شهدت الساحة السياسية الدولية، اخيراً، تطورات هامة لصالح القضية الفلسطينية، مع رفع وتيرة التنديد بسياسة الاحتلال الإسرائيلي، وممارساته الهمجية تجاه الشعب الفلسطيني.

وعلّق الاتحاد الافريقي قراراً يعتبر إسرائيل عضواً مراقباً في الاتحاد، وذلك بعد طرد دبلوماسية إسرائيلية كبيرة السبت الماضية من قمته السنوية المنعقدة في إثيوبيا.

فيما علقت عمدة مدينة برشلونة العلاقة مع دولة الاحتلال حتى ينتهي انتهاك إسرائيل المنهجي لحقوق الانسان.

فيما يتواصل نضال الشعب الفلسطيني في الداخل، اذ نظمت عدة بلدات فلسطينية اضراباً كبيراً يوم أمس الأول الاحد تنديداً بالجرائم الفلسطينية.

تعليق وطرد

اعلن الاتحاد الأفريقي تعليق منح إسرائيل صفة مراقب، بعد طرد دبلوماسية إسرائيلية كبيرة السبت الفائت من قمته السنوية المنعقدة في إثيوبيا.

وأظهرت صور منشورة على الإنترنت أفراد أمن من الاتحاد الأفريقي يرافقون الدبلوماسية الإسرائيلية خلال الجلسة الافتتاحية إلى خارج القاعة التي تشهد القمة. فيما حمّلت إسرائيل جنوب أفريقيا والجزائر مسؤولية هذه الواقعة، قائلة إنهما تحتجزان الاتحاد الأفريقي رهينة وإنهما مدفوعتان “بالكراهية”.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد: أن الوضع معلق، ولذلك لم نوجه دعوة إلى مسؤولين إسرائيليين لحضور قمتنا”، وتابع أن تحقيقا “يجري في حضور الدبلوماسية الإسرائيلية.

وأظهرت لقطات مصورة، حراسا يرافقون الدبلوماسية الاسرائيلية شارون بار-لي إلى خارج قاعة اجتماع الاتحاد الأفريقي.

ورفضت جنوب أفريقيا الادعاءات الإسرائيلية، قائلة إن الاتحاد لم يبت بعد في طلب إسرائيل الحصول على صفة مراقب به.

برشلونة تجمد العلاقة مع اسرائيل

ووجهت عمدة مدينة برشلونة اليسارية أدا كولاو رسالة الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 8 شباط، قالت فيها، أن “مدينتها ستعلق العلاقات مع إسرائيل، وشراكة برشلونة مع تل أبيب حتى ينتهي “انتهاك إسرائيل المنهجي للحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني”.

وأشارت كولاو في رسالتها إلى أن منظمة العفو الدولية ومنظمات أخرى أدانت “ممارسات دولة إسرائيل التي ترتكب جرائم ضد الشعب الفلسطيني وضد الإنسانية”.

وكتبت عمدة برشلونة: “لكل هذه الأسباب، أبلغكم أنني قررت تعليق العلاقات مؤقتًا مع دولة إسرائيل ومؤسساتها الرسمية، بما في ذلك اتفاقيات الشراكة مع بلدية تل أبيب، حتى تنهي السلطات الإسرائيلية الانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان. ضد الشعب الفلسطيني والامتثال الكامل للالتزامات التي يفرضها عليها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المختلفة. لا يمكننا السكوت”.

رد وتضامن

ورداً على قرار كولاو، أرسل رئيس بلدية مدريد، خوسيه لويس مارتينيز ألميدا من حزب الشعب اليميني المحافظ، رسالة إلى رئيس بلدية تل أبيب يعرض فيها الشراكة مع مدينة مدريد.

 وقال “أنا لا أوافق على قطع العلاقات مع دولة إسرائيل وقطع الشراكة مع المدينة، فله طعم قوي من معاداة السامية، الجاني بالنسبة لليسار هو ذاته: إسرائيل”.

وبالنسبة للحكومة الإسرائيلية، فإن قرار رئيسة بلدية برشلونة “قرار مؤسف” وانه يتعارض مع “رغبات سكان برشلونة”.

ودانت رابطة الجاليات اليهودية الإسبانية تعليق العلاقات مع إسرائيل، ووصفتها بأنها “معاداة متطورة للسامية”.

وفي إسبانيا، وقع أكثر من مئة من المبدعين والسياسيين والكتاب والأكاديميين بيانًا لدعم قرار العمدة أدا كولاو. وبضمنهم أعضاء في البرلمان الإسباني وأعضاء في البرلمان الأوروبي من “كتلة اليسار”، و”المناهضون للرأسمالية”.

اضراب في القدس

وفي تطورات القضية الفلسطينية، نظمت عدة بلدات وأحياء في القدس الشرقية إضرابا (الأحد) احتجاجا على الممارسات والإجراءات الإسرائيلية التي تتمثل بعمليات الاقتحام والاعتقالات وهدم المنازل، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية.

وقالت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء شينخوا، إن “نشطاء فلسطينيين سدوا مداخل بلدات العيسوية والرام وعناتا ومخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين شرق القدس بالحجارة وحاويات النفايات والإطارات المطاطية المشتعلة، كما أغلقت الأسواق والمحال التجارية أبوابها التزاما بالإضراب”.

وجاء الإضراب تلبية لدعوة القوى والفصائل الفلسطينية والحراك الشبابي في القدس رفضا للإجراءات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وقال مدير وحدة الإعلام في محافظة القدس بالسلطة الفلسطينية معروف الرفاعي في تصريح صحفي، إن “الإضراب الشامل جاء تعبيرا عن حالة الغضب ضد كافة الإجراءات الإسرائيلية، خصوصا هدم المنازل وتكثيف حملات الاعتقال ومصادرة الأموال”، مشيرا إلى أن “الإضراب خطوة أولى لجهة تحقيق العصيان المدني بعدم التعامل مع الاحتلال”.

واندلعت مواجهات على مداخل البلدات والأحياء بين شبان والشرطة الإسرائيلية دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

في المقابل، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية سياسة بن غفير ضد سكان القدس ومقدساتهم وأحيائهم وبلداتهم القائمة على فرض “العقوبات الجماعية وتعميق عمليات التطهير العرقي وتوسيع دائرة هدم المنازل وفرض الإغلاق على المناطق وتوسيع حملات الاعتقال والتنكيل”.

وقال بيان صادر عن الوزارة، إن إجراءات بن غفير تعبير واضح عن “فشل إسرائيل بضم القدس وتهويدها وفرض السيطرة عليها وتأكيد جديد على أن القدس الشرقية المحتلة فلسطينية بامتياز وجزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967”.

وطالب البيان مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في احترام قراراته وضمان تنفيذها والتدخل الفوري لوقف “جرائم وانتهاكات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بما يضمن وقف جميع الإجراءات أحادية الجانب تحقيقا للتهدئة”.

مواصلة القمع

في الاثناء، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الإثنين، مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، وشرعت بقياس منزلي الأسيرين الجريحين أسامة الطويل، وكمال جوري، تمهيدًا لهدمهما، فيما أصيب عدد من الشبان بجروح خلال مواجهات واشتباكات اندلعت مع الشبان خلال الاقتحام. وأكد خالد الطويل، شقيق الأسير، أن قوات الاحتلال داهمت منزلهم في شارع “المريج” بحي رفيديا في مدينة نابلس، وأخرجتهم منه واحتجزتهم بمنزل مجاور، وحققت ميدانيا معهم حول المنزل، قبل أن تبلغهم شفويا بنيتها هدم المنزل، ليتبين بعد انسحابها أنها أحدثت فيه ثقوبا وأخذت قياساته.

عرين الاسود تتصدى

وبالتزامن مع اقتحام نابلس اندلعت مواجهات واشتباكات مسلحة في المدينة، وأعلنت مجموعة “عرين الأسود” في بيان، تصديها لقوات الاحتلال.

بدوره، أكد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل في تصريح صحافي، أن طواقم الهلال الأحمر تعاملت مع 20 حالة اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، نتيجة اقتحام قوات الاحتلال شارع (المريج) في مدينة نابلس.

فيما اعتقلت قوات الاحتلال، شابا من بلدة حزما شمال شرق القدس، وشابا من بلدة سلوان جنوب القدس، وأعادت اعتقال الأسير المقدسي عبد الرحمن إياد الهدرة لحظة الإفراج عنه من أمام بوابة سجن “رامون” الصحراوي، بعدما أمضى 21 شهرا في الأسر، واعتقلت شابا من جبل المكبر بالقدس، والطفل يونس الرشق من بلدة الطور جنوب القدس، واعتقلت الجريح وسام الحتاوي من بلدة الرام شمال القدس، وشابين من بلدة العيسوية شرق القدس.