اخر الاخبار

بيرو دولة تقع في غرب أمريكا الجنوبية، تطل من الغرب على المحيط الهادئ. وعاصمتها لِيمَا. وقبل قدوم كولومبس، كانت موطنا لحضارات قديمة، أصبحت تابعة للتاج الاسباني. وبيرو جمهورية برلمانية، يبلغ عدد سكانها 32,5 مليون نسمة، ومقسمة إداريا إلى 25 منطقة، وتمتاز بتنوع جغرافي، سكاني وثقافي، واكثرية السكان من الهنود الحمر، والزنوج، الذين جلبهم الغزو الأوربي. هذا التنوع شكل الحياة الثقافية والابداعية في البلاد. والبلاد غنية بالمواد الخام (النحاس والفضة والزنك والذهب) وموارد طبيعية مهمة أخرى (المياه والزراعة) والموارد البشرية، وعلى الرغم من ذلك يعيش أكثر من 30 في المائة من سكانه تحت خط الفقر ولا تمارس الدولة سيطرة كافية على الاقتصاد. وسلطة القانون ضعيفة في البلاد، بفعل انتشار الجريمة المنظمة، وتزايد تجارة المخدرات بشكل كبير.

أعلنت النيابة العامة في بيرو اول أمس الثلاثاء أنها فتحت تحقيقا أوليا بحق رئيسة الجمهورية دينا بولوارتي وعدد من أركان حكومتها بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” بعد مقتل 40 شخصا وإصابة المئات في غضون شهر خلال قمع قوات الأمن مظاهرات مناهضة للحكومة.

ومع ذلك اجتازت الحكومة الجديدة مساء الثلاثاء تصويتا بالثقة في الكونغرس بهامش كبير، وكانت نجاح سحب الثقة من الحكومة سيؤدي إلى تعديل وزاري واستقالة رئيس الوزراء ألبرتو أوتارولا.

وقالت النيابة العامة في تغريدة على تويتر إن المدعية العامّة باتريسيا بينافيديس “قررت فتح تحقيق أولي” بتهم ارتكاب “إبادة جماعية وجريمة قتل موصوفة والتسبب بجروح خطرة” بحق كل من الرئيسة دينا بولوارتي ورئيس الوزراء ألبرتو أوتارولا ووزير الداخلية فيكتور روخاس ووزير الدفاع خورخي تشافيز.

وأضافت أن التحقيق الأولي يستهدف أيضا كلا من رئيس الوزراء السباق بيدرو أنغولو ووزير الداخلية السابق سيزار سرفانتس اللذين توليا مسؤوليات في حكومة بولوارتي بين 7 و21 ديسمبر/كانون الأول. ويأتي التحقيق بعد مقتل 17 مدنيا في منطقة بونو الجنوبية في البلاد الاثنين الفائت؛ اليوم الأكثر فتكا في الاحتجاجات منذ الإطاحة بالرئيس اليساري السابق بيدرو كاستيلو وسجنه في 7 كانون الأول. واستمر العنف يوم أمس الثلاثاء مع وفاة ضابط شرطة بعد إحراق سيارته.

ولقي ما لا يقل عن 40 شخصا مصرعهم، وأصيب أكثر من 600 آخرين بجروح في الاحتجاجات التي أعقبت عزل البرلمان للرئيس كاستيو. وخلال أول أسبوعين من تولي بولوارتي السلطة سقط 22 قتيلا في الاحتجاجات.

وحسب النيابة العامة، فإن الجرائم التي سيُحقق فيها “ارتُكبت خلال مظاهرات شهري كانون الأول 2022 وكانون الثاني 2023 في مناطق أبوريماك ولاليبرتاد وبونون وخونين وأريكويبا وآياكوشو”.

واتهمت منظمات حقوق الإنسان السلطات باستخدام أسلحة نارية ضد المتظاهرين وإلقاء قنابل دخان من طائرات مروحية، في حين يقول الجيش إن المتظاهرين استخدموا أسلحة ومتفجرات محلية الصنع.

والمعروف ان النقابات العمالية والحركات الاجتماعية تساهم بقوة في الاحتجاجات المطالبة بعودة الرئيس المنتخب ديمقراطيا، والتهيئة لأجراء انتخابات مبكرة، بعد توفير شروط نجاحها.

بولوارتي هي سادس من يتولى الرئاسة خلال خمسة أعوام في بلد يشهد أزمة سياسية مزمنة تشوبها اتهامات بالفساد. ويطالب المتظاهرون باستقالة بولوارتي التي كانت نائبة للرئيس بيدرو كاستيو، لكن البرلمان عينها مكانه عندما عزله في كانون الأول ردا على محاولة الرئيس اليساري حل السلطة التشريعية في البلاد.

ومنطقة بونو الحدودية مع بوليفيا هي مركز الاحتجاجات في البلاد إذ تشهد منذ 4 كانون الثاني إضرابا مفتوحا. ورضخت السلطات جزئياً لمطالب المتظاهرين، إذ قررت تقريب موعد الانتخابات من 2026 إلى نيسان 2024.