اخر الاخبار

الصفحة الأولى

حول إقرار قانون التقاعد والضمان الاجتماعي.. المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: خطوة في الاتجاه الصحيح، لا تستجيب لمطامح العاملين كاملة

منذ سنين طويلة والعمال في القطاع الخاص والقطاعين المختلط والتعاوني، ومثلهم العاملون في القطاع العام بعقود واجور يومية، يتطلعون الى تشريع قانون جديد للتقاعد والضمان الاجتماعي للعمال على وفق معايير الحماية الاجتماعية الدولية، ويكون بديلا للقانون النافذ رقم 39 لسنة 1971.

ويوم امس صوّت مجلس النواب مصادقا على مشروع القانون المنتظر هذا، والذي هو استحقاق بعد ان لم يعد القانون النافذ متوافقا مع التشريعات الوطنية ومعايير العمل الدولية، ولا ملبيا لما تفرضه التطورات في قطاعات العمل المختلفة وعلى الصعد الاقتصادية والاجتماعية والخدمية في بلادنا، من متطلبات.

وغدا تشريع القانون الجديد ضروريا بعد تزايد اعداد العاملين ووصولها الى حوالي 10 ملايين، منهم 58 في المائة يعملون في القطاع الخاص، وعلى وجه التحديد في قطاعات العمل غير المنظم.

وكنا مع غيرنا من الأطراف، لا سيما نقابات العمال واتحاداتها وذوو الاختصاص، نحرص على تشريع قانون عصري، يسهم في تأمين حياة اكثر استقرارا للعمال والعاملين في القطاعات المختلفة. وهذا كان يتطلب مزيدا من الحوار والنقاش مع المعنيين، واستجابةً للملاحظات والمقترحات الجدية المقدمة بشأن مسودة القانون ، ومنها ما يخص:

- الضمانات التي تقدم للعاملين في حالة عدم العمل والمرض.

- مصير أموال وممتلكات دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي الملغاة.

- رفع سن التقاعد من ٦٠ الى ٦٣ بالنسبة للرجال ، ومن ٥٥ الى ٥٨ بالنسبة للنساء.

- بقاء نسبة الاستقطاع الشهري كما في القانون القديم (٥ في المائة).

- آلية احتساب الراتب التقاعدي.

- وضع العمال الذين لا زالوا يتقاضون منحة.

- مِنح غلاء المعيشة السنوية.

- آلية استثمار أموال صندوق التقاعد.

وما من شك في ان اقرار هذا القانون يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح، وانه يتوجب السعي الجاد لتوفير مستلزمات تطبيقه، الى جانب الحرص على أموال صندوق التقاعد والضمان الاجتماعي، كي تذهب اساسا لتحقيق الغايات المرجوة منها. يضاف الى ذلك عدم تضخيم جهاز تنفيذ القانون، بما يحوّله الى مؤسسة بيروقراطية تستنزف الاموال وتأكل من كدّ وجهد العاملين.

ان ما حصل يوم امس كان مطلوبا ولبّى حاجة ملحة، لكنه ليس كافيا بعد ان لم يؤخذ بالملاحظات والمقترحات، التي كان من شأنها ان تجعل القانون معبرا حقاً عن تطلعات العاملين وتوقهم الى حياة آمنة مستقرة ومضمونة بقوة القانون.

وهذا ما يستحق مواصلة العمل من اجل تحقيقه

18 ايار 2023

 **************************************************

بيان إدانة لأفعال قوى السلاح!

تتابع قوى التغيير الديمقراطية، بقلق بالغ، الافعال الشنيعة التي تمارسها قوى السلاح المنفلت، ضاربة هيبة الدولة واستقرار البلد عرض الحائط.  والغريب، أن بعد المواجهة الاخيرة (اشتباكات البوعيثة) مع قوى السلاح، التي تصدت لها ببسالة قواتنا الامنية، لم نر موقفا حكوميا واضحا ازاء تلك الانتهاكات الاثمة، ولا من قوى تحالف ما يعرف

بـ “ادارة الدولة”.

تدق تلك الاحداث ناقوس الخطر في ما تبقى من دولة، سيما بعد تهديد للنائب المستقل سجاد سالم، الذي تعرض مكتبه في محافظة واسط الى اعتداء من قبل مجاميع مسلحة، معروفة الانتماء.. بسبب مواقفه المبدئية من السلاح خارج اطار الدولة. 

إن قوى التغيير الديمقراطية تشجب تلك الافعال الخارجة عن القانون، وتدين فاعليها ايا كان انتماؤهم.

كما ننتقد تخلي السلطات المعنية عن مسؤوليتها في حماية امن البلد واستقراره، ومنع المظاهر المسلحة، ومساعي تقييد حرية التعبير. ونشدد في الوقت نفسه، على العمل من اجل نفاذ القانون والدستور العراقي.

قوى التغيير الديمقراطية

19 ايار 2023

 *********************************************

راصد الطريق.. أين ضوابط الاستيراد ومستلزماته؟! 

اعلن بيان لوزارة الزراعة عن السماح باستيراد الحيوانات الحية لأغراض الذبح، داعياً المستوردين الى مراجعة دائرة الثروة الحيوانية في الوزارة لتنظيم ذلك وفقاً للضوابط!

وحسب البيان طلبت هيئة الرأي في الوزارة موافقة مجلس الوزراء على خفض او الغاء التعرفة الكمركية على الحيوانات الحية المستوردة لأغراض الذبح، وتخفيض رسوم اجازات الاستيراد، وشمول المستوردين لأغراض الذبح بسعر الصرف الرسمي!

وقال البيان ان هدف هذا كله هو المساهمة في رفد الأسواق المحلية باللحوم الحمراء، وخفض أسعارها!

ولكن .. أما كان الاجدر بهيئة الرأي في الوزارة مناقشة أسباب شحة اللحوم الحمراء وارتفاع أسعارها في الأسواق، فيما استيراد هذه اللحوم مستمر ولم يتوقف؟

وهل ناقشت الهيئة موضوع عدم توفر المحاجر البيطرية الرسمية للحيوانات المستوردة، والتي لا وجود لها حسب معلوماتنا؟ وهل سيجري الاعتماد في هذا على المستوردين ومحاجرهم، التي تقام عادة في المدن او قريبا منها؟ كذلك: أين هي المجازر النظامية ومراقبتها الصحية الفاعلة؟

وأخيرا: هل ان اجراء الوزارة هذا هو حقاً لسد الحاجة المحلية وخفض الأسعار، ام يأتي رضوخا لضغوط المستوردين والجهات المتنفذة التي تقف وراءهم؟

*****************************************************

الصفحة الثانية

الاتصالات البرلمانية: على الحكومة إلزام شركات الهاتف تسديد الديون

متابعة ـ طريق الشعب

دعا عضو لجنة النقل والاتصالات البرلمانية عقيل الفتلاوي، الحكومة الى النأي بنفسها عن التأثيرات السياسية، وتنفيذ الاحكام القضائية الملزمة لشركات الاتصالات بتسديد ما بذمتها للخزينة العامة.

وأكد الفتلاوي في حديث صحفي “ضرورة تنفيذ الأحكام القضائية الملزمة لشركات الهاتف النقال بتسديد ما بذمتها للخزينة العامة، بدل فرض الضرائب على المواطنين”.

وقال، ان “الموازنة العامة اعادت فرض ضريبة 10% على كارتات تعبئة رصيد الموبايل”، مبديا استغرابه من القرار الذي يؤثر سلبا على الواقع المعيشي للمواطن البسيط.

ودعا الفتلاوي الحكومة الى عدم التأثر بالضغوط السياسية الرامية الى تأجيل تسديد الديون المترتبة على شركات الهاتف النقال، مبينا ان لجنته لن تصوت على فقرة إعادة ضريبة كارتات التعبئة.

