الصفحة الأولى

السوداني يطلق الوعود ومراقبون يشككون.. أحاديث حكومية متناقضة بشأن إنهاء أزمة الكهرباء

بغداد ـ طريق الشعب

يشكل ملف الكهرباء واحدا من أبرز الملفات تعقيدا وغموضا لدى الحكومات العراقية المتعاقبة، حتى بات العراقيون يسخرون من أية وعود تطلق ضمن هذا الاطار. وبين التعهد بإنهاء الازمة خلال عامين او ثلاث وبين تشكيك المراقبين والخبراء في ذلك، يكتوي الناس بلهيب تموز وجشع أصحاب المولدات الاهلية.

تناقض حكومي

ومع اعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عودة تدفق واردات الغاز الإيراني، وتحسين ساعات تجهيز الكهرباء للمواطنين، من خلال قبول طهران بمقايضة الغاز بالنفط الخام أو الأسود.

ووعد السوداني خلال حديثه الصحفي، الذي نقله التلفزيون الرسمي مساء الثلاثاء، بالاستغناء عن الغاز المستورد خلال سنتين أو ثلاث بعد إنجاز الحلول المتوسطة المدى، والتي ستوفر ـ عبر عقود استثمار الغاز ـ 600 مليون متر مكعب قياسي من الغاز.

لكن المتحدث باسم وزارة الكهرباء له رأي آخر، إذ يعتقد أن «عقد شركة توتال للاستثمار في الغاز سيسهم في تقليل الاعتماد على الغاز الإيراني، لكنه لن يساعد على الاستغناء عنه بشكل تام».

وقال موسى في تصريح صحفي، إن «العقد الجديد المبرم مع الشركة الفرنسية سيوفر نحو ثلث كمية الغاز المستورد من إيران، وعلى الرغم من الفائدة الاستراتيجية، إلا أن اكتفاء العراق ذاتيًا من الغاز يتطلب إنشاء محطات استقبال على الخليج لتنويع مصادر الغاز من غير إيران».

وأضاف أن «العقد سينفذ على مرحلتين؛ إذ تتطلب المرحلة الأولى 3 سنوات، والثانية تنتهي بعد 5 سنوات». ويبدو هذا الطرح مناقضا لحديث السوداني، الذي وعد بحل الازمة خلال سنتين.

انسيابية تدفق الغاز

وفي السياق، اوضحت وزارة النفط، اول امس الثلاثاء، بان مقايضة الغاز بالنفط الاسود مع ايران سيتم وفق الاسعار العالمية. وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد ان «الاتفاق مع إيران على مقايضة الغاز الإيراني بالنفط الأسود العراقي يمثل أحد أهم الحلول التي لجأت لها الحكومة ومجلس الوزراء لتسديد مستحقات الغاز المورد، وان الاتفاق سيضمن انسيابية تدفق الغاز المورد وينهي التعثر السابق بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وتم بموجبه الاتفاق على آلية التجهيز والتسعيرة المعتمدة في الأسواق النفطية».

واضاف جهاد، ان «الوزارة أبدت استعدادها لتنفيذ توجيهات رئيس الوزراء لضمان استمرار تدفقات الغاز بانسيابية»، مبيناً ان «وزير النفط عقد اجتماعا فورياً واتصالات مع الوكلاء والمديرين المعنيين ووجه بالإسراع بتنفيذ التوجيهات التي صدرت عن مجلس الوزراء».

*****************************************************************************

رائد فهمي يستقبل سكرتير الحركة الديمقراطية الآشورية

بغداد – طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، امس الأربعاء، سكرتير الحركة الديمقراطية الآشورية يعقوب كوركيس والوفد المرافق له، في مقر الحزب بساحة الاندلس.

وتباحث الجانبان في مستجدات الأوضاع على الساحة السياسية والأزمات التي يعاني منها العراق.

ونقل الوفد الزائر معاناة الأقليات وما يتعرض له المسيحيون، لا سيما بعد المرسوم الجمهوري بشأن أوقاف المسيحيين في العراق.

واكد الوفد على العلاقات الوطنية التي تربط الحركة بالحزب الشيوعي العراقي والنضالات المشتركة التي خاضها الحزبان في مقارعة النظام الدكتاتوري.

من جانبه، أكد الرفيق رائد فهمي، انه يجب التعامل مع التنوع في العراق باعتزاز، كونه ثراءً حضاريا يحافظ على هوية البلد.

وشدد الجانبان على المواقف المشتركة في رفض نهج المحاصصة والفساد، وضرورة توحيد الجهود نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والدفاع عن مشروع التغيير الشامل.

وتأتي الزيارة ضمن سلسلة من اللقاءات التي تقوم بها الحركة للتعريف بقيادتها المنتخبة الجديدة من قبل المؤتمر العاشر للحركة. وضم الوفد فضلا عن السكرتير، السادة روميل موشي ايشو ونينب يوسف توما عضوي المكتب السياسي للحركة، والسيد اثرا منصور كادو مسؤول فرع بغداد والسيدة وايليت كوركيس بنيامين عضوة مكتب العلاقات العامة.

وحضر اللقاء إلى جانب الرفيق رائد فهمي الرفيقان انتصار الميالي ومحمود سعدون عضوا اللجنة المركزية للحزب.

***************************************************************

أحزاب مسيحية: سحب المرسوم الجمهوري عن ساكو رسالة غير مطمئنة

بغداد – طريق الشعب

اصدرت خمسة احزاب مسيحية بياناً طالبت فيه بسحب المرسوم الجمهوري رقم 31 الذي اصدره رئيس الجمهورية، اخيراً. وذكر بيان تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، ان “الاحزاب تلقت المرسوم الجمهوري رقم (۳۱) الذي اصدره فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف رشيد وبموجبه سحب المرسوم (١٤٧) والذي كان قد اصدره الرئيس الأسبق المرحوم جلال الطالباني في العاشر من تموز ۲۰۱۳ والخاص بتعيين غبطة الكاردينال روفائيل لويس ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم ومتوليا على أوقافها”.  واكدت الاحزاب وهي: الحركة الديمقراطية الاشورية، المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، اتحاد بيث نهرين الوطني، حزب ابناء النهرين، الحزب الوطني الاشوري على وقوفهم مع غبطة البطريرك ومرجعتيه الدينية ومكانته الوطنية كمؤسسة دينية تمثل جزءا مهما من مكونات المجتمع العراقي. واعتبر البيان المشترك، أن “المرسوم الجمهوري رسالة غير مطمئنة للمكون المسيحي الكلداني السرياني الاشوري، وتترتب عليه تداعيات سلبية تضاف الى ما تعرض له هذا المكون من استهداف مباشر: تهجير وقتل رجال الدين والمدنيين، خطف، تفجير الكنائس، والتغيير الديموغرافي في مناطقه التاريخية في سهل نينوى وغيرها”. وحذر البيان من “اعتبار المرسوم ضوءا اخضر سيؤدي الى المزيد من الاستهداف ضد المكون، وعلى مستويات مختلفة مجتمعية ورسمية وكذلك سيسمح بالتلاعب بأوقاف الكنيسة من قبل جهات متنفذة وفاسدة لها اطماعها الواضحة في ما تمتلكه الكنائس من اوقاف باتت بعد ابتلاع عقارات المسيحيين في بغداد ومحافظات عدة تعرضت هي الاخرى للاستيلاء عليها بطرق ملتوية وغير قانونية”. وطالبت الاحزاب الموقعة على البيان، بسحب المرسوم الجمهوري، واصدار مراسيم اخرى يولي من خلالها رؤساء الطوائف المسيحية المتبقية والتي لم يصدر لها مرسوم جمهوري، وحيث سيكون ذلك بمثابة رسالة طمأنة للمكون المسيحي في العراق من قبل رئيس الجمهورية حامي الدستور والشعب.

**************************************************************

راصد الطريق.. تركيا تتحدى .. وحكومتنا تتعثر

تقول وزارة الموارد المائية بلسان المتحدث باسمها أن الحكومة العراقية تولي ملف المياه أهمية خاصة، فهو يتصدر اهتماماتها ولذا نقلته من الصعيد الفني إلى الصعيد السيادي. وكشفت عن زيارة قريبة لوفد عراقي عالي المستوى يضم مسؤولين وخبراء ومستشارين الى انقرة للتباحث حول إطلاقات مائية محددة وثابتة لنهري دجلة والفرات.

وفي الوقت الذي يحذر العالم فيه من آثار الجفاف الكارثية على بلادنا، تبقى  الحكومة تتعثر في دفاعها عن الحقوق العراقية في المياه، وتفشل في احراز تقدم. خاصة مع عدم احراز الوفد الذي ذهب للتفاوض مع تركيا بداية الشهر الحالي نتائج ملموسة، اضافة للوعود التي أطلقها الجانب التركي ولم ينفذها على حد علمنا.

لقد شكلت دجلة والفرات على الدوام شريانين رئيسيين للحياة في وادي الرافدين، وعاملا في استقرار سكانه. لكن الحفاظ على الحقوق العراقية في مياههما يتطلب جهدا دائبا متفانيا ودفاعا مستميتا، يعجز عنهما المتنفذون.

وكم من الوسائل يمكن استخدامه لإجبار تركيا على إطلاق المياه، لولا ضعف القرار الوطني العراقي وتصاعد ادوار الهويات الفرعية، اللذين حفزا دول الجوار على التسابق لسلب حقوق بلدنا وشعبنا دون وجه حق.

**************************************************************

الصفحة الثانية

المحكمة الاتحادية تصدر أمراً ولائياً بإيقاف بعض مواد الموازنة

بغداد ـ طريق الشعب

أصدرت المحكمة الاتحادية العليا، أمس الأربعاء، امرا ولائيا بإيقاف بعض مواد قانون الموازنة.

وقالت المحكمة في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية، وطالعته “طريق الشعب”، انها “اصدرت امر ولائي بالعدد (153 / اتحادية / امر ولائي /2023) بتاريخ 12 /7 /2023 تضمن ايقاف تنفيذ المواد الآتية: المادة ((28/ رابعاً: أ-  ب ) و (57/ أولاً -‌ج) و (65/ ثانياً) و (70/ ثانياً) و(71) و(75) من قانون رقم (13) لسنة 2023 (الموازنة العامة الاتحادية لجمهورية العراق للسنوات المالية (2023 – 2024 – 2025) لحين البت بالدعوى الدستورية المقامة أمام هذه المحكمة للطعن بدستوريتها المسجلة بالعدد (153/اتحادية/2023)”.

وكان المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح، قال أنه “يبتدأ دخول الموازنة العامة الاتحادية للسنوات الثلاث 2023 - 2025 حيز التنفيذ عملياً منذ نشر القانون المذكور في الجريدة الرسمية لجمهورية العراق، ولكن هناك ثمة عاملين مؤثرين في البدء بالتنفيذ فوراً وهما: الاول، أن تصدر وزارتي المالية والتخطيط تعليمات تنفيذ قانون الموازنة العامة للسنة المالية الحالية والتي ستمتد حتى العام 2025 من جانب. ومن جانب اخر ينصرف الى موضوع قد تنتظر الحكومة من خلاله حل اشكالية الفقرات التي جرى الطعن فيها لدى المحكمة الاتحادية والتي تتعلق بالمواد التي اضافها مجلس النواب على مسودة مشروع قانون الموازنة والمصادق عليه سابقا من مجلس الوزراء والمقدم الى البرلمان للتشريع”.

 **********************************************************

حملة الشهادات العليا يحتجون وسط بغداد للمطالبة بتنفيذ وعود التعيين.. القوات الأمنية تفض اعتصام واسط بالقوة

بغداد ـ طريق الشعب

فضت القوات الأمنية، الثلاثاء، محاولة للاعتصام نظمها متظاهرو أقضية ونواحي واسط، أمام محطة كهرباء الزبيدية الحرارية.

وتوجه حملة الشهادات العليا إلى موقع محطة الزبيدية الحرارية للاعتصام أمام أبوابها، للضغط من أجل إعطاء محافظة واسط حصتها العادلة من الكهرباء.

ونقلت سرادق وماء وتجهيزات بسيطة من أجل الاعتصام، إلا أن القوات الأمنية قامت بفتح المياه على المعتصمين، كما تم اعتقال عدد منهم، وفض الاعتصام بالقوة من قبل القوات الأمنية.

ونظم حملة الشهادات العليا وقفة احتجاجية أمام مجلس الخدمة الاتحادية في منطقة العلاوي وسط العاصمة بغداد، مطالبين بإطلاق فوري لاستمارة التعيين للوجبة الثانية وإعادة هيكلة الدرجات الفائضة.

وتجمع المئات من المتظاهرين أمام مقر المجلس، حاملين لافتات تنتقد تأخر إجراءات التعيين.

المتظاهر محمد جبار أكد ان هذه الوقفة الاحتجاجية جاءت بعد أشهر من الترقب والانتظار، حيث لم يتم إطلاق استمارة التعيين للوجبة الثانية رغم إقرار قانون الموازنة، مبينا انه تمت الإشارة في قانون الأمن الغذائي إلى تعييننا في موازنة 2023 بواقع 31 ألف درجة وظيفية، لكن يبدو أن الحكومة لا تنوي تطبيق هذه الفقرة وتعيين المستحقين من حملة الشهادات العليا.

المتظاهرة سرى حميد اشارت الى ان أغلب أصحاب الشهادات العليا يمرون بوضع اقتصادي صعب في ظل غياب فرص العمل.

ونظم اصحاب معارض السيارات في شارع الوفود في البصرة وقفة احتجاجية على قرار اقتطاع ١٠ أمتار من معارضهم لتوسعة الشارع.

وقال عدد منهم، ان قوة امنية مصحوبة بشعبة التجاوزات والبلدية ابلغتهم بان يتراجعوا عن الشارع خلال ١٠ ايام او ان تتعرض معارضهم لإجراء الارجاع بالقوة.

واشاروا الى ان هذا الاجراء سيتسبب بخسارة كل معرض ما يقرب من ١٧٠ مترا لا سيما ان معارضهم ملك صرف، ولا يحق لأي جهة ان تستقطع املاكهم دون مسوغ قانوني، داعين الى ان تكون هناك لجان مختصة للتقييم وتعويضهم وفق القانون. وأوضح البعض الاخر انهم مرتبطون بعقود وايجارات مع شركات اخرى وتعرضوا للمساءلة القانونية ودعاوى من تلك الشركات، مطالبين بان يتم منحهم المدة الكافية لتطبيق هذا الاجراء. وشددوا على ان يكون القضاء حكما بينهم.

 ***************************************************************

محلية واسط للحزب الشيوعى العراقي: نشجب الاعتداء على المتظاهرين

 تصاعدت  وتيرة الاحتجاجات في اغلب محافظات العراق ومن بينها في محافظة واسط على خلفية إنقطاع التيار الكهربائي بالتزامن مع إرتفاع درجات الحرارة  في هذه الأيام من دون معالجة حقيقية على الرغم من هدر مليارات الدولارات على ملف الكهرباء منذ سقوط النظام الفاشي ولحد هذه اللحظة، حيث تتكرر نشهد هذه المآساة كل صيف.

ان المحتجين يطالبون بحقهم الطبيعي والدستوري  والدولة ومؤسساتها ملزمة بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين ومنها الكهرباء، لذا  نشجب ونستنكر الاعتداء الذي قامت به القوات الأمنية  صباح اليوم  الثلاثاء (١١/ ٧ /٢٠٢٣ )  على المتظاهرين الذين خرجوا أمام محطة كهرباء الزبيدية مطالبين بوضع حلول  لازمة  الكهرباء ووضع  معالجات  جذرية لهذه  الازمة المزمنة. كما نطالب الحكومة المحلية بالتدخل العاجل وإجراء تحقيق فوري والكشف عن كل من تسبب بالاعتداء على المتظاهرين العزل.

محلية واسط للحزب الشيوعي العراقي

١١-٧-٢٠٢٣

 ********************************************************************

السوداني يطلق الوعود ومراقبون يشككون.. أحاديث حكومية متناقضة بشأن إنهاء أزمة الكهرباء

فيما قال الخبير النفطي حمزة الجواهري، ان رئيس الوزراء أورد حديثا «متفائلا»، ويعتقد ان المشكلة تم حلها بشكل نهائي، اما وزارة الكهرباء فتنظر الى احتياجات الناس والمستقبل.

ويعتقد الجواهري ان هذه الصفقة «لن تحل المشكلة وانما ستقلل من حجمها انياً، لذلك يجب ان نطور حقولنا الغازية، ومعالجة الغاز الذي نحرقه حالياً بحيث يصبح صالحا للاستهلاك وبمواصفات مناسبة وفي هذه الحالة يمكن القول باننا قادرون على الاستغناء عن الغاز المستورد».

واكد الجواهري في حديثه لـ«طريق الشعب»، ضرورة ان نباشر ومن الان إنتاج الغاز الحر. لدينا مجموعة من حقول الغاز الحر ثلاثة منها في شمال ديالى والمنصورية وعكاز، وباستطاعتنا انتاج هذه النوعية من الغاز وزيادة الانتاج ايضاً».

وتابع قائلا انه «لدينا جولة التراخيص السادسة، وتشمل استكشاف الغاز في المنطقة الغربية، ومن ثم التطوير، واذا نجحنا في ذلك سنوفر كميات غاز هائلة جداً ولكن العملية تحتاج الى وقت؛ ابتداء من الاستكشاف الذي يستغرق 6 سنوات، ومن ثم عملية التطوير التي تستغرق 4 _ 6 سنوات. بالمجمل نحن نتحدث عن عملية تحتاج من 10 _12 سنة اذا ما سارت الامور بشكل سليم وبدون مشاكل».

وخلص الخبير النفطي الى «اننا بحاجة الى ضبط عملية الجباية فهنالك مشاريع ومولات تدفع شهرياً ما لا ينسجم مع حجم استهلاكها للطاقة الكهربائية، لان هنالك فسادا. لذا نعتقد ان القضاء عليه سيحل جزءا كبيرا من مشاكلنا».

سوء تخطيط وادارة

الخبير الاقتصادي صالح الهماشي يشير الى ان «ملف الطاقة في العراق والعقود وغيرها عموماً تحوم حولها ضبابية كبيرة فهي غير واضحة، اضافة لسوء التخطيط، فعلى سبيل المثال المحطات الكهربائية التي تم بناؤها وتعمل بالغاز، بنيت بمواصفات غاز معين مطابقة للغاز الايراني، ولا يتطابق مع الغاز الذي ينتجه العراق حتى».

ولفت الهماشي في حديث مع «طريق الشعب»، الى ان «كل دول العالم عندما تخطط وتضع مشاريع اقتصادية وحيوية وتلك التي تتعلق بالطاقة خصوصاً، تفكر دائماً بالبدائل فيما لو واجهت مشاكل او خللا، بينما نحن لا نراعي هذه الجزئية المهمة ولا نفكر بالبدائل مثل الغاز المصري والقطري».

ويستبعد الهماشي فرضية الاستغناء عن الغاز المستورد، فالغاز كالنفط فيه درجات ومواصفات، وربما حديث رئيس الوزراء حول الاستغناء عن الغاز كان من باب طمأنة المواطنين واحتواء وتخفيف الازمة. بينما كانت وزارة الكهرباء اكثر دقة في تشخيصها واكثر وضوحاً.

وجهة نظر

أما الخبير الاقتصادي منار العبيدي فيجد ان «ارتفاع الطلب مبرر في ظل صيف العراق الحارق. وهنا يأتي دور الجهات المعنية ذات العلاقة في المساهمة بتقليل درجات الحرارة مثل وزارة البيئة، من خلال زيادة المساحات الخضراء وتقليل التلوث والانبعاثات الحرارية»، مبينا ان هذا «جزء من الحل فمقابل كل درجة حرارة ترتفع نحتاج 2 الى 3 ميغا واط في الساعة من اجل معادلة ارتفاع درجات الحرارة، وهذا يعني زيادة الانتاج والطلب».

واشار الى ان «ما حدث هو تزامن انقطاع الغاز مع ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع الطلب، وعلى الرغم من ان انقطاع الغاز كان جزءا كبيرا من الازمة، الا ان الجزء الاكبر هو ارتفاع الطلب على الطاقة الكهربائية بشكل كبير».

واكد الخبير الاقتصادي لـ»طريق الشعب»، ان «الكهرباء لا يمكن ان تصل الى مرحلة الاستقرار، ما لم يتم اصلاح منظومة الجباية. نحن نشهد في فصل الصيف طلبا متناميا على الطاقة الكهربائية، حتى لو تم انتاج الغاز وكانت هنالك مشاريع عديدة في هذا الجانب وقمنا ببناء منظومات، فالطلب سيستمر بالارتفاع، لأنه مرتبط بالنمو السكاني والتوسع العقاري الكبير جداً».

وتابع «عندما لا يرى الفرد او أي جهة معينة ان هنالك اهمية في ترشيد الاستهلاك مع ارتفاع درجات الحرارة، فلن تكون هنالك مشكلة بالنسبة له في صرف اكبر قدر ممكن من الطاقة الكهربائية، وبالتالي الدولة ايضا لن تستطيع من جانبها توفير الطاقة الكهربائية بشكل مستقر وكامل».

ونوه العبيدي بان هناك «فسادا كبيرا في ملف الجباية وعدم ضبط هذه العملية، طالما هي غير مؤتمتة بشكل صحيح وتعتمد على اساليب قديمة وبدون استخدام عدادات الكترونية حديثة، لذلك نؤكد على ضرورة أتمتة القطاع الكهربائي وعمليات التوزيع والمقاييس».

وخلص الى أن هذا «ليس عقوبة للمواطن ولكن من يريد خدمة يجب ان يدفع. نعم، لا يجب ان تكون المبالغ التي تُدفع كبيرة كما هو الحال مع المولدات الاهلية، لكن في ذات الوقت لا يجوز عدم دفع الفاتورة، فمن غير المعقول ان فاتورة الكهرباء في السنة تبلغ تقريباً 10 مليار دولار، بينما الجباية لا تتجاوز المليار دولار».

 ************************************************************

كل خميس.. الأدغال الضارة ومن وراءها

جاسم الحلفي

تتكاثر الأحزاب بإفراط لا معنى له، مثل الأدغال الضارة. ففي كل يوم نسمع بتشكيل حزب او أكثر، حتى كأن تكوينها اصبح مهنة من لا مهنة له. أحزاب لا علاقة لها بالعمل الحزبي الصحيح، ولا ينطبق عليها التعريف العلمي للحزب، ولا تملك فكرة او رؤية سياسية. شعاراتها فضفاضة بلا ملموسية، وكلامها مكرر لا تفاصيل فيه لبرامج، ولا آليات تطبيق، ولا ضمانات التزام بالوعود. مؤسسوها لا يفقهون واجبات الحزب او مستلزماته التنظيمية، ولا دوره في الحياة السياسية، ولا حتى كيفية صنع القرار فيه واتخاذه. أحزاب - دكاكين معروضة للبيع، لا تتجاوز مساحة أيِّ منها المدى الذي تبلغه يد مموّلها، ولا يشكل الوطن ميدانا لنشاطها.

ولا يبدو ان اغراق الساحة السياسية بهذه الأعداد الكبيرة من الأحزاب، جاء مصادفةََ او من دون محرك. بل ويتبين ان القوى المتنفذة تقف وراء هذه الظاهرة السلبية، التي تبتغي من خلالها بلوغ اهداف عدة، يتصدرها هدف تشويه الحياة الحزبية. فما دام المواطنون قد سئموا أحزاب السلطة، فعليّ وعلى اعدائي يارب! وليشمل سأمهم وازدراؤهم كل الأحزاب، وبضمنها تلك المناهضة لهم. ذلك ان تشويه الحياة الحزبية ومسخها، بأي شكل وأية وسيلة، يصب هنا في مصلحتهم وهومن أهم غاياتهم.

وقد اتخذت الأحزاب التي يتواصل تشكيلها والإعلان عنها كل يوم، من الديمقراطية والمدنية والتشرينية والتغييرية أسماء لها، لتوحي بانها تعارض أحزاب السلطة. لكن هذا لا يخفي عن اللبيب الغاية الحقيقية الواضحة من ذلك، وهي التمدد في ساحة المعارضة لأحزاب السلطة، كي تقضم من جرفها.

ان القوى المتنفذة لا تتوانى عن اللجوء الى أي فعل، مهما بلغت  خسته، ما دام يصب في مصلحتها ويسهم بصورة مباشرة او غير مباشرة في إدامة وجودها. وها هي تعمل على الوصول بوسائلها الشائنة الى ساحات المعارضين لها، بعد ان كشفت لها الانتخابات الماضية مدى تراجع نفوذها بين الناخبين، وحجم عزوف هؤلاء ومقاطعتهم للانتخابات، التي بلغت نسبتها  80 بالمئة، ولم تتجاوز نسبة المشاركة 20 بالمئة.

 والمعروف ان نسبة كبيرة من تلك الأصوات حصدها التيار الصدري، الذي لم يشترك في الحكومة وانسحب من مجلس النواب، فيما حازت القوى والشخصيات المدنية او التي خاضت الانتخابات باسمها واسم الانتفاضة على نسبة عالية اخرى من تلك الأصوات. واذا طرحنا أصوات القوى الكردستانية التي لها ساحتها الخاصة، ولها ما لها وعليها ما عليها، فان النسبة المحدودة الباقية يتقاسمها طرفا  الطائفية السياسية، وهي لا تتجاوز 5 بالمئة في احسن الأحوال.

لهذا فان الطغمة الحاكمة، بسعيها الحالي لتشكيل “أحزاب” مدنية بالجملة، تحاول الاستحواذ على الساحة البعيدة عنها والمعارضة لها، يدفعها الى ذلك الرعب من توجه العازفين والمقاطعين نحو قوى التغيير المنشود.

**********************************************************

الصفحة الثالثة

الحريات الطلابية في العراق: حقوق تخنقها سياسة القوى المتنفذة

بغداد ـ محمد التميمي

لا يزال قرار وزارة التعليم العالي، الذي حظرت بموجبه نشاطات وفعاليات اتحاد الطلبة العام داخل الجامعات، يتفاعل على المستوى العام وبين أوساط طلابية وأكاديمية، حيث قوبل القرار التعسفي باستنكار وتنديد واسعين، معتبرين اياه محاولة تندرج ضمن حملة ممنهجة لإنهاء ما تبقى من الحريات الطلابية التي يجري تغييبها بشكل كامل في البلاد.

ويصف ناشطون ومدافعون عن حقوق الانسان هذا القرار بأنه «انذار مبكر يدق ناقوس الخطر»، معربين عن تخوفهم وخشيتهم من ان ينسحب هذا القرار، ليطال أي منظمة لا تنسجم توجهاتها مع القوى المتنفذة ولا تنصاع او تخضع لإرادتها.

ضرب للديمقراطية وحرية التعبير

في هذا الصدد، يصف سكرتير اتحاد الطلبة العام، ايوب عبد الحسين، قرار الوزارة بـ «البوليسي» نظراً لان الاتحاد عُرف بمعارضته الشديدة للسياسات التعليمية الخاطئة، التي ادت خلال عقدين الى تدهور العملية التعليمية بشكل كبير.

ويقول ان «الوزارة بدل ان تدعم الحريات الطلابية وتعززها، انتهجت سلوكاً اخر يضيق الخناق اكثر على هذا النوع من الحرية التي نفتقدها في فضاء العملية التعليمية. وهذا بكل تأكيد هو ضرب للديمقراطية وحرية التعبير التي كفلها الدستور العراقي وتحميها القوانين النافذة»، مردفا «لكن على ما يبدو ان للوزارة رأيا اخر في هذه القضية».

ويؤكد عبد الحسين في حديث مع «طريق الشعب»، ان هذا القرار «لن يكبح جماح الاتحاد الذي كان وما زال مدافعاً حقيقياً عن الطلبة ومصالحهم، ووقف بالضد من محاولات استغلالهم وتغييب وعيهم، وحرص على ضمان حقوقهم، ودفع منذ تأسيسه الى يومنا هذا ضرائب عديدة نتيجة عدم لمهادنته او خضوعه لارادات مختلف السلطات التي تعاقبت».

ويلفت الى ان «حملة (لن تسكتوا صوت الطلبة) مستمرة ولن تتوقف. وهي ردنا على محاولة تكميم الافواه وخنق الحريات الطلابية وكبتها، وما هذا الاصطفاف الواسع حول الحملة ودعمها من مختلف الشرائح الا دليل دامغ على ان وزارة التعليم العالي ارتكبت خطأ كبيرا لا يمكن التهاون معه والسكوت عليه، لأن من الوارد جداً ان يأخذ اشكالاً اخرى في المستقبل».

إنذار مبكر!

مؤسسة حق لحقوق الإنسان، اعتبرت هذا القرار «إنذارا مبكرا» حول تراجع المناخ الديمقراطي داخل العراق، منتقدة استخدام أسلوب ذي طابع امني بمعالجة قضية تتعلق بالطلبة، وتوظيفها كذريعة وسلاح.

ويقول رئيس المؤسسة عمر العلواني لـ»طريق الشعب»، «نسجل اعتراضنا على امل ان يتم تصحيح المسار داخل المؤسسات التعليمية، وان تكون الأولية للطلبة في تحديد أهدافهم وتطلعاتهم والتعبير عن آرائهم واحترامها، ومن المؤسف ان يصدر مثل هذا القرار من جهة عليا باتجاه الطلبة بدون أي مراعاة لاحتياجاتهم او الأخذ برأيهم على اقل تقدير».

ويتابع قائلا ان من الغريب ان القرار «صدر ولم يكن هناك رأي للطلبة، فكان يجب ان يتم الاخذ برأيهم والاجتماع مع الاتحاد وقياداته بشكل اساسي ومع الطلبة بشكل عام، كون هذا القرار يمسهم»، مشيرا الى ان «القرار كان سريعا ومستعجلا ومن دون سابق انذار؛ فمثل هذه القرارات تتطلب وقتاً للتحقيق، وتوضيح التفاصيل للرأي العام، لكن ذلك لم يحدث».

ويبدي العلواني «قلقا وخوفا من هذا القرار الذي تم اتخاذه بناءً على مصدر امني بدون اي توضيحات اخرى؛ فالكتاب المسرّب كان مبهما وغير واضح، والذريعة التي تم استخدامها مخيفة. ويجب على المؤسسات الحكومية ان لا تستخدم الامن كذريعة او سلاحا لكبت الحريات».

ويؤكد أن «الاولية اليوم يجب ان توجه صوب الحفاظ على المناخ الطلابي وتشجيع الحريات الطلابية ودعم التنظيمات الطلابية المهنية وتفعيل دور الاتحاد، وهذا ما كنّا نأمله من صناع القرار في وزارة التعليم العالي»، مضيفا ان «الوزارة مطالبة بإيضاح حول قرارها والتفاصيل التي دعتها الى اتخاذه، وما هي المخاطر الامنية والفعاليات التي ينظمها الاتحاد. ومن حقنا ان نعرف لماذا تم الاستناد الى توجيهات وتقرير أمني في قضية تعتبر شأنا داخليا للطلبة».

ويدعو في ختام حديثه الوزارة الى ان تتراجع وتسحب هذا القرار، وان تساهم الدولة في دعم التشكيلات الطلابية المهنية، وحتى اقرار قانون جديد ينظم عمل اتحاد الطلبة في العراق بشكل رسمي.

بلا سند قانوني

من جانبه، يجد رئيس جمعية المواطنة لحقوق الانسان، محمد السلامي، ان هذا القرار هو بداية لتقويض الحريات الاخرى، ومن الممكن ان ينسحب على منظمات مدنية اخرى، خصوصا وان هناك ملاحقة ومتابعة لأعضاء الاتحاد وناشطيه في عدد من المحافظات.

 يقول السلامي، ان هذا القرار «هو منع لمنظمة تأريخية لم تخالف القانون عرفت بمواقفها الوطنية وتلك التي تتعلق بواقع العملية التعليمية في البلاد، وحتى الكتاب الذي تم تسريبه يتحدث عن سلمية الفعاليات التي ينظمها الاتحاد مثل الندوات والمهرجانات، التي تندرج ضمن النشاط المدني السلمي الذي لا يدعو الى القلق».

وينوه السلامي في حديثه لـ»طريق الشعب»، الى ان «وزارة التعليم تعكزت بقرارها واستندت الى توجيهات ومعلومات جهاز الامن الوطني، بينما لم توضح رقم الكتاب وعدده وتاريخه او مضمونه ولم تشر الى ذلك، والامر الاهم هو تدخل الاجهزة الامنية بالشأن الطلابي وهذه سابقة وقضية خارج اسس العمل بالحرم الجامعي الذي تحكمه مجموعة من التعليمات النافذة التي تمنع عسكرته، ولهذا تمت تسميته بالحرم الجامعي».

وينوه الى ان «هذا القرار شخّص وحدّد اتحاد الطلبة العام، وهذا يعتبر استهدافا ومحاولة للتضييق على الاتحاد بشكل خاص لأنه يعتبر مدافعا عن مصالح الطلبة وقضاياهم المختلفة التي هي ضمن اهداف هذه المنظمة»، مؤكدا ان «الاطار الدستوري بحسب المادة 45 أولاً من الدستور، تبيح اي عمل للمؤسسات المدنية التي تعمل بشكل سلمي لصالح المجتمع بمختلف الجوانب. بينما لا يوجد سند قانوني لقرار الوزارة التعسفي».

ووجه السلامي دعوة للحكومة، والوزارة بشكل خاص «لإلغاء القرار واشراك ممثلين عن اتحاد الطلبة في مجلس الكلية والجامعة استناداً الى المادة 13 من قانون وزارة التعليم العالي، كون الاتحاد يملك خبرة طويلة ومتراكمة في العمل الطلابية المهني ولديه امتداد عالمي واسع وممثل طلبة العراق في اتحاد الطلبة العالمي».

 *********************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة واعداد طريق الشعب

مأساة تغير المناخ في العراق

نشرت مجلة (الصحة والنزاع والتنمية) في عددها الأخير دراسة للباحث دلشاد الجاف، حول أفاق مواجهة تغير المناخ في العراق، أكد فيها على أن عقودًا من الصراع ساهمت في تدمير البيئة الطبيعية وزادت من آثار تغير المناخ سوءًا. وذكر بأن مجموعة من التقارير، منها ما نشرته ناشيونال جيوغرافك في 2017، كشفت بأن تغير المناخ وندرة المياه ساهمت بشكل مباشر في دفع بعض المزارعين والمجتمعات اليائسة للانضمام إلى داعش، فيما أفادت المنظمة الدولية للهجرة عن نزوح 21314 شخصًا في عام 2019 و20000 شخصاَ في عام 2021 بسبب ندرة المياه.

أسباب المأساة

وذكر الباحث بأن المنظمة الدولية للهجرة قد أكدت في العام الماضي على عدم قدرة النازحين العودة إلى مناطقهم الأصلية بسبب التغييرات المناخية، وأن أرقام النازحين تعّد متواضعة قياساً بما يحدث على الأرض، حيث تسبب ندرة المياه والتنافس على الموارد، توترات عرقية وطائفية وقبلية ونزوحا إلى المناطق التي للهاربين قواسم مشتركة مع سكانها.

وانتقد الباحث الاتفاقية التي صدرت عن مؤتمر COP27، 2022، لمساعدة البلدان الأكثر تضررًا من تغير المناخ، لأنها أغفلت تأثير الصراع العسكري على البيئة، ولم تحدد ضوابط الصرف، التي تضمن عدم وصول أموال المساعدة لجيوب الحكومات الفاسدة. وأعرب عن إعتقاده بأن حالة العراق، مثال على القصور في الجهد الأممي، حيث لا تتم معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة، المتمثلة بالعنف وشحة المياه.

دمار الحرب

وأشار الباحث إلى ما عانته البيئة خلال الحرب العراقية الإيرانية، حيث أنخفضت أعداد النخيل بنسبة 50 في المائة، وأنتشرت المواقع الملوثة والمواد الخطرة وحرائق النفط، وعاش الناس بين 50 مليون لغم أرضي وذخائر غير منفجرة، وبقيت التربة والمياه في كردستان ملوثة بعوامل الحرب الكيماوية والتي أدت، من بين أسباب اخرى، لتقليل الغطاء الخضري بما لا يقل عن 55 في المائة. كما ذكّر الكاتب بقيام القوات العراقية بإشعال ما بين 600 و 800 بئر نفطي أثناء انسحابها من الكويت، العام 1991، وحرق سبعة ملايين برميل نفط يومياً وسقوط الأمطار الحمضية السوداء من سحب محملة بملايين الأطنان من السخام، وبحرائق حقول نفط القيارة وحريق مجمع الكبريت في المشراق أثناء الحرب ضد الإرهاب، ثم مشكلة التلوث من الإشعاع بسبب ما جرى لموقع التويثة للأبحاث النووية في بغداد خلال حروب الخليج الثلاثة، وما سببته من إنتشار للسرطان والعقم، ناهيك عن إستخدام الأمريكان وحلفائهم ما لا يقل عن 150 طنًا من ذخائر اليورانيوم المستنفد خلال حرب 2003، ملوثين بذلك التربة والسلسلة الغذائية.

الجفاف

وحول ندرة المياه، أكد الباحث على أن العراق سيفقد 20 في المائة من موارده المائية خلال السنتين القادمتين، بعد أن فقد حتى الأن حوالي 50 في المائة منها، فيما تشير التوقعات إلى أن هطول الأمطار السنوي سينخفض بشكل كبير مستقبلاً.

وأشار إلى استخدام المياه كسلاح أثناء الصراع، حيث حاول الجيش الإيراني الاستيلاء على سد دربنديخان مما أثار حينها الرعب من فتح أبواب السد لإغراق بغداد. وكان إحتمال نسف داعش لسد الموصل مثيراً للقلق على المدينة ومحيطها، فيما سبق لصدام أن جفف الأهوار التي يشير برنامج الأمم المتحدة للتنمية إلى فقدانها 90 في المائة من مياهها وتنوعها البيولوجي، مما سبب تدميراً للنظام البيئي وكان له تأثير وخيم على حياة السكان. وحول تأثير الجفاف، أكد الباحث بأنه كان السبب في الإضرار بأكثر من 50 في المائة من الأراضي الزراعية وتدمير الماشية وزيادة تواتر العواصف الترابية (من 24 يوم إلى 122 يوم في السنة).

أسس الحل

وفي إطار تطرقه إلى العديد من المشاريع التي تفيد في تقليل حجم المأساة، كمشروع إحياء بلاد ما بين النهرين ومشروع خطة التكيف الوطنية، أكد الباحث على أن الحلول تشترط توفر إرادة سياسية تعالج الأسباب الجذرية للمشاكل، وتعمل على الإلتزام بالقانون الدولي وإلزام الأخرين به، وتعزيز التعاون حول الموارد الطبيعية والمصالح البيئية المشتركة بالمنطقة. 

 *******************************************************

عين على الأحداث

صيف مختلف !

أعلنت عضو بلجنة الطاقة النيابية عن نية لجنتها إستضافة وزير الكهرباء، في الفصل التشريعي القادم للبحث عن حل لأزمة الكهرباء الحالية، معللة سبب إنخفاض ساعات التجهيز، بإلإرتفاع الكبير بدرجات الحرارة وبتقليل الغاز الإيراني الموّرد، الذي لم تُدفع أثمانه. هذا وفيما أكد الناس بأن إفتقاد الوزارة لخطة طواريء دليل على عدم إحترامها لحياتهم، سخروا من هذه التبريرات، متسائلين عن كيفية حل المشكلة بأثر رجعي، وعما إذا كان المسؤولون قد توقعوا صيفاً بارداً هذا العام، حين وعدوا بصيف مختلف، وعن معنى اعلان وزارتي الكهرباء العراقية والنفط الإيرانية قبل أسبوعين، عن تسديد كل الديون التي بذمة بغداد.

تراجع مؤلم ولكنه متوقع!

أعلن مركز تقييم الجامعات الدولي (QS)، عن تصنيف 1500 جامعة في العالم لعام 2024، وذلك وفق معايير خاصة تُمنح فيها 40 نقطة للسمعة الأكاديمية و20 نقطة للأقتباسات و20 نقطة لنسبة عدد الطلبة للتدريسيين و 10 نقاط لجودة الإدارة و5 نقاط لكل من عدد التدريسيين الأجانب العاملين في الجامعة ولعدد الطلبة الأجانب الدارسين فيها. وقد تراجعت جامعة بغداد من موقعها السابق 801 الى 951 والجامعة المستنصرية من موقعها السابق 1001 الى 1201 مع محافظة جامعات الكوفة والبصرة وبابل على مواقعها في أخر مئة جامعة شملها التقييم، الذي خلا من الإعتراف بباقي جامعات البلاد.

لا للعزوف!

أعربت كتل سياسية متعددة عن مخاوفها من عزوف الناخبين عن المشاركة بإنتخابات مجالس المحافظات، وذلك بسبب ضعف الثقة بالعملية السياسية وتنصل المتنفذين من وعودهم وتكرر الأخطاء التي يرتكبونها وعدم وجود أي تكافؤ في الفرص بين المرشحين، حيث يفتقر بعضهم لكل شئ فيما يملك اخرون السلاح والمال السياسي ويتحكمون بمفاصل الدولة ويستغلونها لصالح دعايتهم الإنتخابية، وهو ما تشهده بعض المناطق حيث يحل المرشحون محل الأجهزة التنفيذية بتقديم خدمات بسيطة للناس. هذا وفي الوقت الذي ابلغت فيه هذه الكتل الأمم المتحدة بمخاوفها، وجه الكثيرون الدعوة للناس للمشاركة الكثيفة بالإنتخابات لأنها الوسيلة الأجدى لإحداث التغيير ولإزاحة المتحاصصين والفاسدين.

هاي بس وزارة وحدة!

شكلت وزارة الإتصالات 142 لجنة تحقيق في ملفات فساد تنتشر في مفاصلها، تمت إحالة 15 ملف منها لهيئة النزاهة. وشملت الملفات المدققة العقود الاستراتيجية والمهمة وعقود المشاركة وضوابط تسليم السيارات وإنشاء الألياف الضوئية ومساعي مكافحة التهريب. ويذكر بأن هذه الوزارة، التي يبلغ عدد موظفيها 18000 شخص، عانت من شبهات فساد كبيرة، إشتكى منها وزيرها الحالي والأسبق بمرارة كبيرة، كما تم تشخيص عدد من المتنفذين الذين يحمّون الفاسدين ويعرقلون مساعي الإصلاح. هذا وإذ يأمل الناس خيرا في هذه الإعلانات، يطالبون الوزارة بالشفافية وكشف الملفات وحيتان الفساد للشعب، لأنه مصدر السلطات، كما ينص الدستور.

فشل إستثماري

نقلت الأنباء نية شركة بيتروناس الماليزية، العاملة في حقل الغراف في ذي قار، والذي ينتج 155 ألف برميل يومياً، بيع حصتها البالغة 45 في المائة الى شركة بيرتامينا الاندونيسية والتي تبلغ حصتها 30 في المائة حالياً. وتمثلت أسباب الإنسحاب بتأخر الحكومة العراقية في تسديد الفواتير الكبيرة التي بذمتها، وهي اسباب لا تقتصر حسب المراقبين، على الماليزيين فقط، بل تشمل تراجع وعدم رضى شركات النفط العالمية العاملة في العراق، ومساعي بعضها لإستثمار هذا التلكؤات الحكومية لفرض المزيد من الشروط المجحفة، وهو ما شاع حدوثه اثناء التفاوض مع شركات مثل توتال أنرجي مؤخراً. 

 ***********************************************************

الصفحة الرابعة

مليون نخلة اختفت!.. المال السياسي يجرّف بساتين كربلاء ويحوّلها إلى منازل

متابعة – طريق الشعب

كشفت الإدارة المحلية لمدينة كربلاء، أخيرا، عن قيام “متنفذين” بشراء الاراضي الزراعية وتجريفها، لتتحول بعدها إلى أحياء سكنية عشوائية، مشيرة إلى أن “المال السياسي” يقف وراء تجريف نصف الأراضي الزراعية في المحافظة.

ومعلوم أن الكثير من الأراضي الزراعية في كربلاء، منحت للفلاحين وفق عقود زراعية، مثل 117 و35. إي أن هذه الأراضي مملوكة للدولة، ويتم استثمارها من قبل الفلاح وفق عقد يتجدد كل 25 سنة بالنسبة للعقد 117، ويتجدد سنويا بالنسبة للعقد 35.

وليس من حق الفلاح التصرف بهذه الأرض إطلاقا، إلا بعد شراء حصة منها، شريطة أن تستخدم في الجانب الزراعي، حسب العقد.

لكن الفلاحين اليوم يقومون، في مخالفة قانونية واضحة، ببيع هذه الأراضي على تجار العقارات، ليقوم الأخيرون بتقسيمها وتحويلها إلى أراض سكنية وبيعها على المواطنين، وبالتالي يضيع حق المواطن المشتري، ويُحاسب تجار العقارات قانونيا.

وأدت هذه المخالفات إلى فقدان مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، في جميع المحافظات، ومنها كربلاء التي أعلنت مديرية الزراعة فيها، ابان آب 2022، فقدانها مليون نخلة بسبب التجريف.

وكانت كربلاء تمتاز بمناخ لطيف نظرا لكونها تضم مساحات خضراء واسعة، أما اليوم فقد قضى التجريف على الكثير من تلك المساحات التي كانت تلطف الجو وتصدّ الرياح وتوّلد الأوكسجين، ما جعل الأجواء في المحافظة صحراوية مغبرة.

 يحرقون النخيل في وضح النهار!

في حديث صحفي، يذكر قائم مقام كربلاء حسين المنكوشي، أنه “عملاً بالقرار 634 لسنة 1981 الخاص باستملاك البساتين في حال عدم العناية بها لمدة سنتين، إضافة للتعليمات رقم 10 لسنة 1988بشأن حل البساتين المهملة.. عملا بذلك تجري قائم مقامية كربلاء جولات ميدانية تفتيشية كل يوم ثلاثاء من الاسبوع، برئاسة القائم مقام وعضوية ممثلين عن مديرية الزراعة والجمعيات الفلاحية ومديرية الموارد المائية”. ويضيف قائلا، أن “التعليمات تقضي بتوجيه إنذار لصاحب الارض الذي يهمل أرضه أو يقوم بتجريفها، وبعد شهر من هذا الإنذار يتم اجراء تحقيق اداري في الموقع للتأكد من مدى التزام صاحب الأرض بالتعليمات”، مبيناً أن “هناك من يقوم بحرق النخيل في وضح النهار او في ساعات متأخرة من الليل، وهناك من يجرّف الأراضي الزراعية أمام مرأى ومسمع الجهات الأمنية والإدارية، ومن ضمنها القائم مقامية”! ويتساءل المنكوشي: “هل يتمتع اليوم رئيس الوحدة الإدارية بصلاحيات جزائية، مثلما كان عليه الحال قبل 2005؟”، موضحا أن “هذا الأمر تحوّل اليوم إلى القضاء، وهو أمر جديد عليه من حيث القرارات والتعليمات والأوامر، لذلك يتعامل القضاء مع مثل هذه الحالات بنظام العقوبات، والمشكلة أن هذا النظام قابل للكفالة”.

ويشير إلى أن “قسماً من القضاة يقوم بغلق ملف الدعوى المقامة ضد صاحب الأرض المخالف، لعدم توفر العنصر الجزائي. وهذه طامة كبرى”، متسائلاً: “اين دور الجانب القضائي في هذا المجال؟ ولماذا هذا التهميش للوحدات الإدارية وعدم منحها الصلاحيات الجزائية؟”. وباتت مساحات الاراضي الخضراء في العراق تتناقص كثيرا جراء الازمة المائية الخانقة. كما ان عدد اشجار النخيل في البلاد تقلص الى النصف خلال العقود الاربعة الاخيرة، بسبب الحروب.

الهجرة وسّعت من التجريف

ينوّه المنكوشي الى ان “التجريف لا يزال مستمرا في كربلاء، لا سيما أن المحافظة فتحت ابوابها أمام النازحين من داخل البلاد وخارجها، فضلا عن المهاجرين من القرى والأرياف في المحافظات الجنوبية، الذين تركوا ديارهم بسبب شح المياه”، مشيراً الى أن “هناك من يدفع الأموال في سبيل السماح له بتفتيت الأراضي الزراعية”. ويلفت إلى أن “تجريف مساحات واسعة من البساتين والاراضي، من قبيل 30 الف دونم، أصبح أمراً طبيعياً في كربلاء، ويجري على مرأى ومسمع السلطتين التشريعية والتنفيذية”، مؤكدا أن “المساحات الزراعية في المحافظة انخفضت إلى النصف، وأصبحت أحياء سكنية عشوائية، وان مركز مدينة كربلاء هو الأكثر من حيث عمليات التجريف لبساتين النخيل والحمضيات”.  وتعد أزمة السكن التي تشهدها البلاد منذ سنوات، من أبرز عوامل تنامي ظاهرة تجريف الأراضي الزراعية وتحويلها إلى سكنية، خاصة في كربلاء التي باتت تتوسع سكانيا بسبب ازدياد أعداد المهاجرين إليها من مختلف المحافظات.

التجريف بدل تهريب الدولار!

القائم مقام يتهم “المال السياسي والفاسدين” بالوقوف وراء عمليات التجريف، موضحا أن “الفاسدين كانوا يرسلون أموالهم إلى البنوك الخارجية، لكن بعد الإجراءات الحكومية الأخيرة التي ضيّقت على تهريب الدولار، بدأوا باستثمار الأموال في تفتيت الأراضي الزراعية”. ويؤكد أنه “لن نسكت عن غسيل الاموال غير المشروعة الذي تقوم به ثلة من السياسيين الفاسدين، عبر تفتيت الاراضي الزراعية، وتحويلها إلى أحياء سكنية متجاوزة”.

 ****************************************************

اكول.. دوائر حكومية تُعذب مراجعيها!

سلام القريني

وأنا في طريق العودة إلى بيتي، قررت مخاطبة وزير الصحة المحترم وإبلاغه بما طالني من عذاب خلال مراجعتي الشاقة لقسم الولادات والوفيات في “مركز الزهراء” الصحي بمدينة الكاظمية، والذي وصلت إليه قبل الثامنة صباحا قادما من كربلاء للحصول على صورة قيد معنونة إلى وزارة الخارجية.

 سأطرح الملاحظات والأسئلة التالية وأضعها تحت أنظار الوزير، الذي لا بد أن يرى ما رأيته لو جرب بنفسه الذهاب إلى هذا المركز متنكرا، لغرض استحصال صورة قيد لأحد ذويه:

- تطلب مني بداية الوقوف في طابور طويل، وبعد أن جاء دوري، طلب مني الموظف الذهاب إلى “كشك” خارج الدائرة، لجلب كتاب طلب ونسخة من هوية الأحوال المدنية مقابل مبلغ 1500 دينار. 

- سلمت الموظف الطلب ونسخة الهوية، فطلب مني الانتظار ساعة كاملة، لغرض البحث في السجلات القديمة، كون المعلومات لم يتم إدخالها في الحاسب لديهم، ونحن في القرن الـ 21.

- بعد نحو ساعة ونصف، نادى علي الموظف، وطلب مني دفع رسم قدره 5 آلاف دينار، عند المحاسب، مع جلب وصل الدفع.

- بعد أن جلبت الوصل إلى الموظف، سلمني صورة القيد كاملة، وطلب مني مجددا الذهاب إلى “الكشك” لاستنساخ صورة القيد نسختين، وجلب ظرف فارغ مقابل 1250 دينارا.

- عدت فرحا بإنجاز مهمتي.. سلمت الظرف إلى الموظف فختمه وأعاده إلي، لكن بعد أن كتب عليه يتطلب قبل التوجه إلى وزارة الخارجية، تصديق صورة القيد في “معهد الحساسية” بمنطقة العطيفية قرب “جامع براثا”!

يا للمصيبة!

في لجة زحام المركبات وتحت وطأة الصيف اللاهب، وأنا أنظر لساعتي التي تشير إلى الحادية عشرة صباحا، وصلت إلى المعهد، واستفسرت عن قسم التصديق، فكان في الطابق الثاني. وصلت إليه بشق الأنفس لعدم وجود مصعد.

قدمت الطلب إلى الموظف هناك، فقال لي: “حجي انزل استنسخ هوية الأحوال المدنية عند الكشك”. استنسختها بـ 500 دينار وعدت إلى الموظف، فسلمته نسخة الهوية، لكنه وضعها جانبا ودخل في حوار مع زميله، حول متانة سيارة المرسيدس! ثم قلب صورة القيد، ووقّعها وختمها ووضع عليها فسفورة، ثم طلب مني توقيعها لدى المدير. 

المحيّر في الأمر، هو ما العلاقة بين تصديق صورة قيد ومعهد الحساسية؟!

على العموم، توجهت إلى وزارة الخارجية، وكانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة ظهرا، فاستقبلني الموظف وقدمت له الطلب، فقال لي: “حجي تعال باجر، لأن المحاسب يغلق الصندوق الساعة 12 ظهرا”!

أتساءل: أليس هذا عذابا يا سادة يا مسؤولون؟!

 ************************************************************

حي سكني في «الكفل» ملوّث بالإشعاعات!

متابعة – طريق الشعب

كشف مسح ميداني شامل لمديرية البيئة في بابل، عن وجود إشعاعات مسرطنة في حي الغدير وسط ناحية الكفل جنوبي الحلة. وكان هذا الحي قد تعرّض خلال 2003 إلى قصف صاروخي أمريكي، بسبب تمركز قوات عسكرية فيه.

مدير إعلام بيئة بابل، صباح حسن، ذكر في حديث صحفي أن شعبتي مراقبة الكيمياويات والإشعاع في دائرته، أجرت مسحا ميدانيا للحي، بناء على طلب الأهالي، فأظهرت النتائج أن المنطقة تحتوي على إشعاعات تسبب أمراضا سرطانية. 

وأوضح أن “المسح جرى بحضور وحدة مراقبة الأمراض السرطانية في دائرة صحة بابل، التي أقرت بأن الإصابات السرطانية المسجلة في المنطقة، سببها وجود موقع ملوث نتيجة القصف”.

وتابع حسن قوله أنه “تم الايعاز إلى مديرية ناحية الكفل برفع طبقات من التربة ضمن المكان الملوث، وتوعية الأهالي بعدم الاقتراب من هذا المكان”. من جانبه، قال مدير الناحية عبود الطفيلي: “اطّلعنا على واقع الإصابات السرطانية في حي الغدير من خلال التقرير الذي أعدته دائرة البيئة، وهو مقلق للغاية”، مبينا في حديث صحفي أنهم أوعزوا إلى مديرية البلدية بإغلاق المكان الملوّث بالأسيجة، والتنسيق مع البيئة لتوعية العائلات بخطورة الموقف لحين معالجته بشكل نهائي.

 **********************************************************************

في كركوك.. صيدلية تقدم خدمات مجانية للفقراء

متابعة – طريق الشعب

توفر “صيدلية عماد” الكائنة في حي المعلمين وسط كركوك، أدوية رخيصة الثمن ومجاناً في بعض الأحيان، لأهالي الحي. كما تقدم استشارات وخدمات طبية على مدار 18 ساعة يومياً.

عماد أبو علي، صاحب الصيدلية، يقول في حديث صحفي أن صيدليته تتألف من 4 محال، وانها تستقبل يوميا أكثر من 100 مراجع، من الثامنة صباحاً حتى الثانية بعد منتصف الليل، مبينا أن خدمات الصيدلية تشمل التداوي وزرق الإبر وربط المغذيات وقياس ضغط الدم ونسبة السكر.

ويؤكد أبو علي، وهو معاون طبي أيضا، أنهم يراعون المرضى من أصحاب الدخل المحدود، ويقدمون الخدمات للفقراء والأيتام بالمجان، لافتا إلى أن كوادرهم من ذوي الخبرة في مجال التداوي وزرق الإبر. ويشير إلى أن “الكثيرين من المرضى يقصدوني كمعاون طبي، ويقولون إنّ الصيدلية تغنيهم أحياناً عن المستشفى”، منوّها إلى أن “أسعارنا أرخص بفارق النصف عن صيدليات شارع الأطباء وبعض العيادات الأخرى”.

ويعمل في الصيدلية إلى جانب أبو علي، 8 ممرضين اختصاصيين، يتناوبون على الدوام.

*************************************************************************

بسبب غياب الخدمات.. المنطقة الصناعية في الديوانية مقبلة على إضراب

متابعة – طريق الشعب

أعلن أصحاب الورش في المنطقة الصناعية بمدينة الديوانية، عن تنظيم إضراب عام اعتبارا من هذا اليوم الخميس، بسبب تدهور الخدمات البلدية في المنطقة، مبينين انهم يدفعون مبالغ كبيرة كأجور لخدمات التنظيف وغيرها، دون أن يحصلوا على شيء. وفي حديث صحفي، قال كريم ألبو زيوني، ممثل أصحاب المهن الصناعية، أن “مبالغ كبيرة خصصت لإعادة تأهيل المنطقة الصناعية، بلغت مليارين و800 مليون دينار، وحتى الآن لم تتم إحالة المشروع للتنفيذ”، مشيرا إلى أن “المنطقة تفتقر للخدمات الأساسية، وما زالت بعض شوارعها ترابية. كما انها تعاني نقصا حادا في مياه الإسالة وشبكات الصرف الصحي”.

أما عبد القادر الكردي، وهو صاحب محل، فأكد أنهم يدفعون مبالغ كبيرة كأجور للتنظيف والخدمات العامة، وبالرغم من ذلك لا يحصلون على أي شيء من هذه الخدمات، مشيرا إلى أنهم حددوا يوم الخميس المقبل موعدا لإغلاق المنطقة الصناعية بالكامل، والتي تضم أكثر من 400 محل ومجمع وورشة صناعية. وتابع الكردي أن “الجميع متضرر هنا، لذلك سنواصل الإضراب والتظاهر حتى تحقيق مطالبنا”. هذا ورفع أصحاب الورش داخل المنطقة، لافتات أعلنوا فيها عن موعد الإضراب.

***************************************************************

الصفحة الخامسة

خطة تعهدات أمنية غربية لأوكرانيا عوضا عن الانضمام للناتو.. انتقادات صينية روسية واسعة لقمة الناتو

متابعة – طريق الشعب

يواصل قادة تحالف الناتو اجتماعاتهم في عاصمة ليتوانيا الواقعة على بُعد حوالي 35 كلم من الحدود مع بيلاروسيا الحليف الصديق لروسيا.

وطالبت روسيا والصين من الدول الغربية الكف اعتبار روسيا دولة معادية وكذلك بوقف الاتهامات ضد بكين.

حرب أوكرانيا لن تنتهي!

ورداً على انعقاد هذه القمة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحيفة إندونيسية، امس الأربعاء، إنّ “الحرب في أوكرانيا لن تنتهي ما لم يتوقف الغرب عن السعي لدحر موسكو”.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة كومباس الإندونيسية قبيل اجتماعات يعقدها في جاكرتا هذا الأسبوع قال لافروف: إنّ “النزاع في أوكرانيا سيتواصل حتى يتخلّى الغرب عن خططه لبسط الهيمنة وعن هوسه بتكبيد روسيا هزيمة استراتيجية من خلال دميتها كييف”.

وأضاف “لم تَظهر أيّ مؤشرات على تغيير في مواقفهم، ونرى كيف تواصل أميركا والمتواطئون معها ضخّ أسلحة في أوكرانيا ودفع زيلينسكي لمواصلة القتال”.

روسيا تراقب من كثب

في الاثناء، قالت الرئاسة الروسية، إنّ انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” له تداعيات سلبية على الأمن الروسي، مضيفة أن موسكو تراقب قمة “الناتو” من كثب.

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أنّ “انضمام أوكرانيا المحتمل إلى الناتو يشكل خطرًا كبيرًا على الأمن الأوروبي”.

موضحاً أنّ “الناتو” ينظر إلى روسيا على أنّها “عدو وخصم”. وعلى هذا الأساس، ستجري المناقشات خلال قمة الحلف.

وقف الاتهامات

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، في إفادة صحفية امس الأربعاء، إن الصين تدعو الناتو إلى وقف الاتهامات التي لا أساس لها ضد بكين.

وطالبت الصين على لسان المتحدث باسم خارجيتها، دول حلف “الناتو” بوقف الاتهامات التي لا أساس لها ضد بكين، والتخلي عن المفهوم الخاطئ لعقلية الحرب الباردة.

وأضاف أن “العلاقات بين روسيا والصين تتجاوز مستوى التحالفات العسكرية والسياسية للحرب الباردة، وشكلت نموذجا قويا للعلاقات بين القوى الكبرى”.

وأشار إلى أن العلاقات بين موسكو وبكين، تختلف اختلافا جوهريا عن العلاقات بين دول الناتو المنخرطة في إنشاء مجموعات محدودة وتكتلات موجهة.

 وقال: العلاقات بين روسيا والصين تقوم على مبادئ عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف أطراف ثالثة.

الدعم بدل الحلف

قدمت الدول الغربية خطة التزامات طويلة الأمد لأمن أوكرانيا بدلاً من تحديد موعد لانضمامها الى الناتو سببت خيبة امل كبيرة الى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

واعتبرت مسؤولة أمريكية كبيرة أن خطة مساعدات عسكرية طويلة الأمد ستظهر لروسيا أن “الوقت ليس لمصلحتها”.

وقالت أماندا سلوت مستشارة البيت الأبيض للشؤون الأوروبية، امس الأربعاء: إنها تشير إلى التزام مشترك طويل الأمد لبناء قوة تأمين دفاعي قوية لأوكرانيا”.

وأضافت: هذا الإعلان متعدد الأطراف سيرسل إشارة مهمة إلى روسيا بأن الوقت ليس لمصلحتها.

واعلن الغربيون انهم سيقدمون خطة التزامات طويلة الأمد لأمن أوكرانيا، امس الأربعاء، في اليوم الثاني من قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) سببت خيبة أمل للرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي كان يأمل في الحصول على جدول زمني محدد  لانضمام بلاده إلى الحلف .

وأكدت سلوت للصحافيين أن قادة دول مجموعة السبع سيقومون “بإعلان مهم إلى جانب الرئيس زيلينسكي”.

الدفاع عن النفس

وأشارت الى أن الخطة تهدف إلى “مساعدة أوكرانيا في بناء جيش يمكنه الدفاع عن نفسه وردع هجوم مستقبلي” مع التركيز على “الاستثمار طويل الأجل” في المجالين العسكري والاقتصادي.

ولم يتم الإعلان حتى ساعة اعداد هذا التقرير عن تفاصيل هذه المساعدة. وبحسب سلوت فإن كل دولة ستجري محادثات ثنائية الجانب مع كييف لـ “تحويل هذا إلى حقيقة”.

وحتى قبل نشر بيان الحلف، وصف زيلينسكي عدم تحديد موعد نهائي لانضمام أوكرانيا بأنه “أمر عبثي”. وقال إن “عدم اليقين هو ضعف”.

ومع ذلك دعا الرئيس الأوكراني، إلى ضمانات أمنية لبلاده، لدى وصوله إلى قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في فلنيوس، عاصمة ليتوانيا.

وأضاف أنه يريد أن يبحث ويكافح من أجل الضمانات الأمنية، لأوكرانيا، في الطريق  للحصول على عضوية الناتو.

 **************************************************

دعوات واسعة لإطلاق سراح المناضلة اللبنانية سهى بشارة

بغداد – طريق الشعب

احتجزت السلطات الأمنية في مطار أثينا اليوناني المناضلة اللبنانية سهى بشارة، بحجة أنها تشكّل خطراً على الأمن الوطني اليوناني والاوروبي.

ودعت قوى وأحزاب سياسية عربية ودولية الى اطلاق سراح بشارة بسرعة والتضامن الواسع معها.

الشيوعي اللبناني  

ودان المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني توقيف المناضلة سهى بشارة في مطار أثينا ومنعها من دخول اليونان، تحت حجّة أنّها تشكّل خطراً على الأمن الوطني لإحدى الدول الأوروبيّة.

وذكر الحزب في بيان تلقته “طريق الشعب”، ان “هذه السابقة الخطيرة تشكّل اعتداءً صارخاً على بطلة وطنية لبنانية ساهمت في تحقيق التحرير والحرية للبنانيين، وأمضت 10 سنوات تحت الأسر في معتقل الخيام الشهير بممارسات التعذيب اللاإنسانية التي وثقتها منظمات دولية من بينها الصليب الأحمر الدولي”.

وأضاف: بدلاً من توقيف المسؤولين الصهاينة الذين أنشأوا معتقل الخيام وأشرفوا على تعذيب سهى بشارة وآلاف اللبنانيين، تقوم حكومة اليونان بملاحقة وتوقيف هؤلاء الأبطال الذين يفخر بهم اللبنانيون وجميع الوطنيين واليساريين والشيوعيين حول العالم”.

ودعا الشيوعي اللبناني وزارة الخارجية اللبنانية إلى المبادرة الفورية لتأمين الدعم السياسي للمناضلة سهى بشارة، واستدعاء السفير اليوناني بشكل فوري واتخّاذ تدابير صارمة، واعتبار التوقيف اعتداءً على سيادة لبنان الوطنية وحرية وأمن مواطنيه.

اللقاء اليساري العربي

ودانت هيئة تنسيق اللقاء اليساري العربي توقيف بشارة وحجزها في مطار أثينا ومنعها من دخول اليونان، ودعت الى اوسع حملة تضامن عربية ودولية معها ومع نضال ومقاومة الشعوب المتطلعة للتحرر الوطني

وجاء في بيان الهيئة: إن “هيئة تنسيق اللقاء اليساري العربي تدعو الحكومة اللبنانية لاتخاذ الاجراءات القانونية الفورية اللازمة بحق المعتدين على سيادة لبنان ومواطنيه. كما تدعو كافة الاحزاب والهيئات والقوى السياسية والاجتماعية الوطنية اللبنانية والعربية والعالمية لإدانة هذا الاعتداء، واطلاق أوسع حملة تضامن مع المناضلة المقاومة سهى بشارة ومع كل المقاومين والمناضلين من أجل التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي.

اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي

وقال اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، ان “سهى بشارة، ابنة اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، جرى اعتقالها في مطار أثينا أثناء عودتها من بيروت إلى سويسرا، حيث تقيم وتحمل جنسية الدولة، بتهمة تشكيل خطر على أمن الاتحاد الأوروبي”.

وأضاف الاتحاد في بيان على صفحته في فيس بوك: ندين سياسات الاتحاد الأوروبي والنظام اليوناني في التعاطي مع المناضلين واليساريين والأمميين، ضمن نهج متكامل من كمّ الأفواه ومحاولات الإسكات.

واكد الاتحاد استمرارية نضاله ضد الأنظمة الإمبريالية والرأسمالية، بترسيخ نهجنا التقدمي اليساري والمراكمة عليه في جميع دول العالم بما يقضي على كافة أشكال الاستغلال والاحتلال والقمع والاضطهاد لأجل جميع شعوب العالم.

 *********************************************************

أيام الفوضى في هلسنكي.. الأزمة ترافق حكومة اليمين الفنلندية منذ تشكيلها

رشيد غويلب

إن تسمية الأسابيع الثلاثة الأولى من عمر حكومة تحالف اليمين واليمين المتطرف في فلندا بـ “بداية خاطئة” سيكون بمثابة مجاملة لها، فعلى الرغم من تعليق العمل الحكومي خلال العطلة الصيفية، فإن الفضائح هي الشغل الشاغل للتحالف الحاكم المؤلف من أربعة أحزاب، والتي هددته بالانهيار عدة مرات.

استغرقت مفاوضات التحالف الحاكم من رئيس الوزراء أوربو وحزبه الائتلاف الوطني المحافظ قرابة ثمانية أسابيع لوضع برنامج حكومي مشترك مع حزب “الفنلنديون” اليمني المتطرف وحزب الشعب السويدي والديمقراطيون المسيحيون.  وفي اليوم الذي أدى فيه مجلس الوزراء اليمين الدستوري، اندلعت التظاهرات الأولى ضد سياسات الليبرالية لجديدة والتخفيضات الهائلة في الموازنة، للحكومة الأكثر يمينية في التاريخ الفنلندي المعاصر.

تسبب ترشيح فيلهلم جونيلا من “حزب الفنلنديون” وزير للاقتصاد في فضيحة حظيت باهتمام دولي أيضاً. والمعروف عن الوزير النازي، انه يحمل شهادة غير معترف بها، وكان يطلق النكات بشأن معسكرات الاعتقال النازي. واحتفل بتسلسل ترشيحه برقم 88، الذي يمثل ترميز للتحية النازية “هايل هتلر، كون الحرف H يحتل التسلسل الثامن في الابجدية. وتحدث الوزير في تظاهرة سابقة للنازيين الجدد.  البرلمان الفنلندي منح الوزير الثقة بأغلبية ضئيلة، لكن حزب ا الشعب السويدي الليبرالي المشارك في التحالف الحاكم صوت ضده. بعد الكشف عن مزيد من المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتغطية الصحفية العالمية واستخدام الرئيس الفنلندي سولي نينيستو صلاحياته الدستورية، قدم جونيلا استقالته أخيرًا. كانت فترة العشرة أيام هي الأقصر لوزير في تاريخ فنلندا.

في الأسبوع الفائت، اختار “حزب الفنلنديون” بديلا له، لكن الاختيار مثل إهانة للشريك الأكبر في التحالف الحاكم. لقد غادر وزير الاقتصاد البديل حزب التحالف الوطني المحافظ، لينظم إلى اليمين الشعبوي. وفي السابق، كانت هناك اتهامات عديدة ضد ريدمان، منها ما تضمنه تحقيق استقصائي نشرته جريدة “هلسنكن ساتومات”. وفقًا للتحقيق حاول الوزير البديل التحرش بمجموعة من الشابات، وحاول السيطرة عليهن بواسطة الكحول. وعلى الرغم من القضاء لم يأخذ بالأدلة في كانون الأول الفائت، إلا أن مسلسل الاتهامات لا يزال مفتوحا. وقال رئيس الوزراء أوربو في مؤتمر صحفي عقده خصيصا لهذا الغرض: “من وجهة نظر الحزب، ما كان يجب أن يكون ريدمان مرشحا أو وزيرا”. والآن هو وزير عن اليمين المتطرف، الذين وصفهم رئيس الوزراء بالقوميين. ويبدو أن الحزب الحاكم يواجه صعوبات في جعل شريكه في التحالف الحاكم تحت السيطرة.  من جانب آخر تصدرت وزيرة الداخلية من “حزب الفنلنديون” أيضا عناوين صحف دولية سلبية، لقد قالت الوزيرة النازية: “ من غير الجائز أن نكون ساذجين، وقريبا سوف لن نكون كذلك”. بالإضافة إلى ذلك يتم الكشف عن المزيد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يحتدم نقاش حاد الاستقطاب، تبنت فيه وزيرة الداخلية مواقف يمينية متطرفة وقحة. وسبق للوزيرة في السابق أن شاركت في رواية المؤامرة حول “إعادة التوطين”، وهي خطة كبيرة مزعومة من قبل “النخب العالمية” لإحلال وافدين من إفريقيا أو الشرق الأوسط، محل   السكان الأوروبيين البيض. وفي الأيام قليلة الماضية، قامت رانتانين وغيرها من السياسيين من “حزب الفنلنديون” بحذف أعداد كبيرة من التغريدات والمنشورات القديمة على فيسبوك.

والتعامل مع التقارير النقدية يتحدث عن نفسه هو الآخر. بعد أن تحدثت إحدى الصحفيات عن الخلفية اليمينية المتطرفة لوزراء “ حزب الفنلنديين”، تعرضت لهجمات من الجيوش الالكترونية. نشر نواب “حزب الفنلنديون” تفاصيل حياة الصحفية لخاصة على موقع تويتر. وبعد أن تلقت بتهديدات بالاغتصاب، أصدرت جمعية الصحفيين الفنلنديين بيانًا ذكّرت فيه بحرية الصحافة. منذ ثلاثة أسابيع تعم الفوضى السياسية والاستقطاب الحاد فنلندا. وفقًا لاستطلاع رأي اجراه اتحاد الصحفيين، يعتقد 28 بالمائة فقط أن حكومة أوربو سوف لن تستمر لمدة أربع سنوات كاملة.

في الأيام المقبلة، سيزور الرئيس الأمريكي جو بايدن فنلندا، التي انضمت إلى الناتو في نيسان الفائت.   كما سيحضر رؤساء حكومات دول الشمال الأخرى. الرئيس الفنلندي سولي نينيستو لم يهتم  حتى الآن بمشاركة رئيس الوزراء المتعثر أوربو في هذه اللقاءات.

 **********************************************************

  الأمم المتحدة: الأرض الفلسطينية المحتلة «سجن مفتوح»

القدس - وكالات

قالت خبيرة أممية، إن «الاحتلال الاسرائيلي حوّل الأرض الفلسطينية المحتلة بأكملها إلى (سجن مفتوح)، حيث يتم حبس المواطنين، ومراقبتهم باستمرار.

وقالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 فرانشيكا ألبانيز خلال استعراض تقريرها أمام مجلس حقوق الإنسان، إن أجيالا من الفلسطينيين عانَوا من الحرمان التعسفي المنتظم وواسع النطاق من الحرية في ظل الاحتلال الإسرائيلي، بسبب ممارسة حقوقهم الحياتية والأساسية.

وخلص التقرير إلى أنه منذ عام 1967، تم اعتقال واحتجاز أكثر من 800 ألف فلسطيني، بمن فيهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً، بموجب قواعد استبدادية تم سنها ومقاضاتها من الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى تعرضهم للاحتجاز الطويل بسبب التعبير عن آرائهم، ويُحرمون بذلك من وضعهم كمدنيين محميين، فضلا عن إلقاء القبض عليهم دون أوامر توقيف، وحجزهم دون توجيه تهم أو محاكمة، ويعاملون بوحشية في الحجز الإسرائيلي.

وأشارت ألبانيز إلى أن النظام القانوني المزدوج الذي تفرضه إسرائيل، ويتم بموجبه تطبيق الأحكام العرفية على الفلسطينيين، والقوانين الإسرائيلية المحلية على المستوطنين غير الشرعيين هو ركيزة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.

وأكدت أن السجن الجماعي الذي يتعرض له الفلسطينيون يهدف إلى قمع المعارضة السلمية للاحتلال، وحماية الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وتسهيل التعدي الاستيطاني الاستعماري في نهاية المطاف.

وقالت المقررة الخاصة إن القوة القائمة بالاحتلال تصوّر الفلسطينيين على أنهم تهديد جماعي لتجردهم من صفتهم المدنية، وتقويض وضعهم كأشخاص محميين بموجب القانون الدولي.

ودعت ألبانيز الدول الأعضاء إلى الوفاء بالتزاماتها بعدم المساعدة أو الاعتراف بالاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي، وضمه التدريجي إلى الأرض الفلسطينية، واستخدام جميع الإجراءات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بموجب ميثاق الأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال.

***************************************************************************

قوات الدعم السريع السودانية ترتكب جرائم عرقية

الخرطوم - وكالات

ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس الثلاثاء، أن “مسلحين قتلوا 40 مدنياً على الأقل في يوم واحد بمنطقة دارفور السودانية مع تصاعد إراقة الدماء لدوافع عرقية بالتزامن مع الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع”.

وأشارت هيئة محامي دارفور، التي تراقب الصراع، في بيان: إلى مقتل عدة شخصيات بارزة في الأيام الأخيرة في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، وقالت إن المتطوعين يواجهون صعوبة في دفن الجثث المتناثرة في الشوارع.

وفي الجنينة، أفاد شهود بوقوع عدة هجمات من الميليشيات العربية وقوات الدعم السريع على قبيلة المساليت غير العربية، وهي أكبر جماعة في المدينة، مما أدى إلى فرار عشرات الآلاف عبر الحدود القريبة مع تشاد.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير جديد إنها وثّقت مقتل ما لا يقل عن 40 مدنياً، بما في ذلك إعدام 28 فرداً على الأقل من جماعة المساليت، في مدينة مستري بغرب دارفور على بعد 45 كيلومتراً من الجنينة.

وجاء في التقرير، أن “قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها حاصرت مدينة مستري في وقت مبكر يوم 28 أيار الفائت واقتحمت المنازل والمدارس وأطلقت النار على المدنيين من مسافة قريبة قبل نهب وحرق معظم أنحاء المدينة”.

وقالت المنظمة إنها أطلعت قوات الدعم السريع على نتائجها ولم تتلق أي رد.

 *********************************************************************

الصفحة السادسة

ثورة 14 تموز 1958 أسئلة حارقة ما زالت تبحث عن إجابات!

د.صالح ياسر

في هذا العام، 2023، تحل الذكرى الـ 65 لاندلاع ثورة الرابع عشر من تموز 1958 والجدل الذي ثار، خصوصا في السنوات الأخيرة، هنا وهناك، في اللقاءات العامة، كما في المجالس والأحاديث الخاصة ما زالت نيرانه مشتعلة ولم ولن تنطفئ. يتمحور هذا الجدل، أساسا، حول موضوعات عديدة من بينها موضوعتا العنف والثورة، التحالفات والقوى المحركة للثورة والقوى المضادة لها، طبيعة تركيبة القيادة العسكرية للثورة ودور الزعيم عبد الكريم قاسم في اندلاع الثورة وفي انتكاسها، التأثيرات الإقليمية والدولية والصراعات بين “الاقطاب الكبار”، وأخيرا وليس آخرا ما إذا كان الذي حدث في 14 تموز 1958 انقلابا أم ثورة.

ويبدو من صياغة بعض التساؤلات ان ثمة شيء من الغموض، أو سوء الفهم، ربما، يرتبط ببعض جوانب المسألة. فالثورة، وهي، كما معروف، عملية موضوعية، لها قوانينها ومستلزماتها وشروطها ومحتواها وتجلياته، وتتحقق عندما تنضج شروطها، تطرح هنا مكانها فعل ارادوي، تجتهد حفنة أشخاص بضرورته، وتنفذه دون حساب لمصالح المجتمع وإرادته.

ويتعارض هذا الطرح مع واقع ثورة 14 تموز ذاتها، على الرغم من أنها بدأت بتحرك عسكري، يذكر بالأعمال الانقلابية التقليدية المعروفة. ذلك ان هذا التحرك كان بمثابة الفتيل الذي أطلق النهوض الثوري لملايين العراقيين، الذين كانوا متحفزين ينتظرون التغيير السياسي والتحويل الاجتماعي. لهذا يمكن القول إن ما حدث في 14 تموز 1958 لم يكن انقلابا عسكريا تقليديا، بل كان فاتحة تحول اجتماعي عميق لو لم يتم قطعه من قبل قوى الردة، يحمل السمات الأساسية للثورة الأصيلة، وهو بهذه الصفة عملية موضوعية، لم يكن من مفر من وقوعها، ولو لم يكن “الضباط الأحرار “ أطلقوها يومذاك، لأنجز غيرهم هذه المهمة. لقد كان الالتفاف الجماهيري غير المحدود حول القيادة العسكرية، هو ما أضفى على حركتها طابع الفعل الشعبي الثوري، لا العمل الانقلابي المعزول عن الجماهير.

 وعند تناول ما حدث في الرابع عشر من تموز 1958، علينا أن نتجنب ذئب التفاصيل، وغواية “السرديات”، وطوفان الأحداث، فكل ذلك كفيل بإغراقنا، وبحصارنا في أنفاق مسدودة، متناقضة، متضادة. فالغرق في التفاصيل قد يكون مغريا، لكنه في نفس الوقت قد يمنع من تكوين نظرة شاملة للحدث والمآل الذي اتخذه، ذلك لأنه يمكن أن ينقضي العمر كله ونحن نناقش التفاصيل، دون أن نصل إلى أي نتيجة، أو تصور كلّي معلل لما جرى!

لكن هذا لا يعنى بالمقابل الاندفاع نحو الاختزال المخل، الذي قد لا ييسر لنا الوصول إلى تصور متوازن، بل إلى إصدار أحكام “قاطعة”، تكون في أغلب الأحيان غير دقيقة.

سوف نترك ذلك كله، لنسأل سؤالا واحدا:

هل كانت ثورة 14 تموز 1958 ضرورية في تلك اللحظة التاريخية التي وقعت فيها؟

نعم، ذلك هو السؤال الاستراتيجي الذي ينبغي الدخول فيه في العمق.

لا بد، إذن، من محاكمة هذه الثورة من خلال كل ما نسب إليها من انتصارات وانكسارات، لا بد من محاسبتها عما تحقق وما لم يتحقق ولماذا؟ لا بد من تحليل الظروف الموضوعية والذاتية، المحلية والإقليمية والدولية التي أدت الى اندلاع هذا الحريق الثوري في الرابع عشر من تموز ولماذا اتخذ هذه الوجهة دون غيرها؟ إنها أسئلة حارقة، وتحتاج الى مقاربات مركبة وليس اختزالية بسيطة، تساعد في  في الكشف عن بعض جوانب هذا الحدث الكبير الذي نحتفل بذكراه الخامسة والستين.

وبالمقابل، كما هو الأمر بالنسبة لقانون الثورات الاجتماعية لم تواصل ثورة تموز صعودها، بل انتكست في لحظة حاسمة من لحظات تطورها لجملة أسباب وذلك في الثامن من شباط المشؤوم عام 1963 الذي حدّد مسارا جديدا للصراع اتخذ طابعا دمويا وقيامات وحروب داخلية وخارجية لا تنتهي توجت بانهيار النظام الدكتاتوري واحتلال العراق. ولهذا فإن المطلوب ليس التباكي على ما حدث من انتكاسة، بل مواجهة النفس، بشجاعة وجهر، بالأسئلة المكتومة في الصدور. نعم، ثمة عشرات من الأسئلة وعلامات الاستفهام، التي تملي مسؤولية الاجتهاد في فهمها وطرحها طرحا صحيحا، من أجل بلورة إجابات عنها، لكي يمكن فهم جذور الانتكاسة وأسبابها الفعلية.

ومن بين تلك الأسئلة: هل ما حدث في 14 تموز كان انقلابا أم ثورة؟ ما هو دور عبد الكريم قاسم في انجاح الثورة وأيضا في المآل المأساوي لها؟ ما هو البعد الديمقراطي في الثورة ولماذا اخفقت في بناء نظام سياسي ديمقراطي؟ ما هي الائتلافات الاجتماعية- السياسية التي تبلورت قبل ثورة 14 تموز وبعد اندلاعها؟ وما هو المشترك والمختلف في تلك الائتلافات قبل وبعد الثورة؟ ما هي اهداف ثورة تموز وما الذي تحقق منها ومن لم يتحقق ولماذا؟ ما هي العوامل والقوى الخارجية، الداعمة للثورة والمناهضة لها؟ النشاط الامبريالي ودوره في عرقلة الثورة والوصول الى غاياتها المنشودة في تحرير العراق من الهيمنة السياسية والاقتصادية الأجنبية؟ الادوار المتباينة للأحزاب السياسية في دعم الثورة والصراعات التي نشبت بين تلك الاحزاب وجذورها الاجتماعية - الطبقية؟ الاصلاح الزراعي والمعركة السياسية والفكرية التي دارت حوله بين خطين متناقضين: خط يريد تطبيق اصلاح زراعي جذري (اجتثاث القاعدة المادية للإقطاع في الريف)، وخط يريد تطبيق اصلاح زراعي يقوم على تحديد سقف الملكية وتعويض مالكي الاراضي من الاقطاعيين؟ وبعبارة أكثر تبسيطاً يمكن القول إن جوهر الصراع، في حقل المسألة الزراعية بعد ثورة 14 تموز 1958، كان يدور حول سؤال حاسم قوامه: أي إصلاح زراعي كان يحتاجه الريف العراقي آنذاك؟

هذه اسئلة، وغيرها الكثير، لم يعد السكوت عنها ممكنا.. فالسكوت هو هروب لأجيال عن مواجهة الحقيقة. وليس هناك من أمل في الوصول الى اجابات مشرعة وصحيحة للأسئلة المرتبطة بتموز الخالد بغير التعامل معها، بجسارة وشفافية، بطريقة التفكير النقدي وبصوت مرتفع بهدف بلورة الدروس للاستفادة منها في الظرف الحاضر حيث المهمات الوطنية – الديمقراطية التي طرحتها ثورة تموز ما زالت تواجهها البلاد حتى اليوم، رغم اختلاف الظروف واختلاف موازين القوى.

من هنا مهمة الجيل الذي عاصر ثورة 14 تموز باندلاعها وتطورها وصخب معادلاتها المحلية والإقليمية والدولية ومآلها المعروف. إنها تتعلق بتوضيح ما حدث وكيف حدث ولماذا حدث الذي حدث/المأساة، وهي أسئلة لم يعد السكوت عنها أو التعتيم عليها – تحت مختلف الذرائع - ممكنا، فالسكوت هو هروب لجيل من مواجهة الحقيقة وترحيل الامر لأجيال قادمة تعيش في عوالم وبيئات جديدة.

وها نحن في السنة الثالثة من العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، فإنه يمكن القول انه ليس هناك من أمل في الوصول الى إجابات مشروعة وصحيحة للأسئلة المرتبطة بثورة تموز بغير التعامل معها، بروح نقدية بعيدا عن المجاملات.

ليس لثورة 14 تموز 1958 كليشة ثابتة ونهائية، نستطيع ان نحدد حقيقتها ودلالاتها، إنها تحكي ممارسات ومواجهات ومعارك وتعرجات وانعطافات وانقطاع وانفصال، وعمليات فرز، في إطار ملابسات موضوعية وذاتية مختلفة. بتعبير آخر، ان حقيقة ثورة 14 تموز ودلالاتها لا سبيل الى تحديدها إلا عبر حركتها التاريخية العامة البالغة التعقيد بما حملته من تناقضات عاصفة وتضارب مصالح محلية وإقليمية ودولية وآفاق وآمال ومحاولات إفشال وتشويه مضمونها الاجتماعي - الطبقي. ولعل هذا هو مصدر الصعوبة في تقيمها من ناحية، ومصدر السهولة من ناحية أخرى، في محاولة تزييف حقيقتها ومهاجمتها.

ان الاحتفاء بهذه الذكرى بما يليق بها يتطلب طرح قضية ثورة 14 تموز 1958 الى النقاش العام مرة أخرى، بهدف التحريض على تقليب الأوراق من جديد وتقديم قراءات تتجاوز الكليشات الجاهزة، قراءات تغوص في عمق الإشكاليات الكبرى التي جعلت حدوث ثورة الرابع عشر من تموز ممكنا وانتكاسها وانحرافها عن الطريق الصحيح ممكنا أيضا لجملة عوامل ومعادلات واستقطابات محلية وإقليمية ودولية. ومن المؤكد ان هذا النقاش سيساهم في الإبقاء على الذاكرة متوقدة، بما يسمح بتجاوز حالات الانكسار والتراجع وعبور الأزمة، ومواصلة العطاء، خصوصا وبلادنا تمر الآن في لحظة تاريخية بالغة التعقيد والصعوبة، لحظة مفتوحة على مختلف الاحتمالات.

إن دروس ثورة 14 تموز 1958 غزيرة سواء في اندلاعها وتطورها وأيضا في انتكاسها. ومن بين كل دروس الثورة ثمة درس مهم هو ان هذه الثورة انتصرت لأنها اعتمدت على وحدة القوى الوطنية والديمقراطية التي ناهضت الحكم الملكي وناصرت الثورة وساهمت في نهوضها.. في حين كان من بين عوامل انتكاستها هو الصراعات التي نشبت بين هذه القوى حيث عجز العديد منها عن فهم طبيعة المرحلة التي دشنتها الثورة وترتيبها – أي تلك القوى- ترتيبا خاطئا للتناقضات بتغليب الثانوي منها على الرئيسي. علما ان النزعات الدكتاتورية لبعض قادة الثورة وعدم رهانهم على الجماهير الشعبية وتردداتهم كان من بين العوامل التي ادت الى في انتكاسة الثورة وتتويج ذلك بثورة الردة الفاشية في الثامن من شباط 1963.

**************************************************************************

من دروس ثورة 14 تموز

سعد عزيز دحام *

تبقى ثورة 14 تموز 1958 محطة تاريخية ذات أهمية كبيرة، حيث تحمل مجموعة من الدروس التي لاتزال تلقي انعكاساتها على الواقع العراقي الحالي، هذه الثورة كانت تحمل في طياتها مبادئ وقيما تستحق التأمل والاستفادة منها.

أحد الدروس البارزة التي يمكن استخلاصها هو القوة الهائلة للشعب، وقدرته على التحرك المؤثر، إذ تعلمنا من تجربة ثورة 14 تموز أن الشعب يحمل القوة الفعلية للتغيير السياسي والاجتماعي، وأن التضامن والتعاون بين أفراد الشعب، يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية رائعة.

كذلك أحد الدروس الأساسية المستخلصة هي ضرورة استعادة السيادة الكاملة للبلد، حيث كانت السيادة هدفًا رئيسيًا لثورة 14 تموز من خلال إنهاء الهيمنة البريطانية، وتحقيق الاستقلال الكامل، مما يعني أنه في الوقت الحاضر ينبغي علينا السعي للحفاظ على استقلال العراق، وتحقيق السيادة الشاملة، في كافة جوانب الحياة.

من الدروس التي لا يمكن تجاهلها هي العدالة الاجتماعية والاقتصادية، إذ سعت ثورة 14 تموز إلى تحقيق التوازن والعدالة في المجتمع العراقي، من خلال إصلاحات جذرية، شملت توزيع الثروة، ومكافحة الفساد، بالتالي ينبغي علينا السعي والنضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وضمان توزيع الثروة بشكل عادل ومنصف، ومكافحة الظواهر السلبية، التي تعرقل تقدم المجتمع.

تعلمنا أيضًا من تجربة 14 تموز، أهمية الاستقرار السياسي والمؤسساتي، إذ تعرض العراق إلى تحولات سياسية متعددة بعد الثورة، مما يجعلنا ندرك أهمية بناء نظام سياسي قوي ومستقر، يعمل على تحقيق استقرار البلاد وتقدمها، وعليه يجب أن نعمل على تعزيز الاستقرار السياسي والمؤسساتي، وتعزيز الحوار والتفاهم بين المكونات السياسية لتحقيق الازدهار.

أخيرًا يجب أن لا ننسى أهمية التواصل والتضامن بين بلدنا والبلدان الأخرى، فقد تم تعزيز العلاقات بين العراق ودول الجوار، خلال تلك الفترة، وهذا يمكن أن يكون درسًا قيّمًا إذ يجب أن نعزز التواصل والتعاون مع دول الجوار، وأن نتعاون في مواجهة التحديات المشتركة، لتحقيق الاستقرار والتقدم في المنطقة بأكملها.

إن تأمل هذه الدروس واستيعابها، يمكن أن يسهم في تعزيز التقدم والاستقرار في الواقع العراقي الحالي، ومن ثم تساهم في تحقيق الأهداف المجتمعية المنشودة.

ــــــــــــــــــــــــ

*المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي في هولندا.

*****************************************************************************

الأسباب التي استندت إليها ثورة ١٤ تموز

زهير كاظم عبود

تراكمت المواقف والسياسات التي انتهجتها حكومات العهد الملكي، وتوسعت المعاناة التي كانت تعانيها الطبقات المسحوقة في المجتمع العراقي، وتم تضييق الخناق على الحركات السياسية الوطنية، وبالتالي اغلاق وتعطيل منافذ الحرية واسس وقواعد المجتمع المدني التي نص عليها الدستور، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الخانق الذي كان يعاني منه الفلاحون والعمال بشكل خاص، والطبقة المتوسطة بشكل عام، بالتزامن مع حالة التذمر التي كانت تعاني منها القوات المسلحة والشرطة والموظفون، مع عوامل أخرى أدت بالنتيجة إلى تأجيج حالة المعارضة والتطلع إلى وسائل وسبل التغيير الشامل الذي يعتمد على النضوج السياسي والفكري لعدد من الأحزاب الوطنية وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي، للاندفاع إلى تحقيق الرغبة العارمة التي يتطلع لها المواطن العراقي مهما اختلفت قوميته او ديانته او فكره السياسي، لتصبح حالة المطالبة بالتغيير موقفا وطنيا ملحا، وما جعل هذا الهدف متينا وراسخا المواقف التي انسجمت بها بعض الأحزاب التي شكلت تحالفاتها في اطار جبهة الاتحاد الوطني التي تشكلت في العام ١٩٥٧ والتي شكلتها ٤ أحزاب وطنية (الحزب الشيوعي وحزب البعث وحزب الاستقلال والحزب الوطني الديمقراطي) دليلا على توحد الهدف الاسمى وتقارب المواقف السياسية.

كانت الأجهزة الأمنية والمحاكم العرفية والاحكام الجائرة والقوانين الرجعية تدل على انحسار الحريات وعدم الاستماع لصوت الشعب، والاستخفاف بالحركات السياسية، كما ان إصرار الطبقة الحاكمة على تقييد العراق بمعاهدات مع الدول الاستعمارية تخل بمفهوم السيادة والمصلحة الوطنية، واتساع فجوة الفوارق الطبقية وخصوصا بين الاقطاعيين والفلاحين، وانتشار البطالة والفقر والعوز نتيجة السياسة الاقتصادية الفاشلة، وكانت حالة الرفض التي يعبر عنها الشارع العراق بالتظاهر السلمي يواجه بأساليب همجية وجائرة وقمعية، وبين الحكام في العهد الملكي بشكل عام تمسكهم بتجاوز الفصل بين السلطات والتعدي على القضاء، واللجوء إلى المحاكم الاستثنائية والخاصة لإصدار قرارات الحكم التي لا سند لها في القانون.

إن حالة الاستبداد واللجوء إلى العنف واستعمال أساليب غير قانونية في تعذيب المواطنين، واطلاق يد التحقيقات الجنائية لتمارس دورا بشعا وغاية في الخسة في ملاحقة الوطنيين وسلوك وسيلة النفي إلى مناطق نائية وبعيدة، واسقاط الجنسية كرد فعل لمواقف سياسية وطنية عن بعض الشخصيات، وتلك الاحكام الجائرة والبعيدة عن التطبيق القانوني السليم التي يصدرها بعض العسكريين المقربين من النظام ودون ان يتم توفير جميع الفرص التي يلزم القانون توفيرها للمتهم، واستعمال الأسلحة النارية في معالجة التظاهرات واصابة عدد من المواطنين واستشهاد بعض منهم.

العوامل الأساسية التي دفعت الشعب للتفكير بالثورة او التمكن من تغيير نظام الحكم دفعت بعض الشخصيات الوطنية من أبناء القوات المسلحة لتنفيذ هذا التغيير، والقوات المسلحة لم تكن بعيدة عن الاحداث والمعاناة التي يعانيها الشعب، وما تشكيل خلايا الضباط الاحرار الا تعبير أكيد عن تلك المواقف التي انحاز بها ضباط الجيش العراقي إلى صفوف أبناء العراق المدنيين، من الذين عقدوا العزم على اجراء التغيير الجذري لنظام الحكم الملكي، ومن ثم تحويل تلك الانتفاضة العسكرية إلى ثورة اجتماعية تتناسب مع الواقع العراقي وقيام الجمهورية الأولى. 

اعتمدت أجهزة النظام الملكي بشكل عام على دور أجهزة التحريات الجنائية والاستخبارات، وعلى قوة وقسوة وقابلية الاقطاع في القمع، وعلى إثر ذلك توضحت للمتابع تلك الفجوة التي توسعت بين السلطة الملكية وبين الشعب، اعتمادا على مبدأ عدم مسؤولية الملك والوصي التي ينص عليها الدستور، إلا ان حالة الوعي والمتابعة الدقيقة للقوى السياسية الوطنية خلق هذا النهج الذي قلب المعادلة وأسقط بيد النظام الملكي، ملبيا الحاجة التي كان الشعب يتطلع اليها ويؤيدها ويحميها. ابتعد النظام الملكي عن نصوص القانون الأساس (الدستور) فلجأ إلى القوانين والتشريعات التي تقمع الحرية وتلغي الديمقراطية، معتمدا على هياكل كارتونية متمثلة بمجلس النواب دون أي اعتبار لإرادة الناس، ولا يمكن للمتابع ان ينسى دور النظام الملكي في تزييف وتزوير الانتخابات، وتعطيل عمل الأحزاب الوطنية المعارضة للسلطة، وغلق الصحف الوطنية المعارضة، والقيام بحملات الاعتقال وانتهاك حرمة المساكن، وابتكار سجون ومعتقلات تحت ظروف مناخية وجغرافية معقدة، واللجوء إلى الفصل والطرد من الوظائف والاعمال،واعتماد المجالس العرفية بديلا عن المحاكم لإصدار الاحكام القاسية بحق العراقيين،و استمرار الحملات الإعلامية التي تحارب الأنظمة الوطنية في المنطقة، والارتباط مع بريطانيا بمعاهدات تقيد سيادة وحرية العراق.

وبقي النظام الملكي معتمدا على المؤسسة القمعية، ومعتقدا ان تحالفاته مع بريطانيا كفيلة بحمايته، دون ان تدرك ان تلك الممارسات تدفع بها إلى الهاوية وتضعف من موقفها وتحقق بالتالي مطلب العراقيين بأحداث التغيير الجذري الذي يلبي مصالح المجتمع العراقي عموما ويتجاوز السلبيات التي نهجها النظام الملكي، واعتماد الديمقراطية والحريات التي تتناسب مع واقع حال العراق، وتدفع بالحياة السياسية إلى التمسك بمنهج الدولة المدنية.

************************************************************************

الصفحة السابعة

هموم تموزية

إبراهيم إسماعيل

كلما حلّ موعد إحتفال العراقيين بعيدهم الوطني الحقيقي، يوم قيام الجمهورية وتحرر البلاد من هيمنة الإستعمار البريطاني ومن قيود حلف بغداد وإنطلاق مسيرة الإعمار وإشاعة شيئاً من الحريات وتنفيذ إجراءات مهمة على طريق العدالة الاجتماعية كقانوني الإصلاح الزراعي والعمل، وعلى طريق الإستقلال الإقتصادي كقانون التخلص من التبعية للجنية الإسترليني و قانون رقم 80، الذي عادت بموجبه ملكية جميع الحقول النفطية غير المكتشفة الى العراقيين، تتصاعد أصوات كثيرة تحاول الإساءة للحدث التاريخي العام، وتحميله مسؤولية الفشل في قيام نظام وطني ديمقراطي في البلاد حتى الأن، رغم مرور 65 عاماً على قيام الجمهورية، ومعتبرة ما جرى عام 1958 إنتكاسة للتحولات “الديمقراطية” التي كان من المنتظر حدوثها على يد السلطة الملكية. 

ورغم أن من العبث الرد على مدفوعي الأجر أو من يغلق عينيه وأذنيه ولا يريد أن يعرف الحقائق كما جرت، فإن من حق الأجيال الشابة من العراقيين التعرف على ماضي بلادهم القريب، والتمّكن من فرز الحق عن الباطل، كما أن من البداهة بمكان، الإصغاء الى من له رأي موضوعي مخالف والحوار الهاديء معه.

ديمقراطية «الباشا»!

شكّل تكوين المملكة العراقية على يد المستعمر البريطاني، الذي رسم حدودها وفق مصالحه وإستورد لها ملكاً عربياً هاشمياً وأوجد له قاعدة إجتماعية من الإقطاعيين والتجار والمصرفيين ورجال الأعمال، بداية المشكلة، حيث بقيت الدولة الحديثة غريبة عن المجتمع وعاجزة من أن تتحول الى نظام ديمقراطي، بسبب الفشل في بلورة الهوية الوطنية الجامعة و تمّركز الثروة لدى قمة السلطة مقابل غالبية معدمة، تعاني حرماناً من الثروة الوطنية ومن الخدمات ومن المشاركة في الحياة السياسية، ذلك الحرمان الذي شمل حتى البرجوازية الوطنية. وأدى تفاقم المشكلة الى تقليص الدور الشكلي للمؤسسات الدستورية وممارسة العنف من أجل حماية الإستبداد والتلكؤ بتنفيذ برامج الإعمار(1). وهكذا، فإن وصف البعض النظام الملكي بالديمقراطية لا علاقه له بالموضوعية، خاصة وإن إدعاء الديمقراطية ليس كافياً لتمثلها فكرا وسلوكاً مهما دقت طبول التزويق لأدعيائها (2).

ديمقراطية «الزعيم»

إن عدم الإعتراف بما يسمى ديمقراطية النظام الملكي، لا يلغي النقد الذي يجب توجيهه الى السلطة التي حكمت البلاد بعد الثورة، فرغم إستراتيجية التحديث التي تبنتها، كأهم قاعدة لبناء الدولة المدنية الديمقراطية، عبر إنصاف النساء ودمجهن في النشاط العام للمجتمع، وإطلاق حملات لمحو الأمية، وتحقيق توزيع أكثر إنصافاً للثروة و لبرامج التنمية والخدمات، وإطلاق حريات واسعة كحرية الإبداع والإعتقاد والبحث العلمي والتنظيم السياسي والنقابي، وبناء المساكن والمدارس والمستشفيات، فإنها إحتكرت قسماً غير قليل من السلطات، وأغفل الدستور المؤقت الذي أصدرته تحديد فترة الإنتقال نحو حياة دستورية ديمقراطية، دون أن تعتمد على تفويض شعبي قانوني، رغم إنه كاد أن يكون مضموناً من خلال التأييد الجارف لأغلب العراقيين للسلطة وزعيمها الوطني والنزيه عبد الكريم قاسم. ولعل التناقض الواضح بين الإجراءات التغييرية والإنجازات التقدمية وبين تبني المركزية الشديدة والميول الفردية، ساعد كثيراً في نجاح الشقاة في وأد الثورة يوم 8 شباط 1963.

القضية القومية

ومن بين القضايا التي يُروّج لها اليوم ضد 14 تموز، ماحدث من صراع مؤسف بين سلطتها والحركة التحررية الكردية، والإدعاء بعدم وجود أي تمييز وإضطهاد قومي أيام الحكم الملكي. وللتأكيد على بطلان الإدعاء الأخير نشير فقط الى الثورات المسلحة التي قام بها الكرد ضد الملكية أعوام 1921 و 1931 و 1943 والإنتفاضات الشعبية التي سُحقت كلها بالقوة الغاشمة. كما يمكن لأي مقارنة منصفة أن ترينا الفرق بين تأمين الحقوق قبل 14 تموز 58 و بعدها. 

لقد ساهمت جماهير الشعب الكردي، كباقي العراقيين في النضال متعدد الأشكال من أجل حرية البلاد وسعادة شعبها، كما كان للكرد دور في تنظيمات الضباط الأحرار. وكانت الثورة وفيّة لهم منذ أيامها الأولى، حيث أُشركوا في مؤسسات الدولة المختلفة وتم الإعتراف بشراكتهم في الوطن، عبر المادة الثالثة من الدستور، وصدر عفو عن المعارضين والسياسيين الكرد المعتقلين، وإستقبل المنفيون منهم إستقبال الأبطال الوطنيين، وأسست مديرية المعارف الكردية وسمح بالتدريس باللغة الكردية وتم طباعة مئات الألوف من الكتب بها وأجيزت الصحف والمنشورات الكردية.

غير أن النكوص الذي أصاب علاقة قيادة الثورة بطرف رئيسي من الحركة الوطنية الكردية، جاء كما هو معروف جراء تأثير العناصر الشوفينية على قيادة السلطة في بغداد من جهة وتأثير إقطاعيي كردستان ممن تضررت مصالحهم الطبقية بقانون الإصلاح الزراعي من جهة ثانية إضافة الى التدخل التأمري لدول المنطقة والإمبريالية العالمية (3). ومهما كانت التبريرات، فإنها لم تستطع أن تقنع أحداً منذ تلك الأيام، حيث تبنى الشيوعيون وكل الوطنيين شعار السلم في كردستان ودعو لحل سلمي يحمي منجزات 14 تموز ويحقق للشعب الكردي مطامحه المشروعة. 

القضية الفلسطينية

تبنت سلطة ثورة 14 تموز القضية الفلسطينية منذ البداية كقضية رئيسية من قضايا التحرر الوطني التي تهم شعبنا العراقي. ويسجل لها شكلاً متميزاً للتبني، حيث لم تكتف قيادة الثورة بالدعم السياسي والدبلوماسي والمالي والإعلامي وغيره فحسب، بل ودعت لفسح المجال أمام الفلسطينيين أنفسهم لإدارة قضيتهم بحرية ورفع الوصاية عنهم وأسست لأول مرة قوات عسكرية لخوض كفاح مسلح ضد مغتصبي أرضهم وديارهم.

وعموماً لا يمكن لأي منصف أن يقارن هذا التبني، مهما كانت للمرء من إنتقادات عليه، بما قامت به حكومات الملكية، سواءً في التبعية للإنكليز، الأباء الروحيين لمآساة فلسطين أو في مهزلة تزويد الجيش بسلاح فاسد خلال معارك 1948 أوتنفيذ مخطط صهيوني لتهجير اليهود العراقيين الى إسرائيل، وهو ما كشفه مؤخراً المؤرخ البريطاني الاسرائيلي آفي شلايم، في كتابه “ثلاثة عوالم: مذكرات عربي يهودي”، حيث فضح فيه الدور الذي لعبته الموساد لعزل يهود العراق عن مجتمعهم، وهو دور بنت عليه حكومة بغداد أنذاك حملتها لتهجير أكثر من 110 ألف يهودي عراقي الى فلسطين، والتضييق على من يرفض منهم ذلك. وما القمع الذي سلطه أزلام نوري سعيد على مناضلي عصبة مكافحة الصهيونية، والذي وصل لإعدام العديد منهم، سوى دليل أخر على تأمرها ضد القضية الفلسطينية (4).

ـــــــــــــــــــــــ

  1. وصل العجز المالي في عام 1957 الى 5.8 مليار دولار.
  2. يشير الراحل محمد حديد الى تحول حلف لموجّه للسياسة العراقية العامة، حيث بسببه ألغيت اجازات جميع الأحزاب وعطّلت صحفها والصحف الأخرى غير الحزبية التي كانت تنتقد الحكومة. وحدّدت حرية الاجتماع والتظاهر، وأخذت هذه المظاهر تقمع بشدة. وبات النظام البرلماني شكلياً حينما ألغي المجلس الذي كان قد انتخب سنة 1954 لفوز بعض المعارضين بعضويته.
  3. في عام 1960، قام السفير البريطاني في بغداد، همفري ترفليان، بزيارة الأقطاعيين في كردستان، وأنفق نصف مليون دينار لتأليبهم ضد قاسم وإصلاحه الزراعي.
  4. ومن سخرية القدر أن يجتر الصداميون، ومن هم على شاكلتهم، ذات التهم “السعيدية” على تلك المنظمة وشهدائها المكافحين لأسقاط الصهيونية.

*************************************************************************

14 تموز 1958 والطبقة العاملة

فيصل الفؤادي

شكلت ثورة 14 تموز انتصارا كبيراً لأنصار إقامة الدولة المدنية الديمقراطية في العراق، حيث أُشركت كل المكونات العراقية في إدارة الدولة، وراحت تتبلور هوية وطنية جامعة. كما أُنجز العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية واستعيدت نسبياً الثقة بين الدولة وقاعدتها الاجتماعية، ورُسمت معالم أولية لتنمية وطنية مستقلة. كما خطّت حكومة 14 تموز خطوات مهمة على طريق العدالة الاجتماعية عبر تغيير الملكية الزراعية للأرض ودمج الفلاحين في النشاط الاقتصادي والسياسي ودعم النشاط الإنتاجي للبرجوازية الوطنية. وقد تم إنشاء العشرات من المنظمات الجماهيرية والجمعيات والنقابات التي سعت لتعبئة الجماهير وجذبها إلى العمل من أجل الحرية ولقمة العيش وبالتالي تحقيق التحول الديمقراطي سياسياً واجتماعيا.

كما شرعت الثورة بتنمية اقتصادية ذات جوهر إنساني، فسُنّت قوانين جديدة للضرائب، تخفف نسبياً عن كاهل الكادحين وتمكّن الدولة من تقديم الخدمات للناس وتقلل الفوارق الطبقية وتحقق شيئا من التكافل الاجتماعي، والذي ضمن بدوره زيادة الأجور بنسبة 52% ورفع مداخيل الناس وخاصة شغيلة المدن، وتم إصدار قانون الضمان الاجتماعي المرقم 27 لسنة 1960، وتشييد أحياء الفقراء في مدينتي الشعلة والثورة، وتخفيض أجور المساكن والمحلات الصغيرة (قانون رقم 6 لعام 1958)، الأمر الذي وفّر أماناً أسرياً عاماً، كان مفتقداً، مما ساعد الناس على الاهتمام بتعليم أبنائهم.

وغيّرت الثورة أحوال العمال ايجابيا بشكل كبير، فحددت ساعات العمل بثمان ساعات، ووضعت حداً أدنى للأجور، وشيّدت مساكن للشغيلة وألزمت اصحاب المصانع ببناء دور للعمال (حسب القانون رقم 84 لسنة 1958)، وأطلقت حرية التنظيم النقابي والمهني، واقامت صندوقاً لتقاعد الموظفين والمستخدمين. وكان لهذه التغييرات تأثيرات هامة على شعبية التعليم وانشداد العمال والشغيلة وأبنائهم لمتطلباته.

أن هناك نماذج لا تحصى من الانجازات الايجابية التي حققها العمال العراقيون بعد ثورة تموز، ولاسيما في مجال الانتاج الاقتصادي والتنظيم النقابي ومقاومة مخلفات العهود السابقة، إلى جانب الصور الرائعة التي تفوق الحصر. كما وجدت نماذج سلبية وسيئة، نسبت زوراً إلى العمال دون مشاركتهم بها، او دست عليهم بوسيلة أو بأخرى.

كما تركت لنا سنوات نضال الطبقة العاملة العراقية ارثا كبيرا في قانون العمل ومشاركة العمال فيه. يقول النقابي طالب عبد الجبار (وتحت الحاح العمال ونقاباتهم والمكتب التنفيذي للنقابات، اضطرت وزارة الشؤون الاجتماعية في نيسان 1959 إلى تأليف لجنة مهمتها تعديل قانون العمل. وقد شارك في اللجنة ممثل عن المكتب التنفيذي) . ويضيف (وكانت اهم التعديلات التي ادخلتها بموجب قانون التعديل الثاني الجمهوري رقم 71 لسنة 1959 شمول القانون لبعض العاملين بأجور في الزراعة وزيادة نسبة التعويضات عن اصابات العمل او بسبب العمل واشراك النقابات في فض المنازعات التي تنشا عن العمل وتلك الناجمة عن تطبيق القانون، وتقليص ساعات العمل إلى 46 ساعة في الاسبوع وزيادة الاجازات المرضية والاعتيادية وضمان حرية العمل والتنظيم النقابي).

لقد ناضلت الطبقة العاملة في السنوات السابقة لثورة تموز 1958، وقدمت الكثير من المآثر البطولية والشهداء وساهمت من خلالها في تقويض دعائم الحكم الملكي وإسقاطه في ثورة تموز المجيدة، حيث ربطت نضالها الاقتصادي بالنضال السياسي، وهو ما تحقق لاحقا.

لقد تحققت الثورة بنضال جماهير الشعب وقواها الوطنية وطبقتها العاملة، التي تفاعلت مع قيام الجمهورية في العراق. ودعا المكتب التنفيذي بشكل علني إلى تكوين المنظمات النقابية على صعيد المهن المختلفة لتأسيس النقابات العمالية في مختلف مدن البلاد. كما تم فرض تطبيق قانون رقم 1 لعام 1958 الذي تم تشريعه قبل أشهر اي في 16 اذار 1958 من قبل سلطات النظام الملكي واعتبرت بنوده نافذة المفعول من الاول من ايلول 1958 اي بعد ستة أشهر من تشريعه. وقد عّدل قانون رقم 1 بالقانون رقم 82 لسنة 1958 ثم بالقانون 71 لسنة 1959.

ويشير كاتب كتاب “ربع قرن” النقابي طالب عبد الجبار إلى التجربة السابقة التي ناضلت فيها الطبقة العاملة ونقاباتها. لقد كانت هذه الفترة تجربة جديدة وحريّة بالتقدير بالنسبة للحركة النقابية العمالية في العراق، زودت العمال بدروس ثمينة في مسألة التحالفات الطبقية والجبهة الوطنية، كما اغنت من وعيها السياسي كثيرا. وستظل هذه الفترة من الحركة النقابية حلقة مضيئة في مسار الحركة العمالية باعتبارها التجربة الاولى في العمل النقابي العلني الواسع في عهد الاستقلال.

وعلى الصعيد العربي، واصل الاتحاد العام لنقابات العمال، نشاطه، ومتن علاقاته، بالعديد من الاتحادات والمنظمات النقابية على امتداد الوطن العربي، ساعياً إلى تخليص الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، آنذاك، من سيطرة فئة الارستقراطية النقابية على قيادته، والعمل الجاد لتعزيزه وتوطيده، وتطويره، ليكون قادرا حقاً على تبوء مسؤولياته الجسام.

ولعبت الحركة النقابية العراقية بقيادة اتحادها العام دورا كبيرا في الدفاع عن مكتسبات الثورة والدفاع عن الجمهورية الفتية وحققت انجازات كبيرة للطبقة العاملة وكذلك الحقوق القومية للشعب الكردي ودافعت عن حقوق الاقليات وعن حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته على أرضه.

وانغمر العمال في النشاط النقابي وانتسب إلى النقابات عشرات الآلاف منهم. فاستطاعت الحياة النقابية الحرة، استقطاب كافة القوى النقابية المخلصة واستثمار جميع الكفاءات التي تمتلكها الكوادر النقابية ذات التجربة القديمة مع الطاقات الشابة الجديدة، لإرساء المنظمات النقابية على اساس مبادئ الديمقراطية النقابية والسير حثيثا وفق نهج طبقي ثوري ثابت، دفاعا عن مصالح الطبقة العاملة، ودعما للثورة والعمل الجاد لتطويرها صوب تحقيق مصالح الشعب الوطنية الديمقراطية.

ويمكن تلخيص أبرز المظاهر السياسية التي اتخذها المؤتمر العام لنقابات العمال بما يلي:

  1. ان المصالح الطبقية للعمال جزء لا يتجزأ من المصلحة الوطنية.
  2. ان النظام الاستعماري هو العدو الرئيسي للطبقة العاملة العراقية والشعب العراقي.
  3. ان تحالف العمال مع الفلاحين والكسبة هو الضمانة الرئيسية للتقدم الاجتماعي والديمقراطي.
  4. الدعوة إلى تصفية بقايا الاستعمار والتضامن مع القوى الوطنية العربية، ومن اجل الدفاع عن حقوقهم وحياتهم النقابية.
  5. المطالبة بقبول الصين الشعبية عضوا في هيئة الامم المتحدة.
  6. إرسال رسالة تحية إلى العمال العرب وكافة الاتحادات العمالية في الاقطار العربية.

7-الدعوة إلى مضاعفة نضال الاتحاد القومي والوطني ضد الاستعمار والرجعية البغيضة ومؤامراتها.

ومن أهم نتائج مؤتمرات النقابات العمالية:

  • اعتبار الاول من ايار عيد العمال، عطلة رسمية يحتفل فيها العمال.
  • أصبح الاتحاد العام لنقابات العمال عضواً في الاتحاد العالمي لنقابات العمال، اضافة إلى اشتراكه في اجتماعات ومؤتمرات الاتحاد العالمي للنقابات.
  • كما قدم الاتحاد العام لنقابات العمال، مسودتي قانون العمل وقانون تقاعد العمال، وحق النقابات في الصناعة الواحدة او المتشابهة او المتصلة من حيث الانتاج في تكوين اتحاد مهني واحد.

وهكذا ومن خلال الدعم الكبير الذي قدمه الحزب الشيوعي العراقي إلى نشاطات وفعاليات الاتحاد والنقابات بصورة عامة، أصبحت الطبقة العاملة صاحبة التغيير والتأثير ونمت في الحجم والتأثير والفاعلية، وصار هناك ما يقارب الربع مليون عضو نقابي، وتنامى الوعي الطبقي والمهني. وقد وضع هذا التطور الطبقة العاملة العراقية وحزبها الشيوعي على اعتاب مرحلة جديدة من المواجهة مع البرجوازية وبالذات مع اشد اجنحتها يمينية ورجعية، وهي مرحلة تمتد جذورها إلى البدايات الاولى من الصراع.

ــــــــــــــــــــ

المصادر

-النقابي طالب عبد الجبار، ربع قرن من تاريخ الحركة النقابية العمالية في العراق ص 52

- نفس المصدر السابق ص   53

-ابراهيم حسين لمحات من تاريخ الحركة النقابية العراقية سنة بلا مصدر سابق ص 35 و36

-الثقافة الجديدة –قائد نقابي–الدور المجيد لحركة العمال النقابية في ثورة 14 تموز 1958 عدد145 اب 1983 ص 113-

-المصدر السابق ص110 و111

-ابراهيم حسين لمحات موجزة من تاريخ الحركة النقابية العراقية ص38

-النقابي هاشم علي محسن مصدر سابق ج5 ص 84

-ابراهيم حسين مصدر السابق ص46

***********************************************************

هل قُتلت 14 تموز بالحرية التي أوجدتها؟

عبد جعفر

هل ثورة 14 تموز عام 1958، حدث وقع وانتهى، أم لا زلنا نستلهم منها العبر ونعاني أيضا من أخطائها؟

الحصان أصبح جامحا خارج إسطبله، هكذا وصف الغربيون الحدث الذي أذهلهم، وبدأوا يفكرون بكيفية إعادته إلى حظيرته بشكل يتوافق مع مصالحهم. وكانت أول لغة استخدموها ضد (المتوحشين) الذين تلمسوا طريق الانعتاق، هي لغة الأساطيل والتدخل العسكري، وكادوا يقتربون من مهمتهم (النبيلة) في ذبح المتمردين، لولا التلويح السوفيتي آنذاك بالمعارضة القوية، بالإضافة إلى شجاعة الشعب وقادة الثورة في عدم التراجع وإعلان التوبة وطلب المغفرة.

انطفأت المواجهة ولكن النار أصبحت تحت الرماد، ومديات الحرية أصبحت واسعة، ولكن سلطة العسكر بدأت تحت وطأة حرية (لا طاقة لهم على احتمالها) وضعف قائدها بإدارة الصراع، متلمسا طريقة (لعبة التوازنات)، بدون أن يعي أن سلطة القمع السابقة مازالت دون تغيير، ورجالها وعسكرها خرجوا إلى الضوء ولكن بشارات وأزياء (جمهورية) براقة، ليس هذا فحسب، بل تحول قسم من الضباط الأحرار إلى أعداء للثورة التي ساهموا بها.

وعلى صعيد آخر كان الشعب وأقصد الفقراء منهم (بين حانة ومانة) يؤيد الثورة كونها حققت ما لم تحققه حكومات سابقة من إنجازات، ولكنه يجلد في سجونها ويطارد من قبل قوى الثورة المضادة في الريف والشارع والقضاء، بدون رادع.

ومن الأمثلة البسيطة.

شاب يسير بدراجته الهوائية الجديدة فرحا بها، يوقفه رجال أمن، وما أن رأوا صورة صغيرة لقائد الثورة (الزعيم قاسم) على مقود دراجته، استنكروا فعلته، حتى انهالوا عليه بالضرب، وكسروا عجلته وسط ذهوله، وكلما يقول لهم:

-إنها صورة الزعيم وليس الملك!

يستمرون بضربه.

هذه الحادثة لم تكن الأولى ولم تكن الأخيرة ضد المواطنين، وكان الزعيم (الأوحد) يخطب ساعات طويلة كل ليلة ويعد أنه سيقطع الأيادي التي تمتد بالظلام، وأنه.. وأنه .. وأنه..

ولا حياة لمن تنادي.

بعد ثلاثة أعوام أي في أيلول (سبتمبر) عام 1961، اشتعلت الحرب في كردستان، والمتآمرون وقوى الثورة يتبادلون الصدامات، والحكومة أخذت تمارس الإعدامات لليسار واليمين، والمشكلة لم تحل بل ازادت سوءا، وسط تبادل الاتهامات. قوى اليسار في دوامة التردد، تؤيد الثورة، ولكن لا تعرف ماذا تفعله اتجاه زعيمها وتخبطه.

البعض في قادته كان يرى ضرورة إسقاط (قاسم) مادام هنالك للحزب الشيوعي قوة في الجيش والشارع، واستلام السلطة منه، وتصحيح مسار الثورة ولجم القوى المضادة المتصاعدة والمتعاونة مع شركات النفط والقوى الإقليمية والمخابرات الدولية، بينما يرى البعض الآخر أنها محاولة مستعجلة في استلام حزب شيوعي في بلد إسلامي السلطة، وكان (السوفيت) قد وقفوا مع هذ الرأي واعتبار حكومة قاسم وطنية معادية للإمبريالية والاستعمار.

ورغم الاختلافات والتباينات، وجه الحزب إنذارا لمنظماته وخصوصا العسكرية،  وتكررت الإنذارات حتى مل الأعداء منها، ولما جاء الانقلاب الفاشي، كان الوقت متأخرا، ولم تفلح المقاومة الباسلة التي أبداها الشيوعيون وأصدقاؤهم في وقف زحف القطعان الفاشية من استباحة البلاد بالدم والقتل والسجون...وأستمر هذا المسلسل لحد الآن وبإشكال مختلفة.

ولو عاد التاريخ إلى الوراء، لندم قائد الثورة ومؤيدوه في إتاحة الحرية للأعداء بالتآمر (محاولات الشواف، أحمد حسن البكر، رشيد عالي الكيلاني، محاول اغتيال الزعيم وغيرها) لأنهم لم يفرقوا بين الشعب وأعدائه، وبين من له مصلحة في استمرار الثورة وإنجازاتها ومن يتآمر عليها لأنها أضرت بمصالحه.

هكذا كانت قفزة العسكر السياسية في تموز، في الهواء، دون أن يؤمِنوا بالديمقراطية السياسية، أو يؤمّنوا جانب الدفاع عنها من خلال برلمان شرعي يوطد الحكم، ولم يقدموا على تسليح الجماهير أمام مد القوى الرجعية التي وجدت الطريق سالكا لها في وصولها الدموي إلى دفة الحكم.

واليوم تعطينا 14 تموز الحكمة والدرس؛ إن من يدعي الديمقراطية، عليه أن يكون ديمقراطيا حقا، والذي يريد أن يخدم البلاد لا يمكن أن يحولها إلى ضيعة شخصية له، مثلما هو حاصل اليوم، ويتقاسمها مع أمثاله. فإنجازات تموز رغم فقر الامكانيات آنذاك والصعوبات التي واجهتها، وعمرها القصير، تفوق كثيرا ما قدمته حكومات النهب والفساد منذ السقوط عام 2003 ولحد الآن. وقد أعطى زعيمها الشهيد مثالا، في بياض اليد والعفة والبساطة في سكنه ومعيشته وملبسه وعدم استغلال المنصب.

فسلام لك يا تموز يوم ولدت، ويوم صلبك على يد قطعان الفاشية. وكما قال الشاعر يانيس ريتسوس:

(إن كان هو الموت دائما.

فهو يأتي تاليا.

الحرية، أبدا، هي الأولى.)

***********************************************************************

الصفحة الثامنة

النساء الأرامل في العراق أسيرات العوز وغياب الدعم لحكومي

بغداد- طريق الشعب

تواجه إسراء مؤيد (38 عاما) مع أطفالها الثلاثة، ظروف حياة قاسية بعد وفاة زوجها قبل ثلاث سنوات إثر مرض مفاجئ.

وتقول إسراء لـ ”طريق الشعب”، بعد وفاة زوجي أجبرت على العودة إلى دار أهلي الذين تحملوا رعاية أبنائي قدر الإمكانيات على الرغم من الدخل المادي القليل الوارد إليهم من عمل والدي الذي يعمل بائعا في أحد المراكز التجارية.

وتذكر أن أهل زوجها تخلوا عن تقديم أي شكل من اشكال الدعم لأبنائها بعد وفاة والدهم، بل وصل الحال إلى انقطاع التواصل وحتى السؤال البسيط.

وبخصوص أحقية شمولها بالرعاية الاجتماعية تفيد أن “راتب الرعاية الاجتماعية الذي يمنح للأرامل قليل ولا يسد شيئا من متطلبات المعيشة اليومية الصعبة، كما أن إجراءات المعاملة معقدة وتحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لإنجازها، إضافة إلى معارف شخصية (واسطات) تسهل إجراءات المعاملة”.

وتلفت إلى أن ظروف الحياة الصعبة بعد وفاة زوجها ورغبتها بتربية وتعليم أبنائها أجبرها على العمل في إحدى الحضانات الأهلية للأطفال مقابل مبلغ مالي 200 ألف دينار شهريا.

ومر اليوم العالمي للأرامل الذي يصادف في 23 حزيران من كل عام مرور الكرام هذا العام، ولم تلتفت السلطات إلى اتخاذ أي قرارات للارتقاء بواقع حال هذه الشريحة الواسعة من النساء الأرامل وهن يواجهن ظروف حياة قاسية بعد غياب المعيل.

غياب الإحصائيات

ولا تملك وزارة التخطيط إحصاءً دقيقا حول عدد الأرامل، إذ يقول المتحدث باسمها عبد الزهرة الهنداوي إن “الأرقام التي نمتلكها قديمة، وهي لا تظهر نتائج تتطابق مع الواقع الحالي، لكن الوزارة تعتزم العمل على مسح جديد لإحصاء هذه الشريحة، بالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية”.

ويتوقع الهنداوي أن “عدد النساء الأرامل يتخطى حاجز المليون أرملة، خاصة بعد أزمة كورونا التي حصدت أرواح الكثير”، منبها إلى أن “النسبة الأكبر من الأرامل هي للترمّل الطبيعي، أي النساء التي يتعدين أعمار الخمسين عاما”.

وتعود آخر إحصائية رسمية إلى 2016 إذ أكدت وزارة التخطيط أن عدد الأرامل في العراق من سن 12 عاما فما فوق بلغ 850 ألف أرملة، لافتة إلى أن هذا العدد لا يشمل محافظتي الأنبار ونينوى، غير أنه شمل محافظات إقليم كردستان أيضاً.

العدد أصبح أكبر

في السياق تؤكد الناشطة النسوية هناء إدور في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، أن “معظم الإحصاءات تعود إلى وقت بعيد، وجرى تقدير عدد الأرامل آنذاك من مليون إلى مليوني أرملة”، لكنها تتوقع أن “العدد أصبح أكبر خلال العقد الماضي لما شهده من حروب وجائحة وبائية”.

وتضيف إدور أن “الكثير من الأرامل في العراق شابات ويمتلكن أطفالا صغارا، إذ يمررن بظروف قاسية في ظل التقاليد والأعراف التي تقيد وتحجر المرأة الأرملة في البيت، مما يغيب عنها الكثير من حقوقها ويغلق عليها أبواب الفرص، حتى أن بعض الأرامل لا يملكن مستمسكات رسمية لأطفالهن”.

وتكمل، أن “الأعراف التي يتبعها الأهالي هي مصادرة لحقوق المرأة، تؤدي إلى حرمانها من العمل وتحصيل الدخل إضافة إلى حرمانها من حق تقرير مصيرها، إذ يتم إجبارها أحيانا على الزواج من شخص لا ترغب به، أو القبول بآخر يتخذها كزوجة ثانية، فالمجتمع يشجع على أن يكون الزواج الثاني من أرملة”.

دعم حكومي غير كاف

وعن دور الدولة تجاه النساء الأرامل، تفيد إدور “وزارة العمل موجودة، وتخصص منحا لهذه الشريحة، لكن معظمهن لا يتملكن إمكانية الخروج والتنقل لاستحصالها، وحاولنا كمجتمع مدني قدر الإمكان مساعدة هؤلاء النساء لاسيما ممن يسكنَّ القرى والأرياف واستطعنا مثلا في الشرقاط ومناطق صلاح الدين الأخرى جمع 100 امرأة وجرى تسجيلهن في برنامج الحماية الاجتماعية، على الرغم من أن هذه المنح تكفي لسد الجوع فقط، لكن العوز موجود على أي حال”.

وتشير إدور أن “الأرامل يحتجن إلى تأهيل إضافة إلى دعمهن بفرص عمل يمكنهن من إعالة عوائلهن بعد فقدان شريك حياتهن”.

من جهته، يفيد مستشار وزير العمل والشؤون الاجتماعية كاظم العطواني في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” أن “عدد النساء المستفيدات والمسجلات على منح الحماية الاجتماعية أكثر من 467 ألف مستفيدة غالبيتهن من الأرامل، وهناك فئات أخرى من النساء موزعة بين المطلقات وزوجات السجناء والمفقودين والمهجورات وغير المتزوجات ممن تجاوزت أعمارهن 35 سنة”.

استقبال الطلبات مستمر

وينبه إلى أن “كافة الأرامل مشمولات بالحماية الاجتماعية، لا سيما ممن ليس لديها راتب أو تقاعد أو مصدر رزق ثابت، وان استقبال طلبات الشمول ما يزال مفتوحا بالرعاية الاجتماعية”، حسب قوله.

في السياق تفيد الناشطة رجاء الفرطوسي أن “النساء الأرامل في العراق هن الأكثر معاناة في دول المنطقة، بل وأن الكثير منهن يتعرضن إلى أبشع أنواع الاستغلال، وهناك حالات تم تزويجهن رغما عنهن من أخ الزوج المتوفي بتبرير الستر على زوجته وتربية الأبناء”.

وتقول الفرطوسي لـ”طريق الشعب” إن النساء مهما كانت الظروف التي تمر بها هي ضحية المجتمع وعاداته المتخلفة، وخاصة وأن الحكومة لا تمتلك أي نوع من أنواع السلطة على حماية الانسان من الانتهاكات المجتمعية التي تفرض عليه”.

 ****************************************************************

عين المرأة.. المرأة الريفية  ضحية الفقر والاهمال

انتصار الميالي

النساء الريفيات والفلاحات خصوصا لم يخترن الواقع الذي يعشن في اطاره، وانما هي الظروف التي فرضته بكل حيفه وقسوته عليهن، صغيرات ويافعات وكبيرات سن. يعملن في الحقول حارثات وزارعات وحاصدات وراعيات للمواشي، وكل ذلك بلا مقابل، ومنهن من يكافحن  للحصول على شهادة يمكن ان تعينهن وتنتشلهن من واقع يزداد ظلما ومرارة .

والحديث عن واقع المرأة الفلاحة يرتبط بالحديث عن الريف والزراعة والتنمية وتطوير الاقتصاد الوطني، لكن الواقع صعب بكل المقاييس بسبب غياب من يرعى هذه الشريحة المجتمعية، التي تعاني شظف العيش وتهديد الجفاف والتصحر، وضعف المؤسسات المعنية باتخاذ الاجراءات الداعمة للمرأة الريفية، والعاجزة عن وضع ذلك ضمن الاولويات على صعيد الاقتصاد والتنمية المستدامة.

والمعروف ان للريف نصيبه الاكبر في نسب الفقر والبؤس، وان ذلك يتجلى في واقع المرأة الريفية، وفي تغييب حقوقها سواء بمواصلة التعليم او الحصول على الرعاية الصحية وعلى الضمان والحماية، ناهيكم عن تأثيرات الحروب والنزاعات  على المرأة والريف عموما. وبجانب  كل هذه الاخفاقات يأتي الجهل والعادات لتأخذ نصيبها من حياتهن، فيكون الجور مركبا لا يمكن لأنسان تحمله، ويجعل الالاف منهن ضحايا للزواج والانجاب المبكرين وللفصلية والكصة بكصة والقتل بحجج غسل العار، وكل هذا وهي المنتجة المكافحة منذ نعومة اظافرها.

ان المرأة الريفية ركيزة أساسية في مجتمعنا نظرا لدورها المميز في تعزيز التنمية الزراعية، وفي تحسين مستوى الأمن الغذائي والقضاء على الفقر. وتستوجب الضرورة اشراك جميع افراد المجتمع وقواه ومؤسسات الدولة في تبني رؤية وتدابير حقيقية، لتمكينهن وإكسابهن المهارة والخبرة وتطوير ذواتهن، بما يجعلهن أقدر على أداء  أدوارهن في المجتمع، السياسية  والتشريعية والتعليمية والاقتصادية أو الصحية والبيئية.

لابد إذن من معالجة التغييرات الديموغرافية والمشكلات التي تعاني منها المرأة الريفية والتفكير في حلول ومعالجات لها، وهذا يتطلب ايضا الاهتمام بادماجها في عملية بالتنمية وتأمين الدور المتوازن لها في الحقوق والواجبات بجانب الرجل، وبما يمكنها من الاسهام في تقدم المجتمع نظرا لما تمثله نساء الريف من قوة أساسية وحيوية في العمليات الأنتاجية والتنموية، المؤثرة في  التقدم الاقتصادي والاجتماعي.

 **************************************************************

مجلس المرأة: ألمانيا لا تقوم بما هو كاف لمنع العنف ضد المرأة

متابعة – طريق الشعب

اتهم مجلس المرأة الألماني الحكومة بعدم توفير القدر اللازم من الحماية للنساء من العنف الأسري، وذلك بعد صدور تقرير بشأن ارتفاع عدد الحالات الخاصة بالعنف ضد المرأة في ألمانيا خلال العام الماضي.

وبحسب تقرير حديث، تزايد عدد جرائم العنف المنزلي التي سجلتها الشرطة في ألمانيا في السنوات الأخيرة. وقالت مونيكا ريمي المستشارة في مجلس المرأة الألماني، في تصريحات، إن “ألمانيا لا تقوم بما هو كاف لمنع العنف ضد المرأة”. وأوضحت أن “مجلس أوروبا يطالب بالتالي بضرورة وجود استراتيجية وطنية ضد العنف”، وذلك في إشارة إلى التقرير الصادر في عام 2022 عن مجلس أوروبا بشأن ممارسة العنف القائم على النوع في ألمانيا.

ووصفت ريمي الارتفاع الملحوظ في عدد الحالات المسجلة بأنه “فاضح”، وقالت إنه لا يمثل سوى جزء بسيط جدا من الجرائم التي تحدث بالفعل. وبحسب التقرير، فقد ارتفع عدد المشتبه بهم المسجلين في جرائم يتم خلالها تطبيق قانون الحماية من العنف، بنسبة 11بالمائة خلال الأعوام الخمسة الماضية، ليصل إلى 6587 مشتبها به في عام 2022. وتزايد عدد جرائم العنف المنزلي التي سجلتها الشرطة في ألمانيا في السنوات الأخيرة، حسب تقرير حديث بشأن العنف المنزلي في ألمانيا. وحاولت الشرطة وعلماء الاجتماع في التقرير توضيح عدد الحوادث التي لم يتم الإبلاغ عنها.  ويقدر التقرير أن الرقم مرتفع بالنسبة لهذا النوع من الجرائم، والتي عادة ما ترتكب بعيدا عن الأنظار.

ويشير التقرير إلى أن غالبية ضحايا العنف داخل الأسرة من الإناث. ودعت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إلى اتباع نهج صارم في مكافحة العنف المنزلي.

وقالت: “يجب ألا يختفي مرتكبو العنف سريعا عن الأنظار يجب طردهم من المنزل بعد أول اعتداء عنيف”. واتفقت الأحزاب الثلاثة التي تشكل الحكومة الألمانية (الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر) في اتفاقية الائتلاف على “تأمين الحق في الحماية من العنف لكل امرأة وأطفالها، ونضمن إطارا قانونيا على مستوى ألمانيا لتمويل موثوق به لملاجئ النساء”.

***************************************************************************

الصفحة التاسعة

سابالينكا تواصل التقدم في ويمبلدون

لندن ـ وكالات

بلغت البيلاروسية أرينا سابالينكا الثانية ربع نهائي بطولة ويمبلدون، ثالث البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب بفوزها على الروسية إيكاترينا ألكسندروفا 6-4 و6-0.

وتلتقي سابالينكا التي خرجت من نصف النهائي عام 2021، مع الأميركية ماديسون كيز التي عادت من بعيد وأنهت مشوار الروسية الواعدة ميرا أندرييفا (16 عاماً) وحرمتها من أن تصبح أصغر لاعبة تصل إلى ربع نهائي بطولة ويمبلدون منذ 26 عاماً.

 ******************************************************

الشرطة يقترب من حسم لقب الدوري الممتاز

بغداد ـ طريق الشعب

تنطلق يوم السبت المقبل منافسات الجولة 37 للدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، بإقامة خمس مواجهات مصيرية على مستوى جدول الترتيب.

ويستهل فريقا الطلبة ونوروز، مباريات هذه الجولة، في الساعة الخامسة والنصف عصرا على ملعب الشعب الدولي، بينما تقام ثلاث مواجهات في الساعة الثامنة إلا ربع مساءً، يستضيف في الأولى دهوك على ملعبه نادي الحدود، ويلاقي نفط ميسان على ملعب ميسان الأولمبي ضيفه الشرطة، بينما يلاقي الكهرباء ضيفه الديوانية على ملعب الزوراء.

هذا من المقرر أن تقام مباراة واحدة في الساعة العاشرة مساءً على ملعب الشعب الدولي تجمع فريقي القوة الجوية بضيفه زاخو.

وتتواصل منافسات الجولة في اليوم التالي الأحد بإقامة خمس مواجهات متبقية من الجولة، اذ تجمع أولى المباريات فريقي القاسم بضيفه نفط الوسط على ملعب الشعب الدولي في بغداد.

هذا وستقام مباراتان مساء الأحد، عند الساعة الثامنة إلا ربع، تجمع الأولى فريقي نفط البصرة بضيفه الصناعة على ملعب الفيحاء، وتقام المباراة الثانية بين فريقي كربلاء وضيفه النفط على ملعب كربلاء الدولي، فيما سيحتضن ملعب فرانسو حريري مباراة أصحاب الأرض والجمهور أربيل مع فريق النجف عند الساعة التاسعة مساءً.

ويختتم فريقا الزوراء وضيفه الكرخ على ملعب الاول، منافسات الجولة 37، عند الساعة العاشرة مساءً.

ويتصدر الشرطة ترتيب فرق الدوري الممتاز بعد انتهاء الجولة 36 برصيد 76 نقطة يليه القوة الجوية بالوصافة برصيد 72 نقطة ثم الزوراء ثالثا برصيد 64 نقطة فالطلبة رابعاً برصيد 60 نقطة.

 ****************************************************

برشلونة يضم البرازيلي روكي إلى صفوفه

برشلونة ـ وكالات

أعلن نادي برشلونة الإسباني، ضمّ المهاجم البرازيلي فيتور روكي إلى صفوفه قادمًا من أتليتيكو باراناينسي،

وأوضح النادي الكاتالوني في بيان نُشر على موقعه الإلكتروني أنّ روكي سينضمّ للبلاوغرانا موسم 2024-2025 بعقد يمتدّ حتى عام 2031 وبشرط جزائي يبلغ 500 مليون يورو.

ولم يكشف برشلونة عن قيمة الصفقة التي قدّرتها تقارير إعلامية بثلاثين مليون يورو، إضافة إلى واحدٍ وثلاثين مليونا على شكل مكافآت.

وكان روكي البالغ 18 عامًا، قد تلقى تكوينه في نادي أميركا مينيرو قبل أن ينضم إلى كروزيرو ومنه إلى أتليتيكو باراناينسي كما خاض مباراةً واحدةً بقميص المنتخب البرازيلي، وكانت وديةً أمام المغرب في طنجة.

 *******************************************************

الطلبة يشكل لجنة للتعاقد مع اللاعبين

متابعة ـ طريق الشعب

أكد مدير المكتب الإعلامي لنادي الطلبة الرياضي حيدر مقصود، أن الإدارة قامت بتشكيل لجنة لدراسة الأسماء المطروحة على طاولة النادي بغية التعاقد معهم وتمثيل الفريق خلال منافسات الموسم المقبل. وقال مقصود إن” العديد من اللاعبين تم طرحهم على النادي للتعاقد معهم للموسم المقبل “، مبينا أن” الإدارة قامت بتشكيل لجنة برئاسة صلاح الفتلاوي وعضوية كل من وميض خضر وحبيب جعفر لدراسة الأسماء المطروحة واختيار الأفضل لتمثيل الانيق “.

وأضاف مقصود أن “ الجانب المادي هو ما يحدد نوعية التعاقدات “، مشيرا إلى أن “ المفاوضات مع النجم السوري عمر سومة متواصلة ولكن لم يصلنا أي رد من قبل اللاعب، سيما مع وجود منافسين يفوقون الطلبة من الناحية المالية“.

وتابع مقصود أن” هنالك الكثير من اللاعبين في اجندة النادي ويتم الاعلان عنهم بعد انتهاء الدوري ومنهم لاعبون ‏أجانب وحتى الآن لم يحسم الامر بعد”.

 ******************************************************************

السليمانية تستعد لاحتضان البطولة العربية لكرة الطاولة

متابعة ـ طريق الشعب

تشهد محافظة السليمانية، نهاية شهر تموز الحالي استضافة منافسات البطولة العربية لكرة الطاولة بمشاركة واسعة من قبل الدول العربية. وقال مدير المكتب الإعلامي لاتحاد تنس الطاولة محمد الحسني، إن” البطولة ستقام في الجامعة الأميركية بمحافظة السليمانية بإشراف مباشر من قبل الاتحاد العربي لكرة الطاولة وتقام بنظام التجمع لفئات الفرقي والفردي والزوجي “، مبيناً، أن “البطولة كانت تقام بشكل سنوي ولكن بسبب النفقات تقرر تقليصها لتتم إقامتها كل سنتين”.

وأضاف الحسني أن” العراق ارتأى إقامة هذه البطولة في محافظة السليمانية نهاية شهر تموز الحالي وبعد موافقة الاتحاد العربي تم توجيه الدعوات إلى لدول المغرب العربي والخليج وبلاد الشام للمشاركة في البطولة “.

وتابع الحسني أن” العراق يمتلك أحدث الطاولات والارضيات التي توافق شروط الاتحادين العربي والدولي”، لافتا إلى أن “ الاتحاد العراقي وفر جميع مستلزمات انجاح البطولة وسيكون جديرا بهذه الاستضافة سيما بعد نجاح بطولة السليمانية الدولية التي اقيمت مؤخراً”.

وتابع الحسني أن” وفد الاتحاد العربي زار محافظة السليمانية واطلع على الفنادق والبنى التحتية والصالات وسيارات نقل الوفود استعدادا لهذا الاستحقاق المهم”.

 ********************************************************

هل يضمد فينيسيوس جونيور جراح البرازيل؟

برازيليا ـ وكالات

يبقى 12 تموز تاريخًا يصعب على عشاق الكرة البرازيلية نسيانه بسهولة، فهو اليوم الذي شعر فيه مشجعو السليساو بمرارة كبيرة في البطولة المفضلة.

ففي ذلك اليوم، احتضن ستاد دو فرانس نهائي النسخة رقم 16 من كأس العالم، بين صاحب الأرض المنتخب الفرنسي الباحث حينها عن التتويج بلقبه المونديالي الأول، والبرازيل حاملة اللقب والمتوجة بالبطولة 4 مرات من قبل.

وكانت المؤشرات سلبية قبل النهائي، حيث حامت الشكوك حول جاهزية النجم رونالدو، وبالفعل تم استبعاده من التشكيل الأساسي قبل أن يعود للتشكيل قبل انطلاق المباراة.

وقدمت فرنسا مستوى تاريخيا في ذلك اللقاء وحسمته بثلاثية نظيفة، بثنائية من زين الدين زيدان وهدف من إيمانويل بيتي، لتتكبد البرازيل حينها ثاني هزيمة في تاريخها بنهائي المونديال، بعد خسارة نهائي 1950 على أرضها أمام أوروجواي بنتيجة (2-1).

وفي ذلك التوقيت تكبدت البرازيل أثقل هزيمة في تاريخها في كأس العالم، ولكن تحطم ذلك الرقم بعدها في مونديال 2014 بالسقوط المدوي على أرضها في نصف النهائي أمام ألمانيا بنتيجة (7-1).

ليبقى 12 تموز عالقا في أذهان عشاق الكرة البرازيلية، ولكن يبدو أن التاريخ يرغب في تضميد الجراح البرازيلية، بمنحهم الفرصة لتغيير الذكريات المتعلقة بذلك اليوم.

ففي 12 تموز من عام 2000، وبعد عامين فقط من خسارة نهائي مونديال فرنسا، ولد واحد من أبرز المواهب البرازيلية في السنوات الأخيرة فينيسيوس جونيور.

وتضع الجماهير البرازيلية آمالًا عرضية على فيني في إعادة أمجاد المنتخب من جديد، في ظل المستويات المميزة التي يقدمها رفقة ريال مدريد في المواسم الأخيرة.

وتوج فينيسيوس بكل الألقاب الممكنة مع ريال مدريد من الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا والسوبر الإسباني، إضافة إلى دوري الأبطال والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

ويأمل فينيسيوس في نقل تلك المستويات إلى المنتخب البرازيلي الذي لم يتوج معه بأي ألقاب بعد، وسيكون اللقب الأبرز بالطبع هو كأس العالم الغائب عن خزائن السليساو منذ عام 2002.

وإن نجح في ذلك، سيرتبط يوم 12 تموز مع البرازيلين بتاريخ ميلاد فينيسيوس الذي أعاد لقب المونديال من جديد، وسينسيهم مرارة ستاد دو فرانس عام 1998.

 **********************************************************

وقفة رياضية.. قيادات المؤسسات الرياضية ما لها وما عليها؟

منعم جابر

المؤسسات الرياضية العاملة في القطاع الرياضي اندية واتحادات رياضية ولجنة اولمبية وبارالمبية وكل العاملين فيها والمتطوعون في قياداتها ومنذ التغيير في 2003 وحتى الساعة، لاحظنا ان اغلب العاملين في هذه المؤسسات الرياضية قد اخفقوا وفشلوا  في قياداتها وعملها ومسيرتها الرياضية (مع سبق الإصرار)، ومع هذا الفشل والضياع المتواصل ولفترات طويلة ودورات انتخابية متواصلة الا ان (أصحاب المعالي) لا زالوا مصرين على المواصلة والتشبث بالمناصب مؤكدين حقهم بالبقاء والإصرار على البقاء بالمناصب والمواقع الرسمية والقيادات (الموروثة) وضمن منهج (القائد الضرورة) وعدم الرحيل الا في الحالات (الاستثنائية)! وبالرغم من دعوات الاخيار والشرفاء والوطنيين للتعامل مع الواقع الجديد بشكل مختلف وجديد لكون الأحبة في المؤسسات الرياضية (اندية واتحادات رياضية ولجنة اولمبية وبارالمبية وغيرها) لا زالوا يصرون على البقاء في مناصبهم إلى ان يقضي الله امرا كان مفعولا! لقد حصل التغيير الأساسي والشامل قبل عشرين عاماً والأكثرية جاء مع التغيير ووفق فلسفته لكن (المغيرون) وجدوا لذة وعشقاً للمناصب والمواقع وتشبثوا بها وبرروا ذلك بكل الطرق والأساليب دون مراعاة للمزاج الجماهيري والارادات والمظاهرات وامتنعوا بأنفسهم وطاقاتهم، وهكذا كان أهل الرياضة والذين يتوجب ان يكونوا حاملين روحاً رياضية ومواقفاً أخلاقية صادقة لكن الحياة لم تثبت ذلك حيث تحول البعض من قادة المؤسسات الرياضية اكثر ديكتاتورية وتشبثاً بمواقعهم ومناصبهم وبتبريرات شتى وتفسيرات متنوعة دفاعاً عن مواقعهم ومواقفهم ومناصبهم، البعض من قادة الأندية الرياضية قادها لعشرات السنين وبعضها عين ابناءه ومن ثم احفاده!! والبعض قاد الأندية الرياضية عن طريق (التوريث) وتعيين الابن والحفيد في موقعه حرصاً على المؤسسة (كما يدعي) بينما الواقع هو (تسليم الراية) ولا مجال للممارسة الديمقراطية، وكذلك حصل ويحصل في الاتحادات الرياضية حيث تتواجد (عوائل) حاكمة وقيادات (تاريخية) لها كل الحق في تسيير أمور هذا الاتحاد او ذاك، وكذا الحال في كل المؤسسات الرياضية، لهذا  ندعو إلى اصدار قوانين جديدة تنظم العمل الرياضي وتؤسس لمرحلة جديدة تحدد العمل القيادي لدورتين انتخابيتين فقط لأنه يساهم بضخ دماء ووجوه جديدة وتحقق مصالح الرياضة والرياضيين، اما بقاء الحال على ما هو عليه فانه يؤدي إلى فشل المؤسسة الرياضية وعدم إمكانية ضخ دماء جديدة وسياسات جديدة وتفرض واقعاً جديداً.

سادتي يا قادة المؤسسات الرياضية أدعوكم لتربية اجيالكم وابنائكم على احترام القانون واحترام الدورة الانتخابية وان تعملوا على الاهتمام بتربية القيادات الرياضية التي تعقبكم في العمل القيادي عندها تطورون العمل الرياضي وتنجزوا العمل المناط بكم وتخلفوا ذكراً حسناً، وهذا يؤسس لبناء مؤسسات رياضية ومجتمعية مشجعة ومتفاهمة تستطيع ان يكمل أحدهما الأخرى. فالمطلوب من المختصين تشريع القانون الموحد لكل المؤسسات الرياضية ان يؤكدوا على ان تواصل العمل على دورتين انتخابيتين سيساهم بخدمة المؤسسة الرياضية ولا يدعو لاحتكار العمل الرياضي في المؤسسة الرياضية ويدفع بدماء جديدة ووجوه قادرة على التغيير والتطوير.. وهذا هو الهدف الأسمى لرياضة اليوم.

****************************************************************

الصفحة العاشرة

خلوق أورال: ناظم حكمت وزمنه

أحمد زكريا

على كثرة الكتب والدراسات التي أُجريت حول حياة ناظم حكمت (1902 - 1963)  وشعره، فإن هناك ما يشبه الإجماع على أن كتاب “رحلة ناظم حكمت” للباحث التركي خلوق أورال له أهمية خاصة. صدر العمل في طبعته الأولى عام 2019 عن دار نشر “إيش بنك”، وصدرت الطبعة الثانية خلال الأيام الماضية، عن دار “إفريست”، بعد إضافة وثائق وصور وفصول جديدة.

وصف الناقد التركي البارز دوغان هيزلان الكتاب بأنه أركيولوجيا أدبية، لأن كل شيء قد بدأ مع ناظم، على حد تعبيره. ولا يشبه هذا الكتاب، كثيراً من الكتب التي تصدر عن فنانين مشاهير، وتصدَّر بعناوين “كلّ ما تريد معرفته عن فلان”، فهي ليست سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، لكن الباحث يتناول العديد من الموضوعات المثيرة للاهتمام، سواء عن حكمت، أو عن السياق الثقافي الذي ظهر فيه، وأثر التحولات السياسية والاجتماعية التي عاشها على مسيرته الأدبية. كما يصحّح الباحث خلوق أورال الكثير من المعلومات المتداولة عن شاعر تركيا الأبرز، من خلال وثائق جديدة، ويسلط الضوء أيضاً على تفاصيل غير معروفة في حياته.

يحكي أورال عن بدايات شغفه بناظم حكمت في الثمانينيات، عندما كانت أشعاره ممنوعة في تركيا. وفي تلك السنوات، التقى أورال بأحد أصدقاء حكمت، وهو يوناني كان يعيش في تركيا، وأهدى للباحث كتاباً موقعاً من ناظم حكمت، وقال: “لا أحد يعرف قيمة هذا الكتاب هنا”. وبعد عودته إلى تركيا، بدأت رحلته في جمع كل ما يخص حكمت في تركيا حتى تركه لبلاده عام 1951، متجهاً إلى روسيا.

خصص أورال فصلاً كاملاً لشجرة عائلة ناظم حكمت، التي لعب عدد كبير من أفرادها أدواراً مهمة في إدارة الدولة العثمانية، وفي حرب الاستقلال، وإلى جانب أتاتورك بعد ذلك مع بداية الجمهورية. ويذكر أورال أن الجد الأكبر لحكمت هو المشير محمد علي باشا، والد جدته لأمه، وهو ابن عائلة فرنسية هاجرت إلى بروسيا (حيث وُلد) بسبب المضايقات الدينية. وتختلف الروايات حول سبب قدومه إلى الأراضي العثمانية وإسلامه.

ويبرز الباحث الجانب الفني لعائلة حكمت، التي عُرف أكثر من شخص فيها بممارسة فن الرسم، مثل والدته جليلة هانم، واهتمامهم بالمسرح والشعر. ويرى أن لعائلة حكمت دوراً كبيراً في تشكيله الفني. وفي هذا السياق، يتحدث أورال عن دور محمد ناظم باشا، جد حكمت لوالده، والذي سُمّي على اسمه، في حياته، حيث كان شاعراً مولوياً، وقد استوحى حكمت قصائده الأولى من القصائد التي استمع إليها من جده.

يشير أورال، أيضاً، إلى أن كثيراً من القصائد البطولية التي كتبها حكمت في سن الثالثة عشرة، كان بتأثير استشهاد عمه في معركة جناق قلعة عام 1915، وأنه عندما ذهب إلى الأناضول للمشاركة في حرب الاستقلال، كان متأثراً بالمشاعر القومية. ويرى الباحث أن التغير الأهم الذي حدث في شعرية حكمت، بدأ بعلاقته مع الشاعر يحيى كمال بياتلي (1884 - 1958)، وأن فهمه للشعر قد تغير بسبب هذه العلاقة.

ويرد أورال على الذين يقولون بأن حكمت عاش طوال حياته ناقماً على أستاذه الشاعر يحيى كمال، بسبب ما أُشيع عن التقارب العاطفي بين كمال وجليلة هانم والدة حكمت، بصورة لرسالة تُنشر للمرة الأولى، كتبها حكمت من موسكو إلى زوجته مُنَوَّر، ليعبر فيها عن حزنه وأسفه على وفاة أستاذه الذي يصفه بالشاعر العظيم.

 وعن علاقة ناظم حكمت بمصطفى كمال أتاتورك؛ مؤسس الجمهورية التركية، يذكر الباحث أن حكمت أراد أن يشارك في النضال الوطني الذي دعمه بقصائده أثناء حرب الاستقلال، وأنّه سافر بالفعل إلى الأناضول مع بعض الشعراء الشباب، ومن خلال أحد أقارب حكمت في الجيش، استطاع أن يلتقي بأتاتورك، وكان حكمت آنذاك قد كتب قصيدة طويلة يدعو فيها الشباب في إسطنبول إلى المشاركة في الكفاح الوطني، وقد نصحه أتاتورك آنذاك بأن يكتب قصائد ذات موضوع محدد.

يتناول أورال أيضاً مسألة التغيير الذي أجراه حكمت في الشعر التركي، بكتابته للشعر الحر، وأن هذا التغيير لم يُقبل من كبار الشعراء والأدباء آنذاك، وقد استُخدم سياسياً ضد حكمت؛ حيث اتهم بأن قصائده مجرد دعاية شيوعية. وقد رد حكمت على هذه التهم بمقالين على صفحات مجلة “رَسِمْلِي آي”، بعنوان “نحن نهدّ الأصنام”، وناقش في المقال الأول الشاعر عبد الحق حميد تارهان حول مفهوم الشعر الجديد، وفي المقال الثاني هاجم حكمت الشاعر محمد أمين بسبب تسميته لنفسه بشاعر الوطنية التركية.

وبسبب المقالين تجمّع حشد كبير من الشباب القوميين حول مقر المجلة، واتهموا حكمت بإساءته لأساتذتهم. وقد رد على هذا الحشد، قائلاً: “إن كل تغيير اجتماعي يتطلب تغييرات في بنية الأدب، ولا ينبغي الخلط بين هذا وبين الدعاية الشيوعية”. كما يتناول الباحث أيضاً العديد من المعارك الأدبية التي خاضها ناظم حكمت مع أبرز شعراء عصره، وعلى رأسهم الشاعر نجيب فاضل.

من بين الموضوعات المثيرة للاهتمام في كتاب الباحث خلوق أورال، هي عمل حكمت في كتابة سيناريوهات العديد من الأفلام السينمائية لسنوات، ولكن باسم مستعار، بسبب الدعاوى القضائية التي كانت تلاحقه. وفي هذا السياق يتحدث الباحث عن علاقة حكمت بالمخرج الشهير محسن أرطغرل وشركة “إيبك فيلم”، حيث كتب سيناريوهات أفلام كثيرة لهم باسم ممتاز عثمان.

ومن هذه الأفلام: “الحلّاق اللطيف” (1933)، و”لو خانتني زوجتي” (1934)، و”طوسون باشا” (1939). كما أخرج حكمت أيضاً بعض الأفلام، إلى جانب كتابتها، مثل فيلمَي “نحو الشمس” و”ليلة الزفاف” (1937). كما استمر، خلال فترة سجنه في بداية الأربعينيات، في كتابة سيناريوهات لأفلام مثل “شوكت الضحية” (1940)، و”الغيرة” (1942).

أول قصيدة تُنشر لحكمت، بعنوان “عند أشجار السرو”، في مجلة “يني مجموعة”

يوضح الباحث بعد ذلك أن ناظم لم يكن راضياً عن هذه التجربة، وأن عدم استخدام اسمه كسيناريست لهذه الأفلام لم يكن بسبب الملاحقات القضائية فقط، حيث أورد أوال رسالة كتبها حكمت إلى صديقه فالا نور الدين بعد مغادرته تركيا عام 1951، يقول فيها إنهم لم يطلبوا منه كتابة سيناريوهات جادة وواقعية.

ويلخص حكمت مشكلة السينما في رسالته على النحو التالي: “إذا لم تكن صناعة الأفلام تتقدم في بلدنا، فبغض النظر عن الأسباب الاجتماعية، فإن السبب ليس في النقص التقني، ولا في الممثلين والمخرجين أو رأس المال. يتعلق الأمر كله بالحفاظ على صورة الأفلام الأميركية والبريطانية والفرنسية كمثال في ذهن الرأسمالي الذي يريد أن يصنع فيلماً”.

في العديد من الكتب التي تتناول حياة ناظم حكمت، يلاحظ أنه يجري التركيز على علاقاته النسائية، إلا أن أورال ابتعد عن الخوض في تفاصيل هذه العلاقات، ولم يذكرها إلا في سياقها. وربما فعل ذلك عامداً، وقد علق على هذه النقطة في حديثه إلى الصحافة حول الكتاب قائلاً: “بالطبع، الحب موجود في حياة ناظم حكمت وهو مهم أيضاً، لكنني لا أفضل وصفه من خلال الحب. في رأيي، ليس من الصواب محاولة فهم شعر حكمت بالنظر إلى علاقته بالنساء، أو حتى فهم وجهة نظره عن النساء من خلال النظر إلى شعره”.

وأخيراً، لعل أهم ما يميز كتاب “رحلة ناظم حكمت” إلى جانب تصحيحه لكثير من المعلومات الخاطئة التي يجري تداولها حول حكمت، هو اعتماد الباحث على أرشيف ثري، يضم العديد من الملاحظات والرسومات والرسائل بخط يد ناظم حكمت.

ـــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 23 أيار 2023

 ***************************************************************

محمد بن يعيش .. أرسطو في الحضارة العربية الإسلامية

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، صدر كتاب “المنطق الإسلامي: حضور المنطق الأرسطي لدى مفكّري المشرق الإسلامي” لأستاذ الفلسفة والباحث المغربي محمد بن يعيش.

أمام ما يعرّفه مؤلف الكتاب بـ”حقيقتين تاريخيّتين”؛ هما أولا: كثرة من اشتغلوا بعلم المنطق في الحضارة العربية الإسلامية من أفذاذ العلماء، وانتشارهم في أصقاع البلاد الإسلامية، وتنوّع أديانهم، وأصناف تخصصاتهم العلمية ونتاجاتهم، تأليفا وحواشَ مسهبة وترجمات ومختصرات وشروحا وأرجوزات، وثانيا: إقراره بما لقيه هؤلاء العلماء من مضايقات وتجريح واتهامات وملاحقات. يطرح الكتاب إشكاليةَ البحث، المتمثلة بالحيثيات التي رافقت استقبال المسلمين علما دخيلًا على العلوم الإسلامية كالمنطق وتعاملهم معه، ومراحل تردده بين الرفض والقبول في البيئة الجديدة، وأوجه الجدة لدى العلماء الذي ساهموا في تكريسه لغويا (الفارابي وابن سينا) ودينيّا (الغزالي).

وقد دفع “الحضور” الأرسطي لدى مناطقة الشرق الإسلامي الكاتب إلى تبيان مساهمة أرسطو - ضمن عناصر مساهمة كثيرة - في تكريس خطاب إسلامي عقلاني جديد، وتشكيل المعالم الكبرى والجزئية لفلسفة هؤلاء المناطقة، التي تعبر برأيه عن “تواصل” بين الفكرين اليوناني والإسلامي بدلا مما ُحكى عن الانفصال والقطيعة والطلاق البائن، متجنبا الانحياز إلى أحد طرفَي الأزمة، المشنّعين الذين يقذفون المنطق بشتى التهم، كإثارة الشبهات والباطل والرجم بالغيب من جهة، والقائلين بمادية فيلسوف اليونان وعقلانيته في مقابل لاعقلانية المسلمين وظلامية فكرهم، مع تشديده على تميّ خطاب مفكري المشرق ضمن تاريخ الفلسفة المرافِق لهذا التواصل. وقد أتاح الجهد البحثي المبذول الانفتاح على أفق منطقي غير مدرسي اتبعته مجموعة من مفكري العالم الإسلامي، في محاولة لتكريس نظرة جديدة إلى التراثين اليوناني والإسلامي، متوسلا لبلوغها كثرة الاستشهاد بنصوص المناطقة المشرقيّين التي يستدعى فيها أرسطو وسيلة لإثبات حقيقة العلاقة بين الخطابين بطريقة علمية أمينة، وفق المؤلف.

يعرض الفصل الأول المسألة المنطقية الأرسطية في محاولة لكشف سر انتقالها إلى العالم الإسلامي، كما يستعرض ترجمة الفكر اليوناني إلى السريانية ثم إلى العربية، بأقلام النصارى بداية ثم بجهد المسلمين بعد ذلك، وما سببه حلول هذا العلم الدخيل من ردود أفعال رافقت انتشاره في العالم الإسلامي عبر مراكز الترجمة، كما يورد أسماء بعض أشهر المترجمين إلى العربية. ويتعرض الفصل لمسألة تقبل الفلاسفة وبعض الأصوليين العلم الجديد ورفضه من أغلب الفقهاء الأصوليين إلى درجة تحريم تداوله، وكيف كان قصْر عبد الوهاب السبكي التحريم على من ضعفت معرفته بقواعد الشريعة سببًا في دمج العلماء من بعده المنطقَ بعلوم المسلمين عبر الترجمات في العصرين الأموي والعباسي، وبالأخص في عهد الخليفة المأمون، الذي أمر مترجميه بنقل العلوم اليونانية، ومنها كتب المنطق، إلى العربية، ولتشكِّل حصيلة أعمالهم القاعدةَ التي ارتكز عليها كل من الفارابي وابن سينا والغزالي وابن رشد في تطوير علم المنطق اليوناني وتبيئته إسلاميا.

ويستعرض الفصل الثاني آراء أرسطو في المقولات: “الحدّ”، و”الجوهر”، و”الكم”، و”الإضافة”، و”الكيف”، و”المكان/ الأين”، و”الزمان/ المتى”، و”الوضع”، و”الملْك”، و”الفعل”، و”الانفعال”، وآراء كل من أرسطو وابن سينا في “الألفاظ” و”المعاني” و”الحدود”، وانعكاسها لدى الغزالي، الذي عمل على تبيئتها إسلاميا وإضافة “أقسام الوجود وأحكامه” إليها، شارحًا قوانين الحد الخمسة كلا على حدة. ويتناول الفصل الثالث لشرح “القضية” عند أرسطو والفارابي وابن سينا والغزالي، فهي تعتبر العنصر الأساسي في الاستدلال عند أرسطو، وقد قسمها إلى: قضية حملية وقضية ذات جهة، أما الفارابي فالقضية عنده ثلاثة أنواع: حملية وشرطية وذات جهة، وهي عنده تتقابل بين موجبة وسالبة بشروط بيّنها، أما ابن سينا، فالقضية عنده بحسب نوع الكلام (جملة خبرية أو جملة إنشائية) خمسة أقسام: قضية حملية وقضية شرطية وقضية مطلقة وقضية ضرورية وقضية ممكنة، وقد عرّفها مستعينا بأمثلة رمزية وأمثلة من اللغة العربية.

أما القضية عند الغزالي، فقد عرّفها بـ”المعاني المفردة، إذا ركبت حصلت منها أقسام، حصيلتها الخبر، ويسمى قضية، ويتطرق إليه التصديق والتكذيب”، وقد بحث القضية في أحد كتبه في ستة أقسام: حملية وشرطية، موجبة وسالبة، شخصية ومهملة ومحصورة، ممكنة وممتنعة وواجبة، باعتبار نقيضها.

ويتضمن الفصل الرابع تصور مناطقة الشرق الإسلامي للنظرية القياسية الأرسطية، مستعرضا بتوسع أشكال الأخيرة وضروبها، ثم تصور الفارابي لها وتقسيمه القياس إلى حملي وشرطي واقتراني حملي بسيط. يليه تصور الغزالي للقياس وتقسيمه إياه إلى حملي وشرطي منفصل وشرطي متصل وقياس الخلف، وأفرد بندا مطولا لشرح القياس الشرطي بأنواعه المختلفة عند كل من أرسطو والفارابي وابن سينا والغزالي.

ــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 6 حزيران 2023

 *****************************************************************

غياب المساواة بين الجنسين يؤذي أدمغة النساء

مايا أوبنهايم

أشارت دراسة هي الأولى من نوعها إلى أن الضغط النفسي جراء انعدام المساواة بين الجنسين يؤذي أدمغة النساء.

واكتشف باحثون من أكثر من 70 مؤسسة أن سمك القشرة الخارجية في الجانب الأيمن من دماغ النساء أرق منها في دماغ الرجال في الدول التي تسجل درجة أكبر من انعدام المساواة بين الجنسين، فيما لا يسجل فرق يذكر بينهما في الدول حيث المساواة بين الجنسين أكبر.

ولفتت الدراسة، التي تفحصت أكثر من 7800 صورة بالرنين المغناطيسي لأشخاص يتوزعون على 29 بلداً، إلى أن الأجزاء التي يمسها هذا الفارق ترتبط بكل خاص بالضغط النفسي والمشاعر.

وقال الدكتور نيكولاس كروسلي، الكاتب الرئيس للدراسة، والبروفسور الزائر في قسم الطب النفسي في جامعة أوكسفورد “يشير تحليلنا إلى أن بعض الفوارق في هيكلية الدماغ بين الجنسين ترتبط بالبيئة الاجتماعية المعادية التي يعيش كثير من النساء وسطها”.

“وتتركز هذه التغييرات بشكل خاص في أجزاء الدماغ المتعلقة بضبط المشاعر التي تتأثر كذلك في حال وجود اضطرابات مرتبطة بالضغط النفسي مثل الاكتئاب واضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية”.

وقال الدكتور كروسلي الذي يشغل أيضاً منصب بروفسور مساعد في الجامعة البابوية الكاثوليكية في تشيلي، إن النتائج تظهر على ما يبدو “أثر الضغط المزمن في أدمغة النساء في الأوساط التي فيها انعدام مساواة بين الجنسين”.

وأضاف “يؤثر الضغط النفسي على وصلات الخلايا العصبية وهو ما نراه على شكل ترقق المادة الرمادية في القشرة الخارجية للدماغ في صور الرنين المغناطيسي. لكن يمكن أن تلعب آليات أخرى دوراً في الموضوع، مثل تأثير تقليص الفرص ومنها فرص التعليم على دماغ النساء مما يؤدي إلى نمو الوصلات العصبية بنسب أقل”.

“وتشير هذه النتائج إلى احتمال وجود رابط عصبي بين انعدام المساواة بين الجنسين من جهة، وارتفاع مخاطر المعاناة من مشكلات نفسية كما تراجع الأداء الأكاديمي من جهة ثانية - ويسلط ذلك الضوء على التبعات الخطرة المحتملة لانعدام المساواة بين الجنسين على أدمغة النساء”.

ولاحظ الدكتور كروسلي أنه يمكن الاسترشاد بالدراسة بغرض التأثير في وضع السياسات التي تعزز المساواة بين الجنسين، لكنه لفت إلى ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث “للمساعدة في تعميق البحث في كيفية حصول هذا التأثير وتوقيته”. 

تفحص الباحثون صور رنين مغناطيسي تعود لأكثر من 4 آلاف امرأة وتقريباً 4 آلاف رجل بين 18 و40 من العمر، من بلدان بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية والصين وجنوب أفريقيا والهند. جمعت الدراسة، التي نشرت في مجلة بروسيدنغز العلمية التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم، عشرات الأكاديميين من أكثر من 70 مؤسسة. وهي تصدر في أعقاب توصل دراسة بارزة اطلعت عليها “اندبندنت” حصريا، إلى أن اثنين من كل خمسة بريطانيين يعتقدون أن محاولات تعزيز المساواة وحقوق المرأة بلغت درجة من الشدة أدت إلى التمييز ضد الرجال.

ووجدت الدراسة التي أجرتها جامعة كينغز كوليدج في لندن وشركة إيبسوس أن 53 في المئة من الرجال وثلث النساء يؤيدون وجهة النظر هذه.

ـــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 11 حزيران 2023

***************************************************************

الصفحة الحادية عشر

«النسوية العمومية» كتاب جديد للدكتورة نادية هناوي

يجيب كتاب( النسوية العمومية) للباحثة نادية هناوي والصادر مؤخرا عن مؤسسة أبجد، عن كثير من الأسئلة المتعلقة بالفكر النسوي العربي وآفاقه المستقبلية مع تعيينات مفاهيمية معرفية وجنوسية تدور حول النسوية العمومية وتعني رؤية متبادلة لمجموع نسوي شمولي ذي قوى محورية يعطي لفكر المرأة محورية في امتدادها الحياتي استقلالا وشمولا. وعني الكتاب بمسائل كثيرة منها مسألة تأسيس النسوية العمومية والدفاع عنها ضمن فضاء عمومي فيه المرأة هي الغاية وهي المادة الأولية التي منها تتشكل الأدوار وتحتدم التصورات وتتراكم المجازات.

يؤكد الكتاب ضرورة امتلاك النسوية (فاعلية التنظير لشؤونها بنفسها وفي الآن نفسه التنبه إزاء فاعلية الآخر في التعامل معها كي لا يكون منفردا ولتكون عموميتها سببا في تحررها).

 ************************************************************

من هو «المثقف الذي يدسُّ أنفه»؟.. الدولة لن تكون قوية إلا بوجود مواطنين أحرار 2- 2

د. أمل سلمان حسان

المثقف العضوي

هو ذلك المثقف الذي يختار لنفسه موقعا مؤثرا في الحراك المدني القاصد وقف التدهور أولا، والعامل على تصحيح الأوضاع وإصلاح وتغيير البنى التشريعية والمؤسساتية التنفيذية للدولة والمجتمع ثانيا، وقد ربط غرامشي، مولّد المصطلح  هذا، المثقف العضوي بالطبقة الاجتماعية حيث يعبر ويدافع عن مصالح تلك الطبقة ويسعى لتنظيم حركتها ووعيها وبحسب غرامشي “ إذا كان المجتمع السياسي هو الفضاء الذي تُحدث فيه الهيمنة بوساطة وسائل القوة والقهر فإن المجتمع المدني هو فضاء للهيمنة الإيديولوجية “

ويبقى جوهر وظيفة المثقف هو النقد والمواجهة، وهذه الوظيفة،  تتمثل في ذلك التعاشق الذي يحدث في لحظة ضرورة تاريخية، اجتماعية وسياسية بين الفكر والممارسة وبين البعدين الثقافي والسياسي، وهنا تغدو هذه الوظيفة العضوية صورة للمثقف، وهي صورة ثلاثية الأبعاد، مجسمة ومركبة ومتحولة تختزل مجموعة صور (المثقف) كما في شريط سينمائي، صورته مهتما بالشأن العام، وقارئا لوضع مجتمعه الذي هو في حالة أزمة، ومبدعا لأعمال فنية وفكرية. ومشاركا في الحراك المدني، فيكون الاهتمام في الشأن العام انغمارا في تبني قضية، سواء بالتعبير الأدبي والفني والفكري والإعلامي أم عبر النشاط المدني الممأسس. ما يجب أن يتعلمه المثقف هو نسيان البلاغة الفضفاضة لخطابه المحمول السياسي/ الاجتماعي المبتذل، والتعاطي مباشرة مع مفردات الواقع الصغيرة منها والكبيرة التي تتموج أمامه في البيت والمؤسسة والشارع والمحفل العام، في كل ساعة وكل يوم، والواقع بتناقضاته وصراعاته وتحوّلاته ومفاجأته المرئية منها وغير المرئية، في المتون وعلى الهوامش، ليبتكر خطابا سياسيا يتساوق وروح العصر ومتطلباته.

ثانيا: الأنسنية

مذهب فكري نشأ في خضم الهزّات الفكرية التي حدثت في عصر النهضة الأوروبية لكسر القيود التي أبقت الإنسان لمدة طويلة في حالة من عبودية للسلطات الفاعلة في حينها، الكنيسة والملكية والأقطاع، وحالت من دون تحرر العقل الذي هو المقدّمة لتحرير الإنسان، ومع إنّها بزغت في عصر النهضة إلا أنها لم تتأصل وتزدهر إلا في عصر التنوير (القرنان السابع عشر والثامن عشر) من هنا ترتبط الأنسنية بسياقها التاريخي/ الحضاري وبأرضيتها الاقتصادية الاجتماعية. وكانت فكرة مركزية الإنسان في العالم ومسؤوليته (وحده) عن خلاصه، معتمدا على معاييره العقلية والقيمية ومبادراته هي المرتكز الأساس الذي قامت عليه، وبقيت محددة ومتعينة بنطاقها الأوروبي، ولحقبة طويلة تمثّلت نظرة الأوروبي/ الغربي إلى الآخر غير الأوروبي على وفق معايير أنتجت تراتبية عرقية لتكرّس ما سمي ب المركزية الأوروبية، استطاع  الفكر الأنسني تغيير الترسيمة المعرفية للعلوم الإنسانية كافة من خلال تغيير رؤية البشر إلى أنفسهم وإلى العالم والتأريخ ممهدا لعصر رأسمالي متقدم وثورة صناعية عظيمة، وتحولات سياسية ما زالت بلاغتها تتصادى في أربعة أركان الأرض، وهي عند دعاتها ليست دينا جديدا بل هي البديل المنطقي للدين، وليست عقيدة مادية بل فكرة مفتوحة على الوضع البشري والطبيعة والعالم.

الكلمة المفتاح التي يوردها إدوارد سعيد في كتابه (الأنسنية والنقد الثقافي)  مرادفة للأنسنية هي الدنيوية، التي يستحيل التملص من شروطها القائمة فيما هو تاريخي حقيقي حيث كل شيء متورط بالسلطة والموقع والمصالح. من هذا المنطلق يرى سعد محمد رحيم، أن المثقف الحديث ولد في حاضنة الفكر الأنسني، مبشّرا رسوليا من نوع مغاير لنمط المبشّر والداعية الديني السائد، وفاعلا اجتماعيا يدسّ أنفه في الشأن العام، وخالقا للمعرفة والجمال، وناقدا للسلطات العاملة، متسائلا محيّرا بوجوده الباعث على القلق، لا منتميا بطريقته الخاصة، ومعكّرا لصفو المجتمع التقليدي، تلك الولادة التي رافقت مشروع العلمنة وتكوين الدولة القومية، وصعود الطبقة البرجوازية، واختراع الطباعة ونشوء الصحافة، وبروز أنواع أدبية جديدة مثل: الرواية والقصة القصيرة والشعر والسيرة الذاتية... وقيام الجامعات وزيادة الاهتمام بعلوم إنسانية عديدة منها، علوم الاقتصاد والاجتماع والأنثروبولوجيا..

- الدولة/ الأمة

الدولة الحديثة تنظيم عقلاني بمؤسسات ناظمة للمجتمع، تحتكر وسائل العنف، وتقوم بحماية مواطنيها وتفترص فيها تحقيق مبدأ العدالة في التعامل مع الأفراد والجماعات، وهي بحسب هيجل” الشكل التاريخي الخاص الذي تكتسب فيه الحرية وجودا موضوعيا “ والدولة تعمل على توحيد عدد كبير من الناس بإخضاعهم لقوانين” بحسب كانط، أما جان جاك روسو فيرى بهذا الصدد، أن الشعب الحر يمتثل ولا يخدم أحدا، له قادة وليس له أسيادا، ولا يمتثل للقادة إلا بقوة القوانين” والتأكيد على مبدأ المواطنة، وفصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بعضها عن بعض، وتداول السلطة من طريق الاقتراع الشعبي الحر كلها من نتائج فكر التنوير. فالدولة لن تكون قوية إلا بوجود مواطنين أحرار “ إن دولة تقزّم رعاياها لتجعلهم مجرد أدوات خنوعة لخدمة مشاريعها، حتى وإن كانت هذه المشاريع مفيدة، ستعجز في النهاية عن القيام بمنجزات كبرى اعتمادا على أقزام “ يرى المؤلف، أن الدولة الحديثة قد أصيبت بمرض عضال عندما استعملت الهوية وسيلة سيطرة وتحكم، وصارت الهوية بديلة عن الذاتية الحرة وامتدت سيطرتها لتشمل اللغة والدين والقبيلة “ إذ ما دامت الدولة الحديثة قد صنعت جهاز الهوية مثل، أوراق الهوية وصور الهوية وبصمة الهوية، ولكن أيضا اللغة والدين والقبيلة “ وحولته إلى جدار أخلاقي وامتحان أمني مسلّط على رقاب سكانها، فأنهم لن يكونوا مواطنين إلا بثمن ( هووي  .هذا هو مرض الدولة/ الأمة العضال فهي لا ترى على إقليمها غير كائنات (هووية) من دون أي مخزوناً ذاتياً فردياً أو خاصاً. ولذا ففي الدول الريعية، التي اقتصادياتها ذات بعد واحد ستبدو الإشكالية أعمق، ففي العراق مثلا تغدو  الهوية، نتاج عقلانية أداتية براغماتية متعسفة ومبرمجة بمعادلة بسيطة، غير أنها كارثية  يقول المؤلف مشخصا حالة الدولة في مثل هذه الحالة “ فهي صناعة سياسية سالبة للذات والحرية والروح، فحين تكون الدولة ريعية ستُقال أولا كلمة ( الدولة ) بتحفظ شديد، وثانيا نكون إزاء عملية مأسسة من النمط القبلي، يكون المرء رقما هلاميا غفلا في مجموع إحصائي مجرد لحين قيامه بسلوك تمردي وحينئذٍ يُصفّى وكأنه لم يكن، أو يُطرد خارج إطاره الهووي، خارج قبيلته ذات البزّة الحداثوية” المطلوب من المواطنين هنا، الطاعة والاستكانة وإثبات براءتك وولائك في كل يوم وفي كل ساعة، فأنت تعيش بقوة الهوية الممنوحة لك من قبل الدولة، التي تريدك شاكرا لفضلها ما زلت تعيش وتجد ما تأكل وتشرب حتى وإن كنت محشورا تحت خط الفقر. الكتاب غني جدا بالمصطلحات التي يمكن أن نسميها بالمؤسساتية - إن جاز لي التعبير- من مثل: التنوير والعقلانية والديمقراطية والهوية والحرية والفردانية والغيرية والهجنة والحداثة والعلمانية والدنيوية.. فقد تتبع المؤلف تأريخ نشأتها  وانعكاساتها في أوروبا وفي المنطقة العربية ووضح نتائجها، وبين طروحات منظّريها وآرائهم بشكل تشخيصي عميق ينم عن وعي معرفي  وفكر فلسفي تمتع به سعد محمد رحيم، وما هذه الإضاءة سوى غيض من فيض تجربته العميقة في مجالات الفكر والمعرفة والفلسفة.

المراجع المعتمدة

- (المثقف الذي يدسُّ أنفه..) مقاربات في مفاهيم الأنسنيّة والتنوير والحداثة والهويّة والوظيفة العضوية للمثقف/ سعد محمد رحيم/ دار سطور للنشر والتوزيع/ بغداد ط١ ٢٠١٦.

- (الأنسنية والنقد الثقافي) إدورد سعيد/ ترجمة: فواز طرابلسي/ دار الآداب/ بيروت ط١ ٢٠٠٥ م.

- (سوسيولوجيا المثقفين) جيرار ليكرك/ ترجمة: د. جورج كتورة/ دار الكتاب الجديد المتحدة/ بيروت ط١ ٢٠٠٨م.

- (نقد الحداثة) ألان تورين/ ترجمة: أنور مغيث/ المجلس الأعلى للثقافة/ مصر  ١٩٩٧م.

 *****************************************************************

بلغات الشعوب

لغتي

رسول حمزاتوف

ترجمة: احمد جاسم الزبيدي*

أحلامي -دائما- ترّهاتٌ عجيبةٌ

إذ حلمتُ -اليومَ- بموتي!

قيظُ الظهيرةِ في (وادي داغستان)

الرصاصُ في صدري جاثمٌ بلا حركةٍ

خريرُ النهرِ يجري بقوةٍ

منسيٌّ أنا.. و لا حاجةَ لأحدٍ بي

أمتدُّ على أرضي الحبيسةِ

قبلَ أن  أكونَ أرضاً

سأموتُ أنا..! غيرَ أنهُ

لا عِلمَ لأحدٍ بذلك كي يصلني

إلّا صفيرَ النسورِ، في مكانٍ ما في الأعالي

ونحيبَ الأيائلِ في جانبٍ آخر

منْ سيبكي على قبري؟

إنْ متّ في عزّ شبابي؟

لا أمُ.. لا صديقُ.. لا حبيبة

وماذا بعدُ..؟

حتى النادباتُ لا وجودَ لهنّ

هكذا متُّ هاجعاً ، لا حولَ ولا قوّةَ

فجأةً.. تناهى لسمعي وليس بعيداً

شخصانِ مرّا يتحدّثانِ

بلغتي الأوارية

وفي قيظِ ظهيرةِ(وادي داغستان)

ميّتٌ أنا..! غيرَ أنّ محورَ حديثِ الناس

عن مكرِ شخصٍ اسمهُ( حسن)

ونزوات شخصٍ اسمهُ( علي)

وبضبابيةٍ سمعتُ صوتَ لُغتي

وعادتْ لي الحياةُ، وحانتِ اللحظةُ

وفي حينها أدركتُ أنّ شفائي

ليسَ طبيباً، ولا ساحراً، بل لُغتي

قد تشفي لغةٌ أخرى شخصاً ما

لكنّي لا استطيعُ التغنّي بها

وإنْ اختفتْ لغتي غداً. ؟

أنا جاهزٌ للموتِ اليوم

مُلهَمٌ أنا بها..

دعهم يقولون.. لغتي فقيرة

ودعْ صوتَها لا يصدحُ في منصة الأمم

لأنّ لغتي عظيمةٌ لي

حتى يفهمَ وريثي ( محمود)

هل سيقرأُ -حقاً- الترجمةَ..؟

وهل -حقاً- أنا آخرُ الكُتّابِ؟

منْ سيكتبُ ويغنّي باللغة الأواريةِ؟

أحبُّ الحياةَ والكونَ أجمع

كلّ شئ منه إلى أصغر ركنٍ

والأوفر حبّاً أرضُ( السوفييت)

غنّيتُ لها - قدرَ استطاعتي- بالأوارية

عزيزةٌ عليّ أرضي المزهرة الحرّةُ

كلها-من البلطيق حتى سخالين-

سأموتُ من أجلها أينما كنتُ

ولكن دعهم يدفنوني هنا في أرضي

لتكنْ شاهدةُ القبرِ قريبةً من قريتي

ليتذكّرني الأواريونَ - أحياناً-

وبكلماتٍ أوارية:

(مواطنُنا رسول سليلُ حمزةَ من تساد)..!

ـــــــــــــــــــــــــ

*كاتب ومترجم عراقي يقيم في أوزبكستان. يترجم لـ “طريق الشعب” اول مرة.

**************************************************

باقة

نيكولاي روبتسوف 

ترجمة: تحسين رزاق عزيز*

 

سأقود دراجتي

مدة طويلة.

سأُوقفُها في المروج الكثيفة.

وسأقطفُ الزهور.

وأُهدي الباقةَ

للبُنَيَّةِ التي أُحبّ.

سأقول لها:

- انفردْتِ مع آخر،

فنسيتِ مواعيدنا،

لذا، خذي هذه الزهور المتواضعة،

بمثابة ذكرى عني!

سوف تأخذها.

لكنها، من جديد في ساعة متأخرة،

عندما يتكثّف الضباب ويزداد الحزن،

ستمر، من دون أن ترفع بصرها،

وحتى من دون أنْ تبتسم...

لا يهم، فليكن.

سأقود دراجتي مدة طويلة،

وسأوقفها في المروج الكثيفة.

ما أبتغي سوى أنْ تأخذَ الباقة َ

البُنَيّةُ التي أُحِب..

ـــــــــــــــــــــــــ

*كاتب ومترجم عراقي يقيم في روسيا. يترجم

لـ “طريق الشعب” اول مرة.

 ****************************************

جنود مجموعة «المركز»

فلاديمير فيسوتسكي

ترجمة: أحمد عبدالكريم حميد

الجندي معافى دائماً،

الجندي مستعد لكل شيء،

نزيح العدو عن الطرقات

مثلما نزيح الغبار عن السجاد.

ولن نتوقف، وستبقى اقدامنا ثابتة،

وستسطع وجوهنا

وتلمع بساطيلنا!

ستطأ أقدام جنود مجموعة «المركز» السهل الملتهب،

سيخطون على كل متر،

سيجولون بكل أوكرانيا.

عد نفسك ان تكون الجندي الأوَّل أو الثاني في الصف!

- الجندي الأوَّل والجندي الثاني...

الأوَّل يسير إلى الأمام – إلى الجنة!

- الجندي الأوَّل والجندي الثاني...

والجندي الثاني بطل أيضاً-

سيلحق بك إلى الجنة.

- الجندي الأوَّل والجندي الثاني.

الجندي الأوَّل والجندي الثاني

الجندي الأوَّل والجندي الثاني...

أمامنا كل شيء يزدهر –

وخلفنا يحترق كل شيء.

لا يجب التفكير! – مَن معنا.

ومَن يقرر كل شيء بدلاً عنا.

فرحون ولسنا عابسون-

سنعود إلى بيوتنا، حبيباتنا الشقراوات

سيكافئنا كل شيء إلى الأمام، والآن

سيخطو جنود مجموعة «المركز»

على كل متر،

سيجولون بكل أوكرانيا.

-عد نفسك ان تكون الجندي الأوَّل أو الثاني في الصف!

- الجندي الأوَّل والجندي الثاني...

الأوَّل يسير إلى الأمام – إلى الجنة!

- الجندي الأوَّل والجندي الثاني...

والجندي الثاني بطل أيضاً-

سيلحق بك إلى الجنة.

-الجندي الأوَّل والجندي الثاني.

***************************************************

قصة قصيرة.. الهَجّام

محمد فيض خالد- القاهرة

استفزّه الفضول فاقترب على حَذرٍ من لمةٍ افترشت أسفلَ الكافورة العتيقة ، كانت أحاديث انفلاتهم تُجدّد في نفسِه سلوى قديمة وتنثر في زوايا نفسه المنى ، أن يَكُبر ويُصبح مثلهم ، يَرتاد البندر ويذهب في صُحبةٍ يَسطو على عَرباِت القصب ، المزدحمة أمام مصنع السُّكر ، يَأكُله الطّيش أكلا ، فيَسرح بخيالِ مُراوغ يُجرب حَظَّه؛   أن يعتلي قطار القصب ، يُناوش حُرّاسه ، وتلك مظاهر الفتوة ، وعادة  يأتيها كل من سبقوه من روّادِ مدرسة الصَّنايع . .

عَاشَ “ حسين صبره “ يَلوكُ الصَّبرَ ، يَخرجُ مع الصَّباحِ بانتظام ٍفي طَقسٍ شِبه مُعتاد ، يُطَالعُ من تحَتِ عَينٍ كسَّرتها خُيوطَ الشَّمس الحَمئة جماعتهم في شَرهٍ وتَشهّي ، وقد شمَّروا عن سَاعدِ الجد ، يَستذكرون مخططهم الآثم على مَلأٍ ، عندها يَنصرفُ في كَمدٍ مَغموما ، يجتر أحلام القَهر ، يُوجِع ظَهرَ حِماره الهَزيل بَعصا السّيسبان اللَّينة ، يَتمّنى لو استطاعَ طيّ الحَاضرَ ، فيختصر ما تبَقّى من سَنواتٍ ، فيجد مكانا  بين الهجَّامة،

لم يبخل عليه زمانه بأمنيةٍ  ، فبعدَ أعوامِ الانتظار ، لانت له الفرصة ووجد نفسه بين جدران مدرسة الصنايع حِلُم أمسه ، ومُنذ وَطأت أقدامه وهو لا يَقوى على كبَحِ جِماح رغبات نفسه  المُستعرة ، يلعقُ شفتيه في لُهاثٍ وقد تَحجَّر حَلقه من الانتظار  ، يتَنقَّل في تَهورٍ بين المجاميع المُتكاثرة أمام البوابةِ ، عَلَّهُ يعثر بينهم على ضَالتهِ ، بدايةً لم يُحَالِفه الحَظّ كما تأمّل ، لشهرٍ كامل يَعودُ خالي الوِفاض ، وهواجس  الأمس لا تنقطع عن رأسهِ تُنازعه ، فصافرة القطار أفسدت عليه أحلامه ، لتعيده أكثر تَصميما من ذي قبل ، حتَّى ابتسمَ له القدر  ورَقَّ لحَالهِ ، فألقاهُ في طَريقِ عِصابةٍ من أبناءِ الشَّارع ، وجَدوا من اندفاعِه وصلابة عوده ضالتهم المنشودة ، كانت مهمته تلهية  الحُراس ريثما يتَمكَّن البقية من سرقةِ أعواد القصب ، هكذا سطع نجمه سريعا  ، وامتلأ بطنه من العصير الشهي حتى اكتفى ، لم يكن يعني أمه من شيءٍ ، غير أن يعود فتاها بحملٍ يرضيها ، تستقبله على فمِ الزِّقاق بابتسامةٍ اطمئنان ، قائلةً في زهوٍ:” يسلم البطل ، هكذا يكون الرجال “، كانت كلمات حمَاستها تُلهِبُ مشاعره وتَزيد في ثقتهِ ، وتُنسيه يتمه الذي احترقَ بهِ صَغيرا  ولو لبعضِ الوقت ، ذَاعَ صيته مع الأيامِ حتى أصَبحَ مَقصد كُلّ لِصٍّ مُتبطّل ، يرى في شَجاعتهِ وإقدامه  وخِفَّة يده ما يفي بالغرض ، تَوسَّع نشاطه فلم يكن قطار القصب مُنيته ، بل تَعدَّت أمانيه غلته الشَّحيحة ينتظرها من أشهرٍ قلائل  ، ابتلعه وعصابته ظلام الحقول البعيدة التي تفيض بالخَير، فملأ على أمهِ الدارَ بكُلِّ  صِنفٍ تَطاله يده ، والمرأة مُنتَشيةٌ ترَفع يدها عند كلِّ مساءٍ أن يستر عليه السَّتار وأن يكفه وإخوانه شر الأشرار ، لكنَ جرَأته وهجماته المُتكرّرة أغَاظت خَفر الحقول ، الذين تَربَّصوا بهِ الدَّوائرَ وعَقدوا العزَمَ عَلى اجتثاثِ شَأفته ، لا يعنيه أمرِ تَربصهم شيء طَالما انتفخت محفظته بالجنيهات ، وطَالما كانت الوالدة في رضا عنه ، حتى كان ذات ليلةٍ ، وبيَنما عَائِدٌ من إحدى هجماته ، وإذ برصاصةٍ مجهولة تَشُق طبقات الظَّلام لتَستَقرّ في صَدرهِ ، تَفرّقَ عنه رجاله ، ليتركوه جثةً مُلقاة وسط الحقولِ ، وبعدَ أسبوع من الحادثةِ ، أُغلِقَ المَحضر ، وقُيدت ضد مجهول ، انتهى أجله ، لكنَّ مطامع النَّفس دائمة لا تنتهي ، وفي كلّ يومٍ يظهر هجَّامٌ جديد.

************************************************************

الصفحة الثانية عشر

فعاليات متنوعة في “بيتنا الثقافي” في مناسبة ذكرى ثورة 14 تموز 

بغداد – طريق الشعب

ينظم منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد السبت، جلسة استذكار لثورة 14 تموز المجيدة في مناسبة ذكراها الـ 65.

ويضيّف المنتدى في الجلسة الأستاذ الدكتور سيف عدنان القيسي، ليتحدث عن “ثورة 14 تموز 1958 – قراءة تاريخية (جدلية الثورة في مصادرها التاريخية)”.

تبدأ الجلسة عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

وتحتضن قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، يومي غدا الجمعة وبعده السبت، معرضا وثائقيا في مناسبة الذكرى الـ 65 لثورة 14 تموز المجيدة، يقيمه مؤرشف الثورة هادي الطائي.

 *********************************************************

«النصير الشيوعي» توقد شمعتها الثالثة

الرفاق الأعزاء في صحيفة “النصير الشيوعي” الغراء تحية طيبة يسعدنا في جريدة “طريق الشعب”، أن نتقدم لكم ولكل رفاقنا الأنصار البواسل وقرائكم الكرام، بأجمل التهاني بمناسبة العيد الثالث لجريدتكم، متمنين لها التواصل والمزيد من الإبداع في نضالها من أجل عراق ديمقراطي فيدرالي، يرفل شعبه بالسلام والعيش الكريم. كما بودنا التأكيد على الأهداف المشتركة التي تجمع بيننا، سواء في الدفاع عن الحرية باعتبارها قيمة إنسانية مطلقة وعن الديمقراطية بشقيها المترابطين، السياسي والاجتماعي، وعن مشروعنا الوطني، في الذود عن الاستقلال والسيادة وحرية الوطن، وتنمية الوعي بالهوية الوطنية الجامعة ومكافحة الشوفينية والتعصب.  ويسعدنا أن نساهم معاً في توثيق بطولات الأنصار والبيشمركة الأشاوس، الذين سطروا تاريخاً مجيداً لنضال الشيوعيين من أجل تحرير شعبهم، في حكاية ممتعة وفريدة عن نساك ذي زهـد خاص، مسكونين بهاجس التحدي وصفاء ودهشة الحلم العراقي الجميل.  كما لا بد لنا أن نذكي جذوة الوفاء في أرواحنا، للشهداء، وأن نبقي شموعهم منيرة دوماً وكل عام وأنتم بخير.

 هيئة تحرير «طريق الشعب» تموز 2023

 *****************************************************************

سومريات يعزفن على «مسرح المنصور»

متابعة – طريق الشعب

أحيت “فرقة سومريات” الموسيقية - الغنائية، أول أمس الثلاثاء، حفلا على خشبة مسرح المنصور في ساحة الاحتفالات.

حضر الحفل وزير الثقافة والعديد من وكلاء الوزارة، إلى جانب جمع غفير من متذوقي الموسيقى والغناء.

وخلال الحفل، الذي أعيد أيضا أمس الأربعاء، قدمت الفرقة بقيادة المايسترو علاء مجيد، أغنيات تراثية عراقية وعربية، وعزفا مشتركا ومنفردا.

وتضم هذه الفرقة التي تأسست العام الماضي، أكثر من 45 عازفة من مختلف الأجيال، يتخصصن في آلات موسيقية عديدة منها العود والكمان والناي والقانون والسنطور والإيقاعات. ويمتلك بعضهن أصواتا غنائية جميلة.

 **********************************************************

في ذكرى ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨

  • ذكرى الثورة حافز لتعزيز الحركة الجماهيرية والاحتجاجية والمطلبية
  • يا قوى التغيير اتحدي لهزيمة منظومة المحاصصة والفساد
  • حان الوقت ليصنع الشعب حاضره ومستقبله
  • لا لعسكرة المجتمع .. لا للسلاح المنفلت
  • لنجعل من المشاركة الواسعة في انتخابات مجالس المحافظات رافعة للتغيير
  • لا لتكميم الافواه ومصادرة حرية التعبير والتظاهر

 الحزب الشيوعي العراقي

 **********************************************************

د. علي إبراهيم في «نادي الكتّاب» الكربلائي

كربلاء – طريق الشعب

ضيّف “نادي الكتاب” في كربلاء، أخيرا، أستاذ الأدب العربي الحديث د. علي إبراهيم، الذي قدم قراءة لكتاب “هذا أنا” لمؤلفه الكاتب فالح الشلاه.  حضر الجلسة جمع من الأدباء والمثقفين، فيما أدارها القاص سلام القريني، واستهلها بقراءة مقال عن الشلاه للكاتب والإعلامي عبد المنعم الأعسم، كان قد نشر في جريدة “طريق الشعب”، مما جاء فيه: “انضم فالح محي الشلاه الى كوكبة كتاب كانوا قد قضوا العمر في القراءة والتأمل والمتابعة لشؤون السياسة والفكر والجدال، ولم يستسلموا مبكرا إلى غواية التأليف وإصدار الكتب، ليس بسبب انعدام الثقة بكفاية المعلومات، او خشية خذلان وسيلة التعبير.. واحسب ان كاتبنا عاش مكابدة معقدة او ارهاصة ضارية لبناء رؤياه عن الموت والحياة”.

بعد ذلك، ابتدأ د. إبراهيم حديثه بالقول: “اتفق تماما مع ما كتبه الأستاذ الاعسم. فقد قرأت كتاب الشلاه بدقة، ووجدت أنه جدير بالقراءة”، مبينا أن “الكاتب قادر ولديه خزين من المعلومات التاريخية والاسطورية، ومعرفة بالواقعين السياسي والاجتماعي”.

واستدرك في قوله “لكنني وجدت أن موضوعات الكتاب بحاجة إلى تبويب، لأنها كثيرة ومتنوعة. فكان بإمكان الكاتب أن يقسم الكتاب إلى فصول، أو يرقمه حسب العناوين التي كانت موزعة بين المقالة والقصة والخاطرة”، مشيرا إلى أن “جميع ما ورد في الكتاب لا يخلو من متعة الفائدة”.

وخلال الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات، بضمنهم الأستاذ كامل حلاوي والمحامي فاضل مناتي والشاعر عادل الياسري.

 **********************************************************

الديوانية.. نصب تذكاري للشاعر كزار حنتوش

متابعة – طريق الشعب

أزاح قصر الثقافة والفنون في الديوانية ومعه اتحاد الأدباء والكتاب في المحافظة، أخيرا، الستار عن نصب تذكاري رمزي للشاعر الراحل كزار حنتوش، وذلك أمام بوابة مديرية التربية.

النصب، وهو من تصميم النحات الشاب منتظر الشيباني، حضر مراسيم ازاحة الستار عنه أدباء ومثقفون ومواطنون آخرون، استذكر العديد منهم الشاعر الديواني الفقيد ومسيرته الشعرية، ورأوا أنه من الأهمية تخليد ذكراه.

وأشار عدد من الحاضرين، في كلمات لهم، إلى أن حنتوش يمثل ظاهرة أدبية وثقافية في عموم الديوانية، مؤكدين أنه يمتلك أسلوبا شعريا متفردا، بصياغته قصائد وسطية بلغة سلسة، يتفاعل معها الناس البسطاء شأن النخبة.

وفي سياق المراسيم، قرأ عدد من الشعراء الحاضرين قصائد استذكروا فيها حنتوش وتجربته الشعرية. وحسب ما أفادت به وكالات أنباء، فإن النحات الشاب نفذ النصب على نقته الخاصة، وبالتعاون مع مديرية البلدية، وبدعم من اتحاد الأدباء وقصر الثقافة والفنون.        

 **************************************************************

بيان الحزب في أيدي أهالي «الحرية الأولى»

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

شكلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الحرية – اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، أول أمس الثلاثاء، فريقا جوالا جاب شوارع منطقة الحرية الأولى وأسواقها.

ووزع الفريق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية وروّاد المقاهي الشعبية، نسخا من بيان اللجنة المركزية الأخير “شعبنا قادر على كسر احتكار السلطة وفرض إرادته”.

وتبادل الفريق مع جمهور من المواطنين، الحديث حول الظروف السياسية في البلد وموقف الحزب منها. كما استذكر معهم ثورة 14 تموز 1958 تزامنا مع ذكراها الـ 65.

 **********************************************************

أما بعد.. الدعم النفسي نصف العلاج

منى سعيد

حادثتان غريبتان أو قل طريفتين لا يمحيان تأسينا على الواقع الصحي لدى مؤسساتنا الصحية الرسمية على وجه الخصوص، فقبل مدة قصيرة خضعت أحدى قريباتي لعملية قسطرة شرايين القلب بمستشفى حكومي في مدينة الحلة، أدخلت صالة العمليات وكانت خائفة جدا من ذلك الإجراء الطبي لكن الذي أرعبها تماما تصرف ممرضتي الصالة، فقبل أعطائها جرعة التخدير، سحبت الممرضتان سرير العملية باتجاه القبلة وتعالى صوتهما بترديد أدعية لملك الموت ولشفاعة الأنبياء والأولياء.. ارتجفت المريضة وتوقعت الموت فعليا بدلا من الشفاء..

 و أصبيت جارتي بوعكة صحية مفاجئة نتيجة ارتفاع ضغط الدم وتراكم السوائل على الرئة بسبب خلل في الكلية، توجه أهلها بها فورا لمستشفى حكومي في بغداد وسرعان ما اجري لها العلاج اللازم وباتت ليلتها في المستشفى على أمل تحسن صحتها، الغريب في الأمر أن الطبيب “ الاختصاص” الذي قدم لها طريقة ووصفة العلاج في اليوم السابق رفض معاينتها ثانية صباح اليوم التالي أثناء دوريته “ التور” الاعتيادية على المرضى، وحين استنجدت به ابنة المريضة المرافقة لها ، متسائلة عن سبب رفضه معاينتها ثانية أجابها بطريقة فجة ، أن لا أمل لها بالشفاء وإنها ميتة لا محال ولا داعي لمعاينتها ثانية ! أجهشت الابنة في البكاء وتمسكت بالصبر وبتواصل منح مريضتها علاجها اللازم وبعد يومين فقط تحسن وضع المريضة وخرجت معافاة من المستشفى.

هاتان الحادثتان تحيلنا للتفكير بموضوع الدعم النفسي  للمريض وما يتوجب على الطبيب والكادر الصحي عموما من التمتع بصفات إنسانية مرنة و بمعلومات علمية  صحيحة و بخبرة التواصل  بحيادية وتقبل الآخر والتعاطف الإيجابي معه مع الرغبة الصادقة للمساعدة.. فسلامة المريض ورعايته الصحية لا تعنيان تناول حبة “ بارستول “  مثلا برأي الدكتور جاسم العزاوي الذي قدم في مجلس الشعرباف البغدادي مؤخرا محاضرة حول الرعاية الصحية وأهمية التثقيف بها مؤكدا بأنها علم وإدارة وتخصص مع مجموعة وظائف تهدف تقليل فرص الضرر ومنع حدوثه للمريض مع إمكانية معالجته ومنع تكراره، وإنها تعني المطالبة بحق المريض وتنويره قبل تناوله الدواء مؤكدا أن نصف العلاج يعتمد على الدعم النفسي.

 ولا تتوفر لدينا مراكز دعم نفسي حكومية أو أهلية كافية إذ لا تزيد عن عدد الأصابع ، وسعت  بعض منظمات المجتمع المدني لإنشاء  البعض منها لكنها من دون متخصصين للأسف.. شذت عنها  عيادة المحامية أزهار الشعرباف التي وفرت دعما نفسيا وقانونيا في الوقت نفسه ،ساهمت من خلاله بعلاج الكثير من الحالات النفسية وحلها قانونيا ، وتشير المحامية إلى  المادة 31 من الدستور العراقي  التي نصت على كفالة الدولة للرعاية الصحية ، وأن  لكل عراقي الحق بها  وأن الدولة  تعنى بالصحة العامة وتكفل وسائل الوقاية والعلاج. لكن قبل هذا وذاك لابد من مناشدة الجانب الإنساني للطبيب وللكادر الصحي.