اخر الاخبار

يبقى وسيبقى يوم ٣١ اذار ١٩٣٤ من الأيام الراسخة في ذاكرة الشعب العراقي ففيه تأسس الحزب الشيوعي الذي اصبح اسمه ملازماً للشعب العراقي لا ينفكان عن بعضهما، ولم يأتِ ذلك من  عواطف ورغبات بل من ممارسة حية اثبتها الحزب مدافعاً عن حقوق الشعب العراقي طيلة اكثر من 87 سنة كانت مليئة بالتضحيات الجسام والشهداء الذين تنوعوا في انتماءاتهم الطبقية والقومية والاثنية والدينية، فكان ذلك خطوة تاريخية متقدمة ومقدمات لمجتمع يسعى بان ينظم نفسه بدرجة أرقى من التنظيم والتشكيل الاقتصادي والسياسي  والاجتماعي السابق، حيث الولاء العشائري والعائلي القبلي والانعزالي المتخلف إلى مجتمع تسري بروحه قيم المدنية والتطور المستمر لقيم العدالة الاجتماعية الراسخة ومنع استغلال الانسان لأخيه الانسان، وكان ذلك يغيظ الذين يريدون إبقاء الوضع على حاله للشعب العراقي لإبقائه على جهل وفقر ومرض وتخلف، فتحول  الحزب الشيوعي العراقي بمهامه النضالية إلى مدرسة حقيقية اجتماعية سياسية فكرية وطنية يسارية شيوعية واضحة المعالم أصبحت هويته الحقيقية أينما وجد ليدافع عن حقوق الكادحين والفقراء وشغيلة اليد والفكر رغم كل التكالب والهجمات عليه من الدوائر الاستعمارية والمخابراتية والرجعيات المختلفة التي لبست ثوب الدين احياناً والقومية أحيانا أخرى لتقاوم الفكر الاشتراكي والشيوعي ليس في العراق وحده بل في العالم أثناء وبعد الحرب العالمية الاولى وخاصة بعد انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية الكبرى في روسيا عام ١٩١٧، وازداد التعلق بقيم الاشتراكية العلمية (الشيوعية)  من لدن الشعوب قاطبة أكثر بعد الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩-١٩٤٥) وانعكس ذلك في وعي الشعب العراقي حيث هزيمة الفاشية الالمانية على يد الجيش الأحمر السوفيتي بعد تضحيات جسام قدمها بلد الاشتراكية الاول الاتحاد السوفيتي وصلت إلى ٢٥ مليون انسان، وأعطى ذلك قوة للحزب ان يتوسع ويزداد تأثيره  بين ابناء الشعب وخاصة الكادحين والعمال والفلاحين والمرأة والطلبة والشبيبة وفئات مهمة من المثقفين مما اخاف الحكومات المتعاقبة، فأصبحت تحارب  الحزب بأشكال شيطانية وعنيفة وقصدية لإزالته من الوجود، فأقدمت الحكومة الملكية عام ١٩٤٩ على إعدام  القادة الاماجد المؤسسين الأوائل (الجيل الاول) (فهد وصارم وحازم وساسون دلال) وأبطال آخرين في خطوة غير مسبوقة للسلطة الملكية آنذاك تنفيذاً لسيدها المستعمر الإنكليزي، ولم يمنع ذلك الحزب من مواصلة نشاطه ونضاله فنجح الحزب مع قوى الشعب الخيرة بإنجاح ثورة ١٤ تموز والتي رفعت ببرامجها مستوى حياة الشعب بمختلف المجالات الصحية والتعليمية والزراعية والخدمية والبنى التحتية وحررت الاقتصاد والعملة من ربق الشركات الاحتكارية وخاصة اقتصاد النفط ... وتربصت به كل القوى الرجعية والعميلة للأجنبي بكل امكانياتها المالية والعسكرية والمخابراتية والإعلامية فشنت على الحزب الشيوعي هجوما إثر انقلاب القطار الامريكي بالتعاون والتنسيق مع العملاء المحليين في ٨ شباط عام ١٩٦٣ فاستشهد الآلاف تحت التعذيب واعتقل عشرات آلاف آخرين من الشيوعيين وأصدقائهم في هجمة بربرية أعدم فيها الجيل الثاني من قادة الحزب الأبطال أولهم سكرتير الحزب  سلام عادل وابو العيس والعبلي والحيدري وگوهاري  والقائمة تطول، وهذه المرة كانت المخابرات المركزية الامريكية CIA شاركت المخطط لهذه المذابح مع قطعان الحرس القومي والقوميين العرب حيث  هم الجهة المنفذة.