 *********************************************

اضاءة.. لماذا التغيير الشامل(3)

محمد عبد الرحمن

تشكل المحاصصة الطائفية الاثنية أسّ ازمة النظام السياسي وفشله، وعجزه عن تقديم الحلول للمشاكل المستعصية التي طالت مجالات ونواح عدة. وما دام الامر كذلك فلابد ان يكون الخلاص منها، وفرض بديلها الذي هو مبدأ المواطنة، أساسا للخروج من دوامة الازمات ودوريتها، والسير على طريق التغيير الشامل وبناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. 

ان من شأن تكريس مفهوم دولة المكونات واستمرار المحاصصة، ان يقود الى المزيد من التشظي المجتمعي وتمزيق النسيج الاجتماعي، واضعاف المواطنة العراقية. وان استمرار ذلك من شأنه أيضا إبقاء الدولة العراقية موحدة شكلا، فيما هي في الواقع كانتونات تدار من قبل من يدعي تمثيلها، ويتم تعزيز ذلك بقوة النفوذ والسلاح.

ولتبرير التشبث بالسلطة راحت قوى المحاصصة المتنفذة تروّج لفكرة “التوازن” و”شراكة المكونات”. اما الحديث عن توازن “ المكونات” فما هو الا سعي مكشوف الأهداف والتوجهات، وليست فيه ذرة حرص على تلك المكونات التي لا يختلف حال غالبيتها عن  حال أكثرية بنات وأبناء الشعب العراقي، الذين يعانون سوية من المتنفذين المتوافقين على إدامة مصالحهم ونفوذهم.

واذا كان من المبرر والمقبول ان يجري الحديث عن التعامل المتساوي مع المكونات على أساس المواطنة، فان الأمر يختلف تماما عندما تعطى حصص للكتل المتنفذة لتتحكم بها. فهذا ليس بالتوافق السياسي  العابر للطوائف كما  يدعي البعض، وانما هو تخادم محاصصاتي لادعياء تمثيل هذا المكون او ذاك. وهذه القوى لا تكاد في الحقيقة تمثل الا نفسها. واستنادا الى  الانتخابات الأخيرة فانها قد لا تمثل اكثر من ١٠ في المائة من مجموع المواطنين الذين لهم حق الانتخاب.

ان الاستنتاج  الأساس هنا هو ان لا اصلاح ولا تغيير جديا مع بقاء منظومة المحاصصة، التي يتوجب ان تكون هدفا لقوى التغيير لتفكيكها والخلاص منها.

ولعل العمل على تشكيل حكومة كفاءات واختيار عناصر نزيهة وكفؤة لها، لتقدم على خطوات متصاعدة للإصلاح والتغيير في حزمة واحدة متكاملة، لعل هذا يشكل مدخلا سليما لتفكيك منظومة المحاصصة والفساد. ما يعني تشكيل حكومة اغلبية سياسية تقوم على أسس وبرامج سياسية وقوائم عابرة للطوائف. وهي بالقطع ليست اغلبية عددية لمن يدعي تمثيل الطوائف والمكونات الاجتماعية.

ان تشكيل مثل هذه الحكومة سيكون خطوة جادة على طريق الخلاص من المحاصصة وبدء ممارسة تجسد نمط تفكير جديد في ادارة البلاد وبناء مؤسساتها. وان من شأن هذه الخطوة  التي تأتي كحصيلة لتغيير جدي غي موازين القوى، ان توسع المشاركة في رسم السياسية العامة، وتوجيه بوصلة العمل وتوحيد القرار السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني، وصيانة حقوق الأقلية السياسية المعارضة، والاقرار الفعلي بالتداول السلمي للسلطة عبر اغلبية سياسية واضحة ومعروفة البرنامج، ولها مشروعها المستند أساسا الى روحية المواطنة العراقية.             

 وفي هذا السياق فان تشكيل أحزاب وكتل سياسية عابرة للطوائف، تعتمد مبدأ المواطنة والديمقراطية في بنائها وتعمل على وفق برنامج سياسي يغطي محافظات العراق، ولا تكون محض عناوين فرعية، سيكون من دون شك عاملا مهما مساعدا على طريق الخلاص من المحاصصة، وسيفتح الطريق سلسا امام تشكيل ائتلافات سياسية على أساس برامج قابلة للتنفيذ، وليس وفق وعود معسولة وحلول ترقيعية واسترضائية و”مكرمات” سرعان ما ينتهي مفعولها، لتعود الازمات بهذا الشكل او ذاك. فلم يعد مقبولا تدوير الازمات، بل يتوجب كسر الحلقة والخروج من عنق الزجاجة الى فضاءات جديدة، تستجيب لارادة الغالبية وتنبذ منهج الحكم الفاشل للأقلية المتنفذة.

نخلص من ذلك الى ان التغيير المنشود الذي اصبح حاجة موضوعية يفرضها تطور الأوضاع في بلدنا، هو سلسلة حلقات متصلة لمعارك سياسية واقتصادية واجتماعية بامتياز، لابد من توفير مستلزمات خوضها وادامتها، واولها تحقيق اصطفافات وتكتلات جماهيرية واسعة واضحة الأهداف والرؤى، الى جانب حسن إدارة الصراع  وقيادته.

 ************************************************

نائب يحذر من تأخيرها حتى التاسع من حزيران المقبل.. جداول المناقلة وتخصيصات المحافظات تعرقل تمرير الموازنة الثلاثية

بغداد ـ طريق الشعب

تحاول اللجنة المالية البرلمانية أن تنجز التقرير النهائي الخاص بالموازنة الثلاثية ورفعه الى رئاسة مجلس النواب، بعد حسم “الجزء القليل” من بنود مشروع القانون، مرجحة عرض القانون للتصويت الأسبوع الجاري.

وطبقا لنواب، فان “جداول المناقلة في الموازنة الخاصة بتخصيصات الوزارات والمحافظات” قد أخّرت حسم الملف.

اللمسات الاخيرة

ورجح النائب الأول لرئيس اللجنة المالية النيابية أحمد مظهر الجبوري، إنجاز مشروع قانون الموازنة الاتحادية العامة للبلد بالكامل الأسبوع الجاري وإرسالها إلى رئاسة البرلمان وعرضها للتصويت.

فيما أكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محسن المندلاوي، أن اللجنة المالية أكملت التصويت على معظم مواد قانون الموازنة ومستمرة في اجتماعاتها. 

وذكر المكتب الإعلامي للنائب الأول لرئيس مجلس النواب، في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن “المندلاوي، اجتمع مع رئيس وأعضاء اللجنة المالية النيابية، لاستكمال مناقشة مواد مشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية للسنوات المالية (2023-2024-2025). 

وقال المندلاوي، إن “اللجنة المالية النيابية تبذل جهوداً استثنائية لإخراج وإنضاج بنود مشروع قانون الموازنة بشكل رصين كونها لثلاث سنوات مالية”. 

وأضاف أن “أعضاء اللجنة أكملوا التصويت على معظم مواد القانون، وهم مستمرون باجتماعاتهم لحسم الجزء القليل من الفقرات المتبقية، وتقديم التقرير النهائي إلى رئاسة المجلس لتحديد موعد التصويت على الموازنة”. 

من جهته، أفاد عضو مجلس النواب صلاح زيني التميمي، بأنه كان من المقرر عقد جلسة مجلس النواب للتصويت على الموازنة العامة أمس السبت، مستدركاً ان جداول المناقلة في التخصيصات تسببت بتأجيل الجلسة الى اشعار آخر.

 وقال التميمي، ان “من المقرر خلال يومين ان تستكمل جداول المناقلة في الموازنة بشأن التخصيصات حول الوزارات والمحافظات”.

 وأوضح التميمي انه “سيتم عقد الجلسة نهاية هذا الاسبوع او بداية الاسبوع المقبل للانتهاء من الموازنة ومن ثم اقرارها”.

التاسع من حزيران

وأكد عضو مجلس النواب ان “من المهم ان يتم التصويت على الموازنة قبل التاسع من شهر حزيران المقبل”، عازياً ذلك الى ان “مجلس النواب قرر في وقت سابق تمديد الفصل التشريعي لمدة شهر، بسبب قانون الموازنة العامة”.

النائب عن محافظة واسط باسم نغيمش الغريباوي، أكد أن لدى نواب وسط وجنوب العراق موقف ثابت بعدم التصويت على الموازنة العامة للعام 2023 ما لم تحصل زيادة على تخصيصات محافظاتهم، مشيراً إلى أن تخصيص 2.5 تريليون دينار فقط لـ15 محافظة في الموازنة أمر “غير مقبول”.

وقال الغريباوي، إن “محافظة واسط كسائر محافظات الوسط والجنوب، لكن لها خصوصية بكونها محافظة زراعية ونفطية تحتاج إلى الاستثمار في هذين المجالين، إضافة إلى الخدمات العامة”.

وأضاف، أن “لدى نواب وسط وجنوب العراق موقف ثابت بعدم التصويت على الموازنة في حال لم تحصل زيادة في تخصيصات محافظاتهم”، مبيناً أن بعض مناطق محافظات الوسط والجنوب تعاني من نقص حاد في الخدمات لذلك هي بحاجة إلى زيادة التخصيصات لخدمة المواطنين.

وتابع، أن “من غير المعقول لوزارة الإسكان والإعمار 3 تريليونات دينار، في المقابل تخصيص 2.5 تريليون دينار فقط، لـ15 محافظة، فهذا غير مقبول”.

وأشار إلى أن “الحكومة تبنت في برنامجها الوزاري والحكومي دعم القطاع الزراعي، ولكن عند النظر في الموازنة يتبين تخصيص 1 بالمائة أو أقل للزراعة”، متسائلاً “كيف يمكن بهذا المبلغ تطوير وتقدم هذا القطاع؟”.

مناقلة ضرورية

ودعا الغريباوي إلى ضرورة إجراء مناقلة لرفع هذا الرقم، مشيراً إلى أن “اللجنة المالية استضافت نحو 20 وزيراً وسيتم إعلان النتائج النهائية خلال الأيام المقبلة حول أماكن إجراء المناقلة وملاحظات اللجنة المالية واستجابتها لملاحظات النواب”.

وأنهى مجلس النواب يوم (17 نيسان 2023)، القراءة الثانية لمشروع قانون الموازنة.

وبحسب المادة (1) من مسودة قانون الموازنة، تقدر إيرادات الموازنة العامة الاتحادية للسنة المالية 2023 بمبلغ (134.552.919.063) دينار، مع احتساب الإيرادات المخمنة من تصدير النفط الخام على أساس معدل سعر (70) دولاراً للبرميل الواحد، ومعدل تصدير قدره (3.500.000) برميل يومياً، بضمنها (400.000) عن كميات النفط الخام المنتج في إقليم كوردستان على أساس سعر صرف (1300) دينار لكل دولار، وتقييد جميع الايرادات المتحققة فعلاً إيراداً نهائياً لحساب الخزينة العامة للدولة.

وتم تخصيص مبلغ قدره (199.022.111.663) دينار للسنة المالية 2023، من ضمنها المبالغ التالية: النفقات التشغيلية بمبلغ قدره (133.221.694.002) دينار، والمديونية المتمثلة بأقساط الدين الداخلي والخارجي (12.750.981.021)، البرامج الخاصة بمبلغ (3.587.284.886) دينار.

 ********************************************

مطالبات بتطوير بهو الناصرية.. تظاهرة للمتقاعدين وإضراب لعمال معامل الطابوق

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية رفعت مطالب تتعلق بزيادة رواتب المتقاعدين، فيما نظم عمّال معامل الطابوق في منطقة النهروان، إضرابا عن العمل، احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم المالية.

المتقاعدون والعمال

وتظاهر العشرات من المتقاعدين في ساحة التحرير وسط بغداد، مطالبين بزيادة رواتبهم وتضمين ذلك في موازنة العام الجاري.

وقال المتقاعد عودة سعدون، ان “الحكومات المتعاقبة اهملت المتقاعدين بشكل كبير”، مشيرا الى ان “رواتبهم متدنية، وعلى الحكومة زيادتها نتيجة ارتفاع الاسعار والتضخم في العراق”.

واضاف سعدون، ان “فوائد السلف الممنوحة للمتقاعدين مبالغ فيها، وليس من المعقول ان تبلغ فائدة سلفة 10 ملايين دينار، قرابة 4 ملايين و600 الف دينار”.

واشار الى ان “الحكومة ومجلس النواب عليهم النظر الى واقع حال المتقاعدين، ومعالجة اوضاعهم دون اجبارهم على التظاهر”، معتقدا ان “الجهات المعنية تتجاهل مطالبهم نتيجة معرفتها بعدم مقدرتهم على احداث فعل قوي في الشارع”.

من جانبهم، نظم عمّال معامل الطابوق في منطقة النهروان القادمين من المحافظات، اضرابا عن العمل، احتجاجا على عدم صرف اجورهم.

مطالبات بترميم بهو الناصرية

ونظم ناشطون في الناصرية، وقفة احتجاجية أمام مبنى بهو بلدية الناصرية، وسط المدينة، احتجاجاً على تداول معلومات عن طرحه كفرصة استثمارية.

الوقفة جاءت بعد تداول معلومات عن إحالته كفرصة استثمارية، بعد اغلاقه في العام 2022 إثر تقديم تقرير مشترك من مديريتي البلدية والدفاع المدني، حول حالة المبنى الآيل للسقوط، وذلك بسبب تعرضه لضربات جوية خلال حرب 2003.

ورغم ان المبنى أعيد تأهيله عام 2009 لكن ذلك لم يسعف حالته، علماً أن المبنى شُيد عام 1962.

وتظاهر العشرات من أبناء ناحية أبي غرق، مطالبين بإعادة المطبات الصناعية إلى شارع حلة – كربلاء، بعد تسجيل 3 حالات وفاة بسبب سرعة السيارات المارة، خلال أسبوع.

التظاهرة جاءت على خلفية وفاة شاب بحادث سير، لتسجل الناحية 3 وفيات في غضون 3 أيام.

المتظاهرون أقدموا على اغلاق الشارع الرابط بين الحلة وكربلاء، مطالبين بإعادة المطبات الصناعية، خوفاً من ارتفاع حالات الوفيات.

***************************************************

الصفحة الثالثة

في لقاء مع مجموعة من الأطباء البيطريين.. رائد فهمي: كل القطاعات بحاجة الى تغييرات تتوج بالتغيير الشامل

بغداد – سيف زهير

التقى الرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، أخيرا، مجموعة من الأطباء البيطريين لمناقشة واقع حال القطاع الذين يعملون فيه وعلاقته بالأوضاع العامة في البلاد.وبعد ترحيب الرفيق د. صبحي الجميلي عضو المكتب السياسي للحزب بالحاضرين وشكرهم على تلبية الدعوة، أشار الرفيق رائد فهمي إلى أن تبادل وجهات النظر مع مختلف التخصصات أمر مهم للحزب، وأضاف أن السبب الجوهري لكل المشاكل هو التمسك بنهج المحاصصة الذي ابتلي الشعب به، مبينا أن الفساد بات منظومة أقوى من الدولة وصار يُصعّب أي محاولة للإصلاح.

وأكد فهمي أن التغيير أصبح ضرورة من أجل إصلاح الأوضاع العامة، مبينا أن القوى التي تهدف إلى التغيير عديدة ولها مجالات عمل واسعة ولا بد من توحيد الجهود.

