اخر الاخبار

منذ الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من هذا العام وسيناريوهات ما بعد هذا الطوفان تُرسم وتضع لها الخطوط وفق ما هو معمول به لما بعديات المراحل، لكن الفكرة هنا وبالرغم من التفاوت في مختلف التفاصيل بين الفصائل الفلسطينية المقاومة وبين قوات الكيان الاسرائيلي والهجمات المتبادلة غير المتكافئة إلا إن الجميع منشغل بسيناريو حرق الأرض من شعبها، وهذا سيناريو ليس بجديد ضمن ادبيات الكيان لاعتبارات تاريخية ضمنها قادته اليوم بالخطوة الخطأ التي كان من المفترض اتخاذها قبل هذا التاريخ بكثير، مع ذلك تبقى دراسة هذه الحالة هي أساس التفكير باللحظة سواء كانت هذه اللحظة تحمل معانيها التأريخية أو قد تكون استراتيجية بناء على عناصرها يتم رسم صورة المدينة (غزة) وتضمين الهدف المطلوب، بالمقابل ستستمر سيناريوهات العقل الجمعي تلعب على اساس البقاء والتراجع والصعود دون الغوص في حيثيات العمقين الجغرافي: المتمثل بالأرض التي يعدها الفلسطينيين آخر معاقل كرامتهم وهذا ما يدفعهم على الاستمرار، والعمق الثاني: العقلي الذي انقسم في هذه المرحلة التأريخية بين العاطفة والشعور من خلال ترسيخ حالة فريدة تمثلت بالدفاع لآخر روح.

كل السيناريوهات المطروحة متكررة، يبقى سيناريو الترحيل وهذا أيضا مُكرر، لكن عملية التعامل مع هذه الفكرة هذه المرة مختلفة على اساس وجود اكثر من عامل مساعد وداعم لهذه الفكرة. يبقى هذا السيناريو مرهون بقدرتين الأولى: القدرة الدولية على إيقاف الفكرة، والثانية: العمل على فصل المناطق واعلان الدولتين، وهذا يأتي من اصرار الفلسطينيين هذه المرة على عدم ترك أراضيهم مع إسناد على عدم السماح لإيجاد وطن آخر للفلسطينيين ليصبحوا هم في شتات ليعلن الكيان دولته، بالمحصلة فرضية تهجير الفلسطينيين هذه المرة من أراضيهم بشكل كامل يفتح الأبواب على صراعات جديدة في المنطقة لا تسمح للأمن والسلام أن يكونا خيارين اكيدين، مما يدفع المجتمع الدولي على فرض مجموعة من القواعد، واتخاذ جملة من الإجراءات التي ستساعد على اقل تقدير إنهاء هذه الحرب وإيقاف الدمار وفق شروط المنتصر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشرة “الحدث” - كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية