اخر الاخبار

أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، مؤخرا، إلى تايوان الاستياء لدى الصين التي عدت الأمر تدخلا سافرا في وحدة أراضيها، فيما حذرت من تبعات هذه الخطوة.

زيارة استفزازية

وأكدت الصين ضمن مواقفها الرسمية التي أتت بالضد من زيارة بيلوسي، أن هذه الخطوة التي تأتي في منطقة تايوان الصينية رغم المعارضة الشديدة والاحتجاج القوي من الجانب الصيني، “مخالفة خطيرة بمبدأ الصين الواحدة وما ورد في البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة”.

وعدّت وزارة الخارجية الصينية هذه الخطوة بمثابة “صدمة خطيرة للأسس السياسية للعلاقات الصينية الأمريكية”.

وأوضحت وكالة “شينخوا” الصينية نقلا عن بيانات حكومية رسمية، أن “زيارة بيلوسي تمثل اعتداء سافرا على سيادة الصين ووحدة أراضيها، وهي انتهاك للقوانين الدولية ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وتخريب خطير للسلام والاستقرار في مضيق تايوان، وهي رسالة خاطئة خطيرة إلى القوى الانفصالية الساعية لـ(استقلال تايوان). حيث يرفض الجانب الصيني ذلك رفضا قاطعا الزيارة ويدينها بلهجة شديدة”.

وأكدت الجهات الحكومية الصينية أنه لا توجد في العالم سوى صين واحدة، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها. وأوضحت أنه تم تأكيد ذلك في القرار رقم 2758 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1971. ومنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، أقامت 181 دولة علاقات دبلوماسية مع الصين على أساس مبدأ الصين الواحدة. ويعتبر مبدأ الصين الواحدة توافقا عاما لدى المجتمع الدولي ومن المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية.

وأكد الدبلوماسيون الصينيون أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي هي من القيادة الحالية للكونجرس الأمريكي، وإن توجهها إلى تايوان، مهما كان شكله ومبرره، يعدّ استفزازا سياسيا خطيرا يجسده الارتقاء بمستوى التبادل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان، ولن يقبل الجانب الصيني ذلك، ولن يوافق الشعب الصيني على ذلك. 

تهدد السلام والاستقرار

وقال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض، ان “زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الى الاراضي التايوانية مستفزة وتعبر عن تواصل الولايات المتحدة في خلق مشاكل عالمية”.

وبين الرفيق فاروق، لـ “طريق الشعب”، ان “الزيارة تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومع ان الولايات المتحدة تعلن الالتزام بذلك، الا انها تكرر خرق القانون وتستمر في تهديد السلام والاستقرار الدوليين”. وتابع، ان امريكا تسعى للتخفيف عن ازماتها الداخلية، من خلال اشغال العالم بأزمات مفتعلة، وتستفيد من ذلك وحدها من خلال بيع الاسلحة والسيطرة على الاسوق التجارية وغيرها.

ودعا الى “التعامل مع هذه الاستفزازات، عبر الطرق الدبلوماسية وعدم الانجرار وراء مخططات المواجهة المباشرة”.

اليساري العربي يدين

وأصدرت لجنة تنسيق اللقاء اليساري العربي، أمس، بيانا دانت فيه التدخل والاستفزازات الامريكية ضد جمهورية الصين الشعبية.

وذكرت اللجنة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، أن “اللقاء اليساري العربي يرى في تلك العدوانية المتمادية محاولة جديدة من قبل الامبريالية الأميركية لاستعادة ما فقدته من أحادية القرار ولاخفاء أزمتها الاقتصادية المستعصية على الحل. وهذا ما برز سابقا في المشاريع الجديدة لتصفية القضية الفلسطينية ولمواجهة الشعوب العربية عموما؛ كما برز في محاولاته توسيع انتشار حلف شمال الأطلسي (الناتو) وما تسبب به من خراب للشعب الأوكراني وما سيجلبه من مشاكل وأزمات لكل الشعوب. من هنا، تؤكد أحزاب اللقاء اليساري العربي وقواه السياسية أنها لا تعترف سوى بدولة صينية واحدة ذات سيادة على كل أراضيها. وهي تدعو الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم منها. 

اعتداء على سيادة الصين

وفي السياق، أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري بيانا بشأن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الى تايوان.

وذكر الحزب في بيان تلقته “طريق الشعب”: “تمثل واشنطن بممارساتها الاستفزازية ومؤامراتها التخريبية الخطر الأكبر على العالم الآن، كما تعد أكبر مصدر للاضطراب في النظام الدولي، وأكبر مخرب للاستقرار والسلم الإقليميين.

وأضاف البيان “إن الحزب الشيوعي المصري إذ يؤكد تضامنه الكامل مع الصين حكومة وشعباً، فإنه يدين بشدة زيارة نانسي بيلوسي لتايوان، ويرى أن تلك الزيارة يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على السلم العالمي”. 

تدخل واضح

وحطت مساء يوم الثلاثاء الماضي طائرة تابعة للقوات الأمريكية تقل رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، في مطار سونغ شان في تايوان.

وخلال مكالمة هاتفية يوم الخميس الماضي، حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن واشنطن يجب أن تلتزم بمبدأ صين واحدة و”أولئك الذين يلعبون بالنار سوف يموتون بها”. بايدن بدوره أبلغ شي بأن السياسة الأمريكية بشأن تايوان لم تتغير، وأن واشنطن تعارض بشدة الجهود الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن أو تقويض السلام والاستقرار حول مضيق تايوان.

وردا على هذه الزيارة الاستفزازية أعلنت وزارة الدفاع الصينية إطلاق مناورات عسكرية حتى الاسبوع المقبل في ست مناطق بحرية تحيط بجزيرة تايوان.

ووفقا لوكالات الأنباء، “سيجري الجيش الصيني تدريبات عسكرية وأنشطة تدريبية مهمة، بما في ذلك تدريبات بالذخيرة الحية، في ست مناطق محيطة بجزيرة تايوان”.

كما أعلنت وزارة الدفاع الصينية أنها ستبدأ عمليات عسكرية محددة لمواجهة زيارة بيلوسي إلى تايوان.

وقالت الوزارة في بيان إن “جيش الصين في حالة استعداد قتالي، وسوف يقوم بعدد من العمليات العسكرية المحددة” ردا على زيارة بيلوسي.

وألقت بيلوسي كلمة خلال لقاء مع تساي إنغ ون رئيسة تايوان في تايبيه يوم أمس. وأكدت خلالها على فخر الولايات المتحدة بصداقتها مع تايوان والتزامها تجاهها. وأشارت إلى أن الوفد الأمريكي يزور تايوان لدفع عملية السلام في المنطقة.