اخر الاخبار

عامان مرّا على تلك الأيام المضيئة بجرأة الثائرين وإلهام أمثولتهم، وقد تعالت أصواتهم الغاضبة من أجل العدالة والحرية والتغيير ..

ذلك التراكم الكمي للسخط، عبر سنوات المعاناة المريرة، أدى الى تحول نوعي في الحراك، فكانت انتفاضة تشرين. ومن شرارة ذلك السخط المتعاظم اندلع لهيب الانتفاضة، ونهض الأمل المتقد مثل جمرة من تحت رماد بلاد لا تعرف أن تستكين .. وهل لمثل هذه البلاد المعمدة بالآلام والمشرقة بالآمال أن تستكين، وقد سالت في شوارعها دماء ضحايا كثر، وصدحت فيها أصوات الملايين من “مقتحمي السماء”، وقد تحولت الى شبح ترتعد أمامه فرائص اللائذين بالنظام القديم.

حين نحتفي، اليوم، بهذا الحدث الجليل، فاننا لا نتوقف عند حدود الاستذكار، بل نمضي الى حيث يتعين استثمار هذا الحدث الجاري بعنفوانه لتقديم اجاباتنا على أسئلة حارقة، وتحقيق غاياتنا بوسائل سلمية، ونحن نعرف أننا نعبر جسورا من أشواك، في طريق تنيره أمثولة الشهداء، والرؤية الواضحة، والاصرار على الوصول الى تلك الضفاف.

مقدمات وسمات

تتمثل أسباب ومقدمات انتفاضة تشرين بالأزمة الاجتماعية العميقة. وماتزال عوامل اندلاع الانتفاضة قائمة، ببساطة لأن المآسي تتعاظم، والقوى المتنفذة لا يمكن أن تتخلى عن امتيازاتها، وهي عاجزة عن حل الأزمات، وقد حصلت تداعيات جديدة بسبب الكورونا، لتنضاف الى ما يتلمسه المواطنون من العواقب الوخيمة لنهج المحاصصة، واستحواذ القوى المتنفذة على مقدرات البلاد، وشيوع الفساد، واستمرار البطالة، وغياب العدالة في التعيينات، ناهيكم عن غياب الخدمات الأساسية والمعضلات الاقتصادية والمعيشية المستعصية.

والانتفاضة، التي اندلعت في الأول من تشرين الأول 2019، وبلغت ذروتها في الخامس والعشرين منه، هي صيرورة مفتوحة الآفاق، لا يصعب القول إنها أخلّت بميزان القوى السياسي والاجتماعي، حتى بات من المتعذر العودة الى الأوضاع التي كانت سائدة قبل اندلاعها، فقدمت بذلك دلالة عميقة، من بين دلالات كثيرة، على أن ارادة الشعب الموحدة قادرة على اجتراح المآثر والاطاحة بعروش الاستبداد.

ولعل من بين سمات هذه الانتفاضة، التي شكل اندلاعها وتطورها مفاجأة للجميع، أنها ممارسة كفاحية مميزة قدم تنوع أشكالها ومضامينها الاجتماعية مؤشرات واضحة على تحول نوعي في الوعي السياسي للمجتمع. وكشفت الانتفاضة عن تبلور في مطالب المنتفضين السياسية في التغيير، الذي بات ضرورة ملحة.

ومن الجلي أن الانتفاضة لم تنبثق من عدم وانما جاءت حصيلة لتعمق الأزمة الاجتماعية بتجلياتها المتنوعة على خلفية صراع المصالح من أجل السلطة والثرورة والنفوذ. ومن نافل القول إن الانتفاضة لم تكن وليدة الصدفة المتلازمة مع العفوية، ذلك أن العوامل الموضوعية هي التي خلقت وعمقت الأزمة الناجمة عن فشل نظام المحاصصة والظواهر السياسية والاجتماعية الخطيرة المرتبطة به.

وبينما تجلت في انتفاضة تشرين الهوية الوطنية متمثلة في شعار “نريد وطن”، الذي جسّد ممارسة لاعادة بناء النسيج الوطني، تجلت، أيضا، سلمية التظاهرات، وسلوك المتظاهرين المنضبط، حيث سطعت أرقى سجايا الشخصية العراقية، وتجسد الطابع المدني للاحتجاج. وصارت السمة السلمية مصدرا لقوة الحراك، وأزالت المخاوف التي تثار حول نتائج التصعيد في الحراك، والزعم بأن أشكاله الجديدة، وبينها العصيان المدني، قد تهدد السلم الأهلي.

وعلى الرغم من ميل بعض قوى الحركة الاحتجاجية الى تكريس النزعة العدمية، وتهميش دور الأحزاب والقوى المنظمة على نحو يشوه طبيعة الحراك ويجرده من القيادة الواعية الضرورية، فان الحراك الاحتجاجي تمكن، في مجرى استمراريته، من التخلص من كثير من المظاهر السلبية. وبدأت أطراف داخل الحركة الاحتجاجية تدرك أهمية التنسيق والعمل المشترك، وهو تطور يدفع الى الرهان على امكانية توحيد جهود الأحزاب المدنية الديمقراطية والقوى التشرينية ونقابات ومنظمات. وفي هذا السياق ننظر الى النداء الذي وجهه الاجتماع الأول للمجلس التشاوري للقوى والحراكات التشرينية في 17 أيلول الحالي لاحياء الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين.

إيقونة الانتفاضة

لقد كانت مشاركة الشباب والطلبة والنساء سمة مميزة من سمات الانتفاضة، ومؤشرا على رفض شعبي واسع لسياسات الحكومات المتعاقبة. ومنحت المشاركة الطلابية زخما كبيرا لحركة الاحتجاج، وساعدت في اخراجها مما أريد لها من انحدار نحو العزلة. ولعل المثال الأكثر تألقا في انتفاضة تشرين هو الذي جسدته المرأة العراقية، حيث مارست دورا بارزا غير معتاد في مجتمع يغلب عليه الطابع الذكوري بشكل تقليدي، فتحولت الى ايقونة للانتفاضة حقا. كما جسد المثقفون حقيقة كونهم حملة مشاعل الفكر التنويري والوعي بضرورة التغيير، وباتت سمة انخراط النخب الثقافية في الانتفاضة من بين أهم سماتها.

دروس غنية

ومادمنا في سياق تحليل الانتفاضة وآفاقها، فلابد أن نبدأ، أولا، بدروس هذا الحدث البليغة، واستخلاصها من هذه الصيرورة المتفاعلة، المنفتحة على آفاق، والتي تحتاج، على الدوام، الى اعادة نظر وتقييم، وإغناء وتطوير للموقف الواقعي في الظرف الملموس. فقد كانت الانتفاضة تعبيرا عن حاجات حقيقية للناس، أخرجها الحراك الى النور.

ويمكن القول إن هناك، الآن، حراكا على صعيد المفاهيم والسلوكيات السياسية والمجتمعية. فانكفاء الحديث عن المكونات لصالح تقدم المحتوى الاجتماعي الى أمام يجسد واقعا جديدا يقلق الأحزاب القائمة على أساس الطائفية السياسية. وبوسعنا أن نرى نوعا من اصطفاف جديد يشير طابعه العام الى أن قيما مدنية راحت تشق طريقها وسط صعاب وتعقيدات الصراع السياسي والاجتماعي المعروفة.

ومن ناحية أخرى تكمن قوة الاحتجاج في سلميته، التي يريد البعض تجريده منها. ولا ريب أن الأساس السلمي للاحتجاج بحاجة الى قوى اجتماعية تسنده، وليس الاستجابة لاستفزازات القوى المناهضة للاحتجاج، عبر الانسحاب من الساحات كما دعا بعض المدنيين، الذين يتخذون مواقف الجزع والانكفاء الانعزالية، بدلا من مواصلة الضغوط وتحشيد القوى وتعزيز الاتجاه المدني المستقل وقوة تأثيره في المشهد السياسي والاجتماعي.

إن لدى حزبنا تجربة غنية، ومريرة أيضا، في التحالفات لابد من العودة الى دروسها البليغة، واعادة النظر والتقييم لاستخلاص العبر ورسم المواقف السياسية المدروسة وفقا للظرف الملموس، آخذين بالحسبان أن التحالف ينطوي، بالضرورة، على تناقض، وأنه اذا كان الحراك صيرورة، فان الصراع كذلك أيضا.

لقد فند الحراك الكثير من التقديرات والتوقعات التي كانت تستبعد امكانية استمرار الغضب الشعبي، وبصورة سلمية منسجمة مع منظومة الحريات والدستور، فقد ظل الحراك محافظا على طبيعته السلمية، وكانت انتفاضة تشرين دليلا على هذه الحقيقة.

وأثبتت الانتقاضة أن شكل الاحتجاج كان حالة متحركة نشأت في سياقها قوة جاذبة لأوساط اجتماعية أوسع كانت مترددة في مسألة المشاركة في الاحتجاجات حتى رأينا الملايين وهم ينزلون الى الشوارع في أفواج هادرة.

ولعل من بين أهم دروس الانتفاضة أنها عكست ورسخت المطالب ذات الطابع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وجعلتها في قلب المشهد السياسي، مزيحة الانتماءات الطائفية والعرقية، حتى أضحى الحراك يمارس، الآن، دورا أعظم في صياغة المشهد السياسي.

ومن ناحية أخرى نتأمل حقيقة أنه جرى التركيز، على مدى سنوات، على أن العملية الانتخابية هي التجسيد الوحيد للديمقراطية. ان تمركز الثروة في أيدي القوى المتنفذة، في ظل الطابع الريعي للاقتصاد، وهو الوجه الآخر لتعاظم الفجوة المجتمعية، أدى الى نشوء قلة حاكمة أوليغاركية، تتحكم بكل مفاصل الدولة، ومنها الانتخابات. وأدى هذ، من بين أمور أخرى، الى فقدان الثقة بالعملية الانتخبية، بل وبالعملية الديمقراطية. وبما أن القوى المتنفذة تتحكم بنتائج العملية الانتخابية، فانه لا يمكن، والحال هذه، أن يحدث أي تغيير حقيقي عبر انتخابات لا تتوفر فيها شروط الحرية والنزاهة. ومن هنا جاء موقف حزبنا في مقاطعة هذه الانتخابات، وهو ليس رفضا للعملية الانتخابية ولا للعملية الديمقراطية، وانما نداء عمل وفعل سياسي من أجل توحيد جهود قوى التغيير على طريق اقامة الدولة المدنية التي تحقق العدالة الاجتماعية. وهذا هو جوهر البديل الذي يطرحه حزبنا للخروج من الأزمة السياسية والاجتماعية الطاحنة بانهاء نهج المحاصصة والفساد، ووضع البلاد على طريق التغيير الحقيقي.

مقاومة القوى المناهضة للتغيير

ومن الطبيعي أن لا تغيب عن بالنا حقيقة أن قوى المجتمع القديم، المناهضة للتغيير، مستعدة لاستخدام كل السبل والأساليب للامساك بسلطتها والدفاع عن امتيازاتها. وفي سياق هذه الحقيقة المعروفة تاريخيا توحدت القوى المناهضة للانتفاضة، رغم تناقضاتها، في مسعى لانهاء الحراك الاحتجاجي واجهاض الانتفاضة. ويتعين الاعتراف بأن هذه القوى أفلحت في اضعاف الحراك واعاقة عملية التغيير، وأفرغت شعار الانتخابات المبكرة من محتواه. ويكمن التناقض، هنا، في أن المنظومة الحاكمة، المطلوب تغييرها، تتولى، هي نفسها، اعادة هيكلة تشكيل المنظومة الانتخابية.

لقد جوبهت الانتفاضة، كما هو معلوم، منذ اندلاعها بقمع دموي قل نظيره. وعلى الرغم من التضحيات الجسام التي قدمها المنتفضون، حيث زاد عدد الشهداء على 700 والجرحى والمصابين والمعاقين بالآلاف، اتسعت المساهمة الشعبية، خصوصا من أوساط الكادحين، وراحت شعارات الانتفاضة تتبلور، وتتجه نحو تحميل منظومة المحاصصة مسؤولية تعمق الأزمات.

ويمكن القول إنه في ضوء موازين القوى السياسية والاجتماعية القائمة، ومستوى تطور الحراك الاحتجاجي، وضعف القوى المدنية الديمقراطية وتشتتها، والآثار الوخيمة للبنى الريعية للاقتصاد على قطاعات الانتاج، تقدم شعار الاصلاح على شعار التغيير.

ومن ناحية أخرى شهدت الانتفاضة انحسارا بسبب جائحة كورونا، وكذلك، بالطبع، بسبب عمليات الاغتيال والخطف والاعتقال، وسائر أشكال العنف السافر، فضلا عن العوامل الذاتية التي ارتبطت بضعف التنظيم، وغياب رؤية مشتركة لطبيعة البديل، وكثرة الانفسامات بين صفوف المنتفضين، وما قامت به القوى المتنفذة والجماعات المسلحة لاختراق صفوفهم وتفتيتها بأساليب مختلفة.

وعي مدني جديد

لقد أسهم الحراك، والانتفاضة على وجه الخصوص، في تأسيس وعي مدني ديمقراطي جديد يتبنى فكرة العدالة الاجتماعية على نطاق أوسع، وتعميق وعي ألوف مؤلفة جديدة من الشباب والنساء، على وجه التحديد، ممن راحوا يتعلمون دروس التمرين الكفاحي الجديد، واغناء خبرتهم الفكرية والسياسية الميدانية.

ويمكن القول إن الانتفاضة شكلت حدثا نوعيا ذا أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية، هزّ أركان النظام السياسي القائم على المحاصصة، وأدى الى بروز حقائق وظواهر جديدة في اللوحة السياسية والاجتماعية. فقد بات مفهوم الدولة المدنية أكثر تداولا، بينما تقدم موضوع التخلي عن نظام المحاصصة في المشهد السياسي. وتبددت أوهام قوى سياسية متنفذة ومراهناتها، في ظل ظروف الكورونا القاسية، على “تراجع” و”تعب” المتظاهرين ونفاد صبرهم وسكوت الشارع، وبالتالي “تبخر” هذه “الفورة” الجماهيرية العاطفية العابرة.

وكان إحياء عشرات الآلاف في بغداد والمحافظات الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة تشرين صورة ساطعة للاستذكار والاستمرار.

وعلى الرغم من أن ساحات الاحتجاج شهدت تغيرات جلية، إذ تبدلت أولويات بعض القوى التي كانت داعمة للتظاهر، فيما دخلت قوى جديدة بدوافع وأجندات لا تتوافق، بالضرورة، مع الأهداف المعلنة في ساحات التظاهر والاعتصام، فان الوجهة العامة للحركة الاحتجاجية ماتزال تحتفظ بمنطلقاتها وأساليبها وأهدافها.

خبرة التاريخ الثورية

تعلمنا الماركسية أنه حين تبدأ أعداد غفيرة من الناس بالنشاط  فان أول من يؤخذوا على حين غرّة هم ليسوا أولئك الذين كافحوا زمنا مديداً، بل الحكام الغافلون، ذلك أن الطبقة الحاكمة أقنعت نفسها بأن المقاومة مستحيلة، على عكس الثوريين القادرين على التنبؤ بالأحداث والمستعدين لها. وهذا غالبا ما يميز ما يسميه ماركس “الثورة الجميلة”، أي اللحظات الأولى للثورة التي يبدو أنها توحد غالبية المجتمع في النضال ضد النظام القديم، وهو ما تجلى عندما اندلعت انتفاضة تشرين بكل عنفوانها، بحيث بدا أن المجتمع كان، بأسره، موحدا وراء شعار واقعي بسيط: “نريد وطن” !

كما تعلمنا الخبرة الثورية أن دخول الجماهير الحراك بصورة عفوية لا يجعل تنظيم الصراع أقل ضرورة، بل، على العكس، يجعله أكثر أهمية والحاحا. وقد دار في الماركسية نقاش مديد حول المشاركة في الثورات العفوية. وكانت وجهة نظر ماركس تؤكد أن المشاركة ضرورية حتى وإن كان جليا أن الثورة فاشلة، لأن الهدف هو “تدريب الشعب على الثورة”، والارتقاء به الى خوض معركة ظافرة.

وقد أظهرت كومونة باريس (18 آذار 1871) كيف أن البرجوازية لا تلقي السلاح بل تحارب بكل ضراوة أية محاولة لبناء المجتمع الجديد. فلم تقف البرجوازية مكتوفة الأيدي وهي ترى الكومونة تهدد سلطة رأس المال، ورأت أن عليها أن تتحد لمواجهة هذا الخطر، فاتحد أعداء الأمس، بسمارك وتيير، لمواجهة عمال باريس.

وفي تقييمه البليغ للكومونة لم يكتف ماركس بالتعبير عن الاعجاب الحماسي ببطولة ثوار الكومونة الذين “هبّوا لاقتحام السماء” حسب تعبيره، بل رأى في هذه الحركة الثورية، على الرغم من إخفاقها في تحقيق غاياتها، خبرة تاريخية ذات أهمية عظمى، وخطوة عملية أهم من مئات البرامج والمناقشات.

ووضع ماركس نصب عينيه مهمة تحليل هذه التجربة واستخلاص الدروس منها، وإعادة النظر في أفكاره على ضوئها. وكان “التصحيح” الوحيد الذي رأى ماركس ضرورة ادخاله على “البيان الشيوعي” مستوحى من الخبرة الثورية لكومونة باريس.

مقتحمو السماء يرفعون راياتهم عائدين الى الينابيع، ومن عيونهم يتطاير شرر التحدي .. ورسائل التنوير التي يبثونها في شوارع البلاد الثائرة هي رسائل احتجاج ضد عسف الطغاة وظلام ثقافة القطيع .. وهي نداءات صادحة من أجل التغيير ..

اليوم إذ نحتفي بذكرى الانتفاضة، ونحن على أبواب انتخابات نقاطعها، نرى تلك الرايات الآتية وهي تخفق بقلوب أمهات الشهداء الرائدات دروب الآلام والتحديات، وسط رياح تأتي محنهن بها لتعصف بذلك الرماد الذي غطى جمرة الانتفاضة، فتتقد من جديد، وسط غابات من زهور تحملها أيادي الشهداء، وهو يلتاعون بتراتيل أمهاتهم النادبات، اللواتي يذيب نحيبهن الصخر، فيتقدمون المواكب في المسير نحو قيامة العراق !

رحلت أيام الخوف واليأس .. وفي عنفوان المسير راحت نواقيس الغضب تقرع لمجد الانتفاضة .. اليوم بات جليا أن مدّ تشرين الاقتحامي لن يتراجع، وأن حصون الظلام ستتهاوى في غد قريب ..

حتى عندما يقتلون المنشدين، تظل هذه البلاد تغني، لأنها محكومة بالأمل ..

أجل .. إنها قيامة العراق !

عرض مقالات: