الصفحة الاولى

حراك دبلوماسي عراقي ــ تركي دون التوصل الى حلول

دعوات لاستخدام الورقة الاقتصادية لانتزاع حقوق العراق

بغداد ـ طريق الشعب

تزامنا مع زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الى بغداد، يزور وزير النفط العراقي حيان عبد الغني أنقرة من أجل تسوية ملف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي، وسط انباء عن عدم توصل الطرفين الى اتفاق، حتى الان.

ورغم التأكيدات الحكومية بقرب زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى بغداد، الا ان أحدا لم يحدد موعدها بالضبط، وهذا قد يكون من بين أسبابه عدم وجود اتفاق مبدئي بين الطرفين لمعالجة القضايا العالقة قبل وصول اردوغان الى بغداد.

ووصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى بغداد امس الأول، في زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه منصبه، في حين يزور وزير النفط العراقي حيّان عبد الغني أنقرة، واجتمع مع وزير الطاقة والثروات الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار.

المطالبه بزيادة الاطلاقات

ودعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني تركيا، خلال لقائه وزير الخارجية التركي، إلى زيادة الإطلاقات المائية لنهر الفرات.

من جانبه، اكد الوزير التركي ان بلاده ترى في العراق “شريكاً موثوقاً”، وأن “استقراره يسهم في ازدهار تركيا”، لافتاً إلى أن تركيا تولي “أهمية كبيرة” لعلاقاتها الاقتصادية مع العراق، مضيفاً أن “حجم تجارتنا الذي يقترب من 25 مليار دولار يتخلف عن الإمكانيات الحقيقية للبلدين”.

وقال وزير الخارجية فؤاد حسين إنه بحث مع نظيره التركي “مسألة تصدير النفط من خلال الأنبوب الواصل من آبار النفط في كردستان العراق إلى (ميناء) جيهان”، معرباً عن أمله في “التوصل إلى حل لهذه المشكلة”.

ويوم أمس أكد وزيرا النفط العراقي حيان عبد الغني والتركي ألب أرسلان بيرقدار، أهمية استئناف تصدير نفط إقليم كردستان “بعد الانتهاء من عمليات التأهيل للأنابيب” عقب زلزال شباط الماضي.

وشدد الجانبان خلال لقائهما في أنقرة، على أهمية “استئناف تدفقات النفط الخام، بعد الانتهاء من عمليات التأهيل والفحص اللازمة التي يتطلب تنفيذها بعد حادث الزلازل في شباط الماضي”، بحسب بيان لوزارة النفط.

لكن وكالة رويترز أكدت عدم توصل وزيري النفط العراقي والتركي لاتفاق على استئناف تصدير النفط من اقليم كردستان. ونقلت رويترز عن مصادر مطلعة قولها، إن “وزيري النفط العراقي والتركي لم يتوصلا لاتفاق على استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق جراء الشروط التركية التعجيزية”. واوضحت ان “الوزيرين اتفقا على إجراء المزيد من المباحثات في المستقبل”.

فشل المفاوضات

وهذا ما اكده موقع المونيتور الأميركي، بالقول: إن المفاوضات بين العراق وتركيا فشلت في اعادة استئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان، بعد انتهاء اجتماع وزير النفط العراقي مع نظيره التركي في أنقرة دون نتيجة.

وبحسب تقرير الموقع، فان “حجة تركيا في استمرار تعليق النفط هو أن خطوط الأنابيب ليست في حالة جيدة لاستئناف تصدير النفط، كما أن خزانات مصفاة النفط في ميناء جيهان بحاجة إلى التفتيش”.

وأردف التقرير، ان “السبب الحقيقي لعدم السماح لتركيا باستئناف تصدير النفط هو رفض بغداد التنازل عن التعويضات التي فرضتها محكمة التحكيم الدولية على أنقرة والبالغة 1 مليار و500 مليون دولار، مع تخليها عن الشكوى الثانية المسجلة في 2018_2022”.

وفي هذا السياق، أعلن وكيل وزارة الخارجية، هشام العلوي، أن زيارة وزير الخارجية وبعدها وزير الاقتصاد والتجارة التركيين إلى العراق ستهيئ لزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، الشهر المقبل.

العلوي اكد أن “العراق مهتم بتصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي”، مستطرداً أن “هناك قراراً صدر من المحكمة التجارية، كما هناك ملفات تجارية مرتبطة بملف تصدير النفط بحاجة إلى مناقشتها والاتفاق عليها”. 

وكيل وزارة الخارجية لفت إلى أن زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان “تهيئ لمناقشة هذه الملفات والاتفاق على حلول عملية تخدم مصالح البلدين”.

وبشأن موعد زيارة الرئيس التركي، قال: “لست متأكداً إن كانت الزيارة هذا الشهر، ربما الشهر القادم، لكن قطعاً زيارة وزير الخارجية وبعدها زيارة وزير الاقتصاد والتجارة ستهيئان لزيارة وفد عال المستوى برئاسة الرئيس أردوغان”.

تمادي في الانتهاكات

وفي هذا السياق، اكد الخبير في الشأن السياسي إحسان الشمري: ان “زيارة الرئيس التركي المرتقبة للعراق ليس في مصلحة العراق بقدر ما هي لتحقيق غايات ومصالح الجانب التركي”.

ويقول الشمري لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومة العراقية لا تمتلك أي ورقة ضغط للحفاظ على السيادة العراقية وإيقاف الانتهاكات والتجاوزات التركية سواء في ملف المياه او ملف الاعتداء على الأراضي العراقية”.

ويضيف الشمري، ان “الجانب التركي تمادى في انتهاكاته للسيادة العراقية خاصة في ما يتعلق بإقامة قواعد عسكرية بمعزل عن موافقة الحكومة المركزية، وان عدم الوصول الى اتفاق ينهي هذه الانتهاكات على العراق يؤكد ضعف الحكومة العراقية للحفاظ على سيادة الدولة وامن مواطنيها واقتصادها الذي دمر بسبب تجاوزات دول الجوار على الحصص المائية للعراق”.

من جهته، يشير الخبير الاقتصادي د. خطاب الضامن في حديث لـ”طريق الشعب”، الى ان “مصلحة العراق تقتضي استخدام أوراق الضغط التجارية، وان العراق يشكل سوقا كبيرا لتصريف الصناعة التركية بعد التعطيل المقصود للصناعة الوطنية العراقية”.

ويرى الضامن، ان “حكومة السوداني هي الأخرى وكحال باقي الحكومات لا تمتلك الإرادة السياسية الحقيقية لاستخدام أوراق الضغط التجارية لمنع الانتهاكات الدولية”، مشيرا الى ان “زيارة اردوغان تخدم مصالح الجانب التركي ليس الا”. ويوضح الضامن ان “هناك صراعات سياسية ومصالح حزبية ضيقة تتضرر في حال استخدام العراق أوراق الضغط التي يحفظ من خلالها سيادة البلاد وكرامة شعبه واقتصاده الذي يعاني التدمير الممنهج والمستمر منذ عقود”.

********************** 

البيئة تعلن استكمال الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التلوث

بغداد ـ طريق الشعب

في الوقت الذي تتفاقم فيه مستويات التلوث في البلاد، وانعكاس ذلك بشدة على المناخ، أعلنت وزارة البيئة، أخيرا، استكمال الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التلوث البيئي والحد من تداعياته، مؤكدة جاهزية الخطة التنفيذية الخاصة بالاستراتيجية.

وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، افتتح في 12 آذار الماضي (مؤتمر العراق للمناخ) الذي ضيّفته محافظة البصرة، وبمشاركة دولية وإقليمية وحكومية.

وأكد السوداني في كلمة ألقاها خلال المؤتمر، أن الحكومة ماضية في برنامجها الذي أولى معالجة تأثيرات التغيرات المناخية أهمية خاصة، وقد وضعت معالجات عدّة لتخفيف الآثار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي ترافق التغيّر. أطلق السوداني في حينها مبادرة كبرى لزراعة 5 ملايين شجرة ونخلة في عموم محافظات العراق، لكنها كغيرها من المبادرات اطلقت لمجرد الاستهلاك الاعلامي؛ إذ يؤكد مراقبون ان الجهات الحكومية «لم تزرع نخلة واحدة ضمن هذه المبادرة»، بالرغم من بيانات التأييد التي اطلقتها الوزارات ومؤسسات الدولة.

وعلى الرغم من أن الاستراتيجية التي أعلنتها البيئة جاءت متأخرة إلا ان أصحاب الاختصاص والمعنيين بالشأن البيئي يجدونها «ضرورية»، في وقت تتعالى فيه الاصوات من اجل انقاذ ما تبقى من بيئة العراق، التي تواجه مخاطر حقيقية كبيرة، داعين الى إشراك الوزارات والمؤسسات المعنية، لان البيئة غير قادرة، لوحدها، على تطبيق هذه الاستراتيجية.

وفي هذا الصدد، يقول وكيل وزارة البيئة جاسم الفلاحي، إن «الوزارة وبالتعاون مع الفريق الوطني العراقي الممثل لكل الوزارات والجهات الحكومية وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي استكملت الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التلوث البيئي وللأعوام 2023-2028»، مبينا أن «هذه الاستراتيجية تعتبر نقطة تحول مهمة باتجاه رؤية عراقية واضحة لخطورة تحدي مواجهة التلوث البيئي، لا سيما تلوث الهواء والمياه والتربة، وانعكاس ذلك على الصحة العامة، فضلا عن الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية».

***********************

التراخي القضائي يفاقم تعاطي المخدرات في العراق

متابعة ـ طريق الشعب

كشف المتحدث باسم مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية، العقيد بلال صبحي، عن إحصائية مفصلة لتجارة المخدرات وتعاطيها في العراق خلال 4 سنوات، مؤكدا “زيادة المخاطر والانتشار الواسع خلال الفترة الأخيرة”.

وقال صبحي في حديث صحفي: إنّ “هناك زيادة كبيرة بأعداد الملقى القبض عليهم بتهم ترويج وتعاطي المخدرات، معتبرًا أنّ هذا “يدل على اتساع وخطورة تفشيها في المجتمع العراقي”.

وبحسب صبحي، فإنّ عدد الملقى القبض عليهم، جاءت كالآتي:

ـ 2020 بلغ عددهم 7500 متهم بين مروج وناقل ومتعاط

ـ 2021 بلغ عددهم 12800 متهم بين مروج وناقل ومتعاط

ـ 2022 بلغ عددهم 16800 متهم بين مروج وناقل ومتعاط

ـ 2023 لغاية شهر تموز، بلغ عددهم أكثر من 10 آلاف متهم بين مروج وناقل ومتعاط.

************************

راصد الطريق

اليوم الأسمدة .. فماذا غدا؟

صَدَم مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة جميع المعنيين بالشأن الزراعي، برفعه الدعم عن السماد الذي تقدمه وزارة الزراعة للفلاحين، وتحويل أمواله إلى دعم استخدام تقنيات الري الحديثة.

ففيما يتوالى التحذير من خطورة هجرة الفلاحين من أراضيهم صوب المدن، بتأثير الجفاف المدمر الذي لم يترك لهم خيارًا آخر، مع وصول العراق إلى مرحلة الإفلاس المائي وفشل الحكومة حتى الآن في الدفاع عن حقوق البلاد المائية، جاء هذا القرار غير المنطقي برفع الدعم عن الأسمدة،  والذي لا يمكن اعتباره إلا مسعى جديدا لدفع هذا القطاع الهام صوب المزيد من التدهور.

ان صدور مثل هذا القرار الغريب تحت يافطة دعم القطاع الزراعي، ما هو إلا خطوة جديدة على طريق حث الفلاحين والمزارعين على ترك أراضيهم.

 ونحن في الوقت الذي ندرك فيه أهمية استخدام تقنيات الري الحديثة في ظل أزمة الجفاف الحالية، إلا أن عملية إلغاء الدعم التي تحدث لأول مرة منذ سنين، هي مؤشر واضح على ان هناك توجها لتخلي الدولة عن واجباتها تجاه القضايا الهامة والمصيرية.

أم أن الزراعة والفلاح لا يعنيان شيئا لاصحاب القرار؟!

**********************

 الصفحة الثانية

تعرف على الشروط الحكومية لتنفيذ المدن السكنية الجديدة

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت وزارة الاعمار والإسكان، عن شروط جديدة للتعاقد مع الشركات الدولية حول مشاريع بناء المدن السكنية حول البلاد والتي يصل عددها الى 15 مدينة.

وقال موقع زاوية الناطق بالانكليزية ان “وزارة الاعمار والإسكان أبلغت لجانها المختصة بالتعاقد مع الشركات حول مشاريع بناء المدن الجديدة بالشروط الإضافية التي تتضمن حصر منح العقود للشركات الثرية التي تثبت عبر وثائق رسمية امتلاكها الأصول المالية الكافية لتغطية تكاليف تلك المشاريع”.

وأضافت “بحسب التعليمات الجديدة فان وزارة الاعمار والإسكان العراقية تشترط الآن من الشركات التي تقدم عروضها لتنفيذ مشاريع المدن السكنية ان تملك موقفا ماليا قويا وقدرات فنية كافية”، مشيرة الى ان قرار الوزارة يهدف الى “تقليل التعطل والتأخير في تنفيذ مشاريع بناء المدن السكنية الجديدة”، بحسب وصفها.

التعليمات الجديدة بحسب الموقع تتضمن تقديم الشركات وثائق رسمية تؤكد “قدرتها المالية الكافية” على تغطية نفقات المشاريع قبل التعاقد معها على أي مشاريع داخل البلاد، مشيرة الى ان “ضعف تمويل الشركات” سبب تأخرا في تنفيذ العديد من المشاريع التي تعاقدت الوزارة على تنفيذها.

*********************** 

التراخي القضائي يفاقم تعاطيها في العراق

أرقام رسمية حول المتعاطين والدول المتورطة وجنسيات مروجي المخدرات

متابعة ـ طريق الشعب

كشف المتحدث باسم مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية، العقيد بلال صبحي، عن إحصائية مفصلة لتجارة المخدرات وتعاطيها في العراق خلال 4 سنوات، مؤكدا “زيادة المخاطر والانتشار الواسع خلال الفترة الأخيرة”.

وقال صبحي في حديث صحفي: إنّ “هناك زيادة كبيرة بأعداد الملقى القبض عليهم بتهم ترويج وتعاطي المخدرات، معتبرًا أنّ هذا “يدل على اتساع وخطورة تفشيها في المجتمع العراقي”.

مصدر المخدرات

وبحسب صبحي، فإنّ عدد الملقى القبض عليهم، جاءت كالآتي:

ـ 2020 بلغ عددهم 7500 متهم بين مروج وناقل ومتعاط

ـ 2021 بلغ عددهم 12800 متهم بين مروج وناقل ومتعاط

ـ 2022 بلغ عددهم 16800 متهم بين مروج وناقل ومتعاط

ـ 2023 لغاية شهر تموز، بلغ عددهم أكثر من 10 آلاف متهم بين مروج وناقل ومتعاط.

أما أنواع المخدرات السائدة في العراق، والتي تأتي من “الدول المجاورة”، فقد جاءت بحسب صبحي، كالآتي:

1 - الكريستال تنتشر في المحافظات الجنوبية مثل البصرة وميسان ويكون مصدرها إيران.

2 - الحشيشة تنتشر في المحافظات الجنوبية ومصدرها إيران وأفغانستان.

3 - حبوب الكبتاغون أو ما يعرف بمسمى (01) تنتشر في المحافظات الغربية ومصدرها لبنان، التي كانت تصنعها سابقًا، ثم أصبح تصنيعها الآن في سوريا حتى دخولها إلى العراق.

4 - بغداد تسجل انتشارًا لكل أنواع المخدرات التي تصلها من المحافظات المذكورة.

ويشير صبحي الى ان الأسعار والأنواع المفضلة والأخطر في العراق، هي:

1 - الكريستال يفضله الشباب المدمن في بغداد وسعره يصل إلى 90 ألف دينار للغرام الواحد.

2 - الكبتاجون منتشر في بغداد وعليه طلب كبير أيضًا، وهو معروف بتأثيره السريع والقوي والسعر المناسب.

وأفصح صبحي عن بعض الكميات الكبيرة المضبوطة خلال عام 2023 بالتعاون مع سلطات إقليم كردستان، وهي كالآتي:

1 - ضبط 500 كيلوغرام من المخدرات مصدرها إيران .

2 - ضبط 450 كيلوغرام حبوب الكبتاجون مصدرها إيران.

3 - ضبط 50 كيلوغرام أفيون مصدرها إيران.

4 - ضبط 11 كيلو كريستال وكبتاغون مصدرها سوريا.

وبشأن مراكز تأهيل المتعاطين، يقول صبحي إنها كالآتي:

1 -  مستشفى العطاء في بغداد بسعة 150 سريرًا.

2 - مركز القناة في بغداد بسعة 150 سريرًا.

3 -  ردهة واحدة في مستشفى ابن رشد تضم 25 سريرًا.

4 - ردهة واحدة في مدينة الطب.

5 - الأخرى تتمثل بردهة أو قسم في كل محافظة.

الأحداث وطلبة الجامعات

وبحسب صبحي، فإنّ “أغلب من يتم القبض عليهم هم من أعمار 18 إلى 35 سنة، أما دون ذلك، فهم يعتبرون من الأحداث الذين تكون الإحصائيات قليلة عنهم”، مستدركًا: “لكن العام الماضي 2022 فقط تم القبض على نحو 500 حدث بتهمة الترويج أو النقل أو التعاطي”، لافتًا إلى أنه “من ذلك يمكن تخيل عدد غير المعروفين من الأحداث الذين يسلكون هذا الطريق”.

ويقول صبحي إنّ “من يتاجرون بالمخدرات يقومون برصد واختيار المراهقين والشباب الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة لتوريطهم بالتعاطي ثم استخدامهم لنقل المواد المخدرة مقابل منحهم كميات بسيطة للتعاطي لا تتجاوز 10 أو 20 غرامًا لسد إدمانهم”، مبينًا أنّ “هذه الشريحة تكون نتيجة المناطق الفقيرة التي تعاني البطالة والفقر بنسبة كبيرة”.

وأوضح أنّ “المروجين أو المتعاطين ممن تكون أعمارهم صغيرة بينهم نسبة قليلة جدا من طلبة الجامعات، وهناك إحصائية تؤكد ذلك”، مستدركا بالقول: “لكن هذا لا يعني ضرورة إخضاع طلبة الجامعات جميعهم للفحص كما تم طرحه في مقترح خلال الفترة الماضية، لأن من غير المعقول فحص ملايين الطلبة لكشف تعاطي 100 أو 200 طالب فقط، يمكن تأشيرهم بطرق أخرى”.

ممر لدول الخليج

وبحسب صبحي، فإنّ “العراق يعتبر الآن ممرًا أيضًا لعبور الكميات الكبيرة إلى دول الخليج بعدما كان مستهلكًا فقط في السابق، حيث يتم ضبط كميات كبيرة”، مؤكدًا أنّ “أماكن التعاطي والترويج تكون سرية وليست مكشوفة مثل البيوت المهجورة والمكاتب والجلسات الجماعية، وليس كما يشاع عن كونها في المقاهي والمطاعم”.

وبحسب قسم الدراسات والبحوث في مديرية مكافحة المخدرات، فإنّ تأكيد الانتشار وتوسع ظاهرة المخدرات، تتمثل بـ”ضبط طن مخدرات دخل إلى العراق في العام الماضي 2022، فيما تم ضبط 3 أطنان منذ بداية هذا العام 2023 حتى الآن”.

وتشخص وزارة الداخلية في حديثها أسباب ظاهرة المخدرات، بعدة نقاط، أهمها:

1 - عدم تنفيذ القوانين المشددة، وخاصة قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 50 لسنة 2017، وهو قانون رادع تصل عقوبة من يتاجر دوليًا بالمخدرات للإعدام ومحليًا بالسجن المؤبد.

2 - عقوبة الإعدام تطبق على المتاجر بالمخدرات دوليًا كتاجر من سوريا أو إيران أو أفغانستان، بينما تطبق عقوبة السجن المؤبد على المتاجر محليًا.

3- القضاء العراقي لا يحكم بهذه العقوبات المشددة في القانون، بل يقضي بعقوبات مخففة وهذا أمر عائد للمحاكم مع وجود قضاة يحكمون 6 أو 7 سنوات سجن على تجار المخدرات، مع أنهم يستطيعون الحكم عليهم بالسجن المؤبد.

4 - عدم إصدار أي عقوبة إعدام بحق تاجر دولي إلا باستثناء أحدهم مؤخرًا، وامرأة 15 سنة سجن، وهي بمثابة أحكام نادرة الحصول.

5 - عقوبة المتعاطي 3 سنوات سجن، لكن المحاكم تقضي بالسجن سنة واحدة.

وهناك مساع لتعديل قانون مكافحة المخدرات في العراق، فيما أشار العقيد بلال صبحي، إلى أنّ “أبرز ما يتضمنه القانون، هو هناك من يريد أن تكون عقوبة التجارة الدولية إعدام فقط وليس الإعدام أو السجن المؤبد، وهذا لن يتحقق”.

ونبه صبحي إلى أنّ “قوانين الدول التي تتشدد بعقوبة تجار ومروجي ومتعاطي المخدرات تعد نظيفة منها”، فيما أشار إلى أنّ “قانون مكافحة المخدرات السابق كان يقضي بإعدام كل تاجر ومروج ومتعاط للمخدرات، لهذا كان العراق من البلدان الخالية من المخدرات حتى 2003”.

********************

كل خميس

وهم مزعوم 

احتلال جديد للعراق

جاسم الحلفي

أكثر ما يدعو الى السخرية المرة، هو تعويل البعض على اسقاط النظام السياسي القائم وتغييره عبر حرب جديدة على العراق وإعادة احتلاله. والمؤسف هو استمرار تداول هذه الاطروحة والتفاعل معها، وكأنها حقيقة واقعة، وقد تبنى ذلك العديد من مبتدئي التعاطي السياسي، والمصابين بالعجز الفكري والاتكال الكفاحي والمحبطين. وقد وصلت السطحية والابتذال عند بعضهم حد الإصرار على التصريحات ذات الصلة، مؤكدين توقيتات وقوع التدخل العسكري وما يعلن عن جدوله الزمني، وكأنهم أعضاء في البنتاغون.

تهافت هذا الرأي يقوم على عدم ادراك أن نظام المحاصصة الحالي، هو نتيجة للعدوان على العراق واحتلاله، ولم يجنِ الشعب العراقي من هذا التغيير عبر الحرب والاحتلال سوى تسلط طغمة حكم زرعت الفرقة والانقسام بين العراقيين، واعتمدت الطائفية السياسية منهجا للحكم، ونهبت الأموال العامة. هذا ما ذاقه الشعب من النهابين، فأي نهابين جدد سيسلطهم العدوان الجديد على العراق واحتلاله مرة أخرى ليحتكروا الحكم، كما يتوهم المحبطون الغارقون بأحلام العصافير .

 يبدو ان قدرنا يدعونا الى التصدي للمتطلعين الى الحرب على العراق باسم المعارضة، والذين بأطروحاتهم الذليلة هذه يشيعون اليأس من أي تغيير، يمكن له ان يحدث بقدرة شعبنا وقواه. وقدرنا يتطلب إعادة التذكير بأفكارنا ومواقفنا وسياساتنا نحن الشيوعيين، التي وقفت بالضد من مواقف اغلبية المعارضة العراقية، حين تبنت المشروع الخارجي وهلّلت للحصار الاقتصادي الظالم على الشعب العراقي، واستبشرت بالحرب على العراق وزيّنتها، ونظمت مؤتمرات فينا ولندن وصلاح الدين على طريق اندلاعها، بدعم ورعاية أمريكية. تلك المؤتمرات التي تأسست فيها المحاصصة، بالاستناد على موضوعة المكونات بدلا عن المواطنة. وكان صوتنا، كحزب شيوعي عراقي، متفردا في تبيان “ان الحرب والاحتلال ليسا هما الطريق الناجع لإحلال الديمقراطية في العراق، وان مهمة تغيير النظام ممكنة بوحدة المعارضة العراقية، واساسها المعارضة الشعبية المتنامية في الداخل”.

ونحن إذ نقرأ ونتفحص المعطيات على الأرض والوقائع وتفاصيل الصراع وتداخله، نستبعد جدا إمكانية شن حرب على العراق اليوم واسقاط النظام القائم. ولا نبصر مصلحة لواشنطن في تغيير النظام، ما دامت طغمة الحكم التي سلطتها على العراق عبر المحاصصة الطائفية ومنهجها المقيت، قد لبت متطلبات واشنطن في المنطقة، حيث قواعدها العسكرية وتمركزها في العراق، وحيث تحشيدها وجحفلتها المزيد من القوات في أي وقت ترغب، وقيامها بمناورات عسكرية واستعراضات لقواتها، التي لا رأي للحكومة العراقية في أعدادها وساحات انتشارها. كذلك انبطاح طغمة الحكم امام وصفات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية، هذه المؤسسات التي هي ركائز الامبريالية الامريكية، واذرعها المالية والاقتصادية ووسائلها الاحتكارية، التي تمثل مصالح رأس المال المالي وامتداداته العابرة للحدود الوطنية. لهذا وكما تشير الوقائع، فان طغمة حكم تنفذ بدقة مصالح خارجية على حساب المصالح الوطنية، ومن غير المعقول ان تقوم واشنطن بتغيير حكم موالٍ لها.

لم تشن واشنطن حربها في 2003 وتغير النظام الدكتاتوري من اجل سواد عيون الشعب العراقي. وهي من قام بتهميش ممثلي الإرادة الوطنية الحقيقية واستبعادهم من القرار السياسي، وتسليم الحكم على طبق من ذهب الى الطائفية السياسية، التي أمسكت السلطة بقبضةِ تسلط، واستمرت في إعادة انتاج نفسها عبر انتخابات مشكوك بنزاهتنا، وقد فُصّلت القوانين الانتخابية على مقاساتها.

اذا كان النظام الدكتاتوري السابق قد سلب إرادة الشعب العراقي بأفعاله الشنيعة وجرائمه المدانة وحروبه العدوانية وظلمه وتعسفه واستبداده، هذه الأفعال البشعة التي تختزنها الذاكرة العراقية، والتي جعلت العراقيين لا يأسفون على إسقاطه، وهم الذين لم يستقبلوا المحتلين بالزهور، فان جيلا من شباب العراق الواعد يمتلك كل القدرة للتصدي سلميا وببسالة لطغمة الحكم ولازاحتها، وسوف لا يترحم على مصيرها المحتوم.

 وقطعا ستكون دروس انتفاضة تشرين الباسلة ماثلة امامه، وهي الانتفاضة الجبارة التي ارعبت الفاسدين، وتحملت إرهاب الدولة بنحو مباشر وبالوكالة، وقدمت تضحيات جساما، بقى المجتمع الدولي يتفرج على قمعها والفتك بها، دون ان ينبس بكلمة تضامن حتى.

ان التغيير لا يحتاج الى حرب دامية، ولا الى احتلال آخر، بل الى تكرار الثورة السلمية الشعبية العارمة، القادرة على اطاحة حيتان الفساد، الجاثمة على صدور العراقيين، والناهبين لثروات العراق، والواضعينه تحت رحمة الخارج.

***********************

 الصفحة الثالثة

البيئة تعلن استكمال الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التلوث

ناشطون: ماذا حلّ بمبادرة السوداني

لزراعة 5 ملايين شجرة ونخلة؟

بغداد ـ طريق الشعب

في الوقت الذي تتفاقم فيه مستويات التلوث في البلاد، وانعكاس ذلك بشدة على المناخ، أعلنت وزارة البيئة، أخيرا، استكمال الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التلوث البيئي والحد من تداعياته، مؤكدة جاهزية الخطة التنفيذية الخاصة بالاستراتيجية.

وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، افتتح في 12 آذار الماضي (مؤتمر العراق للمناخ) الذي ضيّفته محافظة البصرة، وبمشاركة دولية وإقليمية وحكومية.

وأكد السوداني في كلمة ألقاها خلال المؤتمر، أن الحكومة ماضية في برنامجها الذي أولى معالجة تأثيرات التغيرات المناخية أهمية خاصة، وقد وضعت معالجات عدّة لتخفيف الآثار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي ترافق التغيّر.

أطلق السوداني في حينها مبادرة كبرى لزراعة 5 ملايين شجرة ونخلة في عموم محافظات العراق، لكنها كغيرها من المبادرات اطلقت لمجرد الاستهلاك الاعلامي؛ إذ يؤكد مراقبون ان الجهات الحكومية «لم تزرع نخلة واحدة ضمن هذه المبادرة»، بالرغم من بيانات التأييد التي اطلقتها الوزارات ومؤسسات الدولة.

وعلى الرغم من أن الاستراتيجية التي أعلنتها البيئة جاءت متأخرة إلا ان أصحاب الاختصاص والمعنيين بالشأن البيئي يجدونها «ضرورية»، في وقت تتعالى فيه الاصوات من اجل انقاذ ما تبقى من بيئة العراق، التي تواجه مخاطر حقيقية كبيرة، داعين الى إشراك الوزارات والمؤسسات المعنية، لان البيئة غير قادرة، لوحدها، على تطبيق هذه الاستراتيجية.

خطط واجبة التنفيذ

وفي هذا الصدد، يقول وكيل وزارة البيئة جاسم الفلاحي، إن «الوزارة وبالتعاون مع الفريق الوطني العراقي الممثل لكل الوزارات والجهات الحكومية وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي استكملت الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التلوث البيئي وللأعوام 2023-2028»، مبينا أن «هذه الاستراتيجية تعتبر نقطة تحول مهمة باتجاه رؤية عراقية واضحة لخطورة تحدي مواجهة التلوث البيئي، لا سيما تلوث الهواء والمياه والتربة، وانعكاس ذلك على الصحة العامة، فضلا عن الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية».

وأوضح الفلاحي، أنّ «هذه الاستراتيجية تشكل رؤية وطنية متقدمة لوضع آليات عملية وفاعلة للحد من تأثير التلوث البيئي وانعكاساته على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأنها تضمّنت خططا قطاعية تنفيذية واجبة على كل قطاع من قطاعات الدولة، ووفق سقوف زمنية، من أجل مواجهة التلوث البيئي واتخاذ الإجراءات اللازمة، للحد من تداعياته».

وأضاف، أنّه «تم إقرار الاستراتيجية من قبل مجلس الوزراء»، منوها بأن «الخطة التنفيذية جاهزة وتتطلب تعاون الجهات القطاعية بما فيها القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية والوزارات وحكومة إقليم كردستان».

واستطرد بالقول أن «رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وجه بتطبيق مفاهيم الحوكمة في كل مفاصل الدولة»، مؤكدا أن «وزارة البيئة بذلت جهودا حثيثة بهذا الصدد حيث استكملت المنصة الإلكترونية المعنية بالحصول على الموافقات البيئية».

قانون جيد ولكن

في هذا الصدد، قال مدير معهد نيسان الذي يعنى بالشأن البيئي، فلاح الاميري، انهم طالما اكدوا وطالبوا وقدموا مقترحات بأن تعمل كل الوزارات بالتنسيق في ما بينها على موضوعات تلوث البيئة وشح المياه، لأهمية هذا التعاون والتنسيق.

وعلق على هذا التوجه الحكومي قائلا «على الرغم من انها خطوة متأخرة، لكنها جيدة نحو الاصلاح البيئي الحقيقي. ومن الضروري ان تكون هناك شفافية عالية في مفردات الاستراتيجية وضمان انفاذها وتطبيقها».

ولفت الاميري في سياق حديثه مع «طريق الشعب»، الى ان هذه الاستراتيجية «تتطلب من الوزارات المسببة للتلوث بنسبة عالية، منها: النفط، وتتبعها الكهرباء وثم الصناعة، والبلديات والإسكان والصحة، ان يلتزموا بالاتفاقية الدولية والمحلية، وأن تبدأ هي أولا بتنفيذ وتطبيق قانون حماية وتحسين البيئة رقم 21 لسنة 2009»، مبيناً ان «مواد هذا القانون صارمة وممتازة، لكنها غير نافذة على الوزارات والمؤسسات الحكومية، علماً انهم مسببون مباشرون للتلوث بنسبة 70 ـ 80 في المائة».

وشدد على ضرورة ان «تكون هذه الاستراتيجية ملزمة لجميع الوزارات»، معتبرا أن موضوعات البيئة تشكل «مرتكزات اساسية  للاقتصاد العراقي والصحة والامن».

وينصح المتحدث بربط الاستراتيجية بالأمن القومي، لعدم جعلها تمر مرور الكرام، كحال الاستراتيجيات التي أقرت في وقت سابق، في مختلف القطاعات».

وقال الاميري: ان من المهم «اشراك منظمات المجتمع المدني والنقابات والناشطين والفرق التطوعية في العمل وفق السلطة الممنوحة لهم دستورياً كمراقبين، لتكون هناك فعلاً غرفة عمليات متكاملة، ابتداء من الوزارات والسلطة التشريعية والمجتمع».

وخلص مشدداً على ضرورة ان تكون هناك «مراكز للأبحاث البيئية في العراق، فحتى الان نحن نفتقد مثل هذه المراكز المهمة خصوصاً في البصرة التي تقاسي ملوثات كثيرة».

تفاقم الأزمة

من جانبه، قال مستشار نقابة المهندسين الزراعيين، د. جاسم المالكي، انه «بالنظر الى التلوث الذي نواجهه، فان العراق يواجه مشاكل كبيرة في هذا القطاع، وعمل مثل هذه الاستراتيجية دون التفكير الجدي في امكانية تطبيقها الميداني واشراك كافة دوائر الدولة والمؤسسات المسؤولة عن هذا الموضوع بشكل حقيقي وفاعل، اعتقد انها غير مجدية، وستبقى مجرد كلام».

واضاف في حديثه لـ»طريق الشعب»، ان وزارة البيئة لا يمكن ان «تطبق هذه الاستراتيجية لوحدها دون ان يكون هناك جهد وطني باشراك كافة الوزارات. نحن متأخرون كثيراً في هذا المجال وحجم المشاكل كبير جداً، ووصلنا الى مستويات عالية في مستوى التلوث».

وتابع المالكي قائلا: «احياناً التأخر في الحلول والمعالجات يعمق المشكلة ويعقد الحل. نحن وصلنا فعلاً الى مرحلة التعقيد في ايجاد الحلول المناسبة، ربما هي ليست بالمهمة المستحيلة ولكن تحتاج الى جهد كبير واموال كثيرة على كل الاصعدة. هذا بطبيعة الحال نتيجة الاهمال والتغافل عن هذا الملف المهم».

واوضح، «اذا اخذنا قضية التصحر الذي بات يغزو مساحات كبيرة من الاراضي العراقية، وتقدر نسبة الاراضي المتصحرة بأكثر من 80 في المائة، هنا نتساءل: ماذا ستفعل الوزارة لمعالجة هذه المشكلة؟».

 وزاد بالقول: «ايضا هناك مشكلة نقص المياه وتلوثها، فانهارنا تعاني مشاكل تلوث بسيطة جداً ومن غير المنطقي قبولها ونحن في العام 2023، من بينها القاء مياه الصرف الصحي في مجرى مياه النهر على مرأى ومسمع المسؤولين من الموصل الى البصرة، ولم نر حتى اللحظة أي اجراء بهذا الصدد».

ونبه الى ان «مثل هذه القضايا لا تحل باستراتيجية تعلنها وزارة البيئة، وتكون حبرا على ورق، اضافة الى ذلك فان البيئة اصبحت وزارة رقابية اكثر من كونها تنفيذية غير فاعلة في التصدي لمثل هذه القضايا»، متسائلا: «ما هي اجراءات الوزارة غير انها ترفع التقارير والشكاوى على الجهات الملوثة؟ فلم نر شيئا طبق على ارض الواقع او اجراء قد اتخذ. ربما الخلل ليس في الوزارة او قانونها، بل في التطبيق من قبل الجهات التنفيذية واستجابة مؤسسات الدولة».

وذكّر المتحدث بالمؤتمر الذي عقد في محافظة البصرة، قبل أشهر، وحضره رئيس مجلس الوزراء، واطلق خلاله مبادرة زراعة 5 ملايين شجرة من قبل الوزارات»، مؤكدا انه «مر اكثر من 6 اشهر، ولم تزرع شجرة واحدة!».

***********************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

سياسة استثمار جديدة

نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تقريراً عن خلاصة حوار دار بين مستشار للحكومة العراقية وخبيرين أمريكيين حول مستقبل النشاط التجاري للشركات الأمريكية في العراق، والاشتراطات التي تحقق لها أعلى أرباح ممكنة.

تشاؤم الشركات

وقد رأى المتحاورون، حسب تقرير المعهد، بأن هذه الشركات تنظر إلى العراق كبلد غير مستقر، لا تتوفر فيه فرص كبيرة، خارج قطاعات الأمن والنفط والغاز، وإنه مبتلى بفساد شامل يعيق نشاطهم، متغافلة عن بعض المتغيرات الصغيرة كالتصديق على اتفاقية نيويورك بشأن قرارات التحكيم الأجنبية واتفاقية (TIR) بشأن النقل البري الدولي.

كما أشار المتحاورون إلى أن شروط الاستثمار الأجنبي المباشر ما زالت معيقة حسب تقديرهم، لأنها لا تسمح للملكية الأجنبية أن تتعدى حاجز 49 في المائة، وتشترط وجود وكيل عراقي عند استيراد البضائع إلى البلاد، إضافة إلى القلق من ضعف سيادة القانون والعفوية أحياناً في تغيير مفرداته.

وتطرق المتحاورون إلى المنافسة بين الشركات الأمريكية والشركات الخليجية، ففيما تعيق القوانين عمل الأولى في العراق، تتسامح الأنظمة الخليجية بعض الشيء مع الممارسات الفاسدة، مما يعطي للشركات الخليجية ظروفاً تنافسية أفضل، خاصة مع ما تقدمه لها معاهدات جامعة الدول العربية من حماية.

«الخير» قادم!

ووعد مستشار الحكومة المتحاورين، بقرب قيام الحكومة بتشريع قوانين تفتح الاقتصاد، وتسمح للأجانب بامتلاك حصة الأغلبية من الأعمال التجارية في العراق، وتبني شراكة بين القطاعين العام والخاص وتحمي العقود من التغيير خلال فترة تنفيذها، وتعمل على تحفيز الاستثمار كالإعفاء الضريبي والحق في ملكية الأرض المستخدمة، وأخيراً مواصلة مكافحة الفساد بشكل حاسم.

نجاحات أربيل ومصاعبها

نشرت صحيفة SE24 السويدية تقريراً عن مدينة إربيل، وصفتها فيه، بالمدينة المتألقة والساعية بجد للخروج من عباءة الفوضى والدمار، والتقدم بشكل جدي نحو الحداثة والتوسع المعماري الحديث، وطرح نفسها كنقطة جذب للسياحة والتجارة في المنطقة وكأكثر مدن العراق حداثة ومدنية بعد بغداد، على الرغم من صغر حجمها وما تعانية من مشاكل الفساد وضعف القوانين وهيمنة ثقافة الحرس القديم.

ماض قاس وجمال أخاذ

وتطرق التقرير إلى تاريخ أربيل العريق، والذي يمتد لآلاف السنين، وما عاشته المدينة من حروب وصراعات وفوضى حتى آخر حملات القمع البربرية التي شنتها حكومة البعث طيلة 50 عاماً قبل سقوط صدام حسين. كما أشار التقرير إلى ما تمتاز به أربيل من معالم تاريخية وحديثة، متداخلة بشكل مدهش، حيث تجتمع الأبراج الشاهقة والمراكز التجارية والحدائق الغناء، مع قلاع الماضي، التي تنقل الزائرين لعالم الحضارات القديمة لاسيما في القلعة، التي تُعتبر واحدة من أقدم القلاع المأهولة في العالم، إضافة إلى الجبال المحيطة بالمدينة والمكللة قممها بتيجان بيضاء من الثلوج.

مصاعب عديدة

ورغم ما تقدمه المدينة من تجربة فريدة في العراق من حيث بيئة الأمان والسلم والحداثة، فإنها لا تزال عاجزة عن تحقيق الإكتفاء الاقتصادي من دخل السياحة والتجارة، مما يجعلها معتمدة في تطوير بنيتها التحتية على الريع النفطي وعلى حصتها من الموازنة الإتحادية، التي تخضع لمساومات سياسية لا نهاية لها. كما يعد الفساد، وحسب الصحيفة، أحد أبرز معوقات التقدم في المدينة، التي تفتقر لبنية تحتية حقيقية كمنظومات المياه والكهرباء والصرف الصحي وخدمات الرعاية الصحية.

وأضاف التقرير إلى أن أربيل، تعاني من ضعف التعليم الحكومي ورعاية الأمومة وغياب لقوانين الإستثمار والرقابة الفعالة على تنفيذ القانون، إضافة إلى اقتصار الاستثمار على المشاريع التي تحقق ربحاً مالياً سريعاً. ولكن، وإعتماداً على عبق التاريخ العريق والسلم العام وأمن المواطنين، رأى التقرير، أن الأمل في النجاح يبقى كبيراً.

********************* 

عين على الأحداث

خراب مستمر

أعلن البنك الدولي أن الاقتصاد العراقي اقتصاد هش، بسبب السياسات الفوضوية للحكومات المتعاقبة وانكماش الناتج المحلي وتراجع النشاط الصناعي والزراعي وزيادة المديونية إلى 152 مليار دولار بعد اقتراض الحكومات 15 مليار دولار سنوياً بفائدة تصل إلى 17 في المائة. واشار البنك إلى أن العملة الصعبة يعاد توجيهها ـ عبر المزاد ـ إلى السوق الموازية، مما يسبب انخفاضاً في قيمة الدينار وزيادة في التضخم. وحذر البنك من أن نمو حجم الإنفاق التشغيلي بنسبة 59 في المائة، سيؤدّي إلى عجز مالي قدره 39.7 مليار دولار، فيما توجد مخاوف من هيمنة الأحزاب المتنفذة التي أعاقت التنمية، على الموازنة.

فضيحة فساد جديدة

أعلنت الهيئة العليا لمكافحة الفساد عن تفكيك واعتقال شبكة مُكوَّنة من مسؤولين ومُنتسبين في وزارات العدل والتجارة والكهرباء والداخليّة والدفاع والإعمار والإسكان (منو بقى) تقوم بتزوير عقود وموافقات منسوبة لجهات عليا في الدولة ببيع وإيجار قطع أراض تابعة لوزارة التجارة، فيما يتوقع اعتقال آخرين، كانت أدوارهم ثانوية في الجريمة. هذا وإذ يستبشر الناس خيراً في أي انجاز يتحقق في هذا المجال، يجددون التأكيد على أهمية تطبيق استراتيجة علمية وشاملة تبدأ في إعتماد تكافؤ الفرص بديلاً عن المحاصصة في اختيار المسؤولين، والشفافية والحزم مع الفاسدين، إضافة إلى فضحهم وتجريدهم من عوامل النفوذ والسلاح المنفلت.

برّد گلبك يا نازح!

قدم أحد النواب طلباً باستجواب وزيرة الهجرة حول اتهامات فساد واسعة في ملف النازحين، على أساس تقارير ديوان الرقابة المالية. وكشفت النائبة عن عدم تجديد الوزارة لقاعدة بياناتها منذ سنوات، وعن تعاملها مع مورّدين محددين وتحرير عشرات العقود لشراء ذات المواد كالملابس والاغذية والخيام، وبنفس الكميات والأصناف وبأسعار تفوق بنسبة 50 في المائة عن قيمتها الحقيقية. وأشارت إلى أنه ورغم رداءة نوعية السلات الغذائية والملابس ومحدوديتها، فإن خيم النازحين، لم يجر تجديدها منذ 9 سنوات، فيما ذابت قوالب الثلج التي يفترض بأن الوزارة قد اشترتها بستة مليارات دينار، قبل أن تصل لأفواه العطاشى.

شطارة بالتجارة!

كشف الخبراء عن تجاوز الخسائر المالية الناجمة عن إيقاف تركيا لتصدير النفط المنتج في كردستان عبر ميناء جيهان، الأربعة مليارات دولار، أي ما يقارب ثلاثة اضعاف الغرامة التي فرضتها محكمة التجارة الدولية على انقرة، لصالح العراق والبالغة 1.5 مليار دولار، والتي سببت إيقاف التصدير. وأشاروا إلى أن المسؤولين العراقيين، سيواجهون مساومات على تنازلات مهمة في ملفات المياه والسيادة والشكاوى الدولية، قبل الموافقة على فتح تصدير النفط. هذا ويذكر بأن العراق هو رابع أكثر بلدان العالم استيراداً من تركيا، وأن صادرات انقره اليه قد تصل إلى 16 مليار دولار، دون أن يستثمر أحد ذلك في المفاوضات.

إنفاق زبائني!

كشفت الحكومة عن إحتمال ارتفاع العجز في الموازنة بسبب رواتب التعيينات الأخيرة والتي بلغت اكثر من 820 ألف موظف وبكلفة تزيد عن (21) ترليون دينار، وسببت ترهلاً وظيفياً خاصة في الجامعات، مما قد تُجبر معه على إيقاف التعيينات في السنوات المقبلة. من جهتها أعلنت مستشارة لرئيس الحكومة عن استلام 6.5 مليون عراقي لمساعدات الرعاية الاجتماعية بسبب الفقر، اي ما يعادل ربع العراقيين. هذا وتجدر الاشارة إلى أن فوضى الإنفاق التي يمارسها “أولو الأمر” ترهق ميزانية الدولة بالمزيد من العجز، لأن القضاء على الفقر يستلزم إصلاح الاقتصاد وتطوير الإنتاج وخلق فرص عمل وتبني توزيع عادل للدخل القومي. 

***********************

 الصفحة الرابعة

مختصون: حلول تديم المشكلة

خطط لشمول المتسولين بـ «الإعانات الاجتماعية!»

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

أنعشت السياسات الحكومية في مختلف القطاعات ظاهرة التسول، التي لا يكاد يخلو منها أيّ تقاطع مروري أو شارع تجاري في العاصمة بغداد وبقية المحافظات، الامر الذي حوّلها الى مهنة تمتهنها مافيات تعمل على استغلال الفقراء في كسب المال بطرق مختلفة.

مستشارة رئيس الوزراء للرعاية الاجتماعية، سناء الموسوي، كشفت عن توجه حكومي لشمول المتسوّلين برواتب الرعاية الاجتماعية.

وقالت الموسوي في لقاء متلفز، الشهر الجاري، إن “رئيس الوزراء يولي ملف الرعاية الاجتماعية اهتماما بالغا، إذ تم تقديم مقترح بشمول المتسولين برواتب الرعاية”.

واضافت أن “عدد المشمولين بالرعاية يزداد شهريا، بينما حدد قانون الرعاية المشمولين بالرواتب، حيث يتم قطع الراتب عن الأسرة التي تصبح فوق خط الفقر، لكن حجب رواتب الرعاية عن القادرين على العمل غير مطروح حاليا”.

واشارت إلى أن “الحكومة وضعت في موازنتها مبالغ مناسبة لوزارة العمل، تتضمن تخصيصات للمبادرات الإقراضية لحل مشكلة البطالة، وأموال لتثبيت أصحاب العقود”.

وبحسب التصريحات الرسمية فإن 6.5 مليون شخص يتسلمون رواتب الرعاية الاجتماعية، وقد تم استبعاد ما يقارب 181 ألف متجاوز منهم حتى الان.

قروض

ويبين المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل، نجم العقابي، أن “قانون الحماية الاجتماعية يشمل اي عائلة او شخص لا يملك مصدر دخل”.

ويقول العقابي في حديث خصّ به “طريق الشعب”، إن “هناك أموالا خصصت ضمن الموازنة الثلاثية لأجل معالجة مشكلة البطالة والفقر”، لافتاً الى وجود قروض للشباب ضمن مشاريع مدرة للدخل، كما سيتم توفير رأس مال لمدة 3 سنوات، بقيمة مالية تقدر بترليون و400 مليار دينار عراقي”.

ويؤكد، أن “المشروع سيستمر 3 سنوات: كل عام سيتم منح قرض بقيمة تتراوح بين 20 - 50 مليون دينار عراقي، شريطة ان يمنح المال لأشخاص يملكون مشاريع حقيقية”.

ويضيف المتحدث باسم وزارة العمل أن “تلك المشاريع تتم متابعتها من قبل لجان خاصة”.

“ليس حلاً”

وتعقيبا على حديث العقابي، يرى معنيون، أن هذه الآلية “لن تكون قادرة على معالجة مشكلة التسول المتفاقمة، بل قد تزيد من تعقيد الوضع”، لافتين الى ان حلول الوزارة لا تكافح الظاهرة، انما يمكن للمتسولين أن يستفيدوا من رواتب الرعايا الاجتماعية، ويمارسون التسول سراً.

حلول غير منطقية 

وتقول الناشطة في مجال حقوق الانسان سارة جاسم، إن مسألة شمول المتسولين برواتب الرعاية الاجتماعية “ليست حلا جذريا أو منطقيا لظاهرة التسول”، مشيرة الى أن بعض المتسولين يتم استغلالهم من قبل عصابات منظمة، تستهدف الفئات الاجتماعية الهشة”.

وتجد الناشطة في حديثها لـ “طريق الشعب”، أن من الضروري ان تتم “مكافحة عصابات التسول التي تستغل الأطفال والفتيات وكبار السن، قبل تبني حلولٍ جزئية”.

وتشير جاسم الى أن “بعض المتسولين يحصلون على مبالغ كبيرة من التسول يوميا، وبالتالي فان هؤلاء لا يقتنعون براتب الرعاية الاجتماعية، الذي يحصلون عليه خلال تسول ليوم واحد”، مقترحة ان تجري ملاحقة العصابات التي تقف وراء الظاهرة، وتقوم باستغلال الناس بالتسول”.

