قتل وأصيب الآلاف إثر زلزال مدمر بلغت قوته 7,8 ضرب جنوب تركيا فجر امس الإثنين وامتدت اهتزازاته إلى سوريا، وهو الزلزال الأعنف الذي يضرب المنطقة منذ أكثر من نصف قرن. وفيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين تحت ركام الأبنية والعمارات المهدمة، أعلن رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن حصيلة القتلى بلغت 1498 شخصا وآلاف المصابين. وعلى الجانب السوري، قتل 780 شخصا وأصيب المئات بجروح، في حصيلة غير نهائية، بحسب وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة.

زلزال مدمر

وحسب المعهد الأمريكي للمسح الجيولوجي فإن مركز الزلزال القوي كان قرب غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا عند الساعة 04,17 بالتوقيت المحلي (01:17 ت غ) على عمق حوالي 17,9 كلم. وأعقبت ذلك عشرات الهزات الارتدادية، قبل أن يضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا على مسافة أربعة كيلومترات من مدينة إكينوزو.

في أحدث حصيلة للضحايا في تركيا نشرتها السلطات تفيد مقتل 1498 شخصا على الأقل وما لا يقل عن 8533 جريحا. ولا تزال هذه الحصيلة غير نهائية وخصوصا أن عدد المباني التي انهارت في تركيا بلغ 8533.

ويعد هذا الزلزال الأكبر الذي يضرب تركيا منذ زلزال 17 آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزلزال بأنه أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ عقود طويلة، مرجحا زيادة عدد القتلى، مؤكدا أن نحو تسعة آلاف يشاركون في عمليات الإنقاذ وأن بلاده تلقت عروضا لتقديم المساعدة من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي و45 دولة.

نكبة في سوريا

وفي سوريا وصل عدد الضحايا إلى أكثر من 810 قتيلا و2280 جريحا في حصيلة جديدة للزلزال حسب وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة في حصيلة غير نهائية ومرشحة للارتفاع في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس، تزامنا مع إعلان منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق مقتل 380 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا نقلا عن وزارة الصحة عن مقتل 403 شخصا وإصابة 1284 بجروح في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس في حصيلة غير نهائية يتم تحديثها تباعا. كما أوردت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) مقتل 380 شخصا وإصابة 419 بجروح، مشيرة إلى أن العدد مرشح للارتفاع. وأعلنت المنظمة المنطقة “منكوبة بالكامل”، داعية إلى مؤازرتها في عمليات الإنقاذ وسط ظروف مناخية قاسية.

وأفادت المديرية العامة للآثار والمتاحف بتضرر قلعة حلب التاريخية جراء الزلزال.

وقال همام سعد، المدير العام لمديرية المتاحف والمعالم السياحية والآثار في سوريا: ان “قلعة حلب التي تعد موقع التراث العالمي لليونسكو تضررت جراء الزلزال.. تلقينا تقارير عن حدوث صدع في قلعة حلب وأرسلنا فريقا من المختصين لتفقد الموقع وتقييم الأضرار”.

وتم تسجيل هزة أرضية جديدة، بقوة 7.8 درجات في وسط تركيا، شعر بها سكان دمشق وبيروت وبغداد، بحسب ما أفادت به خدمة الجيوفيزيائية الموحدة التابعة لأكاديمية العلوم الروسية.

وشعر بالهزة سكان العراق ولبنان وقبرص. وأظهرت صور بثها الإعلام التركي أبنية مدمرة في مدن عدة في جنوب شرق البلاد، ما يفاقم المخاوف من أن تكون الحصيلة أكبر بكثير من الأرقام المعلنة حتى الآن.

وفي السياق نفسه، خفضت السلطات الإيطالية من مستوى تحذير من موجات مد بحري عاتية (تسونامي) في جنوب البلاد كانت قد أطلقته بعد الزلزال القوي الذي هز وسط تركيا وشمال وغرب سوريا.