اخر الاخبار

في تشرين الثاني 2022، رفع المغنّي الرئيسي في “فرقة كايروكي” المصرية أمير عيد علم فلسطين في حفل أقيم في برلين، وهو يؤدي مجموعة من الأغاني التي تحمل في معظمها مضامين تدعو إلى التغيير الاجتماعي والسياسي، وبادله الجمهور التلويح بالعلم الفلسطيني كذلك.

ربما لا تتضمّن أغنيات الفرقة مفردات وتعبيرات واضحة حول فلسطين منذ تأسيسها عام 2003، لكن تركيزها على مفاهيم أساسية في مقدّمتها الحرية والثورة على الظلم والاستباد يتقاطع كثيراً مع الواقع الفلسطيني، كما في أغنيتها “هدنة” التي قدمتها سنة 2017، وتقول كلماتها: “أنا متغرّب/ استسلام في شكل السلام/ خايف أبعد أنا وخايف أقرّب/ انكسار في شكل انتظار”.

منذ أيام، نشرت “كايروكي” على منصة “يوتيوب” أغنيتها الجديدة “تلك قضية”، تضامناً مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لإبادة جماعية منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، وحظيت حتى اليوم بأكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة.

تأتي الأغنية بعد حوالي شهر من مشاركة أمير عيد في أوبريت “راجعين” برفقة خمسة وعشرين مغنياً عربياً دعماً للقضية الفلسطينية، حيث غنّى مقطعاً تقول كلماته: “كل الدنيا بلادي وأرضي في كل مكان/ كل الدنيا بلادي من قديم الزمان/ الفروق بينا حدود/ كلام على الورق مكتوب/ والمكتوب أصبح قيود/ تمنعني أشوف بلادي”.

وصمم ملصق الأغنية الفنان محمد مصطفى الذي وضع رأسين لتمثال الحرية في نيويورك؛ رأسه الحقيقي ورأس آخر لشيطان، في دلالة على ازدواجية المعايير لدى الولايات المتحدة التي تنحاز إلى الاحتلال الإسرائيلي وتغطي جرائمه.

وكتب كلمات الأغنية الشاعر مصطفى إبراهيم، بينما ترجمها إلى الإنكليزية الشاعر المصري البريطاني ولاء كمال.

تستهل الأغنية بمقطع فيه تهكم وسخرية سوداء من الموقف الغربي الذي يدافع عن حقوق الحيوان ولا يرى المجازر في فلسطين، حيث تقول: “ينقذ في سلاحف بحرية/ يقتل حيوانات بشرية/ تلك قضية وتلك قضية/ كيف تكون ملاكاً أبيض؟/ يبقى ضميرك نصّ ضمير/ تنصف حركات الحرية/ وتنسف حركات التحرير/ وتوزّع عطفك وحنانك/ ع المقتول حسب الجنسية/ وتلك قضية وتلك قضية”.

وتواصل الأغنية طرح مزيد من المفارقات التي تعري دعم الولايات المتحدة للقتل: “كيف تكون إنساناً راقي؟/ ومطابق للاشتراطات/ كلّ كلامك لابس واقي/ وبتحضن كل الشجرات/ بتقول ع البواب الحارس/ وجنبك جيش بيهد مدارس/ واما بتقفش نفسك لابس/ دم.. تقول الكل ضحية/ وتلك قضية وتلك قضية/ كيف أصدق هذا العالم/ لما بيحكي عن الإنسان؟/ شايف أم بتبكي ضناها/ علشان مات في الغارة جعان/ ويساوي المقتول بالقاتل/ بشرف ونزاهة وحيادية/ وتلك قضية وتلك قضية/ كيف أنامَ قريرَ العينِ؟/ وأضع سدادة أذنين/ والعيلة المدفونة ف بيتها/ ممنوع حد يخش يغيتها/ وكأن الأرض اللي فوقيهم/ مش تبع الكورة الأرضية/ وتلك قضية وتلك قضية”.

ثم تنتقل لوصف حالة الشعب الفلسطيني الذي يواصل صموده في غزّة: “كيف تعيش في سجنٍ واسع؟/ زنازينه من نار ورماد/ وتقوم من تحت الأنقاض/ تتشعلق ف رقاب القاتل/ تجمع أشلائك وتقاتل/ وتوري الدنيا الكدابة/ كيف يسير قانون الغابة/ من أين طريق الحرية/ ومن أين تؤتى الدبابة/ مش فارقة العالم يتكلم/ موت حرّ وما تعيشٌ مسلّم/ تلهم جيل ورا جيل يتعلم/ كيف يعيش ويموت لقضية/ بننادي على عالم مين/ علشان يستنكر ويدين/ دن كما شئت فأي إدانة/ لما يجري جوا السلخانة/ مش هتخف بارود الدانة/ ولا قادرة ترجع له صباح/ تلك قضية/ وهذا كفاح”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 7 كانون الأول 2023

عرض مقالات: