صدر اخيراً، في العاصمة الفنلندية، هلسنكي، بيان عن منظمة الكتاب والفنانين اليسارية، المعروفة باسم (كيلا)، أطلعت عليه “طريق الشعب”، يدين سعي النخب السياسية الفنلندية للانضمام لحلف الناتو، معتبرا الامر متسرعا ومتهورا، إذ لم يكن هناك استفتاء عام، يعكس رأي اغلبية الشعب الفنلندي، وان القرار غير مسبوق، وستعيش فنلندا عواقب ذلك لعقود.

ونبه البيان الى أنه (لم يكن هناك أي نقاش حول احتمالات الانسحاب من الناتو. قد يتغير الرأي العام بشكل جيد للغاية في السنوات القادمة، مع تحول الجغرافيا السياسية حتماً، وقد لا تجد فنلندا نفسها في حاجة إلى حلف الناتو)، وأكد بأن فنلندا (سارعت إلى العضوية مع عدم وجود استراتيجية للخروج إذا أصبح استمرار المشاركة غير مقبول).

وإذ ادان البيان ضمن سياقه الغزو الروسي لأوكرانيا فأنه حذر من ان (الانضمام إلى حلف الناتو من شأنه أن يقود فنلندا عميقا في المياه المظلمة لإعطاء الأولوية للعلاقات التجارية على المصالح الإنسانية. يمكن رؤية الدليل على ذلك بالفعل في المطالب التي قدمتها تركيا لدخول فنلندا، والتي تشمل إعادة أي شخص كردي مقيم في فنلندا تشتبه تركيا في تحالفه مع حزب العمال الكردستاني PKK).

ولم ينس البيان التذكير بتاريخ حلف الناتو كذراع عسكري للقوى الرأسمالية، مبينا (كان تاريخ حلف الناتو خارج أوروبا عقودًا من الحروب على الحكومات التقدمية والحركات الثورية في أمريكا اللاتينية وHفريقيا وآسيا،) وان ذلك (غالبًا ما تم تبريره بالكلام حول القيم الديمقراطية ومحاربة الإرهاب وما إلى ذلك، بينما في الحقيقة، شكلت المصالح الاقتصادية، جنبًا إلى جنب مع تهديد القوة العسكرية، العمود الفقري للسياسة الخارجية لدول الناتو القوية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة).

وانتقد البيان الحكومة الفنلندية لتوجهات التحالفات العسكرية وزيادة الإنفاق في الميزانية الوطنية لصناعة الأسلحة والدفاع، موضحا انها (وافقت بالفعل على إضافة ما يزيد قليلاً عن ملياري يورو إلى إنفاقها الدفاعي، بزيادة قدرها 70بالمائة عن الميزانية العسكرية القياسية لعام 2022 البالغة 2.8 مليار يورو) وحذر البيان من ان هذا (ليس وسيلة للمضي لبناء سلام دائم، بل يجب أيضًا فهم ان تكلفة الحرب والصناعات الحربية يؤثر على بيئتنا المعيشية والمناخ واشياء الأخرى).

وكرر البيان تساؤلات مهمة (من هم الناس الذين يكسبون المال بسبب الحروب؟ من يستفيد من الحروب؟ كيف يمكن جعل اقتصاد الحروب المربحة أكثر صعوبة أو حتى حظره؟) مشيرا بوضوح (يخبرنا التاريخ أن تشكيل تحالفات عسكرية سريعة والاستعداد للحرب يؤدي في كثير من الأحيان إلى مزيد من الحرب.)

وحذر البيان من ان (العقوبات العالمية، كما رأينا فُرضت في إيران والعراق، والآن أيضًا في روسيا، غالبًا ما تدمر اقتصاد البلد لأجيال قادمة بينما ليس لها أي تأثير تقريبًا على اللاعبين السياسيين الرئيسيين والنخبة الثرية الذين يقفون فعليًا في شيء يكسبونه من حروب العدوان.) وختم بالتذكير بأن (لا أحد من القوى الإمبريالية الكبرى في العالم تسعى فقط للحفاظ على السلام. بدلاً من ذلك، لديهم أهداف مختلفة، محددة تاريخيًا وجغرافيًا، يتضمن الكثير منها اضطهاد الشعوب الأصلية، أو مجموعات من الناس، أو حتى الأمم).