وتوصي جاسم بـ”تأهيل وإرشاد المتسولين، ومنحهم قروضا تساعدهم على تجاوز هذا المرض”، مشددة على ضرورة “عزل الأطفال عن هذه الممارسات، وتمكينهم من وضعهم التربوي والتعليمي”.

وتختتم جاسم حديثها بالتأكيد على وضع قانون صارم يعاقب أولئك الذين يعودون لممارسة التسول، بعد الاستفادة من مبادرات الحكومة.

معالجات

ويعتبر التسول ظاهرة اجتماعية سلبية وخطرة، كما أنه يعد جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات العراقي، رقم 111 لعام 1969.

ويوضح القانوني مرتضى الحسني، أن “المادة 390 من قانون العقوبات العراقي، اعتبرت التسول جريمة يعاقب عليها بالحبس مدة لا تقل عن شهر واحد، ولا تزيد على ثلاثة أشهر، بالنسبة للبالغين، اما من وجد يمارس التسول وهو دون سن 18 عاما، فيتم ايداعه بدور الايواء والتشغيل”.

ويتفق الحسني مع رأي الناشطة سارة جاسم، بالتأكيد على ان شمول المتسولين بامتيازات الرعاية الاجتماعية، يشكل “حلا جزئيا للمشكلة المتجذرة اجتماعيا”.

ويقول الحسني خلال حديثه مع “طريق الشعب”: إن “المتسولين أو من يستثمر فيهم يمثلون مافيات يحققون ارباحا هائلة تتجاوز بكثير ما يمكن أن يحصلوا عليه من رواتب الرعاية الاجتماعية”.

وعن الحلول التي يقترحها، يشدد على “فرض عقوبات على ممارسي التسول، ولا سيما التسول المنظم من قبل العصابات والمافيات الإجرامية”، حاثا على “تطوير وإيجاد برامج إصلاح وتأهيل وتوظيف تتوافق مع المعايير الدولية والقيم الإنسانية، كما ينبغي زيادة الوعي بخطورة جريمة التسوّل على الصعيدين الاجتماعي والشخصي”.

ويزيد بالقول: “يجب إتاحة فرص العمل والتوظيف أمام المشردين البالغين، وزجهم في مشاريع صغيرة”، كما يوصي بـ”مناقشة سبل معالجة هذه الظاهرة مع الخبراء في مجال البحث الاجتماعي والمختصين في شؤون المجتمع وممثلي المنظمات المدنية، من أجل إيجاد حلول فعالة، للحد من انتشار هذه الظاهرة”.

تجدر الإشارة الى غياب الأرقام الدقيقة عن عدد المتسولين في العراق، لكن تقارير وتقديرات المنظمات المدنية تشير لوجود عشرات الآلاف منهم، ينتشرون في العاصمة بغداد ومراكز المحافظات.

********************* 

مستشفيات أهلية تتاجر بحياة المواطنين

والضعف الرقابي يمنع الملاحقة

متابعة ـ طريق الشعب

بعد أن فَقَدَ المواطن الأملَ بالنهوض بالواقع الصحي في المؤسسات الحكومية، توجه إلى المستشفيات الأهلية، محاولا الحفاظ على حياته، لكنها بدلا من ذلك أكملت سلسلة المساوئ الموجودة في القطاع الصحي العام، برغم دفع مبالغ طائلة من قبل المواطنين، لأجل إجراء العمليات او تلقي الإسعافات الأولية.

ثلاثة مساوئ

وشخّص مركز العراق لحقوق الإنسان، ثلاثة مساوئ لدى المستشفيات الأهلية في العراق.

ودعا رئيس المركز علي العبادي إلى تطوير القطاع الصحي سواء كان حكوميا أو خاصا، لكن وفق قاعدة ثابتة من الأسس الرصينة التي تعتمد في مضمونها العام “تقديم خدمات علاجية تليق بالمواطن العراقي”.

وأضاف، أنّ “المركز رصد ضعفا رقابيا على عمل المستشفيات الخاصة مع وجود شكاوى تتحدث عن أخطاء طبية، يقود بعضها الى الوفاة لكن للأسف يجري السكوت عنها وإخفاؤها وتسويتها، بسبب نفوذ أصحاب المستشفى”.

مستشفيات تجارية

ولفت إلى أن “المستشفيات تحولت الى أشبه بمجمعات تجارية يحاصرها الجشع”، مبيناً أن “أغلب المرضى المتضررين يتم تجاهل شكواهم من قبل الجهات المعنية”. ودعا رئيس المركز، وزير الصحة ولجنة الصحة النيابية لإجراء تحقيق عميق في جميع الأخطاء الطبية وحالات الوفيات التي تحصل في المستشفيات الأهلية. وأكد العبادي، أن “المستشفيات الأهلية يجب أن تكون خاضعة للشروط المحددة من قبل وزارة الصحة”.

قطاع صحي متهالك

ووجّه المواطنون دعوات الى الحكومة للارتقاء بالقطاع الصحي المتهالك، وبتغليظ العقوبات على مرتكبي الأخطاء الطبية، وتشديد الرقابة على المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة.

مبالغة وتهويل

وتعقيبا على ذلك، ردّ المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر، أن “هناك مبالغة وتهويلاً في قضية الأخطاء الطبية في العراق، في حين أن الخطأ الطبي أمر وارد دائماً، وقد يحدث في أكبر المؤسسات الطبية حول العالم”.

وقال البدر: إن “الوزارة لديها قسم للمسؤولية الطبية، تقع على عاتقه مهمة متابعة الأخطاء الطبية بالتعاون مع الجهات الأمنية والقضائية، وأي مواطن لديه الحق في تقديم شكوى ضد أي جهة صحية يعتقد أنها ارتكبت أخطاء طبية، وفي حال ثبت وجود الخطأ فإن الوزارة لديها إجراءات عديدة لمحاسبة المقصرين”.

ويضيف البدر أن “عقوبات الأطباء المقصرين تكون مبنية على ثبوت الخطأ، وخطورته، وما إذا كان مقصوداً، وعلى ضوء ذلك تتخذ الإجراءات، وقد تصل العقوبة إلى الفصل، أو إلى السجن. هناك مئات القضايا الخاصة بالأخطاء الطبية التي تتابعها الوزارة، لكن حسمها يكون وفق توقيت زمني وقانوني، كما هو الأمر في باقي القضايا، وأي مقصر يثبت تقصيره بالدليل القاطع ينال جزاءه العادل”.

تخصيصات غير كافية

وفي وقت سابق، طالبت الصحة بتخصيص 19 ترليون دينار (15 مليار دولار)، بينما خصصت الحكومة فقط ما يقارب 10 ترليونات دينار (7.5 مليارات دولار)، ورغم أن هذا الرقم هو أعلى تخصيص مالي لقطاع الصحة في تاريخ العراق، لكنه ليس كافياً، فلدى الوزارة أكثر من 220 مستشفى، ومئات المراكز المتخصصة، وأكثر من 625 ألفاً من الكوادر البشرية، وبالمقابل لا تسمح الواردات لديها بتمويل نفسها”.

ووفق القانون العراقي فإن “الأخطاء الطبية تتمثل في الإهمال والرعونة أو عدم اهتمام أو عدم أخذ الحيطة والحذر، وعدم الالتزام بالقانون، وفق المادة 35 من قانون العقوبات العراقي”.

********************

معنيون: ثلاث محافظات فقدت هويتها الزراعية بسبب «الإفلاس المائي»

بغداد ـ طريق الشعب

مع تفاقم الاثار المدمرة للتغير المناخي في البلاد، يحذر مختصون في الشأن البيئي والزراعي من الوقوف موقف المتفرج وانتظار نتائج ما ستؤول اليه الأمور خاصة مع وصول العراق الى مرحلة الإفلاس المائي.

ويؤكد الخبير المائي والبيئي، تحسين الموسوي، وصول العراق إلى مرحلة الإفلاس المائي، مشيرا الى أن الثورة الصناعية أنهكت مناخ الكرة الارضية.

وقال الموسوي، إن “العراق يعتبر ضمن أكثر 5 دول عالمية، وثالث أكثر دولة إقليمية تعاني من التطرف المناخي، ومن الآثار السلبية لذلك هو وصول البلاد إلى مرحلة الإفلاس المائي”.

وأضاف أن “عملية إنتاج النفط وما يرافقها من حرق للغاز هي السبب الرئيس للتلوث البيئي، كما أن الغازات الملوثة الناتجة عن المولدات الأهلية وعوادم السيارات وعدم وجود مواقع طمر صحية للنفايات وعدم معالجة الصرف الصحي تزيد من مخاطر الكارثة”، مشيراً إلى أن “أكثر من 90 بالمائة من أراضي العراق مهددة بالتصحر، وهذا الأمر يضع العراق أمام موجة عواصف غبارية تحمل معها أكثر من 40 نوعا من البكتيريا، فضلاً عن انتشار مرض السرطان”.

وأكد أن “الجفاف تسبب في ارتفاع معدلات الهجرة من الريف إلى المدينة نتيجة لنفوق الحيوانات وتصحر الأراضي وانعدام التنوع البيولوجي في الأهوار”، منوهاً إلى “صعوبة إعادة هذه العوائل إلى مناطق سكناها بسبب فقدان الأراضي لخزينتها المائية، كما أن هذه الهجرة لها تأثيرات اجتماعية مدمرة مثل زيادة نسب البطالة والجريمة والأمية والطلاق”.

وأشار إلى أن “المشكلة الرئيسية التي يعاني منها العراق هي الخلل في بنية العملية السياسية منذ عام 2003، والتي أثرت على كل جوانب الحياة وأخضعتها لنظام المحاصصة والذي كان سببًا رئيسيًا في انتشار واستفحال الفساد في جميع مؤسسات الدولة”، موضحاً أن “هذه العوامل لعبت دورًا كبيرًا في عدم قدرة العراق على التعامل مع الأضرار والتلوث الذي تسبب فيه أراضيه ومياهه وأجوائه”.

وبيّن أن “العراق لم يفعل أي شيء مع الدول المتشاطئة لمعالجة أزمة الجفاف واقتصر الأمر على تشخيص المشكلة المعروفة للجميع”، منوها إلى أن “المشكلة عالمية والعالم منشغل بها ولا طريق لمعالجتها إلا من خلال التخلي عن الوقود الأحفوري، فقد أرهقت 70 عامًا الماضية من الثورة الصناعية كوكب الأرض ومناخه”.

ونوّه الموسوى بـ “عدم وجود جدية من قبل هذه الدول العالم في معالجة الموضوع والدليل على ذلك هو زيادة ارتفاع درجات الحرارة، وتغيير موقع سقوط الأمطار والسيول وقلة الأراضي الصالحة للزراعة وزيادة الأمراض والمجاعة، رغم كثرة المؤتمرات والتحذيرات الأممية من ملف التغير المناخي”، منتقدًا “الدول الكبرى لعدم إيفائها بالتزاماتها تجاه الدول النامية في هذا الموضوع”.

من جانبه، قال المستشار في وزارة الزراعة مهدي القيسي، إنّ “قلة المياه في نهري دجلة والفرات حرمت العراق من زراعة رز العنبر الذي يعتبر جزءا من هوية العراق”.

وقال مستشار الوزارة مهدي ضمد القيسي، انه “خلال العام الماضي حرمنا المحافظات الثلاث التي تشتهر بزراعة الشلب وهي محافظة النجف والديوانية والمثنى من زراعة الرز، وذلك لعدم وجود إيرادات مائية أو مياه كافية لزراعة الرز الذي يحتاج الى زراعته لغمره بالمياه وليس مثل الحنطة والشعير”، مشيرا الى أن “رز العنبر هو جزء من هوية العراق الزراعية ولذلك نقول ان هوية العراق يتمثل بالرز العنبر والنخيل والأغنام العواسي”.

وأضاف، ان “السنة الحالية عانينا ايضا من شح المياه وظلت الازمة المائية نفسها في ظل خزين مائي في خطر، وقلة الايرادات المائية مع أمطار قليلة حيث لم تتم زراعة الرز إلا في مساحات جدا قليلة وبحدود 3 الاف دونم في النجف الاشرف و2000 دونم بالديوانية، اضافة الى البحوث الزراعية التي فيها برنامج وطني لإكثار الرتب العليا للرز وبمساحات جدا محدودة لزراعتها”.

ولفت الى ان “العراق ليس لديه زراعة رز تقريبا لسنتين متتاليتين، لأن كميات السنة متواضعة جدا والسبب الرئيس هو عدم وجود مياه قادمة من تركيا لأنه نهر الفرات من تركيا ودجلة ايضا من تركيا، ويغدي الفرات عن طريق بحيرة الثرثار، فلدينا مشكلة مياه وليس اراضي”.

**********************

 الصفحة الخامسة

ضحايا الإهمال الطبي

عراقيون يفيقون على أدوات تشريح في أحشائهم!

متابعة – طريق الشعب

شعر الشاب عمار حسين (23 سنة) بآلام مفاجئة في بطنه، فتوجه فورا إلى أحد المستشفيات القريبة، وهناك وجه الطبيب بعد الاطلاع على وضعه الصحي، بإدخاله مباشرة إلى صالة العمليات، كي تجرى له عملية إزالة الزائدة الدودية. لكن الشاب لم يدر أن هذا الأمر سيحوّل حياته إلى جحيم!

يقول عمار في حديث صحفي: «كانت الجراحة ناجحة حسبما أبلغني الطبيب، لكنني عانيت فترة طويلة بعد العملية، مضاعفات اضطرتني إلى العودة مجدداً إلى المستشفى. فقد راجعت طبيبا آخر، وطلب مني إجراء فحوص جديدة، لأتفاجأ بعدها بأن الطبيب الذي أجرى لي العملية نسي إحدى أدوات التشريح داخل جسدي»!

ويتكرر في العراق بين فترة وأخرى تسجيل حالات وفاة جراء أخطاء طبية خلال العمليات الجراحية بشكل عام، أو بفعل مضاعفات جراحات تجميلية.

يأتي ذلك وسط تصاعد دعوات المواطنين للارتقاء بالقطاع الصحي المتهالك، وتغليظ العقوبات على مرتكبي الأخطاء الطبية، وتشديد الرقابة على المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة.

خطأ يحرم شابة من الإنجاب!

الشابة سلوى جبار (25 سنة)، هي الأخرى ضحية خطأ طبي تسبب في منعها من الحمل طوال حياتها.

تقول في حديث صحفي: «كنت حاملاً بتوأم، وأثناء عملية الولادة كدت أفقد حياتي لأن الطبيبة التي أجرت العملية تسببت في خطأ طبي نتج عنه شلل في الأطراف السفلية لأحد الطفلين، إضافة الى جروح عميقة في الرحم فاضطررت لاحقاً إلى إزالته، لأحرم من الإنجاب طوال حياتي».

ولا تقتصر نتائج الأخطاء الطبية التي يتعرض لها المرضى على العاهات المستديمة، بل إن حالات كثيرة تنتهي بالموت. ورغم عدم وجود إحصائية رسمية لأعداد الأخطاء الطبية في العراق، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي تضج بين فترة وأخرى بوقائع تدفع روادها إلى التضامن مع الضحايا، وتعيد فتح ملف الأخطاء الطبية في المؤسسات الصحية، والمطالبات بمحاسبة مرتكبيها.

أكبر مصادر الفساد!

في حديث لوكالة أنباء «العربي الجديد»، يعزو جرّاح يعمل في «مستشفى الشهيد غازي الحريري»، أحد أهم مستشفيات جراحة القلب في بغداد، أسباب الأخطاء الطبية إلى كون القطاع الصحي في العراق «من بين أكبر مصادر الفساد، لما يوفره من عقود ومناقصات حكومية، تفتح شهية القوى الحاكمة إلى التدافع للسيطرة على وزارة الصحة، بهدف الحصول على الصفقات».

ويوضح الطبيب الذي حجبت وكالة الأنباء أسمه، أن «الجهات المسيطرة على الوزارة من أحزاب وقوى سياسية متنفذة أثرت على تراخيص المراكز الصحية والمستشفيات الخاصة، وحتى مراكز التجميل، والتي باتت تمنح من دون الخضوع للمعايير القانونية والصحية، الأمر الذي نتج عنه ضعف البنية التحتية الصحية وتزايد الأخطاء الطبية».

انتحال صفة طبيب!

من جانبه، يرى الطبيب محمد كاظم، أن أسباباً كثيرة تقف وراء تكرار الأخطاء الطبية في العراق خلال السنوات الأخيرة، من بينها وجود أشخاص ينتحلون صفة الطبيب!

ويضيف قائلا في حديث صحفي أنه «من خلال متابعة البيانات التي تصدر عن وزارتي الصحة والداخلية، نجد أن هناك أعدادا غير قليلة من الأشخاص الذين ينتحلون صفة الطبيب، ويمارسون المهنة في المستشفيات العامة والخاصة، وهذا الأمر يتسبب في كوارث صحية تطاول أعدادا كبيرة من الناس. لذا ينبغي محاسبة هؤلاء المنتحلين عبر إنزال أشد العقوبات بحقهم».

الصحة: مبالغة وتهويل!

في المقابل، يرى المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، أن «هناك مبالغة وتهويلاً في قضية الأخطاء الطبية في العراق، في حين أن الخطأ الطبي أمر وارد دائماً، وقد يحدث في أكبر المؤسسات الطبية حول العالم».

ويقول في حديث صحفي أن «الوزارة لديها قسم للمسؤولية الطبية، تقع على عاتقه مسؤولية متابعة الأخطاء الطبية بالتعاون مع الجهات الأمنية والقضائية، وأي مواطن لديه الحق في تقديم شكوى ضد أي جهة صحية يعتقد أنها ارتكبت أخطاء طبية، وفي حال ثبت وجود الخطأ فإن الوزارة لديها إجراءات عديدة لمحاسبة المقصرين».

ويضيف البدر أن «عقوبات الأطباء المقصرين تكون مبنية على ثبوت الخطأ، وخطورته، وما إذا كان مقصوداً، وعلى ضوء ذلك تتخذ الإجراءات، وقد تصل العقوبة إلى الفصل، أو إلى السجن. هناك مئات القضايا الخاصة بالأخطاء الطبية التي تتابعها الوزارة، لكن حسمها يكون وفق توقيت زمني وقانوني، كما هو الأمر في بقية القضايا، وأي مقصر يثبت تقصيره بالدليل القاطع ينال جزاءه العادل».

عقوبة الخطأ الطبي

وفقا للخبير القانوني محمد السامرائي، فإن الأخطاء الطبية تتمثل حسب القانون العراقي في الإهمال والرعونة أو عدم الاهتمام أو عدم أخذ الحيطة والحذر.

ويوضح في حديث صحفي أنه «إذا ما لحق ضرر بالمريض أو توفي، نتيجة استشارات خاطئة أو صرف علاجات غير صحية، أو إجراء عمليات جراحية خاطئة، فإن الطبيب أو مقدم الخدمة الصحية يقع تحت طائلة المسؤولية القانونية»، مبينا أنه «في حال حصول وفاة عن طريق الخطأ الطبي، فإن الطبيب يعاقب وفق المادة 411 من قانون العقوبات العراقي، بالحبس لمدة تتراوح ما بين سنة إلى 5 سنوات».

*********************

أكول

حرامية بغداد

في العصر العباسي

غانم الجاسور

ينتشر الحرامية (اللصوص) في كل دول العالم. فهم حاضرون في كل زمان ومكان، ومنهم شخصيات شهيرة مدربة تدريبا عاليا، ومنهم اذكياء يتمتعون بالفراسة ويمتلكون خبرات فنية وأساليب احترافية وطرقا خاصة في السرقة، ويتراهنون أحيانا في ما بينهم على سرقة شيء ما ويفعلونها. 

وللصوص على مر التاريخ قصص وحكايات مروية وموثقة في بطون الكتب. إذ بينهم من يتصف بصفات إنسانية تكسبه احترام الناس. ويقال ان العصر العباسي شهد كثرة في أعداد اللصوص. ومن هؤلاء أبو عثمان الخياط، الذي يعد أشهر حرامية بغداد في ذلك العصر، لكنه رغم لصوصيته، كان يلقب بـ “اللص الشريف”.

يقول الخياط عن نفسه: “ما سرقت يوما جارا وان كان عدوا لي، ولا سرقت كريما ولا امرأة ولا بيتا ليس فيه رجل، ولا قابلت غادرا وغدرت به”.

ومن تلاميذ الخياط، ابن أحمد العيار، الذي كان يحث اللصوص الآخرين على عدم سرقة أصحاب الدكاكين الصغيرة، الذين تكون قيمة بضاعتهم دون الألف درهم!

أما الخياط، فقد كان يوصي زملاءه الحرامية أيضا بـ “إذا سرقتم بيتا فاسرقوا نصفه واتركوا النصف الآخر ليعتاش عليه أهله، ولا تكونوا من الأنذال”!

الخياط يبدو أشرف من بعض حكّام هذه الأيام، الذين سرقوا “الجمل بما حمل” وباعوا الوطن بثمن بخس.. آهٍ لو كنت بيننا لرأيت بأم عينك “بسم الدين باكونا الحرامية”.. لرأيت ماذا يفعل لصوصنا بالبلاد والعباد، ولكنت وليّت هاربا من شيطنة هؤلاء الانذال واساليبهم الدنيئة، في وقت يقف أمام أعينهم آلاف المتظاهرين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة، من الفقراء والمساكين والمتسولين، والخريجين وأصحاب الشهادات، والعاطلين عن العمل.

الحرامية وسراق المال العام هذه الايام حدّث ولا حرج، يتبعون مختلف اساليب الاحتيال الشيطانية لسرقة ما تصل إليه أذرعهم الطويلة من أموال الشعب، بلا خجل. وبينما الفقير المسكين يتنقل بين اكوام القمامة يفتش عن لقمة عيش أطفاله الذين يتضورون جوعا، يتنعم المسؤولون وعائلاتهم بما لذ وطاب.

ليتك حاضر بيننا يا سيدي الخياط، لرأيت بأم عينك كيف يتفنن هؤلاء بسرقاتهم أمام القاصي والداني، حتى أتخمت بطونهم بالمال السحت واستحوذوا على كل شيء، ولا يزال معظمهم مطالبا بالمزيد.

رحمك الله يا أبا عثمان الخياط وطيب ثراك!

***********************

الأهالي: لوّثت المنطقة وشوّهتها

تلال من النفايات البلاستيكية في حي بغدادي

متابعة – طريق الشعب

تتكدس أطنان من قناني المياه الفارغة وعبوّات بلاستيكية أخرى، على الشارع العام التابع لـ “حي الخنساء” شرقي بغداد، ما يشكّل عامل تشويه للمكان وإزعاجا للأهالي الذين يشكون من تلوّث بيئي وآثار سلبية عديدة تسببها هذه المواد.

ويقول عدد من أهالي الحي في حديث صحفي، أن هناك أصحاب مخازن يقومون بتكديس هذه المواد البلاستيكية في الساحات الفارغة، لغرض تجميعها، ثم كبسها وبيعها إلى معامل التدوير في كردستان، مبينين أن هذه النفايات باتت تخيّم على شارع منطقتهم، والذي يربطها مع مناطق المشتل والكمالية والعبيدي.  

ويطالب الأهالي بإزالة هذه النفايات، وزراعة النخيل والأشجار في مكانها. من جانبه، يقول طالب هادي، أحد سكان الحي: “ناشدنا الجهات المعنية أكثر من مرة رفع هذه الأكداس وغلق الساحات التي أصبحت أشبه بالمعامل وشوّهت منظر المنطقة”.

ويوضح في حديث صحفي أن “وجود هذه المواد قرب المناطق السكنية أمر غير صحيح ولا يليق بشوارع العاصمة، والمفروض أن يكون تجميعها خارج حدود المدينة وليس داخلها”، مؤكدا أن المنطقة أصبحت بؤرة للحشرات والحيوانات السائبة، ما يوجب على المعنيين إيجاد حل لهذه المشكلة. 

وتنقل شبكة “964” الاخبارية، عن أحد العاملين في خزن هذه المواد البلاستيكية، قوله: “نشتري المواد من الباعة الجوالين، ونقوم بكبسها وتصديرها إلى معامل للتدوير في كردستان”، مبينا انهم يكبسون البلاستيك بواسطة مكائن خاصة قبل أن يشحنوها في سيارات حمل كبيرة.

إلى ذلك، يقول مصدر في أمانة بغداد للشبكة الاخبارية، أنه “تصلنا الكثير من شكاوى المواطنين حول وجود هذه المخازن قرب المناطق السكنية والشوارع العامة”، مشيرا إلى أنه “تتم إزالة هذه المخلفات من الشوارع بشكل مستمر بعد توجيه الإنذار من قبل الأمانة. فهذا الأمر يعد مخالفة صريحة يعاقب عليها القانون”.

********************* 

الكلاب السائبة ترعب أهالي الزبير

متابعة – طريق الشعب

أثارت هجمات الكلاب السائبة المتكررة في قضاء الزبير جنوب غربي البصرة، الرعب بين الأهالي، خاصة بعد تسجيل 17 حالة في يوم واحد، آخرها وقعت مع فاطمة محمد ذات الـ 11 ربيعا. 

تقول فاطمة في حديث صحفي، انها في يوم الخميس الماضي فزعت عندما رأت كلبا يركض باتجاهها، مبينة أنها توقعت انه سيذهب بعيدا، لكنه عض يدها.

وتضيف أن رجلا يعمل مصلحا للثلاجات قام بإنقاذها، لكنه لم يسلم من الكلب، إذ طالته عضة هو الآخر.

ويقول الرجل، واسمه خيري جاسم، أن الكلاب السائبة صارت ترعب الأهالي وأطفالهم، مشيرا إلى أنه أراد إنقاذ فاطمة، فصرخ بوجه الكلب من بعيد، وحاول الاقتراب منه، لكنه ترك الطفلة وهاجمه.

ويوضح في حديث صحفي، أن “الكلب كان مسعورا شرسا كأنه أسد مفترس، لذلك لم استطع إنقاذ نفسي منه”.

إلى ذلك، طمأنت لجنة مكافحة الكلاب السائبة في القضاء، المواطنين بمتابعة هذا الملف الخطير، وتنفيذ حملات للقضاء على جميع هذه الحيوانات. 

وحسب رئيس اللجنة منجد التميمي، فإنهم تابعوا الأمر ميدانيا، ووجدوا العديد من الكلاب المسعورة، وقاموا بالتخلص منها بمساعدة لجنة مشتركة من القوات الأمنية والبيطرة والبلدية وممثلية القضاء.

ولفت في حديث صحفي إلى أنهم تمكنوا من قتل ما بين 150 إلى 200 كلب، وهم مستمرون في حملتهم هذه. 

*********************** 

«خان المخضّر» في النجف

من حي تراثي إلى مكب نفايات!

متابعة – طريق الشعب

نظرا لطرازها المعماري القديم، كان من المفترض أن تتحول منطقة “خان المخضر” في المدنية القديمة بالنجف، إلى حي تراثي، لكن بسبب زحف التجاوزات والورش الصناعية نحوها، أصبحت مكبا للنفايات والأنقاض.

وتعود هذه المنطقة إلى ستينيات القرن الماضي، وقد سميت بـ “خان المخضر” لاحتوائها على سوق قديم لبيع الخضار، أصبح اليوم عبارة عن محال تجارية وورش فنية وصناعية.

يقول عدد من سكان المنطقة، أنه “منذ 2003 وحتى اليوم، لم يزرنا أي مسؤول ليستمع إلى مطالبنا”، مؤكدين في حديث صحفي أن “خان المخضر يفتقر لأبسط الخدمات. فالشوارع مليئة بالتخسفات، وأنابيب المجاري متضررة، أما النفايات فترفع بين يوم وآخر”. 

ويضيف السكان أن “خان المخضر” تحوّل إلى منطقة صناعية وتجارية، وانتشر فيه البناء العشوائي، مطالبين المحافظة برفع جميع التجاوزات “وبخلاف ذلك ستكون لنا وقفة احتجاج”.

من جانبه، يقول مدير إعلام بلدية النجف، بشار السوداني، أن “البلدية مستمرة في رصد  التجاوزات في خان المخضر”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن “عملية الرصد تتضمن إنذار المتجاوزين، وفي حال امتناعهم عن رفع تجاوزاتهم تضطر البلدية إلى مصادرة المواد المتجاوَزة على أرصفة وشوارع السوق، ومن ثم اتلافها في الطمر الصحي”.

ويضيف قوله أن “العقوبة تتضمن فرض غرامة مالية على المتجاوز تصل إلى 500 ألف دينار، لكن هذه الغرامة لا تستحصل فوراً، بل تضاف إلى حاسبة البلدية، لذلك نجد صعوبة في التخلص من التجاوزات”، لافتا إلى أن “قانون فرض الغرامات قديم ولا يتناسب مع المرحلة الحالية، ويحتاج إلى إعادة صياغة حتى تتمكن البلدية من فرض غرامات فورية، لتكون رادعاً قوياً للمتجاوزين”.

 **********************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الاولى الرفيق علي كريم (ابو عباس) بوفاة ابنته اثر مرض لم يمهلها طويلا.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

************************ 

كربلاء

تجهيز 143ألف بطاقة وقودية بالنفط الأبيض

 كربلاء - حسين الخزعلي

أعلنت شركة توزيع المنتجات النفطية - فرع كربلاء المقدسة، عن تجهيز أكثر من 143.314 بطاقة وقودية بالنفط الأبيض.

وقال مدير الفرع المهندس علي عبد اللطيف الموسوي، أنه “يستمر تجهيز المواطنين بمنتوج النفط الأبيض حسب البطاقة الوقودية رقم (٤) وبكمية ١٠٠ لتر لكل بطاقة، من خلال الوكلاء الجوالين المعتمدين لدى فرعنا والبالغ عددهم ١٣٩ وكيلا، ومحطات تعبئة الوقود الحكومية والأهلية وعددها ٤١ محطة. ويتم التوزيع في كافة أقضية ونواحي وأحياء المحافظة”.

وتابع قوله أنه “بلغت الكمية المجهزة ضمن الوجبة الأولى لحد الآن، أكثر من 14.331.400  لتر، بنسبة ٤٩ في المائة”.

**********************

 الصفحة السادسة

تحطم طائرة على متنها قائد قوات فاغنر

موسكو – وكالات

قالت مصادر صحفية، ان طائرة ركاب خاصة تحطمت وعلى متنها 10 أشخاص، امس، في منطقة تفير شمال العاصمة الروسية خلال رحلة داخلية بين موسكو وسان بطرسبورغ، حسب ما أعلنت السلطات الروسية، التي أكدت مقتل كل من كان على متنها. فيما أفادت هيئة الطيران المدني الروسية بأن قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين ضمن قائمة ركاب الطائرة.

وذكرت وكالة تاس الروسية، ان “الطائرة التي تحطمت يوجد على متنها قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين”، فيما تحدثت وكالات الانباء الروسية، عن ان “هجوما أوكرانيا قد يكون وراء تحطم الطائرة” > وظهر زعيم مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين، في مقطع فيديو نشره على قناته في “تلغرام” مساء الإثنين، ملمحا فيه إلى أنه موجود في إفريقيا حيث يتمدد نشاط المجموعة.

***********************

الجزائر ترفض استخدام أجوائها لضرب النيجر

 الجزائر - وكالات

رفضت الجزائر إعطاء ترخيص لفرنسا لعبور الأجواء الجزائرية، من أجل تنفيذ هجوم وشيك على النيجر، وفقًا لما نقلته الإذاعة الجزائرية الحكومية، عن مصادر وصفتها بالمؤكدة والموثوقة.

وقالت الإذاعة إن “التدخل العسكري في النيجر بات وشيكا، والترتيبات العسكرية جاهزة، مضيفةً أن “الجزائر التي كانت دائمًا ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية، من أجل الهجوم على النيجر، وردها كان صارمًا وواضحًا”.

***********************

اليمن.. احتجاجات حاشدة

ضد انقطاع الكهرباء

عدن - وكالات

شهدت مدينة عدن جنوبي اليمن، مساء الثلاثاء الفائت، احتجاجات منددة بتردي الخدمات الأساسية وخاصة انقطاع التيار الكهربائي في المدينة المعلنة عاصمةً مؤقتةً للبلاد.

وأفاد مصدر في السلطة المحلية بمدينة عدن، بأن “محتجين أغلقوا شوارع رئيسية وفرعية في مديريات الشيخ عثمان والمنصورة وخورمكسر والمعلا، مستخدمين الإطارات التالفة بعد إشعال النار فيها، تنديداً بانقطاع الكهرباء الذي تجاوز ثماني ساعات إطفاء مقابل ساعتي تشغيل”.

************************ 

تسعى للعب دور محوري في عالم متعدد الأقطاب

قمة مجموعة بريكس تختتم أعمالها اليوم

متابعة – طريق الشعب

افتتحت أول أمس الثلاثاء قمة مجموعة بريكس في جوهانسبرغ في جنوب افريقيا. وتستمر أعمال القمة لغاية اليوم، واهتمت بمناقشة السبل الممكنة لتعزيز التعددية القطبية، وإنهاء الهيمنة الغربية التي لا تزال سائدة في العالم.

 وستشهد القمة في يومها الأخير إقرار عدد من طلبات الانضمام إلى المجموعة المقدمة من 23 دولة.

وأعلنت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، عصر أمس الأربعاء، أن “دول بريكس اتفقت على توسيع المجموعة، التي تضم حاليا خمس دول فقط” مشيرة إلى أن المجموعة تبنت وثيقة تحدد الخطوط التوجيهية والمبادئ لتوسيع المجموعة”.

وأضافت: “سيتم تقديم المزيد من التفاصيل حول توسيع عضوية المجموعة من قبل قادة البريكس قبل اختتام القمة”

جلسة الافتتاح

 وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في جلسة الافتتاح إن دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) معا “تحدث تغييرات مهمة في الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية”. ولذلك يتوقع أنيل سوكلال، سفير جنوب افريقيا لدى مجموعة بريكس، “مقاومة من الدول التي تتمتع بمواقع مميزة”.

وتنتاب الولايات المتحدة وحلفاءها مخاوف خسارة الهيمنة على العالم، أو على الأقل إضعافها، بعد ان حافظوا عليها بواسطة الحروب والعقوبات الجائرة.

ويملك الأعضاء المؤسسون الخمسة لمجموعة بريكس أكثر من 42 في المائة من سكان العالم. ووفقا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) نشر في نيسان الفائت، ارتفعت حصة بلدان المجموعة في الناتج الاقتصادي العالمي، في سنوات 2010 -2021، من 18 إلى 26 بالمائة. بالإضافة إلى أن المجموعة تضم الصين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، والتي من المتوقع أن تصبح القوة الاقتصادية الأكبر في العقود القليلة المقبلة، حيث تشكل سوقا ضخما خاصة للمواد الخام.

أكبر حصة في الاقتصاد العالمي

ووفقا لصندوق النقد الدولي، تمتلك دول بريكس الآن حصة أكبر في الاقتصاد العالمي مقارنة بدول مجموعة السبع، وفق معيار أولوية القوة الشرائية. ومع احتمال انضمام بلدان غنية بالموارد مثل الأرجنتين وبوليفيا (الليثيوم)، وكذلك المملكة العربية السعودية وفنزويلا (النفط)، فإن الحصة سوف تزيد بشكل أكبر. وتشمل الدول التي تقدمت بالفعل بطلبات للحصول على العضوية الأرجنتين وفنزويلا وبوليفيا وإيران والجزائر وتونس وتركيا والمملكة العربية السعودية ومصر وإندونيسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، أعربت 40 دولة عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة باسم “بريكس +” كأعضاء مؤازرين ن يتمتعون بحقوق وفرص أقل للمشاركة.

وقبيل افتتاح القمة، أكد المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب أفريقيا، نيلسون كجويتي، لوكالة تاس أن أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة وافقوا على حضور القمة، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. بالإضافة إلى رئيس الدولة المضيفة سيريل رامافوسا، حضر الافتتاح الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا. وتواصل نظيره الروسي فلاديمير بوتين مع القمة عبر الفيديو ومثله في أعمال القمة وزير الخارجية سيرجي لافروف. وقال لافروف قبل الافتتاح إن خطط دول بريكس، والتي تتضمن أيضًا مقترحات لهيكل مالي جديد متعدد الأطراف، طموحة وعالمية. لكنه حذر في الوقت نفسه من سوء فهم أهداف القمة. وأكد أن التحالف لا ينوي أن يصبح “هيمنة جماعية جديدة”، بل يسعى إلى تقديم “حلول تكاملية تقوم على نهج جماعي”، مؤكدا أن هدف الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام، والذي عقد تحت شعار “بريكس وأفريقيا”: الشراكة والنمو المتسارع المتبادل والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة.

لم تتدخل بالحرب

وفيما يتعلق بالحرب الدائرة على أرض أوكرانيا، نأت دول بريكس بنفسها منذ البداية عن الاصطفاف أو التدخل المباشر في الحرب، حيث لا تشارك الهند أو البرازيل أو جنوب أفريقيا أو الصين في عقوبات على موسكو، وأصبح هذا واضحًا بشكل متزايد مع المستويات شبه التاريخية للتجارة بين الهند وروسيا، أو في اعتماد البرازيل على الأسمدة الروسية.

وشهدت دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا -باعتبارها من الاقتصادات الناشئة الرائدة في أوائل القرن الـ 21- مسارات نمو مختلفة للغاية، إلا أنها امتلكت أهمية في الاقتصاد العالمي في وقت يسود فيه قدر كبير من الأسئلة المفتوحة بشأن آفاق الهيمنة الجديدة، ارتباطا بعودة نسخة جديدة من الحرب الباردة.

*********************** 

الكوكب يواجه تغيرات مناخية خطيرة

رفض دولي لخطة معالجة محطة فوكوشيما النووية اليابانية

متابعة – طريق الشعب

الكرة الارضية في خطر، هذا أقل ما يمكن التعبير عنه، عند البحث عن آخر التطورات في شأن المناخ في الكوكب، إذ تواصل الشركات العالمية والدول الكبرى غض النظر عن الأزمة العامة في المناخ التي تسببها انشطتها التجارية، فليس لدى هؤلاء سوى الربح، وفيما يسارع الجفاف بضرب مختلف دول العالم، بات العديد من العوائل خارج منازلها بسبب الأمطار والسيول.. فمتى يزول هذا الخطر؟، لا من مجيب.

وفي سياق التطورات المناخية تباشر السلطات اليابانية اليوم بتصريف مياه المعالجة من محطة فوكوشيما النووية المحطمة في مياه المحيط الهادي، وسط اعتراضات صينية – كورية جنوبية.

فيما تواصل السلطات الامريكية البحث عن 1100 فقيد جراء حرائق هاوي، سقط ما لا يقل عن عشرين قتيلا هذه الأيام في حرائق اليونان.

ويواصل نشطاء المناخ احتجاجاتهم للتعبير عن مخاوفهم بشأن التغيرات المناخية.

تبدأ اليوم

أعلنت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية -المشغلة لمحطة فوكوشيما النووية-، أن التحضيرات الأخيرة لتصريف المياه المعالجة من المحطة بدأت، أمس الأربعاء.

وقالت الشركة، في بيان “إنها خففت مترا مربعا من مياه الصرف بنحو 1200 متر مكعب من مياه البحر، وسمحت للمياه المخففة بالتدفق إلى داخل أنبوب”.

وأضافت، أن “المياه ستخضع لتحاليل وسيتمّ تصريفها بداية من، اليوم الخميس، في البحر، على أن يُنقل مزيد من المياه ويتم تخفيفه”.

واكد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الثلاثاء، إن “تفريغ المياه في المحيط مسألة لا يمكن تأجيلها، وتعهد ببذل أقصى جهد للتخلص من المياه المعالجة، وإخراج المحطة من الخدمة بطريقة آمنة”.

رفض صيني – كوري جنوبي

وفي حين تؤكد اليابان أن تصريف المياه المعالجة آمن، تخشى الصين وكوريا الجنوبية ودول أخرى في المحيط الهادي من العواقب البيئية المحتملة لتصريف المياه المعالجة التي ربما تحتوي على مستوى عال من الإشعاعات النووية.

واستدعت الخارجية الصينية سفير اليابان وقدمت له احتجاجا شديدا ضد هذه الخطة، وحث المتحدث باسمها، طوكيو على إلغاء الخطة ودعا إلى قبول الإشراف الدولي الصارم على التصريف.

وبالتزامن، قالت سلطات هونغ كونغ وماكاو الصينيتين إنهما ستفرضان قيودا على واردات الأغذية من اليابان.

المعارضة الكورية تحتج

وفي كوريا الجنوبية، بدأت المعارضة ومنظمات عدة احتجاجات على خطة تفريغ المياه المعالجة من محطة فوكوشيما. وخرجت، أمس الأربعاء تظاهرة في العاصمة سول رفع المشاركون فيها لافتة كتب عليها إن البحر ليس مكبا لنفايات اليابان النووية.

وكانت حكومة كوريا الجنوبية قالت إن خطة اليابان ليست فيها مشاكل علمية أو فنية، وأثار موقفها انتقادات حادة من جانب المعارضة.

احتجاجات في فيجي

وفي فيجي، من المقرر أن تحتشد جماعات حماية البيئة بعد غد الجمعة احتجاجا على الخطة اليابانية.

يأتي ذلك رغم أن رئيس وزراء فيجي سيتيفيني رابوكا أعلن أن تقريرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية يعتبر أن تصريف المياه من محطة فوكوشيما اليابانية في البحر لا ينطوي على أي مخاطر.

وكانت محطة فوكوشيما خزنت أكثر من 1.3 مليون طن من المياه عبر تنقية مخصصة تُعرف “بنظام المعالجة السائلة المتقدم”، في أعقاب ذوبان ثلاثة مفاعلات إثر زلزال قوي قبالة الساحل الياباني في آذار 2011.

الدزينة القذرة

وفي شأن ذي صلة بالمناخ، اتهمت منظمة السلام الأخضر(غرينبيس) شركات النفط والغاز الأوروبية الكبرى بأنها لم تفعل شيئاً للانتقال نحو الطاقة النظيفة، لافتة إلى، أن “هذه الشركات تتظاهر فقط بالعمل على تحقيق التزاماتها المناخية”.

واعتبرت المنظمة أن إنتاج شركات النفط الكبرى للطاقة من الرياح والطاقة الشمسية لا يزال منخفضاً بشكل مثير، خلافاً لما يعتقده الرأي العام.

وقال جاكوب غوغوليفسكي الناشط في المنظمة المدافعة عن البيئة لوكالة فرانس برس إن “الشركات الأوروبية لا تقوم بعملية التحول (إلى الطاقة الخضراء) على الإطلاق، إنها تتظاهر بذلك فقط”.

ووسط موجة الحرّ الأوروبية، قدمت المنظمة تقريراً من 110 صفحات كتبه خبير الطاقة الألماني ستيفن بوكولد.

وفحص التقرير بيانات اثنتي عشرة مجموعة طاقة أوروبية لعام 2022، حيث توصل إلى أن 0,3 في المائة فقط من إجمالي إنتاج هذه الشركات من الطاقة تم توليدُه بوسائل نظيفة ومتجددة، بينما جاءت 99,7 في المائة الباقية جاءت من إنتاج النفط والغاز.

وأضاف التقرير “لا يمكنك السماح لهذه الشركات بتنظيم نفسها بنفسها (..) ولهذا السبب نطلب من الحكومات التدخل من أجل رفاهية المواطنين، لأن التنظيم الذاتي في هذه الصناعة غير ناجح”.

واستند التقرير الذي حمل عنوان “الدزينة القذرة” على بيانات من ست شركات نفط عالمية كبرى مقرها في أوروبا هي “شل” و”توتال اينرجيز” و”بي بي” و”ايكوينور” و”ايني” و”ريبسول”، إلى جانب ست شركات وطنية للنفط والغاز هي “أو إم في” (النمسا) و”بي كيه ان اورين” (بولندا) “ام او ال” (المجر) و”فينتيرشال ديا” (لمانيا) و”بترول غروب” (سلوفينيا) و”اينا كرواتيا” (كرواتيا).

وفي باريس وتحت شعار (مقياس الحرارة ينفجر بفضل الوقود الأحفوري)، قام عدد من الناشطين ببناء منصة نفط في منطقة لاديفانس حيث يقع المقر الرئيسي لشركة توتال اينرجيز.

الاحتباس الحراري

بدأت السلطات في باكستان إجراءات إجلاء 100 ألف شخص من القرى الواقعة على ضفتي نهر سوتليج، الذي تفاقمت مخاطر فيضانه.

وتواجه مناطق عديدة في إقليم البنجاب خطرا كبيرا بسبب الفيضانات المدمرة التي تشهدها باكستان.

فيما قال مسؤولون في الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، إن “تونس ستكون مضطرة لاستيراد أكثر من 95 بالمئة من احتياجاتها من الحبوب هذا العام.

وأكد المسؤولون، أن “أزمة الجفاف ونقص مياه الري أثرت على الزراعات الكبرى خاصة الحبوب، ما تسبب في أزمة ندرة الحبوب ومشتقاتها في البلاد”.

يقول حسن الشتيوي وهو مزارع تونسي: “الأسباب التي تمعنا من الزراعة أساسا هي الجفاف، فليس لدينا موارد مائية، نحن كفلاحين وفي المناطق المسقية على الأقل كان هناك إمكانية إنتاج البذور المحلية ونعول على اكتفائنا الذاتي”.

موسم الحرائق مستمر

يكافح عناصر الإطفاء اليونانيون لليوم الخامس على التوالي حرائق في كلّ أنحاء البلاد أودت بحياة ما لا يقل عن عشرين شخصاً.

ويحاول عناصر الإطفاء منع الحريق من الوصول إلى متنزه بارنيثا الوطني. وسبق أن أتى هذا الحريق على منازل وأبنية في ضاحيتي فيلي وخاسيا. وهو يهدّد ضاحية مينيدي أيضا.

وقال نائب رئيس بلدية مينيدي، ستاثيس توباليديس لتلفزيون “إي آر تي” الرسمي، “للأسف، الرياح لا تساعدنا على الإطلاق”.

1100 فقيد

قالت السلطات الأمريكية إن ما لا يقل عن 1100 شخص ما يزالون في عداد المفقودين، بعد أسبوعين على اجتياح حرائق غابات مميتة جزيرة ماوي في ولاية هاواي. فيما طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” مساعدة أفراد عائلات الضحايا للتعرف على هوياتهم.

وأسفرت هذه الحرائق المميتة عن سقوط 115 ضحية على الأقل، بحسب آخر حصيلة أولية.

************************

 الصفحة السابعة

لا زيادة في الموازنات السنوية الثلاث

شكوى النساء المستفيدات

من بؤس رواتب الرعاية الاجتماعية

بغداد- طريق الشعب

على الرغم من إجراءات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بزيادة الشمول إلا أن هناك الكثير من النساء الأرامل والمطلقات يعانين من ضآلة رواتب الرعاية الاجتماعية التي يتقاضينها شهريا.

ووصف مراقبون التصريحات الحكومية السابقة حول زيادة رواتب الرعاية الاجتماعية بـ “الوعود غير الحقيقية على الرغم من الأحقية القانونية”.

رواتب الرعاية بائسة

وتحاول المواطنة هند حيدر إعالة أولادها الأربعة ثلاثة أبناء وابنة من ذوي الاحتياجات الخاصة، براتب شهري لا يتجاوز 180 ألف دينار.

وتقول لـ”طريق الشعب” إن “دائرة الرعاية الاجتماعية لم تشمل ابنتي وابني البكر وهما يعانيان من ضمور عضلي ولادي، براتب للرعاية الاجتماعية إلى الآن على الرغم من تقديم طلب بذلك وقدوم فريق الكشف إلى الغرفة غير القانونية (حواسم) التي أسكنها مع أبنائي منذ عشرة أعوام”.

وتفيد هند أنها تعيل أبناءها وحدها منذ ثمانية أعوام بعد وفاة زوجها جراء مرض خبيث، وتضيف “استلم مبلغ 180 ألف دينار شهريا عن راتب الرعاية الاجتماعية الخاص بالأرامل، وعندما أردت تسجيل ابني وابنتي ليساعداني بتوفير بعض من متطلباتهما لم أفلح بسبب الروتين الإداري والمحسوبيات في إضافة الشمول الجديد”.

وتذكر أن “رواتب الرعاية الاجتماعية قليلة جدا، ولا تكفي لسد متطلبات ثلاثة أيام خاصة مع غلاء المعيشة وعدم توفر أبسط الخدمات”.

وترى المواطنة هند “المواطنون المستفيدون من الرعاية الاجتماعية هم بأمس الحاجة إلى زيادة رواتبهم، خاصة وأنهم من الفئات الأكثر فقرا في المجتمع وأغلبهم من النساء فاقدات المعيل وذوات الاحتياجات الخاصة”.

منوهة إلى أن “هناك الكثير من أصحاب الدخل المادي الجيد مشمولون بالرعاية الاجتماعية بسبب المحسوبيات والواسطات التي تدعمهم، ومن ليس لديه واسطة تدعمه يرضى بالمقسوم له في الأيام الصعبة”، حسب تعبيرها.

طوابير طويلة

وفي الموصل اشتكى المراجعون من الوقوف طويلا في طوابير في دوائر الرعاية الاجتماعية بسبب قلة الموظفين وعدم فتح فروع جديدة، فضلا عن اقتصار توفير مكيفات الهواء على موظفي الدائرة وترك باقي المواطنين ينتظرون خارج البناية ولساعات طويلة في هذا الجو الحار لإكمال ترويج المعاملة الرعاية الاجتماعية.

وتقول المواطنة أبهى نوح من أهالي مدينة الموصل إنها “تراجع دائرة الرعاية الاجتماعية منذ شهرين لإكمال إجراءات الشمول بعد ظهور اسمها ضمن قائمة المشمولين”.

