الصفحة الأولى

لمناسبة الذكرى الخامسة والستين لثورة (١٤) تموز المجيدة.. شعبنا قادر على كسر احتكار السلطة وفرض إرادته

تحلُّ علينا هذه الأيام الذكرى الخامسة والستون لثورة (١٤) تموز المجيدة، الثورة التي أحدثت تغييرات عميقة في المجتمع العراقي، وحققت مكاسب وانجازات سياسية واقتصادية واجتماعية كبرى، ما زالت مضيئة الى يومنا هذا في ذاكرة الشعب العراقي وكادحيه من العمال والفلاحين وسائر شغيلة اليد والفكر.

فهي جاءت بعد رحيل نظام رجعي وتابع ذليل الى الاستعمار البريطاني، الذي سام الشعب صنوف الاذلال والقمع وأدخله في نفق مظلم يسوده الفقر والجوع والمرض وكل ما من شأنه تكريس التخلف والتبعية.

لقد كانت ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ بحق ثورة شعبية اصيلة وليست انقلاباً عسكريا كما يحاجج البعض، والواهمون بأن نوري سعيد والحكم الملكي كانا يمكن أن يصنعا نظاماً ديمقراطياً في العراق.

ولأنها كذلك، فقد قوبلت الثورة بفرح وتأييد قلّ نظيرهما من قبل الشعب العراقي. وكانت الجماهير هي العنصر الاكثر تأثيراً وحسماً في نجاحها المذهل، وفي شلِّ تحركات القوى المعادية للثورة داخلياً واقليمياً وعالمياً.

إنّ عظمة الثورة كانت جلية منذ لحظاتها الأولى، لكن ينبغي ألا ننسى انها  قد حملت معها عوامل ضعفها الاساسية التي ستدفع بها لاحقاً الى الانتكاسة  وضياع الكثير من منجزاتها. وأول هذه العوامل ان الدكتاتورية والفردية كانت كامنة عند العديد من طاقم الحكم الجديد؛ فالذين وضعوا خطة الثورة ونفذوها وصاغوا بيانها الأول كانوا مجموعة صغيرة من الضباط الاحرار، انفردت بقيادة الحكم، وتحديد توجهاته وسياسته العامة، ولم يكن لديها برنامج معلن للشعب ونهج سياسي محدد.

إن افتقار الجمهورية الفتية الى رقابة الشعب ومؤسسات ديمقراطية منتخبة، أوجد وضعاً مناسباً لطغيان النوازع الشخصية السلبية لعدد من الحكام الجدد، والى انفلات الصراع بينهم، والتعالي على الشعب وقواه الوطنية، التي نشب بينها صراع محتدم ألحق ضرراً بالغاً بمسيرة الثورة وبإمكانية تجذيرها.

ومنذ الأيام الاولى للثورة، بدأت النشاطات المعادية والمؤامرات ضدها من قبل المتضررين من إنجازاتها وخطواتها الاقتصادية والاجتماعية، وكان بضمن هؤلاء بعثيون وقوميون وبقاياها الموالين للنظام القديم، وبدعم مكشوف من الخارج، إقليميا ودوليا، وبمشاركة فاعلة من الدوائر الاستعمارية وخصوصا الامريكية والبريطانية. وقد تعمق هذا النهج المعادي لتطلعات الشعب العراقي، بالتزامن مع تراجع المنسوب الوطني والديمقراطي لقيادة الثورة وبروز النزعات الفردية والمعادية للديمقراطية لديها على نحو جلي.

وكما هو متوقع استغلت القوى المعادية للثورة المثالب ونقاط الضعف التي يعاني منها الحكم الوطني، واستطاعت في المطاف الاخير الاطاحة به في انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣ الأسود، حيث ارتكبت مجزرة يندى لها جبين الانسانية بحق الشيوعيين والديمقراطيين والوطنيين وغالبية ابناء الشعب العراقي، وقامت بنسف كل الانجازات والايجابيات التي حققتها ثورة تموز، خدمةً لأسيادها واستجابة لحقدها الدفين في معاداة وكره كل ما هو تقدمي وديمقراطي.

كما فتحت هذه الثورة المضادة الطريق امام سلسلة طويلة من الانقلابات العسكرية الرجعية وصولاً الى إقامة نظام دكتاتوري فاشٍ بقيادة صدام حسين، أتى على الاخضر واليابس، وأدخل البلاد في أتون حروب داخلية وخارجية كان ضحيتها الأساسية شعبنا العراقي، وجعل العراق من اكثر الدول فشلا في العالم.    

ثم جاء الغزو العسكري والاحتلال الامريكي البغيض لبلدنا، ليفرض نظام المحاصصة الطائفية – الإثنية بالضد من ارادة شعبنا وتطلعاته الى بديل وطني ديمقراطي وبناء دولة المواطنة والقانون والمؤسسات. ومهّد ذلك لهيمنة قوى الطائفية السياسية والفساد على السلطة واحتكارها، والتي استمرأت هذا النهج الفاشل وتشبثت به، وجرى تعزيز الدولة العميقة وعسكرة المجتمع والتفريط بالقرار الوطني المستقل، والإمعان في نهب ثروات الشعب والوطن، ولو كان ذلك على حساب جوع وشقاء ملايين العراقيين.

ولم يعد خافياً على احد ان الازمة العامة الشاملة التي يعاني منها عراقنا المبتلى بمن غادر الوطنية والانسانية، رغم الخيرات والثروات الطبيعية الهائلة التي يمتلكها، لا يمكن تفكيك مكوناتها، ووضع الحلول المناسبة لها على ايدي هؤلاء المتنفذين، ولا أمل في حصول معجزة، بل ان المعجزة المتبقية لانهاء هذا الخراب والبؤس الشامل هي التي يصنعها وينفذها بنات وأبناء الشعب انفسهم، سواء بالتظاهرات والاعتصامات، واشكال الحراك الجماهيري الاخرى، ام بالضغوط السياسية والبرلمانية، وعبر  التخلي عن حالة الانتظار السلبية، والشروع بالتحرك  والعمل الجدّي، للمطالبة بالحقوق المشروعة لعموم العراقيين، مستلهمين تراث شعبنا الثوري وأمجاده وبطولاته .

إنّ الدرس الاهم الذي يمكن استخلاصه من ثورة الرابع عشر من تموز، هو ضرورة الوحدة الوطنية، والتخلص من حالة التشتت والتشرذم والطموحات الذاتية على حساب القضايا العليا للشعب والوطن، والعمل المثابر من اجل بناء اصطفاف سياسي وشعبي يقود الى تغيير ميزان القوى السياسي والجماهيري لصالح الطامحين الى التغيير الشامل، وهم الغالبية العظمى من العراقيين. 

لقد عمل حزبنا الشيوعي العراقي، وما يزال، على جمع صفوف المنادين بالتغيير والعاملين من اجله، وتعزيز عمل التيار الديمقراطي وتحقيق وحدة عمل القوى المدنية والديمقراطية، وتعزيز تحالف قوى التغيير الديمقراطية. 

وعلى الرغم مما تحقق واهميته وضرورته، فهناك المزيد المطلوب على هذا الطريق، والتصدي بيقظة وحزم لشتى المحاولات والمساعي، المكشوفة والمستترة، للحؤول دون توحيد صفوف هذه القوى وتوسيع مساحة المشتركات بينها.

انّ قوى التغيير مطلوب منها اليوم ان ترتقي الى المهام الكبرى المطلوب إنجازها وان تجعل من انتخابات مجالس المحافظات والمشاركة الفاعلة فيها فرصة للتعريف بها وببرامجها ومواقفها، وميدان صراع سياسي آخر، وان تكون احدى روافع التغيير المنشود.

إننا على قناعة كبيرة بأن شعبنا الذي فجر الثورات والانتفاضات، ولقّن الحكام درسا بليغا في انتفاضة تشرين ٢٠١٩، قادر اليوم أيضا على المضي قدما نحو تحقيق الاختراق المطلوب وكسر احتكار السلطة ودحر منظومة المحاصصة والفساد، والسير نحو غد افضل، لا مكان فيه للسلاح المنفلت والترهيب وتكميم الافواه والتضييق على الحريات العامة والخاصة وشراء الذمم، ويتمتع فيه المواطنون بتكافؤ الفرص والحياة الحرة الكريمة.. غد بآفاق واعدة لبناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

إنّ ذكرى ثورة ١٤ تموز المجيدة راسخة في وجدان بنات وأبناء شعبنا، ومن عبرها ودروسها نستلهم العزمَ على المضي قدما الى امام لفرض إرادة الشعب وإقامة دولة المواطنة والمؤسسات والقانون والعدالة والديمقراطية الحقّة. وجدير أن يحتفى بها على الصعد الرسمية والشعبية: عيدا وطنيا خالدا، وان يكرم رموزها وقادتُها والمشهود لهم بالوطنية والنزاهة والإخلاص للشعب. 

المجد لثورة ١٤ تموز المجيدة

والشهداء الأبرار

النصر لشعبنا العراقي

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

أواسط تموز ٢٠٢٣

 **************************************************************************

لمناسبة ذكرى تحرير مدينة الموصل.. الشيوعي العراقي: نمجّد بطولات المقاتلين وتضحيات المواطنين

بغداد – طريق الشعب

تمرّ اليوم (امس) الذكرى السنوية السادسة لتحرير مدينة الموصل من رجس داعش الإرهابي وتخليص بناتها وابنائها من هذا الطاعون الذي اجتاح عدة محافظات في بلدنا، وفرض عليها سطوته الغاشمة، وعبثه بكل القيم والأعراف، وانتهاكه للحرمات والاعراض وازهاقه لأرواح المواطنين الأبرياء، وتدميره للجوامع والكنائس والآثار التاريخية والبنية التحتية.

وفي هذه المناسبة قال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. صبحي الجميلي، في تصريح لـ”طريق الشعب”: نتقدم أولا بخالص التهاني لأهل الموصل الحدباء، المدينة العريقة الضارب مجدها في عمق التاريخ، ونحيي بطولات المقاتلين جميعا والمواطنين وتحملهم المآسي والنكبات على يد داعش القذرة، ونستذكر باعتزاز الشهداء ونتضامن مع الضحايا جميعا من العرب والكرد والتركمان والايزيديين والمسيحيين والشبك، ومن مختلف طوائف المدينة الضحية”.

وأضاف، ان “هذه الذكرى تطرح من جديد ضرورة استخلاص العبر والدروس مما حصل، ولماذا وقع ذلك، وهل حقا كان لا بد ان يقع؟ فلا بد من التوقف بروح موضوعية عند الأسباب الداخلية والخارجية، كي لا تتكرر مثل هذه المأساة تحت أي عنوان وظرف. وفي المحصلة يتوجب ان يقدم المقصرون عن أداء واجبهم الى القضاء العادل لنيل جزاء ما سببوه من كوارث ومآسٍ، ما زالت ندبها عميقة وحيّة” .

ودعا الرفيق الجميلي الى “ان لا تمر هذه الذكرى مرور الكرام، بل ان تكون وقفة جادة لمراجعة الخطط والبرامج لمعالجة الجروح وإعادة اعمار ما خلفه الإرهاب. وفي المقدمة انصاف الضحايا وعوائل الشهداء وارجاع المهجرين والمهاجرين الى ديارهم وتعويضهم عمّا لحق بهم من اضرار، وان يُبذل المزيد من الجهد للكشف عن مصير الايزيديين والتركمان، المختطفين والمغيبين”.

وشدد على ان “الاعمار ما زال متعثراً في مدينة الموصل، خصوصاً في الجانب الايمن منها، مع ان المبالغ التي خصصت لذلك غير قليلة، كما ان آفة الفساد ما زالت تلتهم تلك المبالغ ولم يجر حتى الآن التصدي الناجع له”.

واكد عضو المكتب السياسي للحزب على “الحاجة القصوى لإبعاد محافظة نينوى، بمدنها واريافها، عن الصراعات الضيّقة، والسياسية الانانية والمكاسب الوقتية، والتوقف عن التدخل في شؤونها، وان من ساهم في التحرير لا يمنحه ذلك أية ميزة للتحكم بها وفرض ارادته على أهلها، بل هو أداء للواجب الوطني والإنساني. كذلك ان تسند المسؤوليات فيها الى أهلها وفقا للكفاءة والوطنية والإخلاص والنزاهة، وقد آن الأوان لان تتمتع المحافظة بالأمان والاستقرار والازدهار، وان ينعم أهلها بحياة كريمة آمنة”.

 ***********************************************************

معالجة أزمة الكهرباء أضغاث أحلام

بغداد ـ محمد التميمي

لا يختلف صيف العراق في 2023 عما سبقه في الاعوام التي خلت، برغم الوعود التي اطلقتها الحكومة وتحالف ادارة الدولة، لتحسين الوضع وتوفير إمدادات كهرباء مستقرة، إلا أن الواقع يقول ان المنظومة السياسية فشلت في إدارة هذا الملف الحساس.

 *******************************************************

الصفحة الثانية

حكم غيابي بالحبـس الشديد ثلاث سنوات على أمين بغـداد الأسبق

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت هيئة النزاهة الاتحاديَّة، صدور قرار حكمٍ غيابيٍّ يقضي بالحبس الشديد بحقِّ أمين بغداد الأسبق؛ لمُخالفته واجباته الوظيفيَّـة.

وذكرت دائرة التحقيقات بالهيئة في بيان، أن محكمة جنح الرصافة المُختصَّة بقضايا النزاهة أصدرت حكما غيابيا يقضي بالحبس الشديد لمُدَّة ثلاث سنواتٍ بحقِّ أمين بغداد الأسبق؛ جرَّاء المُخالفات المرتكبة التي رافقت توزيع الأراضي وفق قرار مجلس الوزراء المرقم (٢٥٤ لسنة ٢٠١٣).

وتابعت الدائرة مُوضحةً أنَّ تفاصيل القضيَّة تشير إلى أنَّ المدان سبق أن تمَّ شموله بأحكام قانون العفو العام في هذه القضيَّة، بيد أنَّ هيئة النزاهة الاتحاديَّة قدَّمت طعناً تمييزاً وتمَّ نقض القرار بناءً على هذا الطعن.

وأضافت أنَّ المحكمة، وبعد اطلاعها على الأدلة والإثباتات في القضيَّة، وما جاء في الطعن التمييزيِّ للهيئة، أصدرت حكماً غيابياً بحق المدان يقضي بالحبس الشديد لمُدَّة ثلاث سنواتٍ؛ استناداً إلى أحكام المادة (331) من قانون العقوبات.

 ************************************************************

غضب عارم يجتاح المدن.. فشل الحكومة في الإيفاء بالتزاماتها يدفع الناس للشوارع

بغداد ـ طريق الشعب

نتيجة للفشل الحكومي في توفير الخدمات الأساسية ومنها الكهرباء، وتراجعها عن الوعود التي أطلقت في الوقت السابق بتوفير فرص العمل، يشهد عدد من مدن البلاد احتجاجات غاضبة تندد بالفشل الحكومي.

اعتصامات في واسط وذي قار

وقررت اللجنة التنسيقية لأهالي واسط الاعتصام أمام أبواب محطة الزبيدية الحرارية، بدءا من اليوم الثلاثاء، احتجاجا على قلة ساعات تجهيز المحافظة بالكهرباء.

وذكرت اللجنة التنسيقية في بيان أن “حق المحافظة من الكهرباء مسلوب وعليه قررنا تنظيم اعتصام مفتوح، بدءا من يوم غد الثلاثاء (اليوم) الساعة السابعة صباحا، للمطالبة بحصة عادلة لواسط من الكهرباء”، داعين “الحكومتين المحلية والاتحادية والقوات الأمنية إلى حماية الاعتصام السلمي وعدم التعامل معه بقوة”.

بدورهم، نظم العشرات من أهالي مناطق عگيل التابعة لقضاء قلعة سكر شمال محافظة ذي قار اعتصاما مفتوحا، احتجاجا على تردي واقع الخدمات، مطالبين برفع مستوى مناطقهم الإدارية إلى ناحية.

وأشار المتظاهرون في بيانهم إلى انهم يجهلون سبب إيقاف ضخ المياه في شط عكيل، منددين بـ”تردي واقع الكهرباء وقدم شبكات التوزيع بالإضافة إلى انعدام الشوارع المبلطة الأمر الذي دعاهم إلى الاعتصام ونصب الخيام على الطريق العام من أجل إيصال صوتهم إلى الجهات الحكومية”، داعين “إدارة المحافظة إلى الحضور لمكان الاعتصام والتعهد بإنهاء مشاكلهم التي يعانون منها منذ فترة طويلة”.

بعد ذلك جرى فض الاعتصام لوجود وعد بان معاناتهم  سيجري حلها وفق جداول زمنية

وفي كربلاء، تظاهر العشرات أيضا، احتجاجا على تراجع ساعات تجهيز الكهرباء.

اعتداء على الخريجين

واغلق العشرات من أهالي قضاء الزبير في محافظة البصرة، احد الشوارع الرئيسية في القضاء، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي.

وقال عدد من المتظاهرين، ان التظاهرة في القضاء هي بسبب انقطاع التيار الكهربائي حيث تم إغلاق شارع المدينة الكرفانية وحرق الإطارات من قبل عدد من الشباب، مطالبين الجهات المعنية بضرورة إيجاد حل سريع وتجهيزهم بالتيار الكهربائي.

وتعرض عدد من المهندسين المحتجين المطالبين بتوفير فرص العمل، أمام شركة نفط البصرة، للضرب على يد القوات الأمنية. ووثق عدد من المحتجين في مقطع فيديو الاعتداءات التي تعرض لها المهندسون المحتجون، مِن قبل شرطة النفط قرب شركة نفط البصرة.

الى ذلك، نظم العشرات من باعة المواشي والجزارين في سوق (الصفاة) بالقضاء وقفة احتجاجية للمطالبة بوضع آلية مناسبة لبيع اللحوم بالتزامن مع ارتفاع أسعارها خلال هذا الأسبوع.

وقال أحدهم انهم يعانون من عدم السماح لهم من قبل السيطرات بإدخال المواشي الى محافظة البصرة، ما جعل أسعارها ترتفع الى اكثر من 20 الف دينار للكيلوغرام الواحد.

وأضاف، ان “الصفاة” أصبحت فارغة من المواشي بسبب الوباء (الحمى النزفية) و “السيطرات” والإجراءات الاحترازية خشية التفشي، مبينا أن الإجراءات الأخيرة تسببت بارتفاع أسعار المواشي بالتزامن مع قرب حلول شهر محرم الحرام.

ميسان والمثنى

وفي منطقة البتيرة في محافظة ميسان تظاهر العشرات من المواطنين، احتجاجا على تردي الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء

ونظم العشرات من المهندسين الزراعيين في ميسان وقفة أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بشمولهم بفرص العمل وفق الدرجات التي حددها مجلس النواب في موازنة عام 2023.

وقال عدد منهم إنهم يطالبون بشمولهم بالتعيينات أسوة بأقرانهم المهندسين من التخصصات الأخرى لا سيما إن تخصصاتهم كمهندسين زراعيين مطلوبة في أكثر من دائرة، ورغم ذلك لم يتم شمولهم بالتعيينات منذ سنوات على حد تعبيرهم.

ودعا المهندسون المحتجون محافظ ميسان للنظر بمطلبهم والاستجابة لهم كونهم يحملون شهادات هندسية من الممكن ان يخدموا بها مدينتهم، كما طالبوا بشمولهم بقطع الأرض السكنية والامتيازات التي تمنحها الحكومة للمهندسين المنتمين لنقابة المهندسين الزراعيين.

وفي محافظة المثنى، تظاهر العشرات من المهندسين الزراعيين، مطالبين بتوفير فرص عمل لهم، وذلك انطلاقا من ساحة الاحتفالات وسط السماوة وصولا إلى مقر الحكومة المحلية.

وقال أحد المشاركين في التظاهرة: إن مطالبهم تتلخص بتوفير فرص عمل في المؤسسات الحكومية من خلال التعاقد معهم.

وأضاف أن مطالبهم الأخرى تتعلق بتسهيل عمليات الحصول على القروض الزراعية للعمل على إنشاء مشاريعهم الخاصة.

فيما أغلق العشرات من المواطنين من ناحية الكرامة المدخل الشمالي لمدينة السماوة، مطالبين بخدمات الماء والكهرباء.

طلبة جامعة كرميان

وتظاهر المئات من طلبة جامعة كرميان في ديالى، للمطالبة بالاعتراف بجامعتهم من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

وقال عضو تنسيقية التظاهرة احمد إبراهيم، ان “جامعة كرميان الأهلية لديها فروع في خانقين 100كم شمال شرق بعقوبة وتخرج منها 15 الف طالب باختصاصات مختلفة وهناك 5 الاف آخرين في طور التخرج”.

وأضاف، ان “الجامعة غير معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ما يعني بان مصيرهم بات مجهولا”، مؤكدا ان “التظاهرة وهي تنطلق للمرة الـ13 ترفع شعار وحيد وهو انقاد مستقبل 20 الف طالب جامعي من خلال الاعتراف بشهاداتهم”.

وأشار الى ان “الجامعة تعتمد كل معايير التدريس وبقية البنود والتعليمات، ومصير الطلبة مرهون بقرار شجاع من وزارة التعليم العالي في الحكومة الاتحادية”.

وشهدت بغداد تظاهرة احتجاجية لخريجي معاهد الأجهزة الطبية، أمام وزارة الصحة، مطالبين بشمولهم بالتعيين المركزي.

كما شهدت تظاهرة للعشرات من المتقدمين على الدراسات العليا أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، للمطالبة بتوسيع مقاعد الدراسات العليا.

 **************************************************

بيع الدولار والذهب أبرز ملفات الفساد في المصرف.. النزاهة النيابية تكشف أسباب سحب يد كبار موظفي الرافدين

متابعة ـ طريق الشعب

منذ سنوات، يعيث الفساد بالعراق من كل حدب وصوب دون حسيب او رقيب، وفي كثير من الأحيان ظل الفاسدون يتمتعون بالحماية من قبل كبار المتنفذين في الحكومة.

ففي آخر صيحات الفساد في العراق أعلنت وزيرة المالية طيف سامي سحب يد كبار المسؤولين في مصرف الرافدين من بينهم مدير عام المصرف.

أسباب سحب اليد

كشف عضو لجنة النزاهة النيابية، أحمد الربيعي، عن أسباب سحب يد كبار الموظفين في مصرف الرافدين.

وقال الربيعي إن «الأسباب وراء سحب يد مدير عام مصرف الرافدين الحكومي وعدد من مديري الأقسام وموظفي المصرف من قبل وزارة المالية تتعلق باتهامهم بالفساد». وأضاف الربيعي، أن «هناك عدة اتهامات وجهت لهم، من بينها التسبب في هدر المال العام وسوء الإدارة والقيام بتنقلات إدارية على أساس المحسوبية والمنسوبية، بعيدًا عن معيار الكفاءة والنزاهة، بالإضافة إلى تعيين أشخاص غير مؤهلين لتسنم مناصب إدارية»، مشيرا إلى أن «هناك أسبابا أخرى مثل التأخر في إنجاز معاملات الزبائن واستخدام المنصب لتحقيق أهداف حزبية وشخصية من أجل البقاء في المنصب لأطول فترة ممكنة، وتحدي قرارات الوزارة».

وأشار إلى أنه سيتم تشكيل لجنة تحقيقية بحق المسؤولين السابقين، وسيتم الإعلان عن النتائج في المستقبل القريب، مطالبا بتعيين مدير للمصرف يتسم بالكفاءة والنزاهة والمهنية.

مصدر من داخل المصرف أكد أن «قضية الدولار هي الملف الأبرز في قضايا الفساد المالي، حيث كشفت التحقيقات الأولية عن اختلاس الإدارة الحالية، ومعها بعض مديري الأقسام وموظفين في المصرف مبالغ كبيرة من الدولارات أثناء عملية بيع العملة».

ولفت المصدر إلى أنّ «هناك قضية مهمة وهي بيع السبائك الذهبية وهذه لا تختلف عن سابقاتها من فساد ملف الدولار»، موضحا ان «اسماء جديدة لمتهمين ستصدر في عدة قضايا قريبا».

واوضح المصدر، ان «توصيات لجنة التحقيق التي ستعلن قريبا ستتضمن توجيه العقوبات للمتهمين جميعا ونقلهم الى خارج المصرف وتعيين مدير عام جديد يتصف بالمهنية والنزاهة والكفاءة».

وامس الاحد، قررت وزيرة المالية طيف سامي، سحب يد مدير مصرف الرافدين وأكثر من 20 مسؤولاً ومسؤولة وموظفين. وبحسب وثيقة موقعة من الوزيرة، فإنه «استنادا لاحكام المادة 17 من قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم 14 لسنة 1991 المعدل وبناء على ما جاء بالتقرير الأولي الخاص باللجنة الفرعية المرقمة 1927 المصادق أصوليا والصلاحيات المخولة لنا، تقرر سحب يد الذوات المدرجة اسماؤهم ادناه، الموظفين في مصرف الرافدين من الوظيفة لمدة 60 يوما واعتبارا من تاريخه أعلاه».

وتضمنت الأسماء مدير عام المصرف وكالة علي كريم حسين، ومدير قسم ادارة المخاطر سابقا انمار عبد الرزاق، ومدير قسم الموارد البشرية سابقا سناء مزيد ناصر، ومدير قسم تكنولوجيا المعلومات سابقا احمد فلاح رشيد، ومعاون رئيس حرفيين حبيب احمد حبيب، وأمينة الصندوق ازهار اکرم احمد.

وكذلك الموظفون مرتضی هاشم فلحي، وبان عبد علي ابراهيم، وذو الفقار جبار فيصل، وعلي عباس نوري، ويوسف عيدان بلم، وحيدر عبد حسين، ومصطفى علي محمود، وعصام حسن علي، واسامة حماد عبد، واحمد صباح عبد الوهاب، ومصطفی حیدر صاحب، وسلمان باسل سلمان، ومصطفی جمال صادق، وكريم عادل كريم، وجنان زامل زبون. وتضمن الأمر أيضاً «صرف إنصاف رواتبهم لهم طيلة فترة سحب اليد».

*********************************************************************

الصفحة الثالثة

معالجة الأزمة أضغاث أحلام.. مراقبون: بيان الإطار التنسيقي عن الكهرباء إعلان فشل!

بغداد ـ محمد التميمي

لا يختلف صيف العراق في 2023 عما سبقه في الاعوام التي خلت، برغم الوعود التي اطلقتها الحكومة، لتحسين الوضع وتوفير إمدادات كهرباء مستقرة، إلا أن الواقع يقول ان المنظومة السياسية فشلت في إدارة هذا الملف الحساس.

يقول مراقبون ومعنيون، إن الخلل يكمن في عدم وجود ارادة سياسية لمعالجة هذا الملف الذي يعاني منه العراقيون بشكل كبير، مؤكدين ان الحكومة فشلت في احد اهم التحديات بعد ان فشلت في ملف العملة وملف الخدمات العامة.

الضغط الدبلوماسي

من جانبها، طالبت لجنة الطاقة النيابية الحكومة بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لإبعاد ملف الطاقة عن الحسابات السياسية.

وقال رئيس لجنة الكهرباء والطاقة النيابية محمد نوري العبدربه، في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان “العراق اوفى بجميع التزاماته المادية، وكل ما بذمته من أموال تجاه إيران الدولة الجارة التي نأمل منها النظر الى العلاقات التاريخية بين البلدين”، موضحة أن “العراق قد أوفى بالتزاماته المالية وان اصل المشكلة هي العقوبات الأمريكية”.

وتابع بالقول: “نطالب الحكومة العراقية بأخذ دورها من خلال وزارة الخارجية باستخدام الضغط الدبلوماسي على تلك الدول لغرض إبعاد العراق والشعب العراقي عن خلافاتهم السياسية والتي يدفع الشعب ثمنها”.

الغاز والعقوبات

في هذا الشأن عزا المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء، احمد موسى، تراجع ساعات التجهيز لـ “عدم كفاية إمدادات الغاز الوطني لتشغيل محطاتنا، ونقصان الغاز المورد من ايران من 45 الى 20 مليون متر مكعب، وارتفاع درجات الحرارة”.

وتابع قائلاً ان وزارته “كانت قد اعدت خطة صيفية لان تحقق معدل استقرار حمل 24 الف ميغا واط، ووصلنا الى 26 الف ميغا واط، ما يعني ان هناك نوعاً ما سيطرة على الأحمال انعكست بشكل ملموس على تحسن ساعات التجهيز في الايام الماضية، ووصلنا الى 26 الف ميغا واط”.

وأشار موسى في حديثه لـ «طريق الشعب»، الى انه برغم ذلك “كان هناك نقص في الإنتاج لمواكبة ذروة الأحمال الصيفية يضاف لها نقص إمدادات الغاز وتوقف خطوط الربط الإيرانية التي تمد العراق بالكهرباء وهي 1200 ميغا واط، وهذا كله افقد المنظومة قرابة اكثر من 6000 ميغا واط، الأمر الذي انعكس سلباً على ساعات تجهيز الكهرباء”.

وأوضح بالقول: ان “الوزارة لا تزال تنسق بشكل عال مع وزارة النفط لتعويض ما فقدته المنظومة، وتتواصل في ذات الوقت مع الجانب الايراني لرفع امدادات الغاز لتغطية الحاجة”.

ونوه بان “الجانب الايراني طالب بأمواله ومستحقات الغاز، ووزارة الكهرباء دفعتها بالكامل ولكن مصرف التجارة العراقي TBI يجد صعوبة بتحويلها للجانب الايراني في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران. بينما الحكومة حركت الجهد الدبلوماسي باتجاه الجانب الإيراني، والمساعي مستمرة لحلحلة الوضع ومعاودة الإطلاقات بالشكل الكافي”.

حراك نيابي مرتقب

من جهته، أكد النائب سجاد سالم أن “حكومة السوداني أخفقت حتى الآن بوعودها بشأن تحسين الطاقة الكهربائية في العراق، فهناك تراجع كبير في تجهيز الطاقة، وهذا التراجع تزامن مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وهذا الامر يحصل في كل فصل صيف”. واوضح بالقول: إن الاعذار والحجج الحكومية “هي نفسها تُقدم في كل سنة، دون إيجاد أية حلول حقيقية لأزمة الكهرباء، كما اننا نعتقد أن الجزء الرئيسي من حل الأزمة يكون من خلال انتاج الغاز محليا، كي يستطيع العراق تشغيل كل محطاته، دون الاعتماد على الغاز المستورد، الذي يقطع ويقلل على العراق في كل صيف”.

ولفت الى ان “استمرار الإخفاق في تجهيز الطاقة الكهربائية، سيدفعنا في مجلس النواب الى اتخاذ حراك نيابي بحق أي مسؤول مقصر بهذا الملف، فلا يمكن السكوت على هذا التراجع الكبير في تجهيز الطاقة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة”.

فشل آخر

وعلى صعيد متصل، قال المحلل السياسي د. احسان الشمري ان الاطار التنسيقي يحاول اخلاء مسؤوليته من الفشل، وفي بيانه الاخير أعلن عن فشله الكامل في عدم قدرته على تحقيق الوعود، ومن جانب اخر رمى بالمسؤولية الى حد ما على الحكومة، على اعتبار انه يحاول تجنيب نفسه او يعطي صورة على انه كيان سياسي، ولا يتدخل بعمل الحكومة. وأشار الى ان الاطار التنسيقي “يحاول ان يحقق مصالح بعض الدول على حساب المصلحة العراقية. بينما كان من المفترض ان يدعم خطوات الدولة العراقية، باتجاه الربط الكهربائي مع دول الخليج ومع الاردن والحصول على محطات متنقلة من تركيا. كذلك الغاز الذي يمكن ان يجهز من الكويت او السعودية، لكن الاطار ما زال متمسكا بمصالح ايران وهذا خطأ كبير جداً”.

وبيّن الشمري في سياق حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “الاطار التنسيقي يحاول ان يظهر على انه عدو للولايات المتحدة الامريكية، من خلال اتهامها بانها السبب، وهذا قد يجنبه الى حد ما طبيعة الاتهامات الاخيرة، على انه متعاون معها بشكل كبير، ومن وجهة نظري لا اجد ان امريكا غير مسؤولة عن هذا الملف مثل ما يصور”.

وخلص المحلل السياسي إلى ان “إدخال موضوع خدمي فشل فيه الاطار التنسيقي ضمن اللعبة السياسية يجب ان يغادروه، فهو فشل فني كبير بأهم تحد تواجهه الحكومة، التي فشلت في ملف العملة وملف الخدمات العامة، واذا كان المعنيون لا يملكون حلولاً فالأفضل لهم ان يقدموا استقالاتهم، ويفسحوا المجال للآخرين”.

لا حلول لدى الحكومة

إلى ذلك، يجد الخبير الاقتصادي ماجد الصوري انه من ناحية القضايا الفنية فان التعاقد على إنشاء المحطات المتعلقة بالوقود، لم يؤخذ فيها الظروف الواقعية للعراق بالحسبان، وهذا هو الحال منذ 2003 وحتى الان.

وقال الصوري في حديث مع “طريق الشعب”، انه كان هناك “توجه لإنشاء محطات غازية بينما لا يوجد غاز، ولم تتخذ اجراءات لمعالجة الغاز المصاحب والغاز الموجود في الابار.

وكان من المفترض عند اتخاذ قرار في هذا الاتجاه أن يكون هناك توجه لاستغلال الغاز كما حدث هذه السنة، من اجل ان يكون هناك توازن بين تأمين احتياجات الوقود وبين المحطات التي يجري تنصيبها”.

واضاف ان “الخطأ الاستراتيجي الاساسي هو استيراد الغاز من ايران، وفي الحديث عن الحلول بكل صراحة نتيجة للتراكمات منذ 2003 وحتى الان، فلا يمكن ان تقوم بحلها الحكومة الحالية”، مبينا انه “على الرغم من انها بذلت جهدا كبيرا جداً لإيصال الإنتاج الى 26 الف ميغا واط، لكن لم تأخذ بنظر الاعتبار كيفية تأمين الغاز، وفي تصوري حل مشكلة الكهرباء انياً غير يمكن، لأنه مرتبط بإجراءات سابقة لا يمكن السيطرة عليها”.  وشدد على ان “الآراء التي تقول ان الموضوع متعلق بجوانب خارجية فيها جانب من الصحة، لكن الاساس هو خلل وفشل في ادارة ملف الكهرباء في العراق، حيث لا توجد إرادة سياسية متكاملة من اجل حل هذه المشكلة”.

بيان الاطار

وجاء في بيان الاطار التنسيقي، بخصوص ازمة الكهرباء، ان “ البلاد تشهد أزمة باتت تثقل كاهل المواطن العراقي بسبب قلة التجهيز في ساعات الكهرباء في ظل الظروف المناخية الصعبة وارتفاع درجات الحرارة”.

واضاف انه “وبعد المتابعة والتقصي وتبيان الاسباب يدعو الإطار التنسيقي الحكومة العراقية ومن خلال وزارة الخارجية الى الاتصال بالجانب الامريكي وحمله على الاطلاق الفوري للمستحقات المالية المترتبة عن استيراد الغاز الايراني دون تأخير او مماطلة، وعدم استخدام هذا الملف سياسيا لتلافي انعكاساته السلبية على المواطن العراقي”.

*****************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة واعداد طريق الشعب

الموصل، تنهض من جديد

كتبت ريبيكا آن مقالاً لموقع المونيتور، حول التطورات التي تعيشها مدينة الموصل منذ تحريرها من الإرهاب الداعشي، والتي تسير ببطء شديد وتواجه مجموعة من التحديات، من أبرزها ضعف هيبة الدولة ومؤسساتها وتفشي الفساد في معظم مفاصلها، أشارت فيه إلى أن إعادة إعمار مئذنة الحدباء ومسجد النوري الذي دمره الإرهابيون بعد إن إستخدموه مكاناً لإعلان دولتهم العام 2014، هي خطوة في عمليات إعادة البناء التي تجري على المباني التاريخية الأخرى والمواقع الدينية والمتاحف في الموصل.

دمار شامل

وأوضح المقال بأن الموصل التي ولدت فيها إحدى أهم حضارات وادي الرافدين، الإمبراطورية الأشورية، والغنية بالإرث الحضاري، شهدت ابشع حروب المدن منذ الحرب العالمية الثانية، مما دفع بالمنظمات الدولية، وفي مقدمتها اليونسكو ومتحف اللوفر ومؤسسة سميثسونيان وصندوق الآثار العالمية و مؤسسة التراث الثقافي ALIPH إلى التعاون مع الحكومة العراقية لإعادة إحياء أهم معالم ذلك الأرث، كمسجد النوري الكبير وكنيسة الساعة وكنيسة الطاهرة، التي يبلغ عمرها 800 عام، ومتحف الموصل الثقافي، وأسد نمرود وتمثالين لللاماسو (الثور المجنح) ومسلّة الولائم وقاعدة عرش الملك آشور ناصربال الثاني.

هوية الموصل

وذكرت الصحفية بأن متحف الموصل الثقافي، الذي يطلق عليه سكانها (هوية الموصل)، يُعاد بناؤه على غرار هيكله الأصلي الذي صممه المهندس المعماري العراقي الشهير محمد مكية وافتتحه الملك فيصل الثاني عام 1952، ليروي قصة شمال العراق، في صالات عرض مخصصة لعصور ما قبل التاريخ، والحضر وآشور والإسلام. وإستطردت تقول بأن المتحف الذي أفتتح للجمهور في عام 1974، ودمره الإرهابيون وأحرقوا فيه 28000 كتاب ومخطوطة نادرة في العام 2016، يتم إعماره اليوم مع ترك جزء منه بدون تعمير لكي لا ينسى أحد جرائم الإرهابيين، ممن أرادوا محو ذاكرة العراق كما يرى مدير المتحف، الذي أخبر المونيتور بأن هناك العديد من القطع الأثرية المنهوبة والمتضررة التابعة للمتحف، لم يتم العثور عليها أو إعادتها حتى الأن.

إعادة الإعمار وفرص العمل

ووفقًا لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2019 ، ذكر المقال بأن إعادة الإعمار قد وفرت حوالي 80 ألف وظيفة مباشرة و 120 ألف وظيفة غير مباشرة على مدار خمس سنوات. وأضاف بأن العمل يشمل أيضاً، إنشاء بنية تحتية جديدة وتوفير فرص عمل في البناء والهندسة والتوسع في صناعة الخدمات لدعم الاقتصاد المتنامي، فيما سيؤدي تجديد المدينة إلى جذب الناس اليها، ليس فقط لزيارة المتحف ولكن للتبضع في أسواقها والإقامة في فنادقها.

عودة النازحين

وأشار المقال إلى نزوح العديد من سكان الموصل أثناء النزاع، وحاجتهم الآن إلى مساكن جديدة أو إصلاح مساكنهم المدمرة. وسيؤدي ذلك، إذا ما رصدت له تخصيصات مالية، لخلق فرص عمل كبيرة للنجارين والبنائين والسباكين والكهربائيين وغيرهم من الحرفيين المهرة.

تحديات مستمرة

وأكد المقال على أن أهم التحديات التي تواجه برامج الإعمار، تكمن في وجود مجموعة من المسؤولين الفاسدين وضعف مؤسسات الدولة وفوضى السياسات التي تتبعها هذه المؤسسات والتضارب فيما بينها وبقاء عدد قليل من خلايا داعش لاسيما في المناطق الريفية، وقيامها ببعض الأنشطة التخريبية، وفي مقدمتها خطف المدنيين. كما تشّكل بقايا الأسلحة غير المتفجرة والألغام المدفونة في ركام المدينة خطراً كبيراً على العاملين، تصل إلى حد المجازفة بحياتهم لإعادة بناء مدينتهم ورؤيتها على قيد الحياة مرة أخرى، وهو ما دفع ـ إضافة إلى مهاراتهم الكبيرة ـ بالمنظمات العالمية للإشادة بهم وبعملهم الرائع والشاق.

 ******************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. اليسار والإنتخابات(3)

إبراهيم إسماعيل

لا تكاد تخلو أية حملة إنتخابية يسارية من المطالبة بصيغة ما من العدالة الإجتماعية. ورغم التباين العمودي والأفقي بين تلك الصيغ، والذي بات جلياً بعد إنهيار التجربة الإشتراكية الأولى، فإن القاسم المشترك بينها يتمثل في القيام بالإصلاحات الإجتماعية والاقتصادية، التي تضمن لجميع أفراد المجتمع، توزيعاً مناسباً لثروات البلاد، وحقوقاً متساوية في الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والإجتماعية، وفي الإمتيازات والحقوق السياسية، وفي العدل والتكافؤ أمام القوانين والأنظمة المرعية، على أن يتم التعبير عن ذلك في البرامج الإنتخابية، لا بشكل إنشائي، بل بمفاهيم واضحة معززة بالمعطيات والوعود العملية المقنعة.

ويبدو أن التلكؤات التي عاشتها الحملات الإنتخابية لليسار مؤخراً، أذكت الحوار حول تأثير هذه الصيغ على جذب الناخبين وتعبئتهم، إذ يعتقد البعض بأن من أبرز أسباب التراجع، تبني بعض أطياف اليسار لإستمرارية المجتمع الطبقي وإحترامها للملكية الخاصة وتحريمها المساس بها، وتسامحها مع التقليص الشديد لتدخل الدولة في توزيع الدخل الوطني، ومرونتها تجاه العلاقة الجدلية بين إشاعة الحريات وضمان حقوق الإنسان وبين التنمية المستدامة، ودعمها للخصخصة، وصمتها أو احتجاجها بصوت خافت ضد المخاطر التي تهدد البيئة والسلم العالمي، وتقييمها الحنون للعولمة بإعتبارها رأسمالية مؤنسنة، وداعمة للتحّضر والحريات وللحقوق العادلة للشعوب وللإنسان.

ويعتقد هؤلاء بأن هذه الإطروحات قد أخفت الفروق الجوهرية بين اليسار وبين يسار الوسط، من ديمقراطيين اجتماعيين سبق لهم وتبنوا هذه الأفكار منذ عقود، وإن البقاء في هذه المنطقة الرمادية، بذريعة «التعايش» مع اليمين أو المشاركة في حكومات يسار الوسط، قد حصر إهتمام اليساريين ببعض القضايا الثانوية وأربك ترتيب أولوياتهم، بحيث راحوا يهتمون بتقليل إستخدام السيارات الخاصة وبمنع المحركات العاملة بزيت الغاز وبإنتاج المزيد من السفن السياحية والقطارات - على أهمية هذه الأمور - أكثر من إهتمامهم بتخفيض تكاليف الرعاية الصحية ومنع خصخصة التعليم وفضح التفاوت الطبقي المتزايد بشكل يكاد ينسف حتى ما إتسمت به دول الرفاه الاجتماعي، ناهيك عن التدمير البشع الذي تواجهه الدول التابعة. كما يعيب هؤلاء على هذه السياسات، الإكتفاء بكشف الأخطاء وتقديم الإقتراحات، فيما يتطلب تحقيق أي نجاح إنتخابي، توعية وتعبئة الناس ليتولوا بإنفسهم تصحيح تلك الخطايا.

وتشترط صيغة هؤلاء للعدالة الاجتماعية، إعترافا للمنتجين بحقهم في السيطرة على إنتاجهم وإدارته وتحديد كيفية توزيعه عليهم، أي ضمان الحقوق الإقتصادية المتكافئة في ميادين الإنتاج وملكية وسائله والحصة من مخرجاته من خدمات ومعلومات ورفاه ثقافي وإجتماعي، دون أن يغفلوا أهمية التراكم الرأسمالي والمعرفي لتحقيق التنمية من جهة والحاجة لوجود أشكال جديدة للملكية الإجتماعية غير ما عُرفت به من جهة مكملة. ويرون بأن أي تخفيف للإستغلال الرأسمالي، سواءً في دول المركز أو الأطراف، ليس سوى إجراء مؤقت سرعان ما تئده الهيمنة الرأسمالية البشعة.

ورغم ثورية هذه الأراء، فإن الحملات الإنتخابية لإصحابها، لم تجذب هي الأخرى، المزيد من الناخبين، ليس بسبب التأمر الإمبريالي عليهم فقط، رغم أهمية تأثيراته، لكن ربما في عدم ملائمة صيغتهم للعدالة الإجتماعية، بشكل كاف مع مطامح الناخبين، أوضعف إدائهم، الذي لم يسعفهم في إقناع الناس بتلك الصيغة. 

إن تبني طريق الصراع لإنهاء الرأسمالية القائمة وإقامة الإشتراكية، عبر تطوير متواصل لأشكال العدالة الاجتماعية، يستند إلى القدرة على إبداع صيغة مناسبة في كل مرحلة، عبر قراءة علمية ودقيقة لمتغيرات العولمة الرأسمالية، يُكشف فيها عن القوى الإجتماعية التي يهمها إنجاز هذه الصيغة والإنتقال قدماً لصيغة جديدة متقدمة، إضافة إلى تطوير العامل الذاتي، القادر على تحقيق ذلك.

 ***************************************************************

الصفحة الرابعة

تقرير لجمعية الامل العراقية عن (الحق في الصحة في العراق)..  الخدمات الصحية مرهونة بالقدرة المالية للمواطنين   

بغداد ـ طريق الشعب

ضمن سلسلة تقارير الراصد العربي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لشبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية، أصدرت جمعية الامل العراقية تقريرها للعام 2023، والذي استعرضت فيه كل ما يحيط (الحق في الصحة في العراق)، مسلطة ضوءا على السياسات والعوامل الوطنية والإقليمية والدولية التي تساهم في انتهاكه.

وقال منتظر حسن، معد التقرير، إنه انطلق من “منهجية حقوقية ترى أن الصحة حق وتعتمد هذا المبدأ لفهم واقع وتحدّيات الصحة في العراق، ولا ينحصر هذا الحق في الحصول على الخدمات الصحية المناسبة فقط، بل يشمل كافة مقومات الحياة الجيدة للأفراد والمجموعات”.

واضاف التقرير، ان “للعراق تاريخا طويلا من الحروب والصراعات العنيفة والأزمات الاقتصادية والانقسامات الاجتماعية التي أثرت بأشكال مباشرة وغير مباشرة على صحة سكّانه كفقدان الحياة والإعاقات وخسارة سُبل العيش”، لافتا الى ان “بعد سقوط نظام صدام حسين والاحتلال الأميركي للعراق في عام 2003، فشلت السياسات الحكومية النيوليبرالية في تحسين وضع الحق في الصحة في العراق بشكل واضح، إذ بالكاد تغيّرت البنية التحتية للرعاية الصحية العامة بسبب عدم الاستقرار السياسي المستمر الذي قيّد قدرة نظام الرعاية الصحية على تقديم خدماته للسكان”.

وتابع التقرير، ان “التاريخ الطويل من الصراعات العنيفة ترك معظم العراقيين يعانون من مستويات مختلفة من مشاكل الصحة النفسية والصدمات التي لم تلتئم لكن نادراً ما يتطرّق نظام الرعاية الصحية والسياسات الصحية وتوجهات القطاعين الحكومي والخاص إلى هذا الجانب. بالإضافة إلى ذلك، يواجه العراق تحدّيات بيئية خطيرة مثل التلوّث وتغير المناخ والحرارة والجفاف”.

الإطار القانوني والسياسات الصحية

ويشير التقرير الى انه “بالنظر الى الإطار القانوني للحق في الصحة، يضع الدستور العراقي الضمان الصحي والاجتماعي والخدمات الصحية ضمن بابه الأوّل المخصص للحقوق في المادة 30 أولا تَكفّل الدولة للفرد وللأسرة - وبخاصة الطفل والمرأة - الضمان الاجتماعي والصحي، والمقوّمات الأساسية للعيش في حياة حرّة كريمة، تؤمّن لهم الدخل المناسب، والسكن الملائم. ثانيا، تكفل الدولة الضمان الاجتماعي والصحي للعراقيين في حال الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل أو التشرد أو اليُتم أو البطالة. والمادة 31 أولًا لكل عراقي الحق في الرعاية الصحية، وتُعنى الدولة بالصحة العامة، وتكفل وسائل الوقاية والعلاج بإنشاء مختلف أنواع المستشفيات والمؤسسات الصحية”، فيما تؤكد المادة 33 على حق الفرد بالعيش في ظروف بيئية سليمة”.

ويواصل التقرير القول أنه “على الرغم من أن وضع هذه المواد ضمن الحقوق يوحي بأن الدستور يرى الصحة حقاً، إلا أنها تحضر الصحة بالضمان والخدمات فقط، بالإضافة الى وجود اختلاف كبير بين الواقع وما تتحدّث عنه مواد الدستور”.

الحرب ضد داعش وما بعدها

يجد التقرير ان “هذه الحرب شردت أكثر من خمسة ملايين نازح داخلياً، وتشير التقديرات الى أن 186 الى 209 آلاف شخص عراقي فقدوا حياتهم نتيجةً للعنف المباشر من 2003 الى اليوم، منهم حوالي 38 ألفاً أثناء الحرب ضد داعش”، منوها بأن “لا توجد إحصائية لمن تعرّضوا لإصابات أو إعاقات خلال هذه المدة”.

ويضع التقرير للنزوح الداخلي “تأثيرات مهمة” على النظام الصحي حيث يتأثر النازحون أنفسهم صحيا بسبب فقدانهم لسبل المعيشة والوصول الى احتياجاتهم الأساسية وسوء الظروف المعيشية في المخيمات وأماكن النزوح الأخرى وخصوصاً غير المنظمة منها، ما يهدّد صحة النازحين الجسدية والنفسية، بالإضافة الى الآثار بعيدة المدى التجربة النزوح كاضطراب ما بعد الصدمة وتغيّر الوضع الاجتماعي والاقتصادي وفقدان التعليم وغيرها.

ويبين التقرير، ان النازحين يضعون “ضغطاً كبيراً على الخدمات العامة في الأماكن المُضيفة التي يعاني أغلبها من مشاكل هيكلية في بنيتها التحتية، فهي غير كافية لتلبية احتياجات سكان هذه المناطق أصلًا، وهذا ولد رفضاً من المجتمعات المضيفة للنازحين بسبب الإحساس بالمنافسة على هذه الخدمات وفرص العمل، بالإضافة الى لعب الأعراف الجندرية الأبوية دوراً مهماً في هذا الرفض حيث خضع أغلب الرجال من النازحين للتقييد الأمني ومنعوا من دخول المدن خصوصاً في المدة التي تلت سيطرة داعش على نينوى والأنبار وصلاح الدين ومناطق أخرى في 2014”.

ويؤشر التقرير أنه “كان صندوق العراق الإنساني التابع للأمم المتحدة بالإضافة الى وكالات الأمم المتحدة الأخرى، الاتحاد الأوروبي وقسم السكان، واللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية الأميركية ووكالة التنمية الأميركية من أهمّ الفاعلين الدوليين في تمويل الاستجابة الإنسانية وتقديم خدمات الدعم القانوني والصحي. أمّا محلياً فكانت المجتمعات المضيفة هي المُستجيب الأوّل والأهم ثم بعدها الفرق التطوعية والمنظمات المحلية”، مؤكدا ان استجابة الحكومة “كانت الأبطأ والأقل فاعلية وشاب استجابة المؤسسات الدينية التحيّز والتمييز الطائفي والديني”.

ويذكر التقرير، ان العراق يواجه “تحدّيات أغلبها هيكلية للحقِّ في الصحة من أهمها التغيّر المناخي وما يتبعه من ارتفاع في معدّلات الحرارة والتلوّث وشح المياه والتصحر، وتأثيراتها على الأمن الغذائي بالإضافة الى الفساد المالي والإداري في عمليات الاستيراد والسيطرة النوعية وعدم المساواة في الوصول الى الخدمات الصحية والحصول”، مردفا أنه “عند انخفاض أسعار النفط، أخرجت الخدمات من أولويات الحكومة من ضمنها الخدمات الصحية والبيئية.

الوعي بأخطار التغير المناخي

يجد التقرير، أن “الوعي المجتمعي بتأثيرات وأخطار التغيّر المناخي بدأ يزداد نسبياً مؤخّراً، وبدأت منظمات المجتمع المدني، يشجعها التغيّر في سياسات المانحين، بالتركيز على هذا التحدّي. وعلى الجانب الآخر صارت الحكومة تذكر موضوع التغيّر المناخي بشكل أكبر ولكن دون أن يأخذ حيزاً ضمن أولوياتها أو خططها، برغم المصادقة على اتفاقية باريس في 2021 وبدء وزارة التخطيط العمل على صياغة الورقة الخضراء لمواجهة التغيّر المناخي”.

ويشير التقرير الى ان “الجهود الحكومية الحقيقية في هذا المجال بقيت قليلة وغير ذات تأثير واضح، ولم تربط التغير المناخي والتلوث بالصحة إلا قليلا”.

ويلفت الى ان “من العوامل البيئية المهمة المؤثرة سلبياً على الصحة هو التلوّث وخصوصاً في المياه والهواء، فقد حلّ العراق في المركز التاسع عالمياً من 117 دولة شملها مؤشر ( 2022 IQAir) لأكثر الدول تلوّثاً للهواء في عام 2021”.

وينبه أيضا الى انه “بالإضافة للأتربة في الهواء تشكّل غازات مولّدات الكهرباء الخاصة التي قدر معهد الطاقة العراقي عددها بـ4.5 ملايين مولد، والسيارات التي قدّر عددها بـ7 ملايين و 27 ألفاً حسب وزارة التخطيط في 2020 وآبار النفط ومحطّات التصفية، والمصانع التي تعمل أغلبها بأنظمة قديمة، مصادر إضافية لتلوّث الهواء.

ويواصل “أما بالنسبة للمياه، فملوّثاتها تشمل مُخلّفات الصرف الصحي التي يتم التخلّص منها في الأنهار، فمثلًا يقع مكان التخلّص من مياه الصرف الصحي في النجف في نهر الفرات وعلى حوالي كيلومتر ونصف قبل محطة تصفية المياه ممّا يزيد خطورة تلوّث مياه الشرب بالإضافة الى مُخلّفات المصانع فمثلا سجل شط العرب مستويات عالية من التلوّث بالمعادن الثقيلة بين كانون الأول / ديسمبر 2012 وكانون الثاني / يناير 2013 وهي مدّة يكون التلوّث فيها عادة أقل من الصيف حين ينخفض مستوى المياه”.

الخدمات الصحية

يقول التقرير أن “سياسة العراق الصحية وتوجهات وزارة الصحة والبيئة تسعى الى توفير تغطية صحية شاملة. ويملك العراق 295 مستشفى حكومياً و 155 أهلياً، بمعدل 1.2 سرير لكل ألف نسمة لتقديم الخدمات الصحية الثانوية والثالثية. أما بالنسبة للرعاية الصحية الأولية فهناك 2805 مراكز، تقدم العناية الدورية للنساء الحوامل والأطفال بضمنها اللقاحات التي تقدم بشكل مجاني”.

ويضيف التقرير، ان “العراق خصص ميزانية لشراء الأدوية مستقلة عن ميزانية وزارة الصحة في موازنة 2019. كذلك هنالك عيادات للتأمين الصحي تلتزم بتوفير الأدوية اللازمة لذوي الأمراض المزمنة”، مردفا ان “هذه العيادات بشكل عام غير نشطة وهي من بقايا نظام العيادات الشعبية الذي تم إنشاؤه نتيجةً للحصار الاقتصادي على العراق بعد حرب الخليج الأولى، وأصبحت جزءاً من مراكز الرعاية الصحية الأولية وعبارة عن قسم من صيدلية تقدّم أدوية لارتفاع ضغط الدم والسكري فقط”.

الوصول الى المعلومات الصحية

يشير التقرير هنا الى ان هناك نظام تسجيل إلكتروني موحد للولادات والوفيات والأحوال المدنية وضعه قانون البطاقة الوطنية رقم 3 لسنة 2016، وللحصول على الخدمات الصحية يوجد نظام تسجيل ورقي في المراكز الصحية الأولية للأسر. أمّا تقييد البيانات من الحاصلين على الخدمات الصحية فأغلبه ما زال ورقياً ويتبع نظاماً وضعته وكالة التنمية الأميركية USAID وكذلك تناقلها بين المراكز الصحية الأوّلية والقطاعات وحدات إدارية بدرجة قسم ضمن دوائر الصحة. أما بين القطاعات ودوائر الصحة والوزارة فيأخذ هذا التناقل شكلّا إلكترونياً بالإضافة الى التوثيق الورقي.

ويذكر ان “الوزارة تصدر إحصاءات مفصلة سنوياً بالخدمات الصحية المقدّمة والبنية التحتية المتوفّرة. وبشكل عام يتخلّل عملية جمع البيانات وتدوينها الكثير من الأخطاء إما بسبب تقديم معلوماتٍ غير دقيقة من المستفيد نفسه أو بسبب ملء الحقول افتراضياً من قبل الموظف. ولم تفلح الأنظمة الإلكترونية للمراكز الصحية والمستشفيات في عددٍ من دوائر صحة المحافظات في التخلّص من الاعتماد على الطرق الورقية نتيجة لعدم تناغم الكادر الصحي مع النظام الإلكتروني واستمرار الاعتماد على النظامين بشكل متواز”، منبها الى ان “البيانات المعروضة في التقارير الدورية تتضمّن توزيعاً على المناطق والجنس ولا تتضمّن توزيعاً على أساس الحالة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها”.

مقدمو الخدمات الصحية

يؤكد التقرير أن “جميع العاملين في القطاع الصحي العراقي من ذوي المهن الصحية والطبية، هم موظفون في القطاع العام على الأقل لمدة ثلاث سنوات للتدرج الطبي، حسب التعديل الرابع لتعليمات قانون تدرج ذوي المهن الصحية والطبية رقم 1 لسنة 2020، ولا يمكن العمل في القطاع الخاص إلا خارج أوقات الدوام الرسمي حصراً، وبعد إكمال مدة التدرج”. وعلى هذا الأساس “تُنظم تصريحات ممارسة المهنة من النقابات، لكن العمل في القطاع الخاص بالإضافة الى الوظيفة الحكومية منتشر بكثرة وغير منظم”.

ويستنتج التقرير، ان مقدمي الخدمات الصحية لا يلتزمون بهذه التعليمات أو القوانين عادةً، بالإضافة الى ذلك تتضمن التعليمات التوزيع الى المناطق النائية كالقرى والأرياف التي تفتقر لوجود خدمات صحية متخصصة، ولذلك كثيراً ما يلجأ العاملون الموزّعون الى أماكن نائية الى الواسطة لنقل محل عملهم إلى مراكز المدن، مما يترك هذه الأماكن من دون خدمات صحية مناسبة”.

ويجد التقرير ان هناك تضاربا في عدد موظفي وزارة الصحة والبيئة بين التقرير الإحصائي للوزارة (2021) الذي يشير أن أعداد الملاكات البشرية العاملة في وزارة الصحة ما عدا إقليم کردستان هو 295,269 ، بينما في موازنة 2021 هو 116,451 موظفاً.

ومع هذا الحال يجد التقرير انه “غير واضح سبب هذا التضارب في الأرقام. ومن التفسيرات أن هذا الفرق هو بين الموظفين الأصليين في وزارة الصحة وبين الملاك الذي يتضمّن موظفي العقود”، مردفا “لكن التقرير الإحصائي لا يوضح هذا، وأغلب هؤلاء الموظفين هم من الملاكات التمريضية والصحية، فيما يمثل مجموع الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة حوالي 13، هذا وقد تم دمج وزارة البيئة مع وزارة الصحة في 2015، وكذلك دمج جزء كبير من موظفي هيئة التصنيع العسكري المُنحلّة بعد 2003 الى وزارة الصحة أيضاً، حسب قرار سلطة الائتلاف الموحدة رقم 75 في 2004، حيث كان هناك نقص في عدد الأطباء والمساعدين بالنسبة للكثافة البشرية، بينما هناك فائض في عدد الصيادلة وأطبّاء الأسنان، حسب بيانات نقاباتهم، ويعود هذا الفارق نتيجة لسهولة استحداث كليات أهلية لطب الأسنان والصيدلة، أمّا الطب العام فيحتاج إلى إنشاء مستشفى تعليمي، ولذلك بقي الاعتماد على الجامعات الحكومية بشكل رئيسي”.

السياسة الصحية الوطنية

يذكر التقرير أن “السياسة الصحية الوطنية تشمل وبشكل واضح الرعاية الشاملة ومراحل الرعاية الصحية الثلاث الأوّلية والثانوية والثالثية، أي مراحل الوقاية والتشخيص والعلاج والتأهيل”.

وتبين التجربة العملية لكاتب التقرير في المؤسسات الصحية العراقية أن “هناك برامج متخصصة بالوقاية كحملات التلقيح والتوعية والفحص الدوري للأطفال والحوامل مثلا.. مع وجود سجّلات متابعةٍ وتوثيق، لكن عملية تطبيق هذه البرامج يتضمّنها الكثير من عدم الدقة في أخذ المعلومات وتوثيقها، كما تملأ الفرق الصحية البيانات التي تتطلّب وقتاً وعملا روتينياً بشكل وهمي، مثلا عند فحص أسنان طلبة المدارس الابتدائية كثيراً ما يحدث أن يأخذ الفريق الفاحص قائمة أسماء الطلبة ويملأها وهميّاً دون فحصهم، أو بعد فحص عدد قليل منهم فقط وهذا يحرم قسماً كبيراً منهم من الخدمات الصحية العلاجية والوقائية مما يؤثر سلباً على صحتهم مستقبلًا”.

الوصول الى الخدمات الصحية

ويشير التقرير الى ان “قطاع الخدمات الصحية ينقسم الى عام حكومي وخاص أهلي، تكون أسعار الخدمات في القطاع العام مدعومة من الدولة وخصوصاً في ما يتعلّق بالرعاية الأولية والثانوية التي تقدم بتذكرة لا تتجاوز ثلاثة آلاف دينار عادة، أي حوالي 1.6 دولار أميركي، وتتضمن خدمات الطوارئ أيضاً. والعاملون في الصحة هم موظفون لدى الدولة جميعاً كالأطباء والممرضين وغيرهم. أما في القطاع الخاص فأغلب العاملين يعملون لجزء من وقتهم Part time بالإضافة الى عملهم في القطاع العام وأسعار الخدمات الصحية الخاصة هي: عالية بالمقاييس العراقية، وينقسم هذا القطاع الى ثلاثة أقسام: وحدات خاصة داخل المستشفيات والمراكز الحكومية، مستشفيات ومراكز أهليّة، وعيادات وصيدليات خاصة غير منظمة”.

دخل الفرد يحدد نوعية الخدمات

ويشير التقرير الى ان “توزيع المستشفيات والمراكز الصحية لا يتناسب مع تركيز السكان فمثلا منطقة بغداد الجديدة التي يسكنها حوالي مليون شخص تخلو من أي مستشفى. لذلك فإن مشكلة الوصول الى الخدمات الصحية في العراق هي اعتماد نوعية هذه الخدمات بشكل أساسي على دخل الفرد وقدرته المالية، بسبب النسبة العالية لما يصرفه الفرد العراقي ولا يستردّه على الخدمات الصحية Out of Pocket، الذي يعود بالأساس لعدم وجود نظام تأمين صحي حقيقي. فالخدمات الصحية العامة لا تتعدّى الخدمات الأساسية وغالباً بجودة أقلّ ممّا يمكن الحصول عليه في القطاع الخاص”.

ويقول ان “من المفارقات أن قسماً خاصاً داخل مستشفى حكومي عادةً ما يكون - أنظف ويقدم خدمات أفضل ممّا يقدمه القسم العام في المستشفى ذاته، وهذا يعود بشكل أساسي الى وجود التحفيز المالي الإضافي للعاملين في القسم الخاص بالإضافة الى رواتبهم الحكومية الثابتة”.

ويتوصل التقرير الى ان “الطبقات الهشة ومن هم تحت خط الفقر وذوي الدخل المحدود وحتى فئات الدخل المتوسط الدنيا هم من يعتمدون على الخدمات الصحية العامة، أما ذوو الدخول الأعلى فيمكنهم الحصول على خدمات بجودة أعلى من القطاع الخاص، أو حتى السفر الى بلدان أخرى كلبنان وإيران والهند وتركيا والأردن للعلاج وغالباً ما لا تعوّض الدولة هذه المصاريف العلاجية”.

ويستنتج التقرير من ذلك أن “هذه العوامل خلقت ثقةً ضعيفة بين المستفيدين من الخدمات الصحية ومقدميها، فصار الباحث عن الخدمة يرى أنه محروم من حقه في القطاع العام ومُستغَلَّ في القطاع الخاص. أما على الجانب الآخر فيرى العاملون في الصحة أنفسهم محدّدين بما يمكنهم تقديمه داخل القطاع العام بسبب الروتين وعدم وجود التمويل الكافي وحتّى الفساد المالي، بالإضافة الى تقييد مساحتهم وتحديد دخولهم بغض النظر عن نوع وكميّة الخدمات المُقدّمة، لذلك فالإحباط من خدمات القطاع العام موجود لدى المستفيدين منها والعاملين فيها بأوجه مختلفة تنتهي عادة بنزاع وعدوانية بينهم حتى تكاد تكون حوادث الاعتداء على الكادر الطبي يومية، فقد غادر 22 بالمائة من العاملين في الصحة العراق بين 2004 و 2007 بسبب العنف والتهديدات، وتعرض 80 بالمائة من الأطباء العاملين في وحدات الطوارئ للاعتداء والتهديد أثناء عملهم.

ويضيف التقرير انه “إضافة الى هذه الأسباب، يُمثل غياب سجلّ طبّي قابل للنقل بين القطاعين العام والخاص عائقاً في تكامل هذه الخدمات والوصول اليها، ولذلك يحتاج مقدّمو الخدمات الصحية الى البدء من الصفر مع كلّ مريض بدءاً من التاريخ الطبي وغيره من المعلومات التي يُعتمد فيها كلّياً على ذاكرة المريض أو ذويه ممّا يزيد من فرصة أن لا يكون التدخل الطبي مناسباً أو مُكرراً وبالتالي فشله”.

حرمان النساء من الخدمات الصحية

ويواصل القول أن “القطاع الخاص في غالبه هو غير منظم ولا يوجد تواصل مُهيكل بين مقدمي الخدمات الصحية فيه. أيضاً تلعب الأعراف الجندرية والاجتماعية دوراً هاماً في حرمان النساء والفتيات من الوصول الى الخدمات الصحية المناسبة، فمثلًا تُراجع النساء المتزوجات في الأرياف والعوائل الدينية الطبيبة النسائية gynecologist لأي سبب لديها سواء كان مُتعلّقاً بصحتها الإنجابية والجنسية أو بالجوانب الأخرى لتجنب إحراج الكشف الطبي من طبيب ذكر”.

ويؤكد انه “رغم تحسّن الوصول الى الخدمات الصحية للنساء بشكل عام فإن عدم المساواة في هذا الوصول بين المناطق الحضرية والريفية شهد ازدياداً كبيرا، بسبب الأعراف الجندرية التقليدية في الريف خصوصاً، كما أن من الأعراف في المستشفيات أن لا يجرى أيّ تدخل جراحي لمريضة إلا بموافقة أحد أفراد عائلتها من الذكور وتحرم من توقيع ورقة الموافقة على التدخل الجراحي بنفسها بسبب الخوف من التهديد العشائري. وفي الوقت نفسه، تُرى بعض الاختصاصات الطبية على أنها ذكورية كالجراحة والكسور مثلًا فتجد أغلب المختصين فيها من الأطباء الذكور مما يمنع بعض النساء من الحصول على هذه الخدمات وللعنف الأسري دوره في هذا أيضاً حيث يمنع بعض الأزواج زوجاتهم من مغادرة المنزل والحصول على الرعاية الصحية التي يحتجن لها، أو يُحرمن من وثائقهنّ الأساسية وبالتالي لا يمكنهن الحصول على تذكرة تؤهلهنّ الحصول على العلاج المناسب”.

الحروب والصراعات

يجد معد التقرير، أن “الصراعات العنيفة والحروب الكثيرة التي مر بها العراق أثرت كثيراً على توفّر وجودة الخدمات الصحية وقلّلت من إمكانية حصول الأفراد على حقهم بالصحة كما أن مدة ما بعد حرب الخليج الثانية بضمنها العقوبات الدولية على العراق كانت الأقسى على صحة العراقيين”، مؤكدا انه “ما زال العراق يعاني من آثارها الى اليوم كتدمير البنى التحتية وتهالكها، وخلق ثقافة تعامل عدواني بين الباحثين عن الخدمات الصحية ومقدّميها، بالإضافة الى ترسيخ الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، ولذلك يُلاحظ أن مؤشرات الحق في الصحة سجلت قيماً متدنية”.

وينبه ايضا الى أن “الطبيعة الريعية لاقتصاد الدولة أنشأت اعتماداً ضاراً على ما تقدمه الدولة فقط التي تغطي المصاريف التشغيلية لقطاع الصحة العام المترهل في موازناتها”، لافتا الى ان “قطاع الصحة في العراق يعاني من مشاكل هيكلية أيضاً كغياب نظام موحد للسجلات الطبية والصحية للأفراد فضلا عن أتمتتها، وعدم التكامل بين خدمات القطاعين العام والخاص بالإضافة الى عشوائية جزء كبير من القطاع الخاص، كما أن عدم وجود نظام حقيقي للضمان الصحي يضع ضغطاً إضافياً على الفئات الهشة وبالتوازي فإن التحدّيات البيئية متصاعدة بالحدّة”.

توصيات

وفي نهاية التقرير، قدم معد التقرير منتظر حسن عددا من التوصيات، من بينها “وضع تطبيق قانون الضمان الصحي رقم 22 لسنة 2020 ضمن أولويات مؤسسات الدولة المعنيّة وخصوصاً وزارة الصحة والبيئة لما يمكن أن يقدّمه من وصول عادل الى الخدمات الصحية في القطاعين العام والخاص”، مشددا على ضرورة “وضع نظام موحد وإلكتروني للتاريخ الطبي للأفراد قابل للنقل والتحديث والمشاركة يمكن أن يزيد من تكامل الخدمات الصحية والطبية بين القطاعين العام والخاص”.

ويدعو الى “إعطاء أهمية أكبر لمواضيع الصحة ذات الوصمة الاجتماعية وخصوصا الصحة العقلية والنفسية والعنف الأسري في الخطط الصحية والتعليمية والإنفاق الحكومي”، كما يجد ان من المناسب “وضع خُطط عاجلة للتعامل مع أخطار التغير المناخي والتلوّث، وبدء العمل بشكل طارئ عليها لأنها صارت واقعاً وتأثيراتها على الصحة والأمن البشري جسيمة”.

ويوصي التقرير بـ”توفير مرونة أكبر للعاملين على الصحة للانتقال والعمل بين القطاعين الخاص والعام يمكن أن يساهم في تقديم خدمات صحية أفضل، وكذلك تفعيل وتحديث أنظمة التعليم الطبي المستمر”.

ويشدد على ضرورة “فهم ومعالجة العوائق التي تمنع النساء والفتيات وخصوصاً في المناطق الريفية والعشوائيات من الحصول على الخدمات الصحية، وكذلك العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافة التي تهدّد حقهنَّ في الصحة”.

ويوصي أيضا بـ”التطبيق العاجل لنظام الضمان الصحي والتركيز على الصحة العقلية والنفسية، ومواجهة أخطار التغير المناخي ووضع قوانين وإجراءات تضمن الحق في الصحة للفرد والمجموعات أبعد من الخدمات الصحية فقط وبدون تمييز”. كما ينصح بـ”تكثيف جهود المدافعة لإقرار قانون العنف الأسري لما يمكن أن يقدمه من نظم إحالة قد تساهم في إنقاذ ضحايا العنف الأسري، النساء والأطفال خصوصا، وتحافظ على سلامة مقدمي الخدمات الصحية ممّن يخبرون عن هكذا حالات”.

 ************************************************************

الصفحة الخامسة

لا هواء بارداً ولا ماء يروي العطشى.. «تموز» يفضح وعود المسؤولين بشأن تحسن الكهرباء!

متابعة – طريق الشعب

مع دخول شهر تموز، تراجع تجهيز الكهرباء الوطنية بشكل كبير، حتى وصلت فترات انقطاع التيار، في بغداد ومعظم المحافظات، إلى 16 ساعة خلال اليوم الواحد، الأمر الذي جعل المواطنين يعيشون وضعا صعبا للغاية، بحرمانهم من الهواء والماء الباردين تحت وطأة لهيب الصيف!

وفيما تزداد شكاوى الناس من تدهور التيار الكهربائي، تعزو وزارة الكهرباء هذا التدهور إلى تقليل إيران إمدادات الغاز الموردة للعراق، والمستخدمة في تشغيل المحطات الكهربائية، وجعلها أقل من نصف الكمية المطلوبة، بسبب عدم تسديد العراق الديون المترتبة عليه في هذا الشأن، ما أفقد المنظومة الكهربائية 5 آلاف ميغا واط، وبالتالي انخفضت ساعات التجهيز.

وفي المقابل، عمد الكثيرون من أصحاب المولدات الأهلية إلى رفع سعر الاشتراك، مدعين أن كميات الوقود الممنوحة لهم من قبل الدولة، لم تعد تكفي لتشغيل مولداتهم في ظل كثرة انقطاع الوطنية، الأمر الذي يضطرهم إلى تعزيز الكمية بشراء وقود إضافي من السوق السوداء، بأسعار مرتفعة.

تصريحات رسمية   

وسبق أن أقرت حكومةالسوداني بأن مشكلة الكهرباء ضمن أولويات برنامجها، لكنها تواجه فعلياً عقبات عدة لاستئصالها من جذورها، وحتى على صعيد إنتاج الكهرباء محلياً باستخدام الموارد الأولية التي يملكها العراق، من دون الاعتماد على مصادر إنتاج من الخارج.

وفي لقاء صحفي، ذكر المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، أن “إيران قطعت نحو 20 مليون متر مكعب من إمدادات الغاز الموردة لمحافظات وسط وجنوب العراق، ما أثّر في القدرة الإنتاجية لمحطة الرميلة الغازية والمحطة الاستثمارية ومحطة خور الزبير ومحطة توليد النجف”، مبينا أن “انتاج الطاقة الكهربائية في محافظات الوسط والجنوب انخفض نحو 5 آلاف ميغا واط، في حين تتجاوز الحاجة الكلية 27 ألف ميغا واط”.

وتابع قوله، أنه “على إثر ذلك، تم اطفاء محطات المنصورية في ديالى والصدرية في الحميدية والتاجي وخور الزبير وجنوب بغداد والرشيد”.

من جهته، قال معاون المدير العام للشؤون الفنية في الشركة العامة لتوزيع كهرباء بغداد، المهندس أحمد مرتضى، ان ساعات تجهيز الكهرباء تأثرت بشكل مفاجئ بعد أن قللت إيران إمدادات الغاز، مؤكدا في حديث صحفي أن “بغداد فقدت أكثر من ربع طاقتها المخصصة للأحياء السكنية. إذ ان العاصمة تحتاج إلى 8 آلاف ميغا واط لبلوغ حالة من التوازن، أما الكمية المتوفرة اليوم فلا تتجاوز 4500 ميغا واط، وهي لا تغطي الحاجة المطلوبة”.

استياء شعبي

المواطنون أبدوا استياءهم الكبير من عودة مسلسل تدهور الكهرباء، والذي يبدأ مع دخول كل فصل صيف، فاضحا زيف الوعود التي يقطعها المسؤولون سنويا في شأن تحسن الطاقة الكهربائية.

المواطن محمد الصفار، وهو من بغداد، يقول أن “الكهرباء تنقطع عن غالبية مناطق العاصمة في أوقات الذروة، من الساعة 12 ظهراً حتى 5 عصراً. وخلال هذه الفترة الزمنية لا تتوفر الكهرباء سوى ساعة واحدة أو ساعتين”، مضيفا في حديث صحفي أن “التيار يقطع أيضا في بقية ساعات اليوم، وصولا بالمجمل إلى 16 ساعة يوميا”.

ويضيف قائلا أن “المواطن بات يتحمل مصاريف شهرية كبيرة، تضاف إلى مصاريف معيشته الأساسية في ظل الغلاء.فعليه أن يسدد شهريا فاتورتين للكهرباء، الأولى للدولة والثانية لأصحاب المولدات!”، مؤكدا أن “سعر الأمبير في بعض مناطق بغداد وصل إلى 25 ألف دينار جراء أزمة الكهرباء الوطنية”.وينوّه الصفار إلى أن “أصحاب المولدات يستغلون حاجة المواطن للتيار الكهربائي التي تصبح ملحة خلال الصيف، خاصة هذه الأيام تزامنا مع امتحانات الطلبة، الأمر الذي يجعل العائلة تعاني كثيرا في وقت تبحث فيه عن راحة أبنائها، وتوفير أجواء دراسية مناسبة لهم”.فيما يشير المواطن طه السعدي، إلى أن “حكومة بغداد ألزمت أصحاب المولدات منذ حزيران الفائت، بتقاضي مبلغ 12 ألف دينار عن الأمبير الواحد، لكن ذلك لم يحصل”، مؤكدا أن “سعر الأمبير تجاوز في بعض المناطق 27 ألف دينار. وبما أن حاجة المواطن من الكهرباء لا تقل عن 6 أمبيرات، لذلك أن أجور المولدة ستتجاوز شهريا 160 ألف دينار”. 

الحكومة مسؤولة عن غلاء الأمبير!

في المقابل، يحمّل أصحاب مولدات أهلية، الحكومة مسؤولية ارتفاع سعر الأمبير “كونها لا توفر الوقود اللازم بالأسعار الرسمية”، مبينين أن “استهلاك المولدات الأهلية من الوقود، تضاعف هذه الأيام بسبب أزمة الكهرباء الوطنية”.وفي هذا الصدد، يقول أكرم خضير، وهو صاحب مولدة في بغداد، أن “سعر الأمبير الذي تحدده الحكومة لا يتناسب مع حجم المصروفات وكمية الوقود المستهلك. إذ ان فترات تشغيل المولدات تجاوزت هذه الأيام 16 ساعة يوميا”. ويؤكد أن “الحكومة لا تدعمنا بالوقود الكافي، ما يضطرنا إلى شراء الكمية الإضافية من السوق السوداء، بسعر يتجاوز 800 ألف دينار لكل ألف لتر. ناهيك عن تكاليف الصيانة الدورية للمولدة وأجر العامل”. ويلفت خضير، إلى أنه “في فصل الصيف، وفي ظل أزمة الكهرباء الوطنية، تصبح المولدات مصدرا أساسيا لتوفير الكهرباء، لذلك يتطلب من الحكومة إلزام وزارة النفط بتوفير الوقود الكافي لأصحاب المولدات، من أجل تأمين الكهرباء بشكل دائم للمواطنين، وبتسعيرة مناسبة”.

 ****************************************************************************

في الناصرية.. مدينة بلا ماء منذ 20 عاماً!

متابعة – طريق الشعب

منذ العام 2003 ومنطقة “أبو الشويج” جنوب غربي الناصرية، لا تصلها مياه الشرب بشكل نظامي، عبر أنابيب الإسالة، إنما عبر خزانات حوضية يقف الأهالي عندها يوميا، طوابير، للحصول على حصة من الماء لا تسد سوى أقل من نصف حاجتهم.. هذا ما يذكره عدد منهم عبر وسائل إعلام.

ويسكن هذه المنطقة، وهي زراعية، نحو 3 آلاف مواطن، يعانون طيلة هذه السنوات صعوبة حصولهم على الماء. فيما تقول دائرة الماء، أن الأزمة ستحلّ بانتهاء إنجاز مشروعين لضخ المياه.

يقول حيدر فاهم، من سكان المنطقة، أن مديرية الماء ترسل لنا يوميا حوضيتين اثنتين من المياه، وهذه الكميات لا تغطي حاجة السكان “لذلك نملأ خزاناتنا إلى النصف فقط”!

ويوضح، أن “الأزمة ناجمة عن سببين، الأول التجاوزات على الأنبوب الذي يصلنا، من (منطقة العويجة) والمناطق التي تسبقها، والثاني مرتبط بارتفاع أعداد السكان”، مؤكدا أن “الأهالي التقوا بالعديد من المسؤولين لحل مشكلتهم هذه، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، خلال زيارته الناصرية، لكن دون نتيجة”.

من جانبه، يقول مدير ماء ذي قار، أحمد عزيز، أن “التجاوزات على أنبوب الماء الذي يغذي المنطقة، تحول دون وصول الكميات الكافية من المياه، بالرغم من العمل على إزالة تلك التجاوزات بين فترة وأخرى”.

ويلفت إلى أن “هناك مشروعين لمحطات ضخ مياه، يجري العمل على إنجازهما في منطقة الشامية، أحدهما بقدرة 1200 متر مكعب في الساعة، والثاني بقدرة 500 متر مكعب. ومن المؤمل أن يتم إنجاز المشروعين نهاية هذا العام، لحل مشكلة منطقة أبو الشويج”.

***********************************************************************

الصفحة السادسة

أردوغان: تركيا في الاتحاد الأوروبي ثم السويد في الناتو

انقرة – وكالات

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس الاثنين، أنه “سيدعم انضمام السويد في حلف شمال الأطلسي بشرط أن يعيد الاتحاد الأوروبي إطلاق مفاوضات انضمام بلاده للتكتل”. وقال أردوغان في تصريح: “أولاً، افتحوا الطريق أمام عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ثم نفتحه أمام السويد، تماماً كما فتحنا الطريق أمام فنلندا”.  واضاف “أود التأكيد على حقيقة واحدة، تركيا تنتظر أمام بوابة الاتحاد الأوروبي منذ خمسين عاماً”. وتابع أن “جميع أعضاء الحلف الأطلسي تقريبا أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وأنا الآن أخاطب تلك الدول التي تجعل تركيا تنتظر منذ أكثر من 50 عاماً، وسأخاطبهم مجدداً في فيلنيوس.”

وبين اردوغان، إن “انضمام السويد يتوقف على تنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه الصيف الماضي خلال قمة الحلف في مدريد، مضيفاً أنه لا ينبغي التوقع بأن تقدم أنقرة تنازلات”. وتابع أردوغان أن إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا سيسهل انضمام كييف لحلف الأطلسي.

*****************************************************************

رئيس وزراء هولندا ينسحب من العمل السياسي

أمستردام – وكالات

قرر رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، امس الاثنين، “الانسحاب من العمل السياسي بعد الانتخابات المبكرة التي ستجري في الخريف عقب انهيار حكومته الائتلافية، بعد الخلاف بينها حول ملف الهجرة”. وقال روته أمام البرلمان: “أود أن أقول شيئا شخصيا، كانت هناك تكهنات في الأيام القليلة الماضية حول ما هي دوافعي، الجواب الوحيد هو هولندا”. وأضاف، “اتخذت قرارا بأنني لم أعد مناسبا لأن أكون الرئيس الجديد للائحة حزب الشعب من أجل الحرية والديموقراطية (يمين الوسط)”

وتابع “عندما تؤدي حكومة جديدة اليمين بعد الانتخابات سأنسحب من العمل السياسي”. وشكل هذا القرار مفاجأة، لان روته أعلن الجمعة في مؤتمر صحافي أن لديه “الطاقة” اللازمة لشغل ولاية خامسة رغم قوله إنه سيفكر في المسألة. وقال روته، إنه سيبقى في رئاسة الحكومة لتصريف الأعمال حتى الانتخابات التي لن تجري قبل منتصف تشرين الثاني على أقرب تقدير. لكنه يواجه تصويتا في البرلمان في وقت لاحق الاثنين في محاولة للاطاحة به كرئيس حكومة تصريف الاعمال. وقدم حزبان يساريان من المعارضة وحزب اليمين المتطرف المناهض للإسلام بزعامة غيرت فيلدرز مذكرة لحجب الثقة عن روته.

*************************************************************************

بايدن: تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمامه طريق طويل

واشنطن – وكالات

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة أجرتها معه شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية إن “إسرائيل والسعودية أمامهما طريق طويل للتوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما يتضمن معاهدة دفاعية وبرنامجا نوويا مدنيا من الولايات المتحدة”. ويتفاوض مسؤولون أمريكيون حاليا في محاولة للتوصل إلى اتفاق تطبيع بعيد المنال بين الجانبين. وقال بايدن: ما زلنا بعيدين جدا عن ذلك (الاتفاق)، لدينا أمور كثيرة نناقشها. وأشار بايدن إلى القرار الذي اتخذته السعودية عشية زيارته للمملكة الصيف الماضي والذي قضى بفتح مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران، مما يفسح المجال لتحليق مزيد من الرحلات الجوية من إسرائيل وإليها. وقال بايدن في المقابلة “إننا نحرز تقدما في المنطقة. وهذا يعتمد على التصرفات وما هو مطلوب منا ليعترفوا بإسرائيل”.  وأضاف “بصراحة تامة، لا أعتقد أن لديهم مشكلة كبيرة مع إسرائيل. وبخصوص ما إذا كنا سنوفر لهم وسيلة تمكنهم من الحصول على طاقة نووية مدنية أم لا، و/أو ما إذا كان سنصبح ضامنا لأمنهم، فإنني أعتقد أن هذا بعيد المنال قليلا”.

 **********************************************************

خلال زيارة وفد تضامني كبير لدعم جنين حزب الشعب الفلسطيني: نحو استراتيجية وطنية تجابه عدوان الاحتلال

متابعة – طريق الشعب

اجرى وفد مشترك لحزب الشعب والجبهة الديمقراطية للسلام زيارة تفقدية لأوضاع مخيم جنين بعد العملية العسكرية الأخيرة لقوات الاحتلال الاسرائيلي، حيث اجرى عدة لقاءات مع الأهالي والفعاليات الوطنية واللجان الشعبية.

وأشاد الامين العالم لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي خلال الزيارة بصمود وتضحيات مخيم جنين، وشدد على اهمية الانتباه لمساعي إثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية، ودعا الى حشد كل الطاقات الوطنية لتعزيز مقاومة الاحتلال.

بدوره، قال عادل عامر الأمين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي: نحن في نفس المعركة في مواجهة الاحتلال ولدينا ثقة عالية بإرادة هذا الشعب (الفلسطيني) العظيم ومقاومته المشروعة من أجل الحرية والاستقلال والعودة.

اثارة الفتن

وشدد الامين العام لحزب الشعب بسام الصالحي على ضرورة الانتباه لمساعي الاحتلال المستمرة لإثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان “الاختلافات بالرأي والتباينات أمر مشروع، لكن هذا يجب ان يعزز الوحدة وليس الصراع في اطار التباين، والعمل على تفويت الفرص على الاحتلال للعب على التناقضات”.

واكد الصالحي، ان “جنين كانت نموذجا بالصمود والتحدي والوحدة أمام المحتل، هي ايضاَ يجب ان تؤكد وتعزز هذه الوحدة”.

وضم الوفد المشترك قيادات من حزب الشعب الفلسطيني برئاسة الأمين العام بسام الصالحي والحزب الشيوعي الاسرائيلي برئاسة عادل عامر والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة عصام مخول، وضم 50 شخصية سياسية واجتماعية وبحضور ومشاركة لجنة الاغاثة الزراعية.

جولة داخل المخيم

واجرى الوفد جولة ميدانية داخل المخيم، تفقد خلالها آثار العدوان الاجرامي الذي تعرض له على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك وضع واحتياجات السكان والدمار والأضرار الناتجة عن ذلك.

وخلال اللقاء الموسع الذي عقد مع اللجنة الشعبية وعدد من الكوادر الوطنية والنشطاء في مخيم جنين، بحث الوفد آثار العدوان، والاحتياجات الأساسية والعاجلة للمخيم، إلى جانب القضايا الأخرى المتعلقة بهموم اللاجئين ومستوى الخدمات المتوفرة، وسبل معالجة ذلك، بما يعزز صمود اللاجئين وقدرتهم على مواصلة الصمود والنضال.

وأشاد الصالحي خلال اللقاء بصمود مخيم ومدينة جنين، وتصديهم البطولي والباسل لعنجهية الاحتلال الصهيوني وخاصة في عدوانه العسكري والوحشي الأخير، معرباَ عن اعتزاز شعبنا بهذا الصمود وبالوحدة الكفاحية لأهالي مخيم ومدينة جنين، مطالباَ بضرورة الحفاظ عليها.

واضاف، في الوقت الذي نؤكد فيه على حق شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال دفاع عن كرامته وحقوقه الانسانية والوطنية، نشدد على أهمية على تعزيز وحدة كل مكونات شعبنا ونضالاته؛ وعلى الوفاء لتضحياته من أجل حقه في تقرير المصير؛ واقامة دولته المستقلة وكاملة السيادة وضمان حق العودة للاجئين وفق القرار 194. وعبّر الصالحي عن موقف حزب الشعب الداعي إلى استراتيجية وطنية، تحشد كل الطاقات الوطنية لشعبنا لمجابهة عدوان وممارسات الاحتلال حتى كنسه عن أرض فلسطين ونيل الحرية والاستقلال الكامل، مؤكداَ ان الوحدة الوطنية السياسية والكفاحية، وتوفير كل الامكانيات لدعم صمود شعبنا في كل مكان، وتعزيز مقاومته للاحتلال وعصابات مستوطنيه، هي أهم الأولويات الوطنية الماثلة أمامنا.

لنّ ينال من ارادة الشعب

بدوره، قال عادل عامر الأمين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي، أن “ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ومن ضمنه مخيم ومدينة جنين على يد الاحتلال، هي جرائم حرب بكل معنى الكلمة، تستهدف حكومة الاحتلال من خلالها إلى طمس هويته وقضيته الوطنية، ولكن لدينا ثقة عالية بأن الاحتلال لن ينال من إرادة هذا الشعب العظيم أو تكسر مقاومته المشروعة للاحتلال”. وأكد عامر “إننا جزء من شعبنا الفلسطيني، نحن معكم في نفس المعركة ضد الاحتلال والفاشية والعنصرية، وإن لتضحيات وصبر شعبنا ثمنا يجب أن لا يذهب هدراَ”.

وأضاف: يجب اسقاط حكومة اليمين والارهاب الفاشي في اسرائيل، والنضال من أجل إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية وضمان الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق بتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وتطبيق كل قرارات الشرعية الدولية.

من جانبه، قال عصام مخول رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إن “العدوان الاحتلالي المباشر على جنين انتهى، لكن آثاره الهمجية ما زالت قائمة”، مؤكداَ “الوقوف مع الأهل في جنين ومع كل شعبنا ودعم نضاله المشروع ضد الاحتلال”. 

فيما حيّا النائب أيمن عودة مخيم جنين وصموده، بالقول: عاش مخيم جنين للاجئين، وعاش النضال العادل للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة للاحتلال غير شرعي، مؤكداَ أن الشعب الفلسطيني سيواصل النضال، ونحن فخورين في هذا الشعب وفي جنين الباسلة.

**************************************************************************

دعوات لمساعدة مهاجرين مطرودين في تونس

تونس ـ وكالات

ناشدت منظمة حقوقية تونسية امس الإثنين الحكومة التدخّل بشكل عاجل لمساعدة عشرات المهاجرين الذين تم طردهم من مدينة صفاقس ونقلتهم السلطات إلى مناطق حدودية مع ليبيا والجزائر.

واعتبرت منظمة بيتي في بيان أنّ من الضروري “التنسيق وبشكل عاجل” مع المدافعين عن الحقوق والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الحكومية من أجل “تنسيق الجهود وتجميع الموارد” لرعاية المهاجرين من جنسيات دول جنوب الصحراء.

وتابعت المنظمة التي تساعد خصوصاً النساء ضحايا العنف “نشهد منذ أيام في منطقة صفاقس حيث هناك مهاجرون تركوا لوحدهم ويعيشون تحت التهديد، مطاردة حقيقية وصلت إلى طردهم وترحيلهم إلى مشارف الصحراء”.

وإثر صدامات أودت بحياة مواطن تونسي، تمّ إجلاء عشرات المهاجرين من صفاقس الأسبوع الفائت ونقلهم إلى مناطق حدودية مع ليبيا والجزائر. وصفاقس مدينة ساحلية أصبحت نقطة الانطلاق الرئيسية للهجرة غير القانونية نحو السواحل الأوروبية. وتجمّع ما لا يقلّ عن 450 مهاجراً في منطقة عازلة عسكرية بين تونس وليبيا بالقرب من منطقة رأس جدير، بحسب منظمة “المرصد التونسي لحقوق الانسان”.

وحملت بعثة من منظمة “الهلال الأحمر التونسي” بعض الماء والطعام للمهاجرين في الأيام القليلة الماضية وقامت بتقديم المساعدات للجرحى، بحسب شهادات من مهاجرين.

 ******************************************************

الأمم المتحدة: نحذر من حرب اهلية شاملة في السودان

نيويورك ـ وكالات

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في بيان له الأحد الماضي، من أن السودان على حافة حرب أهلية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة برمتها. وندد غوتيريس بـ”الغارة الجوية في أم درمان بالسودان، التي أسفرت عن مقتل 22 شخصا”. وكانت وزارة الصحة بولاية الخرطوم أعلنت في بيان السبت “قصف للطيران الحربي فجر السبت يودي بحياة 22 مواطنا ويخلف عددا كبيرا من الجرحى” بمنطقة دار السلام العامرية في أم درمان. من جهتها، نددت قوات الدعم السريع بالغارة الجوية معلنة مقتل 31 شخصا.

 ******************************************************

الحرب السودانية وفرص توسيع المشاركة في السلطة

الخرطوم - قرشي عوض

ظل الجيش السوداني مسيطرا على السلطة السياسية في البلاد منذ الاستقلال حتى اندلاع الحرب الحالية قبل حوالي ثلاثة اشهر. وخلال العقود المتعاقبة انهكت النزاعات العرقية والدينية البلد، حتى احالته الي خرائب ينعق فيها بوم الاصولية الاسلامية خلال الـ ٣٠ عاما الاخيرة.

وكان الجيش حريصا على الا تمثل الثورة الاخيرة استثناء او خروجا على هذا المألوف المتوارث، وعلى ان يشكل تحالف قوى الحرية والتغيير الذي قاد الثورة، حاضنة لسلطته المتجددة. لكن الاخير وقع بين مطرقة ضغط الشارع الذي اعلن انه لن يقبل بغير سلطة مدنية كاملة، وسندان الجيش الذي عقد العزم على عدم التفريط في سلطة ظل يستحلبها منذ عقود.

وفي الوقت الذي اخذ فيه الجنرالات يقلصون صلاحيات المكون المدني في مجلس السيادة ويستحوذون على المفاصل المهمة والاساسية في السلطة، استونفت المسيرات المطالبة باسقاط حكومة الفترة الانتقالية تحت شعار(تسقط ثاني)، بمعنى تسقط للمرة الثانية باعتبار ان الاولى كانت نجاح الثورة في الاطاحة بنظام البشير، وان الثانية هي اسقاط المجلس العسكري الذي يتكون من اللجنة الامنية للنظام السابق. 

 وافقدت المهادنة مع الجنرالات قوى الحرية والتغيير رصيدها في الشارع، فخرجت عليها غالبية لجان المقاومة، وانقسم عليها تجمع المهنيين بغالبية مكوناته وبرز للوجود تحالف قوى التغيير الجذري. واثّرت هذه المتغيرات بشكل كبير كما هو معروف على حكومة حمدوك.

حينها ادرك قادة الجيش انهم لا يمكنهم الاعتماد على هذا التحالف المدني، الذي لم يقطع وشائجه مع نبض الشارع وظل ينادي بعودة العسكر للثكنات ويستجيب لضغط القوى الثورية. فهو يعلم انه ان مال اكثر نحو العساكر فان جماهير الثورة ستتوجه نحو قوى التغيير الجذري وبضمنها الشيوعيون.

ولأن الجيش كان يعلم ان هذا التحالف لم يعد يملك نفس تاثيره الاول على الشارع، فقد انقلب عليه في ٢٥ تشرين ٢٠٢٢. لكن الجيش حين تلفت حواليه لم يجد قوى يستند عليها غير الاسلاميين. فاخذ يستعين بهم في تسيير دولاب الدولة رغم انكاره صلته بتنظيمهم.

وهذا التنظيم هو الذي تلعب كتائبه اليوم دورا مهما في ادامة الحرب المشتعلة، ومنها كتيبة البراء بن مالك التي قتل قائدها في سلاح المدرعات.

من جانبهم ادرك الاسلاميون ان الجيش وبالتالي النظام، لا سبيل امامه غير التحالف معهم. لكنه متردد ويخضع لضغوط القوى الثورية التي تعتبر ما وقع  انقلابا نفذه ضباط “خانوا العهد”. فكان لابد بالنسبة لهم من شل تذبذب النظام تجاههم ؛ وكانت الحرب التي بشّر بها قادتهم واغرقوا السودان بكوارثها.

اما الحديث الذي يرددونه عن ان الحرية والتغيير هي التي دفعت قوات الدعم السريع لاشعال فتيل الحرب فغير صحيح. ذلك ان الحرب تعني بالنسبة للجيش  فرض المعادلة السياسية القديمة التي ظل يحكم بها السودان بعد ذهاب الاستعمار. اما بالنسبة للاسلاميين فانها تعني عودتهم للحكم باعتبارهم القوى التي ناصرت الجيش ولم تقف على نفس المسافة بينه وخصمه.

واما ميليشيا الدعم السريع فقد ادركت، بعد تزايد تاثير الاسلاميين على قيادة الجيش، ان أوان التضحية بها قد آن  رغم كل المجهودات التي بذلتها في دحر التمرد في دارفور، ورغم قمعها الثورة في مجزرة فض الاعتصام. فاخذت تلعب على التناقض بين الجيش وقوى الحرية والتغيير والشارع الثائر. ولكنها لم تُحسن اللعب واستعدت الجماهير بسلوك افرادها غير المنضبط ، وبممارستهم السرقة والترويع  والاغتصاب في الخرطوم ودارفور، مما افقدهم اية حاضنة شعبية ممكنة.  بل حتى قوى الحرية التغيير التي تحاول ان تقف على الحياد وتطالب بوقف الحرب، لم تستطع ان تصمت على فظاعات الدعم السريع، مما اضطر قيادة تلك القوات للاعتراف بها ومحاكمة المتفلتين من عناصرها. لكن ذلك لم يهدئ من روع المواطنين او يوقف تلك الانتهاكات المستمرة حتى الان.

ورغم مرور حوالي 3 أشهر على اندلاع الحرب فان نهايتها لا تلوح في الافق رغم كلفتها البشرية العالية جدا، مما يجعل من التفاوض السبيل الوحيد لوقفها. ويبدو ان هناك قطاعات واسعة حتى من الاسلاميين وحتى وسط ضباط الجيش تقف ضد استمرار الحرب، التي يعتبرون انها كشفت عجز الجيش رغم مرور الاشهر الثلاثة عن حسم أمر المليشيا المتمردة عليه. كما عرّضت الدولة نفسها للتفكك على اسس عرقية وجهوية.

