اخر الاخبار

إنه الموجود والمتواجد على كل شبر من أرض الوطن في الهور وفي الجبال وفي القرى في الأرياف وفي الصحاري والوديان وفي كل مكان توجد به الأرض بخيراتها من منتجات حياتية فمن هو هذا ولاي شريحة اجتماعية يعود …

نعم انه الفلاح والمزارع الذي يشكل أكبر شريحة اجتماعية من مجموع شرائح المجتمع العراقي، والحديث عنه يعني الحديث عن الأرض الغالية والذي هو بالمحصلة وبجهده وأتعابه يوفر سلة الغذاء للعائلة العراقية مثلما يرفد الاقتصاد الوطني للبلد بركن أساسي من أركانه، وليس على هذا جدل وعندما نقول هذا نتفق عليه نتساءل لمصلحة من هذا الاهمال والتغاضي عن ايجاد وتوفير ما يتطلبه ذلك من مستلزمات الانتاج الحيوية، وليس هذا فحسب بل لم يحظ بنسبة تخصيصات تتناسب وحجمه من الموازنات المالية الانفجارية التي يذهب معظمها في غير محله والأنكى من ذلك يستكثر عليه دعم وتفعيل الدور المؤثر لتنظيمه المهني المجاهد صاحب المآثر والتضحيات والذي قدم العديد من الشهداء والدماء الزكية على طريق تحرير الفلاح وعيشه الكريم، الا وهو الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية في العراق الذي انبثق إثر ثورة ١٤ تموز المجيدة للعام ١٩٥٨ كباقي المنظمات المهنية الاخرى التي هبت للدفاع عن الثروة ومكتسباتها وتعبئة الجماهير حولها، وليس هذا فحسب بل بادر العديد من أعضاء هذا الاتحاد في حينه للتعاون والتنسيق مع لجان الكشف والاستيلاء والتوزيع والتعاقد مع الفلاحين على الأراضي الاميرية، وأجزم انه في وقتها أضحت مقرات الجمعيات الفلاحية ما يشبه المدرسة للوطنية والتآخي وروح التعاون ونبذ التفرقة والخلافات، وصارت عاملا أساسيا من عوامل نشر الوعي والثقافة ورفع مدارك ومستويات الناس ومكافحة الأمية التي كانت متفشية في المجتمع وخاصة بين صفوف الفلاحين وسكان الريف والمجتمع عامة آنذاك .

وجوابا على السؤال أعلاه، اقول نعم إن الفلاح أينما وجد من الضروري ان يوجد الاتحاد، حيث أنه الواسطة الأساسية التي تستطيع الغوص والوصول للفلاح لتفهم مشكلاته الحقيقية والتصدي لحلها وذلك من خلال التعرف عن كثب على معاناته والوقوف معه من اجل تلبية مطالبه وحل مشاكله، الأمر الذي يصعب على السلطات الحكومية الوصول اليه مثل ما هو لدى الجمعيات الفلاحية والتي من مهامها القيام بشقين من العمل:

١- ما يتعلق بالزراعة ومتطلباتها وتوفير مستلزمات نجاحها.

٢- اجتماعي يهتم بتسوية وحل جميع الاشكالات والمنازعات وابداء الارشاد والتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإيجاد الرؤى ووضع الخطط الدائمة والعمل بكل جد من أجل النهوض بالقطاع الزراعي وانتشاله من حاله الاهمال والتخلف المزري لا سيما وان العراق زاخر بالخبرات والطاقات العملية الخلاقة التي يمكنها الاسهام والفعل المؤثر في هذا الميدان لو اتيحت لها الظروف والفرص المؤاتية.

ما يعني ان إنعاش وتفعيل القطاع الزراعي فضلا عن دعم وتقوية الاقتصاد الوطني يسهم وبشكل كبير بامتصاص جزء من افواج البطالة الواسعة بين صفوف الشباب، إلى جانب ان لا يبقى عراقنا العزيز بلد النهرين سوقا لتصريف بضائع ومنتجات دول الجوار وخاصة الذين قطعوا عنا المياه وجانبوا كل روح الانصاف وحق الجوار والتنكر لكل الاعراف والمواثيق الدولية. فنتساءل الم يكن نهرا الكرخة والكارون نهرين دوليين لا يمكن لاحد الحق في تغيير مسارهما؟ ويمكنني القول هل ضاعت المقاييس وفقدت جميع القيم.

نعم انه كذلك حيث يجري الآن تجريف آلاف الدونمات من خيرة انواع بساتين النخيل والتسابق بالزحف سكانيا على خيرة الأراضي الزراعية وامام انظار المسؤولين عن الشأن ولا من سائل او رادع. فبماذا يفسر ذلك واين هم الذين صدعوا رؤوسنا بإيجاد الموارد غير النفطية؟

عرض مقالات: