الصفحة الأولى

رئيس الوزراء: الفساد يهدد جميع برامج الحكومة.. معنيون: محاربة الفساد مرهونة بضرب المتورطين الكبار

بغداد ـ طريق الشعب

منذ تسنّم محمد شياع السوداني منصب رئيس الوزراء، في شهر تشرين الأول عام 2022، أخذ يكرر عبارة بأن “الفساد هو التحدي الأول في العراق”، وأنه محمي من الناحية السياسية، لكنه يوم أمس خرج بخطاب آخر أكد فيه ان آفة الفساد تهدد “جميع برامج الحكومة”، مشددا على أن التماهل في “إدامة التحرك ضد الفاسدين” سيعرقل خطط حكومته. وفي خطابه هذا إشارة إلى مواجهته تعقيدا في محاولة اجتثاث تلك الآفة، التي تنهش بجسد الدولة لقرابة عقدين.

ويعد ملف مكافحة الفساد من الملفات الشائكة في العراق، نتيجة لارتباط كبار الفاسدين بجهات متنفذة تشرف على حمايتهم وتسهل أمر سرقة المال العام والاستيلاء عليه.

ويشدد ناشطون على ان مكافحة الفساد لا يمكن ان تحقق أهدافها من دون توجيه بوصلتها نحو كبار الفاسدين وداعميهم من المتنفذين.

ويوم امس، أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ان الفساد يهدد جميع برامج الحكومة، وسيعرقل خططها ما لم تتم إدامة التحرك ضد الفاسدين.

وقال المكتب الإعلامي للسوداني ان “الأخير ترأس اجتماعاً خُصص لمتابعة عملية استرداد المتهمين والمدانين والمطلوبين بقضايا الفساد، واستعادة الأموال التي استولوا عليها، حضره رئيس هيئة النزاهة ورئيس ديوان الرقابة المالية ورئيس الادعاء العام، ورئيس الإشراف القضائي، والمدير العام للدائرة القانونية في وزارة الخارجية، والمدير العام للدائرة القانونية في وزارة العدل، ومدير مديرية الشرطة العربية والدولية الإنتربول، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون مكافحة الفساد”.

وأشار السوداني الى ضرورة أن “تبذل الأجهزة المختلفة جهودها، كل من اختصاصه، وأن يستثمر العراق علاقاته الخارجية الدبلوماسية والاقتصادية لخدمة استرداد الأموال العراقية المنهوبة والمطلوبين”، مشيراً إلى، أن” الفساد يهدد جميع برامج الحكومة، وسيعرقل خططها ما لم يتم إدامة التحرك ضد الفاسدين ووسائلهم”.

ووجّه رئيس مجلس الوزراء وفقا للبيان، بأن “يجري إدخال جميع ملفات الاسترداد للمطلوبين الهاربين حيز التنفيذ والمطالبة، وأن تجري عملية متابعة دقيقة لكل ملف”، مؤكداً أنّ “التعقّب الجاد للمتهمين دفع الكثيرين منهم إلى تسليم أنفسهم للعدالة، كما أعد قسم الإنتربول ملفات جاهزة للمطلوبين”.

«جيش مكافحة الفساد»

من جانبه، دعا رئيس هيئة النزاهة حيدر حنون إلى تأليف منظومة “جيش مكافحة الفساد” من الفعاليات الرسميَّة والمجتمعيَّة والاتحادات والنقابات، تكون مهمتها تعضيد ومساندة جهود الأجهزة الرقابيَّة في حربها الضروس على الفساد.

وقال حنون، خلال زيارته برفقة الملاك المتقدم في الهيئة نقابة المحامين، وفق بيان طالعته “طريق الشعب”، إن “الهيئة تحتاج إلى دعم الجميع ومنهم نقابة المحامين في مكافحة الفساد الذي تراكم وتحول من جريمة عاديَّة إلى ظاهرة معقدة ومتشابكة ويحتمي بالدين والقوميَّة والعشائريَّة، حتى أصبح للفاسدين طائفة”.

وشدد على ضرورة “تأليف الهيئة العليا لمكافحة الفساد التي تتكون من رئيس هيئة النزاهة الاتحاديَّة رئيساً وعضويَّة المديرين العامين لدائرتي التحقيقات والاسترداد”، منبهاً إلى أنها “ليست كياناً موازياً، بل هي تشكيل داخل الهيئة التي هي إحدى المؤسسات المستقلة التي نص عليها الدستور في المادة (١٠٢) منه”.

ونوّه بأن “الهيئة العليا تملك بموافقة سيادة رئيس مجلس القضاء الأعلى اختيار قضايا الفساد المهمة من المحافظات ونقلها إلى بغداد”.

«إجراءات يثير الشكوك»

من جهته، علق النائب عن التحالف الكردستاني ماجد شنكالي، على تحركات الحكومة في محاربة الفساد، قائلا إنها “تثير الشكوك”.

وقال شنكالي في تغريدة على منصة “تويتر”، إنّ محاربة الفساد هدف لكل مواطن يريد بناء دولة المؤسسات والمواطنة وسيادة القانون وتأييدها واجب ومبدأ، لكن بشرط ان تكون هذه الحرب غير انتقائية، وتشمل الجميع وتسير في كل الاتجاهات في آن واحد.

وأكد شكالي ان “ما نراه ونلمسه على ارض الواقع من اجراءات يثير الشكوك بانها تسير بشكل انتقائي”.

ضرب كبار الفاسدين

بدوره، أكد الناشط المدني علي البهادلي، ان “مكافحة الفساد في العراق لا يمكن لها ان تحقق أهدافها من دون وضع اليد على كبار المتنفذين المتورطين في نهب أموال الدولة”.

وقال، ان “تحركات هيئة النزاهة الأخيرة تبعث بالامل، لكنها غير كافية لكونها اغفلت عن متابعة كبار الفاسدين من المتنفذين المسيطرين على مقاليد السلطة والثروات”، داعيا الى “ضرب رؤوس الفساد الكبيرة من اجل تسهيل القضاء على صار الفاسدين”.

وأضاف البهادلي، ان “الفساد في العراق ما زال مستمرا والحكومة الحالية تحاول ان تغض بصرها عن ملفات فساد واضحة للعيان”، معتقد ان “محاربة الفساد لا يمكن ان تتم بهذه الطريقة الخجولة”.

وتعتقد العديد من الأوساط السياسية في البلاد، أن أي محاولة من السوداني لمواجهة أباطرة الفساد قد تدخله بمواجهة مفتوحة مع بعض الكتل السياسية، الأمر الذي قد يفقده جزءا كبيرا من الدعم البرلماني اللازم لتنفيذ برنامجه الوزاري، وهو ما تدركه الأحزاب السياسية الداعمة له، بحسب مراقبين.

 *********************************************

المؤتمر الثاني للتيار الديمقراطي العراقي في الأنبار: بوابة للتغيير المنشود وتحقيق العدالة ورفض صراعات المتنفذين

بغداد - طريق الشعب

وسط حضور حاشد وتحت شعار “نحو انبار خالية من الارهاب والفساد” عقد في محافظة الانبار يوم امس المؤتمر الثاني للتيار الديمقراطي في المحافظة.

وحضر المؤتمر عدد من قيادات التيار الديمقراطي العراقي يتقدمهم منسق التيار زهير ضياء الدين وسكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي.

وجاء في كلمة افتتاح المؤتمر التي القاها زهير ضياء الدين: “اذ نفتح بوابة التغيير المنشود، نضع اقدامنا على اولى خطوات تأطير القوى والشخصيات المدنية في المحافظة من اجل اعادة رسم السياسات وتصحيح مسارها في احقاق الحقوق والمساواة بين ابناء المجتمع الانباري حتى تحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة”.

التلاعب بمصير الانبار

واشارت الى ان “تراكم الفساد وتعاظم ارصدة الفاسدين من اموال الشعب على حساب اكتاف الفقراء والمعوزين وتأبيد حالة الافقار والبؤس لدى الاغلبية من ابناء المحافظة لصالح فئة معينة تلعب بمصير واقدار المجتمع الانباري دون واعز انساني او وطني يذكر”.

واستغربت الكلمة من “ذهاب العابثين بمصير المجتمع الانباري الى تصعيد الصراعات اللا مبدئية من اجل المصالح الفئوية والشخصية حد تهديد السلم المجتمعي الهش اساسا بسبب شحة الموارد وعدم عدالة توزيعها على ابناء المحافظة”.

وتابعت ان “الشعور بالمسؤولية الانسانية والوطنية دفعنا الى اطلاق مشروعنا الجامع لابناء مجتمع الانبار بجميع فئاته وطبقاته من اجل تشكيل القوى الاجتماعية وتمثيلها السياسي ككتلة ضاغطة لانتزاع الحقوق وفضح الفاسدين وتحقيق العدالة في الفرص والمساواة امام القانون”.

نداء

واطلقت الكلمة “نداء الى جميع القوى والشخصيات المدنية في المحافظة للالتحاق بقوى التغيير الديمقراطي وتعزيز شعار التغيير من اجل القضاء على المحاصصة الحزبية والفئوية والتوجه نحو الهوية الوطنية الجامعة بعيد عن التشرذم المناطقي والتفكك المجتمعي الذي تعزف على اوتاره القوى التي لا تملك مشروعا سياسيا واضحا سوى الانفراد بالسلطة والنفوذ دون الالتفات الى الحقوق المدنية والديموقراطية الكاملة وليست المجتزئة”.

 ****************************************************

راصد الطريق.. لهيب تموز يفند وعود المسؤولين 

أحرقت حرارة تموز الوعود الكبيرة التي اطلقها المسؤولون في الفترة الماضية، وتحدثوا فيها عن انتقالة نوعية في ملف الكهرباء خلال الصيف الحالي، حتى ان الكثير من المواطنين راحوا يفكرون في هجرة المولدات الاهلية التي افرغت جيوبهم.

وما ان أطل هذا الشهر حتى تبخرت الوعود وعادت الازمة الى الواجهة، وادعت الوزارة انها نجمت عن انحسار اطلاقات الغاز الإيراني، لكنها لم توضح لماذا هذا الانحسار في صيف العراق اللاهب بالذات!

وفي الاثناء استغل ذوو الضمائر الميتة من تجار المولدات الاهلية بالتعاون مع فاسدين في دوائر الكهرباء، الخدعة المعروفة بإطفاء الكهرباء الحكومية نهاية الشهر، لجباية الأموال من قبل أصحاب المولدات بأسعار مرتفعة، بحجة عدم تزويدهم من الجانب الحكومي بالوقود الكافي.

وضاعت على المواطنين الحقيقة، واختفت الرقابة الرسمية واللجان التي شكلت للمتابعة، حتى بدا ان ملف الكهرباء قد ابتلعه حوت او حيتان كبيرة.

والنتيجة هي ان الوعود لم تعد تنطلي على الناس “المفتحة بالتيزاب”، والتي تتساءل  بحرقة وألم عن مليارات الدولارات التي انفقت على الكهرباء، في حين ان الكهرباء الى الوراء در!

***********************************************

الصفحة الثانية

الكهرباء تكشف أسباب تراجع ساعات التجهيز

بغداد ـ طريق الشعب

كشف المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى العبادي، عن فقدان المنظومة الوطنية لأكثر من 5 آلاف ميغاواط، أدّت إلى انخفاض ساعات التجهيز في البلاد.

قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء إنّ ملف الكهرباء ليس من واجب الوزارة فقط، مبينا إنّ “توريد الغاز الإيراني إلى العراق انخفض من 45 إلى 20 مليون متر مكعب، مبينًا أنّ “المنظومة الوطنية بحاجة من 55  إلى 60 مليون متر مكعب بهذا الوقت تحديدًا من السنة”.

وأشار إلى أنّ “نقصان الغاز أفقدنا أكثر من ٥ آلاف ميغاواط مع ذروة ارتفاع درجات الحرارة للأسف”.

وبحسب العبادي فإنّ الحل حاليًا “غير موجود”، وذلك “لأن الغاز الوطني لا يكفي، ولذلك يجب الاستمرار بالاستيراد مع استمرار مشكلة سداد أموال ديون الغاز الإيراني”.

وأضاف العبادي: “الحكومات السابقة كان يجب عليها الانتباه إلى إنشاء محطات حرارية تعمل بالوقود المتوفر، بدل الغاز المستورد، وأيضًا هناك المحطات التي تعمل بالطاقة الشمسية والرياح”.

وبالنسبة للعبادي، فإنّ “الجميع يعلم أين هو الخلل بتراجع ساعات التجهيز، والجميع يعلم حجم المشكلة، ولذلك يجب عدم تحميل وزارة الكهرباء ما ليس من التزاماتها”، ملمحًا إلى تحميل جهات أخرى غير وزارة الكهرباء “مسؤولية ضياع المجهودات برفع التجهيز خلال الفترة الماضية”.

 **********************************************

مذكرة نشطاء منظمات المجتمع المدني  لمساندة اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق

قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في كتاب صدر عن مكتب الوزير، نهاية شهر أيار الفائت، منع اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، من ممارسة نشاطه الطلابي المهني في الجامعات كافة، بحجة تأثيرها السلبي على سيرة العملية التعليمية.

ويأتي هذا القرار، بناء على معلومات من جهاز الأمن الوطني، مما يسجل سابقة خطيرة في بلدنا بعد التغيير؛ اذ أن من مهمات الأجهزة الأمنية حماية الحرم الجامعي وليس ملاحقة الأنشطة الطلابية مثل الندوات والمهرجانات والزيارات التي كما ادعى القرار أنها تؤثر على مسيرة التعليم.

ومعلوم أن قطاع التعليم في العراق يعاني صعوبات جمة، جرى تأشيرها في مناسبات مختلفة، وهناك إجماع حكومي وبرلماني عليها، وهذا ما يثير استغرابنا، في أن الوزارة والأجهزة الحكومية انشغلت في هذا الجانب، بينما لم يحدث أي تقدم في معالجة تلك الصعوبات المشخصة.

وإذ نرفض، هذا القرار، نحن الموقعين على هذا البيان الذي كتب بعد عقد الاجتماع الواسع بحضور عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات والشخصيات الاكاديمية والثقافية والمدافعين عن حقوق الانسان، ونعرب عن خشيتنا من ان هذا السلوك قد يشكل خطراً في على واقع الحريات مستقبلاً، ندعو إلى التراجع عنه، والسماح للاتحادات الطلابية بممارسة نشاطها المهني في الدفاع عن قضايا الطلبة وحقوقهم، والعمل على تمثيلهم في مجالس الكليات والجامعات وهيئة الرأي في الوزارة، والمساهمة بإصلاح الواقع التعليمي المزري.

وندعو في ذات الوقت، الجهات الحكومية المعنية ونخص بالذكر منها حامي الدستور السيد رئيس الجمهورية، وكذلك المسؤول عن المؤسسة التنفيذية السيد رئيس الوزراء، والجهة الرقابية والتشريعية السيد رئيس مجلس النواب، ومعهم المعنيون في هذا المجال، إلى عدم السماح بمثل هذا الإجراء، كونه مخالفا للدستور (خاصة المادة 45 اولا) والحقوق العامة.

كما ندعو المجتمع المدني، وجميع المهتمين إلى ادانة هذا القرار المخالف للدستور والحياة الديمقراطية، والمطالبة بإلغائه، واستمرار نشاط اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق والمنظمات الطلابية المهنية الأخرى في جميع الجامعات العراقية.

الموقعون:

ا.د.عبد الحسين حسن اكاديمي متقاعد، ابراهيم علي ناشط طلابي، احمد الماجد جمعية التشكيلين العراقيين، احمد ثامر نافع اتحاد طلبة كردستان، الاقتصادي عبد العظيم مجلس العراقي للسلم والتضامن، امين حشمت اتحاد الطلبة العام، انتصار عليوي الميالي الاتحاد العام للادباء والكتاب، ايفان احمد عبدالله منظمة اسفار الشباب، ايمان محمود السامرائي صوت المراة المستقلة، بان فرات الجواهري، بسمة رياض ناشط طلابي، ثابت نعمان اسماعيل جمعية المهندسين العراقيين، حامد الحمداني جمعية الكهرباء، حسين الوحاش ناشط طلابي، حمودي خضر جمعية المهندسين العراقيين، خطاب منذر نعمان حركة نازل اخذ حقي، خليل ابراهيم محاسب قانوني ومراقب حسابات، د. اسماء جميل رشيد باحثة واكاديمية في علم الاجتماع، د.احمد علي ابراهيم مجلس العراقي للسلم والتضامن، د.بسمة خليل الاوقاتي اكاديمية وناشطة مدنية، د.دينا الطائي تجمع النساء المدنيات، د.شاكر كتاب التيار الديمقراطي العراقي، رفاه قاسم الامامي، رؤى خلف مدافعة وناشطة في حقوق الانسان، زاهر ربيع حسين منظمة تموز للتنمية الاجتماعية، زهرة رياض طالبة تقنيات ومختبرات طبية، سجاد محمد ناشط طلابي، سميرة ناصر اتحاد نقابات عمال في العراق، سهيلة الاعسم رابطة المراة العراقية، سوسن عبد الجبار صوت المراة المستقلة، شذى ناجي منظمة نساء من اجل السلام، شميران مروكل شبكة حقي للمدافعة عن حقوق الانسان، صباح الجيزاني نقابة ذوي المهن، طعمة العكيلي محامي، طيبة يوسف مبادرة تضامن الدولية/سكرتارية المنتدى الاجتماعي الثفاقي، عباس حسن جمعية المواطنة لحقوق الانسان، عدنان الصفار الامين العام لاتحاد نقابات عمال العراق، عفيفة ثابت الحزب الشيوعي العراقي، علي حسين مشيل نقيب نقابة ذوي المهن الهندسية، علي شيبان تحالف المادة 38 الدستوري، فريال ايليشا شليمون، القاضي هادي عزيز مجلس العراقي للسلم والتضامن، كامل مدحت مجلس العراقي للسلم والتضامن، كوريا رياح المنتدى النقابي النسوي، لامعة الطالباني منظمة صوت المراة المستقلة، ليلى حمودي عبد الهادي صوت المراة المستقلة، مجيد حميد كاظم اضواء القلم الثقافية، مصطفى احمد اتحاد طلبة كردستان، مصطفى اسماعيل اتحاد طلبة كردستان،  منال جبار مجيد الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، مهدي الزهيري نقابة ذوي المهن الهندسية، المهندس عقيل التميمي مجلس العراقي للسلم والتضامن، هادي مولى منتدى الحوار الثقافي، ياسر فخري رابطة الشعراء الشعبيين، يحيى ذياب باحث وصحفي.

بغداد 5 تموز 2023

 ****************************************************

احتجاج مطالب بتوفير فرص العمل والخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت أربع محافظات تظاهرات احتجاجية، مطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات والكهرباء.

وناشد أصحاب وحدات سكنية في أحد المجمعات السكنية جنوب شرق بغداد الجهات المعنية إكمال البنى التحتية وبقية الخدمات في المجمع، والإسراع في إكمال المشروع بعد تلكّؤ دام سبع سنوات.

برغم صرف المليارات على المجمعات السكنية في العراق، لكن واقعها الخدمي يحاكي قصة أخرى. ففي داخل هذا المجمع السكني، صدم الأهالي بعد استلامهم لشققهم بعدم وجود ابسط الخدمات فيها: لا ماء ولا كهرباء ولا حتى بنى تحتية تقارن بالآمال التي عقدها المشترون على هذه الوحدات.

أما التلكؤ والتأخر بالتسليم فكانت له رواية أخرى، على لسان بعض أصحاب الشقق الذين انتظروا لسبع سنوات قبل استلام وحداتهم، برغم المناشدات المتكررة التي خرجوا بها للمطالبة بحقهم.

وتحت إجراءات أمنية مشددة، تظاهر المئات من أهالي النعمانية، احتجاجاً على قلة ساعات التجهيز بالكهرباء.

المتظاهر أحمد عبد الجليل قال ان تجهيز الكهرباء اليومي للنعمانية يقدر بثماني ساعات، بواقع ساعتي إطفاء وواحدة تشغيل، في ظل أجواء الصيف اللاهبة، مطالبا بحصة عادلة للنعمانية ولعموم محافظة واسط، من خلال تخصيص حصة ثابتة من محطة الزبيدية الحرارية.

وفي محافظة كربلاء، نظم العشرات من خريجي كليات التربية والإدارة والاقتصاد تظاهرة أمام مبنى المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”، عماد النبهاني، ان “المتظاهرين طالبوا الجهات المعنية بشمولهم بالتعينات في قطاع التربية”.

وتظاهر المئات من أهالي مجمع حطين السكني شمال بابل، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، مطالبين الحكومة بتوفير التيار الكهربائي وعدم تكرار الوعود السنوية.

 ****************************************************************

اضاءة.. الانتخابات.. المال السياسي  والسلاح المنفلت

محمد عبد الرحمن

قبل أيام كنت اتابع  لقاء على احدى الفضائيات، تناول فيه الحديث انتخابات مجالس المحافظات التي أعلنت الحكومة انها ستجري في ١٨ كانون الأول ٢٠٢٣.  وكان المتحدثون من أطياف سياسية متنوعة، بضمنهم ممثل قوة سياسية متنفذة شاركت في الحكم منذ ٢٠٠٥

وكان اللافت في حديث الرجل رفضه  أية اشارة او تنويه بشأن ربط نزاهة الانتخابات وعدالتها  بموضوع السلاح، وأي حديث عن المال السياسي وتأثيره على سير الانتخابات وما يتعرض لها المرشح والناخب  من ضغوط.

ولابد من التذكير هنا بان قانون الأحزاب السياسية النافذ يحظر على الأحزاب والقوى والتجمعات السياسية امتلاك السلاح، ويحرّم مشاركة من يمتلكه منها في الانتخابات. كما انه واضح في ما يخص مالية الأحزاب ومصادرها، وينص على ان تصرح هي بذلك وتقدم ماليتها المصدقة سنويا الى دائرة شؤون الأحزاب في مفوضية الانتخابات.

ويتلمس المواطن العراقي جيدا، كل يوم بل كل ساعة، تأثير السلاح والدور الذي يلعبه، والسعي المتواصل الى عسكرة المجتمع وتشكيل جيوش موازية وحتى منافسة للمؤسسات  العسكرية والأمنية الدستورية. وذلك ما يتحدث عنه اقطاب متنفذون وقوى مسلحة جهارا ويبررون ذلك بمختلف العناوين والذرائع. وما استعراضات القوة ومظاهر التسلح الاخرى والنزاعات المسلحة الا دليل على ذلك.

وتشكل النزاعات المسلحة العشائرية التي ما انفكت تحصل لاسباب خارجة عن المنطق وجها آخر لانفلات السلاح، الذي غدت مناطق كاملة بفعله مغلقة يصعب على القوات النظامية الوصول اليها.

ومن الغرائب ان يعلن مسبقا منذ الآن من قبل قوى سياسية وعشائرية مسلحة وغير مسلحة، وبما هو اقرب الى التهديد والوعيد، عن جعل مناطق معينة خارج المنافسة الانتخابية وحكرا لها، وانها لا تسمح  لاحد بمنافسة ممثليها فيها !

 اما المال السياسي فتجلياته واضحة للعيان، وتتعدد مهامه لتشمل الحملات الانتخابية الباهظة التكاليف، وتمويل حملات مرشحين معينين، وشراء الذمم والاصوات، والاستحواذ على بطاقات الناخبين، ورشوة الناخبين عبر تقديم قطع السلاح، وسيارات  جكسارة، والمسدسات، والقماصل، وتوزيع المواد الغذائية، واغداق المبالغ المالية التي منها ما هو خيالي، وتقديم وعود بالتعيينات وحتى تنفيذ قسم منها فعلا، وتوزيع قطع أراضي، وغير ذلك.

 وفي السنوات الأخيرة تطور دور المال السياسي الى تشكيل كيانات سياسية مستقلة ظاهريا، فيما هي تابعة للممول وتستقي قرارها منه. وهذا المموّل متعدد ومتنوع هو الآخر: جهات سياسية ودينية، أصحاب  اعمال ومقاولون، مسؤولون كبار في الدولة “طافر” (!)، فضلا عن جهات خارجية متعددة.

وهذا المال السياسي يغذي أيضا حملات مضادة لجهات وشخصيات ومرشحين منافسين او  يحتمل ان ينافسوا، وبضمنها محاولات احتواء، فان لم تنفع فهناك الجيوش الالكترونية الجاهزة للدس والتشويه وإلصاق التهم والتقسيط السياسي والاجتماعي، وافتعال المعارك الجانبية .

كل هذا وغيره يجري على المكشوف، فيما السيد ممثل القوة المتنفذة لا يقبل من احد ان يتحدث عنه! لكننا لا ننكر فضله في تحفيزنا على الكتابة عن هذا الموضوع عشية انتخابات مجالس المحافظات.

وتبقى كل هذه الأمور تشكل تحديا كبيرا، فمقابل إصرار المتنفذين على إدامة احتكارهم للسلطة بمختلف الأساليب وحتى باقذرها، لابد من إصرار مقابل على وقف هذه اللعبة  المشوهة لابسط قيم ومباديء الديمقراطية، وعلى كسر هذا الاحتكار.

وازاء هذه الظواهر جميعا وغيرها تقع مسؤولية كبيرة على عاتق مفوضية الانتخابات والجهات الحكومية الأخرى، لضمان تتمتع الانتخابات القادمة بالمعايير التي تجعلها  معبرة فعلا عن إرادة المواطنين وتطلعاتهم.

***************************************************

الصفحة الثالثة

ستة أعوام على تحرير أم الربيعين.. ومعاناة الأهالي تتفاقم .. التيار الديمقراطي: الموصل ما زالت تعاني

من الفساد وتسلط الفاسدين

بغداد ـ محمد التميمي

تحلّ علينا يوم غد الاثنين، الذكرى السادسة لتحرير مدينة الموصل العزيزة، وما زالت آثار الحرب تلوح في الأفق، لقد كان التحرير لحظة فارقة في حياة العراقيين، بعد سنوات من الإرهاب والحرب والقهر والظلم، ومع ذلك فإن ما نشهده اليوم يبعث على القلق والحزن؛ ففي الوقت الذي نفرح بهذه الذكرى، لا يزال المجتمع المحلي في المحافظة يعاني من سوء الأوضاع والإهمال.

إعادة إعمار؟

منذ تحرير المحافظة لم يحظ المواطنون بالحياة التي كانوا يطمحون إليها، فالبنية التحتية متهالكة، حيث تعاني الطرق والجسور من ضعف في الصيانة والإصلاح. بينما هناك انعدام في الخدمات العامة الأساسية مثل المياه والكهرباء للكثير من أحيائها، كما أن القطاع الصحي يعاني هو الآخر.

برغم مرور 6 سنوات على التحرير، فإن العديد من الأحياء في المحافظة والقرى لا تزال تعاني من الدمار والخراب ونقص الخدمات، ما تسبب بنزوح الكثير من ساكنيها الى المدينة، وهذا ما يعتبره معنيون “استهانة بحقوق المواطنين المتضررين، الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة”.

تحقيقات بلا نتائج

في هذا الصدد، قال المنسق العام للتيار الديمقراطي، زهير ضياء الدين ان ثلث مساحة العراق سقطت بيد عصابات داعش الإرهابية، وهناك إجماع وطني على ان هناك من يقف وراء ما حدث وتسبب بسقوط مدينة الموصل والمحافظات الأخرى، وأن هناك تواطؤا من قبل قوى كانت تروم الوصول الى هذا الحال للتنكيل بفئات من أبناء الشعب العراقي وابتزازها، واستفادت من الأوضاع التي انعكست سلباً على حياة المواطنين.

وتابع بالقول، انه تم تشكيل لجان “بعد تحرير الموصل بمستويات عالية، وتحديداً تلك التي شُكلت في مجلس النواب، ودونت الإفادات من مئات الأشخاص من ذوي العلاقة، وتوصلت الى استنتاجات، وحددت من هو المسؤول، لكن تم حفظ النتائج في أدراج مجلس النواب، وأرسلت نسخة منها الى مجلس القضاء الأعلى وتم حفظها، من دون اتخاذ اي إجراء رغم الآلام والمعاناة التي قاستها الملايين من أبناء شعبنا، وما زالوا يعانون حتى اللحظة، بسبب ما حدث”.

واكد ضياء الدين في حديث لـ”طريق الشعب”، أنّ “هذا الإخفاق يتحمله المسؤول الأول في الدولة حينها: القائد العام للقوات المسلحة، الذي تتحرك بأمره القطاعات العسكرية والقوات الأمنية، وتم تشخيص ذلك، وتمت الإشارة الى وجود تواطؤ في هذه العملية الكارثية، لكن لم يتم اتخاذ اي إجراء كون الجهات التي لم تزل ماسكة بالسلطة، ولديها نفوذ”.

وخلص الى أن مدينة الموصل “ما زالت تعاني من الفساد وتسلط الفاسدين. هناك مليارات صرفت على اعادة الاعمار وضمن موازنة الاقاليم والموازنة العامة، لكن الفاسدين ما زالوا يمسكون بإدارة المحافظة بشكل مباشر وغير مباشر، والموصليون يعانون”.

خلل في الإدارة

وعلى صعيد متصل، قال الناشط الموصلي سعد عامر: مرت علينا 5 أعوام على تحرير الموصل بشكل كامل، وتم بالفعل إعادة بعض البنية التحتية والمجاري وغيرها للعمل، لكن هناك إهمالا كبيرا لأمور أخرى مثل الجسور الخارجة عن الخدمة والأحياء السكنية المدمرة والمباني الحكومية التي تعرضت للقصف والتهديم وغيرها.

ونوه إلى انهم “منذ 5 سنوات ونحن نحاول أن نعود الى ما كنّا عليه واعادة الموصل الى العام 2014، وخلال هذه السنوات كانت هناك مستجدات كثيرة: نزوح الكثير من الاهالي من الريف ومن القرى الى المدينة”، عازياً اسباب ذلك الى “انعدام الخدمات والدعم، وبسبب اهمال هذه المناطق، الامر الذي تسبب باكتظاظ سكني داخل المدن. كما ان هناك اجندات سياسية تمنع عودة العديد من اهالي القرى الى مناطق سكناهم الاصيلة، والان يقطنون في مخيمات محاذية للمناطق الشمالية، ومخيمات واقعة غربي الموصل، والتي تفتقر غالبيتها للخدمات”.

ولفت عامر في حديثه مع “طريق الشعب”، الى ان “الاموال التي خصصت للمحافظة كانت جيدة، ولا يمكن القول ان المحافظة ظلمت من هذه الناحية، إذ قدرت التخصيصات بحوالي 6 تريليونات منذ العام 2017 وحتى الان بحسب احاديث رسمية”، مردفا ان الخلل “في ادارة هذه الاموال وفي التخطيط والمحاباة في موضوعة المقاولات التي يتم توزيعها على من يمتلكون علاقات سياسية ونفوذا حكوميا”.

وختم حديثه بالقول: ان مدينة الموصل “تحتاج الى ادارة قوية لا تتأثر بالضغط الحزبي، بعيداً عن السماسرة والمقاولين السياسيين، وتحتاج الى طرق حولية واستحداث احياء جديدة، وضمان تقديم الخدمات لكافة المناطق حتى يعود الاهالي لحياتهم الطبيعية”.

فرصة للتأمل!

إنّ مرور ست سنوات على تحرير المحافظة يجب أن يكون فرصة للتأمل وإعادة التقييم؛ فمن غير المعقول ان المحافظة لا تزال تعاني رغم كم الاموال التي تم تخصيصها لها، اضافة الى اننا بحاجة للتركيز على تحقيق تقدم وتطور حقيقي في عملية تأهيل البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة، بالإضافة إلى ضمان إعادة إعمار الأحياء المتضررة وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين، ومحاسبة من تسبب بمعاناة ابناء شعبنا.

ولا شك أن نجاح هذه الجهود يعزز الاستقرار والتنمية المستدامة، ويعيد الأمل والثقة للمجتمع الموصلي الذي قاسى الكثير بسبب الفساد.

 ************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

تحديات التنوع والتسامح في العراق

نشر شيفان فاضل مقالاً على موقع معهد الشرق الأوسط حول التنوع الديني والقومي في العراق، ذكر فيه بأن للبلاد تاريخ مليء بالقمع والعنف، لاسيما في ظل النظام البعثي أو بعد إسقاطه إثر حرب عام 2003 والتي أغرقت العراق في حالات من الفوضى والصراع، كان آخرها صعود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي، الذي استهدف بشكل خاص الأقليات العرقية والدينية، ولاسيما تلك التي تعيش في نينوى، المحافظة ذات الأعراق والأديان المتعددة كالآشوريين والكلدانيين والكاكائيين والشبك والسريان والتركمان والإيزيدية، وسعيه ليس فقط لمحو هويتهم الثقافية، بل وايضاً محو ثقافة قرون من التعايش القومي والطائفي.

المهمشون

وعلى الرغم من أن العراق يتمتع الآن بأكثر فتراته استقراراً، حسب رأي كاتب المقال، فإن هناك حاجة ماسة للتمعن في الآثار المدمرة للعنف، خاصة تجاه الشرائح الأكثر تهميشًا وضعفًا في المجتمع، كالأقليات المنتشرة في شمال العراق والتي لا تعيش فقط على الهوامش الجغرافية للمناطق شبه الحضرية ولكن أيضًا على هامش المجتمع وهياكله، مع مجرد تمثيل سياسي رمزي وحراك اجتماعي متجمد وصور سلبية نمطية عنها، يتم تبنيها في كثير من الأحيان كحقائق.

ورأى كاتب المقال بأنه ورغم خفوت حدة النزاع المسلح والعنف، فلا تزال القيود المفروضة على حرية الدين، وكذلك العنف والمضايقة ضد الأقليات، منتشرة على نطاق واسع في أجزاء كثيرة من البلاد، حيث يستمر خطاب الكراهية وتنتشر أشكال مختلفة من التمييز والشمولية وعدم احترام أو تجاهل التنوع، وإزدراء المهمشين والسخرية من ثقافتهم وممارساتهم.

مأساة الإيزيديين

وتطرق المقال إلى مأساة الإيزيديين التي بدأت مع إحتلال الإرهاب لمناطقهم، والتي تأخذ حتى الأن أشكالاً متنوعة، منها ما حدث في نيسان الماضي، حين جرى اتهام بعضهم بحرق مسجد في منطقة سنجار خلال مظاهرة سلمية ضد عودة العائلات المشتبه في انتمائها إلى داعش للمنطقة، قبل أن يتأكد الجميع من هذه الإكذوبة، حيث كانت صور المسجد المحترق تعود لعام 2016 حين أدت العمليات العسكرية ضد داعش إلى تدمير واسع.

ورأى الكاتب بأن آلاف التدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي والتي جاءت رداً على تلك الشائعة ودعت إلى العنف ضد الإيزيديين، تتطلب تنشيط الحوار حول التسامح واحترام التنوع ومنع التلاعب بالمشاعر الشعبية وتجنب الاستخدام المتعمد للمفاهيم الخاطئة والأساطير التي تغرس عدم الثقة والكراهية بين الناس.

المفاهيم الخاطئة والمسبقة

وأكد المقال على خطورة وجود مفاهيم مسبقة وخاطئة عن ثقافة الأقليات العراقية، وهو ما يسبب بقاء العديد منها محاصرة في حلقة مفرغة، تواجه تهديدات لعقيدتها وحياتها وأمنها وتعيش في عزلة وتمارس طقوسها في الخفاء للحفاظ على مجتمعاتها وهويتها الثقافية، وهو ما يؤدي بدوره إلى تعزيز المفاهيم الخاطئة الأساسية والصور النمطية الضارة وإلى مزيد من التعصب ضدها. ودعا المقال الحكومة وباقي مؤسسات الدولة إلى معالجة هذه المشاكل عبر التعليم والإعلام ومنظمات المجتمع المدني وغيرها، وتنظيم برامج التعليم الديني غير المتكافئ.

معالجة التهميش

وذكر الكاتب بأن خلاص هذه الأقليات من التهميش يتطلب برامج علمية لدمجهم في مجتمعهم العراقي عبر الاعتراف الرسمي بهم في الدستور والتشريع، وإعتراف المراجع الدينية التقليدية بهذا التنوع، وتحقيق الاعتراف الشعبي، والذي يعّد الأصعب والمغذي الأبرز لخطاب الكراهية والتمييز.

كما تلعب مواجهة التمييز والإقصاء في سوق العمل، بما في ذلك التوظيف في الحكومة والقضاء والقطاع العام دوراً مهماً، لاسيما إذا ما حدث هذا الإستبعاد على أساس ديني، وهو ما يجبر الأقليات على إخفاء ثقافتهم، كي يستطيعوا أن يعملوا ويكسبوا معيشتهم، مما يؤدي إلى شعورهم بالعزلة وعدم الإنتماء لبلدهم

 *************************************************

عين على الأحداث

وين الأمن!

أظهر تقرير “مؤشر السلام العالمي عام 2023” بنسخته الـ 17 والذي نشره معهد الاقتصاد والسلام، بأن مستوى تدهور السلام العالمي بلغ نسبة 0.42 في المائة هذا العام، وذلك في تقييم شمل 163 دولة وإقليما مستقلا. وإحتل العراق مرتبة متأخرة في قائمة الدول الأكثر سلماً، حيث كانت المخاطر فيه أكبر من المخاطر التي تعيشها 153 دولة في العالم وأقل من التي تعيشها أربع دول عربية هي اليمن وسوريا والصومال والسودان. هذا ويبقى الأمل قائماً بأن يدرك “أولو الأمر” بأن خلاص البلاد من المحاصصة والتمييز والفقر والفساد والتضييق على الحريات، هو السبيل الوحيد لإستتباب الأمن. 

يا فرحة ما دامت!

أعلنت وزارة الكهرباء عن انخفاض الغاز المورد من إيران إلى أكثر من النصف، مما أدى إلى توقف 12 محطة كهربائية في البلاد، وخسارة مايقارب خمسة الاف ميغاواط، وعودة التلكؤ في تجهيز الكهرباء للمواطنين، الذين عادت الوزارة لتطالبهم بترشيد الإستهلاك. هذا وفي الوقت الذي ضُربت فيه التسعيرة الحكومية عرض الحائط من قبل أغلب اصحاب المولدات، ممن لهم جهات تحميهم سواء كانت سياسية أو مسلحة كما يرى أحد النواب، تبخرت فرحة الناس من التحسن البسيط في التجهيز الكهربائي مؤخراً، فيما أكد فشل المتنفذين في إدارة ملف بسيط كاستيراد الغاز الإيراني، وعجزهم عن تنفيذ أي ملف خدماتي.

من المسؤول؟

كشفت وزارة التخطيط عن أن التراجع في عدد المشاريع المتلكئة قد بلغ 25 في المائة حيث أصبحت 1063 بعد أن كانت 1452 مشروعاً. وأشارت إلى أن الأزمة المالية في العام 2015 كانت وراء توقف تلك المشاريع، التي شملت مختلف القطاعات. هذا وفيما أعرب الناس عن دهشتهم من تواضع الإنجاز رغم الوفرة المالية التي سمحت للبرلمان بتخصيص 25 مليار دولار للأمن الغذائي ولإكمال المشاريع المتلكأة، تساءل بعضهم عما إذا كانت هناك حاجة لتعريف الشعب بمصير تلك المليارات أم أن المال العام العراقي محصّن بسور سليمان ولا نحتاج لحسابات ختامية لكي نعرف أين ومن قام بهدره!

مو عيب!

أكدت لجنة النزاهة النيابية، أن عدم كشف الذمم المالية للمسؤولين السياسيين والحكوميين يؤثر على جهود مكافحة الفساد، فيما أعلنت هيئة النزاهة عن ضعف استجابة رؤساء الأحزاب لطلب كشف الذمم المالية، والذي يأتي تزامناً مع التحضيرات لانتخابات مجالس المحافظات وضمن إطار القانون الذي يلزم مؤسّسي ورؤساء الأحزاب السياسيّة الكشف عن ذممهم المالية ومشروعية مصادر التمويل. هذا وفي الوقت الذي يفضح فيه هذا الأمر، الدور الذي يلعبه المال السياسي في تشويه الديمقراطية في البلاد، أكد نواب بأن عدم الكشف عن الذمم المالية للبعض دليل واضح على إمتلاكه أموالاً غير رسمية وعلى حدوث تضخم غير مشروع في ثرواته.

لا تگول سمسم!

أكدت عضو في لجنة الخدمات والاعمار البرلمانية، على أن العراق مقبل على طفرة نوعية في الخدمات خلال المرحلة المقبلة بعد إقرار الموازنة، والبدء في تنفيذ البرنامج الحكومي الذي يخص الخدمات والمشاريع الاستراتيجية. المواطنون الذين سأموا الإستماع لهذه التصريحات المتكررة، منذ أن وعدنا المتنفذون بتصدير الكهرباء وبالقضاء على الفقر والأمية والإكتفاء بالمنتوج المحلي من الغذاء وتحقيق التأمين الصحي، يتساءلون عما إذا كان نوابنا قد قرأوا قانون الموازنة وإستوعبوه قبل أن يقروه، لأن ما خصص فيه للخدمات والمشاريع الإستراتيجية لا يكفي لإنجاز كل هذه الوعود، في ظل عجز بلغ 33 في المائة وإنفاق فاق نصف التخصيصات.

 ***********************************************************

الصفحة الرابعة

مناسيب الفرات في ذي قار ليست اكثر من نصف المتر.. ثلاثة أعوام من الجفاف.. ماذا بقي في «الجبايش»؟ 

بغداد - تبارك عبد المجيد 

يتعرض قضاء الجبايش في محافظة ذي قار جنوب العراق، إلى جفاف قاسٍ نتيجة لقلة الواردات المائية والتغير المناخي العام الذي تشهده البلاد، ما تسبب بجفاف شبه تمام لاهوار المنطقة ونزوح كبير لسكانها الى المناطق المجاورة، باحثين عن مياه تروي عطشهم. 

وقضاء الجبايش هو أحد اقضية محافظة ذي قار يقع شرق مدينة الناصرية شمال غرب محافظة البصرة، ويقع مركز الجبايش على هور الحمار قرب نهر الفرات، ويبلغ عدد سكان القضاء حوالي 150 الف نسمة.

العوائل تنزح؟!

وبدأت العوائل في قضاء الجبايش النزوح نحو المحافظات التي تملك منسوب مياه يكفي لسد الحاجة اليومية على أقل تقدير، كون الوضع المائي في القضاء وصل الى مرحلة حرجة جداً، بحسب قائمقام قضاء الجبايش، كفاح شناوة.

يقول شناوة لـ”طريق الشعب”، إن “منسوب المياه في نهر الفرات وصل الى ما يقارب 50 سم، وهي نسبة خطرة جداً”.  ويضيف شناوة قائلاً إن “في الوقت الراهن، يتم خلط مياه نهر الفرات مع مياه خط الإصلاح القادم عبر قناة البدعة من نهر دجلة، ونقلها للمنازل”، مؤكدا ان هذه الخطة “ساهمت بإنقاذهم في الوقت الراهن”.  ويحذر شناوة من ان ترك الوضع الحالي مستمرا على ما هو عليه: “سنكون امام كارثة بيئية”، مؤكدا ضرورة زيادة الاطلاقات المائية، كون الامر بات يرتبط بحياة الناس وليس فقط المزروعات او الحيوانات.

ويعتبر ان بقاء السكان في المنطقة وتحديدا مربي الحيوانات كالجاموس يعني الحكم على قطيعهم بالموت، اضافة الى ان الجفاف ساهم في زيادة نسب البطالة، بعد أن اصبح غالبية السكان بلا عمل.

يشار إلى أن دائرة الموارد المائية في محافظة ذي قار، أعدت تقريراً فنياً بشأن مشكلة انخفاض منسوب المياه في قضاء الجبايش، وعرضته على الجهات المعنية لغرض ايجاد الحلول السريعة، حفاظاً على الاهوار والسكان المحليين.

صراع اقتصادي

ويبدي رئيس منظمة الجبايش للسياحة والبيئة رعد حبيب، وهو من سكان المنطقة، سفه لما يطال الجبايش من واقع مؤلم جراء ما تتعرض له اهوارها من جفافٍ، الذي يعزوه لـ”قلة الإيرادات المائية وكثرة التجاوزات المائية على نهر الفرات”.

يقول حبيب لـ”طريق الشعب”، إن “الهجرة السكانية من المنطقة أصبحت امراً طبيعياً معتادا عليه. وكان للجفاف تأثير كبير على سكان الاهوار اكثر من غيرهم كونهم يعتاشون عليها”.

ويشير حبيب الى ان العديد من الأهوار كانت تلعب دوراً مهماً في مواجهة التغيّرات المناخية.

وفقدت الأهوار قيمتها البيئية والاقتصادية مع فقدانها المياه، إذ سكانها صاروا يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.

وبالرغم من كون الأهوار تشكل هوية وطنية، إلا أنها لم تشهد أي مشروع تنمية أو استثمار حقيقي يواجه المخاطر التي تعيشها، بحسب حبيب.

ويؤكد أن “قضاء الجبايش يشهد كارثةً بيئية خطرة، كون الهجرة تسبب خللا كبيرا في المحافظة، حيث هناك تنافس كبير على المهن في المدينة، إضافة إلى خلل أمني واقتصادي وآخر فكري”.

مياه غير صحية

“ونزح اغلب سكان منطقة الجبايش الى محافظة كربلاء والنجف وبابل وواسط، باحثين عن مياه ولو بنسبة بسيطة، يستطيعون السكن بجوارها”، وفقا للخبير في الشأن الاهواري جاسم الأسدي، الذي يعمل في منظمة طبيعة العراق بمحافظة ذي قار.

يقول لاسدي لـ”طريق الشعب”، إن وضع الاهوار “سيئ ومعقد، حيث ما تتعرض له الجبايش لا يشبه ما تعرضت له في الأعوام السابقة، حيث الجفاف الحالي مضى عليه ثلاثة أعوام”.

ويضيف أن “مناسيب نهر الفرات بالقرب من الاهوار انخفضت الى 55 سم بعد ان كانت مترا و16 سم في العام الماضي”، متوقعا ان يصل حتى نهاية الشهر المقبل الى 30 سم. وهو اقسى انخفاض تصله مناطق الاهوار، منذ عشرين عاماً.

ويتابع حديثه قائلا: إن الوضع سيئ ليس من ناحية انخفاض المنسوب فقط، انما حتى في جودة المياه المتوفرة، اذ ما تبقى ملوث بشكل كبير، بسبب رمي مياه الصرف الصحي دون معالجة، إضافة الى ارتفاع نسب الملوحة.

ويشير الأسدي الى ان مربي الجاموس في منطقة الجبايش فقدوا ما يقارب 32 في المائة من قطيعهم، كما أن المخزون السمكي انعدم بنسبة تصل الى 90 في المائة. 

ويحمّل الأسدي دول الجوار والحكومة العراقية مسؤولية ما تتعرض له الأهوار من كوارث بيئية؛ فالمياه تتناقص لأسباب عديدة، مشيرا الى ان الوضع الحالي يتطلب سرعة تشكيل لجنة لإدارة تداعيات الجفاف.

ويقترح الاسدي بعض الحلول التي يجدها “فعالة لانعاش الاهوار”، من بينها “الاستفادة من مياه المبازل، وإعادة تنقية مياه الصرف الصحي، وضخها في الأهوار”.

 ****************************************************

إحصائياتها تجاوزت عتبة المليون في العراق.. العمالة الأجنبية تطارد فرص عيش المواطنين بطرق غير رسمية

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت العمالة الأجنبية في العراق تزايدا ملحوظا خلال السنوات الاخيرة، وباتت تنافس بشكل كبير العمالة المحلية في كافة القطاعات الاقتصادية، وهو امر يطرح تحديات كبيرة على العامل العراقي والسلطات ايضا، كون اغلب الوافدين يدخلون بشكل غير قانوني.

ويشير حقوقيون الى غياب الجهود الحكومية الفعالة في ملاحقة ومتابعة العمالة غير الرسمية، معتبرين اياها “سببا رئيسيا” في تفاقم نسب البطالة بين الشباب العراقي.

مليون عامل اجنبي

ويتواجد في العراق أكثر من مليون عامل أجنبي يمارسون مهناً متنوعة؛ اذ يفضل أصحاب المشاريع الخاصة العمال الأجانب باعتبار أن لديهم الاستعداد للعمل لساعات طويلة والقبول بكافة الأعمال وبأجور زهيدة. لكن كثيرا منهم يعملون على المبيت في المكان الذي يعملون فيه، لتوفير أجرة السكن.

وأقرت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أن عدد العمال الأجانب في العراق تجاوز حاجز المليون عامل، والمسجل بينهم وفق إجازات عمل رسمية في العراق بحدود 71 ألف عامل فقط. فيما تقدر نسبة البطالة في العراق بموجب آخر مسح نفذه الجهاز المركزي للإحصاء بالتعاون مع منظمة العمل الدولية وصلت الى 16.5في المائة بين السكان الذين هم بعمر 18 الى 63 سنة النشطين اقتصادياً.

وبهذا الشأن، يقول المتحدث باسم الوزارة، نجم العقابي، ان “الوزارة تنشر احصائيات العمالة الأجنبية للأشخاص الحاصلين على رخص رسمية، وتشكل أعدادهم وفق آخر إحصائية اجرتها الوزارة 71 ألفا و146 عاملا”، مؤكدا في ذات الوقت عدم وجود إحصائية دقيقة عن اعداد العمالة الأجنبية غير المرخصة، ولا يمكن لأي جهة تحديد أعدادها بشكل دقيق، كونهم لم يدخلوا البلد بصفة العمل، بل عن طريق تأشيرات سياحية”.

ويضيف في حديث خص لـ “طريق الشعب”، إن “طريقة الدخول بشكل غير رسمي، تجعل من الية عملهم غير قانونية”.

وأصدرت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في العام الماضي، توجيهًا رسميًا بإيقاف ترويج طلبات العمالة الخاصة، بهدف فتح الباب أمام العاطلين عن العمل من العراقيين.

رؤى خلف وهي ناشطة في مجال تعزيز حقوق العمال، تقول إن “العمالة الاجنبية ليست بالظاهرة الجديدة، لكنها بدأت تتسع وتأخذ حيزا في العديد من قطاعات البلاد، كالنفطي والخدمي والتجميلي وغيرها من القطاعات الاخرى”.

“وتشكل العمالة الاجنبية منافسا لنظيرها المحلي، وبالتالي ارتفاع نسب البطالة”، بحسب قول خلف لـ”طريق الشعب”.

وتعتقد خلف ان تفضيل العامل الاجنبي على العراق “يكمن في قلة الاجر الذي يتقاضاه الاجنبي مقارنة بالعامل العراقي، ورفض الاخير أجرا متدنيا لا يسد احتياجاته، اضافة الى وجود تسهيلات اخرى عديدة”.

حقوقهم مضمونة

وتوضح خلف، إن “بعض العمالة الاجنبية تدخل البلاد بطرق رسمية وقانونية، عن طريق اجازة عمل او عقد او اقامة، لكن في المقابل هناك اعداد كبيرة تدخل بشكل غير رسمي ومنظم، وتقدر الاعداد بالآلالف”، مشيرةً الى غياب الجهود الحكومية الحقيقية في متابعة هذا الملف.

وتؤكد خلف، ان قانون العمل العراقي رقم (37) لسنة 2015 يكفل كافة الحقوق والواجبات للعامل المحلي والاجنبي، وهو بمواءمة تامة لحقوقهم. “يلزم صاحب العمل بمنح العامل الأجنبي الذي استقدمه الى العراق تذكرة سفر الى بلده على نفقته الخاصة، ما لم يكن قد انقطع عن العمل قبل انتهاء مدة العقد لسبب غير مشروع، كما ان صاحب العمل عند وفاة العامل الأجنبي يتحمل تجهيز ونقل جثمانه الى بلده أو محل إقامته إذا طلب ذووه ذلك، اضافة الى ان وزارة العمل والشؤون الاجتماعي تلزم الشركات التي تستقدم عمالا اجانب بتسجيلهم لأجل منحهم ضمانا اجتماعياً”، بحسب خلف.

الاجراءات القانونية

ويتحدث مدير اعلام قيادة شرطة بغداد/ الرصافة، العقيد حمزة الشمري، عن إن “أبرز أسباب لجوء الأجانب الى دخول العراق عن طريق التهريب تعود لغرض الكسب المادي، كون العراق يوفر مصدر عيش مناسب لهم.

ويوضح الشمري خلال حديثه مع “طريق الشعب”، إن الاجراءات التي تتخذ بحق المخالفين، هي القاء القبض عليهم وتسليمهم للجهات ذات العلاقة، اضافة الى سحب المستمسكات الخاصة بهم، وتأشيرها من قبل الجانب العراقي ومنعهم من الدخول الى الاراضي العراقية بعد تسفيرهم الى بلدانهم”.

 ********************************************************

مستشارية الامن القومي تطلق استراتيجية مكافحتها.. الكبتاغون.. مادة مخدرة تتغول في محافظات الجنوب والأنبار

بغداد ـ طريق الشعب

تشكل تجارة وإدمان المخدرات في العراق تحديا كبيرا، نظرا لعدم وجود حلول جذرية لهذه المشكلة المعقدة التي ترهق الجهات الحكومية والمجتمع ومنظمات المجتمع المدني، إضافة الى تأخر الحلول الحالية؛ اذ يقاسي العراق آثارا سلبية جسيمة بسبب هذه الظاهرة.

ويعتبر الكبتاغون المادة المخدرة الاكثر رغبة لدى مدمني المخدرات في العراق، نظرًا لرخص ثمنها، لذا يلاحظ انتشارها بشكل مقلق في المناطق الشعبية الفقيرة، ذات الكثافة السكانية العالية.

ويرى مختصون، أن من الضروري تكثيف الجهود لمكافحة إنتاج وتهريب المخدرات، من خلال تعزيز إجراءات إنفاذ القانون، وتنسيق التعاون والعمل الدولي والمحلي في اطار مكافحتها.

وفي هذا الشأن، اعدت مستشارية الامن القومي استراتيجية كاملة تهدف الى مكافحة المخدرات في العراق، وهي بانتظار الموافقة عليها، لأجل المباشرة في تنفيذها.

بانتظار المصادقة

عضو الفريق الوطني لمكافحة المخدرات في مستشارية الامن القومي، حيدر القريشي، يقول إن “الكبتاغون هو أحد انواع الحبوب التي تؤثر على السلوكيات العقلية للفرد. لذا يستغلها العديد من ضعاف النفوس وتجار المخدرات للتربح والمادي”.

متى بدأت؟

يقول القريشي لـ”طريق الشعب”، إن ظاهرة التجارة بالكبتاغون بدأت بعد العام 2003، بسبب سوء الوضع الأمني بالدرجة الأساس، لكنها تفاقمت بعد احداث العام 2014”.

ويضيف ان الكبتاغون لا تقل خطورته عن بقية أصناف المواد المخدرة، ولكن ما يجعله مرغوبا ومنتشرا بنطاق واسع، هو رخص ثمنه مقارنة ببقية الأنواع، مبينا أن “خطرها لا يقتصر على شريحة معينة، انما يستهدف جميع الفئات، لكن بشكل خاص الشباب”.

ويحث القريشي على ضرورة تعاون الجهات الحكومية وكافة مؤسساتها، مع الاعلام ومنظمات المجتمع لمدني، لأجل مكافحة ادمان المخدرات ومنع التجارة فيه.

الفئات المستهدفة

وتعرف رئيسة منظمة نقاها لمكافحة المخدرات، ايناس كريم، مادة الكبتاغون بأنها “اسم تجاري لمادة الفينيثايلين، التي تشبه مادة الأمفيتامين المنشطة، وهي مادة منشطة للجهاز العصبي المركزي، ليس لها فائدة طبية تذكر”، لافتة الى ان القانون العراقي يعاقب متداوليها.

وعن الفئات الأكثر عرضة لتعاطي الكبتاغون، توضح كريم خلال حديثها مع “طريق الشعب”، أنها مادة يتعاطاها الراغبون في إنقاص الوزن باعتبار أن الكبتاغون يفقدهم الشهية للطعام. كذلك سائقو الشاحنات وسيارات الأجرة الذين يقودون لمسافات طويلة، ويحتاجون للسهر، وبعض طلبة المدارس والجامعات بخاصة أثناء فترة الامتحانات، الرياضيون باعتبار الكبتاغون مادة منشطة.

تؤكد كريم ان تجار المخدرات في العادة يستهدفون الفئات المذكورة أعلاه، كونهم يستغلون أسلوب حياتهم لإقناعهم بأهمية تعاطي “الكبتاغون”.

وتشير ايناس الى انه يؤدي الى حدوث اضطراب في الحواس، مثل سماع أصوات وتخيل أشياء، وانتهاج سلوكيات عنيفة وحادة، إضافة الى شعور بالقلق والتوتر والاضطهاد والاكتئاب.

وتسترسل قائلة ان الكبتاغون يسبب “ضمورا في الجهاز العصبي والمخيخ، حيث أثبتت الدراسات أنه يدمر الخلايا العصبية التي تفرز الأدرنالين والدوبامين والسيروتونين، ويستمر هذا التأثير السلبي بعد التوقف عن التعاطي لفترة طويلة، وزيادة الميول الانتحارية عند التوقف عن التعاطي”.

وتؤكد ان الكبتاغون منتشر بنطاق واسع جدا في “المحافظات الجنوبية، وفي الانبار أيضا”.

وتؤكد كريم، ان منظمتها تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على اعداد نسب وإحصائيات دقيقة للمتعاطين والمتاجرين بالمخدرات.

“عراق خال من المخدرات”

علي الحبيب، يعمل في مجال مكافحة ادمان المخدرات، يقول لـ “طريق الشعب”، إنه “منذ سنوات رفعنا شعار (عراق خال من المخدرات) لكن حملتهم لم تتلق الدعم المطلوب. اما الان فنرى هناك توجها حكوميا لشعارنا”.

ويقول في حديثه مع “طريق الشعب”، إن البلد بعد ان كان ممرا للمخدرات، صار هناك مستهلكون لها وبكميات كبيرة جداً داخل البلد.

ويردف كلامه، ان هناك سعيا لانتاج المخدرات محليا، حيث تم القبض على العديد من المختبرات التي تعمل على انتاج مادة “الكبتاغون”. وهذه المرحلة يعتبرها الحبيب “خطرة جداً”.

ويعبّر الحبيب عن قلقه الشديد إزاء الأرقام التي تعلن بشأن مدمني وتجار المخدرات، فبحسب ارقام دائرة مكافحة المخدرات، بلغ عدد المتلبسين بالإدمان 33 ألفا ما بين عامي (2020-2022).

ويشير الحبيب الى ان العراق متأخر في مراحل كثيرة ضمن ملف المعالجة والحد من انتشار ادمان المخدرات، حيث وضع القانون الخاص بالمخدرات في وقت متأخر. كذلك الحملات التي انطلقت اليوم هي متأخرة بالرغم من نتائجها كانت إيجابية.

ويخلص الى ان هناك تعقيدا كبيرا في حملة مكافحتها بعد ان أصبحت في متناول الطلبة داخل المدارس والحرم الجامعي. وصار هؤلاء مروجين لها بصورة كبيرة، لذا من الضروري ان تبدأ مكافحتها من داخل تلك المؤسسات.

 ***************************************************************************

الصفحة الخامسة

نفايات طبية ترمى دون معالجة.. مستشفيات العراق توّلد أطنانا من أخطر الملوثات!

متابعة – طريق الشعب

حذّرت وزارة البيئة، أخيرا، من مخاطر صحية وبيئية كبيرة تتسبب فيها النفايات الطبية الناتجة عن المستشفيات والمراكز الصحية في البلاد. وفيما أشارت إلى أن هذه النفايات التي تُقدّر بعشرات الأطنان يوميا، لا يجري إتلافها بطرق صحية، شددت على أهمية وضع المعالجات المناسبة لهذا الملف، وعدم الاستمرار في إهماله. وتشكو الوزارة مما وصفته بـ”عدم التزام” المؤسسات الصحية بالتخلص الآمن من هذه المخلفات.

وتحمل النفايات الطبية، خاصة الناتجة عن العمليات الجراحية والمرضى المصابين بالفيروسات المعدية، كائنات مجهرية قادرة على نقل العدوى من المرضى إلى عامة الناس. ووفقا لخبراء، فإن الأخطر من النفايات الطبية الناتجة عن المؤسسات الصحية، تلك الناتجة عن العيادات والمختبرات الأهلية. فالأولى قد يتم التخلص منها بعد معالجتها نوعا ما، وإن بشكل بسيط، أما الأخرى فكثيرا ما ترمى عشوائيا في الأماكن المكشوفة مع النفايات المنزلية، مؤكدين أن هذا الأمر شائع في بغداد ومختلف مدن البلاد، وكثيرا ما ترصده عدسات وسائل إعلام ومدونين على مواقع التواصل الاجتماعي.

ملف مهمل وبلا تخصيصات

وكالة أنباء “العربي الجديد” تنقل عن مسؤول في وزارة الصحة قوله، ان “المخلفات الطبية الناتجة عن المستشفيات والمراكز الصحية، تبلغ كمياتها عشرات الأطنان يومياً، وأن تعليمات وزارة الصحة تنص على فصل تلك المخلفات عن النفايات الأخرى”، مؤكدا أن “دوائرنا جميعها ملتزمة بذلك”.

ويضيف المسؤول الذي لم تعلن وكالة الأنباء عن هويته، أن “مسؤولية نقل تلك النفايات وإتلافها، تقع على عاتق وزارة البيئة ودوائر أمانة بغداد ودوائر البلدية في المحافظات”، لافتا إلى أن “هذا الملف مهمل من قبل الحكومات السابقة والحالية. إذ نحتاج إلى محارق خاصة تقع في أماكن بعيدة عن المناطق السكنية، ولا يكون لها أي تأثير صحي على المواطنين”.

ويتابع قوله أن “الحكومات السابقة والحالية لم تول هذا الملف أي اهتمام، ولا توجد له تخصيصات مالية، حتى في موازنة العام الجاري”.

من أخطر الملوثات

من جانبه، يقول المتحدث باسم وزارة البيئة، أمير علي الحسون، أن “هناك نوعين من الملوثات الصحية، هما النفايات الصلبة والسائلة”، مبينا أن “هذه النفايات تعد من أخطر الملوثات للبيئة العراقية”.

ويضيف في حديث لوكالة الأنباء الرسمية، أن “لدى وزارة البيئة فرقا متخصصة تقوم بزيارة المؤسسات الصحية الحكومية والأهلية لمتابعة مدى التزامها بالمحددات البيئية، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين”، مشيرا إلى أن “غالبية المؤسسات الصحية في القطاع الخاص غير ملتزمة بالمحددات البيئية في التعامل مع النفايات الطبية”.وينوّه الحسون إلى أنه “نحتاج إلى حلول لمعالجة هذه المخلفات، من خلال إيجاد محارق مركزية تكون تابعة للحكومة أو عن طريق الاستثمار”، موضحا أن “تلك المحارق ستسيطر على الكميات الكبيرة من النفايات الطبية وتدفع الجميع للالتزام بالمحددات البيئية الموضوعة من قبل الوزارة”.عضو الاتحاد الدولي لحماية الطبيعية، الخبير البيئي أيمن قدوري، يشاطر أمير الحسون في الرأي حول خطورة المخلفات الطبية.

ويقول في حديث صحفي، أنه “هذه المخلفات، شكلت بعد عام 2003 أحد أخطر أشكال التلوث، لما تحويه من مواد كيميائية مشعة وسامة.

وأن سوء التعامل معها يحولها إلى غازات تنطلق في الهواء”.

ويلفت إلى أنه “في بغداد تحديدا، ترصد يوما عمليات طرح عشوائي للمخلفات الطبية دون معالجة أو فصل، و أخطرها تلك التي ترُمى في نهر دجلة”، مؤكدا أن “بعض المرافق الصحية تُعامل هذه المخلفات كالنفايات المنزلية، وتطرحها في مناطق مكشوفة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الطمر الصحي”.

وعن كميات تلك المخلفات، يقول قدوري أن “الإحصاءات الرسمية غير دقيقة، لكن هناك دراسة عراقية تقدر حجم النفايات المطروحة دون معالجة في بغداد بحدود نصف كيلوغرام للسرير في اليوم الواحد”.

ويرى أنه “ليست كل النفايات الطبية تتلف بالحرق، خصوصا التي تحتوي على الكلور والرصاص والزئبق والكادميوم؛ لأن حرقها يطلق في الهواء غازات سامة ومسرطنة”، مبينا أن “الطرق الأمثل للتعامل مع المخلفات الطبية تبدأ بفرزها على أساس النوعية والخطورة، والتعامل مع كل نوع وفق معايير تناسبه”.

سوء تخطيط

إلى ذلك، يؤكد الباحث البيئي جبار العوادي، أن “هناك سوء تخطيط في إدارة ملف النفايات في البلاد، خاصة الطبية منها. إذ إن الخطورة لا تكمن في كل النفايات الطبية الناتجة عن المستشفيات، بل فقط ببقايا الأدوية والحُقن التي تحتاج إلى محارق خاصة وطرق معينة لإتلافها، وهذه تشكل نسبة 50 في المائة من النفايات الطبية، أما النسبة المتبقية فهي نفايات عادية”. ويضيف في حديث صحفي، أن “التعامل مع المخلفات الطبية الخطيرة يجب أن يكون بحذر. إذ إنها تتسبب في نشر السموم والتلوث الخطير وتحتوي على مواد مشعة”، مشدداً على “أهمية أن تضع الحكومة حلولا عاجلة لتلك النفايات، وأن تتحمل مسؤوليتها لإنشاء مكبات ومحارق خاصة مطابقة للشروط الصحية”.ولا توجد نسب معلنة للتلوث في العراق، إلا أن تصريحات سابقة لوزارة البيئة ولاختصاصيين، تؤكد أن هذا الملف يعد من الملفات الصعبة، وان هناك ملوثات كثيرة داخل المدن وخارجها، ناتجة عن أسباب متعددة منها الحروب ووجود المصانع داخل المدن، وشح المياه، والزحف السكاني، ومكبات الطمر الصحي، وغيرها.

وتضع وزارة البيئة خُططاً لتحجيم التلوث، إلا أن قلة التخصيصات المالية تحول دون تنفيذها!

 ******************************************************

اكول.. لا تسمحوا بتشويه كورنيش البصرة!

ودود عبد الغني داود

جهود تستحق التقدير والثناء تلك التي بذلت في اعمار وتطوير شارع الكورنيش العريق في مدينة البصرة. إذ جرى تعبيده بالحجر وتزيين بعض الأجزاء بالمرمر، مع توفير فسحة لوقوف السيارات مجانا، وبناء رصيف يمتد من تمثال الشاعر بدر شاكر السياب حتى نهاية الشارع، فضلا عن تأثيث المكان بالمساطب والأسيجة، وتشجيره بالنخيل.. فكل ذلك أدخل البهجة إلى قلوب أهل البصرة وضيوفهم، الذين باتوا يجدون في هذا المكان متنفسا مهما لهم ولعائلاتهم.

لكن ما يؤسف له هو تنافس بعض المستثمرين على انشاء كازينوهات ومطاعم عند ضفاف الشط على طول الكورنيش، باستخدام مراكب قديمة أو أرصفة عائمة (دوَّب)، وغير ذلك من الوسائل البعيدة عن الذوق السليم. فهناك مساع لتشييد مثل هذه الكازينوهات، الأمر الذي ينذر بحجب منظر الشط عن المارة في الشارع.

نأمل من المسؤولين في حكومة البصرة منع اصدار اجازات لمثل هذه المشاريع، التي ستلحق بالغ الضرر بجمالية الكورنيش.

 ********************************************************

حي الجهاد.. ماء الإسالة شحيح  وأمبير المولدة بـ 20 ألفا!

بغداد – طريق الشعب

 شكا عديد من أهالي حي الجهاد في بغداد، من شح مياه الإسالة في معظم مناطق الحي. وقال المواطن ضاري العامري، وهو من سكان الحي، أن “المياه لا تصل إلى المنازل أبدا، إلا بعد تشغيل المضخات الكهربائية، وهذا يتطلب توفر الكهرباء الوطنية”، مضيفا لـ “طريق الشعب”، أن “بعض المناطق، مثل منطقة (البو عامر) الزراعية، لا تصل إليها المياه حتى في حال تشغيل المضخات. إذ يتطلب من السكان الانتظار إلى فترات متأخرة من الليل، كي يتمكنوا من سحب المياه بواسطة المضخات أيضا”. وفيما أكد العامري أن هذه المشكلة ليست جديدة، إنما مضت عليها سنوات، لفت إلى مشكلة أخرى يعانيها سكان الحي، وهي تسعيرة المولدات الأهلية، مشيرا إلى أن “أصحاب المولدات في منطقتي (البو عامر) و(الحمدانية)، يفرضون على المشتركين دفع 20 ألف دينار عن الأمبير الواحد، مخالفين بذلك التسعيرة التي وضعتها محافظة بغداد، والبالغة 12 الف دينار”.

ونوّه المواطن إلى أن الأهالي طلبوا من بعض أصحاب المولدات تخفيض التسعيرة، وجعلها على الأقل 15 ألف دينار، لكن أصحاب المولدات يصرون على المبلغ الذي فرضوه، بذريعة أن الدولة لا تدعمهم بالوقود، كما يخيرون المشترك بين الدفع أو رفع خط الاشتراك”. وباسم أهالي حي الجهاد، يطالب العامري الجهات المعنية متابعة هاتين المشكلتين، والعمل على معالجتهما في أسرع وقت ممكن، للتخفيف من معاناتهم تحت وطأة الصيف اللاهب.

 **********************************************************

المشتل – بغداد شارع متلكئ يشهد حوادث يومية

متابعة – طريق الشعب 

يشكو سكان منطقة المشتل في بغداد، من تلكؤ إنجاز مشروع تطوير الشارع الذي يربط منطقتهم بمنطقة الفضيلية، مشيرين إلى أن “الحوادث المرورية باتت تتكرر يوميا على هذا الشارع، بسبب عبور السيارات الجزرة الوسطية لتجاوز أعمال البلدية”.

ويقول عدد من السكان في حديث صحفي، أن “أعمال تطوير الشارع بدأت قبل أسابيع، لكنها تأخرت لأسباب غير معروفة”، مبينين أن “الشارع يخضع لأعمال التطوير من تقاطع بغداد الجديدة – المشتل وصولاً إلى تقاطع البلديات – الفضيلية”.

وأضافوا أن “تأخر العمل في المشروع تسبّب في حوادث مرورية. فكل يوم نرى حادثاً أو أكثر، نتيجة عدم التزام السائقين بالعبور من الأماكن المخصصة واستغلال أماكن الأرصفة المرفوعة للعبور”. فيما لفتوا إلى مشكلة أخرى ناتجة عن تأخر المشروع، وهي تراكم التراب وتصاعد الغبار، الأمر الذي يؤثر على أصحاب المحال القريبة والمارة”. وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في أمانة بغداد، قوله أن تلكؤ المشروع سببه تأخر صرف الأموال المخصصة له، مؤكدا أن “آليات الأمانة عاودت العمل في المشروع لإكماله ضمن التوقيتات المحددة”.

 *****************************************************************

مواساة

  • تنعى لجنة المثقفين المحلية في الحزب الشيوعي العراقي، المربي والشاعر حسين الرفاعي، الذي توفي بعد مرض أقعده في الفراش طويلا. والفقيد، وهو حاصل على البكالوريوس في اللغة العربية، مارس مهنة التدريس لمدة 40 سنة. وبسبب معارضته الأنظمة الدكتاتورية، فصل من وظيفته وتعرض للملاحقة والاعتقال. وقد زج في العديد من المعتقلات إثر انقلاب شباط الدموي 1963، وكان برفقته عديد من المعتقلين المثقفين المناضلين المعروفين، منهم الشعراء فاضل العزاوي وألفريد سمعان ومظفر النواب والقاضي حسين مشكور. له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

 _____________________________

النجف .. «السكراب» يتكدس في متنزه حي المعلمين

متابعة – طريق الشعب

شكا العديد من أهالي حي المعلمين في النجف، من إهمال المتنزه الوحيد في منطقتهم، مبينين أن هذا الإهمال سببه “حصول خلاف بين البلدية ومستأجر المتنزه، استمر 4 سنوات، قبل أن تقرر السلطات المحلية سحب العقد والمباشرة بتأهيل الموقع”.

في حديث صحفي، يقول علي الرماحي، أحد سكان الحي، أن “هذا المتنزه هو متنفسنا الوحيد”، مشيرا إلى أن “الموقع حاليا لا يصلح للتنزه ولعب الأطفال، بسبب تهالك مرافقه الترفيهية، وتكدس النفايات والسكراب فيه”.

أما مدير قسم الحدائق والمتنزهات في بلدية النجف، محمد عبيد، فيذكر في حديث صحفي أن “الخلاف بين البلدية والمستأجر كان يتعلق بتحديد الجهة المسؤولة عن صيانة الألعاب وتأهيل المتنزه”، مؤكدا أنه “سحبنا العقد من المستأجر، وستتم إعادة تأهيل المتنزه من قبل كوادر بلدية النجف قريباً، ليكون متنفساً لأهالي المنطقة”.

 *************************************************************

تحت لهيب تموز.. الكهرباء تزور الصويرة 7 ساعات في اليوم!

الصويرة – طريق الشعب

شكا العديد من أهالي قضاء الصويرة شمالي واسط، من تردي الكهرباء الوطنية وعدم توفرها سوى 7 ساعات في اليوم، مشيرين لـ “طريق الشعب”، إلى أن “هذه الأزمة التي تتكرر صيفيا، أرهقتهم كثيرا تحت وطأة لهيب تموز”! ووفقا للمواطن محمد علي شهاب، من سكان “حي الأسرى” في مركز القضاء، فإن “الكهرباء تمر علينا مرور الكرام.

إذ تتوفر ساعة واحدة، وبشكل متذبذب، وبعدها تنقطع ساعتين، وهكذا على هذا المنوال”، موضحا لـ “طريق الشعب”، أن “أجهزة التبريد لم تعد تؤدي غرضها، فما أن تبدأ بالعمل حتى تنقطع الكهرباء ساعتين أو أكثر أحيانا، ما يحوّل منازلنا إلى جحيم” – على حد تعبيره.

ويلفت المواطن إلى أن “محافظة واسط تضم واحدة من أكبر محطات توليد الكهرباء في العراق، وهي محطة واسط الحرارية في قضاء الزبيدية، وبالرغم من ذلك، ان سكان المحافظة محرومون من الكهرباء، خاصة في الصويرة”، متسائلا: “أين وعود المسؤولين بصيف أفضل، والتي قرّعوا بها رؤوسنا؟!”. أما المواطن محمد المبارك، وهو من سكان “حي الزهور”، فيقول لـ “طريق الشعب”، أن “شبكة الكهرباء في القضاء متردية ومحولاتها تتعرض باستمرار إلى أعطال. كما أن هناك أحمالا كبيرة على الشبكة، خصوصا من المناطق الزراعية التي تحوّلت إلى سكنية. فهذه المناطق لم يجرِ تزويدها بمحولات خاصة بها، إنما تم ربطها على محولات المناطق النظامية، الأمر الذي يزيد الحمل عليها، وبالتالي تتعطل”.

ويناشد المواطنان باسم أهالي القضاء، الجهات المعنية “النظر إلى حال المواطن بضمير إنساني، والسعي قدر الإمكان إلى توفير الكهرباء”.

 *****************************************************************

الرستمية تتحول إلى مكب أنقاض!

متابعة – طريق الشعب

تتكدس أطنان من القمامة ومخلفات البناء في منطقة الرستمية جنوب شرقي بغداد. وفيما يخشى سكان المنطقة أنّ تتحول شوارعهم إلى مكب دائم للنفايات، تقول دائرة البلدية إنّ الأهالي ذاتهم يلقون مخلفات منازلهم في محيط المنطقة.

وتطل الرستمية على خط سريع قناة الجيش، وتضم مقر الكلية العسكرية الأولى، والذي تحوّلت المساحات المجاورة له إلى مناطق سكنية.

وقد خلف البناء في هذه المنطقة، كميات كبيرة من الأنقاض، تمتد من بداية عمارات الرستمية وصولاً إلى سياج الكلية العسكرية.

في حديث صحفي، يقول المواطن عباس هادي، وهو من سكان المنطقة: “نتحمل يومياً أضرار الدخان الناجم عن حرق أكوام القمامة.

لا بد أنّ تتدخل البلدية لرفع النفايات ومخلفات البناء في أسرع وقت”.

وتنقل وكالات أنباء عن مصدر في بلدية الكرادة قوله، أن “فرقنا ترفع مخلفات البناء بين فترة وأخرى.

رفعنا في السابق كميات كبيرة منها وبقي فقط المتراكم في محيط المنطقة”، مؤكدا أن “الأهالي يلقون المخلفات الناجمة عن إعمار منازلهم في محيط المنطقة.

المشكلة مشخّصة من قبلنا ونعمل على حلها”.

***********************************************************

الصفحة التاسعة

المهاجرون في اليونان يعانون الجوع.. هولندا.. الحكومة تنهار بسبب ملف الهجرة

متابعة – طريق الشعب

انهار الائتلاف الحاكم في هولندا بقيادة رئيس الوزراء مارك روته بسبب خلافات بين مكوناته بشأن التعامل مع ملف الهجرة، بعد يومين من النقاشات. وقدم بسبب ذلك استقالة حكومته بالكامل.

وفي ذات الشأن، اصطفت عشرات النساء المهاجرات، والأطفال الصغار المعوزين، في أحد أفقر أحياء أثينا، بسبب خفض البرامج اليونانية لمساعدة اللاجئين، للحصول على تبرعات غذائية.

الحكومة الهولندية تستقيل

وقدّم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، مساء الجمعة، استقالة حكومته بعد انهيار الائتلاف الحاكم منذ عام ونصف العام جراء خلافات بين أركانه على الإجراءات اللازمة للحد من الهجرة.

وشدد روته في مؤتمر صحفي عقب تقديم استقالته على امتلاكه الطاقة اللازمة للترشح لولاية خامسة تواليا على رأس الحكومة، لكنه شدد على ضرورة التأمل مليا قبل الإقدام على هذه الخطوة.

ولم تبلغ المباحثات التي جرت، منذ الاربعاء الماضي، بين الشركاء الاربعة غايتها المنشودة في ظل تباينات غير قابلة للحل.

وبين روته في المؤتمر الصحفي: “هذا المساء توصلنا للأسف إلى خلاصة بأنه لا يمكن تجاوز هذه الخلافات. لهذا السبب، سأقدم قريبا استقالة مكتوبة إلى الملك باسم الحكومة مجتمعة”.

وأراد زعيم “حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية” اليميني الليبرالي، فرض قيود على لم شمل عائلات طالبي اللجوء، في أعقاب فضيحة العام الماضي بشأن اكتظاظ مراكز الهجرة في هولندا.

وطالب روته بتحديد سقف لأقارب المهاجرين من دول النزاع الذين يمكن لهولندا استقبالهم عند 200 شخص شهريا، وهدد بتطيير الحكومة في حال رفض ذلك، وفق الإعلام المحلي.

لكن الحزب الديمقراطي المسيحي المنضوي في الائتلاف، عارض خطته بشدة.

احتجاجات قرب مكان الاجتماع

وتجمع العديد من الهولنديين خارج مكان انعقاد اجتماعات الائتلاف في الوسط التاريخي لأمستردام.

وقال ماريين فيليبو (19 عاما) العامل في مجال تكنولوجيا المعلومات: “أنا قلق مما ستكون عليه الحكومة المقبلة”.

من جهته، أعرب بيتر بالكينيندي (32 عاما) عن أمله في أن تقدم الحكومة المقبلة “أداء أفضل من الحالية، خصوصا في مجال طلبات اللجوء”.

ويتوقع أن يدعو روته، إلى انتخابات مبكرة يأمل من خلالها الحصول على تأييد لتشكيل خامس حكومة ائتلافية، إلا أنه قد يواجه منافسة داخلية على خلفية تزايد ضيق صدر الناخبين حيال طول المدة التي أمضاها في الحكم.

المهاجرون يعانون من الجوع

في أحد أفقر أحياء أثينا اصطفت عشرات النساء المهاجرات والأطفال الصغار المعوزين بسبب خفض البرامج اليونانية لمساعدة اللاجئين، للحصول على تبرعات غذائية.

ويقول تقرير لـ”وكالة فرانس برس”، ان” النيجرية دنيز يوبو (33 عاما) اختارت ما يكفي من الأرز والعدس والطحين والبسكويت لملء خزائن مطبخها للشهر القادم”.

وبحسب يوبو فأن راتبها تبخر، هذا العام لارتفاع كلفة المعيشة في اليونان. وتكسب يوبو من عملها منظفة بدوام جزئي أقل من 500 يورو (550 دولار) شهريا، بالكاد تكفي لتسديد إيجارها البالغ 350 دولارا.

وقالت للوكالة “في كثير من الأحيان في منتصف الشهر، لا يبقى معي المال الكافي لإطعام ولداي”.

والمساعدة المالية البالغة بضع مئات اليوروهات شهريا، تتوقف ما إن يحصل طالب اللجوء على وضع لاجئ.

وكانت فهيمة الأفغانية العشرينية من بين الذين أصبحوا في الشارع بسبب ذلك الإجراء. ووجدت نفسها خارج القانون وغير قادرة على الاستفادة من أي مساعدة حكومية.

وقالت: “أنا في وضع شاق إذ لا أحصل على مساعدة حكومية ولا يمكنني إيجاد عمل”.

وتقول المشرفة على برنامج “طعام للجميع” ماتينا ستماتيادو، إن المستفيدين لاجئون وطالبو لجوء رُفضت طلباتهم، ومهاجرون بدون أوراق ثبوتية وآخرون قد يكون لديهم عمل أو يحصلون على “بدلات فقر”.

وتعطى الأولوية لمقدمي طلبات يعانون من ضائقة شديدة مثل أمهات عازبات أو أشخاص لديهم مشكلات صحية خطيرة.

وقالت ستماتيادو إن “اليونان لا تزال تعتبر نفسها بلد عبور. لكن العديد من اللاجئين يعيشون هنا منذ عدة سنوات ويريدون الاندماج”.

“غير أن الحكومة فشلت في تطبيق سياسات فاعلة لهذا الغرض”، وفق ستماتيادو.

انقاذ 46 شخصا

وفي موضوع الهجرة ايضاً، أنقذت سفينة الإغاثة “أوشن فايكينغ”، الثلاثاء الماضي، 46 شخصًا قبالة سواحل ليبيا بعدما تداعى مركب مصنوع من الألياف الزجاجية كان يقلّهم خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا، وفق ما أعلنت المنظمة المشغّلة للسفينة.

وذكرت الجمعية الأوروبية للإنقاذ البحري ومقرها مرسيليا (فرنسا)، أن من بين من تمّ انقاذهم أربع نساء وطفلة في الرابعة من العمر كانت برفقة والدها، إضافة إلى حوالي عشر قصّر من دون مرافقين.

وأوضحت أن من تمّ إنقاذهم غالبيتهم من السودان وإريتريا وإثيوبيا، مشيرة الى أنهم “يخضعون للعناية حاليًا”.

وبحسب تقديرات المنظمة التابعة للأمم المتحدة، فُقد أثر 1728 مهاجرًا خلال محاولتهم عبور المتوسّط إلى أوروبا منذ مطلع العام، وهي حصيلة أكبر مقارنة بـ1417 العام الماضي.

 ************************************************************

السودان.. قتلى وجرحى والمعارك مستمرة

الخرطوم - وكالات

قتل نحو 22 شخصا على الأقل فيما أصيب العشرات، أمس السبت، جراء غارات جوية شنها الجيش السوداني على مناطق غرب مدينة أم درمان

وحلّق طيران الجيش السوداني بشكل مكثف، نهار أمس السبت، في سماء الخرطوم، وذلك بعد ليلة شهدت قتالا عنيفا بين أطراف الصراع في العاصمة.

وأفادت مصادر لوكالة “سكاي نيوز عربية” بأن مقاتلات الجيش السوداني حلّقت بشكل مكثف في سماء الخرطوم، وسط سماع دوي متقطع للمضادات الأرضية لقوات الدعم السريع.

وكان الجيش السوداني قد شن الجمعة غارات جوية عنيفة على مواقع الدعم السريع في أجزاء متفرقة تركزت شمال خرطوم بحري بمحيط جسر الحلفايا والدائرة الطبية للدعم السريع بمحيط جسر شمبات، وأحياء المعمورة واركويت شرقي الخرطوم.

وامتد القصف إلى شرقي أم درمان، حيث شهد مبنى الإذاعة والتلفزيون قصفا جويا ومدفعيا عنيفا.

وبحسب شهود عيان، تطوّق قوات العمل الخاص بالجيش السوداني مبنى الإذاعة والتلفزيون وتتقدم في أجزاء واسعة في أم درمان.

وفي غربي الخرطوم، أفاد شهود عيان بانتشار كثيف للجيش بالأحياء المتاخمة لسلاح المدرعات، الذي لا يزال يشهد مواجهات عنيفة بين طرفي الحرب.

وفي تصريح للناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله أعلن استمرار عمليات التمشيط في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم، وخرطوم بحري وأم درمان).

وأضاف، أن العمليات العسكرية ضد الدعم السريع تمضي وفق ما هو مخطط لها.

*******************************************************************

البنتاغون: الهجوم الأوكراني المضاد بطيء

نيويورك - وكالات

قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن “الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية يسير بوتيرة أبطأ من المتوقع، لكن لا يزال من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات بشأن احتمالات تحقيق كييف مكاسب في ساحة المعركة”.

وذكر كولين كال وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة للصحفيين “من السابق لأوانه الحكم على سير الهجوم المضاد”.

وأضاف كال “ما يزالون يختبرون الخطوط الروسية (و)المناطق الروسية لمعرفة نقاط الضعف”.

وتابع “سيكون الاختبار الحقيقي عندما يحددون هذه النقاط، ومدى سرعة قدرتهم على استغلال نقاط الضعف تلك”.

جاءت تصريحات كال في الوقت الذي أعلن فيه توفير ذخائر عنقودية تأمل وزارة الدفاع الأميركية أن تساعد في ضمان امتلاك أوكرانيا لقوة نيران كافية.

وقال: “نريد التأكد من أن الأوكرانيين لديهم مدفعية كافية لإبقائهم في القتال في سياق الهجوم المضاد الحالي، ولأن الأمور تسير بشكل أبطأ قليلا مما كان يأمل البعض”.

وأعرب بعض المسؤولين الأمريكيين، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، عن تفاؤلهم بأن كييف لديها كل الأسلحة التي تحتاجها، بما في ذلك أجهزة تطهير خطوط الألغام وكاسحات الألغام.

 *********************************************************

مسيرات «حزن وغضب» تنديدا بعنف الشرطة.. فرنسا: الامم المتحدة بالغت بشأن تظاهرات «نائل»

باريس - وكالات

تلبية لدعوة جمعيات مدنية ونقابات عمالية وأحزاب سياسية، خرج فرنسيون، امس السبت، في عدد من المدن في “مسيرات المواطنين” تعبيرا عن “الحزن والغضب” ضد عنف الشرطة في فرنسا عقب مقتل الفتى نائل في نانتير.

وأبدت فرنسا، يوم امس، اعتراضها على تصريحات لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي نددت باستخدام القوة المفرطة أثناء قمع الاحتجاجات وأعمال الشغب التي اندلعت إثر مقتل الشاب الجزائري الأصل نائل بنيران شرطي فرنسي.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، إنّ “تصريحات خبراء الأمم المتحدة مبالغ فيها ولا أساس لها”، وفق ما أوردت وكالة “فرانس برس”.

وأضافت، أن “إجراء للتنميط العرقي من قبل قوات الأمن محظور في فرنسا”، مشددة على أن “مكافحة تجاوزات التدقيق المرتبطة بالملامح تكثفت”.

واعربت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، المكونة من 18 خبيرا، الجمعة، إعلانا بشأن الوضع في فرنسا عن مخاوفها.

وقدم الخبراء في الإعلان عددا من التوصيات بشأن “التنميط العنصري والاستخدام المفرط للقوة من جانب سلطات إنفاذ القانون”.

وطالبت اللجنة بأن “يكون التحقيق في مقتل الشاب نائل برصاص شرطي قرب باريس (شامل وغير متحيّز) وأن يتم بسرعة، وملاحقة الجناة المفترضين، ومعاقبتهم في حال إدانتهم بما يتناسب مع خطورة الجريمة”، مع ترحيبهم بقرار السلطات فتح تحقيق في الأمر”.

وأبدى الخبراء في هذا الإعلان أسفهم إزاء “نهب وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة، فضلا عن التقارير بشأن اعتقالات واحتجازات واسعة النطاق لمتظاهرين.

 *****************************************************

تظاهرات أميركية تندد بالعدوان على فلسطين

نيويورك ـ وكالات

جابت مسيرات تضامنية، هذا الأسبوع، شوارع ولايات نيويورك وباترسون وإلينوي الأميركية، تنديدا بعدوان الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ورفضا لجرائم الاحتلال بحق مدينة ومخيم جنين.

وطالب المشاركون في المسيرات التي نظمت أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، وفي مدينة باترسون بولاية نيوجيرسي، ومدينة شيكاغو بولاية الينوي، بضرورة تدخل الإدارة الأميركية ومؤسسات صنع القرار في واشنطن، في لجم ومحاسبة سلطات الاحتلال على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وإيقاف “ارهاب المستوطنين” بحق المواطنين الأبرياء.

 ********************************************************

في موقف مناهض للحقوق المشروعة.. الشرطة الألمانية تتبنى القراءات الصهيونية لحقوق الشعب الفلسطيني *

اعداد: رشيد غويلب

الشرطة الألمانية تتبنى التقييد الشديد لحرية الجالية الفلسطينية في التضامن مع شعبها، ويمكن الإشارة إلى الموقف من فعاليات إحياء النكبة، حيث وصفت شعارات الفلسطينيين، بأنها شكل من اشكال القمع والتهديد، وصنفتها بأنها تثير الكراهية بين الشعوب، وادعت شرطة العاصمة برلين أن شعار: “من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر” يعاقب عليه قانون الجنايات الألماني بموجب المادة 86 أ، لأنه موجه ضد إسرائيل داخل حدودها الحالية. وقال متحدث باسم الشرطة لصحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الشعار يدعم “المنظمات الإرهابية”.

وفي سياق المناهضة المفترضة لـ “معاداة السامية”، يمكن الإشارة إلى التعامل مع معرض دوكومنتا 15 (توثيق 15) التشكيلي في مدينة كاسل في عام 2022، حيث كان من المفترض أن تقدم أصوات من   بلدان جنوب الكرة الأرضية نفسها. وعندما عالجت جماعة روانغروبا موضوعة “الاستعمار الاستيطاني” ومقاومتها بطرق متنوعة ومثيرة ومزعجة للبعض، نجح المعارضون في المطالبة بتدخل الدولة في الفن. وحتى حفلات الموسيقي روجر ووترز، الذي يقدم نفسه على أنه صوت المقهورين والمقاطعة الثقافية لإسرائيل، يجب إسكاتها في ألمانيا. قبل حفلاته في هامبورغ وفرانكفورت وبرلين، دعت جبهة عريضة من السياسيين والإعلام والمنظمات غير الحكومية ومنظمات اللوبي إلى تقييد حرية التعبير وحرية الفن - لكن دون جدوى. حقيقة أن اليساريين في ألمانيا يتأثرون بالقمع ليست شيئًا جديدًا في تاريخ الدولة الاتحادية، على الرغم من أن المحاكم الألمانية دافعت حتى الآن بشجاعة أكبر عن حرية الفن من دفاعها عن حرية التظاهر. والجديد في الأمر أن مناهضة التضامن مع الشعب الفلسطيني، لا تبرر بضرورة معاداة البلشفية والشيوعية على الطريقة القديمة، بل برؤى “اليسار” “المناهض للفاشية”.  وهذا الخطاب يربك العديد من اليساريين، لأنهم لا يرون معاداة السامية المحتملة مجرد رأي، بل موقفا يستحق العقاب في خلط واضح بين التضامن مع ضحايا الفاشية الألمانية من اليهود، والصهيونية المعاصرة فكرا وممارسة.

حتى لو ظهرت بعض ملامح الصورة المعادية للسامية بوضوح في معرض ضخم مثل “دوكومنتا 15 “ الذي ساهم فيه أكثر من ألف فنانة وفنان، فإن هذا لا يبرر ممارسة دولة “ديمقراطية” الرقابة على الفعل الثقافي. وحتى لو رُدد شعار معاد للسامية ومعاد لليهود في تظاهرة تتضامن مع الحقوق الفلسطينية، فإن هذا لا يبرر فرض حظر استباقي لجميع التظاهرات المتعلقة بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

وفيما يتعلق بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، إذا كانت هناك تجاوزات على حرية الفن والتعبير والتظاهر، فماذا عن حرية الصحافة، التي هي أيضًا تمثل حقا أساسيا في ألمانيا؟

تتمتع وسائل الإعلام المهيمنة بحرية الاستنساخ من بعضها البعض، أحيانًا دون تحقق أو تدقيق، والابتعاد عن الأسئلة النقدية والتخلي عن الأخلاقيات الصحفية. وباعتبارها “السلطة الرابعة” الفعلية في الدولة، فإنها نادرًا ما تنتقد القرارات السياسية المتعلقة بالقيود والحظر، والتي غالبًا لا يمكن الدفاع عنها وفق القوانين النافذة في المانيا وكذلك وفق القانون الدولي، وبدلاً من أن تصوغ هذه المؤسسات الإعلامية تقاريرها بطريقة “أخلاقية”، وتركز على الأحكام التي تبدو مناسبة سياسياً. ويمكن ملاحظة ذلك في التقارير حول حملة “المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات” ضد إسرائيل (بي دي اس)، والتي توصف عادة بأنها “معادية للسامية” في جميع المجالات.

غالبًا ما يشير الصحفيون إلى قرار البرلمان الاتحادي الألماني المناهض لحملة مقاطعة إسرائيل، ويهملون بالكامل أن القرار غير ملزم، أي قرار سياسي، تنتقده حتى الدوائر العلمية في البرلمان باعتباره غير مناسب من الناحية المفاهيمية. وهو غير دستوري في شكله القانوني.  إن الجدل العام حول معاداة السامية المزعومة في التضامن مع فلسطين يغفل حقيقة أن لا مستقبلا سلميا ومضمونا في ظل الإصرار على سياسة وممارسات الاحتلال الإسرائيلي، كما رأينا بشاعتها في مخيم جنين، لا للشعب الفلسطيني، ولا لسكان إسرائيل، في حال تحقق حل الدولتين صعب المنال.

ــــــــــــــــــــ

* من مقالة لغيهرد هانلوزر، جريدة نويس دويجلاند

في 27 حزيران 2023

 *************************************************************

الصفحة السابعة

مخيم جنين يحبط مرة أخرى أهداف المحتلين

د . ماهر الشريف

أثبتت المعركة التي دارت على أرض مخيم جنين بين المقاومين الفلسطينيين وجنود الاحتلال، يومي الاثنين والثلاثاء في الثالث والرابع من شهر تموز/يوليو الجاري، أن هذا المخيم، الذي يُعتبر من أفقر المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وأعلاها في معدلات البطالة وأكثرها كثافة سكانية، إذ يقطنه نحو 18000 فلسطيني وفلسطينية يعودون بأصولهم إلى لاجئي 1948، كان وسيبقى من أهم رموز المقاومة الفلسطينية للاحتلال.

 ماذا كانت أهداف هذا العدوان الجديد على المخيم؟

أصبح مخيم جنين رمزاً للمقاومة الفلسطينية بعد قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بهجوم واسع عليه في التاسع من نيسان/أبريل 2002، بعد حصار شديد له دام نحو شهر كامل، وذلك خلال اجتياحها مدن الضفة الغربية في ربيع ذلك العام. وخلال ذلك الهجوم، الذي تصدى له ببطولة شبة أسطورية المقاومون الفلسطينيون، سقط 52 شهيداً فلسطينياً أكثر من نصفهم من المدنيين ومئات الجرحى، وتمّ تدمير 400 منزل، بحيث بات ربع سكان المخيم من دون مأوى، بينما قتل 23 جندياً إسرائيلياً. ومنذ سنتين تقريباً، صار هذا المخيم يشهد توغلات دورية لقوات الاحتلال أسفرت عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، إذ استشهدت في 11 أيار/مايو 2022 الصحافية الفلسطينية المعروفة شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها معارك دارت في المخيم، وسقط سبعة شهداء من المقاتلين الفلسطينيين ومدنيان اثنان في 26 كانون الثاني/يناير 2023 في توغل جديد لقوات الاحتلال، كما سقط سبعة شهداء خلال توغل آخر لهذه القوات في 19 حزيران/يونيو 2023.

وبغية تبرير هذه التوغلات الدموية، كانت سلطات الاحتلال تتذرع بأن مخيم جنين بات موقعاً لـ “إرهابيين” من حركتَي “حماس” والجهاد الإسلامي بصورة خاصة، وأن عليها “أن تقضي عليهم قبل قيامهم بعمليات تستهدف الإسرائيليين”. أما تصريحات المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، التي صدرت بشأن العدوان الجديد على مخيم جنين، فقد كان أبرزها التصريحات التي صدرت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي وعن مستشاره لـ “شؤون الأمن القومي” وعن ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، إذ أعلن بنيامين نتنياهو، صبيحة يوم الاثنين في الثالث من الشهر الجاري، أن قواته “دخلت إلى عش الإرهابيين في جنين، وهي تدمر مراكز القيادة وتستولي على كميات كبيرة من الأسلحة”، وصرّح، لدى زيارته قاعدة عسكرية في ضواحي جنين صباح اليوم التالي، أن إسرائيل “لن تسمح بأن تتحوّل جنين إلى ملاذ للإرهاب”، مضيفاً أن الجيش يستهدف “بنية تحتية إرهابية” و “مركز عمليات” تابعين لـ “كتيبة جنين”، ثم توقع في تصريح آخر على أعتاب بدء انسحاب قواته من المخيم مساء يوم الثلاثاء أن العملية الجارية “لن تكون الأخيرة، وإنما ستكون بداية توغلات منتظمة وسيطرة مستمرة على أرض المخيم”. أما مستشاره تساحي هنغبي، فقد أعلن أن العملية “هدفت إلى منع مجموعات مسلحة مدعومة من إيران من أن تستخدم مخيم جنين موقعاً لتحضير هجمات وصنع صواريخ، وأن العملية ستحقق قريباً أهدافها”. بينما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد دانيال هاغاري، صباح الاثنين: “عدنا هذا المساء للقيام بعملية في منطقة مدينة جنين”، هدفها “إفشال البنية التحتية الإرهابية في مخيم جنين للاجئين، وتعطيل أنشطة الإرهابيين، واعتقال المطلوبين، وتحييد المقرات والقواعد العسكرية، وكذلك مختبرات الأسلحة والذخيرة”[1].

العدوان يخفق في تحقيق أهدافه

أسفرت المعركة الجديدة التي دارت في مخيم جنين بين المقاومين الفلسطينيين وجنود الاحتلال عن سقوط 12 شهيداً فلسطينياً ونحو 100 جريح، من بينهم 20 في حالة خطرة، وعن اعتقال العشرات من الشبان الفلسطينيين، بينما أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي واحد وفقاً لبيان رسمي إسرائيلي. وعن حصيلة تلك المعركة، اكتفى ناطق باسم الجيش الإسرائيلي بالتصريح بأن جيشه دمّر “مركزاً للعمليات المشتركة” لـ “كتيبة جنين”، و”مخزناً للأسلحة”، و”موقعاً للمراقبة”، وأنه اعتقل عدداً كبيراً من” المشبوهين”، بينما “ما زال يوجد في جنين نحو 300 مقاتل اختبأ معظمهم”.

والواقع، أن معظم المحللين يجمع على أن قوات الاحتلال التي دخلت المخيم وضمت نحو ألف جندي وعشرات المدرعات وناقلات الجند والجرافات والطائرات المسيّرة، أخفقت هذه المرة أيضاً في تحقيق أهدافها، وهذا ما أكده المحللون الإسرائيليون أنفسهم. فقد اعتبر المحلل السياسي آفي يسخروف، يوم الثلاثاء في الخامس من الشهر الجاري، في مقال نشره في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن العملية في جنين هي بمثابة “إعطاء مريض ميؤوس من شفائه حبة أسبيرين”، مقدّراً أن ما حققته هذه العملية هو “تقليص كميات السلاح الموجود في حوزة المسلحين الفلسطينيين في جنين”، ولعلها أفادت أيضاً بنيامين نتنياهو على الصعيد الداخلي، بحيث أصبح “في إمكان مؤيديه النجاح في جعل الناس ينسون حقيقة أنه منذ ولاية حكومة اليمين بالكامل، نشهد تصاعداً دراماتيكياً في الهجمات، وهجوم يوم الثلاثاء في تل أبيب [عملية الدهس والطعن التي نفذها فلسطيني وأسفرت عن سقوط سبعة جرحى] هو نموذج آخر من ذلك”، ومتوقعاً أن هذه العملية “لن تخفض عدد الهجمات [الفلسطينية]” بكل تأكيد[2]. أما المحلل السياسي الآخر، تسفي برئيل، فقد نشر في اليوم نفسه في صحيفة “هآرتس” مقالاً حمل عنواناً شبيهاً وهو “هل ستُنهي العملية “الإرهاب”؟ هي ليست أكثر من حبة مهدئ للمستوطنين”، رأى فيه أن “فقدان بنيامين نتنياهو السيطرة السياسية أثمر عملية استعراضية”، ذلك إن “ما من إنسان عاقل في الجيش، وفي الشاباك، وحتى في دوائر اليمين، يصدق أن هذه العملية قضت على “الإرهاب” في مخيم اللاجئين في جنين، ناهيك بمدينة جنين ونابلس والقدس، وكل الأراضي المحتلة”، مقدّراً “أن يكون نتنياهو نفسه لا يصدق الكلام الذي خرج من فمه عندما قال “نسعى لتغيير المعادلة في مواجهة ‘الإرهاب” “[3].

وقد أقرّ الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، في السادس من الشهر الجاري، أي بعد انسحاب الجنود الإسرائيليين من المخيم، بهذه الحقيقة، عندما قال “إن العملية العسكرية في مدينة جنين ومخيمها لن تكون الأخيرة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في جنين، ويمكن أن يضطر إلى العودة سريعاً إلى هناك إذا استدعت الضرورة ذلك”، محملاً مسؤولية العجز عن إنجاز أهداف هذه العملية إلى “أن المعلومات الاستخبارية لم تكن كافية للوصول إلى جميع الأهداف في مخيم جنين، وإلى أن كثيراً من الخلايا المسلحة انسحبت خارج المخيم”[4].

ردة فعل الفلسطينيين: سنقاوم ولن ننتقل من هنا

كشف أحد المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، وهو المقدم ريتشارد هشت المسؤول عن العلاقات مع الصحافيين الأجانب، الهدف الحقيقي للعدوان الأخير على مخيم جنين، عندما قال: “إن العملية الجارية تهدف إلى وضع حد لذهنية الملاذ الآمن في مخيم اللاجئين، وإرسال رسالة إلى الناس الذين يؤون مقاتلي الكتيبة، والذين يتعاطفون معهم، تظهر لهم أن هذا التدمير هو نتيجة دعمهم المقاومة”.

فماذا كانت ردة سكان المخيم؟

طبعاً لا يمكن الاستهانة بسقوط 12 شهيداً ونحو 100 جريح بين صفوف هؤلاء السكان، ولا باضطرار نحو 3000 منهم إلى ترك منازلهم بصورة مؤقتة، بعد انقطاع الماء والكهرباء فيها وخشية الوقوع ضحايا العدوان. لكن على الرغم من هذه المعاناة، فإن سكان هذا المخيم عبّروا من جديد عن التفافهم حول المقاومين، وعن عزمهم على الصمود داخل مخيمهم، حتى إن القسم الأكبر من الذين نزحوا عن المخيم ما لبثوا أن عادوا إليه، ما إن توقفت المعارك، وانضموا إلى عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين شاركوا في تشييع جثامين الشهداء.

كانت المعارك دائرة في المخيم عندما أصدرت “كتيبة جنين” بياناً أكدت فيه “أن مقاتليها سيقاتلون قوات الاحتلال حتى الرمق الأخير، وأن جميع الفصائل موحدة وتعمل بصورة مشتركة”. وصرّح أحد مناضلي حركة “فتح” في المخيم بأن العدوان “لن ينجح في تحييد هذه المدينة ومخيمها؛ فهذا وهم”، مقدّراً أن ما يمكن أن يحدث في المستقبل هو أن تتعزز المقاومة للاحتلال، بحيث “تحذو مدن أخرى، مثل قلقيلية وطولكرم ونابلس ورام الله والخليل وبيت لحم، حذو جنين”. أما محمود منصور، وهو من سكان المخيم، فقد قال: “لقد بقينا في بيتنا، لكنهم قطعوا الكهرباء ثم الماء عنا، إذ قامت جرافات بجرف بعض الأزقة، وقطعت أسلاك الكهرباء ومجاري المياه، بذريعة تفجير ألغام زرعت على أطراف هذه الأزقة”، وأضاف “لقد افتقدنا الخبز، وتعرضنا للجوع، ولم نعش في الماضي أياماً كهذه”. وقال مواطن آخر من سكان المخيم، يدعى معتصم، وهو أب لستة أطفال، لمراسل وكالة رويتر “لم يفلحوا، والحمد لله، في تحقيق أهدافهم؛ إن الشباب في حالة جيدة، والأهالي والمخيم كذلك”، وأضاف: “لقد سقط 12 شهيداً ونحن نفتخر بهم، ولكننا نتوقع أضراراً أكبر نظراً لعظم الهجوم”. بينما قال أيمن، الذي يبلغ من العمر 18 عاماً، إنه يدافع عن مدينته بالحجارة، مضيفاً: “نحن هنا في وطننا، في جنين، لن نتحرك من هنا، هذه المدينة فلسطينية، وستبقى كذلك؛ لن يكونوا قادرين على كسر عزيمتنا، يمكنهم نشر دباباتهم، ونشر كل ما لديهم من ترسانتهم العسكرية وإطلاق الصواريخ، لكن كل هذا لن يغيّر شيئاً، فنحن لن نترك هذه الأرض التي هي لنا”. أما نجاة التي تشتت عائلتها، فقالت: لقد أمهلوا جميع السكان ساعتين لإخلاء المخيم، مدّعين أن مخيم جنين منطقة إرهابية؛ لكننا نحن الضحايا، في الواقع، وهم الذين يأتون لمهاجمة أطفالنا وقتل شباننا البالغين 16 و 17 عاماً من العمر”[5].

وهكذا، يبدو أن مخيم جنين سيبقى شوكة في حلق المحتلين الإسرائيليين، مهما استعملوا من وسائل وحشية للقضاء على مقاومته.

[1]https://www.lemonde.fr/international/article/2023/07/04/a-tel-aviv-7-blesses-dans-un-attentat-tandis-que-se-poursuit-l-operation-israelienne-en-cisjordanie_6180481_3210.html;           

https://www.francetvinfo.fr/monde/proche-orient/israel-palestine/a-jenine-l-operation-de-l-armee-israelienne-est-officiellement-terminee-les-soldats-se-retirent_5931554.html;

https://www.arabnews.fr/node/399116/monde-arabe

[2] https://digitalprojects.palestine-studies.org/sites/default/files/5-7-2023.pdf

[3] https://digitalprojects.palestine-studies.org/sites/default/files/5-7-2023.pdf

[4] https://digitalprojects.palestine-studies.org/sites/default/files/6-7-2023.pdf

[5]https://www.middleeasteye.net/fr/decryptages/occupation-palestine-jenine-offensive-israel-brigades-resistance;

https://fr.investing.com/news/world-news/la-colere-gronde-en-cisjordanie-apres-le-raid-disrael-sur-jenine-2189100;

https://www.lemonde.fr/international/article/2023/01/27/a-jenine-recit-d-un-assaut-israelien-meurtrier_6159551_3210.html;

https://www.francetvinfo.fr/monde/proche-orient/israel-palestine/reportage-tout-le-monde-est-une-cible-potentielle-la-population-de-jenine-sous-le-choc-apres-l-operation-speciale-de-l-armee-israelienne_5931704.html

 ******************************************************

وجهة نظر.. الشرق الأوسط «المساعي الحميدة» / بقلم : رينه بكمان

ترجمة : فؤاد الصفار

“ الصينيون يبدؤون حقبة جيوسياسية جديدة”، بدون غزو، بدون تدخل عسكري، أو حركة شعبية كبيرة، البانوراما الجيوسياسية والاستراتيجية لمنطقة من أكثر المناطق غير المستقرة “الشرق الأوسط”.

بمبادرة نشطة من الصين، فأن النظام الملكي السني في السعودية والجمهورية الشيعية في إيران، جددا العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من العداء والحروب بين حلفائهم في المنطقة، يأتي هذا التقارب كمفاجأة يمكن أن تفتح ملف “ عصر جديد” استراتيجي يؤدي إلى انفراج في العلاقات الاقليمية، وأول المستفيدين من هذا التقارب هو الصين المنظمة وسوريا، والخاسر الاكبر اسرائيل، ويمكن أن تمتد فوائده إلى جميع المناطق من اليمن إلى تركيا، ومن العراق إلى لبنان، وإلى الاراضي الفلسطينية. 

إن طموحات الصين، هي تأمين مصالحها الاقتصادية في المنطقة، والرئيس الصيني الذي تبنى هذه “المبادرة النبيلة” لدعم وتطوير علاقات جيدة مع الرياض وطهران.

من أوليات السياسة الامريكية والاوربية حاليا هو دعم أوكرانيا ضد الهجوم الروسي، وهذا فسح المجال لبكين أن تضع استراتيجية بأن تكون اللاعب الحاسم والرئيسي في منطقة الشرق الأوسط، أيضا الجهل ولامبالاة بقية دول العام بما يحدث في هذه المنطقة، سمح للصين أن تقدم عملا دبلوماسيا ملموسا ودورا اقتصاديا في الخليج العربي والذي يأتي منه معظم احتياجاتها من البترول والغاز.

في اسرائيل، يتذرع نتنياهو مرة اخرى “ بالخطر الوجودي” الإيراني، محاولا خلق اتحاد وطني وصرف غضب الرأي العام الاسرائيلي ضد سياسته وتحويلها إلى الخارج، من جانب الصين فأنها تخشى قيام اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، مما يخلق فوضى اقليمية والتي ممكن أن تؤدي إلى وقف امدادات البترول، اما فيما يتعلق في استراتيجية واشنطن في فترة ترامب، فقد كانت جانب التطبيع بين اسرائيل والسعودية وهما المنافسان الاقليميان لإيران، وهذه السياسة انتهت إلى الفشل.

إن الصين حاليا تقدم نفسها “قوة سلام” ومستعدة لضمان وسلامة واستقرار المنطقة، انها تقدم نفسها كمرشح قوى بدل أمريكا كقوة رادعة ووقائية في المنطقة، وهذا ما نشرته صحيفة “الصين العربية” عام 2016، اضافة إلى زيارات الرئيس الصيني عام 2022، إلى مصر والسعودية ولقائه برؤساء دول الخليج والعالم الاسلامي وتوقيع عدد من الاتفاقيات مع هذه الدول.

السعودية من جانبها، مهتمة أكثر بالحفاظ على استقرار منطقة الخليج وكذلك مهتمة بعروض الوساطة الصينية، بسبب أن الجزء الاكبر من صادراتها النفطية يمر عبر مضيق هرمز، أي ضمن مدى مدافع وصواريخ إيران، وعلى الرغم من واردتها من الاسلحة الامريكية ولكنها لا تملك القوة التي تستطيع التعامل مع هذه التهديدات، ورغم أن امريكا هي الحامي التاريخي ومنذ ثلاثة ارباع القرن للسعودية، ولكن مصداقيتها تراجعت وخاصة بعد تعرض المنشاءات النفطية السعودية عام 2019 و2022 إلى ضربات، وكانت إيران المتهم الاول في هذه العمليات. واستمر تراجع نفوذ امريكا منذ فترة اوباما، بعد سحبه 39000 ألف عسكري من العراق عام 2019. إن اتفاق ما يعرف باسم “ابراهيم” هو تطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول العربية وخاصة السعودية ضد العدو المشترك إيران أدى إلى الفشل، كما أن سياسة ترامب ومستشاريه كانت تؤكد على فك الارتباط مع هذا الشرق المعقد، وهذا ما أكده ترامب اثناء زيارته إلى السعودية، كما أكد على رؤساء هذه الدول بالاعتماد على قوتهم الخاصة، مما دفع هذه الدول إلى تنويع مصادر تسليحهم، وكانت موسكو والصين المستفيدين.

قرار حكومة ترامب بالتنديد بالاتفاقية الدولية لمراقبة المحطة النووية الإيرانية التي وقعت في عهد حكومة اوباما، واستحالة العودة لها، اخافت السعودية من امكانية امتلاك إيران للسلاح النووي، وأصبح من الحكمة تغيير موقفها والسعي لتجديد الحوار واقامة علاقات سلمية مع إيران قبل مجيء “المساعي الحميدة الصينية”.

ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الرجل القوي في المملكة له مصلحة خاصة في هذا التقارب لمحاولة نسيان مسؤوليته عن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في اكتوبر 2018.

اما من الجانب الإيراني، فأن قادة النظام يواجهون أزمة اقتصادية واستياءً سياسيا واجتماعيا كبيرا، اضافة إلى خوفهم من قيام اسرائيل وامريكا بضربة عسكرية، من ناحية الصين فرغم العقوبات الدولية على إيران فقد استمرت الصين رغم التحفظات على استمرار شراء البترول، وقد عقدت اتفاقية استراتيجية مع إيران ولمدة 25 سنة عام 2021، اعتبرتها إيران ورقة رابحة.

استقبلت الاتفاقية السعودية الإيرانية بشكل ايجابي من معظم دول الشرق الأوسط، وظهرت التأثيرات الواضحة والاكثر اثارة هو عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، هذه العودة جاءت نتيجة التفاوض الروسي والصيني والتي وضعت حدا للعزلة الدبلوماسية للنظام السوري المسؤول عن حرب أهلية اسفرت عن مقتل 600000 شخص وتهجير قسري نحو 6 مليون مواطن. كذلك من تأثيرات الاتفاق، التقارب المصري الإيراني، والمباحثات السعودية مع الحوثيين لوقف الحرب في اليمن، والتقارب التركي مع دول الخليج والتي سهلت دخول 10 مليار دولار إلى البنوك التركية و5 مليار من الرياض، ايضا من آثاره التقارب السوري التركي وخاصة ما يتعلق بعودة 4 مليون لاجئ سوري يشكلون عبئا على الاقتصاد التركي. في اسرائيل، نتنياهو يواجه أزمة سياسية لا مثيل لها، فأن التغير المفاجئ للدبلوماسية السعودية والتقارب مع إيران وضع اسرائيل في ضبابية وأصبح الخاسر الاكبر، وهذا ما اشارت له صحيفة هارتس تحت عنوان “ بداية عصر جديد؟”.

في القمة العربية الاخيرة، ذكر ولي العهد السعودي عدة مرات، أن والده الملك سلمان أقترح في عام 2002، “ مبادرة السلام العربي” وتنص على أساس تبادل الاعتراف بإسرائيل من قبل الدول العربية مقابل قيام دولة فلسطينية وانسحاب اسرائيل من جميع الاراضي المحتلة منذ 1967، وكرر ولي العهد أن القضية الفلسطينية تبقى من اوليات السعودية، هذه التصريحات اقلقت الحكومة الاسرائيلية التي يهيمن عليها متطرفو المستعمرات.

اما القضية الفلسطينية التي ممكن ان نبتهج بعودتها إلى المشهد السياسي، والتي ابعدت سنوات من الاجندة الدبلوماسية من قبل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، بالتواطؤ الصامت من المجتمع الدولي بما فيها دول العام العربي، لكن سيكون من غير الحكمة ان نبني الكثير من التوقعات على هذا الافتراض، ان مصالح الجيوستراتيجية هي التي وجهت مبادرة الصين، وكذلك يتعلق الامر بالثقة التي يمكن وضعها في محمد بن سلمان.

 ********************************************************

الصفحة التاسعة

اليوم انطلاق الجولة السادسة والعشرون من دوري الكرة.. الشرطة أمام فرصة تحقيق اللقب

متابعة ـ طريق الشعب

تنطلق اليوم الاحد، منافسات الجولة 36 لدوري الكرة الممتاز باقامة مباراة واحدة تقام بين فريقي نفط ميسان وضيفه دهوك على ملعب ميسان الأولمبي عند الساعة السادسة عصرا.

وتقام غد الاثنين ست مواجهات يستهلها فريقا نوروز وضيفه أربيل بديربي كردستاني وتقام المباراة على ملعب السليمانية عند الساعة الخامسة عصراً، وفي نفس الوقت يستضيف الصناعة على ملعبه فريق نادي القوة الجوية.

بينما تقام مباراة واحدة عند الساعة الخامسة والنصف عصرا، وتجمع فريقي نادي الحدود وضيفه نادي الزوراء على ملعب الشعب الدولي.

وتقام مباراتان عند الساعة السابعة والربع تجمع الأولى فريقي الديوانية وضيفه كربلاء على ملعب كربلاء الدولي الملعب المفترض لنادي الديوانية، ويلاقي زاخو في الثانية على ملعبه ضيفه الطلبة.

وتقام مباراة واحدة في الساعة العاشرة مساءً على ملعب الشعب الدولي، تجمع فريقي نادي الشرطة ونادي الكهرباء.

وتختتم منافسات الجولة 36 باقامة ثلاث مباريات تقام الأولى عند الساعة الخامسة عصراً بين فريقي نادي الكرخ وضيفه نفط البصرة على ملعب الساحر أحمد راضي.

ويلتقي في مباراة ديربي النجف فريقا نادي النجف وضيفه نادي نفط الوسط عند الساعة السابعة والربع مساءً على ملعب النجف الدولي.

ويختتم منافسات الجولة 36 فريقا النفط وضيفه القاسم على ملعب الشعب الدولي عند الساعة التاسعة والنصف مساءً. وتحتدم المنافسة على الظفر بلقب الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، مع اقتراب جولات الحسم الاخيرة، خصوصاً بعد تعثر المتصدر نادي الشرطة أمام كربلاء في الجولة الاخيرة، الذي تجمد رصيده عند النقطة الـ 73 تاركا ملاحقة القوة الجوية بالمركز الثاني برصيد 69 نقطة.

 ***************************************************************

متى ظهرت الأرقام على قمصان لاعبي كرة القدم؟

متابعة ـ طريق الشعب

يحفل عالم الرياضة، بالعديد الأمور، التي ربما تمر على المتابعين، دون التفكير فيها، ولا البحث عن أهميتها، وتحت أي ظروف ظهرت للعلن. الحقيقة أن أرقام اللاعبين لها أهمية كبرى في كرة القدم، في ظل وجود 22 لاعبا فوق أرضية الملعب، دون احتساب اللاعبين على دكة البدلاء، ومع هذا العدد الكبير يصعب على الحكام معرفة كل اللاعبين خاصة من يرتكبون المخالفات ويحصلون على البطاقات الملونة.

وقبل عام 1928، لم يحمل أي لاعب رقمًا على قميصه، مما تسبب في الكثير من المشاكل في بعض المباريات، خاصة في حالة تشابه لاعبين ووقوع الحكام في أخطاء تتعلق بهذا الأمر.

تحول تاريخي

في 1928، قرر هيربرت تشابمان، المدرب الأسطوري لأرسنال، أن يبتكر فكرة الشرائط المرقمة ووضعها على ظهر كل قميص بإحدى مباريات فريقه ضد شيفيلد وينزداي.  وكان نظام تشابمان يعتمد على ترقيم قمصان اللاعبين بشكل تصاعدي، بداية من حارس المرمى الذي يحصل على رقم 1، ثم الانتقال إلى الأمام من يمين الملعب إلى يساره، ثم الصعود وصولا إلى خط الهجوم في النهاية.

والمفاجأة أن الفكرة لم تنل استحسان المسؤولين عن كرة القدم الإنجليزية إلا أن أصداء الفكرة نفسها بدأت في الانتشار بين مسؤولي الأندية، وقرر بعضهم تطبيق الفكرة في عدد من المباريات.

ومع انتشار الفكرة عاما تلو الآخر، تم إلزام جميع الأندية الإنجليزية بأن يرتدي لاعبوها، قمصانا مرقمة في عام 1938.

وبعد أن كان كل لاعب يرتدي أي رقم يختاره، تم صدور قرار رسمي في يوليو/تموز 1939، والذي نص على وجوب ارتداء اللاعبين لأقمصة مرقمة، لكن وفقا لنظام محدد.

وشدد القرار على ضرورة ارتداء اللاعبين لقمصان تحمل الأرقام من 1 إلى 11، وهو عدد اللاعبين داخل المستطيل الأخضر لكل فريق.

 *******************************************************

اتحاد كرة القدم يعد باهتمام خاص بالمنتخب الأولمبي

متابعة ـ طريق الشعب

أكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال، ان الاتحاد سيولي اهتماماً “خاصاً” للمنتخب الاولمبي في المرحلة المقبلة بغية إعداده بشكل جيد قبل الدخول في التصفيات الآسيوية.

وقال درجال في حديث صحفي، إن “اتحاد الكرة لم يقصر في إعداد المنتخب الاولمبي خلال المرحلة المقبلة، وسنعمل بالتنسيق مع الكادر الفني للمنتخب على توفير معسكر تدريبي داخلي وخارجي للفريق”.

واشار إلى ان “المعسكرات ستهيأ للأولمبي قبل الدخول في منافسات التصفيات الاسيوية وحسب رؤية المدرب راضي شنيشل لما يراه أفضل في إعداد المنتخب”.

ولفت إلى أن “مباريات ودية ستتخلل مراحل اعداد المنتخب الأولمبي، وذلك للوقوف على جاهزية اللاعبين وخلق الانسجام فيما بينهم وإعدادهم بشكل جيد قبل دخول التصفبات الاسيوية المقبلة”.

وأوقعت قرعة تصفيات كأس آسيا للمنتخبات الاولمبية دون (23) عاماً المؤهلة لدورة باريس 2024، المنتخب الأولمبي العراقي في المجموعة (F) إلى جانب منتخبات الكويت وتيمور الشرقية ومكاو.

 ************************************************************

وقفة رياضية.. أين الڤار  يا اتحاد الكرة؟

منعم جابر

اليوم شكل الڤار في منافسات كرة القدم ثقافة ضرورية ومهمة وأساسية تساعد حكم المباريات على تجاوز بعض الأخطاء التي تقع في لعبة كرة القدم وممكن أن يغفلها حكم المباراة ويجتهد فيها ويحرم فريق منها ويتسبب في خسارة فريق وضياع جهده مما يؤدي إلى هياج الجمهور واللاعبين ويتسبب في فقدان السيطرة على المتفرجين واللاعين، وهنا يحق لي أن أتساءل أين الڤار؟ وهل يجد اتحاد كرة القدم صعوبة في توفيره في منافساته علماً ان كل الاتحادات الوطنية لكرة القدم قد وفرته في منافساتها فهل يتعذر على اتحادنا توفيره؟ أم ان تكاليفه باهظة الثمن؟ أم وأم. هل ترغبون يا اتحادنا الموقر بحصول مشاكل وإشكالات وخلاف واختلافات بين الجمهور واللاعبين وتشهد منافسات الدوري عراك و(طلايب) تسبب فقدان السيطرة وتضيف مشاكل جديدة.

إن تجربة الڤار التي اعتمدها وأقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لم تأت ارتجالاً ولا ترفاً بل أنها جاءت بعد دراسة وتمحيص وتجارب عميقة لتكريس العدالة ورفع الحيف عن لعبة كرة القدم، ولهذا نناشد اتحادنا الموقر بان يسعى جاهداً لتوفير هذا (الحكم) الإضافي لتجاوز الأخطاء والهفوات التحكيمية وانصاف لعبة كرة القدم وتخليصها من الأخطاء. وهنا نستطيع بواسطة ثقافة الڤار ودورها ان نضع حداً لشغب الجماهير في الملاعب والميادين الرياضية لأن العدل متوفر والدقة حاضرة وإعادة النظر بالقرارات الحاسمة والباتة، إن أمامنا تجارب كبيرة وكثيرة كان للڤار دور حاسم وموقف واضح حيث لا مجال للاجتهاد، خاصة وان القرار الذي يتخذه (الڤار) يشترك فيه الجهاز واكثر من خبير في التحكيم الدولي مما لا يدع مجالاً للاجتهاد ووجهات النظر، وهنا اناشد الاتحاد العراقي لكرة القدم بان يسارع للحصول على تقنية الڤار لأن من خلالها لا يدع مجالاً للاجتهاد وتبرير الأخطاء والهفوات التحكيمية. وبهذا نستطيع ان نتجاوز الأخطاء والمشاكل ونستطيع ان نقود المباريات بحكمة وقدرة وسيطرة وندفع بها إلى بر الأمان. وبهذا لا نترك لعواطف جماهير الملاعب التلاعب باعصاب اللاعبين والمدربين. وبالتالي نتحكم ونسيطر على الجماهير الحاضرة إلى الملاعب، ونستطيع ان نرسم صورة زاهية لعشاق كرة القدم وجماهيرها، خاصة وأننا على أبواب دوري المحترفين وبطولات متنوعة ومنافسات كثيرة وكبيرة.

 ******************************************************

واقع الرياضة المدرسية في ميسان

ميسان ـ حسام حسين طلوبي

منذُ زمن ونحن نعرف أن الرياضة المدرسية في العراق وميسان خصوصاً تعاني من جميع النواحي وتجدها تارةً معوقات تخص الناحية المادية وتارةً تجد معوقات تخص البنى التحتية.

لكن الواقع اليوم في ميسان محزن ومؤثر فالقاعة الرياضة المدرسية التابعة للنشاط الرياضي في تربية ميسان التي وضع الحجر الاساس لها عام 2011 لم تكتمل إلى الان ولم تعرف اسباب التوقف فيها.

بالرغم من كثرة المخاطبات والمناشدات لكن دون اي جواب من قبل الوزارة، وعند سؤال بعض المسؤولين كيف تمارس فرق التربية تدريباتهم او اقامة البطولات المدرسية؟ أجابوا والاجابة كانت صادمه حيثُ يقوم المدربون بإيجار بعض الساحات من أجل ممارسة التدريبات، وبعض القاعات الموجودة في ميسان تقوم بإعطاء القاعة لفترة قصيرة وبصعوبة من أجل إقامة البطولات المدرسية، رغم أن المدربين التابعين للنشاط الرياضي ليس لديهم اي مورد مادي من أجل النهوض بواقع الرياضة المدرسية، علماً أن الرياضة المدرسية بشكل عام تعتبر الاساس الذي تستند عليها الرياضة العراقية لكن في ظل هذا الواقع المرير نجد هناك تراجعا مخيفا في الرياضة المدرسية.. لعلى وعسى في قادم الايام نجد الدعم الكافي للرياضة المدرسية.

 ***********************************************************

مبابي: لن أكون ضمن فريق يكتفي بالمشاركة في دوري الأبطال

باريس ـ وكالات

تحدث الفرنسي كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان، عن طموحه وموقف فريق العاصمة الفرنسية من الفوز بدوري أبطال أوروبا.

قال مبابي، خلال تصريحات لصحيفة “ليكيب” الفرنسية: “هل هناك أسباب للاعتقاد بأن هذا موسمك الأخير في الدوري الفرنسي؟ ببساطة شديدة.. أنا لاعب تنافسي، عندما ألعب يكون ذلك من أجل الفوز. ولا يهمني مع من ألعب، ولا يهمني القميص الذي أرتديه، ولا يهمني أين ألعب”.

وأضاف: “لن أرضى أبدا سوى بالفوز، ولن أكون راضيا أبدا إلا بالفوز بدوري أبطال أوروبا. سأذهب في عطلة، وأقوم بإعادة ضبط نفسي، وأستعيد طاقتي، وأعود بالجوع الذي يعرفه الجميع”.

وتابع: “أنا دائما غير راض عن نفسي، لذلك لا يمكنني الإعجاب بما فعلته. هذا هو المفتاح الأول لفهم نفسي، لأن كل ما أفعله، أقول يمكنني القيام بذلك مرة أخرى وبشكل أفضل. لدي هذا الجوع للفوز”.

وواصل: “لا أريد أن أكون في فريق يكتفي فقط بالمشاركة. لهذا السبب يعتقد الناس أحيانا أنني متكبر. لا أخشى الفشل أيضا، إنه جزء من مسيرة اللاعبين، لكن لدي إيمان عميق بأنني ولدت للفوز وأريد أن أثبت ذلك للجميع”.

وأكمل: “لا أعرف ما الذي ينقص باريس سان جيرمان للفوز بدوري أبطال أوروبا، وهذا السؤال لا يوجه لي. يجب التحدث مع الأشخاص الذين يشكلون الفريق وينظمون القائمة ويبنون هذا النادي. أنا فقط أحاول القيام بعملي بأفضل طريقة ممكنة”.

وأردف: “كنت أفضل لاعب وأفضل هداف للعام الخامس على التوالي في الدوري الفرنسي. يمكنني القيام بذلك بشكل أفضل. في بعض الأحيان في كرة القدم تواجه ما يسمى بالحد الأقصى، ولذلك هذا ليس سؤالا أكبر من أن يوجه لي، بل هو سؤال لأولئك الذين فوقي”.

واستطرد: “توجد العديد من الأمور التي تجعلني أشعر بالفخر.. أولا الاستمرار في الفوز بالألقاب، هذا السبب الرئيسي الذي نلعب من أجله”.

واختتم: “سعيد بالحفاظ على مستواي، وقد حققت موسما سجلت فيه قرابة 50 هدفا. وهناك هالاند أيضا، وأعلم أنه يمكنني تحطيم الرقم القياسي لموسم واحد الخاص بجوست فونتين وهو 53 هدفا”.

************************************************************

الصفحة العاشرة

في ندوة بيروت الفكرية .. أزمة الرأسمالية وراهنية الماركسية

أحمد الديين

لئن كان ظهور الماركسية وتطورها قد ارتبط بوجود النظام الرأسمالي وتطوره فإنه لا يمكن الحديث عن راهنية الماركسية بمعزل عن ربطها بتطور الرأسمالية وباحتدام أزمتها، التي أخذت تتفاقم وتتعمق وتتسع على نحو غير مسبوق، سواء على مستوى تشديد الاستغلال الطبقي، أو على مستوى اتساع الفقر والبطالة، أو جراء موجات الغلاء والتضخم وانخفاض الأجور والمعاشات التقاعدية، أو عبر موجات اللاجئين والمهاجرين المستجيرين من رمضاء الأطراف  الكولونيالية التابعة بنار المركز الإمبريالي، أو مظاهر البؤس والمعاناة الناجمة عن الخصخصة وتسليع الصحة والتعليم، فقد بلغ التضخم مستوى قياسي في منطقة اليورو، إذ أصبح في حدود 8.9 في المائة خلال شهر تموز الماضي، في الوقت الذي تواجه فيه الأسر الأوربية ارتفاعاً حاداً غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية والوقود والطاقة، ووفقاً لمكتب الإحصاء الأوربي (يوروستات) فإنّ معدل التضخم هو الأعلى منذ 1997، كما ارتفعت أسعار السلع الغذائية والوقود والمحاصيل الزراعية في الولايات المتحدة الأميركية، ووصل معدل التضخم فيها إلى 9.1 في المائة وهو الأعلى منذ 40 عاماً وفقاً للمعهد الأمريكي لإدارة التوريد… فما بالك في أحوال شعوب بلداننا التابعة والمفقرة.

وعلى مستوى التوظيف يذكر تقرير منظمة العمل الدولية عن العمالة والتوقعات الاجتماعية في العالم لعام 2023 أنّ نمو التوظيف العالمي لن يتجاوز نسبة 1  في المائة فقط، أي أقل من نصف مستوى العام الماضي.

وهناك تقديرات بأن 600 مليون شخص سيكابدون شظف العيش على أقل من 2.15 دولار للفرد في اليوم بحلول 2030.

وتذكر أوكسفام في تقريرها، الذي يحمل عنوان “البقاء للأغنى” أنّ أغنى أغنياء العالم الذين تبلغ نسبتهم 1 في المائة من سكان الكوكب حصلوا على نحو ثلثي إجمالي الثروة الجديدة – وتقدر بنحو 42 تريليون دولار- التي تم تكوينها منذ عام 2020، أي نحو ضعف ما حصل عليه بقية سكان الأرض.

ماذا عن تحولات الطبقة العاملة؟

في محاولة لدحض الماركسية فقد راجت منذ أواخر ستينات القرن العشرين تصورات بأن الطبقة العاملة آخذة في التقلص من حيث الحجم والوزن السياسي، بل أنها ستتحول إلى طبقة هامشية، وكان في مقدمة المنظرين الذين طرحوا مثل هذه التصورات هربرت ماركيوزه.

ونحن كماركسيين لا ننكر أن تغيراً بنيوياً كبيراً قد حدث في وضع الطبقة العاملة من حيث الشكل والحجم، ولكن هل مس هذا التغير وجود الطبقة العاملة وأدى إلى تهميش دورها في عملية الانتاج؟ أم أنه أثر على الكم والوزن؟… وهل أدت الأتمتة وثورة المعلومات والاتصالات إلى انتفاء الاستغلال الطبقي؟ أم أنها أجرت عليه بعض التحويرات.

نحن لا ننكر أن حال الطبقة العاملة اليوم لا يماثل تماماً حالها في زمن ماركس، وأنّ أعداد العاملين في المصنع الواحد على سبيل المثال قد تقلصت بفضل التكنولوجيا الحديثة، ولكن الطبقة العاملة ككل اتسعت وتضاعفت أعدادها، بل نسبتها إلى إجمالي عدد السكان مرات ومرات مقارنة بما كانت عليه في القرن التاسع عشر، إذا أخذنا بعين الاعتبار التعريف الذي اعتمده فريدرك انجلز رفيق كارل ماركس للبروليتاريا في مقدمة الطبعة الانجليزية للبيان لعام 1888 بأنها “طبقة العمال الأجراء المعاصرين الذي لا يملكون أية وسائل انتاج فيضطرون بالتالي إلى بيع قوة عملهم لكي يعيشوا”، بحيث لم يعد مفهوم الطبقة العاملة يقتصر على عمال المصانع وحدهم، بل جميع العاملين بأجر من عمال الخدمات والنقل والتجارة وغيرهم، وهم غالبية سكان البلدان الرأسمالية ليس فقط في مجتمعات البلدان الرأسمالية المتقدمة في المركز الإمبريالي وإنما كذلك في مجتمعات البلدان التابعة الأقل تطوراً.

وفي هذا السياق أوصي بالاطلاع على مقالة مهمة تحمل عنوان “نهاية الطبقة العاملة؟” كتبها رئيس حزب العمال البلجيكي بيتر ميرتنز، وهو في الوقت نفسه عالم اجتماع مشهور، ونشرت تلك المقالة في مجلة INTERNATIONAL COMMUNIST REVIEW  العدد الثالث عام 2012، وترجمها إلى العربية دلير زنكنة، حيث تتضمن تلك المقالة بيانات احصائية مهمة تدحض التصورات الرائجة حول تلاشي وجود الطبقة العاملة ودورها، ومن بينها جدول يستند إلى احصاءات تقرير العمالة العالمية 2007 الصادر عن منظمة العمل الدولية وتقرير العمالة في أوروبا 2004 الصادر عن المفوضية الأوروبية، يتضمن النسب المئوية للعمالة في الزراعة والصناعة والخدمات في العالم خلال السنوات من 1950 إلى 2006، وفيه يتبين أن نسبة العاملين في الصناعة قد ارتفعت من 15 في المائة في 1950 إلى 21.3 ففي المائة في 2006، بينما انخفضت نسبة العمالة في الزراعة خلال الفترة نفسها من 67 في المائة إلى 38.7 في المائة وزادت في المقابل نسبة العمالة في الخدمات خلال الفترة ذاتها من 18 في المائة إلى 40 في المائة، وإذا كان واضحاً من ذلك الجدول أن نسبة العمالة في الخدمات قد تنامت وتضاعفت على حساب تراجع نسبة العمالة في الزراعة إلا أن نسبة العمالة في الصناعة لم تتراجع ولكنها لم ترتفع بالوتيرة ذاتها التي ارتفعت فيها نسبة العمالة في الخدمات، أخذاً بعين الاعتبار أن تركز العمالة في الصناعة قد انتقلت من البلدان الرأسمالية المتقدمة إلى بلدان آخرى، وكذلك تشديد وتيرة العمل جراء التطور التكنولوجي على حساب تشغيل المزيد من العمالة في المصانع.

ويقر بيتر ميرتنز أن تكوين البروليتاريا قد تغير، ولكنه يؤكد في المقابل أن “البروليتاريا الصناعية هي الجزء الحاسم من الطبقة العاملة” ولا علاقة لكونها كذلك بعددها، وإنما المهم هو:

أ‌- موقعها في عملية الانتاج.

ب‌- معاناتها من الاستغلال بشكل مباشر.

ت‌- دورها في خلق فائض القيمة.

كما يرى أن أقساماً ليست قليلة من العاملين في الخدمات، إنما تعمل في خدمات مرتبطة بعملية الانتاج، مثل العاملين في قطاع النقل.

ويرد بيتر ميرتنز على الادعاء القائل بأن العمل في المصنع فقد هيمنته منذ العقد الاخير من القرن العشرين عندما ظهر بدلاً منه “العمل غير المادي” في مجالات المعرفة والمعلومات والتواصل، وغيرها مما ارتبط بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فيكتب: “إن هذه الثورات التكنولوجية ليست حالات قائمة بذاتها… إنها جزء لا يتجزأ من نظام الانتاج الرأسمالي”، كما يلفت الانتباه إلى علاقات الملكية في قطاعات الأبحاث وتكنولجيا المعلومات وعلم الوراثة وغيرها مما يسمى “مجتمع المعرفة” فهي مملوكة للقطاع الخاص”… ويستشهد هنا بما كتبه كارل ماركس في “رأس المال” من “أنّ انتاج رأس المال يصطاد التقدم التاريخي ويستخدمه لإنتاج الثروة” ويضيف إليه ما كتبه كارل ماركس كذلك في “نقد الاقتصاد السياسي”: “إنّ الآلة، في حد ذاتها، ليست مسؤولة عن تحرير العامل من وسائل العيش…

التناقضات والتضادات، التي لا تنفصل عن الاستخدام الرأسمالي للآلة… لا تنشأ عن الآلات، في حد ذاته، بل من عملها الرأسمالي. بما أن الآلة، إذا نظرنا إليها وحدها، تقصر ساعات العمل، لكنها عندما تكون في خدمة رأس المال تطيلها، لأنها في حذ ذاتها تخفف العمل، ولكن عندما تستخدم بواسطة رأس المال، فإنها تزيد من شدة العمل، إنها في حد ذاتها انتصار للإنسان على قوى الطبيعة، ولكن في يد رأس المال تجعل الإنسان عبداً لتلك القوى، لأنها في حد ذاتها تزيد ثروة المنتجين، ولكن في أيدي رأس المال، تجعلهم فقراء”.وتبقى النقطة الأهم هي اتساع حجم الاستغلال الطبقي الذي أصبحت تتعرض له الطبقة العاملة اليوم قياساً بما كان عليه في عهد كارل ماركس، وإليكم هذا المثال الملموس، الذي يذكره كتيب “معدل الاستغلال” وهو كتيب يتضمن دراسة لحالة هاتف الآيفون أعدته معهد الدراسات الاجتماعية لمؤتمر تضامن القارات الثلاث (ترجمة مالك أبو عليا)، استناداً إلى أرقام واحصاءات موثوقة وتفاصيل بالغة الدقة، حيث تتلقى شركة أبل 603.56 دولاراً كفائض قيمة على شكل نقود في كل مرة يتم فيها بيع آيفون أكس مقابل 999 دولاراً، إذ يبلغ معدل الاستغلال: القيمة الزائدة/ رأس المال المتغير (ف/م) = 2458 في المائة، أي أن الأجر أو رأس المال المتغير أو قيمة قوة العمل تساوي 24.55 دولاراً لكل آيفون، وهذا يعني أنّ معدل الاستغلال البالغ 2458 في المائة يعادل 25 ضعفاً معدل الاستغلال الذي استخلصه ماركس من أمثلته الواردة في كتابه “رأس المال” الذي نشر عام 1867، أو بعبارة أخرى، فأن العمال الذين يصنعون آيفون في القرن الحادي والعشرين يتعرضون للاستغلال بمقدار 25 مرة أكثر من عمال النسيج في انجلترا في القرن التاسع عشر… ما يعني أن الاستغلال الذي يتعرض له العمال تغيّر على نحو أشرس وأشد وأقسى، قياساً بالاستغلال الذي كانوا يتعرضون له في القرن التاسع عشر، رغم تبدّل الظروف واختلاف بيئة العمل… وهذا ما يعزز راهنية الماركسية وليس العكس، كما يحاول أن يوهمنا بعض علماء الاجتماع والاقتصاد البرجوازيين.

الأحزاب الشيوعية أحد تجليات راهنية الماركسية

وبالارتباط بالرأسمالية وبوجود الطبقة العاملة ودورها، فإن أحد تجليات راهنية الماركسية تتمثل على نحو ملموس في وجود أحزاب شيوعية وعمالية تتبنى الماركسية كمرشد عمل وتستند إلى منهجها المادي الجدلي في تحليل الواقع وتفسيره وتنطلق في نضالها ضد الرأسمالية من المنطور الماركسي للرأسمالية كنظام استغلال طبقي متناقض ومأزوم ومعرض للزوال، وتخوض الصراع الطبقي مستفيدة من الماركسية كمرشد للثورة، وصولاً إلى إقامة النظام الاشتراكي… وبالطبع فإن الأحزاب الشيوعية والعمالية التي نعنيها ليست تلك الأحزاب التي تكتفي برفع “اليافطة” الماركسية، وما أكثرها، بينما هي أحزاب اشتراكية ديمقراطية، ولا نقصد الأحزاب المتحجرة والجامدة عقائدياً، التي تدرس نصوص ماركس وتحفظها من كل تحريف، وإنما نقصد الأحزاب الشيوعية والعمالية التي تستند إلى الماركسية كمنهج علمي ثوري في دراسة واقعها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي والبيئي الملموس وما ينطوي عليه من تناقضات وصراعات لفهم هذا الواقع وتفسيره والتعامل معه والنضال من أجل تغييره وصولاً إلى الاشتراكية.

استلهام غير الشيوعيين للماركسية كأحد تجليات راهنيتها

كما أنه من بين تجليات راهنية الماركسية ظاهرة اتساع قاعدة القوى التي تتبناها وتستلهمها، وبينها قوى جديدة وعديدة من خارج الأحزاب الشيوعية والعمالية مثل: المجموعات النسوية التقدمية، والمناضلين من أجل البيئة، وعدد من الحركات الاجتماعية المناهضة للرأسمالية والإمبريالية والسياسات النيوليبرالية، وحركات السكان الأصليين في بعض البلدان، والحركات القومية والوطنية التي اتجهت نحو تبني الماركسية واستلهامها.

العلم والماركسية

ومثلما هو معروف فقد ارتبطت الماركسية بالعلوم الحديثة الطبيعية والاجتماعية، وهذا ما يقودنا إلى التركيز على جانب آخر من جوانب تجليات راهنية الماركسية سبق ن أشار إليه أرنست فيشر في كتابه “هكذا تكلم ماركس حقاً” نقلاً عن س. رايت ميلز عالم الاجتماع الأميركي عندما كتب “أنّ التأثير الذي ما يزال يحتفظ به ماركس حتى أيامنا يتجاوز حدود الماركسية. ويمكن التأكيد إن العلوم الاجتماعية العصرية: علم الاجتماعي (السوسيولوجيا) والاقتصاد السياسي، والتاريخ إلخ، قد استوعبت وتمثلت الأساسي من الأفكار التي طورها ماركس – كما يقول س. رايت ميلز- وأنه لا يمكن تصور قيام هذه العلوم اليوم بدون الفكر الماركسي”.

وفي الختام، فإنّ السؤال الذي يستحق أن نطرحه عند الحديث عن راهنية الماركسية، هو عما إذا كانت لا تزال هناك حاجة إلى الماركسية في العقد الثالث من الألفية الثالثة؟ أم أن هذه الحاجة انتفت ولم تعد قائمة؟

وبالتأكيد فإنّ الإجابة عن هذا السؤال لن تكون قطعاً بنعم أو لا، وإنما ترتبط هذه الإجابة بمدى راهنية الأساس الموضوعي الذي أوجد الماركسية وترتبط براهنية الموضوع الذي تركز عليه، ألا هو والرأسمالية نفسها… فما دامت هناك رأسمالية، فهناك ماركسية… وما دام هناك استغلال طبقي فهناك مكانة للماركسية… وما دامت هناك طبقة عاملة فهناك راهنية للماركسية… وما دامت هناك مهمة قائمة لتجاوز الرأسمالية عبر الاشتراكية فهناك ماركسية… إن مهمة نقد الرأسمالية وتحليل أشكال تطورها وتحولها والنضال من أجل تجاوزها هي مهمة راهنة، وهذا هو أساس استمرار الماركسية ما بعد ماركس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مداخلة أحمد الديين، أمين عام الحركة التقدمية الكويتية، في ندوة الحزب الشيوعي اللبناني: (140 عاماً على وفاة كارل ماركس: في راهنية الماركسية) - بيروت 11 أيار 2023

 *******************************************************

«سياسات عربية» 59: مكافحة الإرهاب وتغيّر المناخ ودراساتٌ أُخرى

عمر النجدي

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” و”معهد الدوحة للدراسات العليا”، صدر حديثاً العدد التاسع والخمسون من الدورية العلمية المحكّمة “سياسات عربية”، والتي تعنى بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية، وتصدر كل شهرين.

تضمن العدد الجديد في باب “دراسات” خمس دراسات؛ الأولى للورد حبش وروكسانا سلامة بعنوان “البرنامج البحثي الواقعي الجديد بين التقدمية والانتكاسة: قراءة في مفهومي الفوضى والتوازن”. تتناول هذه الدراسة النقاشات حول مفهومي “الفوضى” و”التوازن” في النظرية الواقعية، في محاولة للحكم على تقدمية النظرية وانتكاستها، وتطرح سؤالا رئيسيا يتعلق بمدى تقدمية البرنامج البحثي الواقعي الجديد أو انتكاسته.

وتحت عنوان “حوكمة الأمن الإقليمي وتوقعات الجمهور وأدوار السياسة الخارجية: شمال أفريقيا ومطلبها أن تحافظ تونس على نأيها الاستراتيجي’”، يدرس عماد منصور وجون دانيلز هيكس السياسة الخارجية التونسية في العقد الذي تلا الانتفاضات الشعبية عام 2010، في محاولة لتفسير كيفية تأثير توقعات الجمهور الإقليمي في أدوار السياسة الخارجية.

أمّا الدراسة الثالثة فتحمل عنوان “سياسة إسرائيل تجاه المشروع النووي الإيراني في بداية حكم الرئيس إبراهيم رئيسي”، وفيها يتناول محمود محارب سعي “إسرائيل” الدائم للحفاظ على احتكارها السلاح النووي في منطقة “الشرق الأوسط” أطول فترة ممكنة، وقيامها بمختلف النشاطات السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية لمنع إيران، وأي دولة أخرى في المنطقة، من كسر احتكارها السلاح النووي في المنطقة.وفي دراسته “الجزائر: تجربة ربع قرن في مكافحة الإرهاب: رصد تاريخي ومحاولة في نقد التجربة”، يدرس الطاهر السعود التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب بوصفها إحدى التجارب العربية والدولية البارزة في التصدي لهذه الظاهرة، مركزا على ثلاثة أبعاد: بعد تاريخي استهدف رصد المراحل المفصلية للتجربة وتتبّعها مع محاولة تقديم تصور تحقيبي يعكس سيرورة تطورها، وبعد ثانٍ اهتم بمتابعة الاستراتيجيات الرئيسة التي جرى توظيفها في مواجهة الإرهاب، وهي استراتيجيات متنوعة، بيد أنها تهتم أساسًا باستراتيجيات المواجهة الأمنية - العسكرية، ثم الاحتواء السياسي، والتدبير الاقتصادي. وتنتهي في محور أخير إلى الخلاصات و”العبرة” التي يمكن استخلاصها من المنوال الجزائري في التصدّي لآفة الإرهاب، دون أن يمنع ذلك من الوقوف على بعض ثغرات هذه التجربة وأخطائها.

************************************************************

الصفحة الحادية عشر

حازم خليل.. وداعاً

فقدت الأوساط الثقافية واحداً من العلامات الأدبية البارزة، الروائي التقدمي حازم خليل، الذي يعد أبرز من وظف الموروث الشعبي في اعماله الروائية التي تجاوزت اكثر من عشر روايات، كما صدر له في العام الماضي عن دار الشؤون الثقافية العامة كتابان هما: رواية «فحل التوت» و «حكايات موصلية/ ما كان بين الفتى غضبان والاميرة حذام».

حازم خليل من مواليد 1943 عرف بمواقفه الوطنية وكتاباته الإنسانية في «طريق الشعب» وسواها. كما كان قارئاً نهماً للكتب التي يعدها زاده الأساسي في الحياة.

لروحه الزكية السلام والطمأنينة والرحمة والذكر المضيء دائماً.

__________________________________________________

من هو «المثقف الذي يدسُّ أنفه»؟ 1- 2.. الدولة لن تكون قوية إلا بوجود مواطنين أحرار

د. أمل سلمان حسان

هل من ضرورة لوجود المثقف في المجتمع والعالم؟ وماذا لو اختفى هذا الكائن اللاعب في حقل الثقافة فجأة من المشهد الاجتماعي؟ ما هدف المثقف ووظيفته في حداثة تمزّقه في عالم من التجاذبات؟

هذه الأسئلة وغيرها تفتح حقولا للمعرفة واسعة، حاولنا طرق أبوابها في كتاب( المثقف الذي يدسُّ أنفه..) مقاربات في مفاهيم الإنسانية والتنوير والحداثة والهوية والوظيفة العضوية للمثقف، الراحل سعد محمد رحيم، استجابة لدعوة مشغل البديل الثقافي، بشقيه المشروع والمجلة الذي دعا فيه إلى إعادة قراءة مؤلفاته نظرا لغناها المعرفي وأبعادها الفكرية والثقافية وأهميتها في وقتنا الراهن واستذكاراً لرحيله في التاسع من نيسان لسنة ٢٠١٨ ، لذا سأحاول استلهام بعض المفاهيم الحداثوية التي ضمّنها كتابه الصادر عن دار سطور/ بغداد ٢٠١٦، ومن هذه المفاهيم:

- أوّلا: المثقف/ أنواعه ووظيفته.

- ثانيا: الأنسنية.

- ثالثا: الدولة/ الأمة.

ولنبدأ بالعنونة، بوصفها الاستشراف الأول لفهم المنظومة البصرية التي قام عليها هذا الكتاب.

عنون سعد محمد رحيم كتابه ب (المثقف الذي يدسُّ أنفه..) وهي مقولة استعارها من الكاتب الفرنسي سارتر الذي قالها في عبارة لا تخلو من السخرية والتهكم، عندما وقف ملهما وموجّها لثورة الطلاب في فرنسا ربيع ١٩٦٨، فمن يومها فقدت كلمة المثقف بريقها، ولم تعد تحتفظ بتلك الهالة الرومانطيقية التي اكتسبتها مذ كتب أميل زولا مقالته الشهيرة (إنّي أتهم) بهذا الشأن يقول أدوارد سعيد “لاحظت أن كلمة مثقف، أصبحت سيئة السمعة، ويعود سبب ذلك جزئيا إلى الألفة  التي نشأت بين الاصطلاحين المثقف والإرهابي، وهي ألفة غير ظاهرة للعيان، لكنها موجودة رغم كل شيء” وقد حاولت قنوات إعلامية انقادت لها أحيانا مؤسسات مختصة في صناعة السينما والدراما التلفزيونية في تصوير المثقفين بوصفهم مجموعة من غريبي الأطوار، أو أقلية من العاقين، المتمردين على أعراف المجتمع وتقاليده، بخلاف ذلك نجد مؤلف الكتاب يوظّف هذه المقولة ليعيد للمثقف هيبته ويعلن أن المثقف الذي يدس أنفه هو، المثقف المبدع والمثقف المفكر والمثقف المنشغل بإشكالية المعنى وبنقد الواقع الاجتماعي والتاريخي والمنغمس بصياغة فرضيات وتصورات فكرية قابلة للنقاش، وقد مارس مبدعون كبار من خلال أعمالهم الأدبية والفنية دورا ثقافيا تنويريا راقيا أسهم في إنضاج الوعي الاجتماعي والسياسي والثقافي للمجتمع، فالمثقف الذي يدس أنفه، هو الذي نعوّل عليه والذي هو مقصد هذا الكتاب عنوانا ومتنا.

ويرى المؤلف في هذا المجال، أنه لا يوجد توصيف قار يضع المثقفين كلهم في سلّة وأحدة، فهم أنماط مختلفة وسنكتفي بتوضيح أهمها بشكل موجز وعلى النحو الآتي:

المثقف النطاط

وهو الذي لا يُعرف له موقع واضح في خريطة الصراعات الاجتماعية، إنما يتقلب على وفق ما تتطلبه مصالحه الشخصية وهو نمط لا تخلو منه أوساط ثقافات كثيرة، ومنها وسطنا الثقافي العراقي والعربي عموما، وكذلك الشخص الذي يطرح خطابا لإرضاء المؤسسات السياسية والاجتماعية والدينية ويساير ما هو شائع، لأنه في هذه الحالة يخون وظيفته العضوية في أن يكون قارئا ناقدا لما حوله، فهناك شريحة واسعة من المثقفين، كشفوا في سنوات المحنة عن الموجهات التحتية اللاواعية لأفكارهم وقناعاتهم، وأحيانا من غير أن يفطنوا أو يريدوا وهي للأسف ذات طابع طائفي أو عنصري أو قبلي ضيق، هذا النوع من المثقفين يستبعدهم المؤلف كليا من مشغل اهتماماته.

المثقف المنفي او غير المنتمي

(الهاوي)

وهو المثقف الذي يُعدُّ خالق لغة تحاول قول الحق بوجه السلطة، “المشوّش على الوضع الراهن “ بحسب إدورد سعيد، أمينا لمعايير الحق الخاصة بالبؤس الإنساني والاضطهاد يجهد لتهشيم “ الآراء المقولبة والمقولات التصغيرية التي تحد كثيرا من الفكر الإنساني والاتصال الفكري “.

وصفتا غير المنتمي والهاوي، تمنحانه القدرة على عدم الخضوع لإيحاءات وإملاءات السلطات الساحقة القوة، التي يبدو وكأن لا قدرة للمثقف على تغيير واقع الحال الذي تخلقه السلطات غير أن يكتفي بدور الشاهد، أما صورته منفيا، فتجعل منه دائم الترحال عبر حدود الثقافات، إدوار سعيد مثالا، حيث كان رحالا معرفيا بين تخصصه الأكاديمي وقضايا السياسة، إذ يلعب المثقف في المجال السياسي دور الوسيط، يؤسس إتصالات ويقيم روابط بين الثقافات والبشر ويعزز نزعة إنسانية عقلانية “بحيث يرى الآفاق البعيدة، ويتوفر على الفضاء الضروري لمجابهة السلطة، لأن الخضوع الأعمى للسلطة يبقى في عالمنا أسوأ التهديدات التي تُخيم بظلالها على الحياة الفكرية النشيطة والأخلاقية “.

المثقف التنويري/ المثقف الشاهد

يرى سعد محمد رحيم، أن في أغلب من ننعته بصفة المثقف متخصصا في حقل علمي أو إنساني ما (طبيبا او أستاذا أو مهندسا أو مدرّسا أو صحافيا أو ممثلا مسرحيا..) لكنه لا يصبح مثقفا بحيازة اختصاصه، وإنما بتخطيه لحدود ذلك الاختصاص، مغيرا على الاختصاصات الأخرى، ولا سيما الاجتماعية منها والإنسانية، ورابطا معارفه بالتأريخ والسياسة وقضايا المجتمع، فهو الفاعل الاجتماعي المتعاطي مع الأفكار التي تخص الشأن العام، والذي يدلي بآراء مصاغة بألمعية حول القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، عابرا الاختصاصات الضيقة، مقيما أرضية مشتركة بين تخومها، مسلحا بلغة ومنهج وحس جمالي وضمير أخلاقي تجسّد بمجموعها رؤيته إلى الأشياء والعصر والأحداث.

هذا النموذج من المثقفين لا يمتلك حلولا سحرية لمشكلات الواقع، وأفكاره التي يطرحها ويتم تداولها، ولا ننتظر منه تحقيق معجزات سريعة “ فما يغير الواقع ويحوّله يتمثل بجملة عوامل محرّكة تتعلق بقوى السلطة وما يقاومها، وصراعات المصالح والإرادات” أما مهمة المثقف فهي طرح تلكم المشكلات، واخضاعها للسجال العام وللنظر التحليلي النقدي، وبيان أبعادها إلى جانب اقتراح الحلول لها، وهي بطبيعة الحال قابلة للنقد والنقاش، ليشكّل مجتمع المثقفين في النهاية، قوة ضاغطة فاعلة ومؤثرة في مجريات الأحداث، أن تكون مثقفا بهذا المعنى يجعلك في موقع صعب من الخريطة الاجتماعية - السياسية متحملا في الأقل مسؤولية أن تبقى شاهدا لا يكلّ، أن تكون مثقفا هو أن تقرر التورط في الممارسة الإبداعية الجمالية، كما في الشأن العام ما حييت.

__________________________________________________

في رواية * «نشيدنا الحزين» لشاكر الانباري.. الوطن والمواطن وموضوع الغربة

رنا صباح خليل

نقف في رواية (نشيدنا الحزين) للروائي شاكر الأنباري أمام جهد كبير في الانتاج الروائي المتعدد الجوانب والمساحات الإبداعية عبر نسق سردي وبنية روائية مفعمة بالبوح، في اسلوبية منهجية قادرة على أن تباعد في ثنايا النص الروائي وتلاقي ما بين المشاعر الانسانية المركبة التي تجمع بين حب الوطن وكراهية المكوث فيه، الاخلاص والجفاء، كرم المشاعر وبخلها، نكران الذات والأنانية، القوة والضعف، المثالية والواقعية، دفء الوطن وزمهرير الغربة، الحرب ومخلفاتها والسلام ونتائجه على داعميه .

الرواية تتناول موضوعة الغربة عن الوطن لمجموعة اشخاص يتحدثون ويتسامرون فيما بينهم بعدما شاءت الظروف أن يتواجدوا في بلد من البلاد البعيدة الباردة والمملوءة بالثلوج والتي تلفها طبيعة جميلة واجواء ساحرة وهدوء قاتل، رغم ان الروائي وصفهم على انهم ارواحا تهيم في مقبرة بحسب الفكرة التي ارادها كي تستوعب روايته اجيالا لمغتربين كانت حيواتهم هائمة ضمن صورة سريالية تسكن مخيلته، الأمر الذي يجعل القارئ يقرأ وهو يفلسف الحياة وكيف أن الانسان ولد ونمى فيها ولازال يصارع مصيره في معترك التيه اللا منتهي، فهو حتماً لم يصنع قدره، ولم يحاول أن يرسم صورة الغد الآتي إلا عبر تخطيطات مموهة متناقضة؛ تحسبا لهزيمة من نوع ما فنراه يتمسك بالتناقض خوفا من المجهول وبحثا عن نجاة، نجاة من حرب ونجاة من حرية مخترقة ونجاة من الاستلاب الجمعي الذي ابتليت به الشعوب العربية، فتتهشم السنوات، وتموت الاماني، ويتلاشى الطموح، في ضبابية القدر وجبروته، هذه الفكرة التي تواردت إلى الاذهان عند القراءة وقد تبنتها شخصيات كثيرة في الرواية استعان بهم الراوي لتتحمل الرواية بعد ذلك اصواتا متعددة ومختلفة الجنسية والفكر والنشأة ومنهم (كمال الشاعر ونائل وجميل ومحمد ومراد وليث وانكيدو وبسمة ومنى ...) إن كل شخصية من هذه الشخصيات لها رسمها الخاص بها داخل الروي وقد حاول الروائي أن يستخرج مكنونها إلى الملأ أو إلى النور، واختار لنفسه مشقة الولوج إلى اعماقها القصية وهذا يتطلب منا دراسة كل شخصية بتفرد تركيبتها في ورقة مستقلة، إلا اننا نستطيع أن نجوب عباب اوهامها على وفق نظرة شمولية ليست تفصيلية؛ فإذا اخذنا كمال الشاعر مثلا نجده ذا شخصية مركبة تعاني من صدمة الثقافة التي هي حصيلة المعاناة ما بين الذات في معايشتها وتجربتها الفعلية، على الرغم من تكيفها الظاهري الذي يعد السمة البارزة من بين سمات كثيرة لها ولكنها السمة المحركة للسمات الاخريات التي تتلون كباقي اوصاف وتراكيب الشخصيات في الرواية بتداعيات ترك الاوطان، وهذا معبر عنه بإحساس عدم الألفة والشعور الخفي بالطرد في مزاوجة مع هاجس راسخ في سريرتهم يدعوهم لرفض الحياة المتاحة لهم في البلاد التي يسكنوها، وهناك فلسفة ما مطروحة من لدن الراوي حين يغادر ألسنة شخوصه وكأنه يبثها للمتلقي لأجل الايغال في تعميق الحالة الموصوفة وتبعات الاحساس بفجيعة الغربة وآلامها ومن ذلك “ اننا محكومون بروح قطيعية، يدفعنا إليها خوف من التواصل مع الآخر المختلف، وخوف من تأثيث حيز فردي يمكن للشخص بناؤه لنفسه بوعي وعناية. هشاشة متأصلة في ارواحنا، افرزتها تربية اجيال على مفاهيم واحدة”. 

إن هذا الاسلوب السردي الجامع لمكوناته وادواته واشكاله وبنيته الفنية في صياغة مكونات السرد اللغوي والتعبيري، له دلالاته بإيحائيته وكشوفاته البليغة لوضع عاشه العراقيين جميعا على مدى عقود من الزمان تربى فيها الفرد على وفق اسلوبية حياتية ومفاهيمية موحدة وكأنها زي مقدس للفكر والتوجه والسلوك، ولاشك أن ما طرح في هذه الرواية هو نتاج ادبي انساني  تقف وراءه اداة فاعلة في الصياغة والتكوين، وهو الخزين الثقافي الموسوعي، الذي يمتلكه الروائي ( شاكر الانباري ) ذلك انه قدم صورة شاملة لطبيعة النفس وهي تواجه احد كوارثها في احساسها بالفقد والدونية المضمرة تحت وابل من مظاهر الترف والعيش الرغيد ليجعل منها ادوات روائية تعبيرية دالة في بلاغتها الايحائية والرمزية، وهذا التوظيف البارع، جاء بصيغة ثنائية مركبة في احداثيات لغة السرد فقد انتهجت مسار السرد / الحكائي، في المتن الروائي ضمن انتاجية مرتبة في سياق منظم وهي تسلط الاضواء على ديمومة الصراع بين  الذات والعام أو بين الذات والواقع المحسوس الطافح على السطح بكل ثيماته، بعد أن  جعلته عجينة طيعة نحو الانحراف في مسالكه الدالة وفي اشاراته واشكالاته وفي تباينات موضوعية شملت حتى تاريخ الأمم، وذلك حين يتحدث عن الامبراطورية البريطانية والجنرال مود ومعركة الكوت والمس بيل ونوري سعيد والملك فيصل والجنرال لجمن والشيخ ضاري والعقداء الاربعة  او يتحدث عن تهجير العراقيين في زمن ما بسبب التبعية لايران،  وكل ذلك كان له انحرافات سردية في دهاليز معتمة وشائكة الافق توسمت ذاكرة المغتربين المليئة بالاشواك والمطبات المنحرفة عن جادة الصواب والملاصقة له في الوقت نفسه، بما تحمله من متناقضات تطفح بها مرارة الفواجع والالام في انكسارات هزائمية مُني بها الوطن الام وهي مخيبة للوطن والمواطن في بلده او في غربته، والغربة في هذا الموضع كرسها الروائي ليجعل من الوطن برقا سماويا تعلو صرخاته الموجعة والمؤلمة التي تزيد من عذاب الفرد في اتون توصيفات لحياة موهومة لخصها الروائي بالمقطع التالي “كنا نسير قطيعا غريب الهيأة مرة في وسط الشارع، ومرة على الرصيف المثلج، والمارة يرقبوننا بفضول. ملابسنا لا تناسب الأرض، وشعورنا السود متطايرة، واعضاؤنا متحركة مثل نوابض عند الحديث، وكنا لا نترك شيئا الا ونصبّ عليه نظراتنا وملاحظاتنا، إذ اعتبر البعض أننا نعيش معجزة بوجودنا وسط هذا الزمهرير، والنساء الشقراوات، والمحال النظيفة المدارة من قبل النساء. سنعيش في هذا العالم غرباء، ونموت كي نصبح إمثولة لأحفادنا”. 

في هذه الرواية الناضجة اعادنا الانباري إلى عالم الكتابة الرائقة والألفاظ والتراكيب التي تداعب الروح وتشغل الفكر، ولم يعوِّل فيها على براعته في نسج لغة خاصة به ولكن تلك المهارة كانت بمثابة الإطار الذهبي الذي صاغ عن طريقه تجربته الإبداعية بحرفية، فكان الخط النفسي للرواية متسقا مع بواعث وخلفيات الشخصيات المحورية بشكل يدفع القارئ إلى مواصلة القراءة من دون شعور بانفصال نفسي عند الانتقال من مكان إلى مكان ومن راو إلى آخر وعند الحفر في التفاصيل الدقيقة لمعطيات كل شخصية، فكانت مفردات كل شخصية متوائمة مع المكان والزمان وهي تفصح عن العمر الذي ضاع ما بين الوهم والأكاذيب وبين الأمل المتوهج الذي سرعان ما خبا وأنطفأ، وما سهّل تلك المهمة ما احتوته الرواية من لغة وأسلوب مميزين. نحن أمام لغة عذبة سيالة، رقيقة شجية، وبناء درامي خاص ومتميز يعتمد على تعدد الأصوات السردية، ما أفسح المجال للأبطال ليعبروا بأنفسهم عن مشاعرهم ويبرروا مواقفهم ويتحدثوا عما يختلج بدواخلهم.

ــــــــــــــــــــــ

*صدرت عن دار سطور- بغداد 2023.

 *************************************************************************

يَحْلُمُ بِغَابَة

رياض الغريب

كَيْفَ لَنَا انْ نُعِيد

حَيَاة بِكَامِلِ انَاقَتِهَا

كَيْفَ يُمْكِنُ انْ نُمْسِكُ اللَّحْظَةَ

دُونَ انْ نَجْرَحُ خَدَّ الذَّاكِرَةِ

فِي الْمَقْهَى

تَسِيلُ عَلَى الْجُدْرَانِ الْقَهْقَهَاتِ

مَعَ ذَلِكَ

نَبَكِي

فِي الْمَقْهَى مُتَقَاعِدٌ يُحْدِقُ

يُحْدِقُ فَقَطْ

يُرْسَمُ عَلَى الْجُدْرَانِ

صُوَرًا لِاصْدِقَائِهِ

يَبْتَسِمُ

لِلْخِيَانَاتِ الَّتِي تَمْضُغُ الَاغْنِيَةَ

قَالَ

لَوْ كُنْتَ هُنَاك

فِي الْمَقْهَى

احدُهُمْ يُقْسِمُ بِالْقُرْآنِ

انَ الَّذِي مَضَى

مِنْ حَيَاتِهِ

امْرَأَةٌ تَضَعُ يَدَهَا عَلَى كَتِفٍ اُخْرَى

لَمْ يُقْسِمْ صَاحِ

أَيُّهَا السِّرُّ الْعَظِيمُ

الَّذِي يَسْكُنُنِي

مَذْ كُنْتُ طِفْلًا

هَا انْتَ تَمْنَحُنِي دَقَائقِ اخْرَى

وَحَيَاةٌ جَدِيدَةٌ

تَمْنَحُنِي شَوْطًا مُضَافًا

عِشْرُونَ دَقِيقَةً

تَحْتَ رَحْمَةِ جِهَازِ الرَّنِينِ

لِتُخْبِرَنِي

السَّيِّدَةُ

انَّ وَجَعَا  مَا

مَرَّ فِي رَأسِي

وَانْتَهَى

هُنَاكَ سِرٌّ فِي الْأَمْرِ

وَهِيَ تَضْحَكُ

صَدِيقِي الَّذِي كَانَ يُرَافِقُنِي

قَالَ

مُبَارَكٌ سَتَلْعَبُ شَوْطًا جَدِيدًا

لِهَذَا

عِشْتُ لَيْلَةً أُخْرَى

وَأَنَا أَضَعُ كَوْمَةَ حُبُوبٍ

قُرْبَ رَأسِي

رَأسِي الَّذِي تَحْمِلَ كُلَّ شَيْءٍ

فِي تِلْكَ الْبِلَادِ

الَّتِي تَرَكْتَنِي

بِلَا شَوْطٍ مُضَافًا

أُحَقِّقَ فِيهِ الْوُصُولُ

الَى الْهَدَفِ

الَى الْمَقْهَى

وَصَلْتُ مُنْهَكًا مِنْ هَذَا

وَيُشِيرُ لِلْمُطْرِبِ

أَحْلُمُ بِغَابَةٍ

اكْلَتْنِي الْمُدُنُ

ضَجِيجُ الْمَقَاهِي

الْمَقْهَى

فَقَطْ جُدْرَانٌ

وَحَيَاةٌ تَتَحَدَّثُ عَلَى الَارَائِكِ

*********************************************************************

الصفحة الثانية عشر

شيوعيو البصرة يؤبّنون الكاتب عبد الزهرة حسن حسب

البصرة - طريق الشعب

أقامت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الخميس الماضي، جلسة تأبين للروائي والمناضل الراحل عبد الزهرة حسن حسب، في مناسبة أربعينيته.

حضر الجلسة التي احتضنتها «قاعة الشهيد هندال» في مقر اللجنة المحلية، جمع غفير من رفاق الفقيد وأصدقائه ومحبيه، إلى جانب نجله د. عادل عبد الزهرة.  الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين، أدار الجلسة وافتتحها داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما للفقيد. ثم تحدث عن مزاياه الإنسانية وعلاقاته مع رفاقه وزملائه، فضلا عن عمله في مجلة «الغد» التي تصدر عن محلية البصرة.

وعرض مدير الجلسة، على شاشة عرض كبيرة (داتا شو)، صورا للفقيد خلال مراحل مختلفة من حياته. بعد ذلك، قدم الرفيق جمعة الزيني شهادة بحق الفقيد، أشار فيها إلى دوره في لم شمل تنظيمات الحزب في البصرة عام 2003، وإلى علاقاته الطيبة برفاقه، والتزامه بكل ما كان يناط به من مهام حزبية.

وساهم في الجلسة الشاعر كاظم اللايذ، الذي قرأ قصيدة استذكر فيها الراحل وعنوانها «قصخون البصرة».

كذلك تحدث عن الفقيد كل من الرفيق قاسم حنون والناقد مقداد مسعود والشاعر والإعلامي عبد السادة البصري والكاتب حسين علي ناصر والشاعر جلال عباس والكاتب يسر الفرطوسي والسيدة هالة عبد الرزاق الحلفي.

 *******************************************************

في ستوكهولم.. نوري عواد يقيم معرضه الشخصي التاسع

ستوكهولم - محمد الكحط

احتضنت القاعة الكبرى لدائرة ABF في سودرتيليا – جنوبي العاصمة السويدية ستوكهولم، أيام 23 حتى 25 حزيران الماضي، المعرض الشخصي التاسع للفنان التشكيلي المغترب نوري عواد حاتم.

المعرض الذي حضره جمهور من أبناء الجالية العراقية ومن الفنانين، ضم 32 لوحة جديدة لم تعرض سابقا، منفذة بألوان الاكرليك على القماش والورق المدعم الحريري. وقد عبّر قسم من الأعمال عن التراث العراقي وحياة العراقيين وبساطة عيشهم، وقسم آخر عبّر عن الحب والسلام.

وفي لقاء قصير مع “طريق الشعب”، قال الفنان حاتم أنه يريد للمعرض ان يكون “ملتقى جديدا للأصدقاء والأحباب بعد غيبة طويلة”، مبينا أنه حاول أن يقدم للجمهور أفضل أعماله، التي أنجزها بعد استفادة من ملاحظات أبداها فنانون عن أعمال معارضه السابقة.

وعن كثرة تجسيده المرأة في لوحاته، قال: “أنا أرسم الجمال، وهل أجمل من المرأة؟”.

هذا، وتلقى الفنان حاتم خلال المعرض باقات ورد من الجمهور.

 جدير بالذكر، أن الفنان نوري عواد حاتم ولد عام 1948 في مدينة الديوانية، وأكمل دراسته الإعدادية فيها. وفي العام 1970 تخرج في كلية التربية بجامعة بغداد - قسم علوم الحياة. وهو لم يدرس الفن أكاديميا.

وعمل حاتم لمدة سنتين مدرسا في الجزائر، وهناك أقام معرضا فنيا عرّف من خلاله بحضارة وادي الرافدين. بعدها عاد إلى بغداد وأكمل دراسته العليا وحصل على الماجستير في الفسلجة الحيوانية. ولأسباب سياسية نقل من وظيفته التدريسية إلى وظيفة كتابية في مديرية تربية الديوانية. وفي العام 1990 أحيل على التقاعد. وبسبب الظروف الصعبة في البلد، اضطر للهجرة إلى السويد، حيث شارك في معارض فنية عديدة. وقد تجاوز عدد الاعمال التي أنتجها خلال مسيرته الفنية 300 لوحة.

 *******************************************************

تأبين المخرج الراحل عامر علوان

بغداد – طريق الشعب

تعقد دائرة السينما والمسرح، هذا اليوم الأحد، مجلس تأبين للمخرج الراحل عامر علوان، الذي فارق الحياة الأربعاء الماضي في فرنسا، عن 66 عاما، بعد صراع مع المرض.

وسيجري خلال التأبين عرض الفيلم الروائي “الحاج نجم البقال”، من إخراج الراحل. وستكون البداية عند الساعة السادسة مساء على صالة “سينما الرشيد”.

والدعوة عامة.

 ****************************************************************

متطوعون يشتلون «السبحبح» في شوارع البعّاج

متابعة – طريق الشعب

دشّن 30 شابا متطوعا من “مركز شباب سيباي” في قضاء البعاج شمال غربي نينوى، حملة لغرس 230 شتلة من شجر “السبحبح” في “قرية سيبا شيخ خدر” التابعة للقضاء.

وتأتي هذه الحملة التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، دعما لعودة النازحين من أهالي القرية، وهم من أبناء الطائفة الايزيدية.

وفي حديث صحفي قال المتطوع في الحملة دخيل بنابر: “قمنا بزراعة 230 شتلة على الأرصفة وفي حدائق المدارس وسط القرية”، مبينا أنهم اختاروا أشجار “السبحبح”، لأنها سريعة النمو وتتحمل الجفاف.

وأوضح أن الحملة التي شارك فيها متطوعون من كلا الجنسين، تهدف إلى الحد من التصحر والتلوث، وإلى توسيع المساحات الخضراء، من أجل تلطيف الأجواء وتجميل المنطقة، مضيفا أن الحملة تهدف أيضا إلى تعزيز العمل الجماعي التطوعي بين الشباب.

********************************

أدباء ميسان يستذكرون شعر حسب الشيخ جعفر

متابعة – طريق الشعب

نظم اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان، جلسة ثقافية حول شعر الشاعر الراحل حسب الشيخ جعفر، ضيّف فيها الناقد د. أحمد الزبيدي.

الجلسة التي حملت عنوان “التواتر الدلالي في شعر حسب الشيخ جعفر”، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين ومتذوقي الشعر. فيما أدارها الناقد حسن الكعبي، الذي قدم نبذة عن سيرتي الضيف الأدبية والأكاديمية.

بعدها تحدث الزبيدي عن الشاعر والمترجم الشيخ جعفر، وألقى الضوء على تجربته الأدبية وعلى بعض المحاور الفنية البارزة فيها.

وساهم العديد من الحاضرين في تقديم المداخلات عن أسلوب الشيخ جعفر الشعري، وعن الدور الكبير الذي اضطلع به هذا الشاعر في الحداثة الشعرية على مستوى العراق والوطن العربي.

 *******************************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • الرفيق عبد المجيد حميد دبة وزوجته ام ثامر بمبلغ مليون دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 *************************************************************

هاجر التميمي: السيمفونية العراقية عززت شغفي بالموسيقى

متابعة – طريق الشعب

قالت المؤلِّفة الموسيقية وعازفة البيانو الشابة هاجر التميمي، أن الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية عززت تعلقها بالموسيقى بعد أن قدمت أخيرا أحد أعمالها بقيادة المايسترو علي خصاف.

وقالت التميمي في حديث صحفي: “حفزتني مشاركتي كأول مؤلفة موسيقية مع السيمفونية الوطنية،  على الإصرار والتحدي والاجتهاد والمثابرة”، موضحة أنها تتخصص في التأليف السيمفوني حصرا، وأن هذا النوع من التأليف معقد ويحتاج إلى دراسة وأدوات فنية كثيرة.

ولفتت إلى أن “هناك محاولات ناجحة لتأليف سيمفونية شرقية، منذ مطلع ستينيات القرن الماضي حتى يومنا هذا، من قبل مؤلفين موسيقيين عرب، من لبنان وسوريا ومصر والعراق ودول أخرى”، مشيرة إلى أن “هذه المحاولات تمثلت في استخدام السلالم الموسيقية الشرقية أو الآلات الموسيقية العربية في التأليف الأوركسترالي الغربي”.

 ونوّهت التميمي إلى أنها تستوحي غالبية مؤلفاتها من مدينتها البصرة “لأنها مدينة غنية بالإيقاعات والأطوار الغنائية، وكل مؤلف موسيقي يأخذ هويته من بيئته ومجتمعه”.

وبيّنت أنها تعكف حاليا على تأليف قطعة للبيانو بعنوان “شط العرب”. كما أنها ستعمل قريبا على تلحين أغنيات.

 ******************************************************

«أوراق شكسبيرية» في الشطرة

متابعة – طريق الشعب

قدمت “فرقة الرسالة” المسرحية في قضاء الشطرة، أخيرا، عرضا مسرحيا بعنوان “أوراق شكسبيرية”، من تأليف حيدر عبد الله الشطري وإخراج علي خالد.

العرض الذي قدم على مسرح النشاط المدرسي في مركز القضاء، شاهده جمهور من المثقفين والمهتمين في الفن المسرحي.

وفي حديث صحفي، قال مؤلف المسرحية أن “هذا العمل تمكن من مشاكسة نصوص مسرحية مهمة للكاتب العالمي وليم شكسبير، وتطويعها للاشتغال على تحقيق نص محلي عراقي”، مبينا أن عمله يركز على مشكلات تمس الواقع العراقي.

وتابع قوله أن “نصوص شكسبير المسرحية، بالإمكان تطويعها للتعبير عن مختلف المجتمعات، في أزمنة وأمكنة مختلفة”.