اخر الاخبار

من يطلع على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في دول اوربا الشرقية الآن .... يلاحظ حالات الغلاء والعوز والفقر والبطالة وارتفاع نسبة الضرائب.......

بسبب سياسة الخصخصة التي اعتمدتها الحكومات التي جاءت بعد سقوط الانظمة الاشتراكية في سنة ١٩٩١ والتوجه نحو سياسة اقتصاد السوق وانتهاج الليبرالية المنفلتة التي أدت إلى هيمنة مجموعة من أصحاب رؤوس الأموال على أغلب المفاصل الانتاجية الحيوية من المعامل والمصانع في البلد.

وفقدت الدولة سيطرتها وادارتها لتلك المنشآت المهمة مما أدى إلى تسريح أعداد كثيره من العمال بحيث خلقوا جيشا من العاطلين، وهذا أدى إلى شيوع ظاهرة الفساد والرشوة والفوضى المجتمعية مما دفع الكثيرين من الشباب للهجرة خارج بلدانهم طلباً للعمل. 

وعندما تلتقي بمجموعة من المواطنين هناك وتتحاور معهم حول طبيعة الوضع الاقتصادي والاجتماعي تلاحظ مدى الاستياء والتذمر والألم والحسرة على ما هم عليه الآن مقارنة بما كانوا عليه سابقاً من وجود نقص في الخدمات والحقوق قياساً بما كانت توفرها لهم الانظمة الاشتراكية السابقة وتشعر بأنهم يحنون اليها ويتمنون عودة ذلك النظام.

هذه الصورة وهذا الوضع المؤلم هو نتاج سيطرة الاحزاب الليبرالية واليمينية المتطرفة.

 تلاحظ عند إجراء الانتخابات البرلمانية في هذه البلدان ينشط دور الاعلام الغربي ويوظف كل امكانياته من دعاية وترويج ودعم لصالح هذه الاحزاب ويحاولون استمالة البعض من العناصر المهمة وشراء ذمم البعض لصالح أحزاب اليمين بحيث استطاعوا أن يحرموا الأحزاب الشيوعية واليسارية من أن تحصل على أصوات عالية وابعادها من قيادة السلطة.

وتتحمل الأحزاب الشيوعية وأحزاب اليسار جزءا كبيرا من هذه الخسارة ومن هذا الوضع بسبب تأثر وانحياز البعض منهم وبالأخص الكوادر المتقدمة بالدعاية الغربية وتقويض الديمقراطية داخل أحزابهم وفي صفوف المجتمع وشعور أحزاب اليسار بحالة الاحباط واليأس وفقدان الأمل بعودتهم إلى قيادة السلطة وابتعادهم عن التشاور والتحاور فيما بينهم..... والابتعاد عن التحالف مع اشقائهم من الاحزاب الشيوعية واليسارية في دول اوربا الشرقية للاستفادة من تجارب الآخرين، لا بل أدى هذا الاعلام الغربي الموجة والدعاية المسمومة للقوى الامبريالية إلى دق إسفين من العداء بين شعوب هذه الدول مما ادى إلى الاقتتال فيما بينهم كما حدث بين اذربيجان وارمينيا وبين روسيا واوكرانيا وبين صربيا والبوسنة وانضمام أغلبهم إلى دول الاتحاد الاوربي والانصياع إلى إملاءات الاتحاد وتنفيذها والالتزام بها. 

فهل تعيد الاحزاب الشيوعية واليسارية في أوربا الشرقية حساباتها وتعيد قراءة هذه التجربة بروح نقدية وعلمية والقيام بجملة إصلاحات داخل أحزابهم ويتحاورون للوصول إلى صيغة عمل مشترك يستطيعون من خلالها إعادة نشاطهم ومكانتهم السياسية التي فقدوها؟ بعد ان ذاقوا مساوئ وويلات الرأسمالية وسياستها الظالمة والمتوحشة.

عرض مقالات: