اخر الاخبار

نقابة النخبة التي يكون أعضاؤها ذا خصوصية من خلال فهمهم للقضايا النقابية بشكل مغاير، تكون نقابة غير جماهيرية معزولة يفوح منها نوع من الانانية، لا تجد من يساندها لأنها تعمل على الذات، وتعمل لخدمة نفسها ولمصلحتها لذا فهي لا تتطابق مع مصلحة الطبقة العاملة، وبالتالي تكون بعيدة كل البعد عن الجماهير وتأثيرها يصبح معدوما لأنها منطوية على ذاتها.

عندما (توسعت الطبقة العاملة وزاد حجمها في ظل النظام الرأسمالي وما أفرزته من استغلال واستياء من العمال التي تطلب وجود النقابات العمالية، ولهذا فإن الحركة النقابية ظهرت نتيجة نضال طويل وكمراحل متعاقبة. ونستطيع أن نقول إن النقابة العمالية، توصف بانها منظمة من أجل تحسين الأجور وتوفير الأمن وهي ضد أوتوقراطية أرباب العمال واستغلالهم)1.

لقد اثبتت التجارب أن الحركات العمالية والنقابات في العالم والعراق تحقق أهدافها بالتلاحم والتنسيق، ويتحدد ذلك في تماسك الاعضاء النقابيين حول الأهداف المنشودة وفي ضوء الظروف الاقتصادية الاجتماعية للعمال ومحيطهم.

ومن مهام وأهداف النقابة الدفاع عن العمال ومصالحهم وتحسين معيشتهم وتحسين أجورهم والدفاع عن قانون العمل وحماية العمال من تجاوز الإدارات وأرباب العمل. وقد أشير في قانون العمل العراقي رقم 151 الصادر عام 1970 المادة السادسة في أهداف التنظيم النقابي باء، (إن مهام النقابة الطبيعة التضامنية الانسانية لعلاقات العمل والانتاج ومكافحة أي شكل من أشكال استغلال الانسان للإنسان كما أن العمل النقابي هو مجموعة من النشاطات والآليات والوسائل لغرض تحقيق مستوى أفضل للحركة النقابية والعمالية).

كما أن قوة النقابة هو في مكانتها بين العمال وقوة صدقها وتماسكها في إطار مصالح العمل واستخدام آلية الضغط الإداري من الاحتجاجات والتظاهر والاضرابات.

ويعتبر النقابي المعروف آرا خاجادور، (النقابات المنظمات الطبقية الاجتماعية لجماهير العمال وهي تحتل مكانا هاما في تنظيم الطبقة العاملة من خلال التعبير عن مصالحها والمطالبة بحقوقها والدفاع عن مكتسباتها. كما أن النضال النقابي هو نضال طبقي ووطني في آن واحد فالنضال الطبقي من أجل مصالح الطبقة العاملة في تحسين ظروف عملها ومعيشتها، ومن أجل التقدم الاجتماعي والديمقراطية، يكون مترابطا ديالكتيكيا مع النضال من أجل التحرر والتطور الاقتصادي الاجتماعي للبلاد)2.

وعلى النقابات العمالية أن تعمل وسط جماهير العمال، لأن القرارات الفوقية من قيادة النقابة بدون أرضية وبدون اقناع وتبسيط المطالب، يعطل جماهير العمال عن القيام بواجباتها ويفرغ محتوى نضالاتها.

أعضاء الهيئة القيادية للنقابات المنتخبة يجب ان يتعاملوا مع العمال و يتشاركوا معهم في الهموم والنضال اليومي والتعامل الانساني، لا أن يتحدد العمل النقابي بالمكاتب العليا والمعزولة.

بعض النقابات لها مأرب أخرى، بل أفكارها بعيدة عن أسس العمل النقابي، ونقابات اخرى تتسم بالبيروقراطية والانعزال وبالتالي لا تستطيع ان تقود جماهير العمال، ونقابات تعمل تحت ظل حزب معين او اتجاه او فكر معين، وهناك نقابات تسعى الحكومة إلى أن تتعامل معها وفق منحى سياستها والتي تبعدها عن المبادئ الاساسية للنقابة التي أشرنا لها، و بعض النقابات لا توجد لها روابط ووشائج للعمل الذي يحتاج إلى المرونة والديمقراطية والنقاش والتواضع لكسب مزيد من العمال.

(ان الصفة الجماهيرية للنقابات هو في مسعاها من أجل تجميع وتوحيد الجماهير العمالية الواسعة وترفع دورها وتجعلها قوة فعالة ومؤثرة، هذا الأسلوب في التنظيم يساعد على رفع مستوى العمال النقابي، ويعمق وعيهم الطبقي)3.

ونرى بأن النقابات منظمة جماهيرية تعمل وسط العمال وتعمل من أجل توحيد العمال وعلى اختلاف انتماءاتهم وميولهم السياسية وفي سبيل الدفاع عن مصالحهم المشتركة، كما أن تحقيق أهداف الطبقة العاملة تتطلب التضحية والعمل النقابي المتفاني من أجل المطالب العمالية، وعلى التنظيم النقابي أن يعمل على رفع مستوى الوعي والإدراك لحقوق العمال، وان تكون النقابات منظمة حرة تشارك اعضاءها في قضاياهم.

نحن بحاجة إلى نقابة تؤمن بالديمقراطية والاستقلالية و تعمل من أجل مصالح ومطالب العمال والكادحين، عند ذاك تكون جماهيرية فاعلة مع المنظمات المهنية والجماهيرية الأخرى في بلادنا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر

-1 الان توران عن الأستاذة حورية بن حمزة ص 15

-2 آرا خاجادور من تجارب في العمل النقابي العمالي في العراق 1984 ص 62

-3 مجلة النهج عدد 10 ص 12

عرض مقالات: