اخر الاخبار

شهدت العاصمة البلجيكية، وعاصمة الاتحاد الأوربي بروكسل الجمعة الفائت، اعتقال خمسة شخصيات على خلفية ملفات فساد مرتبطة بعمل مجموعة مصالح اوربية مع دولة قطر الخليجية.  ألقت الشرطة القبض على اليونانية إيفا كايلي، إحدى نواب رئيس البرلمان الأوروبي البالغ عددهم 14، بالإضافة إلى أربعة مواطنين إيطاليين، بينهم فرانشيسكو جيورجي، شريك حياة كايلي، مستشار لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البرلمان الأوروبي ومؤسس منظمة “الإفلات من العقاب” غير الحكومية التي تعمل على تعزيز “المساءلة في القانون الدولي”.

وكانت إيفا كايلي نفسها قد زارت قطر قبل وقت قصير من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم للقاء وزير العمل القطري علي المري. وبهذه المناسبة أشادت كايلي بقطر لإصلاحاتها العمالية. وكان من المقرر أن يزور وفد من البرلمان الأوربي قطر، لكن الدوحة ألغت الزيارة لأن الوفد يضم نوابًا مثل الأيرلندي ميك والاس من كتلة اليسار، الذي انتقد أوضاع حقوق الإنسان في قطر. وبدلاً من الوفد، سُمح لكايلي فقط بالدخول إلى قطر.

ويمكن أن يكون للفضيحة تداعيات أكبر، لأن السياسيين المؤثرين مثل مسؤولة السياسة الخارجية السابقة في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ورئيس الوزراء الفرنسي السابق برنارد كازينوف، أعضاء في مجلس إدارة المنظمة غير الحكومية.  ويرأس المنظمة الاشتراكي السابق، عضو البرلمان الأوروبي، بيير أنطونيو بانزيري، الذي قامت الشرطة بزيارته.  وتقول الشرطة، إنه متهم مع أعضاء آخرين في البرلمان الأوروبي بالتدخل لصالح قطر والمغرب.  من بين المعتقلين أيضا السكرتير المنتخب حديثا للاتحاد الدولي لنقابات العمال، لوكا فيسينتيني. تولى النقابي الإيطالي هذا المنصب في تشرين الثاني، خلفًا لشاران بورو. وكان فيسينتيني يشغل منصب السكرتير العام لاتحاد النقابات الأوربي. وذكرت صحيفة لو سوار البلجيكية، لقد تم الإفراج عنه بشروط. .

وفق ما نشرته جريدة ليكو البلجيكية، عثر المحققون على “عدة أكياس مليئة بالأوراق النقدية” في شقة كايلي. وقررت الشرطة تفتيش الشقة، بعد العثور على كمية كبيرة من النقود في “حقيبة سفر” والد كايلي. ووفقًا لمكتب المدعي الفيدرالي البلجيكي، صادرت الشرطة ما قرابة 600 ألف يورو.

وقالت النيابة العامة السبت الفائت إن التحقيقات تتعلق بتهمة تشكيل منظمة إجرامية ومحاولة قطر التأثير على القرار السياسي الأوربي، واتهامات بالفساد وغسيل أموال. ومنذ عدة أشهر، كانت هناك شكوك بشأن قيام “دولة خليجية بمحاولة التأثير على القرارات السياسية والاقتصادية لبرلمان الاتحاد الأوروبي”. وألقت كايلي، التي تم اعتقالها، خطابًا في البرلمان الأوروبي في 21 تشرين الثاني حول كأس العالم المقامة حاليا في قطر. وفي وصفت السياسية اليونانية البالغة من العمر 44 عامًا قطر بأنها رائدة في مجال حقوق العمال واستنكرت حقيقة أن الاتحاد الأوروبي يتعامل مع قطر، لكنه “يتهم أي شخص يتحدث معها بالتورط بالفساد”.

وردا على ما حدث، جردت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا كايلي من جميع صلاحياتها ومهامها كأحد نواب رئيس البرلمان الأوروبي، أما إقالة كايلي فهي من صلاحية البرلمان الأوربي.  وقرر الحزب الاشتراكي اليوناني (باسوك) طرد كايلي من صفوفه.

وفي بروكسل هناك سخط كبير ضد قطر، أكثر من السخط على الفاسدين في مؤسسات الاتحاد الأوربي. في هذه الاثناء أعلنت كتل الخضر واليسار والديمقراطيين الاجتماعيين مطالبتها بتأجيل المفاوضات بشأن تسهيل تأشيرات دخول مواطني قطر، والتي كان من المفترض أن تبدأ يوم أمس الاثنين.

يبقى السؤال حول أسماء النواب الآخرين، الموضوعين في قائمة الرواتب القطرية. وأشارت الرئيسة المشاركة لكتلة اليسار في البرلمان الأوربي مانون أوبري، يوم السبت، إلى أنه خلال مناقشة انتهاكات حقوق الإنسان في تشرين الثاني الفائت، “ردد بعض (البرلمانيين) موقف قطر حرفيا”.