اخر الاخبار

تظاهر عدد كبير من الفلسطينيين في مدينتي رام الله والخليل بالضفة الغربية تنديدا بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ يوم الجمعة الماضي وأسفر عن استشهاد 13 فلسطينيين وإصابة نحو 114 آخرين. فيما دانت جامعة الدول العربية القصف الجوي، وحذرت منظمات دولية من تبعات هذا السلوك العدواني ضد المدنيين.

حزب الشعب: موحدون ضد العدوان

وفي غضون ذلك، أكد حزب الشعب الفلسطيني أن الشعب موحد في مواجهة العدوان على غزة والاحتلال وحده يتحمل المسؤولية الكاملة عن جرائمه.

واستنكر الحزب في تصريح صحافي، بشدة العملية العدوانية الغادرة التي نفذها جيش الاحتلال على قطاع غزة في “مجزرة أدت لاستشهاد مواطنين بينهم طفلة وإصابة العشرات”.

وعبر حزب الشعب عن “رفضه تبريرات الاحتلال المزعومة محملاً إياه المسؤولية الكاملة عن التداعيات التي سوف تنجم عن هذا العدوان”، داعيا الشعب بكافة قواه الى “أن يقف موحداً في مواجهة هذا العدوان ومن أجل إحباط أهدافه”.

غضب شعبي

ورفع المشاركون في تظاهرات التي انطلقت في رام الله والخليل الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تطالب بالوحدة الوطنية وحق سكان القطاع بالعيش في أمن وسلام.

وأكد المتظاهرون أن الحكومة الإسرائيلية تشن “عدوانا” على غزة في امتداد لحربها المفتوحة على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

كما طالب مشاركون في التظاهرات ، بوقف “العدوان” الإسرائيلي على القطاع، داعين المجتمع الدولي لوقفة جدية لحماية سكان القطاع من القصف الإسرائيلي.

وفي السياق، دانت الرئاسة الفلسطينية في بيان طالعته “طريق الشعب”، العدوان الإسرائيلي على “القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة”، مطالبة بوقفه فورا.

وحملت الرئاسة الفلسطينية في بيانها، إسرائيل مسؤولية هذا “التصعيد الخطير”، داعية المجتمع الدولي لـ”إلزام إسرائيل بوقف عدوانها على غزة، وتوفير الحماية الدولية للسكان فيها”.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الغارات الإسرائيلية على القطاع أوقعت حتى الآن “13 شهيد من بينهم طفلة (5 أعوام) وسيدة (23 عاما)”، فيما أصيب 114 آخرون بجروح مختلفة.

ومن بين القتلى تيسير الجعبري قائد منطقة غزة وشمال القطاع في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة (الجهاد الإسلامي) وثلاثة من مساعديه تم استهدافهم داخل شقة في برج سكني في “حي الرمال” وسط مدينة غزة.

إسرائيل تريد الاقتتال

وفي غضون ذلك، أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، بمواصلة العمليات الهجومية ضد قطاع غزة. وأصدر مكتب الوزير يوم أمس بيانا قال فيه إن غانتس “أجرى تقييما بمشاركة رئيس الأركان أفيف كوخافي وعدد من المسؤولين الأمنيين وفي نهاية تقييم الأوضاع، أوعز وزير الدفاع بمواصلة العمليات الهجومية في غزة”.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف، يوم أمس في حديث مع صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية: “في الوقت الحالي نحن لا نجري أية مفاوضات”، مضيفا أنه “صدرت لنا تعليمات بالاستعداد لأسبوع من العمل ضد غزة، وإذا لزم الأمر فسيكون أكثر من أسبوع، وإذا اضطررنا إلى التقليل فسيكون”.

ويتكدس نحو 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة الساحلي الضيق حيث تفرض إسرائيل قيودا صارمة على حركة الأشخاص والبضائع من القطاع وإليه بجانب حصار بحري بسبب ما تقول إنها مخاوف أمنية.

وأوقفت إسرائيل شحنات وقود كان من المخطط إرسالها إلى غزة قبل وقت قصير من بدء قصفها يوم الجمعة، وهو ما أدى إلى تعطل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع وخفض ساعات الإمداد بالكهرباء إلى حوالي ثماني ساعات في اليوم.

وقال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، تور فينسلاند، إنه يشعر بـ”قلق بالغ إزاء اندلاع العنف”.

قلق عربي!

وطالبت جامعة الدول العربية المجتمع الدولي بتحرك “فوري وفاعل” لوقف “العدوان” الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير نظام حماية دولي للشعب الفلسطيني.

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية سعيد أبو علي، في بيان صحفي، إن الأمانة العامة للجامعة “تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الشرس على قطاع غزة، والذي يأتي في سياق الحرب الرسمية المستمرة للاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني”.

وأضاف أن الأمانة العامة “تحمل سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن هذا العدوان وتداعياته وعن الجرائم الدموية البشعة التي يواصل ارتكابها جيش الاحتلال، والتي تتطلب المساءلة الدولية أمام جهات العدالة الدولية المختصة”.

ودعت الأمانة العامة، وفقا للبيان، المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان إلى “التحرك الفوري والفاعل لوقف هذا العدوان وتوفير نظام حماية دولي للشعب الفلسطيني بتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة”.

وفي قطر، دعت وزارة الخارجية المجتمع الدولي إلى “التحرك بشكل عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المدنيين الفلسطينيين خاصة النساء والأطفال”. كما دانت تونس أيضا بشدة “عدوان” القوات الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.

وقالت في بيان لوزارة الخارجية أن “تونس تؤكد على ضرورة توفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني، والتصدي لجرائم المحتل ومنعه من التصرف كقوة فوق المحاسبة وفوق المواثيق الأممية”. وتواردت بيانات الادانة من الاردن والجزائر وجامعة الازهر وسوريا والأردن وأطراف دولية عديدة أخرى.

وتوقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، بحسب ما أعلنت سلطة الطاقة في القطاع. وقالت سلطة الطاقة في بيان صحفي، إنه “بسبب الظروف الراهنة وعدم التمكن من توريد الوقود لمحطة التوليد، تم إيقاف محطة التوليد عن العمل بشكل كامل”، فيما حذر مسؤولون من وقوع كارثة انسانية بسبب غياب الطاقة في ظل هذه الاجواء.