فشل محاولات تصفية الحزب

بالعكس مما في ذهن البرابرة قتلة الانسان لأجل تصفية وانهاء الحزب ازداد وهج الحزب وانضم له آلاف مؤلفة أخرى من خيرة شباب وشابات العراق لترفد الحزب الذي أحب شعبه وأحبه شعبه بالطاقات المختلفة لما يمتلكه من صدق في التضحيات والنضال لأجل بنات وابناء الشعب العراقي، فكان اممياً بحق وطبقياً بحق ووطنياً بحق...وهذه المميزات الكبيرة لا تقدر على جمعها الا الأحزاب الأصيلة والكبيرة والممتدة جذورها مع جذور شعبها.. كالحزب الشيوعي العراقي.

ويستمر الحزب الشيوعي بالعطاء والنضال وبأشكال مختلفة رغم إعدام قادة الجيل الثاني منه في عام ١٩٦٣ ليكون الحزب الشيوعي  الوحيد في العالم يجر ي إعدام سكرتيرين له وينتاب الحزب صراعاً حاداً فكرياً وسياسياً وتنظيمياً كان انعكاساً للأوضاع المتوترة بعد انقلاب شباط الفاشي ١٩٦٣والذي استمر ٩ اشهر لتنتهي مهمة قطعان الحرس القومي الفاشي المخطط لها من دوائر CIA بان قطعت الطريق على الحزب ليكون قريباً من الحكم أو في الحكم  وهذا غير من اللوحة السياسية للبلد وتوزيع قواها المؤثرة،  فكان جلّ ما تريده الدوائر الرأسمالية الاحتكارية الجشعة واذنابها في العراق والمنطقة بالتعاون مع  المخابرات الدولية هو ابعاد الشيوعيين من الحكم وانهاء وجودهم بأي شكل كان سواء بالتنكيل أو المنع أو القتل والترهيب والترغيب أو الإجبار على تشريد اعضاء وقيادة الحزب ومناصريه انّى كان لهم ذلك ممكناً.

وتوقع  جميع المتآمرين الفاشيست أن لا قيامة للحزب مرة اخرى نتيجة الجراح التي أثخنت جسده... ولأن السلطة المعادية للشعب تبقى غبية وقصيرة نظر بسبب ضيق أفقها وأنانية مصالحها فكان ان اختار الحزب الكفاح المسلح في الأهوار وفي جبال كردستان لاسترداد عافيته منذ ١٨- شباط -١٩٦٣ ولغاية ١٩٧١ وللرد على الهجمة الشرسة ضده واحياء منظماته، وبذات الجماهير والتنظيمات الشيوعية تعود لها العافية مرة اخرى وهذه المرة بتوسع تنظيم الحزب من الشمال  إلى الجنوب مما حدا بعصابات البعث  التي صفت حسابها مع حكم العارفين (عبد السلام وأخيه عبد الرحمن) حيث كما هم متعودون بأن أتو بانقلاب انكلوبعثي آخر بدعم ومباركة وتخطيط من المخابرات الغربية في ١٧/تموز ١٩٦٨ حيث الحزب وجماهيره الشعبية كان قاب قوسين او أدنى لاستلام الحكم رداً على جرائم الحرس القومي (البعثي) الفاشستي فأخاف ذلك البعث والقوميين والفاشيين وقبلهم اسيادهم البريطانيين والامريكان فرتبوا انقلابا في القصر الجمهوري جاء بحكم البعث بطروحات جديدة كانت تعتبر شكلياً طروحات تمثل مصالح الشعب حسب ميثاق العمل الوطني الذي أطلقه البعث الخارج للتو مِن رحم الحرس القومي .. فطرح معالجات للقضية الكردية بيان ١١ اذار المتطور وللسجناء السياسيين (الشيوعيين بإطلاق سراحهم) والجبهة الوطنية، والإصلاح الزراعي، وحقوق المرأة، والمعاهدة السوفيتية - العراقية الطويلة الامد.... عارضاً ما يفكر فيه الحزب الشيوعي وغيرها من طروحات كانت تعكس حاجة الشعب العراقي آنذاك، فتشكلت الجبهة الوطنية عام ١٩٧٣ بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث وعاش العراق فترة مزدهرة نسبياً من التطور الاقتصادي والحريات البسيطة والإعلام والثقافة رغم  انها كانت بمثابة مكيدة وفخ افتضح امرها لاحقاً  لأنها لم تعالج مشكلة السلطة وامتلاك القرار والصلاحيات بشكل تشارك فيه بشكل ديمقراطي حقيقي كل الأحزاب السياسية الكبيرة الموجودة في الساحة وفي الجبهة، فاستغلها البعث لاحقاً بان تمسك بالسلطة لوحده وانفرد فيها ولم يسمح للأخرين بالمشاركة في صنع القرار،  فالتف البعث (صدام) على المنجزات التي طرحها البعث (البكر - صدام) في بداية السبعينات (الميثاق الوطني ١٩٧١)، وفي نهاية السبعينات ١٩٧٨ فرط عقد الجبهة إثر هجمات غادرة من أجهزة أمن السلطة البعثية على منظمات الحزب الواسعة الانتشار، اذ تبين انه في بغداد فقط كان يوجد حوالي ١٠٠ الف عضو ومؤازر للحزب (حسب وثائق المؤتمر الوطني الرابع للحزب ١٩٨٤)  ... وكان ايضاً شيء غير طبيعي لدى المتربصين بالحزب في منطقة غنية بالثروات النفطية تتطور اقتصاديا واجتماعيا أن يظهر حزب شيوعي قوي بهذا المستوى، فكانت الاعتقالات والمطاردات والإعدامات المتواصلة للشيوعيين واصدقائهم قد دفع الدكتاتورية بلسان الدكتاتور المغرور صدام ان حدد يوم ٣٠ حزيران ١٩٨٠ ان يتم القضاء على الحزب الشيوعي في العراق وتنتهي الشيوعية فيه (حديث الدكتاتور إلى مجموعة من الصحفيين الإيطاليين في حزيران ١٩٨٠- نشرته صحف النظام - الثورة والجمهورية) ... ولكن يتكرر غباء الحكام مرة أخرى هنا وبشكل فاضح رغم أن الجيل الثالث من الشيوعيين قدم ارواحا وقادة أماجد لا يعوضون فهم  قامات كبيرة مثل الدكتور صباح الدرة وصفاء الحافظ وعايدة ياسين وكوادر محترمة طلابية وعمالية ونسائية وآلاف اخرى من الرفيقات والرفاق الرائعين عمالا وفلاحين وطلبة واساتذة ورياضيين لا زالت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية تزخر بذكرياتهم  وببطولاتهم التي لا تنتهي، فدفع الحزب ذلك إلى تبديل سياسته وشعاره  تجاه الجبهة الوطنية التي سخرها  البعث وديكتاتورية النظام لكشف تنظيمات الحزب الشيوعي والتنكيل بها بهمجية وثبت للقاصي والداني أن نوايا السلطة الدكتاتورية كانت القضاء على الحزب الشيوعي مهما كان الثمن، فقام بإبادة منظمات الحزب جميعها و”تنظيف” العراق من الشيوعية وهو نفس الغباء السياسي للعهد الملكي والعهد الفاشي إبان انقلاب شباط الدموي ١٩٦٣، فاضطر الحزب ان يرفع شعار الكفاح المسلح في نهاية ١٩٧٨ في جبال كردستان العراق والانتقال إلى العمل السري في المدن لتبدأ تجربة الجيل الثالث من المناضلين الشيوعيين العراقيين بشكل نضالي آخر لإسقاط الطغمة الفاشية الدكتاتورية رافعاً شعاره الأثير والواقعي آنذاك حسب حاجة وظروف النضال آنذاك “الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان” فالتحق في الجبال خيرة بنات وابناء شعبنا العراقي من أعضاء الحزب وأصدقائه، وقدم الأنصار الشيوعيون العراقيون الأبطال اروع صور الشهادة والنضال من اجل تحقيق الشعار المذكور، وسرعان ما بدأت خطوط التنظيم السري في المدن والجيش والجامعات ومراكز تجمع الناس تتأسس بحذر شديد وأسلوب ذكي رغم أن النظام وضع كامل امكاناته من اجل اختراق التنظيمات الصحيحة واختراق حركة الأنصار لإفشالها ومحاولات اغتيال قادة الحزب وكوادره وأنصاره،  ويذكر أن النظام الدكتاتوري بأجهزته الامنية والاستخبارية سَخَّر ٣٧ خطاً تنظيمياً وهميا وبأشكال متنوعة  لاختراق الحزب وتحطيم وتدمير تنظيماته (ذكر ذلك من قبل رئاسة  المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي العراقي تشرين الاول ١٩٩٣ في شقلاوة)...وذلك من الوثائق التي حصل عليها الأنصار وابطال العمل السري في محافظات اربيل ودهوك والسليمانية وكركوك...في انتفاضة اذار المجيدة عام١٩٩١.

الشيوعيون الانصار

لعب الجيل الثالث من الأبطال الشيوعيين في الأنصار - البيشمه رگه -  والعمل السري دوراً عظيماً في الحفاظ على كيان الحزب وروحه واستمراره في النضال مع أبناء الشعب إثر هجمة البعث والنظام الدكتاتوري عليه وصولاً إلى استخدام النظام الفاشي الاسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً ضد مقرات الأنصار - البيشمه رگه- ومواقع تواجدهم للنيل من الحزب في ٥ حزيران ١٩٨٧ في منطقة زيوه في جبال كردستان العراق(خلف جبل متين) حيث مقرات الحزب الشيوعي وهو يتهيأ لعقد اجتماع اللجنة المركزية للحزب في مقر قاطع بهدينان وأدت الضربة القذرة بالأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً إلى استشهاد رفيقين نصيرين وإصابة ما يقرب من ٢٥٠ نصيرة ونصيرا شيوعيا  بالعمى المؤقت، ولا زال بعضهم يعاني منها، وبعدها في كانون الأول ١٩٨٧ تم استخدام السلاح الكيمياوي في سه رگه لو وبه ركه لو، وفي اذار ١٩٨٨ في حلبجة وفي نيسان ١٩٨٨ في قرداغ السليمانية.

وكانت نتائج العمليات العسكرية القذرة السيئة الصيت الأنفالات كارثية في كل الجوانب، اذ تم قتل الآلاف من ابناء الشعب العراقي وتدمير الاف القرى وإجبار سكانها الذين كانوا للأنصار  البيشمه رگه جميعاً بمثابة الماء للسمكة على  العيش في مجمعات بعيدة عن مناطقهم الأصلية على شكل (معسكرات) مغلقة وتم توزيع  ابناء شعبنا العراقيين من القومية الكردية خاصة في مناطق نائية صحراوية بنية واضحة وحاقدة من نظام البعث الشوفيني لإبادة هذا الشعب المكافح لأجل حقوق مشروعة أسوة بإخوانهم الآخرين من ابناء القوميات الاخرى الكلدواشوريين والايزدية والكاكائية والتركمان والأرمن والصابئة المندائيين...

اضطر الكثير من الأنصار بعد انحسار الحركة الپارتيزانية أن يغادروا إلى خارج العراق وبقي القليل في العراق لانحسار فسحة النضال في تلك المناطق إضافة إلى الأسباب الذاتية الداخلية للحزب اذ تركت تلك الهجمات ردود فعل محبطة للأنصار الذين كانوا يريدون إسقاط النظام الدكتاتوري، إلا أن العوامل الدولية والاقليمية والعوامل الداخلية وتبعات الحرب ونتائجها والصراع الفكري والسياسي والتنظيمي  داخل الحزب كلها كانت عوامل مختلطة ادت لتطور وتراجع واعادة نظر بسياسات وطروحات الحزب للواقع الجديد الذي نشأ والبحث والتدقيق عن شكل نضال الحزب خلال وبعد الفترة من أيلول ١٩٨٨-اذار١٩٩١... اذ رفع شعارا جديدا ربط إسقاط الدكتاتورية بالمجيء بنظام يحقق الديمقراطية للعراق والفدرالية لكردستان في اجتماع اللجنة المركزية في اذار ١٩٩٠، وبعد سنة هبّ في آذار ١٩٩١ الشعب والأنصار البيشمه رگه والحزب في انتفاضة مجيدة كان للحزب بالتعاون والتنسيق مع احزاب الجبهة الكردستانية التي تأسست في مقرات الحزب  في الجبال في مقر خواكورك في شهر ايار عام ١٩٨٨، فاندلعت الانتفاضة أولاً في رانية واربيل والسليمانية ايام ٥ و ٦ اذار ١٩٩١ وكركوك في ٢٠/٣/١٩٩١ وبدأت تتحرر كل المدن في الإقليم متناغمة مع هبة الشعب في البصرة والناصرية والحلة والديوانية والنجف وكربلاء والعمارة والكوت والسماوة ....كان عرسا بحق اذ هبت انسام عذبة في الشمال وعلى الناي جاوبها راعي الجنوب  والوسط.

اعطى الشعب رأيه في رفض النظام الدكتاتوري ولعب الحزب فيها دوراً مهماً وريادياً وخاصة في اربيل والسليمانية  ودهوك والموصل والبصرة والحلة والديوانية والناصرية وبغداد لوجود تنظيمات سرية له، وبدأت المعنويات الكبيرة تعود لرفاقه ومنظماته وانصاره ليبدأ جيل آخر من المناضلين الشيوعيين في التكون والتبلور مع الأحداث الجديدة التي اتسمت بتحرير كردستان العراق من ربقة النظام الدكتاتوري وبالعكس احكمت الدكتاتورية قبضتها على محافظات الوسط والجنوب حيث اخطأ القادة السياسيون الاسلاميون برفع شعارات طائفية في تواطؤ فاضح لقوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لإعطاء الفرصة للنظام الدكتاتوري بأن يستعيد أنفاسه إثر السماح له باستخدام الطيران لتصفية المنتفضين وانهائهم بارتكابه جرائم ضد الانسانية بحقهم ... وهكذا فتحت آفاق اخرى أمام مناضلي الحزب إثر الانتفاضة الآذارية ليعزز مكانته بين ابناء الشعب  ...  اذ تحررت نسبياً كردستان العراق من النظام بعد تطبيق قرار الامم المتحدة ذي الرقم ٦٨٨ والذي حمل اسم No Fly Zone او منطقة حظر الطيران فوق خط ٣٦ عرض.

وبعدها يبدأ الحصار برغم استسلام قوات النظام لشروط دول التحالف المذل في خيمة صفوان في شباط وبداية اذار ١٩٩١  الذي دام ١٢ سنة كان وقعها أليما على المواطنين، وخلال هذه السنوات أصبح الشعب العراقي فريسة تلتهمها الدكتاتورية من جهة وقرارات الحصار الاقتصادي الدولي الجائر من جهة أخرى، الذي استغله الغرب  بنوايا اخرى بغية توفر فرص لهم للتدخل اكثر فوظفت حماقات وسفالات وممارسات الدكتاتورية البشعة بطريقة الشرعية الدولية عبر الأمم المتحدة فتدّخلت الولايات المتحدة لحسم  بقاء النظام بإزالته وأسقاطه من الحكم في عمليات حربية استمرت من ١٩/٣/٢٠٠٣-٩/٤/٢٠٠٣ اي واحد وعشرون يوماً ويبدأ وضع استثنائي في كل المجالات امام الشعب وامام الحزب وليبدأ بخوض غمار نضال شاق في هذه الظروف حيث كان اغلب رفاقه وكوادره خارج العراق باستثناء ابطال العمل السري وقسم من الأنصار الشيوعيين واصدقائهم البيشمه رگه في كردستان العراق ...

جيل المواصلة

من رحم هذه الاوضاع يستمر الجيل الرابع للشيوعيين بالتصدي والنضال والمواصلة والتحدي لتغيير كل ذلك لأجل دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية لينفي بها دولة المحاصصة والطائفية المقيتة والتي تسرب بين أجنابها أبشع ارهاب وأقذر فساد في العالم...

تكتب للشيوعيين باعتراف الشعب نفسه إلى الآن نظافة اليد والاخلاص لشعبهم ووطنهم وشاركوا في الحكم الجديد بعد ٢٠٠٣  بعدد بسيط من الوزراء والنواب ولم يتلوثوا كما تلوثت جميع التيارات السياسية الدينية والقومية بسرقاتها واختلاساتها واحتكاراتها لموارد الدولة، وامتاز الحزب الشيوعي العراقي بالطرح والعمل العالي الشعور بالمسؤولية تجاه ابناء شعبه ووطنه لإيجاد الحلول للمشاكل المستعصية، وشارك ابناء الشعب احتجاجاتهم ومظاهراتهم ضد الطائفية والسرقات والفساد وكان يقود الكثير منها منذ شباط عام ٢٠١١ وإلى اليوم في مسعى عملي واضح اختبرته الجماهير والساحات لتغيير كل هذه الاوضاع المزرية وقدم الكثير من الشهداء على يد الاٍرهاب والتطرف وعلى يد القوات الحكومية التي تقمع التظاهرات...

لتبقى ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي راسخة في وجدان الجماهير الكادحة والمتعطشة للعيش بكرامة واحترام وعدم الخوف وفي اجواء السلم المستدام.... والحريات المحترمة.

اربيل- عنكاوا

٩/٤/٢٠٢١

عرض مقالات: