اخر الاخبار

خرجت اعداد هائلة من المتظاهرين السودانيين، يوم أمس، ردا على الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي تزداد تعقيدا. ودعا الحزب الشيوعي السوداني في وقت سابق الى الاستعداد لمواكب 6 نيسان الحاشدة، المعبرة عن رفض الانقلاب ومواصلة التصعيد الجماهيري. كما دعا للمزيد من التنظيم والتعبئة والتحضير الجيّد للانتفاضة الشعبية الشاملة، والإضراب السياسي العام والعصيان المدني، لإسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي.

غضب متزايد 

وقالت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني أن ذكرى  6 نيسان تأتي والبلاد تمر بنفس الأوضاع التي قادت إلى الانتفاضة ضد تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية، إضافة للقمع المفرط للمواكب السلمية وحملات الاعتقالات والتعذيب الوحشي للمعتقلين وحالات الاغتصاب للنساء، وشبح المجاعة الذي يخيم على البلاد جراء فشل الموسم الزراعي.

وأشارت السكرتارية في بيان تلقته “طريق الشعب”، إلى أن “نهب ممتلكات الفريشة ومصادرة رزقهم بدون خطة لتنظيم الأسواق، وقمع المعلمين وإهانتهم بسبب مطالبهم المشروعة في رفع الأجور ما أدى لإضرابهم، وإعادة التمكين في الخدمة المدنية والنظامية والقضائية والتمهيد لعودة المؤتمر الوطني المحلول، وحل مجالس إدارات الجامعات وفصل مدراء الجامعات، هي أسباب أدت للإضراب”.

وفي السياق قامت لجان المقاومة بالعديد من الأنشطة للتعبئة لمليونية 6 أبريل حيث قامت بتوزيع القصاصات والكتابة على الحوائط، والمواكب الدعائية. وعلى صعيد مواثيق لجان المقاومة دعت تنسيقيات مدينة الخرطوم التنسيقيات المكونة للميثاق الثوري لسلطة الشعب (الولايات) لاجتماع مشترك للتفاهم في المسائل المشتركة كما جاء في الدعوة، وتعتبر هذه الخطوة ضرورية ومهمة في سبيل توحيد مواثيق لجان المقاومة ودمجها في ميثاق واحد، مما يسهم في دفع العملية السياسية للأمام.

كما ناشد محامو الطوارئ في تصريح صحفي المجتمع المدني بمساندة “قضية المعتقلين بسجن سوبا وسجن النساء أمدرمان وحراسات الشرطة”.

وأكدوا أنهم “سيسلكون كافة السبل القانونية المحلية والدولية لضمان الحقوق الأساسية للمعتقلين وصولًا إلى حريتهم الكاملة. وأن محاولات السلطة الانقلابية في تجويع وتركيع الثوار المعتقلين لن تفلح في تثبيط عزيمتهم”.

وخرج السودانيون إلى الشوارع لإحياء ذكرى الاعتصام الذي أدى إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل ثلاث سنوات، بعد دعوة المواطنين إلى حشد تظاهرات مناهضة للانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان العام الماضي.

ومنذ نُفّذ الانقلاب العسكري وأطيح بالمدنيين من حكم البلاد الانتقالي، تعاني السودان من اضطرابات سياسية واقتصادية عميقة، ويخرج الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع لمناهضة الانقلاب.

وفي الأسابيع الأخيرة كثف النشطاء السياسيون دعواتهم، عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، لتنظيم احتجاجات الأربعاء مستخدمين عددا من الوسوم مثل “#عاصفة 6 أبريل” و “#زلزال 6 أبريل”.

تجربة فاشلة 

وفي افتتاحية جريدة الميدان العائدة للحزب الشيوعي السوداني، جرت الاشارة إلى أن “الانقلابيين لا يتورعون عن فعل كل ما يتوهمون أنه سيبقيهم في سدة الحكم. وكل تخطيطهم يأتي لكسر شوكة الثوار والانقضاض على الثورة وفرض سياسة الأمر الواقع لقيادة الشارع للتفاوض وإجباره على تقديم التنازلات بحجة إيقاف الدم المسفوح”. 

وأضافت الافتتاحية “إننا في الحزب الشيوعي إذ ندعو الجماهير شيباً وشباباً للاحتفاء بذكرى الثورة، ومواجهة الانقلاب العسكري والقوى المضادة لها، المحلية منها بقيادة حزب المؤتمر الوطني والقوى الخارجية وهي قوى الرجعية العربية والمعسكر الإمبريالي غرباً وشرقاً، وذلك هو سعيهم من أجل تحقيق التسوية لإعاقة تقدم وتطور ثورتنا المجيدة”.

وردا على هذه الدعوات، وجّه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بوضع كل القوات النظامية بالعاصمة في حالة استعداد وتأهب قبيل المظاهرات. كما أغلقت السلطات معظم الجسور في الخرطوم التي بدت شوارعها شبه خالية، بينما أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء اليوم عطلة رسمية.

ولم تتمكن القوات الأمنية رغم التضييق من كبح الحراك الاحتجاجي الذي خرج بغزارة الى الشوارع في مدن عديدة. 

وظهرت مقاطع فيديو وصور طالعتها “طريق الشعب”، خروج مواكب حاشدة من المتظاهرين في أحياء شرق الخرطوم تجمعت في محطة البلابل وانطلقت صوب شارع المطار. كما قامت القوات الأمنية بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بالقرب من الشارع. 

وتوالى المتظاهرون بالتجمع والسير ورفع اللافتات الغاضبة في الشوارع في مشهد لافت للحشود البشرية في مدينة ودمدني بالجزيرة وغيرها، فلما قام الأهالي بتجاوز الأسلاك الشائكة وتخطي العراقيل خصوصا عند جسر الفتيحاب الذي اغلق بالحاويات الكبيرة.