “أمراض الاقتصاد العراقي وسبل معالجتها”، في ندوة حوارية حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وحشد كبير من المثقفين والمهتمين في الشأن الاقتصادي.  أدار الندوة الباحث د. عودة الحمداني، الذي قدم نبذة عن نشاط المؤلف في المجال الاقتصادي، مبينا أن له عمودا صحفيا اقتصاديا أسبوعيا في جريدة “طريق الشعب”.

ثم ألقى الضوء، بصورة موجزة، على محتويات الكتاب، المكوّن من 11 فصلا مع عشرات المباحث، ليترك الحديث بعدها للباحث الضيف.

وفي معرض حديثه، ذكر المشهداني ان الاقتصاد العراقي يعاني أزمة بنيوية، عازيا سبب ذلك إلى  القوانين التي شرعها الحاكم الإداري الأمريكي بعيد 2003، والتي أراد بها استنساخ قوانين الرأسمالية المتوحشة وتطبيقها على الاقتصاد العراقي، عن طريق خصخصة القطاع الحكومي والانفتاح التام على الاقتصاد العالمي، ليكون العراق احدى حلقاته من خلال حرية انتقال رؤوس الأموال والبضائع.

وتابع قائلا أن هذا الأمر تسبب في “هروب رؤوس الأموال العراقية الى دول الجوار، وإخضاع السوق العراقية الى سياسات الإغراق، التي انتجت اقتصادا تنتابه امراض تتجلى في تعطل الإنتاج المحلي وتوقف مشاريعه الإنتاجية ورفع غطاء الحماية عنه. فتدهورت الصناعة والزراعة والخدمات وانتشر الفقر والامية بشكل لا مثيل له”.

ثم استعرض المشهداني جانبا من مشروع الإصلاح الاقتصادي الذي قدمه الحزب الشيوعي العراقي في كرّاس أسماه “توجهاتنا الاقتصادية”، لمواجهة الخطة الاقتصادية التي قدمها المحتل الامريكي، مبينا أن البرنامج تطرق الى التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية التي انتجت طبقات مهيمنة على السلطة، تتمثل في الكومبرادور والبرجوازية البيروقراطية الزبائنية والطغمة المالية المهيمنة بالأساس على الجهاز المصرفي، والتي تسببت في انحدار قيمة الدينار العراقي وتعاظم معدلات التضخم وزيادة نسبة البطالة، فضلا عن نسبة الفقر التي وصلت الى نحو 31 في المائة.

أما من ناحية السياسة المالية، فقد تطرق الباحث الضيف إلى الموازنات السنوية، مبينا أنها خلت من الحسابات الختامية بتبريرات مفتقرة الى المنطق.

ثم توقف عند ازمة الكهرباء وتأثيرها المباشر على عملية التنمية المستدامة بسبب الفساد وسوء التخطيط. كذلك تناول أزمة السكن والحلول الخاطئة التي تزيد من الازمة.

وشهدت الندوة مداخلات قدمها عدد من خبراء الاقتصاد الحاضرين، بضمنهم الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان، الذي أشار إلى أهمية القطاع الخاص في عملية التنمية الاقتصادية، والباحث الاقتصادي ثامر الهيمص الذي تحدث عن اثر الاقتصاد الريعي في توقف قطاعات الإنتاج الحقيقي.

وفي الختام، قدم الرفيق رائد فهمي شهادة تقدير إلى الباحث الاقتصادي إبراهيم المشهداني. فيما وقّع الأخير بدوره نسخا من كتابه ووزعها على الحاضرين.