ويبقى السؤال المهم عما اذا ستفضي المفاوضات المرتقبة الى مشاركة الاسلاميين بعدها في السلطة ؟

 امريكا والاتحاد الاوربي يصران - حسب بعض التسريبات - على وقف دائم لاطلاق النار واطلاق عملية سياسية اساسها الاتفاق الاطاري بين الحرية والتغيير والمكون العسكري، الذي سبق التوافق عليه برعاية امريكية سعودية.  مع مشاركة المدنيين من الحرية والتغيير والمجتمع المدني ولجان المقاومة في المفاوضات.

اما الجيش فيتمسك بمشاركة الجميع في السلطة القادمة دون تمييز. وهذا  يعني ببساطة تعديل الاتفاق الاطاري وانهاء الصيغة التي تمنع الاسلاميين من المشاركة.

**************************************************************************

الصفحة السابعة

إعداد: رشيد غويلب

قبل 100 عام قدمت كلارا زيتكين أول تحليل ماركسي للفاشية الناشئة

في أيام 12 – 23 حزيران 1923 عقد في موسكو الاجتماع الكامل الموسع الثالث للجنة التنفيذية للأممية الشيوعية (الكومنترن) وتركزت مداولات 50 ممثلاً عن 26 حزبًا شيوعيًا من جميع أنحاء العالم على الوضع في ألمانيا، حيث ساء وضع البلاد السياسي والاقتصادي، في أعقاب احتلال منطقة الرور، بشكل كبير (احتلت فرنسا وبلجيكا منطقة الرور، ردا على عدم دفع المانيا تعويضات الحرب العالمية الأولى – المترجم).

في 20 حزيران 1923، القت كلارا زيتكين. خطابها الأول امام هذه الهيئة. وكان الخطاب أبرز حدث في المؤتمر، حتى لو لم يفهم، من قبل العديد من المشاركين، على هذا النحو. حاولت كلارا زيتكين أن تقدم لأول مرة تحليلا ماركسيا شاملا   للفاشية الناشئة، وفق تجربتها في السلطة، منذ 1921 في إيطاليا، ووفق تشكلها الخطير في المانيا. لقد أدركت كلارا زيتكين خطورة التهديد الفاشي في وقت مبكر أكثر من العديد من معاصريها.

حذرت كلارا زيتكين بشكل قاطع من الاستخفاف بالفاشية، التي لم يُنظر إليها في أجزاء كبيرة من الحركة الشيوعية على أنها إرهاب برجوازي مكثف أو “ثأر البرجوازية” بعد محاولات الانقلابات الثورية: “الفاشية ليست بأي حال ثأرا برجوازيا لنهوض البروليتاريا النضالي. اذا نظرنا اليها تاريخيا وبموضوعية، فإن الفاشية تأتي كعقاب، لأن البروليتاريا لم تستمر، ولم تدفع بالثورة التي بدأت في روسيا. وحملة الفاشية ليسوا طبقة صغيرة، بل هم طبقات اجتماعية واسعة، جماهيرها كبيرة تصل حتى إلى البروليتاريا. يجب أن نكون واضحين بشأن هذه الاختلافات الأساسية، إذا أردنا التخلص من الفاشية”.

كلارا زيتكين، إحدى الشخصيات الأكثر إثارة للإعجاب في الحركة العمالية في القرن العشرين، توفيت قبل تسعين عامًا، في 20 حزيران 1933، في موسكو، حيث عاشت منذ أواخر عشرينيات القرن العشرين. كانت أيقونة حقيقية للحركة الشيوعية العالمية في ألمانيا وخارجها، ومع ذلك كانت، في تلك المرحلة، معزولة إلى حد كبير في الحركة الشيوعية على الصعيد المحلي، وكانت تشعر بقلق متزايد بشأن التطورات في الاتحاد السوفيتي، وبصفتها عضوًا في اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية، كانت منزعجة بشكل خاص من نظرية ستالين عن “الفاشية الاجتماعية”، والتي بموجبها، يصبح الديمقراطيون الاجتماعيون الخصم الرئيسي للحركة الشيوعية، وليس اليمين المتطرف. جاء في رسالة كتبها ابنها الأصغر قسطنطين من باريس عام 1939 إلى صديقة العائلة طبيبة الأعصاب إليزابيث ماير والمقيمة حينها الولايات المتحدة الأمريكية:

“على الرغم من إن الوالدة، كما تعلمين، تقف بالأساس على أرضية ألأممية الشيوعية، ولكنها تحيد في بعض المسائل التكتيكية الهامة عن سياسة الكومنترن. ويعود ذلك لمعرفتها العميقة بتاريخ، ألمانيا، فرنسا، انكلترا، وايطاليا، ولغة هذه البلدان، وللممارسة والجهد النظري لسنوات طويلة، وارتباطها الطويل بالبروليتاريا الألمانية ومنظماتها السياسية والنقابية. ومع انحسار المد الثوري في بداية العشرينات في وسط وغرب أوربا، اتضح بشكل أكثر حدة، إن النضج الأيديولوجي، باستثناء البروليتاريا الروسية، لم يكن بمستوى التطور الموضوعي للتناقضات الطبقية، كانت الوالدة تعي ما يترتب على هذا الوضع بالنسبة لتكتيكات الكومنترن والعلاقة بينها وبين ألأممية الثانية والنقابات. إذ لم يكن بمقدور المرء لوقت طويل أن يتنبأ، إن بإمكان المرء أن يفترض في عام 1919، إن الأممية الثالثة ستجر جموع الجماهير الكبيرة معها عبر شعارات ونشاطات ثورية. وقد تطابق تصورها مع ما أطلق عليه لاحقا تسمية الجبهة الموحدة، ولكن بدون الديماغوجية والحيل التي شوهته لاحقا. وبالمناسبة لقد شاركها لينين معظم آرائها واستنتاجاتها. وللأسف انتزع منه المرض مقود القيادة، عندما كان على وشك أن يضع مساراً جديداً لسياسة الكومنترن. ولم تستطع الوالدة التوصل للأخذ بوجهات نظرها المختلفة، وكذلك كانت مترددة في الوقوف ضد النقل الميكانيكي للوسائل والأشكال السياسية التي تطورت، في ظل ظروف معينة، في روسيا، إلى بلدان أوربية أخرى. لقد استقرأت تفتت الكوادر السياسة نتيجة لتكتيك الانقلاب، وشل وشق صفوف الطبقة العاملة عبر الشعارات الديماغوجية التي اعتمدها الحزب مثلا في الاستفتاء الأحمر في جبهة واحدة مع النازيين ضد الاشتراكيين الديمقراطيين. لقد عاشت ما يكفي لترى تحقق مخاوفها. وبنفس القدر الكبير الذي ألقت فيه اللوم على الاشتراكيين الديمقراطيين لانتصار النازية، لكنها لم تغفل ولو قليلا سياسة الكومنترن الخاطئة التي ساهمت في صعود هتلر.

ان المواقف المعارضة للوالدة، في بعض المسائل التكتيكية، خلقت لها الكثير من المصاعب، ورغم ذلك كانوا يحترمون شخصيتها الأممية. وقد حملوني وحملوا مساعديها أعباء “انحرافاتها”. ورغم أنى أشارك الوالدة رؤيتها و”هرطقتها”، ولكني لم أجرأ، ولم أر ان هناك ضرورة، ارتباطا بخبرتها الغنية في الحركة العمالية، لتحريضها. وعلى العكس من ذلك حاولت إيقافها أحيانا وحملتها على التراجع عن موقفها، عندما تمر بواحدة من نوبات غضيها على واحدة من دسائس مساعداتها ومساعديها”.

على الرغم من أن كلارا زيتكين اشتهرت بدورها البارز في الحركة النسوية الاشتراكية العالمية، إلا أنها كانت أيضًا واحدة من أوائل الماركسيين في ألمانيا الذين أدركوا الخطر القاتل الذي تمثله الفاشية، ليس فقط على الحركة العمالية التي وعدت الفاشية بتدميرها، ولكن على عموم المجتمع. قبل وفاتها بعقد من الزمان، في 20 يونيو 1923، ألقت خطابها التاريخي الذي تمت الإشارة اليه، والذي أدرج في محاضر جلسات الاجتماع تحت عنوان “الكفاح ضد الفاشية”.

تنمو جاذبية الفاشية مع أزمة الرأسمالية، ومن أجل هزيمتها، يجب أن يكون اليسار مستعدًا لمواصلة الهجوم السياسي والفكري، لكسب الفئات المنجذبة لوعود الفاشية الكاذبة لصالح البديل اليساري، وكذلك لاستخدام القوة للدفاع عن النفس. كانت نقطة البداية لهذه الاعتبارات هي صعود حزب بينيتو موسوليني الفاشي في إيطاليا في عام 1922. لقد خاضت الطبقة العاملة الإيطالية صراعات طبقية شرسة، واحتلت المصانع وأثارت انتفاضة في مناطق بأكملها في السنوات الأولى التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، لكنها فشلت في الإطاحة بالحكومة الرأسمالية وبدء الانتقال إلى الاشتراكية. جادلت زيتكين أنه نتيجة لهذا الفشل، تمكن موسوليني وأعوانه من ملء الفراغ وكسب قطاعات كبيرة من الطبقات الوسطى والفلاحين الفقراء، إلى جانب قسم من الطبقة العاملة المحبطة، الذين سعوا إلى مخرج آخر للازمة. ووفقًا لزيتكين، إذا لم تغير الحركة الشيوعية استراتيجيتها، فقد يحدث الشيء نفسه قريبًا في بلدان أخرى.

كان تحذير زيتكين واضحًا. في ألمانيا، استمر النازيون، الذين كانوا في عام 1923 قوة ضئيلة نسبيًا، في النمو بسرعة حتى استولوا، في نهاية المطاف على السلطة، مثلما توقعت زيتكين، وعانت الحركة العمالية في وأوروبا والعالم من عواقب وخيمة.

إن الوضع العالم اليوم، يختلف اختلافًا جوهريًا عن وضعه في عام 1923، على الرغم من بعض أوجه الشبه: ليس هناك حرب عالمية ولا ثورة، لكن اليسار شهد عودة متواضعة في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008 وعاد شبح الاشتراكية إلى الظهور في السياسة كبديل للنظام الليبرالية الجديدة، ولكن في الآونة الأخيرة، نشهد تراجع قوى اليسار في اوربا بشكل خاص. وفي الوقت نفسه تستمر الحرب في أوكرانيا ويرتفع التضخم المرتبط بها. وتتدهور الحالة المعيشية لأوساط هشة واسعة، وتعمل قوى اليمين على استغلال هذا الواقع لخدمة أهدافها الشريرة.

تحليل خاطئ ومراوحة

ومع ذلك، لم تنجح الأممية الشيوعية وأحزابها الأعضاء لاحقًا في تبني الأفكار التي صاغتها كلارا زيتكين حول الفاشية، وتطوير سياسة معاصرة وواقعية على أساسها. والأسوأ، بعد أشهر قليلة فقط من خطاب كلارا زيتكين، صاغ غريغوري زينوفييف، زعيم الأممية الشيوعية، مصطلح “الفاشية الاجتماعية” ، كتوصيف لجوهر طبيعة وسياسة الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية، وفق ما اعتقد .

تبنى ستالين هذ المصطلح على الفور. واكد في مقالة لمجلة “البلاشفة” في أيلول 1924، وبمنطق مشكوك فيه:” ان الفاشية هي منظمة نضال البرجوازية، التي تستند على الدعم الفعال للديمقراطية الاجتماعية. والديمقراطية الاجتماعية تمثل موضوعيا الجناح المعتدل للفاشية. هذه المنظمات ليست متعارضة، لكنها تكمل بعضها البعض. وهؤلاء ليسوا نقائض، بل توائم”.

لم يكن ممكنا على أساس هذه الرؤية النظرية، وضع أفكار واقعية بشأن طبيعة الفاشية وسياستها، وقبل كل شي رؤية للنضال ضدها. صحيح أن مصطلح “الفاشية الاجتماعية “ قد اختفى من الاستخدام النشط في قاموس الأممية الشيوعية لبضع سنوات لأسباب نفعية، لقد كانت هناك بعض المحاولات الخجولة للتعاون مع ا الديموقراطية الاجتماعية في إطار “ تكتيك الجبهة الموحدة „، جرى التركيز على ابرازه. ولكن مع انعقاد المؤتمر العالمي السادس للأممية الشيوعية في موسكو في صيف عام 1928، أصبحت معادلة “الفاشية القومية” و “الفاشية الاجتماعية” الأساس الرسمي للسياسة الشيوعية في جميع أنحاء العالم.

اكد نيكولاي بوخارين ، الذي  اصبح، في هذه الأثناء، رئيسا للأممية الشيوعية ، في خطابه الافتتاحي: إن مسألة العلاقة مع الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية هي القضية السياسية الرئيسية. وان تكثيف النضال ضد الديموقراطية الاجتماعية هو التوجه السياسي للأممية الشيوعية.

في خطابه، الذي لاقى ترحيباً حماسياً من قبل الغالبية العظمى من المندوبين في موسكو، في 26 تموز 1928، لخص إرنست تيلمان، الذي ترأس وفد الحزب الشيوعي في المانيا، القضية، بشكل يضرب به المثل. لقد زعم أن الديمقراطية الاجتماعية الألمانية تطورت “من الإصلاحية إلى الفاشية الاجتماعية”. وأضاف: “إن تطور الإصلاحية إلى فاشية اجتماعية ظاهرة يمكن توضيحها في دول مختلفة وبأمثلة مختلفة”.

وبالتالي، فشلت جميع الجهود التي بذلها الحزب الشيوعي افي المانيا لإنشاء جبهة واسعة مناهضة للفاشية في السنوات التي سبقت عام 1933، ويرجع ذلك أساسًا إلى عدم الرغبة في الاعتراف بالديمقراطية الاجتماعية كشريك محتمل. وبدلاً من ذلك كان يُنظر لها، حتى الأيام الأخيرة من جمهورية فايمار وما بعدها، وتم التعامل معها على أنها عدو “ فاشي اجتماعي”. في شباط 1932، ادعى تيلمان أن الحزب الشيوعي في المانيا “لن يخلق، من خلال إطلاق الاتجاه الرئيسي ضد الديموقراطية الاجتماعية، سوى المتطلبات الأساسية لمحاربة فعالة ضد فاشية هتلر”.

حتى بعد استلام هتلر للسلطة في 30 كانون الثاني 1933، كانت قيادة الحزب الشيوعي في المانيا لا تزال تطالب “بتعزيز النضال ضد الديموقراطية الاجتماعية “. وفي خطاب زيغنهالزر في 7 شباط 1933، انتقد تيلمان حقيقة عدم نجاح الحزب الشيوعي في المانيا في “القضاء على تأثير الحزب الديمقراطي الاجتماعي على الجماهير العريضة من العمال، إلى الحد المطلوب”. وفي الوقت نفسه حذر من “المبالغة في تقييم” حكومة هتلر “بثباتها ومقاومتها للبروليتاريا”.

وعلى الرغم من الهزيمة التاريخية العالمية عام 1933، ووصول فاشية هتلر إلى السلطة وتحطيم الحركة العمالية الألمانية، فقد استغرق الأمر من الأممية الشيوعية أكثر من عامين لتطوير تعريف جديد لمصطلح “الفاشية” في الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمرها العالمي السابع في صيف عام 1935: “الفاشية في السلطة هي ديكتاتورية إرهابية مفتوحة لأكثر عناصر رأس المال المالي رجعية وشوفينية وإمبريالية”.

 *********************************************************************

حقائق غير معروفة عن رموز نسوية في الحركة الشيوعية

تعرض الكثير من سير ونتاجات عدد من القادة والمفكرين في الحركة الشيوعية إلى تقييمات غير موضوعية، ووضع البعض منها على الرف، او اجتزأ بما يتلاءم مع السياسات السائدة في البلدان الاشتراكية السابقة، او وظفت في خضم الصراع مع الغرب لأغراض دعائية ضيقة، فضلا عن عدم تسليط الضوء على محطات ومواقف تاريخية لهذه الشخصيات، ولعل ابرز الأسماء المتداولة روزا لوكسمبورغ، غرامشي، وتروتسكي، وعدد من الأسماء المعروفة بشكل محدود للقارئ العربي، والتي لم يتم الاهتمام بترجمة نتاجها، او الإشارة إلى مواقفها لنفس الأسباب التي مر ذكرها.

في حوار نشرته جريدة نويز دويجلاند، في 19 حزيران 2023، يكشف الدكتور يورن شوتروب*، حقائق جديدة عن رؤى ومواقف كلارا زيتكين، ومعلومات إضافية عن شخصيات نسوية شيوعية أخرى.

يشير شوتروب إلى عثوره مع محررة المجلد الأول من كتاب رسائل كلارا زيتكين مارغا فويكت، على عدة حقائق غير معروفة. وذكر اثنين منها: الأولى وجود صراع سياسي حول شخصية كلارا في مدينة توبنغن الالمانية، حيث تدور حرب ثقافية حول مؤسسة الحركة النسوية الاشتراكية، التي تهدف إلى المساواة السياسية والاجتماعية معا. وجدت لجنة من المؤرخين عينها مجلس بلدية المدينة أن هناك نازيين بين المتبرعين للعناية بلوحات أسماء شوارع توبنغن واتهم مجلس المدينة اللجنة المعينة، بانها لا ترى في العين اليسرى، بعد العثور على شارع قصير للغاية في إحدى ضواحي المدينة يحمل اسم كلارا زيتكين، تم اطلاقه في الثمانينيات، واقترح المجلس وضع جملة إضافية في اللوحة: “ كلارا زيتكين مناهضة للديمقراطية”. إذا افترضنا أن الدفاع عن الحقوق المتساوية لنصف البشرية أمر غير ديمقراطي، فهؤلاء الناس على حق.  وعلى إثر ذلك انطلقت في المدينة مبادرة ترفض هذه الإضافة، تمكنت من جمع أكثر من ألف توقيع.

والثاني أكثر تعقيدًا: في صيف عام 1922، تطوعت كلارا زيتكين للمشاركة في محاكمة منافسي البلاشفة، الاشتراكيين الثوريين، والذين يطلق عليهم في الغالب ثوريون اجتماعيون للتقليل من شأنهم، كمدعية، كانت كلارا تعلم، بمطالبة لينين بإدراج عقوبة الإعدام في قانون العقوبات لغير المرغوب فيهم سياسيًا، والذي تم في الأول من تموز1922. ليس كلارا زيتكين وحدها فقط، بل كان اليسار الأوروبي كان دومًا ضد عقوبة الإعدام. البلاشفة، بين قوى اليسار، الذين تعرضوا للعنف الشديد في الحرب الأهلية، استخدموا فوهة البندقية للتعامل مع المعارضة. كان هناك رسالة من كلارا زيتكين مؤرخة في 29 تموز 1922، حاولت فيها أن توضح للبلاشفة أن سياساتهم تدمر في النهاية جاذبية الفكرة الاشتراكية. وكانت الترجمة الروسية متاحة في اليوم التالي فورا. لم يتم تنفيذ عقوبة الإعدام بالمتهمين. بالإضافة إلى ذلك، تم التخلي عن خطط تصفية مثقفين معارضين. وبدلاً من ذلك، رحلوا مع عائلاتهم بدأ من نهاية آب على متن سفن إلى شتيتين وتركيا. لقد كان شيئا فظيعا ايضا، لكن لا مزيدا من الموت. في عام 1921، كان على كلارا زيتكين أن تختار بين مكانها في تاريخ العالم، وبعض التأثير الإيجابي على البلاشفة، فاختارت الاحتمال الثاني. لقد تم اكتشافها في الستينيات مجددا، خارج الحركة النسوية الشيوعية الحزبية. لقد كان لها تأثير ايجابي معتدل على البلاشفة، وكذلك المكانة التي تستحقها في تاريخ العالم اليوم أيضا.

الاهتمام بالمناضلات الشيوعيات

هناك أسماء نسوية في الحركة الشيوعية الأوربية ذائعة الصيت عالميا مثل روزا لوكسمبورغ، كلارا زيتكن، والكسندرا كوانتياي. لكن نساء مثل بيرتا تالهامير (1883 – 1959)، شيوعية المانية، إينيسا آرماند (1874 – 1918)، شيوعية فرنسية – روسية كانت مقربة جدا من لينين، وروزي فرولش – فولفشتاين (1888 – 1987) شيوعية المانية، أصبحت عام 1929 خارج الحزب الشيوعي، وعملت في تنظيمات يسارية أخرى، هذه الأسماء لا يعرفها في الغالب الا المختصون. لقد شكلن تحديا، ولعل الأبرز بينهن انجليكا بالابانوف (1878 – 1965)، التي كانت تجيد 10 لغات وكانت السكرتيرة الأولى للأممية الشيوعية، ولكنها اختارت عام 1921 المهجر، لخلافات سياسية مع البلاشفة. ويعود عدم معرفة الجمهور اليوم بهذه الأسماء، لاحتكار الرجال المواقع التنظيمية الأولى في الأحزاب، وحتى في جمهورية المانيا الديمقراطية، التي اتبعت نهجا تحرريا نسبيا، وصلت النساء فقط لموقع عضو مرشح للمكتب السياسي فقط.

الإرث النضالي واليمين المتطرف اليوم

عند العودة للإرث النضالي لهذه الرموز النسوية نجد ان بعضهن قدمن مساهمات متميزة في مواجهة الفاشية حينها، لاتزال معينا للنضال اليوم ضد الفاشية الجديدة واليمين المتطرف. ويمكن الإشارة إلى أول تحليل ماركسي قدمته كلارا زيتكين في خطابها في الاجتماع الموسع للأممية الشيوعية قبل 100 عام، لقد كان تحليلا رائعا وأشر أن الأرض التي تسير عليها فاشية الليبرالية الجديدة غير آمنة. لقد جعلت الليبرالية الجديدة في العقود الماضية المجتمعات الغربية فاقدة “لصمام الأمان”.  لا يمكن للسياسة اليسارية، ان تكون  يسارية حقا، اذا لم تعزل العنصرية وشعاراتها المعروفة، وتجعل التضامن بديلا يمكن ان يعاش. وهناك أيضًا تحليل رائع لأنجيليكا بالابانوف للفاشية الإيطالية، والذي للأسف لم يُنشر مرة أخرى. بالمناسبة، بينيتو موسوليني، عندما كان لا يزال أحد أبرز اليساريين الإيطاليين، تعلم السياسة منها قبل الحرب العالمية الأولى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الدكتور يورن شوتروب: موالد 1956، درس التاريخ في جامعة كارل ماركس في مدينة لايبزيغ، عمل باحث في أكاديمية العلوم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة. ومؤلف العديد من الكتب، منها ما تناول فيه، سير جيني ماركس والشيوعي البولوني – الألماني، وشريك حياة روزا لوكسمبورغ باول ليفي.

*********************************************************************

الصفحة الثامنة

غرسة دماغية تساعد رجلاً على المشي

Simon Makin *

مكن نظام يعيد الاتصال بين الدماغ والعمود الفقري رجلا مشلولا بسبب إصابة في الحبل الشوكي من استعادة القدرة على المشي شبه الطبيعية.

وبمجرد فك تشفير نشاط دماغ المريض، استغرقت واجهة الدماغ والعمود الفقري دقائق فقط للمعايرة، وبعد ذلك أبلغ الرجل عن التحكم الطبيعي في الحركات. لا يزال بحاجة إلى عكازات ولكن يمكنه التنقل بسهولة في المنحدرات والخطوات، متجاوزا المكاسب من العلاجات السابقة، حسبما أفاد الباحثون في 24 مايو في Nature.

ويقول V. Reggie Edgerton، وهو عالم وظائف الأعضاء في مركز رانشو لوس أميجوس الوطني لإعادة التأهيل في داوني، كاليفورنيا: «النتائج تتفق مع ما آمل أن يحدث، وهو أمر مشجع»، ويضيف «نحن في مرحلة الأخوان رايت والهروب».

ويمكن أن تؤدي إصابات الحبل الشوكي إلى قطع الاتصال بين الدماغ والعمود الفقري، مما يسبب الشلل، وأظهرت الأبحاث السابقة أن تحفيز أعصاب الحبل الشوكي يمكن أن ينتج حركة (SN: 8/3/22)، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام نشاط دماغ المريض لإعادة التحكم الطوعي في حركات الساق.

وترك حادث ركوب الدراجات قبل 12 عاما الرجل البالغ من العمر 40 عاما، والذي يفضل أن يتم التعرف عليه باسمه الأول، جيرت جان، مشلولا بسبب إصابة غير مكتملة في الحبل الشوكي. بعد ست سنوات، التحق بتجربة سريرية تتضمن زرع الحبل الشوكي الذي يحفز الأعصاب التي تتحكم في حركات الساق. استعاد القدرة على المشي مع المشاية، ولكن هذا تضمن القيام بحركات كعب غير طبيعية، التقطتها مستشعرات الحركة، لتحفيز أنماط تحفيز الأعصاب المبرمجة مسبقا. كان يواجه صعوبة في البدء والتوقف، ولم يكن بإمكانه المشي إلا على الأسطح المستوية.

وتهدف الدراسة الجديدة إلى تسليم السيطرة إلى دماغ جيرت جان. «على الرغم من استخدام تحفيز [زرع الحبل الشوكي] لمدة ثلاث سنوات، فقد وصل إلى هضبة في شفائه، وأصبح مهتما باستخدام التحفيز الجديد الذي يتحكم فيه الدماغ»، كما يقول غريغوار كورتين، عالم الأعصاب في مدرسة البوليتكنيك الفيدرالية في لوزان في سويسرا. «لذلك أصبح أول طيار اختبار لدينا.»

وأضاف كورتين وزملاؤه غرسة دماغية لإنشاء نظام يترجم الفكر إلى حركة، ليسجل صفيفان من الأقطاب الكهربائية يقعان على سطح الدماغ النشاط من القشرة الحسية الحركية، وهي منطقة من الدماغ تساعد في توجيه حركات العضلات. يتم إرسال هذه الإشارات لاسلكيا إلى وحدة معالجة تحولها إلى أنماط تحفيز تنتقل إلى غرسة الحبل الشوكي.

وبعد الزرع، طلب كورتين وزملاؤه من غيرت جان محاولة تحريك مفصل الساق أثناء تحليل نشاط دماغه.

ووجد الباحثون أنماطا مختلفة من النشاط متباينة بين حركات الورك والركبة والكاحل، مما مكنهم من تعيين إشارات الدماغ للحركات المقصودة، وابتكر الفريق أنماط تحفيز تستهدف العضلات التي تتحكم في خفض الوزن، والدفع للأمام وتقلبات الساق، لإعادة إنتاج حركات المشي.

وأثناء الاستخدام، تترجم خوارزمية الذكاء الاصطناعي إشارات الدماغ الواردة إلى إشارات أوامر مناسبة لزرع العمود الفقري. قام الباحثون بمعايرة النظام حتى يتمكن غيرت جان من التحكم في مقدار الحركة.

ويقول كورتين:» هذا يجلب نمطا أكثر مرونة للمشي «، مما يساعده على تكييف وضع قدمه وحتى تسلق السلالم. وقال غيرت جان في 23 مايو خلال مؤتمر صحفي:» كان التحفيز من قبل يسيطر علي، والآن أنا أتحكم في التحفيز». ووجد الباحثون أن برنامج التدريب على «إعادة التأهيل العصبي» أثناء استخدام الجهاز أدى إلى تحسينات في الحركة حتى مع إيقاف تشغيل واجهة الدماغ والعمود الفقري. تقول كورتين:» هذا يشير إلى تطور اتصالات عصبية جديدة». يحتاج الباحثون إلى فهم المزيد حول كيفية عمل هذا التعافي.

والسؤال هو: أين في الدماغ هو الحصول على اتصال إلى أين في الحبل الشوكي؟ ونحن لا نعرف ذلك حقا، « يقول إدجيرتون. «نحن بحاجة إلى معرفة كيف يعمل الاثنان معا.” أدى مدى تعافي غيرت جان إلى تعزيز جودة الحياة، مثل التنقل في المنزل بشكل مستقل، أو الوقوف في حانة تشرب مع الأصدقاء.

ويقول إدجيرتون:» هذا هو هدف الكثير من الأشخاص المصابين بالشلل التام». «أن يقف في حانة، ينظر الناس وجها لوجه.»في حين أن العديد من الأشخاص المصابين بالشلل يعطون الأولوية لمشاكل أخرى، مثل وظيفة الحمام وضغط الدم، فإن هذه الدراسة تهدف فقط إلى استعادة الحركة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

https://www.sciencenews.org/article/brain-implant-paralysis-walk

 ******************************************************

أحدث بحوث

فيزياء الكم

فيزياء الكم هي العلم الذي يدرس سلوك الجسيمات الدقيقة والظواهر التي لا تنطبق عليها قوانين الفيزياء الكلاسيكية. أحدث بحوث فيزياء الكم:

  • في عام 2021، حصل ثلاثة باحثين على جائزة نوبل في الفيزياء لأعمالهم في فيزياء الكم، وهم: سيوكورو ماناب من اليابان، وكلاوس فون كليتزنغ من ألمانيا، وديفيد واينلاند من الولايات المتحدة. وهؤلاء ابتكروا أجهزة كمية جديدة تستخدم تأثيرات كمية مثل التداخل والتشابك.
  • في عام 2022، أعلن باحثون من جامعة برستول وجامعة كوبنهاغن عن تطوير أول حاسوب كمي مبرمج بالضوء فقط. استخدموا رقائق صغيرة من السيليكون تحتوي على مسارات ضوئية تربط بعضها ببعض لإجراء عمليات حسابية كمية.
  • في عام 2023، نشر باحثون من مختبرات مايكروسوفت وجامعة ستانفورد دراسة عن إنشاء أول نظام كمي متصل بالإنترنت. استخدموا شبكة من الألياف الضوئية لإرسال حالات كمية مشتركة بين مستخدمين بعدين، مما يسمح بإجراء مهام مثل التشفير والحساب والاتصال.

 ***********************************************************

تنقية جديد تتيح التواصل بين الدماغ والحاسوب

بالتأكيد! التواصل بين الدماغ والحاسوب (بسي) يشير إلى مسار الاتصال بين الدماغ البشري وجهاز خارجي، وعادة ما يكون جهاز كمبيوتر. إنه يتيح التفاعل المباشر بين الدماغ والتكنولوجيا دون الحاجة إلى حركة جسدية أو طرق إدخال تقليدية مثل لوحات المفاتيح أو الفئران.

تعتمد تقنية بسي على اكتشاف وتفسير إشارات الدماغ، مثل النشاط الكهربائي أو التغيرات في تدفق الدم، لترجمتها إلى أوامر قابلة للتنفيذ للتحكم في الأجهزة أو تلقي ردود الفعل. يمكن الحصول على هذه الإشارات من خلال الطرق الغازية أو غير الغازية.

تتضمن متلازمة تكيس المبايض الغازية زرع أقطاب كهربائية مباشرة في الدماغ، مما يسمح بقراءات دقيقة ومفصلة للنشاط العصبي. يتم استخدامها عادة في التطبيقات الطبية، مثل مساعدة الأفراد الذين يعانون من إعاقات حركية شديدة.

من ناحية أخرى، لا تتطلب متلازمة تكيس المبايض غير الغازية إجراءات جراحية وهي قابلة للتطبيق على نطاق واسع. وهي تستخدم أجهزة استشعار خارجية لالتقاط إشارات الدماغ من فروة الرأس، مثل تخطيط كهربية الدماغ (إيغ) أو التحليل الطيفي الوظيفي القريب من الأشعة تحت الحمراء (فنير). هذه الطرق أقل دقة ولكنها لا تزال فعالة في التطبيقات المختلفة، مثل الارتجاع العصبي أو الألعاب أو التقنيات المساعدة.

يحمل مجال الذكاء الاصطناعي إمكانات كبيرة لتعزيز التفاعل بين الإنسان والآلة، وتمكين الأفراد ذوي الإعاقة من استعادة الاستقلال، وتعزيز فهمنا للدماغ البشري. يهدف البحث والتطوير المستمر إلى تحسين دقة وسرعة وسهولة الاستخدام من بسيس، وفتح إمكانيات للتطبيقات المستقبلية المثيرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

https://www.nature.com/articles/nrneurol.2016.113

 ********************************************************************

الكشف عن أول إشارة من نوعها في دماغ الإنسان

ميك مكري

حدد العلماء مؤخرًا شكلًا فريدًا من أشكال الرسائل الخلوية التي تحدث في دماغ الإنسان ولم يتم اكتشافها من قبل.

والمثير في الأمر أن هذا الاكتشاف يلمح إلى أن أدمغتنا قد تكون وحدات حسابية أكثر قوة مما أدركنا سابقا.

وفي عام 2020، أفاد باحثون من معاهد في ألمانيا واليونان بوجود آلية في الخلايا القشرية الخارجية للدماغ تنتج إشارة “متدرجة’’ جديدة من تلقاء نفسها، تلك التي يمكن أن تزود الخلايا العصبية الفردية بطريقة أخرى لأداء وظائفها المنطقية.

ومن خلال قياس النشاط الكهربائي في أقسام الأنسجة التي تمت إزالتها أثناء الجراحة عند مرضى الصرع وتحليل هيكلها باستخدام الفحص المجهري الفلوري، وجد أطباء الأعصاب أن الخلايا الفردية في القشرة المخية لا تستخدم فقط أيونات الصوديوم المعتادة “لانطلاقها”، بل الكالسيوم أيضًا.

وأدى هذا المزيج من الأيونات الموجبة الشحنة إلى إطلاق موجات جهد لم يسبق رؤيتها من قبل، يشار إليها بإمكانيات الفعل التغصني بوساطة الكالسيوم، أو dCaAPs.

وغالبًا ما تتم مقارنة الأدمغة - خاصة تلك التي تنتمي إلى النوع البشري - بأجهزة الحاسوب. هذا القياس له حدوده، لكن في بعض المستويات تؤدي المهام بطرق متشابهة.

كلاهما يستخدم قوة الجهد الكهربائي لتنفيذ عمليات مختلفة. في أجهزة الحاسوب يكون هذا على شكل تدفق بسيط إلى حد ما للإلكترونات عبر تقاطعات تسمى الترانزستورات.

في الخلايا العصبية، تكون الإشارة على شكل موجة من فتح وإغلاق القنوات التي تتبادل الجسيمات المشحونة مثل الصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم. يسمى هذا النبض من الأيونات المتدفقة بـ “جهد الفعل” (action potential).

بدلاً من الترانزستورات، تدير الخلايا العصبية هذه الرسائل كيميائيًا في نهاية الفروع تسمى التغصنات.

وقال عالم الأعصاب بجامعة هومبولت ماثيو لاركوم Matthew Larkum  لـ Walter Beckwith في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم في يناير 2020: “إن التغصنات أساسية لفهم الدماغ لأنها جوهر ما يحدد القوة الحسابية للخلايا العصبية المفردة”.

التغصنات هي إشارات المرور لنظامنا العصبي. إذا كانت إمكانية الفعل كبيرة بدرجة كافية، فيمكن أن تنتقل إلى أعصاب أخرى، والتي يمكن أن تمنع الرسائل أو تنقلها.

هذه هي الأسس المنطقية لأدمغتنا - تموجات الجهد التي يمكن توصيلها بشكل جماعي في شكلين: إما رسالة AND (إذا تم تشغيل “ x” و “ y”، فيتم تمرير الرسالة) ؛ أو رسالة “OR” (إذا تم تشغيل “ x” أو “ y”، فيتم تمرير الرسالة).

ويمكن القول إنه لا يوجد مكان أكثر تعقيدًا من الجزء الخارجي الكثيف المتجعد من الجهاز العصبي المركزي للإنسان؛ القشرة الدماغية. الطبقات العميقة الثانية والثالثة سميكة بشكل خاص، ومعبأة بالفروع التي تؤدي وظائف عالية المستوى نربطها بالإحساس والفكر والتحكم في الحركة.

وألقى الباحثون نظرة فاحصة على أنسجة هذه الطبقات، حيث قاموا بربط الخلايا بجهاز يسمى مشبك التصحيح الجسدي العصبي (somatodendritic) لإرسال جهود نشطة لأعلى ولأسفل كل خلية عصبية، وتسجيل إشاراتها.

وقال لاركوم: “كانت هناك لحظة “خاصة” عندما رأينا إمكانات الفعل التغصني لأول مرة”.

للتأكد من أن أي اكتشافات لم تكن فريدة من نوعها للأشخاص المصابين بالصرع، قاموا بمراجعة نتائجهم في عدد قليل من العينات المأخوذة من أورام المخ.

وبينما أجرى الفريق تجارب مماثلة على الفئران، كانت أنواع الإشارات التي لاحظوها التي تحدث عبر الخلايا البشرية مختلفة تمامًا.

الأهم من ذلك، عندما قاموا بتزويد الخلايا بمانع قناة الصوديوم يسمى “tetrodotoxin”، استمروا في العثور على إشارات. لكن فقط عن طريق منع الكالسيوم، تهدأ الخلايا.

إن العثور على جهد فعل بوساطة الكالسيوم أمر مثير للاهتمام بدرجة كافية. لكن نمذجة الطريقة التي يعمل بها هذا النوع الجديد الحساس من الإشارات في القشرة كشفت عن مفاجأة.

بالإضافة إلى وظائف AND و OR في الدوائر المنطقية، يمكن أن تعمل هذه الخلايا العصبية الفردية كتقاطعات OR (XOR) “حصرية”، والتي تسمح فقط بإشارات عندما يتم تصنيف إشارة أخرى بطريقة معينة.

وكتب الباحثون: “تقليديًا، كان يُعتقد أن عملية XOR تتطلب وجود حلول شبكية”.

يجب القيام بالمزيد من العمل لمعرفة كيف تتصرف dCaAPs عبر الخلايا العصبية بأكملها، وفي نظام حي. ناهيك عما إذا كان شيئًا بشريًا، أو إذا تطورت آليات مماثلة في مكان آخر في مملكة الحيوان.

وتتطلع التكنولوجيا أيضًا إلى نظامنا العصبي للحصول على الإلهام حول كيفية تطوير أجهزة أفضل؛ إن معرفة أن خلايانا الفردية لديها بعض الحيل الأخرى في سواعدها يمكن أن يؤدي إلى طرق جديدة لشبكة الترانزستورات.

إن كيفية ترجمة هذه الأداة المنطقية الجديدة في خلية عصبية واحدة إلى وظائف أعلى هو سؤال للباحثين في المستقبل للإجابة عليه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

https://www.science.org/doi/10.1126/science.aax6239

 *******************************************************

الحد من الأخطاء الطبية والوقاية منها.. بنيامين هاوسمان، جون إي هيبسكايند

تركز المقالة على موضوع الشهادة والتعليم الطبي المستمر

ويقدم ملخص الورقة لمحة موجزة عن مشكلة الأخطاء الطبية في الرعاية الصحية وتأثيرها على سلامة المرضى. ويسلط الضوء على الحاجة إلى استراتيجيات فعالة للحد من الأخطاء الطبية ومنعها، مثل تحسين التواصل والعمل الجماعي بين مقدمي الرعاية الصحية، واستخدام التكنولوجيا للحد من الأخطاء، وتعزيز ثقافة السلامة. وتسلط مقدمة الورقة الضوء على مشكلة الأخطاء الطبية في الرعاية الصحية وتأثيرها على سلامة المرضى. يوفر إحصاءات عن انتشار الأخطاء الطبية وعواقبها، مثل زيادة تكاليف الرعاية الصحية ومراضة المرضى والوفيات. يناقش المؤلفون أيضًا العوامل المختلفة التي تساهم في الأخطاء الطبية، بما في ذلك أعطال الاتصال والتدريب غير الكافي وفشل النظام. تختتم المقدمة بالتأكيد على الحاجة إلى استراتيجيات فعالة للحد من الأخطاء الطبية ومنعها وتحسين سلامة المرضى. ولا تقدم الورقة قسمًا محددًا عن الأساليب المستخدمة. ومع ذلك، فإنه يناقش مختلف الاستراتيجيات والتدخلات التي تم تنفيذها للحد من الأخطاء الطبية ومنعها، مثل تحسين التواصل والعمل الجماعي بين مقدمي الرعاية الصحية، واستخدام التكنولوجيا للحد من الأخطاء، وتعزيز ثقافة السلامة. يقدم المؤلفون أيضًا أمثلة للمبادرات الناجحة التي تم تنفيذها في مؤسسات الرعاية الصحية لتحسين سلامة المرضى.

وتخلص الورقة إلى أن الأخطاء الطبية تمثل مشكلة كبيرة في الرعاية الصحية ويمكن أن تؤدي إلى نتائج سلبية للمرضى. يقترح المؤلفون أن تنفيذ استراتيجيات مختلفة، مثل تحسين التواصل والعمل الجماعي بين مقدمي الرعاية الصحية، واستخدام التكنولوجيا لتقليل الأخطاء، وتعزيز ثقافة السلامة، يمكن أن يساعد في تقليل الأخطاء الطبية ومنعها. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد الورقة على أهمية الإبلاغ عن الأخطاء وتحليلها لتحديد أسبابها الجذرية وتطوير استراتيجيات وقائية فعالة.

وتقترح الورقة عدة مجالات للبحث والتحسين في المستقبل للحد من الأخطاء الطبية، مثل:

تطوير وتنفيذ البروتوكولات والمبادئ التوجيهية الموحدة لمقدمي الرعاية الصحية لاتباعها

زيادة مشاركة المرضى في عمليات الرعاية واتخاذ القرار الخاصة بهم

إجراء مزيد من البحوث حول فعالية التدخلات والاستراتيجيات المختلفة للحد من الأخطاء الطبية

تحسين الإبلاغ عن الأخطاء الطبية وتحليلها لفهم أسبابها بشكل أفضل ومنع حدوثها في المستقبل

معالجة الأسباب الجذرية للأخطاء الطبية، مثل المشكلات النظامية داخل مؤسسات الرعاية الصحية ونظام الرعاية الصحية ككل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

https://typeset.io/papers/medical-error-reduction-and-prevention-4jo3wa1at8

 ***************************************************************

الصفحة التاسعة

الاتحاد السعودي يستهدف التعاقد مع بوغبا

تورينو ـ وكالات

قال تقرير صحفي إيطالي إن الفرنسي بول بوغبا نجم وسط يوفنتوس، تلقى عرضا هائلا من نادي الاتحاد السعودي، في محاولة لضمه خلال الصيف. وبحسب جيانلوكا دي مارزيو، الصحفي بشبكة “سكاي سبورت إيطاليا”، فإن الاتحاد عرض على بوغبا راتبًا ضخمًا بحيث يحصل الفرنسي على 100 مليون يورو خلال 3 سنوات. وأضاف أن بوغبا لم يتخذ قرارًا حتى الآن بشأن الانتقال للسعودية، لافتًا إلى أنه سيتم فهم موقفه خلال الساعات القليلة المقبلة. وأشار إلى أن بوغبا يتواجد حاليا في السعودية، كما زار مرافق نادي الاتحاد، في إشارة لإمكانية انضمامه للفريق. ومر بوغبا بموسم معقد وكارثي مع يوفنتوس بعدما تعرض لسلسلة من الإصابات التي منعته من اللعب لعدة أشهر. يذكر أن الاتحاد نجح في ضم لاعبين فرنسيين هما كريم بنزيما، ونغولو كانتي، ما قد يلعب دورًا في إقناع بوجبا بارتداء قميص بطل الدوري السعودي.

 ************************************************************

مصارعو العراق يخطفون الأنظار في الدورة العربية

متابعة ـ طريق الشعب

تمكن المصارع العراقي علي ماجد الكعبي من تحقيق الفوز على المصارع السعودي “ابراهيم محمد” ليحرز فضية الدورة العربية للمصارعة بوزن 97 كغم.

وأعرب رئيس الاتحاد العراقي للمصارعة شعلان عبد الكاظم عن سعادته بالنتائج الكبيرة التي حققها ابطال العراق في نزالات الدورة الرياضية العربية وخطفهم بكل جدارة واستحقاق أوسمة التفوق وسط مشاركة عربية كبيرة.

وخطف مصارعو العراق أنظار واهتمام القائمين على نزالات الدورة الرياضية العربية المقامة حاليا في الجزائر بعد أن تمكن المصارع “سجاد عباس مكسر” من الحصول على أول ذهبية للعراق في الدورة العربية بوزن 55 كغم، وعزز شقيقه “كرار عباس” رصيد العراق من الأوسمة بعد حصوله على الوسام الفضي بوزن 63 كغم.

وفي وزن 72 كغم أحرز المصارع “طه ياسين” الوسام الفضي، فيما توج علي مكسر بالوسام البرونزي بوزن 82 كغم، واختتم مسلسل الأوسمة علي ياسين بإحرازه برونزية وزن 130 كغم، واخيرا أحرز المصارع علي مجيد الكعبي “الوسام الفضي بوزن 97 كغم.

وحقق الملاكم العراقي كرار كاظم سهم، بوزن 67 كغم، يوم الأحد، الفوز على الملاكم التونسي بالنقاط ليتأهل للعب على الوسام الذهبي ضد منافسه الجزائري.

وفي منافسات الشطرنج في الدورة العربية، حصل منتخب العراق بالشطرنج للرجال، على الوسام البرونزي بعد تحقيقه المركز الثالث.

 *********************************************************

شفيونتيك تنهي عقدة ويمبلدون في مباراة ملحمية أمام بينسيتش

لندن ـ وكالات

تأهلت المصنفة أولى عالميًا البولندية إيجا شفيونتيك إلى ربع نهائي بطولة ويمبلدون، بعد فوزها بشق الأنفس على السويسرية بليندا بينسيتش، مساء اليوم الأحد.

ونجحت شفيونتيك في التفوق على السويسرية المصنفة 14 على البطولة، بمجموعتين مقابل مجموعة واحدة بواقع (6-7) و(7-6) و(6-3)، وذلك في غضون 3 ساعات ودقيقتين.

وتمكنت شفيونتيك من إنهاء عقدة الدور الرابع، وتأهلت للمرة الأولى في مسيرتها الاحترافية إلى ربع نهائي بطولة ويمبلدون.

وأنقذت شفيونتيك نقطتين لخسارة المباراة في المجموعة الثانية، لتتمكن من تحقيق الانتصار الـ 14 تواليًا، وتصل إلى ربع النهائي التاسع على التوالي في البطولات الأخيرة التي شاركت بها.

وبحسب أرقام “أوبتا”، أصبحت شفيونتيك أصغر لاعبة تصل إلى ربع نهائي كل البطولات الأربع الكبرى، منذ سفيتلانا كوزنيتسوفا.

وتملك شفيونتيك حاليًا أعلى نسبة انتصارات في بطولات الجراند سلام للمصنفة أولى عالميًا في آخر 40 عامًا، وذلك بنسبة 93,8% بتحقيق 30 انتصارًا والتعرض لهزيمتين، معادلة رقم مارتينا نافراتيلوفا (75 انتصارًا- 5 هزائم).

وقالت شفيونتيك في تصريحات عقب المباراة: “الأمر لم يكن سهلًا، تحصلت على نقاط للفوز بالمباراة، ولا أعرف ما إذا تمكنت من قبل في العودة من التعرض لنقاط لخسارة المباراة في مسيرتي، أشعر أنني بحاجة لهذا الانتصار للإيمان بنفسي على تلك الأرضية”.

وأضافت: “كانت لدي الفرص في المجموعة الأولى، ولم يكن من السهل تجاوز ذلك، أريد التمتع بالصلابة وأنا سعيدة بالالتزام الكبير الذي أظهرته”.

وواصلت: “عند التعرض لنقاط لخسارة المباراة، تشعر حينها بأنك قدمت أفضل ما لديك، تلعب بصورة أسهل حينها حيث يتقدم خصمك ولا يوجد شيء لتخسره، أنت بالفعل في موقف سيئ، وبالتالي أردت اللعب وسارت الأمور في صالحي”. وأتمت بالتعليق على بدء حبها للأراضي العشبية: “أعتقد ذلك، حبي يزداد وآمل أن يكون لي المزيد من الأيام على تلك الأرضية، هذا أفضل عام لي على العشب، وبدأت أجني ثمار العمل الجاد”.

 **********************************************************

علي جاسم يرفض التوقيع لغينت البلجيكي

بغداد ـ طريق الشعب

أبدت إدارة نادي الكهرباء الرياضي استغرابها الشديد إزاء تصرف اللاعب علي جاسم الذي تخلف عن الحضور إلى مقر النادي من أجل توقيع كتاب المخالصة تمهيداً لانضمامه إلى نادي (غينت) البلجيكي.

وقال عضو الهيئة الادارية لنادي الكهرباء نعيم صدام في بيان أمس الاثنين إن “ إدارة النادي كانت تنتظر اللاعب لتوقيع كتاب مخالصته في مقر النادي، لكنه رفض الحضور وأكد انه بصدد دراسة عروض اخرى خلال الايام المقبلة”، مبينا أنه” لم تنفع محاولاتنا بثنيه عن ذلك سيما بعد اتفاق النادي على كافة الشروط مع النادي البلجيكي مما جعلنا في موقف محرج “.

وأضاف صدام أن “ النادي قدم له الكثير من التنازلات خلال الفترة الماضية في سبيل اقناعه للعب في اوروبا “، لافتا إلى أن” ادارة الكهرباء تخلي مسؤوليتها تماما بعد تخلف اللاعب عن التوقيع، على ان يتحمل مسؤولية نفسه في ما يخص هذا الأمر”.

 *****************************************************

تجديد الثقة برعد حمودي عضوا في المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي

متابعة ـ طريق الشعب

جدد المجلس الأولمبي الآسيوي، الثقة بمرشح العراق رعد حمودي عضواً في المكتب التنفيذي للمجلس لدورة أولمبية جديدة يستمر عملها خلال المدة من 2023 وحتى 2027.

وكانت الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي انعقدت بدورتها الثانية والأربعين في العاصمة التايلندية حيث تم خلالها انتخاب الشيخ طلال الفهد الصباح رئيساً للمجلس الأولمبي الآسيوي بنيله 24 صوتاً على حساب منافسه حسين المسلم الذي نال 20 صوتاً، كما تم انتخاب ثاني بن عبد الرحمن الكواري نائباً لرئيس المجلس الأولمبي الآسيوي عن منطقة غرب آسيا.

هذا ومثل العراق في اجتماعات المجلس الأولمبي الآسيوي رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية رعد حمودي ونائبه الأول عقيل مفتن والأمين العام هيثم عبد الحميد.

إلى ذلك باركت الأوساط الأولمبية العراقية والقارية تجديد الثقة بممثل العراق، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية رعد حمودي عضواً بالمكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي بدورته الجديدة.

 *************************************************************

زيدان مرشح مجدداً لتدريب ريال مدريد

مدريد ـ وكالات

يدرس نادي ريال مدريد الإسباني إعادة تعيين الفرنسي زين الدين زيدان للمرة الثالثة لقيادة الفريق فنيًا في إطار سعيه لاستبدال الإيطالي كارلو أنشيلوتي. صحيفة “ديلي ميل” الإنكليزية أكدت أن ريال مدريد بدأ بالفعل عملية البحث عن بديل لأنشيلوتي، الذي وافق على أن يصبح مدربًا لمنتخب البرازيل، وسيتولى المنصب العام المقبل قبل انطلاق بطولة كوبا أمريكا 2024. وحسب التقرير، فإن زيدان هو واحد من أربعة لاعبين سابقين في النادي الملكي وضعتهم الإدارة تحت المجهر ليتولى أحدهم المنصب في العام المقبل. زيدان قاد ريال مدريد فنيًا مرتين، الأولى بين 2016 و2018، ثم بين 2019 و2021، ليحقق العديد من الألقاب، أبرزها ثلاثية متتالية في دوري أبطال أوروبا، ولقبين في الدوري الإسباني. التقرير ادعى أن المشكلة الوحيدة في عودة زيدان إلى ريال مدريد قد تكون رغبته في تولي منصب المدير الفني لمنتخب فرنسا، ونتيجة لذلك يفكر ريال مدريد في عدة بدائل. وأشارت الصحيفة الإنكليزية إلى أن تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن الألماني يعد من بين المرشحين، إلى جانب الثنائي ألفارو أربيلوا وراؤول جونزاليس.

المؤكد حاليًا هو رغبة زيدان في العودة إلى التدريب بشكل عام، حسبما أعلن بنفسه في أكثر من مناسبة، لكنه ابتعد بشكل كامل عن الصورة منذ رحيله عن ريال مدريد في 2021، رغم محاولات عدة أندية الحصول على خدماته، أبرزها باريس سان جيرمان الفرنسي.

حاليًا، لا يوجد اندفاع كبير من ريال مدريد لتعيين مدرب جديد، حيث من المقرر أن يستكمل أنشيلوتي عقده حتى نهاية الموسم المقبل.

 *******************************************************************

 وقفة رياضية.. نادي الجيش والرياضة العراقية

منعم جابر

كنا ومنذ أن فتحت عيوننا على الرياضة العراقية نشاهد ونسمع بدور ابطال الجيش والقوات المسلحة حيث كان كل ابطال ورياضيي العراق هم من منتسبي الجيش ومبدعيه، وكان لمهرجانات الجيش صدى وصوت عال، وقد عرفنا الكثير من رياضيي الوطن من خلال لعبهم ومسابقاتهم العسكرية لا بل كل مبدعي العراق وابطاله كانوا هم من منتسبي الجيش، وكان نادي الجيش وفرقه الرياضية هم ابطال العراق وقواته المسلحة وكانت العاب الجيش قادرة ومحتكرة لكل البطولات والألعاب مما وضعها في مقدمة الرياضة العراقية. نعم كانت هناك بعض النشاطات والألعاب في العاب الشرطة والجامعة والتربية وبعض الأندية لكن حصة الأسد هي للجيش وألعابه. وقبل أن تتزاحم الاتحادات الرياضية على إقامة بطولاتها كانت للجيش بطولاته ودورياته ولجميع الألعاب الرياضية بلا استثناء خاصة عندما قاد مديرية العاب الجيش البطل التاريخي الشهيد اللواء فالح أكرم فهمي الذي أنعش الرياضة في القوات المسلحة عموماً. وقد ساهم الكثير من ضباط الألعاب في تطوير الرياضة في القوات المسلحة. وقد تسنى لأبطال الجيش ان يتزعموا البطولات والنتائج خلال أكثر من نصف قرن وتسيدوا الساحة الرياضية العراقية. إلا أن هذا الواقع لم نجده اليوم وخلال السنوات الأخيرة حيث اختفى نادي الجيش الرياضي من الساحة العراقية ولم نجد له دورا ولا نشاطاً ولا بروزا متميزا مما تسبب في خسارة الرياضة العراقية نادياً مرموقاً وفريقاً كبيراً كان قد شغل الساحة العراقية لعقود طويلة.

الاخوة الأعزاء في قيادة نادي الجيش الرياضي انتم مطالبون اليوم بإعادة الحياة إلى ناديكم وتقديمه واحداً من الأندية العراقية التي يفخر به الشعب العراقي لدوره الوطني وكنتم خلال العقود الماضية تشكلون فخراً للرياضة العراقية وراعياً لأبطاله وقد حصلتم خلال عمر الرياضة العسكرية على بطولات وانجازات يفخر بها أبناء الشعب العراقي والقوات المسلحة ويسرنا اليوم ان ندعوكم لإعادة الحياة إلى ناديكم وبطولاتكم وأمجادكم وفي كل الألعاب الفردية والجماعية لأنكم تمتلكون قاعدة رصينة وقوة فاعلة وتأثيرا كبيرا في الساحة العراقية وفي جميع انحاء الوطن فانتم أبنائه والمدافعون عنه.

 *******************************************************************

اتحاد الكرة يفتتح دورة تطويرية لحكام تقنية الـ VAR

بغداد ـ طريق الشعب

افتتحت لجنةُ الحكام ودائرة التحكيم في الاتحادِ العراقيّ لكرة القدم، اليوم الاثنين في فندق بغداد، (كورس) دورة تقنيةِ الـ VAR، بمشاركة (45) حكماً دولياً وحكام الدرجة الأولى ممَن شاركوا في ورشةِ عمل (زووم) المرئية الشهر الماضي، بحضور رئيس الاتحاد العراقيّ لكرةِ القدم عدنان درجال ورئيس لجنة الحكام الدكتور نجاح رحم وأعضاء اللجنة ودائرة التحكيم.

وذكر بيان لاتحاد الكرة أن” (الكورس) يستمر لمدة خمسة أيام بمحاضراتٍ صباحية ومسائية مع تطبيقاتٍ عمليةٍ للمشاركين في ما يخص الحالاتَ التي تستوجب تدخلَ حكم VAR في إعطاءِ المعلومة لحكم الساحة”.

 **********************************************************************

الصفحة العاشرة

لوركا .. في التوصيف الشعري

ريسان الخزعلي

( 1 )

 أخضر ،

 كم أودّك أخضر،

تحت القمر الغجري ،

 كل الاشياء ترنو اليها ،

 لكنها لا تقدر أن تراها .

 إنْ متُّ دعوا الشرفة مفتوحة ،

 الصبي يأكل البرتقال من شرفتي أراه ،

 الحصاد يحصد القمح من شرفتي أراه .

 انْ متُّ دعوا الشرفة مفتوحة.... 

 “ لوركا “.. .

يتردد الكثير(هنا) ويتحفّظ ، من نعت الشاعر الاسباني ( فردريكو غارسيا لوركا) بالشاعر الشعبي ، بترفعٍ واهٍ قادم من حساسية التقابل الشعري بين اللغة واللهجة ،وكأنَّ الشعر كامن في اللغة حصراً ، وإنَّ اللهجة لاتقوى على توليده وتشكيله إنَّ مثل هذا الترفّع تردُّ دعواه مصادرُ وكتب عدّة  تؤكد أنه شاعر أسبانيا الشعبي( إسلوباً ومناخاًوانحيازاً ).

 ( 2 )

ولدَ لوركا في قرية ( موينتة باكويروس  ) عام 1898..، والولادة هذه تُشير إلى التكوينات الأولى في توجيه الانتباه والتفاعل والانشغال بما هو قروي، بما هو غجري،بما هو شعري ، وبما هو انحياز طبقي/ شعبي قادهُ إلى الإعدام عام 1936 في أثناء الحرب الأهليةالأسبانية .

يقول الدكتور عبد الغفار مكاوي في كتابه ثورة الشعر الحديث ج2 : لوركا من أنبل وجوه الأدب الأسباني الحديث الذين ساهموا في تطويره وأثروا على الشعر المعاصر أبلغ تأثير .

ظهر تأثره العميق بالتراث الشعبي الأسباني وأغاني الغجر وشخصيتهم المعذبة المضطهدة التي تلتهب بالعواطف والأسرار.

وفي كتاب ( لوركا ) إعداد وتقديم / مانويل دوران /  يرد القول / الإشارة : إنَّ ما يُميّز لوركا عن معاصريه ، هو أنه اتّبع كل إيحاء أو تصور ، كانت الكلمة أو بيت الشعر يثيره فيه ، وهذا ما أوصله إلى الشعر الشعبي وإلى المسرحيات الشعرية ايضاً ، ولكنه بالإ ضافة  إلى ذلك ، أوصله إلى الشعر الغنائي  ، وكتابه عن حياة الغجر وعادات الجنوب الاسباني المأخوذ عن الغجر ( اغاني الغجر) ربما يكون أخلد انجازاته .

وفي الشعر الاسباني ، هنالك مدرستان عظيمتان ، واحدة تتكيء بكل ثقلها على الأدب العالمي ، والأخرى تنبت من المنابع  ( الأبيرية ) وحدها . لوركا من أبناء المدرسة الثانية ، بحيث انهم كانوا ينعتونه بالشاعر الشعبي من باب الانتقاص منه.

لقد كان شعبياً فعلاً بما لم يكنْهُ شاعرأسباني آخر.

وهكذا نستشف من توصيفات وقراءات كتاب لامعين ، إضافة إلى الشهرة المتحققة ، إنَّ شاعرية وشعرية لوركا محليّة الإصول ، تكويناً وتأسيساً واستمراراً ، ولم تقف اللهجة عائقاً أمام اندفاعه الإبداعي الذي تحقق عالمياً ، ووصفَ بلوركا الأخضر ، ولوركا الغجري ، وبالتالي شاعر أسبانيا الكبير...

*********************************************************************

وين جنتي ؟

محمد الغريب

وين جنتي ؟

وليش متاخره علي كل هل سنين

وين جنتي ؟

وليش ما طيفج اجه وفزز صفنتي وين جنتي ؟

وكبل تسع سنين مريتي اعله عيني وماوكفتي

وليش من دك الجرس ماصارن عيونج فرصتي!

ليش يااول درس يفترض كنتي

وليش من كف العمر هسه ظهرتي

وين جنتي ؟ياملك شيطان وتلبس بجثتي !

ويا الم لف روحه سجين بحسرتي

وين جنتي ؟

وليش ماجيتي كبل لا توصل الفضه الكذلتي!

وليش

من عبرت محطاته ركبتي !

وليش فتحتي لمن ذبلت وردتي !

والله لو عندي بخت جا لمج من سنين بختي!

جان هسه دموعي ماكو وخابصه العالم ضحكتي!

وجان هسه همومي ميته وعافيه بوجنة فرحتي!

ووين جنتي

وليش متاخره وصلتي ؟؟

 **************************************************

افَّيش  يطربني  جفاك

كاظم العطشان

هسه  وين  انته  صفيت  !!

ابيا  كتر  مرتاح   تضحك

يا حضن  هز  التراچي

وياغصن  مثلك  رخيص  الشبگ  جنحك

خاف  ادگ  هاون  عذابي..

وخاف اطيح  ابحضن  ناي

وتلتم  الغربه  اعله  جرحك

خاف  اهز  فنجان  غيضي

وخافن  اطفح  بيك شهگه

وزلَّة  الساني تفضحك

يادرب دلاّني  بيك  وياجدم  زلّ  ومشاك

ومو خرز  كهرب  لگيتك...!

طين خرزاتك  شجاك  ....!!

لا.... شجاني 

وچا شجاني  وضگت  سنارة  غواك

وهسه  وين  انته  صفيت

واظن  ماتدري.... ودريت

اشصار   بالحفله   وراك

وعود  تتوقع   بچيت  !!؟  

اي  بچيت ...

اومو  عليك

بس  بچيت  اعله   المثل  حالي   شراك

والله  مگرود  الهواك

لا يواهم....  انته  متوهم   تراك

بيّه  گمره  اشتعل  جرحي

وطگت  اعثوگي  اعله  برحي

والف  لوري  إحجار  ذبّيت  ابگفاك

افَّيش  يطربني  جفاك

 ***********************************************************************

بغداد

سامي عبد المنعم

بغداد يمكحله ..

يم رگبة الحلوه

مبيوگ ليش الفرح

من شفتچ گوه

بغداد نجمة صبح

والليله زفتها

كحيله وشبگها الهوى

ونام ويه گذلتها  

بغداد ...

ليش إبدمع تطرز خدودچ

موچنتي ام الغنه ..

ياهو الكسر عودچ

بغداد ..

ضحكة شمس ...

والزلف هلهوله

يحبيبه ليش الدمع

صاير إلچ سوله

ليوين هذا الصبر

چاخلگچ شطوله

بغداد ..

إنتي الفرح ...

وإنتي الامل والحيل

لابد يجيلچ صبح

مهما يطول الليل

 ***************************************************************

نجمة تشرين

حسين جهيد الحافظ

ما بين ومضة امل

او بين الحزن خنياب

بالغبشه لن الفرح

اچفوف او تدگ عالباب

اتدله سعف النخل

للگأع شال اتراب

طشاه كحلة عرس

عاشرت جفن احباب

و أعيون لو سلهمت

ليهه اليصد يرتاب

صاحت اتراب الوطن

ما يحب جدم أجناب

صاحت او صاح الصده

و الصده چان اعتاب

امن الليل يبزغ فجر

شگ ظلمة السرداب

الوطن جنة عدن

روضه او هواهه اطياب

و (اشرقت شمس الضحى)

حب عادت الغياب

لافته ابباب الوطن

و الخط ترف جذاب

رد يمه يالمبعد ترد

أشما چانت الأسباب

يمه وحگ غربتك

وي ساعة الإنجاب

عاد الوطن للوطن

وأصبح نسيمه الهاب

راية وفه للوفه

او صار الوفه جلباب

اعيوني ضوه لخطوتك

او دمعي اليكت سچاب

ماي او نده الوردتك

من تستجير ابأب

تشرين يامهجتي

نجمه ابسمه الغياب

يصعد او ينزل مطر

ماي المطر جلاب

 

علمونا اهلنه

 

 

حيدر جليل الخرساني

 

اهلنا علمونا هواي اشياء

على الشينات ابد ما علمونا

يركبونا الفرس و نغير شبان

نطارح بالهوى العالي لگونا

يوگفونا عمد شبت دواووين

يعلمونا الصبر لا ما نسونا

نتعبهم نعم بس هما راضين

يادبونا وأبد ما زعلونا

الحلو بيهم زعلهم ما يغث يوم

باول يوم ركضوا صالحونا

محنتهم شمس تچويلنا ظلوع

شما نبرد بحبهم يدفونا 

اهلنا عيونا و بيهم ترا نشوف

تعما عيونا لو هم جفونا

شمحلاهم لون يمنا يگعدون

وبغربة نحس لو فارگونا

صريچ أصواتهم غنوات واعياد

شما نبعد عليهم يذكرونا

باعتنا الليالي برخص التراب

و اهلنا بغالي و اباهض شرونا

يلفلفنا التعب ونشد الرحال

ونرد وردة بمحنتهم سگونا

شلنا رسومهم ما بين العيون

وشالونا نواعي يعاتبونا

خذينا هواي منهم ما يبخلون

طبع أرواحهم ترفة و حنونة

فقرة و علمونا الوطن ينباس

مثل شباچ حضرة يقدسونا

ربونا وتعبهم ما  نسيناه

تبعثرنا الهموم و رتبونا

الف شكراً لكم يملوحت الگاع

واحدكم وطن شالت عيونا

 

فضاء شعبي

عندك روي

 

 

ناصر رسول النجفي

 

كثيراً ما اسمع مصطلح  (عندك روي ) في القصيدة ، وبالتحديد في برامج المسابقات للشعر الشعبي في القنوات الفضائية. والعجيب ان هذا المصطلح يُطلق من لجان التحكيم في المسابقات ومن شعراء معروفين واصبح اشبه بالقاعدة الثابتة والجميع يتداول هذا المصطلح.

هل الروي هو عيب من عيوب القافية ؟

بالتأكيد لا. فالروي حرف من حروف القافية الستة وهو الحرف الذي تُبنى عليه القصيدة  وتنسب اليه فيقال قصيدة رائية اذا كان حرفها الاخير راء، او عينية اذا كان حرفها الاخير عين وهكذا.

لكن ان يطلق هذا المصطلح على احد عيوب القافية ومن لجان تحكيم كان يُفترض ان يكونوا اكثر دقة في

اطلاق المصطلحات العلمية وعلى قنوات فضائية. والمقصود بالروي الذي يُذكر في المسابقات هو وجود عيب من عيوب القافية في القصيدة ، وهو تحديداً ما يُسمى (بسناد التوجيه ) وشائع جداً في الشعر الشعبي،   وسناد التوجيه هو اختلاف حركات الحرف الذي يسبق الروي المقيد،

مثل    نزَلْ و نفِلْ

فحركة حرف الزاي  في كلمة نزَل فتحة

وحركة حرف الفاء  في كلمة نفِل كسرة

او. گمَرْ و  بدِرْ

حركة حرف الميم  في كلمة گمَر فتحة

وحركة حرف الدال في كلمة بدِر كسرة

فهذا الاختلاف في حركات ما قبل الروي المقيد

هو احد عيوب القافية و يُسمى (سناد التوجيه)

وكل مسابقة شعرية جديدة ومصطلحات خاطئة جديدة تُعمم على الجميع عبر القنوات الفضائية المميزة .

*************************************************************

الصفحة الحادية عشر

 

في المكتبة

 

* ديمقراطية الفرجة/ من زمن الكوستر.. الى زمن الكيا/ مقالات للدكتور كاظم المقدادي، صدر عن دار الانس- بغداد.

* رسوم مندسة/ كتابة ورسوم كاريكاتيرية للفنان خضير الحميري/ منشورات احمد المالكي- بغداد.

* ارهاصات: شعر/ رجاء القيسي، اصدار دار الرواد- بغداد.

* الهبوط من المطعم التركي/ رواية مشتاق عبد الهادي. اصدار دار الورشة- بغداد.

 

 

 

قصص قصيرة جداً

 

حسن الجواد

 

تَرفٌ بلا مأوى

عادَ إلى وطنهِ بأذرعٍ مفتوحةٍ، بشوقٍ لاهفٍ و أملٍ كبير .. تَطلّع إلى المباني العالية الجديدة،

الفخمة و المغلفةِ بالرخام .. أبهرتهُ السيارات و المطاعم .. الطرق المعبدةِ و الشوارع، حَدّثها عن غربتهِ و حدّثتهُ عن تَرفها .. حتى إحتضنَ الرصيف.

حُفاة ..

كانَ الجامعُ هو بيتُ الله، لمن لا بيتَ له ..

جدد اللهُ بيتهُ .. كساهُ بالذهبِ، بنى طابقاً اضافياً للحاشيةِ، و للأشرافِ طابقاً و للرؤساء طابق ..

وضعَ على بابهِ كاميرات مراقبة، حرّاسا لتفتيش النوايا، و آخرون لتحليلها ..

فتحوا قسما للتبرعات و بدلاً من ان نأتي بأحذيةٍ ممزقة، صرنا نأتي حفاة

كفيل ..

ليسَ لدينا خبز لهذا اليوم ..

تخشى الأم ان تقول هذا لاطفالها ..

طوروا الخبزَ، جلبوا لهُ مستثمرين اجانب

وضعوا للخبزِ خميرةً فاخرة، ازداد سعرها ..

وضعوا شروطا للشراء، راتباً جارياً وكفيلا لتسديد المبلغ.

صارحت الأمُ أطفالها بالمأساة

ليس لدينا خبز لهذا اليوم .. ليس لدينا كفيل

 

حقوق

عبرَ الشارعَ .. دهستهُ سيارةً حديثة

اوقفهُ القاضي في المحكمةِ و قال:

يجب أن تُحدد موقفكَ في هذه الجناية

اما ان تكونَ غنياً او انْ تكون مذنباً

فكرْ بالامرِ ملياً .. فكر !!

 

 

ماجد الحيدر

 

عادة الطيران التي لا أملّها

أنا، وهذا سري الصغير، مغرمٌ منذ طفولتي بالطيران.

الطيران عندي متعةٌ لا أملّها.

الوقت فجراً، فجر صيفي على الدوام، في غرفة ببيتنا القديم، دائما في بيتنا القديم. أقفز قليلا في مكاني ثم أعلو، أفارق البلاط البارد، وأدور مثل فقاعة، ألامس السقف بيدي واقول لنفسي:

-يا الهي ما أسهل الأمر!

واقول:

-لا ليس حلما. معجزة؟ ربما،  لكن ليس حلما.

وأطبق أجفاني بقوةٍ. أضحك وأضحك وأضحك وأزقزق كعصفور دوري

لكنني لخيبتي.. أفيق!

وفي صحوتي أردد كل يوم:

-متى ينفتح هذا السقف؟ متى أضيعُ بين الغيوم؟

 

رافع القبعات

انتهى حفل التوقيع الذي تخللته قراءة الشاعر “الكبير” لعدد من قصائده الجديدة فتقدم منه شاعر “كبير” آخر وصافحه بحرارة بيده اليمنى بينما احتضن باليسرى مجموعة من الكتب المهداة التي حرص على أن يتصدرهاالامضاء والاهداء المعتادين اللذين احتلا الصفحة الأولى بأكملها.

طلب من زميل ثالث (شاعر كبير أيضا) أن يلتقط لهما صورة بالمناسبة وقال:

-أنا في الحقيقة فوجئت بروعة هذه القصائد. إنها تذكرني بقصائد السياب والجواهري وبودلير(نطقها بكسر الدال) أنا أرفع قبعتي احتراما لك!

عنما عاد إلى البيت ألقى الكتب تحت إحدى المنضدات وفتح حاسبته ودخل الي الفيسبوك وكتب:

-لماذا يصر بعض الأشخاص على اعتبار أنفسهم شعراء ويطبعون مجموعاتهم الشعرية ويقيمون حفلات التوزيع والاهداء وهم لا يمتلكون شيئا من الأدوات الشعرية؟!

 

مدينة العقلاء الأربعة

أية مصادفة! في دقيقة واحدة، وخلال مئة متر من طريقي للعمل، صادفت أربعة عقلاء.

أولهم كان يقتعد الأرض وأمامه طاسة للتسول وجهاز تسجيل يضج بأغاني الأعراس، وهو يضحك ويغني ويلتهم النساء بعينيه.

كان الثاني يمسك قلما وعلبة سجائر، وهو يوقع عليها ويوقع حتى ينفد الحبر أو تتهرأ العلبة، فيخرج قلما جديدا أو يلتقط علبة من الأرض.

كان الثالث شابا ملتحيا وسيما مفتول العضلات، يرتدي لباسا داخليا فوق بنطاله الجينز، ويسير في عرض الشارع غير عابئ بمنبهات السيارات.

لكن الرابع (الشيخ السبعيني) لم تكن تبدو عليه من علامات العقل غير جمود وجهه ومعطفه الثقيل في ذلك الحر الخانق.

-يا الهي ! (قلت لنفسي) أليس في هذه المدينة ذات الملايين العديدة غير هؤلاء العقلاء الأربعة؟

 

 

عمر حمّاد هلال

 

يوميات حرب

استيقظ مرعوباً ، فتح عينيه بعدما ارتجّت الارض من تحته ، الصاروخ افترش بيته بالكامل ، الغبار والدخان يوحي أنّ كارثةً وقعت ، اشلاء عائلته احاطت به من كل الجوانب ، استجمع قواه محاولاً الخروج ، خرج متعثراً بالاشلاء والحطام ركض في الشارع وهو يسبُّ ويشتم ، ينتظر رصاصةً تأخرت منذ ثلاث سنوات لكنها لم تأت.

 

قلقٌ

بدأ القلق يساوره وهو يعبر الشارع ، استقر نظره على سيارة مسرعة متجاوزة اشارة المرور الحمراء ، ارتمى محاولا ايقاظ امرأة فارقت الحياة منذ بضع ثوان وهو يجهش بالبكاء .

إصرار

لم يعنه إطلاقاً اين تكون وجهته فقد طرد تواً من وظيفة طالما اخذت من عمره بضع سنين ، كان همّه الوحيد متى يصل النهر .

 

إفتراسٌ

أشفق على تلك السمكة التي انقض عليها نورسٌ قرب الجسر العتيق مدركاً أن لكلِّ حياة نهاية وعسى أن لا تكون حياته إفتراساً

 

شهادة براءة

ارتسمت في مخيلته رؤى وافكارٌ عديدة وهو يحاول الشروع بكتابة رواية جديدة ، وضع الخطوط العريضة لفصولها وشخوصها وأحداثها ، وهو يحاول ذلك كل يوم منذ أن دخل المستشفى مُودَعاً في ما يشبه الزنزانة  ، عسى ان تكتمل فصول روايته ذات يوم كشهادة براءةٍ من مرضه .

 

هرطقة

يعشق الكلام والجدال حد التكلّف ، يخوض غمار المساجلات في شتى المواضيع فتارةً تراه فيلسوفاً وأخرى مُنظِّراً سياسياً وثالثةً عرّاب رياضةٍ ، منتشٍ دائما ظنًّا منه انه فرس رهانٍ لا يُجارى ، وقف ذات يوم أمام المرآة ترنُّ في أذنه كلمةً قالها احدهم مجنون .

 

رِيْبةٌ

كان يرتاب من كل شيء ،يصيبه الهلعُ من بعوضةٍ تخدشُ جِلدهُ ، أو نملةٍ تسرقُ قوتها من حائط مطبخه  حتى إنه ذات يوم دخل المستشفى متلبّساً بجريمةٍ ارتكبها في منامه .

 

غفوةٌ

وهو على مشارف السبعين من عمره كان منهكاً خائر القوى من عمله اليومي الشاق ، وضع رأسه على الوسادة يحلمُ بغفوة في يوم راحةٍ طال انتظاره  لكنه لم يصحُ من تلك الغفوة .

 

في الشرق فقط

تعالت الاصوات خارج المقهى الذي اعتاد الجلوس فيه والهتافات تصم الاذان ، خرج محاولاً معرفة ما يجري ، رأى رجلين يتعاركان أحدهما مُمدّدٌ في الساقية أمام المقهى والآخر فوقه يشبعه لكماتٍ ، سأل نادل المقهى عمّا يجري أجابه أنّ الرجل الممّدد أراد دفع الحساب حين أصر الاخر على الدفع أيضاً .

 

 

 

الحرية المعلبة والذكاء الاصطناعي

 

منار حسين*

 

حرية المقال والرقابة على ما يمكن ان يقال ومالا يقال، والقيمة الفنية من يحددها شخص ام  قرّاء ؟

نحن على اعتاب الذكاء الاصطناعي ، الذي سيجعل المفكرين يحالون للتقاعد امام الابهار الكبير، امام تقنية غريبة ،لا تمت للانسانية بصلة.

هل الحلول التقنية ستجعل من الجميع اغنياء ام عاطلين عن العمل وان الغالبية العظمى من البشر بلا اي مدخول مالي..؟

هل يمكن استباق الاحداث، والقول أن الشرق الأوسط والعربي والافريقي ، لن تصله التقنية، لعدم الاهتمام بالقوانين الانسانية التي مرت على الدول المتحضرة وحفظت كرامته كانسان؟

نعم.. نريد التقنيات الحديثة ، التي قد تخلق القوانين الصارمة ،التي تجعلنا سواسية امام الكم الكبير من الآلات التي لا تتعاطف بل تهتم بالضوابط المكتوبة والكلمة الاخيرة للاجهزة الالكترونية !

هل ستصنع لنا مجتمعا متكافئ ومثالي؟ هل تصنع لنا العالم الذي لم يكن البشر في يوم من الايام لهم القدرة على ابتكاره وصنعه وتطبيقه؟

الكفء منبوذ، تحت الوصايه والمحاصصة والاستحواذ ، وقد يسقط ميتا تحت الرجم بالحجارة التنافسية.

هل نلجأ الي العالم الصناعي كي يكون له السلطة الكاملة في تحقيق ما عجزنا عن تحقيقة؟

هل نصل بمخيلتنا الى المثالية التي كتبنا عنها ذات يوم وحلمنا بها؟

ماذا لو كنا جميعا بلا عمل وسط اجهزة تقود كل شي وتفرغنا للاهمال والبطالة والكسل؟

لكل شي حدود الي اي حد ستتوقف الآلات الذكية من تحديد ورسم الحياة لنا؟

تخيل ان تضع مواصفات الحبيبة او الحبيب ليختار لك الذكاء لصناعي من بين ملايين البشر الشخص التي تبحث عنه طوال حياتك ، قد تموت ولن تجده بعد، فتظن ان الحياة ستعيد نفسها مرة اخرى وسيكون امامك عمر اخر في البحث.

هدئ من سعادتك ليس هناك حياة اخري وان لم تجد ما تبحث عنه فانت ترضى بما لديك بادعاءات الرضا ،

ربما طوال الوقت تبحث عن مهرب للعادية وقد تجد مخرجا لا اخلاقيا كي تنسى انك في الرضا المصطنع الذي عشت في وهمه  وتجاهلت اثمن ما لديك “حريتك” !

حريتك التي سلبها المجتمع عبر تابوهات جاهزة نشأت عليها ، وسيسلمك الى العالم المحكوم بالذكاء الاصطناعي كي يجد لك مخرجا لما انت فيه بلا ارادة والتوجه الاعفاءات الكاملة من الخطأ والتوازن النفسي، لكي ترى حلمك امامك بلا تعب ولا بحث ولا عناء .

اين المتعة في ان يقول لك ها هو ذا حلمك الذي تريد ؛ خُذه !!

هل ستأخذه ، هل ستشعر به فورا ؟

هل ستشعر وقتها انك وجدت ضالتك ام ان الرغبة في البحث والاصطياد سيظل في داخلك كمحارب قديم يبحث عن فريسته ، لست هنا لاضيق عليك خيالك انا هنا لأستفز غرائزك التي نبتت وتوطنت حب الاشياء العادية  وغير العادية !

هل انت مع ام ضد البحث عن الحلم بطريقتك التقليدية التي تجعل منك ضحية وفرصة ان تكون صيادا ماهرا ، ام انك بلمسة زر ستجد ما تبحث عنه !

الن تصرخ اين حريتي التي سلبها مني الذكاء الصناعي؟

الن يشعرك بانك مع كل ما اوتيت من صفات ورغبات وذكاء ، قد اصبحت صندوقاً صناعياً يرسم لك الذكريات والتأملات ؟

لِمَ تصرخ الآن احتجاجا ، وقد سلبت كل هذا من المجتمع والقوانين والاشتراطات اليومية ؟

لِم لم تصرخ من العنصرية والتنمر الاجتماعي الذي وضعك في مواصفات محددة لا تليق

بذكائك ووعيك !

لم صرخت بالحرية لمجرد أنك تخيلت أن مكانك مهدد بالانقراض ، أنت مهدد بالانقراض من قبل الاجهزة الاصطناعية !

انت مهدد بالمجتمع وقوانينه غير العادلة ، انت مهدد بالفعل ولكنك لاتتكلم،  انت عنصري متحيز للعنصر البشري امام الذكاء البشري الاكبر اكثر من تحملك لهذا التحديد ..

أنت مأخوذ بالشفقة علي نفسك وأن تضحياتك اليومية أصبحت مكررة بلا قيمة الكائن الغامض في تصرفاتك حتى موتك ،..

انت الذي يبالغ في ردات فعله العادية كي يكون لها الف حساب.. انت المقلد الذي يخشى ان تتقن تقليدك مادة رقمية ، بلا احساس ، انت بطبيعتك تجنبت الاحساس العميق ، حين تجاهلت كل النعم التي اعطيت لك: عقلك وفكرك وخلقتك الكاملة ، كي تتشابه مع اشخاص مثلك مسلوبي الارادة !

_________________

*  اديبة سعودية، تكتب الينا لأول مرة من جدة.

 

 

إحمرار فزعيِ المخبول

 

رسول عبد الأمير التميمي

 

1

كم أحببت أن تكون بين راحتيكِ

زهرة محمرة تذوي

لأبلغ محتواكِ

الذي أكتفي

المس نبيذكِ المدبوغ بلذعة الكلام

بعد ما اتحسس

هديركِ الطافي رهبة

والصمت غناء 

يهذي مخبولاً

2

إذن  سأرثي صديقي البرد

الهواء مسكر 

بعيداً عن شعوري المرتبك

سأرثي قصيدتي الهاربة

اغادر ضوءها الخفيف

وباعتناء

أرضع دخان سجارتي

بعد ما

امضغ تبغها المحترق شعراً

3

اللحظة لما تزل قائمة

تغني المطر

من سحاب القصيدة

وانت تدركين

توهم الرعد من بحة المطر

المرشوش بقطراتِ

شهقة الرعشة

4

سأركلُ صوتيِ الموجع

لأجدَ كلاميِ

مرتمياً هذه الليلة

عبر مسافات الذهول

ليوجزَ قلقيِ المتلاحق

منْ جنوني المترهل

5

سيأتي التعب

وسأدخل قصيدتي

بهدأة الليل

لأدفع سر غرائب

يوميَ المحتد

بأصابعي المعقوفة

وأنا ألتذ

باصغاء صمتي

6

لونيَ المَرشوش هذا

يأتيني دافئاً

يلسعُ هذيانيَ

ما بينَ رأسي الدائخ

وحرقتي الصامتة

بعيداً عن ذاكرتي اللاهثة

7

منْ ليلي الذي يأتي  بعد مساءٍ ثملٍ

ينطقُ مصباحيَ الذّي أُطفأ

بينَ قصيدتيِ المالحة

وملامح التماع

لذة شرابي الملون

8

كنت وحيداً أراقصُ صَيحات الحانةِ

وأظل أعيد عبر كأسي الأخيرة

أخر بحةِ

من انوثتِها الدافئة شتاءً

بَعد ما تُوخزُ أقداح الثملين    باحتراقِ

غرابة العشق

9

في تلك الليلة أحادث ذاكرتي المهجوسة بالهم

احادث حتى

اراجيزي المولولة

أتأمل طريقي الذي لم يصل

أفقي الملون

ومن إحمرار فزعيِ المخبول

سأمضي

مع صوتي الذي أراه

وارقب

فائدة هبوط الليل المتأخر

*********************************************************************

الصفحة الثانية عشر

في كربلاء .. «الطلبة مسار التغيير»

 

كربلاء - عماد النبهاني

 

عقد فرع اتحاد الطلبة العام في كربلاء، عصر الجمعة الماضية، ندوة حوارية تحت عنوان “الطلبة مسار التغيير”، وذلك على قاعة “ملتقى بن رضوان” في مركز المحافظة.

حضر الندوة النائب ضياء الهندي وسكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق أيوب عبد الحسين، وجمع من أعضاء الاتحاد والناشطين والمحامين والإعلاميين.

عضو الاتحاد مصطفى كريم أدار الندوة وافتتحها داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الوطن والحركة الوطنية وانتفاضة تشرين. ثم تحدث عن التاريخ النضالي المشرّف لطلبة العراق، والتضحيات التي قدمها اتحادهم عبر سنوات كفاح طويلة، في سبيل حقوق الطلبة المشروعة، مشيرا إلى الدور البطولي للطلبة في التصدي لـ “المحاولات الدنيئة” التي تسيء إلى اتحادهم وإلى مواقفه النضالية.

بعد ذلك، ألقى سكرتير اتحاد الطلبة العام، الضوء على عنوان الندوة “الطلبة مسار التغيير”، مشيرا إلى أنه تحت هذا العنوان يلتقي الوطنيون والأدباء والمثقفون، ليقفوا جنبا إلى جنب في مواجهة الأزمات التي يعانيها الطلبة، والقرارات المجحفة التي اتخذتها وزارة التعليم العالي بحق الاتحاد، بمنعه من حقه المشروع في مزاولة نشاطه المهني داخل الكليات.

وتابع قوله أن “الوزارة في قرارها هذا، تناست التاريخ النضالي المشرّف للاتحاد منذ تأسيسه عام 1948، ومواجهته الحكومات المتسلطة، وتقديمه الشهداء في هذا النضال، ولا يزال يقدم”.

وكانت  للنائب ضياء الهندي، مداخلة قال فيها أن “ما يحصل من إقصاء لاتحاد الطلبة، ليس بعمل ديمقراطي”. فيما قدم نائب نقيب المحامين في كربلاء، مداخلة أبدى فيها استعدادهم كمحامين للدفاع عن اتحاد الطلبة.

وساهم في الندوة أيضا كل من الدكتور وئام نصر الله والدكتورة وسام نصر الله وممثل الصحفيين في كربلاء والمحامي فاضل مناتي.

 

 

 

الشروع بتأهيل  «المربع الماسي الثقافي»

 

متابعة – طريق الشعب

 

أعلنت الهيئة العامة للآثار والتراث، انطلاق أعمال صيانة وترميم منطقة شارع الرشيد قرب شارع المتنبي، أو ما يطلق عليها “المربع الماسي الثقافي”، مبينة أن تأهيل هذه المنطقة سيجعلها متاحة للمواطنين، وسيحوّلها إلى “قلب بغداد النابض بالإبداع والثقافة والمعرفة”.  من جانبه، أفاد مدير عام دائرة التراث في وزارة الثقافة، د. اياد كاظم، ببدء الأعمال الأولية لتطوير “مركز بغداد” التاريخي وشارع الرشيد، فضلا عن شارع السراي الممتد من بداية شارع المتنبي من جهة الرصافي، وصولا إلى مقهى الشابندر. وأكد كاظم في بيان صحفي، أن “أعمال التطوير ستكون ضمن ضوابط ومحددات معمول بها في دائرة التراث، من حيث المحافظة على الواجهات التراثية، وإنارة الساحات والشوارع، واستكمال البنى التحتية من قبل الجهات الساندة، مثل وزارتي الكهرباء والاتصالات، وأمانة بغداد”.

********************************************************************************

توثيق إبداعات المرأة العراقية في الحلة

 

متابعة – طريق الشعب

 

افتتحت مجموعة من الناشطات في مدينة الحلة، أخيرا، متحفا يحمل عنوان “هن الحياة”، يوثق إبداعات نسوية عراقية منذ عشرينيات القرن الماضي، ويضم أعمالا فنية وأدوات قديمة ومجسمات تجسد موروث النساء في جنوبي البلاد.

المتحف الذي تحتضنه قاعة في “مدينة حمورابي” السياحية، شهد افتتاحه عرض سير بعض رائدات الحركة النسوية والمبدعات، مثل د. نزيهة الدليمي والفنانة ليلى العطار والشاعرة لميعة عباس عمارة والصحفية أطوار بهجت والكابتن الطيار ورتي بابكر علي. 

في حديث صحفي، تقول مديرة المتحف زينب هادي، انها عملت مع عدد من النشاطات منذ 5 سنوات على تنظيم هذا المتحف “الذي يعتبر الأول من نوعه في العراق، كونه معنيا بتوثيق منجزات المرأة العراقية”.

وتضيف قائلة أن “المشروع حظي بتفاعل كبير من الناشطات في مجالات مختلفة، بعضهن من خارج العراق شاركن بلوحات فنية”، مشيرة إلى أن “المشروع لا يزال في خطواته الأولى. ولدينا خطة عمل لتوثيق تفاصيل دقيقة عن حياة النساء الرائدات في مختلف المجالات”.

وتنوّه مديرة المتحف إلى أنهم ركزوا على توثيق حياة المرأة الريفية، نظرا لظروفها القاسية، خاصة في المناطق الجنوبية.

 

 

ندوة جماهيرية لرئيس الطائفة المندائية في ستوكهولم

ستوكهولم – عاكف سرحان

 

نظمت الجمعية المندائية في ستوكهولم لقاء بين رئيس الطائفة المندائية في العراق والعالم الريش إمة ستار جبار حلو، وأبناء الطائفة في ستوكهولم.

حضر اللقاء وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، ضم الرفاق جاسم هداد، خولة مريوش، محمد الكحط وعاكف سرحان.

وقد أدار اللقاء رئيس الجمعية فاضل ناهي، ونقل وقائعه بشكل مباشر عضو الهيئة الإدارية لؤي حزام.

وتناول رئيس الطائفة، خلال اللقاء، واقع أبناء المكون المندائي ومؤسساتهم، والمشكلات والمعاناة التي تواجههم في دفاعهم عن وجود كيانهم بشكل لائق. كما ألقى الضوء على العمل الشاق، العلاقاتي والقانوني، لتثبيت الحقوق المشروعة لأبناء الطائفة، في ظل أوضاع العراق غير المستقرة، والمبتلية بالمحاصصة الطائفية والاثنية والحزبية.

وعرّج رئيس الطائفة على أوضاع ابناء الطائفة في بلدان المهجر، وواقع منظماتهم، وجهودهم في الحفاظ على هويتهم العراقية والمندائية بمختلف السبل، وعلاقاتهم المتينة مع مؤسسات الطائفة في البلد الأم. ثم اجاب عن أسئلة متنوعة طرحها عليه الحاضرون.

وفي الختام، قدمت لرئيس الطائفة باقات ورد، إحداها من منظمة الحزب الشيوعي العراقي.

 

 

في ذكرى ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨

  • عاشت الذكرى٦٥ لثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ المجيدة
  • المجد والخلود لشهداء الوطن والشعب الابرار
  • معا لبناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية
  • ازمة شح المياه قاتلة .. ماذا فعلت الحكومة لتداركها؟
  • مع قوى التغيير الديمقراطية نحو التغيير الشامل

 الحزب الشيوعي العراقي

 

 

فرنسا تعلن الشاعر شوقي عبد الأمير.. شخصية العام وتمنحه «مرتبة الفارس»

 

باريس – طريق الشعب

 

اعلنت وزارة الثقافة الفرنسية الشاعر العراقي المعروف شوقي عبد الأمير شخصية العام 2023 الثقافية على مستوى العالم، ومنحته “مرتبة الفارس” في الفنون والآداب.

أعلنت ذلك وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد المالك في بيان بيّنت فيه ان هذه المرتبة “هي واحدة من الامتيازات الرئيسة الأربعة في الجمهورية الفرنسية”.

وأضافت أن التكريم يهدف إلى “مكافأة الشخصيات التي تميزت بإبداعها في ميادين الثقافة، وبدعمها ونشرها المعارف والمؤلفات التي تشكل ثروة في موروثنا الثقافي. وتريد بلادنا أن تحيّي عاليا مساهمتكم في إثراء ونشر الفنون والآداب في فرنسا والعالم”.

والجدير بالذكر أن الشاعر شوقي عبد الأمير شغل مناصب دبلوماسية وثقافية واعلامية عديدة، وكان مستشارا وناشطا في مجال العلاقات الدولية لدى اليونسكو. كما أنه أسس مشروع “كتاب في جريدة”، الذي يعد أكبر مشروع ثقافي عربي تم تحت رعاية اليونسكو، وظل عبد الامير رئيس تحرير هذا المشروع منذ انطلاقه عام 1996 الى الآن.

وهو يشغل حاليا – كما تذكر الوزارة الفرنسية في عرضها لسيرته - منصب مستشار رئيس “معهد العالم العربي” في باريس، كما انه مرشح العراق لمنصب المدير العام للمعهد.

وعن تجربته الشعرية تقول انها تشكل علامة فارقة في خارطة الشعر العربي المعاصر، وتمتد على أربعة عقود ونيّف من الكتابة الشعرية والتجريب والترجمة، وتشكيل حلقات وصل بين الثقافة العربية المعاصرة والمشهد الفرنسي. وواشارت الى انه كتب في أشكال شعرية متعددة، من الموزون والتفعيلة والنثر، وأصدر فيها عناوين غطت ثلاثة مجلدات على مدى أربعين عاما. وقد ترجمت مختارات من قصائده وبعض دواوينه إلى الفرنسية والانكليزية. كما انه حاز على “جائزة ماكس جاكوب” للشعر المترجم في فرنسا.

وبالنسبة للترجمة، نقل عبد الأمير من الفرنسية إلى العربية اعمالا لبيكيت وغيوفيك وإكسيلوس، فضلا عن تجربة الشاعر الصيني يو جيان. وفي المقابل، نقل إلى القارئ الفرنسي شعرا لأدونيس وسعدي يوسف وغيرهما.

 وترأس شوقي عبد الامير تحرير صحف ومجلات عراقية وعربية، منها جريدتا “الصباح” اليومية و”بين نهرين” الاسبوعية المحتجبة.

 

 

في مدينة الثورة.. ماراثون دراجات هوائية للنساء والأطفال

 

متابعة – طريق الشعب

 

تحت شعار «مدينتنا بيئة مزدهرة وأمل مشرق»، نظمت مديرية الشباب والرياضة في مدينة الصدر بالتعاون مع «فريق نخلة وطن»، ماراثون دراجات هوائية للنساء والأطفال.  وانطلق الماراثون من «ساحة 55» إلى «شارع الفلاح»، مرورا بشوارع المدينة. وفي حديث صحفي، قال عدد من المشاركات في الماراثون، أن هذا النشاط النسوي يهدف إلى تغيير الصورة النمطية عن مدينة الصدر، وإلى نقل مشاهد من أعمال الإعمار الجارية في شوارع المدينة.

 

 

ليس مجرّد كلام.. أزمة الكهرباء المزمنة !

 

 

 عبد السادة البصري

 

هناك حكاياتٌ لن تنتهي أبداً كالمسلسلات الهندية والتركية ولحقتها حيرة العراقيين مع الكهرباء، ومثلما يقول المثل الشعبي (سالفة تجر سالفة)، جميعها تنطبق على وضعنا المتجدد في كل صيف، وكأننا في دوامة، واحدة تكمل الأخرى، دون إيجاد خاتمة منطقية ومعقولة لها، أو منفذ يفضي إلى النهاية واسدال الستار على أزمة أصبحت تأكل وتشرب معنا!

أكثر هذه الحكايات (الأزمات) التي لا بارقة أمل بإيجاد حلٍ لها، إنها الأفعى التي تبدّل ثوبها كل عام وتظل حيّة ترعب الآخرين !!

ومن شدّة ما نعانيه منها صرنا لا نريد أن يُقبل علينا الصيف أبداً، لأن الأزمة تتفاقم وتصل إلى ذروتها فيه، رغم معاناتنا الدائمية، لكن للصيف وقعا آخراً نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي تقارب الستين في بعض الأماكن !!

منذ عام 2003 وبعد سقوط النظام الفاشي ولحد هذه اللحظة هُدرت مليارات الدولارات، التي تبني دولاً مزدهرة بكل ما تعنيه التكنولوجيا والعمران، لكنها لم تغيّر من وضع الكهرباء شيئاً، بل ازداد السوء سوءً، وصرنا نستوردها من الجيران بمبالغ خيالية، كما فتحنا منافذ أخرى لاستيرادها أيضاً، دون أن نفكّر بتحسينها عن طريق إنشاء محطات حديثة أو التعاقد مع شركات عالمية متخصصة لبناء محطّات جديدة بالمبالغ ذاتها التي بذلناها وسنبذلها على الاستيراد !!

كم سمعنا وقرأنا من تصريحات ناريّة لكل مسؤول جلس على كرسي قدرنا البائس، هذا يقول سنصدّرها، وذاك يقول لن ترمش بعد اليوم، وآخر يقول كذا، وكلّهم يقولون هذا الصيف سنعيش أفضل حالات الكهرباء بالعالم، تصريحات ترفعنا إلى القمر، وأخرى تنزلنا على سطح المرّيخ، دون أن نلمس على ارض الواقع بصيص أمل، أو خيط شعاع لمصباح ؟!

كم من تظاهرة خرجت هنا، وكم من قربان قدّمناه عند مطالبتنا بتحسينها وجلّهم من الشباب المطالب بتحسينها، ولا أريد أن اذكر أسماء الكواكب والأقمار الذين ارتقوا شهداء نتيجة المطالبة بها منذ سنوات، ولم تتحسن قيد أنمله ؟!

والغريب في الأمر أن المسؤولين الفطاحل يتذكّرونها عندما يقترب موعد الانتخابات، وفي الصيف حين تشتد الأزمة، لنكتوي بتصريحاتهم البالونية، لكنهم يتناسونها عند حلول الخريف والشتاء، لتذهب كل وعودهم وعهودهم أدراج الرياح، بعد أن تتفرقع بالوناتهم المزيفة، و (راحت فلوسك يا صابر)، بل ذهبت المليارات إلى الأماكن التي لا يعلم بها إلاّ الراسخون في الفساد وظلم العباد، تعود الحكاية من جديد ونظل نصرخ ياللكهرباء التي صارت حلماً من أحلامنا المؤجّلة !!

الحق أقول: باطل كل تصريحاتكم ووعودكم إذا لم تنفّذوها على ارض الواقع، وسيلعنكم التاريخ والناس إلى ما لا نهاية، ولابد لسالفة الكهرباء من نهاية وان طال أمدها، وانتم كذلك!