اخر الاخبار

أقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي صباح يوم أمس، على قتل مراسلة قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، أثناء تغطيتها أحداثا بالضفة الغربية. واستقبل نبأ هذه الجريمة المريعة بردود فعل واسعة انتقدت استمرار انتهاكات الاحتلال وقتله المدنيين في ظل توتر متزايد وعدم احترام حقوق الانسان وكل المطالبات الدولية بالكف عن ذلك.

جريمة مروعة

واستشهدت المراسلة عندما أطلق عليها جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي أثناء تغطيتها عملية اقتحام الاحتلال مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة. ودانت شبكة الجزيرة في بيان هذه الجريمة التي وصفتها بأنها “يراد من خلالها منع الاعلام من أداء رسالته. وتتحمل الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال مسؤولية مقتل الراحلة شيرين”، مطالبة المجتمع الدولي بـ”إدانة ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي لتعمدها استهداف الشهيدة”.

وقد أصيب في الاعتداء منتج الجزيرة علي السمودي حيث كان إلى جانب الراحلة شيرين في تغطية اقتحام الاحتلال لمدينة جنين.

وقالت الشبكة “نحمل السلطات الإسرائيلية مسؤولية سلامة منتج الجزيرة علي السمودي الذي استهدف مع الزميلة شيرين بإطلاق النار عليه في الظهر أثناء التغطية وهو يخضع للعلاج”.

وكانت قوة إسرائيلية قد اقتحمت مدينة جنين وحاصرت منزلا لاعتقال فلسطيني، مما أدى لاندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة مع عشرات الفلسطينيين. وأوضح شهود عيان أن جيش الاحتلال أطلق الرصاص الحي تجاه المتظاهرين والطواقم الصحفية وأطلقوا الرصاص على المراسلة رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحافة التي تميزهم عن غيرهم أثناء التغطيات.

آخر رسالة لشيرين

وفي آخر رسالة بعثتها الراحلة إلى مكتب الجزيرة الساعة السادسة صباحا، قالت ان “قوات الاحتلال تقتحم جنين وتحاصر منزلا في منطقة الجابريات. في الطريق إلى هناك، أوافيكم بخبر فور اتضاح الصورة”. لكن الخبر الذي خرج في ما بعد هو “استشهاد أبو عاقلة برصاص قناص الاحتلال”. وعلى الرغم من محاولة الاحتلال في البداية الادّعاء بأن إطلاق النار كان على “إرهابيين”، فإنه عاد مرة أخرى إلى التشكيك بمصدر إطلاق النار، وقال إن الصحفيين أصيبوا برصاص الشبان المقاومين، وهو ما نفاه شهود العيان من الصحفيين الذين رافقوا أبو عاقلة خلال إصابتها.

روايات الصحفيين

وفي تفاصيل ما حدث مع أبو عاقلة، فقد أصيبت بالرصاص الحي في أسفل الأذن فأدى ذلك إلى استشهادها على الفور، ومنع الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إليها لعلاجها.

وتحدثت شذا حنايشة مراسلة موقع ألترا فلسطين، عن تفاصيل إصابة شيرين أبو عاقلة.

ونقلت وكالات الأنباء عن حنايشة قولها: “وصلنا خبر اقتحام منزل في منطقة الجابريات في المدينة، وصلت إلى المكان نحو الساعة السادسة والنصف، كانت شيرين في المكان مع منتج الجزيرة علي السمودي الذي اقترح أن نتقدم للتغطية بشكل جماعي”. وأضافت، “بالفعل تقدمت مع الشهيدة والسمودي والصحفي مجاهد السعدي، وقبالة احدى مركبات الاحتلال العسكرية توقفنا أكثر من 5 دقائق ليتمكن الجنود من رؤيتنا والتعرف علينا بصفتنا الصحفية، وذلك منحنا الجرأة للتقدم بخاصة أن لا مواجهات أو إطلاق نار”، مردفة “قررنا نحن الأربعة مواصلة التقدم، لم يكن هناك أي إطلاق نار أو مواجهات، وقبل أن نتمكن من الوصول إلى حيث الجيبات الإسرائيلية المتوقفة كان إطلاق النار من قبل قناص في البناية المقابلة، فأصيب في البداية الزميل علي سمودي ووقع على الأرض ثم وقف وابتعد عن جهة إطلاق الرصاص، حينئذ أدارت شيرين ظهرها وهي تصرخ (علي أصيب) فأصيبت ووقعت على الأرض ولم تتحرك وتوقف نفسها مباشرة، حاولت سحبها ولم أتمكن، كان بيني وبينها شجرة، والرصاص مستمر، كنت أصرخ وأنادي عليها ولكنها لم تجب”. وحسب حنايشة، فإن ما حدث “اغتيال للصحفية أبو عاقلة، وتقدمهم كان على مرأى القناص وفي منطقة مكشوفة، وكانت هويتهم الصحفية واضحة وهم يرتدون الزي الصحفي الكامل، ويحملون المعدات، بالإضافة إلى تعمّد القناص إطلاق الرصاص بعد إصابة علي وشيرين”.

قتل متعمّد

شهادة الصحفية حنايشة وافقتها شهادة الصحفي علي السمودي الذي أصيب برصاصة في كتفه أيضا. وقال للصحفيين خلال وجوده في المستشفى للعلاج “إطلاق النار كان بشكل مباشر ومفاجئ، إذ لم يطلب منا الجنود التوقف أو العودة، الرصاصة الأولى أصابتني بالكتف وتراجعت إلى الخلف وأنا أسمع صوت صراخ شيرين: علي أصيب”.

وتابع السمودي “قمنا بارتداء الزي الصحفي بالكامل، وتعمّدنا المشي في منتصف الشارع الذي كان فارغا ولم يكن فيه سوى نحن الصحفيين”.

وأكد أن ما حدث “عملية قتل متعمّدة”، فالشارع لم يكن فيه أي مقاومين أو شبان أو حتى مواطنين عاديين، فالمنطقة مكشوفة وكل زوايا الشارع مرئية للقناصة والجنود، ما حدث محاولة من الاحتلال، كما يقول، “لوقف عمل الصحفيين و الإعلاميين في تغطية ما يحدث في جنين”.

وأصدرت جهات محلية ودولية بيانات كثيرة دانت فيها وقوع هذه الجريمة وطالبت بالحد من الممارسات الاجرامية الاسرائيلية المستمرة تجاه الفلسطينيين، وكان آخرها قتل صحفية عمدا ضمن سلسلة عمليات القتل المستمرة منذ فترة.