اخر الاخبار

صحيفة استهلت اسمها بكفاح شعب يئن من وطأة الاحتلال ، لتعبر عن آلام يكابدها الريف أو تطلعات العمال ، صارت طريقا لشعب يقارع حكومات نصبها المندوب السامي وهي خليط من شيوخ العشائر وجنرالات حكم آل عثمان، صدرت أواسط الثلاثينيات حيث الاتفاقيات والمعاهدات، كانت منذ بدايتها ثائرة على الأوضاع متسائلة في مقال لها آنذاك، أن الناس فشلوا في جني ثمار انتفاضات الفرات لسبب هام جدا إلا وهو عدم وجود حزب طبقي ثوري على أرض المعركة مع المستعمر الجزار، ومضت رغم سريتها تؤثر في الأحداث وتحول اسمها إلى “طريق الشعب” لتمضي في مسيرة صحفية محفوفة بالمخاطر،  تتميز بالسرية ولكنها متواجدة في يد كل مناضل ثائر .

إن صحيفة الطريق هي بحد ذاتها تاريخ سطر آلاف البطولات ونشرت آلاف البحوث والمواضيع والمقالات ، بشظايا الأقلام التي كانت تستقر في العقول على مر الأيام ، نقلت ما يكابده الفلاح من أمراض وعوز وآلام، مضت مع العمال في اضراباتهم ونقلت تضحياتهم وآمالهم، وسارت مدافعة عن المرأة لتأخذ دورها في المجتمع والأسرة، وتناولت تطلعات الشباب وناصرت حركات الطلاب، سارت مع التظاهرات الشعبية في وثبة كانون، أو تناقلت اخبار ثورة شعب العراق التشرينية ابان حكم الملكية، اصطفت مع ثورة تموز وحاربت أعداءها وتحملت جفاء بعض قياداتها وصدرت باسم اتحاد الشعب لتقاوم العزل والحقد، ساندت قضايا العرب بدأ من القضية الفلسطينية مرورا بالثورة الجزائرية منددة بالعدوان الثلاثي ناقدة نكسة حزيران،  واستبشرت في حرب تشرين، واليوم هي الوحيدة التي تنقل اخبار الفلسطينيين وتنتقد التطبيع ،  وانتقدت حروب صدام على الكرد والجيران ، وشنت الحرب الإعلامية على التعديات الأمريكية، وقاومت الاحتلال،  واسترسلت تبشر بالنتائج الكارثية، وهي اليوم تتصدى للهوية الثانوية، لإيمانها بالهوية الوطنية، نقلت اخبار الثورة التشرينية وعاشت كل ساعاتها الحزينة، وودعت شهدائها بالكلمة الحرة الرصينة، وانتقدت حكومات الفشل  وتقدمت بالمقترح والحل، واخذت تفضح التدليس والفساد  وتحارب  بالكلمة الصادقة أعداء البلاد، ماضية إلى جانب الحزب لتوحيد القوى الوطنية والديمقراطية، ليصار إلى توحيد المعارضة الحقيقية لإقامة الدولة المدنية .

أن هذا السرد السريع لا يفيها حقها المنيع، وستظل الطريق المصباح المستنير بالمبادئ، بشظايا اقلامها الحرة لا بقوة البنادق المنتشرة.ش