قلة عدد الموظفين

وتذكر لـ”طريق الشعب” ان “هناك الكثير من المواطنين يتكدسون في دائرة الرعاية الاجتماعية في الجانب الأيسر من مدينة الموصل بسبب قلة الموظفين العاملين في دائرة الرعاية الوحيدة المتوفرة في المدينة”، لافتة إلى أنه على الرغم من حضورها المبكر إلى دائرة الرعاية الاجتماعية إلا أن هناك الكثير من المواطنين أيضا متواجدين قبلها في طوابير طويلة وهم في انتظار الموظف ليباشر عمله في إنجاز معاملات المواطنين، وتضيف أن “المواطنين المراجعين لدائرة الرعاية في الموصل يقفون وقتا يتجاوز ثلاث ساعات يوميا في هذا الجو الحار دون أي شكل من اشكال التبريد الذي اقتصر توفره على موظفي الدائرة”.

إجراءات دون مستوى الطموح

في السياق، عد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان فاضل الغراوي الجهود التي تبدلها الحكومة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية بزيادة شمول أكبر عدد من المواطنين تحت خط الفقر بالرعاية الاجتماعية “دون مستوى الطموح”.

ويقول لـ”طريق الشعب” أن “هناك الكثير من المواطنين وخاصة من فئة النساء يعانون من الفقر الشديد وان المخصصات المالية التي تحددها وزارة العمل للمستفيدين من الرعاية الاجتماعية لا تتناسب مع الواقع المعيشي الصعب الذي يمرون به خاصة وأن أغلبهم عاجزون عن العمل”.

ويؤكد ان “المخصصات التي تمنح إلى المستفيدين من الرعاية الاجتماعية لا تتناسب مع القيمة الاستهلاكية اليومية للمواطنين إضافة إلى ما تترتب عليهم من نفقات أخرى كالعلاج والإيجارات ودفع فاتورة الكهرباء وغيرها”.

ويذكر الغراوي أن “هناك حاجة إلى تحسين رواتب المستفيدين من الرعاية الاجتماعية خاصة من فئة النساء وذوي الاحتياجات الخاصة”.

انتهاكات لحقوق الانسان

وبخصوص التجاوز على رواتب الرعاية الاجتماعية ومنحها إلى فئات غير مستحقة يفيد أن “هناك الكثير من الانتهاكات لحقوق الانسان في الجهاز الحكومي، فالتجاوز على الاستحقاقات المالية للمواطنين يؤشر إلى ضعف شديد في جهازي النزاهة والرقابة الحكومية”، مضيفا “فبالتالي أن تعزيز جهازي النزاهة والمحاسبة القانونية على المتجاوزين أمر لابد منه”.

هذا وأفادت لجنة العمل والشؤون الاجتماعية في مجلس النواب عن تجاوز على رواتب الرعاية الاجتماعية بنحو 200 مليار دينار، نافية وجود زيادة في رواتب هذه الشريحة بموجب قانون الموازنة الذي صوت عليه البرلمان مؤخرا.

وقال عضو اللجنة أمير المعموري، إن “هناك استفهامات حول ملء استمارة التقديم على الرواتب الجماعية فضلا عن بعض المجاملات من قبل لجان التفتيش والتسجيل”.

ويذكر في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” أن “التجاوز الحالي على رواتب شبكة الحماية بلغ 200 مليار دينار تذهب إلى غير مستحقيها بأعداد فاقت 175 ألف متجاوز بطرق متنوعة”.

لا زيادة في الرواتب

ونوه، إلى أن “قانون الموازنة لم يتضمن في فقراته أية زيادة في رواتب المشمولين بالإعانة الاجتماعية بالرغم من أن قانون الحماية الاجتماعية رقم 11 لسنة 2014 في إحدى فقراته تضمن ان تقوم الحكومة بزيادة رواتب المشمولين بالإعانة لكن لم يتم تطبيقها لغاية الآن”.

التجاوزات كبيرة

بدوره، قال رئيس هيئة الحماية الاجتماعية في وزارة العمل، أحمد خلف، إنه “منذ بداية العام الحالي حتى الآن جرى كشف 175 ألف متجاوز على رواتب شبكة الحماية الاجتماعية”.

وأكد أنّ “المتجاوزون هم موظفون حكوميون في بغداد والمحافظات الأخرى، والبعض من هؤلاء موظفون برواتب عالية”.

وكشف عن “استعادة 21 مليار دينار منهم، وما زال في ذمتهم للدولة أكثر من 200 مليار دينار، يجري تقسيطها عليهم لمدة 10 سنوات حسب القانون”.

وانتهى خلف، إلى أن “من بين المتجاوزين 1200 منتسب من وزارة الدفاع بينهم ضباط بعضهم برتب عالية، وقد اتخذت الإجراءات الخاصة للاسترداد بحقهم”.

************************ 

وعود كاذبة للنساء حتى قبل الحملة الانتخابية !

بغداد- طريق الشعب

يشكو الكثير من النساء في المناطق الشعبية الفقيرة مرّ الشكوى، من الكذب عليهن من طرف المرشحين والمرشحات للانتخابات سابقا، وإغراقهن بالوعود المضللة سواء بتعيين أبنائهن وبناتهن، وتوفير الخدمات، وصولا الى التعهد الزائف بتمليك الاراضي لساكنيها من المتجاوزين.

حدث هذا مرات في السنين الماضية ويحدث حاليا من جديد مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات. فرغم ان الحملة الانتخابية لم تبدأ حتى الآن، باشرت مرشحات عديدات نشاطات دعائية في بعض المناطق الشعبية، مستغلات في بعض الأحيان مجالس العزاء الحسينية، وساعيات منذ الآن الى كسب أصوات النساء المشاركات فيها.

تذكر المواطنة نضال فلاح وهي خياطة للألبسة النسائية، متحدثة  لـ”طريق الشعب” أنه في أحد مجالس العزاء قبل الانتخابات الماضية، استغلت إحدى المرشحات التي هي اليوم نائبة في البرلمان تجمع النساء وبدأت بالترويج الانتخابي لنفسها عبر إطلاق وعود بتوفير الخدمات وفرص العمل. وتقول انها “بعد الوعود الكثيرة التي قدمتها، استمعت إلى مطالب النساء الحاضرات في مجلس العزاء، وقامت بتسجيل أسماء النساء الراغبات بالحصول على عمل في القطاع الحكومي”. وتضيف قائلة: “إلا أنها وحال الانتهاء من فرز الأصوات وإعلان النتائج، لم يشاهدها احد ممن اغرقتهم بالوعود، وذهبت جميع تعهداتها هباء”.

وتفيد المواطنة نضال انه “اليوم يعاد نفس مشهد الوعود الكاذبة عبر مشاركة العديد من المرشحين والمرشحات في مجالس العزاء الحسينية، وترغيب النساء الحاضرات بالتصويت لصالحهن في الانتخابات القادمة”. وتستطرد بالقول: “إلا أن كثيرا من النساء ومن جميع الفئات العمرية أصبحن واعيات ومدركات لما وراء الدعايات الانتخابية المزيفة هذه”.

وتذكر في ختام حديثها أن “اغلب المرشحات والمرشحين للانتخابات في الدورات السابقة لم يخرجوا بشيء لصالح المرأة، التي تعاني مع عائلتها ظروف الحياة الصعبة، خاصة في ما يتعلق بتوفير فرص العمل”.

وتقول المواطنة حسبية عبد الله (62 عاما) وهي بائعة للملابس في أحد الأسواق الشعبية لـ”طريق الشعب: “ أسكن مع عائلتي في بيت عملت على تشييده مع أبنائي على ارض تجاوز غير رسمية، بسبب عدم قدرتنا على دفع الإيجارات التي يفرضها المؤجرون في غياب الرقابة القانونية، والتي وصلت حتى في مناطق تعاني من نقص الخدمات إلى اكثر من 500 الف دينار شهريا”. وتضيف “خلال الحملات الانتخابية السابقة وعدتني أحدى المرشحات بتمليكي الارض التي شيدت عليها البيت اذا فازت في الانتخابات وطلبت مني التصويت لها مع عائلتي، وقد قمنا بالتصويت لها فعلا، إلا أن وعدها لي لم يتحقق منه شيء”.

وتقول المواطنة حسبية انها لن تذهب الى مراكز الاقتراع الانتخابية هذه المرة معتقدة ان “جميع المرشحين غايتهم كسب المقاعد على حساب حاجة المواطنين” حسب قولها.

ولا تقتصر الوعود طبعا على توفير السكن وتمليك قطع الاراضي بل تشمل حتى التعيينات في القطاع الحكومي، الذي يفضله أغلب الشباب العاطلين عن العمل، لما فيه من الضمانات المستقبلية التي يفتقر اليها عمال القطاع الخاص، على الرغم من قانون الضمان النافذ ولكن غير المعمول به.

وفي السياق تقول الباحثة في الشأن الاجتماعي د. ايمان رشيد الجوراني أن “النساء المهمشات والأكثر مظلومية وحاجة لأبسط متطلبات الحياة هن الاكثر تعرضا للاستغلال في الحملات الانتخابية”، التي وصفتها الباحثة بـ “الرخيصة”.

وتقول الجوراني إن “ظروف الحياة الصعبة التي تمر بها النساء مع عوائلهن، سواء في مجال الحصول على عمل أو على سكن، أجبرت الكثير منهن على تصديق وعود غير حقيقية، رغم تبوء شخصيات من بينهم نساء لمراكز مسؤولة في الحكومة، لكنهم لم يتمكنوا من معالجة قضايا المرأة والحد من معاناتها”.

ولفتت إلى أن “ رفع الوعي الانتخابي للنساء بات ضرورة ملحة للارتقاء بواقعهن”، ودعت منظمات المجتمع المدني الى “تحمل المسؤولية وشن حملات توعية أوسع، خاصة وان الانتخابات والمشاركة فيها هي مفتاح الحل المتاح للتغير”.

وعن عزوف بعض النساء عن المشاركة تقول الجوراني “إنها رغبة غير واعية وتؤكد على وجود تخلف كبير في هذا الاتجاه في وسط النساء، وأن المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق منظمات المجتمع المدني للتصدي إلى هذه التوجهات والتي هي غالبا رد فعل متوقعة، بسبب عدم تحقيق الوعود السابقة التي أطلقها المسؤولون خلال حملاتهم الانتخابية السابقة”.

وتؤكد الجوراني “وجود الكثير من المسؤولين ومن كلا الجنسين استغلوا أوضاع المواطنين المعيشية القاسية واحتياجاتهم الملحة، للكسب الانتخابي، وبعد الفوز لم يتحقق شيئ من وعودهم  للمواطنين”.

*********************** 

تمكين المرأة

هدف تنموي

انتصار الميالي

المجتمع العراقي بحاجة إلى بنى جديدة تستوعب الحالة العامة، وتنبثق منها مؤسسات وفئات مهمتها مواجهة الفوضى وترشيدها والنهوض بالمجتمع المتشظّي، والإجابة عن الأسئلة الجديدة المتوالدة بعد كمّ من الحركات الاحتجاجية، كان آخرها انتفاضة تشرين 2019، خصوصا بعد السياسة الممنهجة لتحجيم حرية التعبير، ومحاولات جعل المرأة بعيدة عن العمل الميداني الحقيقي وإبقائها مكممة ومقيدة العقل.

هناك ضرورة للتعامل مع مفهوم التمكين على اساس المواءمة بينَ المصطلح والثقافة الاجتماعيّة، فالعلاقة بين المرأة والرجل ليست صراعا تسعى المرأة من خلاله إلى التمحور حول ذاتها، للأستقواء على الآخر تحت غطاء التمكين كما يدعي البعض ويروج له بشكل خاطئ، كما ليس مقبولا أن تبقى المرأة بلا شخصية وفي خضوع مطلق للذكورية المستبدة. فالتأهيل وزيادة الخبرات وغرس الوعي العميق ونشر الفكر التنويري والبناء النفسي والاجتماعي لشخصية الفرد المستقلة، عبر مؤسسات تعالج محاولات تشويه المفهوم بحجة “التقاليد” البالية و”القيم” المغلوطة، كل ذلك من شأنه تحقيق التمكين وتحويله من مجرّد شعارٍ إلى واقع عمليّ، وسلوكٍ يرفد المجتمع بطاقات خلّاقة متمكنة قادرة على التنمية وبناء مستقبل افضل.

فالتمكين يعني التأهيل المرتبط بمجالات محددة، على سبيل المثال لا الحصر تأهيل المرأة تعليميًّا يُقصد به إعداد برامج لمكافحة الأمية ومنح المرأة الفرص لإعادة الإندماج في التَّعليم النِّظامي أو توفير بنية تعليمية موازية قادرة على احتواء الامكانات لدى من حُرمن من فرص التعليم، لمواصلة حياتهن الطبيعية كفئات متعلمة ومتمكنة وحاضرة اقتصادياً واجتماعياً.

من هنا تأتي اهمية التمكين السياسي كداعم للتمكين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، فهو يصب مباشرة في تغيير القوانين بدفع المرأة إلى المشاركة السياسية على نطاق واسع، وتخليصها من فكرة الأدوار التقليدية المنمطة لكونها عائقًا أساسيًّا في ممارستها السياسية.

اليوم تواجه حركات حقوق المرأة مراحل محفوفة بالتحدّيات والمخاطر. فبعد عقود من التقدم، يتمّ تأجيج عواصف هوجاء لحرمان المرأة وإخضاعها من جديد، ولمواجهتها لا بد من حزمة من الاجراءات والتدابير يتصدرها الايفاء بالالتزامات الدولية، والمضيّ قدمًا في النهوض بواقع المرأة واحترام انسانيتها وكرامتها وحقوقها، وتعميم المغزى الفعلي للتمكين وهو الإدماج الحقيقيّ والمشاركة الكاملة للنساء في تكوين مجتمعات متساوية ومسالمة ومستدامة.

**********************

©ندوة حول تشريع

قانون حماية الطفل

بغداد – طريق الشعب

اقامت منظمة بياض للمرأة والطفل، مؤخرا، ندوة حملت عنوان “أطفالنا هم المستقبل”، بالتعاون مع مؤسسة المحطة حيث ناقشت آلية تشريع (قانون حماية الطفل).

الندوة التي احتضنتها قاعة المحطة شاركت فيها رئيس لجنة المرأة والأسرة والطفولة النيابية دنيا عبد الجبار الشمري والباحثة السياسية والاجتماعية د. بشرى الزويني، ومدير مديرية العنف الأسري اللواء عدنان السلامي إلى جانب حضور نخبة من ممثلين ومنظمات المجتمع المدني والعديد من العوائل ومن شرائح مجتمعية مختلفة.

وخلال الندوة افاد مدير دائرة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية اللواء سعد معن أن “وزارة الداخلية داعمة لجميع الجهود التي تسعى لحماية الطفل من التعنيف الأسري وغيره”، مؤكدا “ان تشريع قانون مناهضة العنف الاسري ضرورة لابد منها، للحد من حالات العنف”

كما شهدت الندوة العديد من الكلمات والمداخلات من قبل الحاضرين بهدف تجريم الأشخاص الذين يقومون بتعنيف المرأة والطفل وإيجاد الحلول المناسبة لهذه الحالات التي تهدد الأسرة الكريمة.

وبالختام تم تقديم توصيات المنظمة إلى اللجنة التشريعية للعمل على تفعيل قانون حماية الطفل والعمل به بالسرعة الممكنة.

************************

 الصفحة الثامنة

هل هو موسم مهاجمة الحزب الشيوعي العراقي؟

زكي رضا

يبدو هناك سُنّة تقول بأنه قبل كل انتخابات تشريعية أو محليّة في البلاد، يتوجب مهاجمة الحزب الشيوعي العراقي ومحاولة النيل من تاريخه ومكانته.  وفي الحقيقة فأنّ مهاجمة الحزب الشيوعي العراقي لا تقتصر على جهة سياسية دون غيرها، فتاريخ العراق الحديث ومنذ تأسيس الحزب في العام 1934 ولليوم تشير إلى أنّ الحزب كان في مرمى أتهامات بل وحتى قمع غالبية القوى السياسية العراقية إن لم يكن كلّها، وربما لم يتخلف حزب في العراق تقريبا عن مهاجمه الشيوعيين وحزبهم، سواء كان ذلك الحزب على رأس السلطة أو مشاركا فيها، أو هناك مشروع مستقبلي له للمشاركة فيها.

إن كانت مهاجمة الحزب الشيوعي العراقي وقمعه سُنّة للبعض، فأنّ نهج الحزب الوطني ودفاعه عن قضايا  الوطن والجماهير في كل العهود السياسية ومنها عهد المحاصصة اليوم، هو الآخر سُنّة عند الوطنيين الحقيقيين وكذلك الشيوعيين الذين لم يتخلفوا يوما عن النضال في سبيل أهدافهم التي هي أهداف الناس والوطن، كما وأنّ التاريخ  أثبت من خلال الممارسة والنتائج من أنّ سُنن جميع من وصلوا إلى السلطة في العراق ومنهم من يحكم البلاد اليوم عن طريق المحاصصة، من أنّهم يقفون على الضد من مصالح الجماهير والوطن باستثناء بعد ثورة الرابع عشر من تموز.

نحن اليوم على أبواب أنتخابات محليّة، وضع المتحاصصون قوانينها على مقاساتهم بدقّة لحصد أكبر عدد من مقاعدها، بما يكرّس الواقع الخدمي البائس في البلاد ولتكون أي الانتخابات ( پراوه) للأنتخابات التشريعية القادمة. علما ومن خلال تجارب العمليات الانتخابية السابقة سواء كانت برلمانية أم محليّة، فأنّ نتائجها كانت في صالح قوى الفساد دون حاجتهم لا ( للپراوه) ولا إلى قياس حجم هذه القوى، فالمقاسات والقوانين هي بيد البرلمان ومجلس المفوضية والقضاء والسلاح، وهذه مجتمعة لا مكان للشيوعيين والديموقراطيين والعلمانيين والمدنيين فيها.

على الرغم من أن الجدل داخل الحزب حول مشاركته في الانتخابات المحلية القادمة من عدمه، الا أنّ قرار المشاركة قد تمّ اتخاذه، والحزب اليوم ضمن تحالف (قيم المدني) يحاول وبقية الأحزاب والتنظيمات والشخصيات المتحالفة معه كسر القاعدة الانتخابية، التي تقول بانتصار قوى المحاصصة حتى قبل بدء العملية الانتخابية، التي هي تحصيل حاصل بنظر هذه القوى والشارع العراقي الذي فقد الثقة بسياسي منظومة المحاصصة. وقد أثبتت نتائج كل الانتخابات السابقة التي جرت لليوم، من أنّ حالة (تحصيل حاصل) كانت الحقيقة التي لمسها شعبنا وهو يرى نفس الطبقة السياسية رغم فسادها ونهبها للمال العام، على سدّة الحكم منذ الأحتلال الأمريكي للبلاد ولليوم.

على الرغم من أنّ قانون الأنتخابات سُنّ ككل أنتخابات على مقاس أحزاب المحاصصة مثلما ذكرنا قبل قليل، وعلى الرغم من أنّ المفوضية ستتجاوز مسألة صرف الأموال وضوابط الأنفاق خلال الدعاية الأنتخابية تحت ضغط القوى الفاسدة والمهيمنة على القرار السياسي، وعلى الرغم من أنّ القضاء سيقف على قدم وساق لأيجاد تفسيرات وتخريجات “قانونية” في حالة عدم حصول أحزاب بعينها على أصوات كافية، وعلى الرغم من فقر الحزب الشيوعي العراقي المالي ومعه تحالف قيم المدني، فإنّ إعلان مشاركة الحزب في الانتخابات المحلية القادمة، قد أستفزّ القوى الفاسدة التي ساهمت وتساهم في تأسيس أحزاب وتنظيمات تحت عناوين ويافطات  مدنية  لأرباك المواطن العراقي وهو يتوجه إلى صناديق الانتخابات. ولم يتخلف البعض من قادة هذه الأحزاب والتنظيمات القادمة من رحم أحزاب الفساد الكبيرة، عن مهاجمة الحزب الشيوعي العراقي وتاريخه، وكأنّ الحزب هو المسؤول عن الفساد والبطالة والفقر والجريمة المنظمة وسرقة القرن ، أو أن الحزب الشيوعي العراقي هو المسؤول عن تسليم ثلث مساحة البلاد لتنظيم داعش الارهابي، وهو من يتحمل مقتل المئات في ما يعرف بجريمة سبايكر، أو أنّ الحزب الشيوعي العراقي هو المسؤول عن تردي قطاعات الكهرباء والخدمات والتعليم والصحة وسرقة مصفى بيجي، أو أنّ الحزب هو المسؤول عن إدارة نوادي القمار والمتاجرة بالجنس والأعضاء البشرية والمخدرات وأنتشارها بين الطلبة والشباب بل وحتى الاطفال، وغيرها الكثير من الأمور التي ترقى إلى مصاف جرائم بحق الوطن والشعب.

اليوم وهؤلاء يحاولون النيل من نضالات الحزب طيلة تاريخه المجيد، أعود بهم إلى معجم الأدباء 5/272 لياقوت الحموي الذي يقول:

ان رجلا سأل أبا عبيدة معمر بن المثنى، فقال له: رحمك الله يا أبا عبيدة ما العنجيد؟ قال: رحمك الله ما أعرف هذا، قال سبحان الله، اين يذهب بك عن قول الاعشى:

يوم تبدي لنا قتيلة عن جي ........................... د تليع تزينه الاطواق

فقال عافاك الله، (عن) حرف جاء لمعنى، والجيد: العنق.

ثم قام آخر في المجلس، فقال: يا أبا عبيدة، رحمك الله ما الأودع؟، قال: عافاك الله، ما أعرفه، قال: سبحان الله، أين أنت عن قول العرب: زاحم بعود أو دع. فقال: ويحك، هاتان كلمتان، والمعنى: أترك أو ذر، ثم أستغفر الله، وجعل يدرّس.

فقام رجل، فقال: رحمك الله، أخبرني عن كوفا، أمن المهاجرين، أم من الأنصار؟ قال: قد رويت أنساب الجميع، وأسماءهم، ولست أعرف فيهم كوفا. قال: فأين أنت عن قوله تعالى: والهدي معكوفا.

قال: فاخذ ابو عبيدة نعليه، وأشتدّ ساعيا في مسجد البصرة، يصيح بأعلى صوته: من أين حشرت على البهائم اليوم.

واليوم على الشيوعيين العراقيين وهم يواجهون هجوم قوى الفساد على حزبهم، أن يشتدّوا ساعين في أرجاء العراق كما أشتدّ أبو عبيدة في مسجد البصرة، ويصيحوا بأعلى أصواتهم: من أين حُشرت علينا قوى المحاصصة والفساد وأذرعها اليوم؟

*********************** 

لقاء الشرق والغرب .. كلمات اورهان باموق ترسم الف صورة

جوناثان جونز  (The Guardian)

ترجمة واعداد :نادر رضا

تقدم رواية اسمي احمر استحضارا مُقنعا للحوار الثقافي بين البندقية والامبراطورية العثمانية . كتاب (اسمي احمر ) لاورهان باموق هو احد اروع اعمال  تأريخ الفن التي واجهتها على الاطلاق ، وهي ايضا رواية مؤثرة .

الكتاب هو واحد من عدة كتب عن اسطنبول ساهمت بفوز باموق بجائزة نوبل للادب لعام 2006، تقع احداثها في المجتمع الفني للعاصمة العثمانية في تسعينات القرن السادي عشر في وقت يتعرض فيه الفن الاسلامي لرسومات الكتب التوضيحية (المنمنمات ) للتهديد من الابتكارات الاوربية الجديدة بما في ذلك المنظور والبورتريه . هل ينبغي لرسامي المنمنمات في اسطنبول ان يتبنوا بعض الاساليب الاوربية الجديدة ام يحافظوا على التقاليد .

لن تكون هنالك مخاطرة في الكشف عن بنية الرواية المتأسسة على الجريمة والقتل . لم انته من الرواية بعد لكني تمكنت من استيعاب  تأريخ الفن في كتاب باموق بقدر استيعابي لمؤامرة القتل .انه يتخيل ورش عمل فناني المنمنمات ويتيح لهم مناقشة تأريخ فن الكتب بشكل مفصل وكذلك تأثير الصين والاعتقاد بأن الصورة يجب ان توضح القصص في الكتب  وكذلك الجمال الرائع لتفاصيل المنمنمات.

تأتي معرفة هؤلاء الفنانين بالفن الاوربي بالكامل من البندقية ،المدينة الافرنجية التي كانت لها تجارة واسعة مع الامبراطورية العثمانية القوية . يعتبر الاتصال بين الشرق والغرب ظاهرة قوية في فن البندقية . يمكن ان نحصل على صورة العصر الذي تتحدث عنه الرواية في متحف (ايزابيلا ستيوار غاردنر) في بوسطن وهي من انتاج جنتيلي بيليني ،وفيه لوحة تصور كاتبا شابا في بلاط السلطان محمد الثاني في اسطنبول جالسا ومرتديا اردية مزغرفة ورائعة ، مركزا على عمله بينما يركز الفنان الاوربي الذي يزور البلاط العثماني على رسمه .

كيف نعلم انه اوربي ؟ لانه يرسم  وجه الكاتب الشاب  بتفاصيله الشخصية ( تكون المنقوشات في الفن الشرقي من منظور علوي يمثل النظرة العليا والكاملة للخالق لذلك تظهر جميع مكونات الرسم بحجم واحد وترسم الشخصيات بشكل متشابه حيث العيون عبارة عن دوائر صغيرة متشابهة كلها ،والافواه عبارة عن شقوق وسط  وجوه مستوية مثل ورقة  و يرتكز الفن الشرقي على محاكاة الاعمال السابقة فوجود اسلوب للنقاش يعتبر عيباً – المترجم) ، انه مثال رائع لنوع البورتريه الفينيسي . الذي تتجادل حوله شخصيات اورهان باموق ،هل هذا الكشف عن الخصائص الفردية في لوحة ما هو انتصار فني رائع ام  اعراض الانانية الاخلاقية ؟ هل سيكون من الانحطاط او التطور ان يتبنى الفنانون العثمانيون مثل هذه التقنيات.

في الواقع ربما كان الهدف من الصورة التي تم ربطها بالالبوم التركي ، لمساعدة فناني المنمنمات الشباب على تعلم مهارات الفن الفينيسي . زار بيليني البلاط العثماني في اواخر 1470 ، اذا كان هو صاحب هذه اللوحة فهل يكون قد تركها كمساعدة تعليمية ؟ اذا كان الامر كذلك فأنه يقدمها بذكاء للفنانين المدربين على التقاليد الاسلامية من خلال احترام قدراتهم الخاصة . هذه في الواقع تحفة من روائع   الحوار الثقافي . في حين ان تصوير ملامح  وجه الكاتب الشاب كانت وفق الاسلوب الفني  لمدينة البندقية . الا ان وضعه وتفاصيل ملابسه الجميلة تتميز بتجريد هادئ ودقة شبيهة بجواهر لوحات الفن الاسلامي العظيمة.

تعلم فنانوا البندقية بحماس من الشرق . هنالك القليل من القواسم المشتركة بين الالوان الفينيسية والالوان الفاتحة لفنون عصر النهضة الايطالية الاخرى . لديهم الكثير من القواسم المشتركة مع الثقافات الشرقية الغنية التي حصلوا على كنوزها النفيسة عن طريق الحرب او التجارة . بينما احتضنت  البندقية الحس الزغرفي الاسلامي ، في اواخر القرن الخامس عشر كان فناني البندقية يستعرضون مهارتهم في فن البورتريه الحديث في اسطنبول .

يخلق باموق عالما يكون فيه الشرق والغرب عند نقطة تحول في علاقتهما ويعكس الفن لحظة الاختيار هذه ،على حافة الحداثة . رواية (اسمي احمر ) رواية جميلة تحكي قصة الفن الحديث بطريقة غير مألوفة ساحرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- https://www.theguardian.com/artanddesign/jonathanjonesblog/2011/sep/01/orhan-pamuk-words-paint-pictures

***********************

 الصفحة التاسعة

راموس تحت رادار عملاق تركي جديد

مدريد ـ وكالات

اقترب الإسباني سيرجيو راموس نجم باريس سان جيرمان وريال مدريد السابق، من الانتقال للعب في الدوري التركي.

ورحل راموس عن سان جيرمان، هذا الصيف، بعد انتهاء عقده في حديقة الأمراء.

وبحسب صحيفة “آس” الإسبانية، فإن راموس اقترب من الانتقال لصفوف جالطة سراي التركي.

وأضافت الصحيفة، أنه في حالة تأهل جالطة سراي لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، حال عبور مولده النرويجي في المرحلة التمهيدية، سيكون أقرب لضم راموس.

وكان راموس قريبًا من الانتقال لصفوف بشكتاش التركي، لكن لم يتم التوصل لاتفاق حول الراتب.

ويريد راموس الحصول على 15 مليون يورو في موسمين، بينما سيعرض جالطة سراي 10 ملايين فقط.

**********************

طاقم أجنبي يقود سيدات العراق لكرة الصالات

متابعة ـ طريق الشعب

تعاقدت اللجنة النسوية في الاتحاد العراقي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، مع المدرب الألماني أوليفر هاردر ومساعده التركي مليكا لقيادة المنتخب النسوي لكرة القدم للصالات للمرحلة المقبلة.

وقالت عضو الاتحاد رشا طالب، إن الجهاز الفني الجديد قدم شرحاً موسعاً لوضع الكرة النسوية وكيفية اعدادها للبطولات الدولية في المرحلة المقبلة.

واضافت ان الكادر التدريبي الأجنبي جاء لتطوير اللعبة للكرة النسوية، سيما بعد نهوض اللعبة بشكل ملحوظ خصوصاً بعد تتويج منتخبنا النسوي بلقب غرب آسيا مؤخرا.

وأشارت إلى أن أهم المشاكل التي تواجه الكرة النسوية هي المنشآت الرياضية التي تمارس عليها اللعبة، مؤكدة السعي لحل هذه المشكلة عبر إنشاء ملاعب خلال المدة المقبلة، سيما بعد تواصلنا مع الاتحاد الدولي الذي ابدى استعداده لدعم الكرة النسوية.

ولفتت طالب إلى أن الاتحاد سيوفر كل سبل النجاح للكادر الاجنبي الجديد لإنجاح مهمته، ومضت بالقول ان الاتحاد سيعمل على تطوير اللعبة من خلال الاهتمام بالموهوبات وكذلك استقطاب المحترفات من المغتربات اللواتي يقمن خارج العراق ويمارسن اللعبة في أندية أجنبية متطورة بغية بناء منتخب قادر على مقارعة أقوى المنتخبات بعد سقف زمني معين.

وكان منتخب سيدات العراق تمكنّ من التتويج بكأس بطولة غرب آسيا لكرة الصالات بعد تغلبه على سيدات السعودية 4-2. التي جرت في مدينة جدة السعودية.

***********************

ميغان رابينو تهاجم

رئيس الاتحاد الإسباني

واشنطن ـ وكالات

لا تتوقف ردود الأفعال حول العالم بعد ما حدث من لويس روبياليس، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، تجاه لاعبة المنتخب الإسباني بعد الفوز بكأس العالم للسيدات.

المنتخب الإسباني حقق الفوز أمام منتخب إنكلترا بهدف دون رد، ليقوم روبياليس بتقبيل جيني هيرموسو بشكل مثير للجدل.

وقالت نجمة المنتخب الأمريكي، ميغان رابينو، في مقابلة مع مجلة “ذا أتلانتيك”: “كان هناك صورة تظهر المستوى العميق لكراهية النساء والتمييز الجنسي في الاتحاد الإسباني وهو ما أظهره لويس روبياليس بعد صافرة النهاية، ما هذا العالم المتخلف الذي نعيش فيه؟ في الموقف الذي أنت فيه كان يجب أن تحتفل باللقب، جيني تعرضت لمضايقات جسدية من قبل ذلك الشخص”.

وأضافت: “ما حدث جعلني أفكر في كل ما علينا أن نتحمله، أفكر في الثقل الذي كان على الفريق الإسباني أن يتحمله، بعض اللاعبين الذين وقفوا العام الماضي ضد المدرب ما زالوا خارج الفريق”.

واختتمت: “نحن نلعب مباراتين في نفس الوقت، واحدة ضد أنفسنا، ثم أخرى في الملعب للحصول على المساواة والتقدم الذي نستحقه، نريد أن تحصل الفرق على أجور متساوية، وأن تحصل على الموارد التي تستحقها وألا نعاني من كراهية النساء والعنصرية والعنف والتحيز الجنسي”.

************************

حكام دوري كرة القدم يتسلمون أجورهم بالكامل

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس الأربعاء، تسليم مستحقات حكام العراق، الخاصة بأجور التحكيم لمباريات الموسم السابق لكرة القدم.

وقال الناطق الإعلامي باسم اتحاد الكرة، أحمد الموسوي، إن “الاتحاد العراقي لكرة القدم قام بتسليم مستحقات الحكام بمختلف درجاتهم الذين قادوا مباريات الدوري المختلفة”.

وأضاف، أن “الاتحاد حصل على حقوق النقل التلفزيوني وقدره 700 ألف دولار، وتم تسليم الحكام مستحقاتهم المالية التي بذمة الاتحاد العراقي للعبة”.

كما أشار الموسوي إلى أن “تأخير تسليم الاتحاد مبلغ حقوق النقل من القناة الراعية، كان بسبب تغيير صرف سعر الدولار حيث سبق له أن اتفق مع الاتحاد قبل انطلاق الدوري على الحقوق قبل صعود الدولار”.

وكان عدد من حكام العراق لكرة القدم، قد طالبوا الأربعاء الماضي، بالحصول على أجورهم مقابل مرحلة ونصف المرحلة” من الدوري الممتاز وباقي الانشطة الكروية، فيما دعاهم اتحاد الكرة إلى انتظار التخصيصات المالية الواردة من الاتحاد الدولي وحقوق النقل التلفزيوني.

***********************

سعي اتحادي للارتقاء بواقع كرة السلة العراقية

متابعة ـ طريق الشعب

أكد المنسق الإعلامي للاتحاد العراقي لكرة السلة عهد فالح، أن الاتحاد يعمل جاهداً لتطوير الكرة البرتقالية على الصعيد المحلي والاقليمي ولجميع الفئات العمرية.

وقال فالح أمس الأربعاء، إن” اتحاد اللعبة يعمل على تطوير كرة السلة في العراق ومن جميع النواحي ولجميع الفئات العمرية بغية الارتقاء بها محليا واقليمياً”. وأضاف فالح أن” الاتحاد عقد اجتماعاً مع ممثلي اندية الدوري الممتاز واستعرض من خلاله آلية دوري الموسم الجديد”.

وتابع فالح أن” اتحاد اللعبة يعمل وفق خطة لتطوير الفئات العمرية، حيث سيكون هنالك دوريات مكثفة بالإضافة إلى مشاركة منتخب الأشبال بقيادة المدرب المحترف ماهر خنفير، حيث سيشارك الشهر المقبل في بطولة ستحتضنها العاصمة اللبنانية بيروت وهي المشاركة الأولى للعراق بهذه الفئة العمرية”.

*********************** 

نادي أمانة بغداد يقترب من إنهاء ملف التراخيص

متابعة ـ طريق الشعب

كشف مشرف كرة نادي أمانة بغداد، عن إقامة معسكر خارجي استعدادا للموسم الجديد فيما أكد أن أمانة بغداد سيكون أول ناد عراقي يكمل ملف التراخيص تحضيرا للمشاركة في دوري المحترفين.

وقال أحمد عزت، أمس الأربعاء، إن “ الجهاز الفني بقيادة المدرب وسام طالب أعد العدة لتدريباته التي ستنطلق خلال الايام المقبلة”، مبينا أن “ الإدارة تعمل على توفير معسكر خارجي يقام في مصر أو تركيا او إيران بعد التنسيق مع الجهاز الفني”.

وأضاف عزت، أن” الإدارة بعد الإعلان عن الجهاز الفني استقطبت عددا من اللاعبين الجدد، وتم تغيير اللاعبين المحترفين فيما تم الاستغناء عن بعض اللاعبين، ولم يبق سوى لاعب او اثنين ويغلق ملف التعاقدات في النادي “.

وتابع عزت أن” أمانة بغداد قدمت الدعم اللازم وذللت جميع العقبات لإكمال ملف التراخيص وسوف يكون أول ناد في العراق ينهي هذا الملف“.

************************ 

هجوم عنيف من كروس على المنتقلين إلى الدوري السعودي

مدريد ـ وكالات

تحدث توني كروس نجم ريال مدريد في البودكاست الخاص به “Einfach mal Luppen” عن رفضه التام لوجود الكاميرات في غرفة الملابس، بالإضافة إلى سوق الانتقالات في السعودية والذي يعتبره “خطرًا”.

وقال كروس عن جود بيلينغهام الوافد الجديد إلى صفوف ريال مدريد هذا الصيف: “قدم أداءً جيدًا حقًا، لقد اندمج بشكل مدهش في وقت قصير، لدي شعور جيد تجاهه لأنني أعتقد أنه ناضج بشكل لا يُصدق بالنسبة لعمره، ليس فقط بالنسبة لعمره لكن فقط بالطريقة التي يلعب بها ومحاولاته لاستغلال نقاط قوته في مصلحة الفريق”.

وعن التقارير التي أفادت بسعادة بوروسيا دورتموند برحيل بيلينغهام قال: “لا يمكنني سوى أن أقول أننا سعداء للغاية بوجوده هنا، وإذا كان هذا هو الحال أيضًا في دورتموند فهذا أفضل، وإذا لم يكن الأمر كذلك، على الأقل حصلوا على أموال جيدة الآن”.

وبالنسبة لوجود كاميرات في غرفة خلع الملابس بريال مدريد قال: “تمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، أولئك الذين عارضوها كانوا نحن - أو بالأحرى نادينا، لم يكن الأمر كما لو طُلب منا ذلك”.

وتابع: “الانفتاح على الجماهير أمر رائع، لكنني أعتقد أنه لا أحد ينتمي إلى المقصورة، يمكنك أن تناديني بالطراز القديم، ليس لدي مشكلة في ذلك، لكن في غرفة تبديل الملابس، لا نريد أن يُسمع أو يُرى كل شيء، تشعر وكأنك مراقب وعليك أن تزن كل خطوة تتخذها دون تفكير، بالنسبة لنا نحن اللاعبين، هذه مساحة مقدسة، ولا تنتمي إليها أي كاميرات”.

أما بالنسبة للاعبين الذين اتجهوا إلى السعودية خلال سوق الانتقالات الصيفي: “الجميع يذهب إلى هناك من أجل المال، على سبيل المثال، كريستيانو رونالدو أو كريم بنزيما، الذين اتجهوا إلى هناك في نهاية مسيرتهم، لقد فازوا بكل شيء، وتمتعوا بمكانة أسطورية، وحققوا كل شيء، ثم توقفوا عن مسيرتهم المهنية وأخذوا معهم هذا المال الذي لا يصدق، ما أواجه مشكلة معه هو اللاعبون الذين تبلغ أعمارهم 26 أو 27 أو 28 عامًا، والذين يتمتعون بجودة عالية تمامًا، ويلعبون في أفضل الأندية في أوروبا، ويتجهون إلى الدوري السعودي من أجل الحصول هو المال ليكون هذا هو الدافع لهم”.

وواصل: “أنا لست من محبي ذلك، إنه مثال سيء للغاية لكثير من اللاعبين الشباب، كذلك هذا الأمر يشكل خطرًا على كرة القدم في المستقبل”.

وعن إمكانية اللعب في الدوري السعودي قال: “لم يكن هناك عرض ملموس، لكن الاحتمال كان سيكون موجودًا بالتأكيد لو تم التحقيق فيه، لكننا لم ننظر في الأمر، لذلك لم يكن هناك عرض ملموس، كانت هناك محاولة واحدة فضفاضة للاتصال على الأقل”.

************************* 

قائد الأولمبي اليمني يقترب من النجف العراقي

متابعة ـ طريق الشعب

اقترب أحمد الوجيه قائد المنتخب الأولمبي اليمني من الانضمام إلى فريق النجف العراقي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية. وقال مصطفى الدبعي المنسق الإعلامي للمنتخب الأولمبي اليمني عبر حسابه على “فيسبوك”: “قائد المنتخب الأولمبي أحمد الوجيه يقترب من تمثيل النجف العراقي، واحد من فرق النخبة في العراق”. وأضاف: “خطوات قليلة تفصل أحمد الوجيه لتوقيع عقده الاحترافي الأول خارج اليمن، كل التوفيق له في رحلته الاحترافية”. ولم يكشف الدبعي موعد إتمام الصفقة، لكن المنتخب الأولمبي اليمني سيذهب إلى العراق لخوض مباراتين وديتين أمام العراق والسودان استعدادًا للتصفيات المؤهلة لكأس آسيا تحت 23 عامًا، ومن المتوقع استكمال خطوات انتقاله خلال الزيارة.

************************ 

بطولة الرديف خطوة على الطريق الصحيح

منعم جابر

لابد لاتحاد كرة القدم العراقي أن يتوجه لسد كل الفراغات والثغرات المتواجدة في الساحة الكروية خاصة وأن أيام انطلاق دوري المحترفين آتية لا ريب، فحسب سياسة الاحتراف ومنهج الكرة الاحترافية هي توفر فرقا رياضية بكرة القدم لكل الفئات العمرية (براعم، ناشئون، شباب) إضافة إلى وجود فجوة ما بين عمر الشباب والفريق الأول هي فترة الفريق الأولمبي او الفريق الرديف. وفعلاً توجه اتحاد الكرة لسد هذه الثغرة وهي مرحلة ما بعد 21 عاماً إلى النضوج الكروي. وهذه الفترة موجودة عند بعض لاعبينا فالبعض ينضج عند 23 سنة او قبل ذلك او بعده، وحتى لا يضيع اللاعب بهذه السنتين او الثلاث أصبح الرديف مكاناً مناسباً له. وبعد ذلك قدمنا له كل الدعم والتشجيع حتى استنفذنا جميع الفترات، ولكننا بهذا العمل قد أدينا المطلوب والممكن وبذلنا الجهد الصحيح والتسلسل المنطقي والفرق المناسبة لهذه الأعمار ومتطلباتها. لكن المطلوب والممكن هو مشاركة جميع فرق المحترفين بهذه الفئة العمرية ولا مجال لتخلف أي من فرقنا لأن هذا التخلف سيحرم فئة عمرية لديها القدرة على العطاء والتقدم، وأن محاولة بعض الأندية المشاركة في بطولات ومسابقات (دوري الرديف) من خلال الاستعانة بفرق جاهزة سيسبب خسارة كبيرة لكرة القدم العراقية ويحرمها من الاستفادة من أبنائها في الأندية والذين يمكن لهم كلاعبين في انديتهم ان يستعينوا بهم لأخذ مكانتهم في الفريق الأول.

أحبتي يا قادة الأندية الرياضية أنتم مدعوين للحرص على تطوير ورعاية لاعبي الفريق الرديف لأنهم الاحتياط الأقرب لنجوم الفريق الاول. وكذلك أدعوكم إلى رعاية الفريق الرديف والاهتمام بلاعبيه لأنهم سيشكلون الفريق الاحتياطي لكم ومنه ومن خلاله سيظهر الفريق الحقيقي والمناسب لفريقكم. وستكون هذه الفرصة السانحة والمهمة لتطبيق سياسة الإعارة التي تظهر من خلالها نجوم للملاعب والساحات.

أعزائي في الأندية الرياضية أنتم مدعوون إلى الاهتمام بفرق الرديف لأنها أساس فرقكم فالاهتمام بها من حيث تنسيب المدرب الكفء والمساعد الجيد والإداري المناسب لأنهم سيشكلون طاقماً مهماً وحساساً ونستطيع ان نعتبره طاقماً احتياطياً للفريق الأول وان نضع الخطوات العلمية لتنسيق العمل بين طواقم الفريق الأول والفريق الرديف عند ذاك تتحقق الفرصة لتقدم انديتنا وانسجامها ونؤكد على أهمية مشاركة جميع فرق الأندية الرياضية في هذا النشاط لأنه سيحقق التكامل والنجاح. وان الاهتمام بدوري الرديف والأشراف عليه والتسليط الإعلامي سيساهم بقوة في نجاح هذه التجربة ورعايتها وبالتالي اكتشاف الكثير من اللاعبين المغمورين للفريق الأول.

*************************

 الصفحة العاشرة

«أوبنهايمر» فيلم يعرى وجه أمريكا القبيح

محمود دوير

في السادس من آب أحيا اليابانيون الذكرى 78 لجريمة إلقاء الولايات المتحدة قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما والتي راح ضحيتها أكثر من 140 ألف شخص فى هيروشيما و74 ألفا آخرين بعد ثلاثة أيام في ناجازاكي حين ألقت القوات الأمريكية قنبلتين ذريتين على المدينتين لتحسم تفوقها العسكري وتحطم المقاومة اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية..

بالتزامن مع  إحياء تلك الذكرى الأليمة يتابع الملايين في العالم عبر شاشات السينما تفاصيل حياة ” “يوليوس روبرت أوبنهايمر (1940 – 1967) أحد أهم علماء الفيزياء النظرية في القرن العشرين والملقب بـ “أبو القنبلة الذرية” وكان مديرا لمختبر لوس ألاموس أثناء الحرب العالمية الثانية والمسؤول عن مشروع مانهاتن، وهو مشروع البحث والتطوير الذي أنتج أول الأسلحة النووية ‏أثناء الحرب العالمية الثانية، جُند مع عدد كبير من العلماء للعمل في مشروع مانهاتن، وفي عام 1943 عُين مديرا لمختبر لوس ألاموس التابع للمشروع في نيومكسيكو، حيث كلف بتطوير أول الأسلحة النووية. لعبت قيادته وخبرته العلمية دورا أساسيا في نجاح المشروع. في 16 تموز 1945، كان حاضرا في اختبار “ترينيتي” للقنبلة الذرية الأولى.

هذه بعض الجوانب التاريخية التي تضمنتها السيرة الذاتية لعالم الفيزياء الشهير والتى انطلق منها المخرج الأمريكي ذو الأصول الإنجليزية كرستوفر نولان، الذى يعد واحدا من أهم صناع السينما المعاصرين، حيث قدم حتى الآن اثنى عشر فيلما روائيا طويلا حقق معظمها نجاحا كبيرا وتجاوزت إيراداتها 4 مليارات دولار وحصلت أعماله على سبع جوائز للأوسكار.

والآن يعرض أحدث أفلامه “أوبنهايمر” في دور العرض بمختلف دول العالم وقد حقق حتى الآن إيرادات تجاوزت 400 مليون دولار، وهو مقتبس من السيرة الذاتية لعالم الفيزياء الشهير.

يعتبر فيلم “اوبنهايمر” علامة مهمة في مسيرة المخرج نولان، وأيضا في التناول السينمائي للسير الذاتية والأحداث التاريخية حيث يرصد بشكل دقيق ومبهر مراحل الإعداد لصناعة القنبلة الذرية التي تم استخدامها لأول مرة في التاريخ خلال الحرب العالمية الثانية، حين قرر الأمريكان إلقاءها على اليابان التي كانت تقاوم وترفض الاستسلام رغم مصرع الزعيم النازي هتلر منتحرا في نيسان عام 1945.

قدم صناع الفيلم الذي بلغت تكلفة إنتاجه حوالى 100 مليون دولار صورة دقيقة وساحرة لحياة أوبنهايمر وللواقع السياسي الأمريكي وكيف كان يفكر صناع القرار في ذلك الوقت الحرج من تاريخ العالم وموقف عالم الفيزياء بعد ان شاهد كم الضحايا التي خلفتها القنبلة التي قاد زملاءه إلى صناعتها.

يظهر أوبنهايمر وقد بدى عليه التوتر والقلق من إحساس يطارده بخطورة انفراد الولايات المتحدة بامتلاك القنبلة وعبر عن ذلك من خلال مشهد شديد الروعة أبدع فيه نولان وتألق فيه الممثل كيليان مورفي الذى قدم شخصية أوبنهايمر باقتدار وكشف المشهد الذى ظهر خلاله عالم الفيزياء يلتقى بحشود من المواطنين الأمريكيين الذين جاءوا ليحتفلوا بنجاح اسقاط القنبلة على اليابان. كانت نظرات أوبنهايمر يختلط فيها الحزن بالقلق. وحين نظر إلى الجماهير تخيل وجوههم يتساقط الجلد من فوقها كما فعلت القنبلة بسكان هيروشيما وناغازاكى،  فقال في نبرة مرتبكة ومشاعر مختلطة: “سوف نتذكر هذا اليوم” وأضاف: “لكن أراهن أن اليابانيين لن يعجبهم هذا”.

لكن أوبنهايمر يتمالك نفسه سريعا ليتقمص دور البطل القومي قائلا: “فخور بما صنعناه وكنت آمل أن نستعمله ضد الألمان”، ليجد خياله يقوده إلى وجوه سقط الجلد من فوق عظامها وقدمه قد غاصت في بقايا جثة قد تفحمت من نيران القنبلة .

لم يستطع “أبو القنبلة الذرية” الإفصاح بوضوح عن موقفه المتحفظ وقلقه من نشوب سباق تسلح بين دول العالم سوى في لقائه بالرئيس الأمريكي روزفلت  الذى استقبله كي يحييه على ما قدمه لأمريكا من خدمة جليله ويسأله عن رؤيته للمستقبل ليُصدَم الرئيس الأمريكي بقول عالم الفيزياء بأنه يشعر بأن “يديه ملطختان بالدماء”.

سيطرت السخرية الممزوجة بالغضب على ملامح الرئيس وأخرج من جيبه منديله الخاص ملوحا به إلى أوبنهايمر، مشيرا أن يمسح يده …قائلا له : “ان الناس في هيروشيما ونجازاكى لن تهتم بك ولن تعرف من أنت ولا يهمها من الذى صنع القنبلة لكنها ستهتم أن تعرف من الذى ألقى القنبلة  ….. وانا الذي ألقيتها”. وأنهى الرئيس لقاءه مع العالم الفيزيائي موجها كلامه إلى معاونه الذى كان حاضرا: “لا تجعل هذا الجبان يدخل هنا مرة أخرى … لا أريد أن أراه”.

يكشف المشهد – اللقاء – عن علاقة الساسة في أمريكا بالعلماء وكيف يسعى رجال السياسة الى تطويع العلم لأغراضهم دون أي اعتبار لقيم إنسانية او أغراض العلم النبيلة. والواضح أن منهج فرض الهيمنة من جانب الساسة تجاه العلماء يمتد ليصل إلى محاولة السيطرة على رواد وصناع الفكر والفن والثقافة.

وبعد مدة ليست بعيدة تبين وجود من يتبعون الاتحاد السوفيتي داخل معسكر مانهاتن الذى شهد أعمال الإعداد للقنبلة لمدة ثلاث سنوات متصلة ومن ثم أصبح من الممكن أن تتمكن موسكو من امتلاك القنبلة، ثم جاء موقف أوبنهايمر المتحفظ من تصنيع القنبلة الهيدروجينية. كل ذلك ساهم في أن يواجه عالم الفيزياء هجوما عنيفا سواء من وسائل الإعلام أو من إدارة مانهاتن.

يواجه أوبنهايمر اتهامات بارتباطه بالحزب الشيوعي والعمالة للاتحاد السوفيتي وبالفعل يخضع للتحقيق. ويبدع نولان في تقديم مشاهد التحقيق المتلاحقة دون ملل، وقد استغرقت ما يقرب ساعة من وقت الفيلم الذي يمتد عرضه ثلاث ساعات ويتنقل مخرج الفيلم في مشاهد سريعة قوية تتابع بالألوان وبين الأبيض والأسود مع استخدام موسيقى تصويرية ملحمية تعتبر من أهم ما يميز الفيلم.

في محاولة لإثبات التهم حاول المحققون الربط بين العلاقة القديمة لزوجته  كاترين بالحزب الشيوعي وكذلك انخراط شقيقه فرانك في الحزب الشيوعي في وقت سابق.

ورغم نفى كاترين وجود أي صلة لها بالحزب الشيوعي إلا أن خصمه اللدود ستراوس يستغل ما يثار حول علاقة “أبو القنبلة الذرية” باليسار في جلسة استماع مخصصة لمحاكمته.

وخلال المحاكمة يخونه تيلر وشركاء آخرون وبالفعل يتم سحب التصريح الأمني الخاص به، وهذا يعنى سحب كل مميزاته المعنوية ووضعه الأدبي والوظيفي داخل الولايات المتحدة.

نحن أمام عمل ملحمي يكاد أن يكون متكاملا فنيا أجاد فيه فريق العمل بشكل مذهل وعلى رأسهم الممثلون مورفى الذى جسد أوبنهايمر، وروبرت جونيور الذى قدم أحد أهم أدواره في السينما حين جسد شخصية ستراو، خصم أوبنهايمر اللدود.

وسعى الفيلم للانتصار لعالم كبير قاد فريقه العلمي لصناعة القنبلة الذرية التي حصدت أرواح مئات الآلاف من البشر لكن سجل موقفا جريئا حين تحفظ على تطويرها وصناعة قنبلة هيدروجينية قد تتسبب في إبادة البشرية حين قال إن “القنبلة الذرية قد أصبحت سلاح ردع أما الهيدروجينية فسوف تكون سلاح إبادة”.

كشف الفيلم النقاب عن وجه السياسة الأمريكية القبيح وكيفية تعامل قادتها مع خصومهم وشكل علاقة صناع القرار بكل من يختلف معهم في الرأي. فرغم كل الادعاءات وكل المزاعم حول الديمقراطية والمجتمع الحر تبقى القدرة على التصفية المعنوية حاضرة في كل المراحل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الأهالي” المصرية – 9 آب 2023

************************

مئوية لطيفة الزيات

من أجل حرية النساء والأوطان

في شهادتها عن الأديبة والمناضلة المصرية لطيفة الزيّات (1923 - 1996)، التي يُحتفل هذا العام بمئوية ميلادها، تتحدث الكاتبة والناقدة اللبنانية يمنى العيد (1935)، في كتابها “واحات ثقافية” (الفارابي، 2022)، عن لقائها بصاحبة “الباب المفتوح” (1960)، في مؤتمر بمدينة أغادير المغربية منتصف الثمانينيات، وتروي ما دار بينها وبين إحدى صديقاتها، حول بطلة الرواية المذكورة “ليلى”، وهما تريان صاحبتها تقدم ورقتها في ذلك المؤتمر.

“تُذكّرني ليلى بلينا فياض؛ بطلة رواية ليلى بعلبكي ‘أنا أحيا’، التي صدرت في الفترة نفسها (1958). كلتاهما تسعيان إلى تحرر الأنثى من سلطة الذكورة التي تكرسها تقاليد المجتمع”. تستمع العيد لهذا التشبيه من صديقتها، والذي علق في ذاكرتها، لتؤكد بدورها: “ليلى هي صنيعة لطيفة.. المرأة المناضلة التي تنطلق، في سرد روايتها، من واقع مصر الاجتماعي/ السياسي، أي من منظور وطني تحرري. هكذا يحيل تحرر ليلى، في نهاية الرواية، على انخراطها في تحرير وطنها من سلطة المستعمِر، وعلى انضمامها إلى الشاب المناضل الذي تعشق”.

عند كل حديث عن مصر وجوها السياسي في النصف الأول من القرن العشرين، لا بد من الإشارة إلى التيارات الفكرية التي تبنتها القوى السياسية الناشئة حينها، وعن طبيعة النظام المَلَكية، وعن انعكاسات الواقع الاستعماري على الحياة الاجتماعية والمحلية، وصولاً إلى نهاية المَلَكية عام 1953، ومن ثم استقلال البلاد. هذه وحدة تاريخية كاملة، فيها وُلدت لطيفة الزيات في الثامن من آب، وتلقت تعليمها الأساسي في المدارس الحكومية، قبل أن تحصل على إجازة في اللغة الإنكليزية عام 1946 من “جامعة القاهرة”. شهدت هذه الفترة بواكير انخراطها في الشأن العام، متأثرة بالأفكار اليسارية التي بدأت تحوز مكاناً لها ضمن خريطة المشهد السياسي، كما خاضت تجربتي: الاعتقال والزواج لأول مرة أيضاً.وبالوصول إلى عقد الخمسينيات، وما فيه من ثورات وحركات تحرر وطني قادت إلى تغيير شكل الحكم في مصر ووضعيتها السياسية، فإن هذه الأحداث تركت تأثيراتها بالمقابل على الكثير من الكتّاب والمثقفين، ومن بينهم الزيات، التي أغنت هذه النضالات تجربتها السياسية، حتى بلغت ذروتها خلال سنوات هذا العقد؛ إلا أن تأثيرها على إنتاجها الأدبي لم يظهر حتى عام 1960، وذلك عندما أصدرت أولى رواياتها “الباب المفتوح”.

في هذا العمل تروي قصة ليلى، وهي ابنة عائلة من الطبقة المتوسّطة في زمن الأربعينيات والخمسينيات، حيث نشأت في مجتمع يفرض عاداته وتقاليده عليها، وتتوزع بين أن تكون امرأة حرة لديها آراؤها وأفكارها الخاصة، وبين ما يفرضه المجتمع عليها. وفي مرحلة مبكرة من حياتها تكتشف أنها ما إن بلغت حتى لم تعد متساوية مع أخيها الذكر، كما أنها حين خاضت تجربة الحب خرجت منها بخسارات فادحة. وبهذا تقف البطلة أمام الواقع الصلب، لتفكر فيه بعقلها لا بقلبها. وتمكن ملاحظة الرموز الواقعية في أسلوب الزيات في هذا العمل، حيث الحب والوطن والحياة مفاهيم كبرى تقدَّم دفعة واحدة، ضمن ما يُعرف بـ”الوحدة العضوية”، وإن جاء التعبير عنها بصورة مباشرة.

لكنّ أعوام الستينيات، لم تكن منتعشة -كحال العقد السابق - بالآمال أو الانتصارات الوطنية، حيث وضعت نكسة 1967 حداً لكل الطموحات التي كان يتغنى بها المثقفون، على تنوع اتجاهاتهم، وكشفت عن أزمة فادحة يعيشها النظام العربي برمته حينها، وفي المقام الأول منه مصر. مع ذلك، حافظت الزيات، طيلة تلك السنوات، على موقفها التحرري، فمن جهة واصلت أعمالها الصحافية والنقدية، والتي قدمت فيها قراءات جمعت بين الخلفية الأدبية والأكاديمية (بحكم أنها نالت دكتوراه في الآداب)، والهمّ النسوي، معتبرة قضية المرأة وحريتها، مسألة ذات أولوية لتحرر المجتمع بأسره، ومن جهة أُخرى، ظلت على إيمانها بضرورة تعميق التحرر الوطني. إلا أن بوادر تغير العالم الثوري، سياسياً، بدأت تلوح في الأفق، مطلع السبعينيات، ومعها راح معجم المفردات التحررية، والذي سحبه الكتاب اليساريون إلى الأدب، يصبح أقل بريقاً. وعلى المستوى المصري تكامل هذا الأفول بانهيار الحلم الناصري، على وقع الساداتية المطبِّعة والمعترفة بالكيان الصهيوني في كامب ديفيد عام 1978. الاتفاقية التي عارضتها صاحبة “بيع وشراء”، الأمر الذي قادها، وهي ابنة ثمانية وخمسين عاماً، إلى السجن، حيث قضت فيه أشهراً عدة.  في كتابها “أوراق شخصية” (1992)، تستذكر تلك الفترة من حياتها، فتكتب: “أنا في الثامنة والخمسين، وأنا في طريقي إلى السجن: ألمح حرّيتي مكتملة في آخر الطريق، وتصالحي مع الذات بعد مشوار طويل، ولم تكن هذه الحرّية بالحرية المبذولة ولا بالحرية النهائية. يتأتى علي الآن وقد طعنت في السن، أن أعاود بالفعل الحر والهادف توكيد حريتي المرة بعد المرّة”. وكعادة كتب المذكرات، يمزج هذا العمل، بين السيرة الذاتية والملامح الروائية، حيث تعود الكاتبة إلى بيتها القديم في دمياط، وإلى تنقلاتها بين مدن ومناطق مصرية مختلفة، إثر الملاحقات الأمنية التي كانت تتعرض لها، سواء في أواخر العهد الملكي، في نهايات الأربعينيات، أو بعد ذلك بثلاثين عاماً في الحقبة الساداتية. إلى جانب ما سبق، تناولت في كتابها هذا، أحداثاً عائلية مختلفة، تُبرز ما مرت به على المستوى الشخصي. في العقدين الأخيرَين من حياتها، انشغلت الناقدة والكاتبة المصرية بالإنتاج، وأخذت تعطي الكتابة الأدبية مساحة أكبر. وإن كان في هذا دوافع شخصية عديدة، إلا أنه لا يمكن أن نغفل الأسباب العامة وراء هذا الخيار، حيث كانت السلطة قد أغلقت المجال العام، وعطّلت الحياة السياسية خلال عقدَي الثمانينيات والتسعينيات، وهنا انكفأ الكثير من المنخرطين والفاعلين السياسيين، صوب دوائر أضيق. ومن الكتب التي أنجزتها في هذه الفترة: “من صور المرأة في الروايات والقصص العربية” (1989)، وربما هو الكتاب الأبرز من بين مؤلفاتها، الذي يجمع رؤيتها الكلية كناقدة أدبية، و”صاحب البيت” (1994)، وفيه تعود إلى نموذج البطولة النسوية، من خلال شخصية “سامية”، وأجواء الاعتقال السياسي، بعد ثلاثة عقود على إنجازها البطولة الأولى مع “ليلى”.

ــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 15 آب 2023

*********************** 

آني إرنو وروزي لاغراف:

بين العلوم الاجتماعية والأدب

قد يُخَيَّل إلى البعض أن حصول كاتب ما على جائزة “نوبل للأدب” يعني أن مهمّته قد نُفِّذت، خصوصاً إذا ما كان قد تجاوز الثمانين من العمر، كما هو حال الروائية الفرنسية آني إرنو (1940)، التي حازت الجائزةَ السويدية في نسخة العام الماضي.

على أن صاحبة كتاب “العار” تُعطي الانطباع المُعاكس تماماً لهذا التصوُّر المسبَق. فهي لا تزال على نشاطها المُعتاد، إن كان في النضال ضدّ السياسات الاقتصادية الجائرة لحكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أو إلى جانب أحزاب اليسار في انتقادها لسياسات الدولة الفرنسية ضدّ الأجانب. كما أن نشاطها الكِتابي لم يعرف اختلافاً منذ فوزها.

عن “منشورات مدرسة الدراسات العُليا للعلوم الاجتماعية” في باريس، صدر حديثاً كِتابٌ بعنوان “مُحادثة”، وهو عبارة عن حوار بين الروائية الفرنسية وبين مُواطنتها وصديقتها روز ماري لاغراف، وهي عالمة اجتماع وأستاذة لسوسيولوجيا الجندر في هذه المدرسة نفسها.

ولا يُخطئ الناشر حين يُشير إلى أن محتوى الكتاب عبارةٌ عن محادثة أكثر من كونه نقاشاً أو أخذاً وردّاً، فالمؤلّفتان تتوافقان في مواقفهما من أغلب المواضيع التي تناقشانها: من النسوية إلى الكتابة، ومن الشيخوخة إلى موقع الجسد في البحث الاجتماعية والكتابة الأدبية. كما أنهما تدعوان، بالمناسبة، إلى محو الحدود بين الاشتغال البحثي والكتابة الأدبية، باعتبار الأدب أيضاً طريقة خاصة في البحث ودفع المجتمعات نحو أفقٍ أفضل من الحاضر الذي تعيشه.

وتتشارك إرنو ولاغراف تحليلاتهما التي تنتقد السياسات الليبرالية وصعود اليمين المتطرّف في الغرب، كما تشتركان في اعتقادهما بالسوسيولوجيا النقدية التي جاء بها بيير بورديو، لكنْ بعد تزويدها ببُعدٍ نسويّ تفتقده.

وتُبدي المؤلّفتان حساسية عالية تجاه القضايا الاجتماعية التي تدافعان عنها، كما يتبيّن مثلاً في قول إرنو: “لا تعاني النساءُ من الهيمنة الذكورية ولا يعشنها بالطريقة نفسها، بل تتغيّر طبيعة هذه المعاناة وفقاً لطبقتهنّ الاجتماعية ولمسألة ما إذا كان يُنظَر إليهنّ بشكل عِرقي أو لا”.

ــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 13 تموز 2023

************************

 الصفحة الحادية عشر

كامل شياع .. الحاضر بيننا

كامل شياع (54) عاماً، شهيدنا الخالد، غدرت به الايدي القذرة، خشيةً من فكره المضيء، ومواقفه الشجاعة، وحتى من منافيه العديدة، وهو يدق أبواب العالم بحثاً عن فضاء حر.

هو الطائر بأجنحة الحياة، ومصدر الضوء، في مواجهة العواصف. لم يعرف كامل شياع الانحناء لأحد، ولا القبول بالاخطاء التي تحول بين الانسان ووعيه وارادته الحرة.

كامل .. يعنينا موقفاً وفكراً وانساناً.. وهنا نكرس ثقافية اليوم لعقله النير ومنافيه العديدة، على ان نستكمل في صفحاتنا المقبلة برؤى أخرى عنه.

المحرر الثقافي

************************

كامل شياع: الجوهري بين المنفى والغربة عن البيت

المنفى والمراقبة من ثقب الباب!

ناجح المعموري

لابد من اشارة جوهرية حول العلاقة بين المنفى ، وآلية التعبير عنه وهذا لا يعني التركيز على المكان ، الذي وفد اليه المنفي لأسباب عديدة ، واهم الأسباب  الموقف السياسي المعارض للنظام الدكتاتوري وعدم القدرة على الإعلان عن كراهيته، بل على العكس اقترانه بعلاقة رومانسية متوترة بالحنين ، الوطن الذي يعني البيت ، وما ضم من افراد العائلة . ومثل هذه المشاعر فوارة وحساسة ومتوترة بالاستذكار ، والاستعادة وتخيل ما حفظته الاماكن في الوطن ، وتذكر تصورات كثيرة عن الاصدقاء وما عرف في حياته منذ الطفولة وحتى الشباب ، ولحظة لاستدارة والمغادرة هروباً وسط حشد من الوساوس والهواجس ومخاوف ترصدات شبكات الامن والمراقبة التي عاشها الكائن طويلاً ، حتى اللحظة الحلمية التي حط فيها وسط مكان لوح له بالأمان والسلام . لكن هذا لا يعني حصول نفور عن المكان المغادر ، بل العكس اشتداد الحنين والنواح عليه والذي يتخذ اشكالاً متنوعة وعديدة في التعبير عنه ، الكتابة ليوميات رسائل ، تخطيطات فنية هي شفويات التشكيل كما اطلقت عليها انا ، تسجيلات صوتية ، اغان ودندنات وهذا تمظهر متمركز في تجربة مثقف مثل كامل شياع .. الرسائل وسيلة تعبير صادقة ومركزة مثل التي ارسلها لأخيه مصطفى وتميزت بلغة هادئة ، ذات رنين شعري ، او تكاد تكون خلاصات شعرية وقد ازدحمت رسائل دفتر المنفى بها حتى كاد ان يحول تدوينات للشعر والثقافة المعنية بحوار الافكار ومناقشة الظواهر الجديدة التي عرفها في مكان غريب وجديد ، بمعنى اكتسب كامل شياع صفة المنفي “ صحيح ان كل من يحال بينه وبين العودة الى دياره هو منفي “ وكما يجد المنفى اصله في عمليات الطرد القديمة جداً . وما ان يطرد حتى يعيش المنفي حياة شاذه وبائسة موصوماً بوصمة الخارجي ..... في حين تنطوي كلمة “ المنفي “ كما ارى على لمسة من العزلة والروحانية كما قال ادوارد سعيد.

اول ما عاشه المنفي في المنفى ، هو الرصد ، والمراقبة والمعاينة ، من اجل الضبط الامني والتحقق من القبول بالمكان والتعايش فيه والتدرج في التعرف عليه واكتساب ما يساعده على التواجد .  وحتماً تهتم مؤسسات المنفى ، المسؤولة عن الحماية العامة لكل الافراد ، وترصين الحياة لتوفير كل ما هو مطلوب ويحتاجه الافراد والجماعة ، وتنشط المؤسسات المختصة بالمراقبة ، لأن قضية المعاقبة سلطة ظاهرة موجودة ، في كل مكان ، في العالم . لذا تنشأ فوارق وسط المنفي بين كل الذين حصلوا على الاقامة ولابد وان يتمكنوا من استكمال المطلوبات لكل من واحد بوصفها شروطاً ملزمة حتى يحوز على ما يساعده على البقاء . من هنا تبرز فوارق بين الموجودين وهذا ما المح له المفكر ادوارد سعيد “ المنفيون ينظرون الى غير المنفيين نظرة استياء وسخط . فهم ينتمون الى محيطهم ، كما ترى ، اما المنفي الغريب على الدوام . فما الذي يعنيه ان تولد في مكان . وان تمكث وتعيش فيه ، وان تعرف انك منه ، الى ما يقارب الابد ؟

المنفي مراقب ، مرصود ، ملاحق بعيون تقنية ، واخرى بشرية ، للتأكد من سلامة وجوده ، لأنه موضوع تحت المجهر الذي لم يعرفه عندما كان في وطنه ، لذا كتب الى ولده “ الياس “ رسالة تحت عنوان “ حين نكون في بغداد : اكتب اليك من البيت المجاور لبيتك الصغير . فأنا منذ ثلاثين شهراً اختفي هناك ... هرباً من البرد والمطر واحتجاباً عن عيون اهل لويفن الذين ملوا رؤية الاجانب بينهم . من ذلك البيت اخرج من وقت لأخر لألقاك حاملاً حقائب السفر ، متظاهراً بالقدوم من بغداد . وما هي الا ايام حتى يحين موعد سفري ، فيرشح في النفس حزن ثقيل ، واختفى من جديد ، انها لعبة مشوقة ، جربتها وانت تلعب مع اقرانك لعبة الاستغماية . اي قلق يحمل الاختباء . اي حماس يثير اعلان الظهور ؟ هذه هي لعبتي المتواصلة معك منذ ان اوهمتك بانني عائد الى بغداد . لكنها ليست اللعبة الوحيدة بيننا ، فأثناء الاختفاء لا اكف عن مراقبتك من ذلك الثقب ، فأراك وانت تسرد لي اخبار يومك او تستمع الى حكايات الجنون في بغداد / اعداد وتقديم مصطفى عبد الله / دفتر المنفى بين النزل والبيت / كامل شياع / ص105 .

ان عالم المنفي الجديد هو عالم غير منطقي وطبيعي تشبه الواقعية التي يتسم بها عالم القص والتخييل . ولقد تشدد لوكاش في نظرية الرواية ، على ان الرواية ذلك الشكل الادبي ، الذي يخلق من لاواقعية الطموح ، والاستيهام ، هي الشكل الخاص بــ “ التشرد المتعالي ... لا نجد في الملحمة اي ذلك الذي خلفه وراءه ، او خلفته وراءها الى الابد وفي حين لا نجد في الملحمة اي عالم اخر ، وانما ابرام هذا العالم فحسب ، حيث يعود اوديسيوس الى اثياكا بعد سنين من التجوال وحيث يموت اخيل لأنه لا يستطيع الفرار قدره المحتوم / ادوارد سعيد / تأملات حول المنفى / ص127 .

واضاف ادوارد سعيد يقول : والمنفي ، اذ يتشبث باختلافه مثل سلاح سيستخدم بعزيمة لايلين ، انما يلح بغيرة على حقه او حقها في رفض الانتماء ، وعادة ما يتحول هذا الى ضرب من العناد الذي يصعب تجاهله . فالتصلب والغلو والاسراف ، تلك هي الاساليب المميزة لكونك منفياً ، ... يمكن ان نرد قسطاً وافراً ، من الاهتمام المعاصر بالمنفى ، الى ذلك التصور الباهت بعض الشيء يرى ان بمقدور غير المنفى ان يشاركوا المنفيين ، منافع المنفى بوصفه موتيفا من موتيفات الافتداء ، والحال ، كما ينبغي ان نفرّ ان ثمة شيئاً من المعقولية والحقيقة في هذه الفكرة / ن . م / ص129 .

لم يكن كامل شياع سعيداً بالمنفى ، ولا راضياً لما هو فيه ، على الرغم من ان الآخر ساهم بتوفير اجواء للتأهل الثقافي والفني ، ومكنته من استكمال دراسته . لكن المنفى يظل . واعترف كامل شياع برسالة الى صديقه علي في مدينة لويفن قال له : امل ان تكون على احسن ما يرام ... منذ فترة احدها طويلة لم نتبادل حتى السلام ، ولا غرابة فالمنفى قد حول فعلاً “ بقوة سحرية غير منظورة ؟ “ الصمت الى قاعدة ذهبية للحضور واحال الكلمات الى موقع لا مكان له من الاعراب.

اننا بادئون بأعراب صمتنا / فيصل عبد الله / ن . م / ص114 .

هذا مقطع مركز ، وهو جزء من رسالة ، اختصر به كامل الموقف من المنفى ولكنه وقابل بالوجود فيه . يبدو ان رسالة كامل لصديقه علي في مدينة لويفن تشف عن مخاوف ليس كامل وحده بل الكثير من المنفيين وما قاله بالرسالة : “ امل ان تكون على احسن ما يرام “ وما يكشف عن القلق والاضطراب بسبب عدم استقرار الحياة التي يسودها القلق والخوف . فحياة كامل ــ على سبيل المثال ــ ملونة بزياراته لعديد للمدن والارتحال ، تعبير عن عدم الاستقرار ، وكلما اتسعت الجغرافيا تضخم الخوف ، وفقدان الامان . ودائماً ما يكون المنفي خارج المكان وداخل الزمان . لذا مضى وقتاً طويلاً لم يتبادل السلام مع علي واوجد تبريراً لذلك : لا غرابة فالمنفى قد تحول فعلاً قوة سحرية غير منظورة “ وتحول الصمت الى نظام ، خسر فيه الكائن المنفي الحوار مع الآخر وفي هذا تعطيل لملامح الهوية التي اعتقد العديد من المعنيين بانثربولوجيا الهوية الى انها معطى خام وخال من العناصر الدالة على الانثربولوجيا ، وان السياسية هي من يتوجب عليها التعاطي مع هذا الواقع الهووي .

الارتحال الذي يتكرر ، شكل من ثقافة العبور ، الى جغرافية جديدة ، وعلى سبيل التدليل سافر كامل الى لندن واشار لذلك برسالة جديدة الى علي “ بقيت محصوراً في مكان صغير قريباً من سكني . ولكني رأيت وجوهاً كثيرة اعرفها ... عراقاً مصغراً ، مهذباً .. مضطراً الى اللجوء الى الماضي “ الى ابو ناجي “ .

اشياء ، فرص ، ثقافية كثيرة في لندن ينبغي رؤيتها .... اول ما سأزوره هو معرض اوتوديكس الرسام البولوني . ولكن الاشياء الكثيرة قد لا تسمح احياناً برؤية شاملة او متأملة / فيصل عبد الله / ص115 . هذا المقطع من الرسالة يؤكد ما ذكرته من خصائص ثقافية وفنية صاغت شخصية كامل ، بتنوعات ومشاهدات وزيارات ، تعطي لزمنه قيمة ، تمنحه تجدداً ثقافياً واكرر ما قلت حول كامل اذا اردنا وصفه مثقفاً نموذجياً ، فما ذكره في رسالته عن رحلته الى لندن نعدها ، دالاً على تميزه وحيازته ، على سيرورة . لكن كثيراً من المثقفين العراقيين الذين عاشوا بالمنافي حافظوا على تجاربهم الادبية في الشعر والسرد وحوارها لكن عنايتهم الثقافية والفلسفية وتعددات المناهج ظلت محدودة.

**********************

كامل شياع: الفضيلة هي المعرفة

نحو بناء الدولة الوطنية

د. رهبة أسودي حسين

غالباً ما تطرق أذهاننا عند ذكرأسم كامل شياع دعوة أفلاطون (الفضيلة هي المعرفة) أن خيراً موضوعياً يمكن معرفته والوصول إليه بالفحص العقلي أو المنطقي أكثر مما هو بالبداهة أو الحدس، فالفرد الذي تتوفر له المعرفة، ينبغي أن يتمكن من الاستحواذ على سلطة نافذة في الحكومة وأن يكون مؤهله الوحيد لتلك السلطة هو المعرفة. لقد أولى كامل شياع لموضوع المعرفة أهمية حيث تتصدر جميع أطروحاته أدوار وفئات المثقفين ضمن الواقع السياسي والإجتماعي للعراق .

دور الثقافة: يجد كامل شياع أن السلطة الشمولية مارست طيلة مدة السنوات الـ35 من حكم الحزب الواحد دورين: تضليل الوعي وتشويهه. فالكتاب والفنانون والنقاد الذين خالفوا مسلمات وشروط السلطة السابقة واجهوا مشاكل حقيقية فاختاروا الصمت أو الهجرة فالخطورة كانت تأتي من التسييس القسري للحقل الثقافي وتوظيفه لصالح أيديولوجية السلطة، مما أدى إلى فقدان الخصائص الأساسية للثقافة  وهي الإبداع والمخالفة والاجتهاد.

والثقافة بوصفها مجموع النتاجات الفكرية والعلمية والفنية هي التي تصنع شخصية الشعب. فالمواطن العراقي الذي يمتلك حداً معقولاً من المعرفة بواقع مجتمعه وتاريخه مثلاً، يجد جزءاً أساسياً من ذاكرته التاريخية المعاصرة مجسدة في نصب كنصب الحرية للفنان جواد سليم، ان ما تفعله الثقافة في الواقع هو إيجاد فرص للتماهي بين الفرد ومجتمعه، ومن ثم صناعة ذاكرة مشتركة وهوية تجمع الشعب ضمن زمان ومكان فعليين أو رمزيين، وضمن فضاء تخيلي للواقع والتاريخ.

الواقع العراقي والوعي الماضوي: ماذا كان انطباع كامل شياع عن العراق بعد غياب دام  (25) عاما وعودته إلى بغداد؟

يذكر شياع عن عودته للعراق (عدت إليه فوجدته يمضي في متاهة تاريخية، لا يمكنها أن تكون إلا مؤقتة. وأنا أحد شهودها: أعيش تذبذباتها، أراقب تقلباتها، أتفاعل مع تفاصيلها، وأثير أسئلة حولها، وأراجع قناعات بشأنها، وأكوّن أحكاماً عنها. أنني منغمر بتجربة غيـّرت حساسيتي إزاء كل ما يحيط بي. فما عادت تستوقفني كثيراً الأفكار المسبقة والمقارنات الجاهزة والرغبات التي تعظ بما ينبغي أن تكون عليه حالة الأشياء).

ويقول متأملا حالة العراق أيضاً (أجدني أقرب على رأي من يعد المفاجآت تأتي من الماضي لا من المستقبل. والماضي الذي أقصده هو الذاكرة الجمعية حين تنقلب على نفسها فتكون سبباً للفرقة والتنازع ومسوغاً للانغلاق على الذات والريبة بالآخر هذا ما صرنا نلمسه في العراق المنجرف بتيار اللاوعي السابح فوق حركة التاريخ وأحواله المتقلبة، محرضاً ولاءات “ طبيعية” تستثمرها أحزاب وحركات وتكتلات سياسية محولة التضامن إلى أرضية للنزاع).

أن الماضي المستعاد جعل من العراق، الوطن والتاريخ والشعب، ضحيته الأولى، ونازع إلى إحداث قطيعة أعمق ليس فقط مع (فكرة الحزب الواحد والقائد المخلص والرسالة الخالدة) ، بل مع إرثنا الثقيل من الفكر الاستبدادي المتراكم من عصور غابرة.في إثارتها للفتنة والبلبلة تعادل الذاكرة نسيان التاريخ. لهذا، فلا ذاكرة الجلاد الناكر لمسؤوليته، ولا ذاكرة الضحية الناطقة بمظلوميتها تعيننا على تلمس الحقيقة.

فقد عاد الى بغداد وهي وكما يقول: الموت في مدينة كبغداد يسعى إلى الناس مع كل خطوة يخطونها، فيما تتواصل الحياة مذعورة منه أحياناً، ولا مبالية إزاءه في أغلب الأحيان. ما أكثر لافتات الموت السود في المدينة؟ كمْ من الناس واسيت بفقدان أب أو إبن أو أخ أو قريب؟ كمْ مرة قصدت مجالس التأبين معزياً؟ كمْ مرة وجدت نفسي عاجزاً عن إظهار تعاطفي مع ذوي الضحايا البريئة المجهولة لي؟ كمْ بكيت في سري حزناً على مشاهد الدماء المسفوكة في كل مكان؟ بعد هذا الانغمار المكثف في وقائع الموت وأخباره، يسألني البعض أحياناً، ألا تخاف من الموت؟ فأجيب، أنا الوافد أخيراً إلى دوامة العنف المستشري، أعلم أنني قد أكون هدفاً لقتلة لا أعرفهم ولا أظنهم يبغون ثأراً شخصياً مني، وأعلم أنني أخشى بغريزتي الإنسانية لحظة الموت حين تأتي بالطريقة الشنيعة التي تأتي بها.

إن نتائج سيادة الوعي الماضوي  يتمثل في النقاط الآتية:

1.حضور الماضي وهيمنته الكاملة على نواحي  الذاكرة الجمعية فيكون سبباً للفرقة والتنازع ومسوغاً للانغلاق على الذات والريبة بالآخر ورفضه.فتقود هذه الأوضاع إلى استثمارها من قبل أحزاب وحركات وتكتلات سياسية لخلق أرضية للنزاع تكون الهيمنة التامة لهذه (الأحزاب والتكتلات السياسية )على جميع اوجه الصراع.

2.الرفض العام للأوضاع التي تفرضها المتغيرات (السياسية) والتمسك بخيارات الماضي بصيغة صلبة لا تقبل قبول الأخر، والتي تقود إلى انعدام تطبيق وسائل أحكام الدستور (سيادة حكم القانون) و(التبادل السلمي للسلطة) و (الانتخابات هي الوسيلة الديمقراطية لإسناد السلطة ).

  1. يادة لغة العنف وجعل العراق ساحة للصراع نتيجة التمسك بالهويات الدينية والطائفية والإثنية ، والتمسك بالخطاب السياسي حيث يعمد إلى إجترار عذابات الضحية، وإستغلال الرضوض النفسية التي تستفز الأحياء أو تخطف منهم وعيهم.

دورالمثقف: يجد كامل شياع ان دور المثقف يتبلور في مواجهة العنف والتبشير بقيم السلام والتسامح وهذه مهمة لا  تنفصل عن ممارسة المثقف لدوره كمنتج ومبدع للقيم، فتكون مهمة المثقف في هذه الظروف التي يمر بها العراق توحي بدور تعبوي، قد لا يكون بالضرورة من أولويات ممارسته لوظيفته الإبداعية والفكرية، وفي هذه الحال فان رجال الإعلام والسياسة إذا ما صنفوا في خانة المثقفين يضطلعون بدور أكثر فاعلية، أو على الأقل أكثر مباشرة في التصدي لمهمة يومية، كمواجهة العنف والإرهاب والتعصب والصراعات على الهوية الطائفية وحتى الدينية. من خلال النقاط الآتية:

  1. جعل الصراع يدور في أطارالمسألة الوطنية... صراع حول ماهية المجتمع السياسي الذي ينبغي إقامته، ومستقبل الدولة الوطنية، وعلاقة الأطراف بالمركز، ومفهوم السلطة والمواطنة، والحقوق والحريات ، وتنظيمها بقانون وهي:

أولا: حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.

ثانياً: حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر.

ثالثاً: حرية الإجتماع والتظاهر السلمي.                    

2.الايمان ليس هناك في العراق بديل أفضل من الشراكة لإعادة بناء الدولة الوطنية المتعددة ثقافياً وأثنياً، وليس هناك بديل عن تقييد التسييس المنفلت للهويات الفرعية. فالهوية الوطنية، والحالة هذه، تستلزم تعزيز عملية الدولنة، أي تمكين الدولة من إحتواء مجتمع متعدد الهويات والأعراق، وتحديث الولاءات التقليدية الثقافية والأثنية. وهذا يعني إرساؤها على ثقافة سياسية مدنية مصدرها الإنسان كوجود وقيمة، وحقوق الجماعات المختلفة، ثقافة تعاقد وتعايش تتسع للتنوع والخصوصيات المحلية.

  1. الأبتعاد عن مغالطة إسقاط سياق على آخر، حيث تؤخذ الديمقراطية كوصفة جاهزة قابلة للتصدير. لا يكفي مثلاً أن تتوفر حكومة منتخبة، ومجتمع مدني ناشط وشركات متعددة الجنسيات لقيام نظام ديمقراطي. وتجارب “الهندسة الإجتماعية” من هذا النوع لا تأتي إلا بنتائج عكسية على المجتمع وعلى المشاريع “الثورية” لدمقرطته. وليس سوى عقلية براغماتية سطحية، كالتي تتبناها الإدارة الأمريكية، بوسعها الاطمئنان إلى أن نشر الديمقراطية سيخدم غاية أبعد منها كمكافحة الإرهاب. والأرجح أن المعركتين ستنتهيان بالخسارة.

ولو كانت الديمقراطية هي المرغوبة بذاتها لاقتضى الأمر تهيئة شروط تحققها.

  1. إن الديمقراطية والمواطنة تستوعب الآخر ولا تقصيه فتكون قابلة للاتساع دائماً، كذلك هي الهوية. فهي، وفق هذا التصور، حصيلة شبكة علاقات فعلية، وأفق يفضي إلى ما هو غير متحقق بعد. إنها إقامة في العالم تنبذ كل ما هو حصري ومقيِّد، وغاية لا تبلغ ذاتها، ومشروع متجدد يعيد فهم الماضي ويتجاوزه مرة تلو الأخرى. هكذا هي الهوية: بداية دائمة وجدل لا ينقطع. وهكذا ينبغي لها أن تتجسد في العراق اليوم كي تطلق صراع الواحد والكثرة، وتعيد تشكيلنا ككائنات سياسية وكذوات ثقافية.

نحن إذن أمام دعوة كامل شياع وهي (النسيان وإعادة البناء المعرفي- الثقافي) حيث تقع  هذه المسؤولية على عاتق المثقف ، فهذه الدعوة تلتقي مع أفكار بول ريكور في كتابه ( الذاكرة ، التاريخ ، النسيان) الذي تمثلت في صورعديدة منها (العفو العام) الذي يُنهي فوضى سياسية خطيرة تؤثر في السلم الأهلي – الحرب الأهلية ، الفترات الثورية ، التغيرات العنيفة للأنظمة السياسية ، فهو نسيان ماضي قام حوله المنع والابتعاد عن (التذكير بالمساوئ”المصائب”) ونسيان الشقاق والخلاف .والانتقال إلى مرحلة (الغفران) بين قطبي (الذنب والغفران) عبر مسيرة الغفران التي تطول وتتطلب خطوات كثيرة و واثقة مع الايمان ان النسيان هو قوي بقدر ما هو قوي نسيان المحو.

***********************

 الصفحة الثانية عشر

في ذكرى استشهاده الخامسة عشرة

سلاما شهيد الثقافة العراقية كامل شياع

رائد فهمي

لم ينحصر مشروع الآيادي الآثمة، ومن كان يقف وراءها، في اغتيال  شخص الرفيق كامل شياع ، وانما ذهبت مرامي الجريمة الشنيعة الى أكثر من ذلك، مستهدفة المشروع الثقافي المنتج الذي كان الشهيد يعمل لتحقيقه، من خلال موقعه كمستشار في وزارة الثقافة،  باندفاع واخلاص ونكران ذات، وبكفاءة ثقافية وإدارية يشهد له بها الجميع، بمن فيهم من يخالفه الرأي.

وللأسف كان القتلة مصيبين في تشخيصهم الدور المحوري للشهيد كامل في حمل المشروع الثقافي التنويري ونشره، وكسب اوسع الاسناد له في الوسط الثقافي وعلى الصعيد المجتمعي بشكل أعم. ومع رحيله المفجع لم يعد  لوزارة الثقافة، بوزرائها المتعاقبين منذ عقد ونصف العقد، مشروع ثقافي محدد الملامح تهتدي به.

خمسة عشر عاما مضت على الجريمة، ولا يزال القتلة طلقاء يعبثون بالعراق، ولا تزال نتائج التحقيق بالاغتيال الفاجع حبيسة وراء جدران المؤسسات الأمنية، تحرسها لجان التحقيق الوهمية.

وإذْ نستذكر استشهاده نقول أن كامل شياع يظل حاضرا بيننا، محاطا بفيض المحبة في نفوس اهله ورفاقه وزملائه واصدقائه والجمهور الاوسع الذي اطلع على افكاره وإنجازه وسيرته.

وهذا الاستذكار تأكيد في الوقت عينه وتجديد للعزم على المضي قدما، على طريق  النهوض بالواقع الثقافي العراقي وتنشيطه، واشاعته كرافعة رئيسة لتقدم المجتمع وازدهاره.

********************** 

يوميات

  • يعقد المنتدى العمالي الثقافي هذا اليوم الخميس، ندوة حول “قانون الانتخابات وطبيعة القوى المشاركة فيها”، يتحدث فيها القاضي هادي عزيز.

تبدأ الندوة في الساعة 5 عصرا على قاعة المنتدى في الكرادة ساحة الواثق – مقابل مستشفى العيون.

  • منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، يعقد بعد غد السبت ندوة فكرية بعنوان “التفكير النقدي لهادي العلوي”، يتحدث فيها الباحث ميثم الحربي ويديرها السيد سعدون هليل.

تبدأ الندوة عند الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

  • ينظم “مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية”، بعد غد السبت، ندوة حوارية بعنوان “قانون المجلس الاتحادي استحقاق دستوري ومطلب للتوازن التشريعي”.

تقدم في الندوة ورقة نقاشية حول مسودة القانون المطروحة في مجلس النواب، وذلك بحضور نخبة من الاختصاصيين والباحثين والمتابعين لتشكيل المجلس الاتحادي.

تبدأ الندوة في الساعة 6 مساء على قاعة جمعية المهندسين العراقيين في حي النضال المحلة 103 – شارع 30 – مبنى 5.

********************** 

شيوعيو الثورة يتفقدون الرفيق جبار محيسن

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة (الصدر)، اخيرا، الرفيق جبار محيسن (أبو حيدر) في منزله، وذلك للاطمئنان عليه بعد تعرضه لوعكة صحية ألزمته الفراش.

وتمنى الوفد للرفيق أبو حيدر الصحة والسلامة، ونقل إليه تحيات رفاقه وتمنياتهم له بالشفاء العاجل.

من جانب آخر، زار شيوعيو الثورة الرفيق أبو بغداد في منزله، ليقدموا له التعازي بوفاة أخيه.

**********************

في «ملتقى جيكور» البصري

جلسة حول التغيّرات المناخية

 البصرة – طريق الشعب

ضيّف “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، أول أمس الثلاثاء، الخبير البيئي المهندس حيدر إبراهيم حسن، الذي تحدث عن التغيرات المناخية  في جلسة حضرها جمع من المثقفين.

وقبيل انطلاق الجلسة التي التأمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، قدم الكاتب باسم محمد حسين فقرته الأسبوعية المعتادة “خارج الموضوع”، وهذه المرة عرض فيلما قصيرا عن بيل غيتس، مالك شركة مايكروسوفت.

بعد ذلك، قدم مدير الجلسة د. يسر الفرطوسي نبذة عن سيرتي الضيف الذاتية والمهنية، مع لمحة من موضوع الجلسة.

ثم تحدث الضيف، بشيء من التفصيل، عن التغيرات المناخية وتأثيرها، معززا حديثه بصور تنقل جوانب من الأوضاع البيئية في العراق والعالم، وما تعانيه البيئة اليوم من تجاوزات ضارة بفعل الصناعات التعدينية والكيمياوية وعمليات استخراج النفط، والتي تنتج عنها انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى ضارة.

وفيما حدد جملة من الإجراءات الواجب تنفيذها لتحسين البيئة العراقية. تطرق إلى نشاطاته في وزارة البيئة سابقا، وهيئة البيئة حاليا.

وكانت للمهندس المعماري ومخطط المدن د. هاشم عبود الموسوي، مداخلة تناول فيها التصاميم الهندسية الحديثة في البناء.

***********************

فلاح زكي:

انفتاح السينما والتلفزيون العراقيين على التكنولوجيا

متابعة – طريق الشعب

رأى المخرج العراقي المغترب فلاح زكي، أن هناك تغيرات وقفزات متسارعة وانفتاحا على التكنولوجيا في صناعة السينما والتلفزيون في العراق. فيما كشف عن فوز فيلمه “الملائكة تبكي” بالجائزة الأولى للأفلام القصيرة في مهرجان بطرسبورغ السينمائي.

وفي حديث صحفي، ألقى زكي الضوء على نشاطاته الفنية. وقال أنه “لا جدوى من الكفاءات الفنية التي لا تخدم بلدها”، لافتاً إلى أنه لم يتوقف عند حدود دراسته الأكاديمية، بل واكب التطورات الميدانية.

وأشار إلى أنه جاء من محل إقامته في الولايات المتحدة إلى بلده العراق، من أجل تقديم مشاريع درامية لمجموعة من الشركات الوطنية.

زكي الذي درس الإخراج في جامعات أمريكية، ذكر أن مسلسل “بيوت أهلنا”، كان آخر عمل أخرجه في العراق قبل مغادرته إلى أمريكا مجددا عام 2006، موضحا أنه قبل ذلك قدم 43 مسلسلا وتمثيلية تلفزيونية، إضافة إلى عشرات الأفلام التسجيلية والوثائقية.

وعن فيلمه “الملائكة تبكي” الفائز في مهرجان بطرسبورغ، قال أنه يتحدث عن معاناة أطفال العراق، وكان قد أخرجه لصالح قناة “ZDF” الألمانية.

********************** 

يعملون ليلا بسبب الحرارة

متطوعون يزينون مدارس البصرة بالرسوم

متابعة – طريق الشعب

يقوم فريق متطوع من الرسامين الشباب في مدينة البصرة، بتزيين جدران مدارس المدينة بالرسوم التوعوية الهادفة.

ويضم الفريق الذي يطلق على نفسه “ستوديو الغدير” للفنون الجميلة، نحو 62 فنانا متطوعا من كلا الجنسين وبأعمار مختلفة.

وبسبب ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، يضطر هؤلاء الشباب إلى انتظار غروب الشمس كي يزاولوا عملهم.

تقول الرسامة ابتسام عطية، وهي من أعضاء الفريق، أن التغير المناخي أثر على مجمل الحياة، وانهم كفنانين بحاجة إلى جو ملائم للرسم، كي لا تتأثر ألوانهم، مبينة في حديث صحفي انهم اختاروا الفترة المسائية للرسم، من أجل الحفاظ على الألوان من الجفاف.

 وتنوّه الرسامة إلى أن مبادرتهم تهدف إلى تجميل البصرة، مؤكدة أن رسومهم توعوية هادفة، وتشمل القضايا الصحية والبيئية ومجالات أخرى.

 من جانبه، يقول عضو الفريق الرسام حسين النجار، أن حرارة الجو أثرت في تفاصيل الحياة اليومية، خاصة في مدينة البصرة التي تتصدر البلاد في ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى أن “صراع المتطوعين، وغالبيتهم من الاناث، مع لهيب البصرة ليس سهلا، لكنهم يمضون بإصرار لإنجاز مشروعهم قبل بدء العام الدراسي”.

*********************** 

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • د. عامر عبد الرزاق مطر 1000 باون بريطاني.
  • محسن الخفاجي (للمرة الثالثة) ١5٠ ألف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

************************ 

أما بعد..

«موسوعة العراق المصورة» توثيق جمالي أمين

منى سعيد

كنوز صورية باذخة الجمال وبتوثيق أمين تقدمها بسخاء شبكة الإعلام العراقي ضمن مشروع ثقافي كبير يحمل عنوان “موسوعة العراق المصورة” ، أصدرت منه أولا كتاب ضخم بثلاثة  مجلدات بواقع 630 صفحة وثَّقت  فيه اغلب الآثار الموجودة في المتحف العراقي ، بإشراف من الدكتور نبيل جاسم رئيس شبكة الإعلام العراقي، وبتصميم راق من قبل الفنان والباحث الدكتور فلاح حسن الخطاط، وبطباعة فاخرة لمطابع الشبكة ، وهاهي اليوم تصدر كتابها الثاني بعنوان “ فؤاد شاكر – ذاكرة مدينة” بواقع 160 صفحة بتصميم الفنان نفسه وبمطابع الشبكة أيضا.

دونما تزييف أو تمويه استبطن الفنان فؤاد شاكر دواخل بغداد الحقيقية،  غاص في شرايينها  مسطرا عنها قصائد بالظل والضوء ستبقى معلقات نفيسة خالدة تقص حكايا الإنسان  وكده في الأرض سعيا لكسب لقمة العيش بشرف وأمانة.. تكتنز كل لقطة منها معاني عن زمن يهمس بمكامن النفوس مرة ويصرخ مرات بآلام الفقر وضنك العيش.

مثل من يخطط لجمع عوالم مهمَّشة عاش معها وبينها وثَّق كل لحظة منها كمهندس بارع بوعي ثقافي متقدم ، التقط يوميات الناس  البسطاء في المقاهي و المطاعم الشعبية راصدا حميميتهم في احتضان بعضهم وآمالهم في مستقبل مضيء أفضل دونما انكسار.

لقطات تعني مجلدات من السرد البصري الدقيق لدواخل المدينة  تروي حكايات وأساطير مخفية تفتضح أحيانا في نظرات انتظار ويأس وتأمل واسترسال ..

صوَّر شخصيات معروفة مانحا إياها تصوراته هو دون غيره ، مثل لقطة الكبيرين حسين علي محفوظ وعلي الوردي في مقهى شعبي متكئين على عصايتها وكأنهما يسترجعان زمن مضى وضع بصماته على جسديهما الهرمين..وبالعكس منهما لقطة للفنان طالب مكي بأناقة تامة وبابتسامة مرحة توائمت مع شعاع ضوء نافذة خلفية، لقطة للدكتور خزعل الماجدي في شبابه مبتسما متألقا آملاً بمستقبل أفضل غافلا عن خفايا سنوات غربة وفقدان، الفنانة إقبال نعيم في لقطة جمعت بين أنوثة عذبة وبراءة بيضاء ناصعة..

ومثل صياد ماهر يعرف متى وأين يرمي شباكه اختلس فؤاد شاكر مشاهد تبدو بديهية واقعية بحتة لكنه منحها من عنده رؤية ماورائية تجعلنا ندقق في تفاصيلها مرات ومرات ، مثل مشاهد الأزقة القديمة التي بدت وكأنها ولدت للتو، شارع الرشيد في زهوه قبل أن تطعنه الشيخوخة ويذله الدخلاء ، عباءة شابة يافعة ، يشماغ رجل مسن ، صاية رجل كهل ، احتفال بهيج  بابتسامات طفولة بكر بل ولكأننا نسمع منها كركرات صاخبة رغم بؤس العيش،وفي انتصار مبين للحياة .

 توثيق لحرف قبل أن يلفها النسيان ويسحقها الزمن مثل بائع الكتب على الرصيف، خياط الاطارات، العتاكة، العربنجي ، حداد المناجل، بيّاعة الخردة ،الرَّواف ، القندرجي ، بائع النفط ، الحمّال، بائع الخواتم، خزّاف الحِبوب والطبول.. لقطات تعيد ذاكرتنا بصياغة جمالية مبتكرة وبحنين طاغ لزمن مضى وإن كان مرا قاسيا.