اخر الاخبار

لأول مرة في تاريخ كولومبيا، انتصر مرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية، بحصوله على 50,48 في المائة من الأصوات. وبهذا سيصبح المقاتل السابق في حركة التحرر الوطني، عمدة العاصمة بوغوتا السابق، غوستافو بيترو، والناشطة الكولومبية السوداء فرانسيا ماركيز، رئيساً ونائباً لرئيس الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.  لقد صوت 47.26 في المائة من الناخبين لصالح مرشح اليمين ورجل الاعمال الذي يوصف بـ “ترامب كولومبيا” رودولفو هيرنانديز.

حكومة يسارية

وبلغت نسبة المشاركة في التصويت قرابة 58 في المائة. وصوت 11,2 مليون لصالح حكومة يسارية، بزيادة قدرها 2,7 مليون عن الجولة الأولى. وهي اعلى نسبة يحصل عليها مرشح في الانتخابات الرئاسية في تاريخ البلاد.

واعترف مرشح اليمين هيرنانديز بفوز منافسه بعد وقت قصير من إعلان نتائج الانتخابات. وبخسارته جولة الانتخابات الثانية، وسيحصل تلقائيا على مقعد في مجلس الشيوخ. وهنأ الرئيس إيفان دوكي المنتهية ولايته غوستافو بترو بانتصاره عبر مكالمة هاتفية. ووصف أعضاء آخرون في حزب “المركز الديمقراطي” اليميني الحاكم، مثل السناتور سيرو راميريز، تفوق بترو بـ 700 الف صوت بـ”الضئيل”. وأعلن راميريز في مقابلة مع إذاعة محلية: “ستكون لدينا رقابة صارمة للغاية في مجلس الشيوخ حتى يتم احترام الحريات واقتصاد السوق”. وفي رد عدواني على انتصار اليسار الكولومبي، عبر تغريدة على التويتر كتبت عضوة الكونغرس في الولايات المتحدة من الحزب الجمهوري ماريا إلفيرا سالازار: “انا مستاءة جدًا من النتائج في كولومبيا. بيترو لص وإرهابي وماركسي ومدافع عن كاسترو وشافيز. سنراقب في الكونغرس الأمريكي أفعاله، لضمان حقوق وحريات الكولومبيين. حفظ الله إخواني الكولومبيين”.

لغة اليسار

بالمقابل، تحدث ممثلو تحالف اليسار بلغة معتدلة متسامحة. وشدد الجميع على ضرورة تشكيل حكومة لجميع الكولومبيين، بما في ذلك جميع الذين صوتوا لصالح هيرنانديز. وقالت الفائزة بمنصب نائبة الرئيس ماركيز “إننا نواجه التحدي الكبير المتمثل في المصالحة”. وفي خطابه بعد اعلان انتصاره قال غستافو بترو إن العشرة ملايين ناخب، الذين صوتوا لخصمه مرحب بهم في الحكومة الجديدة. نرحب دائمًا بقادة المعارضة المستقبلية، سواء هرنانديز أو الرئيس السابق ألفارو أوريبي أو المرشح السابق فيديريكو غوتيريز، للحوار في القصر الرئاسي. وشدد الرئيس اليساري المنتخب “لن نستخدم القوة لتدمير خصومنا”، ولا “لمزيد من الحرب”.

اتفاق وطني

لقد جاء حديث الرئيس المنتخب ونائبته لتأكيد الحاجة إلى “اتفاق وطني”. ان الحصول على أصوات 11 مليون ناخب، حقق البداية. لكن مثل هذا الاتفاق يجب أن يصل إلى 50 مليون كولومبي. وتحقيقا لهذه الغاية، ستبدأ الحكومة اليسارية “حوارات مناطقية ملزمة” يكون فيها للمستبعدين رأي في الإصلاحات الضرورية للعيش بسلام.

ويتعلق الأمر بتحقيق “أكبر قدر ممكن من الإجماع” من أجل ضمان، على سبيل المثال لا الحصر، المعاشات التقاعدية لكبار السن، ودخول الشباب إلى الجامعات، وتوفير الغذاء للأطفال. وشدد بيترو على أن السلام يعني قبل كل شيء “العدالة الاجتماعية”.

ورد الزعيم اليساري، البالغ من العمر 62 عامًا، على أكاذيب الحملة المضادة، والتي تفيد بأنه سيقوم بنزع الملكية وتدمير الممتلكات الخاصة: “سنطور الرأسمالية. ليس لأننا نعبدها، بل للتغلب على علاقات ما قبل الحداثة والإقطاعية والعبودية”.

واكد بيترو، وهو خبير اقتصادي، الحاجة إلى تعزيز الاقتصاد المنتج القائم على “أشكال جديدة من الاقتصادات التعاونية”. وكان قد وعد في حملته الانتخابية، بالبدء بالتخلص من الاقتصاد الريعي المعتمد على استخراج المواد الخام. وان حكومته ستبدأ “حوارا بين الأمريكيتين” حول تعزيز انتقال الطاقة. ويريد الرئيس المستقبلي التحدث إلى الولايات المتحدة حول سياسة مناخية مشتركة. وأعلن أن هذا الحوار يجب ألا يستثني أية دولة أمريكية.

وفي خطابه استذكر الرئيس المنتخب جميع الذين قُتلوا أو اختفوا أو سُجنوا بسبب نضالهم السياسي والاجتماعي. وأن الانتصار الانتخابي تحقق بفضلهم. وطالب النائب العام بـ “الإفراج عن الشباب”. في إشارة إلى النشطاء الذين سُجنوا لمشاركتهم في الحركة الاحتجاجية في السنوات الأخيرة.

وعبّر زعماء حكومات اليسار في أمريكا اللاتينية عن فرحهم بانتصار اليسار الكولومبي في رسائل التهنئة التي ارسلوها الى الرئيس ونائبته، بعد اعلان النتائج مباشرة.

 

الفرح لامريكا اللاتينية

وكتب الرئيس التشيلي غابرييل بوريك على تويتر “الفرح لأمريكا اللاتينية! سنعمل معا من أجل وحدة قارتنا”. وهنأ رئيس دولة بوليفيا الأسبق إيفو موراليس بترو وماركيز بالكلمات: “إنه انتصار السلام والحقيقة والكرامة”. وهنأت رئيسة هندوراس شيومارا كاسترو الشعب الكولومبي على التصويت لصالح “التغيير الاجتماعي”. واحتفل الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بنتائج الانتخابات. وفعل الشيء نفسه رؤساء المكسيك وكوبا وبيرو والأرجنتين وبوليفيا وفنزويلا.

عرض مقالات: