“مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة استطلاعية” لرابطة المرأة العراقية شارك في انجازها مجموعة من الباحثين وبدعم من منظمة المرأة للمرأة السويدية صدرت مؤخرا عن دار الرواد المزدهرة في 154 صفحة من القطع المتوسط والدراسة جزء من مشروع (تمكينها تعايش وسلام).

تتضمن الدراسة بالإضافة إلى المقدمة التي احتوت على فكرة البحث والأهداف والمنهجية، فصلين، تطرق الأول إلى الإطار المفاهيمي حيث يوضح المفاهيم الأربعة التي هي أساس البحث: المشاركة للمرأة، الحياة العامة أو الشأن العام، العوامل التي تعزز تلك المشاركة، والنسوية أو الحركات النسوية في العراق.

ومحور قراءة في القرارات الأممية 1325، 2250 بغية دراسة الأدوات التي يوفرها القراران ومحور مشاركة النساء في تشكيل وقيادة المنظمات غير الحكومية: منظمات نسائية معنية بقضايا النساء المتعددة ومشاركة المرأة في الشأن العام والمنظمات التي ترأسها نساء كنوع من المشاركة في الشأن العام. وايضا تطرقت الدراسة إلى مشاركة النساء والفتيات في الفضاء الرقمي.

أما الفصل الثاني فقد تناول موضوعة مشاركة المرأة في الشأن العام والحراك النسوي والحراك الاحتجاجي كدراسة ميدانية. موضحا أن مشاركة المرأة في الشأن العام لا زالت ضعيفة ولا زال الفضاء العام رجاليا لا يحظى باهتمام النساء إلا بنسبة ضعيفة، وسلط الضوء في هذا المحور على التغيرات الحاصلة لمشاركة النساء والفتيات في الشأن العام وخصوصا بعد أحداث انتفاضة تشرين 2020 حيث شهدت مشاركة متعددة الأدوار للنساء في الشأن العام وكانت من التميز بمكانة اذهلت كثير من النشطاء والمشتغلين في المجتمع المدني، كما ونتلمس التأييد الذي حظيت به مشاركة المرأة، كما واستفزت تلك المشاركة الفاعلة شرائح بالضد منها. تمت الإشارة إلى العوامل التي تعوق مشاركة الفتيات والشابات والمساحات التي تعبر عن مصطلح المشاركة في الشأن العام، وقدمت أيضا المقترحات وبرامج العمل للمجتمع المدني اضافة إلى المقابلات الميدانية مع الشابات والفتيات حول تعزيز المشاركة في الشأن العام. وقدمت الدراسة تحليلا للحوارات والمقابلات الميدانية لشريحة الناشطات وشريحة النساء والفتيات، فهناك اشكاليات عديدة في الفهم المجتمعي تجاه المرأة وقضايا المرأة المتعلقة بالمشاركة بالشأن العام، وتمت الاشارة ايضا إلى مساحات العمل المجتمعية التي ينبغي التركيز عليها مع التأكيد أن هذا الجانب يبقى مدار البحث والتفكير وهو ما أوصى به البحث للعمل على تطوير تلك الدراسات حول مشاركة المرأة في الحراك في تشرين 2019. وقدمت عددا من التوصيات منها تشجيع التعليم وخلق بيئة آمنة عبر التعليم وتشجيع المواهب الأدبية والعلمية والعملية وتشجيع العمل الريادي للفتيات والمشاريع الصغيرة وتوفير المساحات الرقمية لنشر الوعي والتواصل والتدريب والتشبيك مع تشجيع الناشطات الرقميات في تلك البيئة، وأهم ما تحتاجه هذه البيئة صور وقصص النجاحات للنساء والفتيات، وأخطر شيء يصل هذه البيئة هو صور الانتهاكات.

وأيضا تشجيع النساء على العمل التطوعي وبالأخص في مجال التعليم للطالبات. مهم جدا ايجاد الفضاءات الثقافية لبلورة ثقافة نسوية عراقية هادئة ومتناغمة مع الشرائح المجتمعية العراقية وتطوير الهوية النسوية عبر برامج لبناء الوعي بالذات والقدرة على التعبير عن تلك الهوية وتطوير الحملات المدافعة عن مشاركة المرأة والضغط الايجابي مقابل فقط العمل على التشكي ونشر المظالم، وتطوير الأجندة السياسية لحركة نسوية عراقية ووضع نظريات العمل وخرائط الطريق لبلوغ الغايات. مهم جدا عملية التعاطي مع حركة الاحتجاج والحراك السلمي والقضايا الوطنية والمتعلقة بالسلم المجتمعي والمكونات المجتمعية.

ومن خلال العمل البحثي أوصت الدراسة بالعمل على اعداد مكتبة متخصصة بقضايا المرأة والحركة النسوية في العراق يتم نشر محتواها على الانترنت اضافة إلى تخصيص مكتبات حقيقية في كل مدن العراق كأن تكون ضمن المنظمات النسوية أو بالمشاركة مع بعض المؤسسات غير الربحية أو مؤسسات الدولة ذات الصلة وتستقطب الفتيات والنساء بالأنشطة والتدريب والندوات الثقافية.‏

عرض مقالات: