اخر الاخبار

صدرت الصحيفة في 30 -07-1935   وعرفت نفسها بانها لسان حال العمال والفلاحين وتصدر عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ويذكر عزيز سباهي ( أحد قياديي الحزب الشيوعي))أنها المرة الأولى التي يعلن فيها الحزب عن هويته .

وعموما الصحافة الحزبيّة هي تلك الصحف التي تعبّر عن فكر سياسي معين أو اتجاه أو مذهب ايديولوجي خاص وتتحدّد وظيفة الصحيفة الحزبيّة في الإعلام عن فكر الحزب والدفاع عن مواقفه وسياساته.

ونجد ان هذا التأكيد الذي عرضة عزيز سباهي يستثني الصحف التي صدرت عن مجموعات ماركسية (نزعة شيوعية) قبل صحيفة كفاح الشعب، ومن أهمها:

1- صحيفة الصحيفة التي أصدرها الماركسي واحد قيادات الحلقات الماركسية في حينه (حسين الرحال ) وذلك في 28-12 -1924 ويذكر المؤرخ حنا بطاطو أن الصحيفة كانت تعتمد في ما تنشره  المجلة الشهرية العمالية وعلى المقالات المترجمة عن صحيفة (اللومانتيه) الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفرنسي  .

2- صحيفة العامل

صدرت في 8 أيلول 1920 وصاحب الامتياز هو عامل المطابع عبد الجيد حسن والذي أصبح فيما بعد من نشطاء الحزب الشيوعي العراقي،  وكان يتوسط الصفحة الأولى شعار (يا عمال العالم اتحدوا ) .

3- مجلة الصنائع

صدرت في 19حزيران 1930 صاحب الامتياز القائد النقابي محمد صالح القزاز كتب فيها حسين الرحال وعبد الفتاح إبراهيم  .

4- صحيفة نداء العمال

صدرت في عام 1930 

في هذه الصحيفة كتب القائد الشيوعي (فهد )سلسلة من المقالات باسم مستعار (فتى المنتفك ) .

من هنا، كانت صحيفة كفاح الشعب الصحيفة المركزية الأولى التي تحمل وجهة نظر الحزب الشيوعي العراقي والتي تمثل انطلاقة مغايرة في عالم الصحافة والاعلام العراقيين.

كان يتصدر الصحيفة شعار المطرقة والمنجل وتحتهما نجمة خماسية وشعار كارل ماركس (فلترتعش الطبقات الحاكمة امام الشيوعية فليس للبروليتاريا ما تفقده سوى قيودها واغلالها وتربح من ورائها عالما باسره).

لقد ترافق صدور كفاح الشعب مع انهيار الانتفاضة التي قامت بها عشائر الفرات الأوسط والتي كانت تحاول تجاوز الفشل الذي واجهته ثورة العشرين فكتبت في العدد الثاني (إن الناس فشلوا في جني ثمار انتفاضات الفرات الأوسط لسبب هام جدا، ألا وهو عدم وجود حزب طبقي ثوري على أرض المعركة السياسية ولقد ظهر هذا الحزب الآن).

ورغم ان الصحيفة صدرت بشكل سري الا انها نجحت في إصدارها الأول بفضل رئيس تحريرها عاصم فليح الذي جرى اعتقاله في أكتوبر 1935 هو ومهدي هاشم وفي ديسمبر من ذات العام تم اعتقال  القيادي في الحزب زكي خيري .

ولم تتحمل حكومة ياسين الهاشمي توجهات ما تنشره فقامت بتنظيم حملة واسعة لوقفها عن العمل عن طريق الاعتقالات الواسعة التي شملت مجموعة من العاملين في الصحيفة ومن ثم الوصول الى مقر المطبعة في شهر كانون الثاني من عام 1936. وهذا ما عزز شعور التضامن الشعبي مع الحزب،

وسجلت كفاح الشعب نجاحا كبيرا في عالم الصحافة العراقية حيث بلغ عدد النسخ التي توزعاها يوميا 500 نسخة. ويذكر المؤرخ حنا بطاطو   حددت كفاح الشعب في عددها الثالث الصادر في شهر اب من عام 1935بما يلي:

1- طرد المستعمرين وضمان حرية الشعب والاستقلال الكامل للكرد وضمان الحقوق الثقافية لكافة الأقليات.

2- توزيع الأراضي على الفلاحين.

3- مصادرة كل أملاك المستعمرين.

4- إلغاء كل ديون الأراضي.

5- تركيز السلطة في أيدي العمال والفلاحين.

كانت الصحيفة تطبع في أقبية مستشفى السكك الحديد في منطقة الكرخ  ، وقد قام بشراء  المطبعة (حسن  عباس  الكرباس)  من شركة بيت لنج البريطانية في شارع الرشيد ببغداد .

كان إصدار الصحيفة ضرورة موضوعية ليقوم الحزب بنشر أفكاره أيديولوجيته ومواقفه السياسية من القضايا المحلية والدولية. وكذلك استخدامها كأداة دعائية وتعبوية فضلا عن فسح المجال لرفاقه واصدقائه الذين يكتبون في الصحف الأخرى وفق محددات النشر الرسمية، كما كانت صحيفة كفاح الشعب وسيلة في عملية التنظيم وإبقاء رفاق الحزب واصدقائه على اتصال بالرؤية العامة للحزب الشيوعي العراقي.

كما ساهمت كفاح الشعب في تكريس موقع الحزب الشيوعي العراقي كقوة فاعلة في الحراك السياسي العراقي ولعبت دوراً بارزاً في نشر الوعي الطبقي والخطاب المعادي للاستعمار**، خاصة ضد الهيمنة البريطانية.

وكانت لغة الخطاب الإعلامي في كفاح الشعب بسيطة واضحة تناسب القارئ العادي، ومما ساعدها أنها ناقشت قضايا المعيشة، والأجور، والحريات، مما جعلها قريبة من هموم الناس اليومية.

ومما لابد من التنويه به:

إن الصحافة الشيوعية العراقية أثّرت بعمق في الرأي العام، خاصة في الفترات التي تزامنت مع الأزمات السياسية أو صعود الحركات التحررية. وقد ساعدت على نشر الوعي الطبقي، وتحفيز النقاشات الفكرية، وتشكيل معارضة سياسية شعبية، رغم ما واجهته من قمع وملاحقة وتعرضها للمصادرة او الغلق (لاحقا)