اخر الاخبار

تواصلت ردود الفعل خلال اليومين الماضيين، بشأن الاتفاق الذي عقدتهُ السعودية مع إيران بوساطة صينية، ويرى خبراء ومحللون سياسيون أن الاتفاق بين البلدين على استئناف العلاقات الدبلوماسية، سيخفّف من حدّة التوترات التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، وسيدفع لمرحلةٍ جديدةٍ من التعاون والتشارك بين الطرفين.

ورحبَ العراق الذي كان راعياً للعديد من جولات الحوار بين الرياض وطهران، بالاتفاق، وانضمت كذلك الى المرحبين دولٌ عربية، فيما اختلفت ردود الفعل في إسرائيل، إذ اعتبرهُ البعض ضربةً جديدةً للسياسية الخارجية الإسرائيلية، أمّا الولايات المتحدة فكان جواب رئيسها بأنّ الأفضل للعرب بناء علاقات مع إسرائيل.

الخارجية العراقية ترحب

ورحبت وزارة الخارجية العراقية، في بيان صحفي، بالاتفاق الذي تم بين البلدين، وعدتهُ بداية صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأشار البيان إلى أن المساعي التي بذلتها الحكومة العراقية في هذا الإطار، عبرَ استضافة بغداد لجولاتٍ حواريةٍ بين الجانبين، وما رسّختهُ من قاعدةٍ رصينةٍ للحوارات التي تلت عبر سلطنة عُمان والصين.

وذكر البيان أن الاتفاق سيعطي دفعةً نوعيةً للتعاون بين دول المنطقة، ويؤذن بتدشين مرحلة جديدة.

وتضمَّن الاتفاق على “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.

ويُشار إلى أن البيان المشترك وقعَ بعد عدةِ أيام من المفاوضات بين رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ونظيرهِ السعودي في بكين.

ورحبت دول عربية بالاتفاق، وقالت إنهُ يُدخل المنطقة في مرحلة جديدة، فيما ذكر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران أساسية لاستقرار منطقة الخليج.

بيان الاتفاق

وجاء في البيان الذي نُشرَ بشكلٍ واسع بعد توقيعه: بأن “وزيري خارجية البلدين سيلتقيان لتنفيذ هذا القرار، واتخاذ الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء”، مشيراً إلى أن “البلدين أكدا احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، في إطار تنفيذ اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بتاريخ 17 نيسان 2001، وكذلك الاتفاقية العامة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والتعاون الفني والعلمي والثقافي والرياضي والشبابي، الموقعة في 17 أيار 1998”.

فشل لحكومة نتنياهو

وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتناهيو، بشأن الاتفاق السعودي الإيراني. وقال إنّ “تجديد العلاقات بين السعودية وإيران تطور خطير بالنسبة إلى إسرائيل، وانتصار سياسي لإيران، وفشل مدوٍّ وإهمال وضعف من حكومة نتنياهو”.

وأضاف بينيت أنّ “دول العالم والمنطقة تراقب إسرائيل في صراع مع حكومة غارقة في تدمير ذاتي ممنهج. وفي هذا الوقت، تختار تلك الدول طرفاً فاعلاً للعمل معه”.

ويرى محللون أن الخطوة المفاجئة التي اتخذتها السعودية لإعادة العلاقات مع إيران تزيد من تعقيد المساعي الدبلوماسية لإسرائيل التي تتوق لإبرام اتفاق مع المملكة.

تناقض التصريحات الامريكية

بدورهِ قال الرئيس الأميركي جو بايدن عندما سُئلَ عن الاتفاق السعودي الإيراني: “كلما كانت العلاقة بين إسرائيل وجيرانها العرب أفضل، كان ذلك أفضل للجميع”، بدون أن يتحدث مباشرةً عن رأيهِ في الاتفاق.

لكن منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، قال في وقتٍ سابق: “واشنطن على علم بتقارير استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية”.

وأضاف: “بشكل عام، واشنطن ترحب بأي جهود تساعد في إنهاء الحرب باليمن وخفض التوتر في الشرق الأوسط”.

وقال كيربي :”إذا تم الحفاظ على الاتفاق، وانتهت حرب اليمن، ولم تعد السعودية مجبرة على مواصلة الدفاع عن نفسها؛ نتيجة الهجمات القادمة من هناك. فنحن نرحب بذلك”.

مساع سعودية نحو النووي

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إنّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يسعى لبرنامجٍ نوويٍ مدني وضمانات “أمنية” من الرئيس الأميركي جو بايدن، كثمنٍ لتطبيع العلاقات إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين، أنّ الرياض تسعى للحصول على ضمانات “أمنية” من واشنطن، والمساعدة في تطوير برنامج نووي مدني، وكسب قيود أقل على مبيعات الأسلحة الأميركية، معتبرةً أنّه “ثمنٌ باهظ لاتفاق لطالما سعت إليهِ إسرائيل”.

وبحسب الصحيفة، انقسم المسؤولون والخبراء في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، بشأن مدى جدية التعامل مع الاقتراح، بالنظر إلى العلاقات الفاترة بين بايدن وابن سلمان.

وأكد شخصان مطلعان، أنّ المفاوضات تجري بقيادة بريت ماكغورك، منسق مجلس ما يسمى بـ”الأمن القومي” للشرق الأوسط، وآموس هوكستين، كبير مساعدي بايدن لقضايا الطاقة.

وأكد أحد المصادر أنّ ابن سلمان أدى دورًا مباشرًا في المفاوضات، لكن المُحاور الأكثر نشاطًا مؤخرًا، كانت السفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر آل سعود.