وفيما يأتي النص الكامل لمداخلة الرفيق رائد فهمي:

أرحب بكم أجمل ترحيب وأهلا وسهلا بكم. نأمل من هذه الجلسة الحوارية أن تكون نافذة نتبادل من خلالها وجهات النظر عامة وخاصة بهذا القطاع. كل شريحة وبما فيها من مشاكل هي جزء من الوضع العام ومرتبطة به. نحن الان امام مفترق طرق بعد 20 عام من التغيير في 2003 ومرت الكثير من الفرص الضائعة والهدر المتواصل للإمكانيات وتهديد مستقبل البلاد، ناهيك عن عدم توفير مستلزمات التنمية المستدامة.

دمار المحاصصة وضرورة التغيير

الفساد استشرى تقريبا في كل مفاصل الدولة وأموال طائلة هدرت وأنفقت دون ان يقابلها الا القليل جدا من المنجزات وإذا كنا في الفترة السابقة نغطي العجز والنقص من خلال النفط فهي حالة ليست مضمونة في المستقبل وبعد سنوات لن يبقى النفط لنعتمد عليه ولن يلعب نفس الدور الحالي.

مع عدم تنمية كل إمكانيات البلاد والبقاء معتمدين على ورادات النفط سيوقعنا في مشاكل أكبر وأعمق. نحن الان في ظل نظام يعتمد على الريع البحت، وتأسست ثقافة وسلوك ومنطق ريعي وهذا أمر خطر جدا. أن الثقافة الحالية لا تهتم بقيمة العمل وتركز على الربح السريع. هنالك فصل بين الاخلاق والسياسة وباتت الأخيرة ميدان لتفتيت الأخلاق والقيم ولا تلتزم بكل شيء كما أن فرص العمل المتبقية للمواطنين هي التعيينات في الدولة وبخلافه لا يوجد عمل لهم تقريبا. لا يمكن ان يستمر المجتمع على هذه الشاكلة والنفط لن يستمر ليستر عيوب الوضع لمدة أطول.

من الصعب جدا تعويض حجم الانفاق دون الاعتماد على النفط والدولة تتحدث عن إقامة المشاريع ولكن لا توجد نتائج. وحتى عندما تتوفر النية لقيادة سياسية تحاول الإصلاح فالأمر غير كاف لأن الفساد أصبح منظومة كبيرة وباتت الدولة في موضع التقاسم بين الأحزاب المتنفذة، لذلك أي تبديل بالأشخاص لا يجدي نفعا وسيواجه هذه المنظومة ويصطدم بها. هنالك حكومات غيرت في الأسماء ولكن ذلك لم يجد نفعا وحتى عند قدوم وزير نزيه في أي وزارة فلا يقدر على فعل شيء لأن المنظومة تفترس الدولة والوزارات، وبالتالي يحتاج الوزير الى قوة داعمة أو الهروب من موقعه الوزاري. أن هذه الأزمة ليست مرتبطة بأشخاص معينين بقدر ما أصبحت بنية متكاملة غير طارئة ونشأت بنية للدولة منقسمة على ذاتها وغير منسجمة ولا تقدر على التخطيط أو التنفيذ. هذه هي نتائج المحاصصة وتقاسم الدولة دون رؤية للبناء والاعمار. بالتالي اصبح الإصلاح محدود ولذلك صارت كلمة التغيير مسموعة وتتردد وهي لا تطلق جزافا.

ما الذي نغيره ومن المستفيد؟

من جهة أخرى يواجه المجتمع سياسات ممنهجة لنشر الجهل وتسطيح الثقافة. أن الجهود الرامية لإصلاح ذلك هي جهود شخصية منفردة ومبعثرة هنا وهناك. اما البلد وسيادته فهي في مأزق أيضا. ان السيادتين الداخلية والخارجية تتعرضان الى مشاكل كبيرة والدولة لا تتحكم بكل مفاصلها بسبب عدم احتكارها للسلاح رغم انه عنصر رئيس في عملية بناء أي دولة وان إرادة البعض من القوى المتنفذة مرتبطة بجهات خارجية مع التأكيد على ان السيادة الداخلية مهزوزة.

نحن امام استحقاق وجودي كدولة، وعلى الصعيد الاقتصادي نحتاج الى تنويع مالي واقتصادي وتعدد مصادر تمويل الموازنة العامة. ان القطاعات التي يمكن ان تشكل حلول بديلة عديدة ومنها الزراعة والسياحة بشقيها الدينية والآثارية وغيرها من الامكانات غير المستغلة بالشكل الجيد. وفيما يخص الاستثمارات فهي محدودة ومقتصرة على أشخاص، والرأسمال الخاص او اقتصاد السوق يفترض ان يشهد منافسة وحرية مثلما يدعون لكن هذا غير موجود. كما ان اقتصاد السوق الذي يتحدثون عنه لا يحمي الملكية وأصبح اقرب إلى المافيوي وصار السوق بلا قواعد منظمة وباتت الفرص للأقوى لا الأكفأ، لمن يحمل السلاح لا من يريد المنافسة.

وفي ظل هذا المشهد نمت ثروات طائلة لدى البعض الذي اصبح اقوى من الدولة. ومقابل هذا النمو هنالك فقر مدقع وكما قال مستشار رئيس الوزراء مظهر محمد صالح قبل أيام: «هنالك 30 في المائة ممن هم تحت خط الفقر»، أي أن لدينا 50 في المائة بحقيقة الأمر ما بين خط الفقر وحوله من أوضاع مأساوية ومن ثم يأتي من يحدثك عن الاستقرار! فأي استقرار في هكذا أوضاع؟

لا يوجد استقرار سياسي او اجتماعي في ظل معدلات عالية للفقر وتدهور كارثي في الخدمات كقطاع الصحة والبنى التحتية وغيرها.

تدمير التعليم

مشكلة أخرى هي تدمير التعليم الذي صار مكملا لكل هذا الخراب من خلال مخرجاته التي لا تقدم المطلوب للبلاد. أصبحت الجامعات تخرج لنا سنويا آلافاً غاضبة بسبب الإحباط والبطالة التي يلقاها الشباب عند تخرجهم لذلك باتت عناصر التفجر الاجتماعي واضحة جدا مع وجود مظاهر المخدرات والهجرة والتهميش.

من أين نبدأ بالتغيير؟

نقول بوضوح ان كل قطاع فيه مهام عديدة للتغيير ويجب ان ترتبط هذه المهام بالبيئة العامة وتحديد جذر الازمات الذي اصبح المجتمع في صراع معها. قلنا ان تمثيل المواطنين في العملية الانتخابية مطلوب ومن خلاله يمكن العمل على التغيير لكن بعض الأحزاب احتكرت تمثيل المكونات وأصبحت تقرر حسب رغباتها من الذي يمثل اولا. وبعد عشرين عاماً من هذا النهج المدمر هنالك إصرار على المضي قدما بهذا النهج. ان هذه الصيغة خلقت مصالح تريد إبقاء الوضع لا تطويره، ونشأت مصالح مالية خلقت منظومات حكم كرست كل هذا. صارت مصالح العديد متناقضة مع الخروج من هذه الأزمة وهُمّش المواطنين الذين لا يحصل بعضهم الا على الفتات من خلال التعيينات التي ضخمت الجهاز الإداري. كل هذا أدى الى منظومة سياسية حاكمة تعيد انتاج نفسها انتخابياً وتمتلك اليات القيام بذلك من خلال المال والسلاح والاعلام وغيرها وخلق كل ذلك فجوة ما بين «المكونات» كمجاميع من المواطنين والجهات التي تدعي تمثيلها.

ان انتفاضة تشرين لم تكن لطائفة معينة وجسدت مظهرا واضحا من مظاهر الرفض وهتف الناس ضد الفساد وطالبوا بوطن آمن ومستقر بعيد عن التسميات الطائفية.

اما الحكومة الحالية فنرى ان برنامجها من حيث الطرح قريب مما قاله الناس ولكن ما هي الآليات التي تعتمدها لتحقيق البرنامج؟ كيف تكون جادة وهي نابعة من رحم منظومة المحاصصة التي تعيد انتاج كل هذا الخراب. حتى مع بعض محاولات محاربة الفساد نرى خجلا وخطوات لا تذهب الى رؤوس الفساد الكبيرة والأمر ذاته مع السلاح المنفلت الذي يتساءل الجميع من الذي يتمكن من انهائه؟

التغييرات الإدارية الحالية

ان التغييرات الحالية للمدراء العامين يفترض ان تكون وفق أسس سليمة والسؤال الان عن كيفية استبدال هؤلاء المدراء؟ وهل هنالك نتائج قادمة اذا تم استبدالهم وفق المحاصصة مجددا؟ اذن لا بد من اعتماد معايير النزاهة والكفاءة والإمكانيات، وهذا غير ملموس الى اللحظة. هم يعتقدون ان الوزارات والمواقع هي حصص وبالتالي لا احد يتوقع ان يتنازل هؤلاء عن حصصهم. اذن نستنتج ان التغيير يتطلب الكثير وان توفرت إرادة سياسية لذلك فلا بد من ان تعتمد على حق التمثيل الحقيقي للمواطنين بصورة حقيقية وللأطياف الواسعة لا لأحزاب محددة تحتكر التمثيل.

ان التغيير السلمي يتطلب قوى كبيرة ممن لديهم مصلحة وهم بالتأكيد السواد الأعظم من المجتمع ومن روافع ذلك وجود منظومة انتخابية رصينة وحرة. كل أزمات القطاعات هي مظاهر للأزمة العامة وبات التغيير ضرورة ملحة.

التغيير الشامل والمستدام

نحن نحاول مع ذوي الإرادة الخيرة ونعمل على توحيد الجهود والتوجه للناس وتحفيز نوع من الأمل لديهم لان فقدان ذلك امر خطير ويفقد الفعل المطلوب للتغيير وعندها ستبقى الساحة خالية لأصحاب السلطة. لا يوجد حل بسيط ونعلم يقينا ان ما نتحدث به يتطلب العمل الكثير خصوصا وان السياسة الحكومية الحالية هي سياسة استرضائية. هذا الكلام لا يعني العدم واليأس ويمكن تحقيق إصلاحات جزئية او إيجابية في المشهد ولكن نحن نقول ان المطلوب هو احداث التغيير المستدام وهذا يتطلب إصلاحات عميقة. فمثلا قضية القطاع الزراعي فيها تفاصيل كبيرة وهامة لها علاقة بالامن الغذائي والمياه وغياب رؤية أصحاب القرار عن هذه المفاصل المؤثرة.  يُذكر أن العديد من الحاضرين قدموا مداخلات وأسئلة وتعقيبات على جوهر أزمات البلاد وما يعانيه القطاع الزراعي والأطباء البيطريين بسبب ذلك.

 *********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

نحن نحب الحياة

لكن الموت يعشقنا

لصحيفة الغارديان البريطانية، أعدت كريستينا هازبون تقريراً عن الفن والإبداع في العراق، بعد عقدين على الحرب التي أُسقطت فيها دكتاتورية صدام، أشارت فيه الى أن مكانة الموسيقى في الثقافة العراقية قد تمت الإساءة اليها كثيراً منذ ذلك الحدث، بحيث أسكتت العديد من الأصوات أو أوقف تطورها، قبل أن يظهر جيل جديد من الفنانين الموهوبين، لاسيما بعد الحراك الاحتجاجي في عام 2019، فيواجه الصعاب وتمتد أعماله لتشمل موسيقى الراب والتكنو والموسيقى التجريبية والجاز وغيرها.

إصرار وتحدي

وذكر المقال بأن المتغيرات التي حدثت بعد سقوط الدكتاتورية كانتشار الإنترنيت وتعزز الصلة بالعالم، أصبحت ذا تأثير إيجابي اليوم، بعد أن تمكن العراقيون من دحر الإرهاب، حيث يبدو الفنانون اليوم أكثر قدرة على التحدي، رغم الأسى الذي يعتصرهم بسبب ما عانوه هم وأغلبية أبناء وطنهم من صدمات قاسية، لم يعالجها أحد.

ومن بغداد، تستعير الكاتبة مقولة أحد هؤلاء المبدعين، الذي يخبرها بأن العراقيين شعب يحب الحياة، على الرغم من أن الموت يحبهم أكثر. وفي البصرة، يدهشها فنان أخر، يعتمد الموسيقى لنشر الفرح والأمل، والتعبير عن مشاعر الناس، الحزينة منها والسعيدة، مؤكداً لها بأن موسيقاه هي ملاذه الأخير من الألم وكوابيس الواقع، حيث يستغل الحدائق العامة ليعزف، إذ تفتقد المدينة لدور عرض أو نواد فنية وموسيقية.

الحراك ينعش الموسيقى

ويذكر التقرير بأن انتفاضة تشرين، التي استمرت قرابة عامين، وشهدت تجمعات جماهيرية شبابية كبيرة، تطالب بوطن جديد وهوية عراقية خارج الطائفية، كان لها تأثير كبير على الموسيقى، وبدأ الناس يلتقون فناني الراب على الإنترنت وفي الشوارع، وهم يغنون للثورة، وينددون بالفساد وبالآثار الخبيثة للطائفية والانكماش الاقتصادي والبطالة والتدخل الدولي. كما جرى تعاون مثمر بين الفنانين الشباب داخل العراق وأقرانهم في دول الشتات، وتم تعشيق موسيقى الجاز مع المقام الذي له هوية عراقية منذ قرون ويعتبره هؤلاء كنزاً موسيقياً مقروناً بالشعر. كما تم التناغم في نتاجاتهم بين (الجوبي، والأفروراب، والهيوة وغيرها) وبين الموسيقى الحديثة، مع كلمات مفعمة بحب العراق.

مقاومة الخوف بالفن 

ومن بين المبدعين، وجدت الصحفية هازبون من يقاوم ما تركته الحروب والعمليات الإرهابية بداخله من «تراوما»، بالمزيد من الإبداع، فهذه قطعة موسيقية تعبر عن مشاعر فتاة، أعدمت داعش والديها أمام عينيها، وذاك لحن يخفف من الحنين المضني لمرابع الطفولة، التي فقدت بسبب الصراع الطائفي أو ما فعله الإرهابيون بتلك المرابع.

تجديد

ويؤكد التقرير على أن معظم هؤلاء المبدعين، لا يعيدون صياغة الماضي بطريقة ميكانيكية، لكنهم يضعون عليه بصمتهم، مقاومين بذلك الزيف الذي ينافسهم على ذائقة الناس، غير أنهم يحققون رغم كل الصعاب نجاحات تحاصر ذلك الزيف وتقلل تدريجياً، وإن بشكل بطيء من تأثيره السلبي. وتشير الكاتبة الى إهتمام العراقيين خارج البلاد بهذه الإنتاجات الجديدة، التي تمثل لهم صلة نابضة بالحياة، تعيد صلتهم بالوطن.

الإصلاح وحقوق الإنسان

كتب علي يونس مقالاً لموقع (أرب نيوز) أشار فيه الى أن مجلس الأمن الدولي وعلى هامش استماعه لتقرير ممثلة الأمم المتحدة في العراق (جنين بلاسخارت) قد دعا الحكومة العراقية الى المضي قدما في الإصلاحات السياسية والاقتصادية ومواصلة تعزيز الحوار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية والمجتمعية، ومراعاة حقوق الإنسان وضمان مشاركة كاملة ومتساوية وفاعلة للمرأة.

وأضاف بأن بلاسخارت، قد بينت بأن السلطات العراقية أحرزت بعض التقدم في الإصلاحات لكنها لا تزال تواجه تحديات سياسية واقتصادية خطيرة، حيث لازالت العوامل التي ساهمت في عدم الاستقرار فاعلة حتى الان، كتفشي الفساد، والتأثير السلبي للجماعات الخارجة على الدولة، والانقسامات السياسية، وعدم المساواة، والبطالة، والاعتماد المفرط على النفط.

وأشار الكاتب الى أن مجلس الأمن قد حث بغداد على إدخال إصلاحات للمساعدة في مكافحة الفساد وتحسين الخدمات الأساسية وحماية حقوق الإنسان ومكافحة تغير المناخ، فيما تؤكد منظمات عديدة بأن العنف الجندري والأسري منتشر في البلاد، التي تعاني من استهداف الناشطين في الدفاع عن حقوق المرأة، بحيث صار صعباً حتى الحديث عن مفردة النوع الاجتماعي (الجندر). وقد دعت هذه المنظمات الى وقف انتشار العنف ضد النساء وتعاون العراقيين مع المجتمع الدولي لتحقيق ذلك.

***********************************************

الصفحة الرابعة 

نقيب الصيادلة يرهن نجاحها بتثبيت الأسعار بالدولار.. مراقبون: تسعيرة الدواء لا تنتظم إلا بضبط المنافذ الحدودية

بغداد ـ محمد التميمي

من المفترض أن تطلق وزارة الصحة الأسبوع الجاري “تعليمات جديدة” تستهدف تنظيم سوق العمل الدوائي في القطاع الخاص، وتوفير “دواء آمن خاضع للشروط الصحية”، لكن مراقبين ومعنيين أكدوا أن هذه الخطوة ستبقى “منقوصة” ما لم تتم السيطرة على منافذ الفساد، وضبط المنافذ الحدودية.

خلال 10 ايام

وقال وزير الصحة صالح الحسناوي، في تصريح رسمي، الاسبوع الماضي، إن “مجلس الوزراء أصدر قراراً بشأن الأمن الدوائي الصادر بالاتفاق مع ممثلي نقابة الصيادلة ورابطة المكاتب العلمية وبعض أصحاب المكاتب إضافة الى رئيس لجنة الصحة النيابية والمستشار الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء والمستشار الصحي لرئيس الوزراء ورئيس الدائرة القانونية لمجلس الوزراء”.

وأضاف أنه “خلال الـ10 أيام المقبلة ستتم المباشرة بنظام التسعيرة والتتبع الدوائي”.

قرار جيد، ولكن..

وتعليقا على ذلك، قال نقيب الصيادلة العراقيين، مصطفى الهيتي، إن القرار الوزاري “جيد”، وان النقابة تطبقه منذ العام 2014، لكنه يرهن نجاح المشروع بـ”عامل واحد رئيسي، وهو ان يثبت سعر الدولار”.

وأضاف الهيتي، “اذا لم يتم تثبيت سعر الدولار الدوائي، فلن نشهد ثباتا في اسعار الدواء. وكلما كانت تسعيرة الدولار الدوائي ثابتة وقليلة كان سعره مناسبا للمواطنين”.

وزاد نقيب الصيادلة بالقول لـ”طريق الشعب”، إنّ “الدولة إذا سعرت الدولار بـ 1200 دينار للدولار الواحد، فإن هذه التسعيرة، يجب ان تستقر ولا تشهد تغييراً، علماً ان التسعيرة يجب الا تقتصر على الدواء، بل تشمل المواد الاولية ايضاً، ومن دون ذلك لا نستطيع ان نحقق تقدما في ضبط تسعيرة الدواء”.

وأكد الهيتي، ان نقابته تراقب الأسعار لدى القطاع الخاص: “لدينا لجان تفتيشية. وفي السنة الاخيرة أجرينا 14 الف زيارة تفتيشية لمكاتب المذاخر والصيدليات. وهناك عقوبات انضباطية تتراوح بين دفع غرامة وغلق الصيدليات لأسبوعين”، مبينا أن “تكرار المخالفات لاربع مرات يؤدي الى غلق الصيدلية، لكن المشكلة التي تواجهنا هي ان سعر الدولار غير مستقر ويتذبذب، وهذا هو السبب في عدم استقرار اسعار الدواء”.

واختتم حديثه بأنه نقابته تضع يدها بيد الوزارة “لأجل مصلحة المواطن العراقي، ويجب عدم غبن حق الصيادلة؛ حيث يجب ان تكون التسعيرة ديناميكية. وعلى الوزارة الاتفاق مع مجلس الوزراء على تثبيت سعر الدولار، لأنه بخلاف ذلك سيفشل المشروع”.

استيراد حر!

الدكتور فاضل المندلاوي، يجادل بأن “مشاكل الدواء لا يمكن السيطرة عليها بحلول ترقيعية، لأنها مشكلة بنيوية. والتساؤل الذي يجب ان يطرح هو عن كيفية الحصول على الدواء؟”.

ويجيب على ذلك بالقول: ان هناك “مشكلة كبيرة في استيراد الدواء من قبل القطاع الخاص”، مبينا أن “الدواء الموجود يستورد بصورة حرة مثله مثل أي سلعة أخرى، خارج سيطرة السلطات”.

ويواصل المندلاوي حديثه “أن الكثير من الأدوية تدخل عن طريق التهريب، عبر شحنها على أساس انها بضاعة وسلع اعتيادية، وليست دواء”.

وهنا يطرح المندلاوي سؤالا منطقيا: “كيف تسعّر وزارة الصحة هذا النوع من الدواء الذي يدخل بطرق غير مشروعة؟ كيف ستسيطر على تداوله في السوق؟”.

“ماركات دوائية” لا تفحص!

ويشير المتحدث الى أن هناك “ماركات دوائية” لا تخضع للفحص والتقييم عند استيرادها. وبالتالي فانها لن تكون مسجلة لدى الوزارة، مؤكدا “نحن نتحدث هنا عن نسبة كبيرة تتراوح بين 50 الى 70 في المائة من الدواء، تكون غير مسجلة او مفحوصة بصورة رسمية، وهذا يمثل تهديدا حقيقيا للصحة العامة”. ويردف المندلاوي كلامه بأن الوزارة قد تسعّر الدواء المسجل والمفحوص لديها، “لكن ماذا عن النسبة الاخرى من الادوية التي خارج سيطرتها؟”. ويشدد على ضرورة ان يتوقف هذا الانفلات الدوائي من خلال “ضبط المنافذ الحدودية، وسيطرة الدولة على استيراد الدواء للقطاع الخاص”.

ووفقا للمتحدث فإن الشركة العامة للأدوية والمستلزمات الطبية كانت سابقاً مسؤولة عن استيراد الدواء للقاطعين العام والخاص بالتعاون مع نقابة الصيادلة.

ويقترح د. فاضل أن يجري “تشكيل هيكل تنظيمي وهيئة معنية بالدواء والغذاء على غرار الولايات المتحدة الامريكية والاردن ايضا، تكون مرتبطة بمجلس الوزراء، وهي التي تنظم عملية الاستيراد، فهذا الامر له علاقة بالأمن الصحي للمواطنين”.

حلول ترقيعية

أما الدكتور زهير العبودي، فيجد أن أول خطوة يجب ان تقدم عليها الدولة هي “ايجاد البديل للأدوية المهربة والسيطرة على منافذ الفساد”.

ويصف العبودي القرار الحكومي بأنه “فنتازيا”، معللا ذلك بان “الفساد ينخر في جسد الدولة، لدى السيطرة عليه نجد انفسنا أمام حلول كثيرة، ليست ترقيعية ولا مجرد أمنيات”.

وواحد من تبريرات ارتفاع أسعار الدواء، طبقا للعبودي، فان العلاج الذي يدخل بدينار واحد تضطر الشركات لبيعه على المواطنين بأسعار مضاعفة، بسبب دفع اموال كبيرة للمتنفذين؛ جزء منها يذهب لانجاز إجراءات فحص العلاج، بدلا من استغراق وقتا طويلا، وجزء للسيطرات الامنية، وفي المطارات، مؤكدا أن كثيرا من المسؤولين الحكوميين يعرفون بهذا الواقع.

وبناء على ذلك، يستبعد المتحدث السيطرة على تسعيرة الدواء، التي سيتضرر منها المتنفذون.

 *********************************

القطاع الصحي في كركوك بين شح الدواء ورداءة التصنيع

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

تعاني محافظة كركوك نقصا حادا في التجهيزات الدوائية لدى المستشفيات والمراكز الحكومية، ما يجعل المريض يتحمل أعباء تكلفة شرائه من الصيدليات الخارجية لقاء مبالغ كبيرة.

وتلحق بشح التجهيزات الدوائية في المحافظة، عيوب ورداءة في تصنيع الدواء، الأمر الذي تعزوه كوادر صحية الى غياب الرقابة الحقيقية من الجهات المعنية.

رصد مخالفات عديدة

وكشفت دائرة التحقيقات في هيئة النزاهة يوم 11 أيار من العام الجاري، عن وجود مخالفات وتلاعب في تجهيز أدوية إلى دائرة صحَّة كركوك من قبل الشركة العامة لتسويق الأدوية والمستلزمات الطبيـة (كيماديا) التابعة للوزارة.

وبحسب البيان الصادر عن الدائرة، فإن مكتب تحقيق الهيئة في كركوك ضبط أوليات تجهيز دائرة الصحة في المُحافظة بكميَّـةٍ من مادة (امبول فولتارين) بلغت (598,750) امبول، للأعوام (2020 و2021 و2022) بسعرٍ إجمالي وصل إلى (134,718,750) مليون دينار، وتمَّ توزيع (433,136) امبول على المستشفيات والقطاعات الصحيَّة التابعة للدائرة، فيما تم إيقاف توزيع الكميَّة المُتبقّية البالغة (165,614) امبول بعد ظهور تغييراتٍ فيزيائية عليها، بناءً على توجيهٍ صادر عن وزارة الصحَّة - دائرة الأمور الفنية، لحين صدور قرارٍ بإتلافها أو استرجاعها.

وأضاف البيان، أنه «تم رصد قيام شركة «كيماديا» بتزويد دائرة الصحة بكمية (104,100) من مادة Piaster) Zinc) بلاستر لاصق بسعرٍ إجمالي بلغ (159,801,600) مليون دينار، تم توزيع جزء منها بين المُستشفيات والدوائر الصحيَّة في المُحافظة، لافتا إلى ضبط أوليَّاتها، بعد ظهور عيوب تصنيعية؛ بسبب رداءة المادة المُجهّزة وصعوبة فتحها ولصقها». وتابع «تم رصد نقصٍ في كميات مادة امبول (CLEXANE) تحت الجلد المجهزة إلى مستشفى داقوق العام من قبل دائرة صحّة كركوك التي بدورها تسلَّمت (868) علبة تحتوي كلُّ واحدةٍ منها، على امبولتين من الشركة العامة لتسويق الأدوية والمُستلزمات الطبيَّـة».

الأدوية غير متوفرة

يتوارد أحمد السيد بين فترات قريبة إلى مستشفى كركوك، لإجراء عملية غسل الكلى، والى جانب معاناته مع مرضه تلقي مشكلة شراء الأدوية والعلاجات هما أكبر على عاتقه.

يقول السيد لمراسل «طريق الشعب»، إنّ «الأطباء وبقية الكادر الطبي جيد في تعامله وحرصه، لكن في بعض الاحيان تكون حقن الدم المطلوبة لما بعد عملية الغسل، مفقودة، وتفقد أبر الكالسيوم بشكل تام، إضافة الى نقص في العديد من العلاجات الأخرى».

ويضيف ان «الادوية غير المتوفرة في المراكز الحكومية، اضطر الى شرائها من الخارج بسعر مضاعف عمّا لو كان متوفرا في المراكز».

يشار الى ان مستشفى كركوك يحوي 34 جهازا لغسل الكلى، ويجري اسبوعيا نحو 370 عملية.

غياب الرقابة

رسل حميد، التي تعمل في مركز صحي حكومي في محافظة كركوك، تقول لمراسل «طريق الشعب»: ان «تجارة الأدوية في البلاد أصبحت من أكثر أنواع التجارات المربحة، لاسيما مع عدم وجود رقابة صارمة تتابع أسعار الأدوية وأنواعها وتواريخ صلاحياتها»، مشيرة إلى ان ذلك أدى إلى نشاط تجارة الأدوية التي اقترب تاريخ انتهاء صلاحيتها، والتي تحقق أرباحاً كبيرة».

وبالحديث عمّا تعانيه المراكز الطبية في المحافظة، تؤكد وجود نقصا «حادا» في الدواء بشكل عام، مبينة انه منذ شهر أيار العام الماضي، لم تصل أية حقائب إسعافات أولية الى مدارس المحافظة.  وتكشف أيضا عن وجود نقص في الأدوية والأجهزة المخصصة لعلاج مرضى السرطان، مضيفة أن صحة كركوك طالبت الجهات المعنية بمد يد العون من اجل توفيرها، كون مراكز علاج مرضى السرطان بكركوك تردها أعدادٌ أكثر بكثير من بقية محافظات البلاد. وتقر حميد بوجود منظمات دولية، تسعى بالوقت الحالي لتعويض النقص الحاصل في الأدوية، ولو بشكل بسيط، مثل الأدوية النسائية ووسائل تنظيم الأسرة.

أغلبها لا يعمل!

ويمتلك العراق 20 معملا دوائيا، لكن أكثر من نصف العدد متوقف، وما يعمل منها عاجز عن سد حاجة السوق العراقي من الدواء، ويعتمد بشكل أساسي على ما يستورد من الدواء، الذي يعتبر باهظ الثمن على المواطن العراقي. ويقر نقيب الصيادلة مصطفى الهيتي، بوجود 20 معملاً لإنتاج الأدوية في العراق، مستدركاً أن نصف هذه المعامل لا يعمل، لأسباب عديدة، منها ما يتعلق بالبيئة الاستثمارية في البلاد.

ويؤكد الهيتي في حديثه مع «طريق الشعب»، ان «الصناعة الدوائية التي تنتج في البلاد لا تتجاوز 10 معامل من العدد الموجود».

وكان مجلس الوزراء قرر عدم استيراد ما يقارب 23 مادة دوائية، بحسب الهيتي، الذي أشار الى ان «هذه الحماية لم تطبق الا بشكل جزئي على بعض المواد، بسبب عدم وجود دراسات فعلية وحقيقية عن حجم الاستهلاك لهذه المواد في الاسواق العراقية».

 *************************

صلاح الدين.. واقع صحي «منهار» والمواطنون يلجؤون الى بغداد

بغداد – طريق الشعب

يتجه الواقع الصحي في محافظة صلاح الدين لمنحدر مرير، نتيجة المشاكل والمعوقات التي تعانيها غالبية المؤسسات الصحية في المحافظة، والتي تتمثل بنقص الادوية، وانهيار البنى التحتية.

ومضى على بناء العديد من المستشفيات أكثر من خمسين عاما، بينما لم تتبن الحكومات المتعاقبة أية مشاريع خدمية لبناء المستشفيات، ما انعكس سلبا على الواقع الصحي، ومستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

شح في أبسط الأدوية

ويصف الإعلامي والناشط من محافظة صلاح الدين، ياسر عدنان، واقع القطاع الصحي في المحافظة بأنه «منهار»، مشيرا الى انه يفتقر الى ابسط مواد العلاج والأدوية والاسعافات الأولية.

ويقول عدنان لـ «طريق الشعب»، ان هناك معاناة كبيرة سبقت انشاء مستشفى نموذجي، هو الأول من نوعه في المحافظة، مشيرا الى ان السلطات الحكومية سوقت لنفسها هذا المنجز، لكن في الحقيقة كان لإحدى المنظمات الدولية الدور الكبير في إنشائها.

وتسعى صحة صلاح الدين منذ أعوام لتحسين الواقع الصحي الذي تعيشه المحافظة، لاسيما بعد تهالك اغلب مستشفياتها التي مضى عليها أكثر من خمسين عاما.

خمسة مستشفيات تعد من أكبر المشاريع في المحافظة قد توقف العمل بها منذ سنوات، فيما تعوّل دائرة صحة صلاح الدين على إنجاز تلك المشاريع لتقديم أفضل خدماتها للمواطنين.

ويعزو عدنان أسباب تردي الواقع الصحي في صلاح الدين، الى تدمير أغلب المؤسسات الصحية بشكل شبه كامل.

ويرى أنها بحاجة إلى إعادة تأهيل وإعمار وتجهيزها بالمعدات الطبية لتستطيع تقديم الخدمات الصحية للمواطنين.

ويؤكد عدنان، أن «القطاع الصحي في عموم البلاد يشهد بطئاً في إعادة الإعمار، تحديدا في المناطق التي شهدت حروبا، وتعاني مؤسساته وبنيته التحتية الصحية من تصدعا منذ عقود».

السلطات عاجزة

وفي السياق ذاته، يقول شامل كريم (يعمل في أحد المراكز الصحية في المحافظة)، ان «أكبر مستشفى في المحافظة هو مستشفى تكريت التعليمي، وهو مدمر وخارج عن الخدمة»، مشيرا الى ان مستشفيات اقضية الدور وبيجي والشرقاط كلها عاجزة عن تقديم الخدمات الطبية بسبب الدمار وقلة الاجهزة الطبية الضرورية فيها».

ويردف كلامه لـ «طريق الشعب»، ان «الحكومة المركزية عاجزة عن تحسين الواقع الصحي في محافظة صلاح الدين، بسبب قلة التخصيصات في الموازنة الاتحادية».

ويجد أن من الضروري أن يتولى المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية دعم القطاع الصحي في محافظة صلاح الدين، لما يعانيه من «انهيار»، وسوء إدارة وتخطيط.

قضاء بلد

محمد عامر (مواطن يسكن في قضاء بلد)، يقول لمراسل «طريق الشعب»، انه «منذ اكثر من عشر سنوات ونحن نناشد لإنجاز المستشفيات المتوقفة».

ويضيف، ان القضاء يحتوي على مستشفى واحد عمره أكثر من 60 عاما، ويستقطب مرضى من جميع الاقضية والنواحي.

ويشير الى انه «في أوقات الحالات الطارئة، يبدو المستشفى عاجزا عن تأدية خدماته بالشكل المطلوب، بسبب عدم استيعابه الحالات المرضية التي ترده. كما أن كوادره غير كافية، وليست بالمستوى المطلوب، إضافة الى انه يفتقر للأجهزة الطبية المتطورة والحديثة».

ويؤكد انه «في غلب الأحيان يفتقر المستشفى الى توفير الكانونة او دواء البراسيتول، الذي يعتبر من ابسط الادوية وأكثرها توفرا، ما يضطر المريض الى شرائها من الخارج، وهذا يشكل عبئا اقتصاديا، على الناس لا سيما ذوو الدخل المحدود».

ويطالب محمد الجهات المعنية بـ»بناء مستشفى آخر بمواصفات عالية تسد الحاجة المطلوبة»، مضيفا ان «بعض الاقضية المجاورة تأتي بمرضاها إما الى قضاء بلد او تنقلهم الى العاصمة بغداد. وهذا يكلف المريض جهدا ومالا كبيرين».

 **************************************************

الصفحة الخامسة

عند بلوغهم 18 عاما.. أيتام العراق من دور الرعاية إلى الشوارع!

متابعة – طريق الشعب

يقضي علي (19 سنة) ساعات النهار جائلاً بين المركبات عند تقاطعات منطقة المنصور، ليبيعُ الأقراص المدمجة وعلب المناديل. وفي الليل يفترش رصيف مسجد قريب، أملا بغد أفضل يخفف عنه حياة اليتم والتشرد!

في حديث صحفي، يلخص علي سيرته بكلمات قليلة: “عثر عليّ شرطي وأنا في الرابعة من عمري مشرداً في الأسواق، فسلمني لدار الأيتام”.

ويضيف قائلا: “كان الشرطي يتردد للاطمئنان علي بين حين وآخر، ثم اختفى. لا أعرف حتى أسمه، والمشرفون في الدار كذلك لا يعرفون شيئاَ عنه”. ويتساءل: “هل كان هذا الشرطي والدي وتخلى عني بتلك الطريقة؟!”، متابعا قوله: “لم يعد ذلك مهماً بالنسبة لي، فقد كنتُ طفلاً مشرداً عندما سلمني للدار وأنا الآن مشرّدٌ أيضا”.

وبخلاف العديد من رفاقه الأيتام الذين أكملوا دراساتهم أو عثروا على أقرباء يضمونهم أو يوفروا لهم أعمالاً، خرج علي من دار الأيتام، بعد بلوغه الثامنة عشر – كما تنص اللوائح الرسمية - ولم يكن معه سوى ورقة تثبت شخصيته، فيما كان ينتظره واقع قاسٍ!

عصابات منظمة تتلقف الأيتام

علي ليس حالة استثنائية، بل ان هنالك كثيرين غيرهُ انتقلوا من دور الأيتام إلى الشوارع بعد بلوغهم السن القانونية. المحظوظون منهم يجدون أعمالاً ويندمجون في المجتمع، وبعضهم يواصل دراسته.

بينما هنالك من تتلقفهم عصابات منظمة تستخدمهم في تجارة الجنس والتسول، وحتى الإرهاب – وفق ما يذكرهُ معاون قائد شرطة بغداد اللواء عدنان حمود سلمان في تقرير نشرته “شبكة نيريج” للتحقيقات الاستقصائية.

ويرى اللواء أن سبب تشرد الأيتام هو عدم اهتمام الدولة بدور رعايتهم، لافتا إلى أن “قلة أعداد الدور الموجودة، يقابلها عدد كبير من الأيتام بفعل الحروب والإرهاب”.

ويلفت إلى أنه قدم مقترحات الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لحل مشكلة الخارجين من دور الأيتام، منها تعيينهم حراساً للدور ذاتها التي خرجوا منها، ومنح المجتهدين في الدراسة فرصة للبقاء في الدار لحين إكمال دراساتهم وتعيينهم معلمين أو موظفين في الدار نفسها، أو صرف سلف خاصة بهم لفتح مشاريع تدر عليهم المال، مع تشكيل لجان لمتابعتهم أو إعادة فتح المصانع المغلقة وتشغيلهم فيها كأيدٍ عاملة.

ويؤكد اللواء أن “كل هذه الاقتراحات أهملت وأصبحت مجرد حبر على ورق”! مشيرا إلى أن “عناصر الشرطة تلقي القبض على متسولين تشرف عليهم عصابات منظمة، توزعهم بسياراتها الخاصة وتؤمّن لهم السكن. كما تدربهم على الدفاع عن أنفسهم أمام القاضي، فيقولون أن تلك السيارات والمساكن مستأجرة من قبلهم.. كثير من هؤلاء خرجوا من دور الأيتام بعد بلوغهم”.

وينوّه إلى أن “بين هؤلاء الأيتام من يمتلكون مواهب، يمكن أن تكون كنزا للدولة فيما لو استثمرت بالنحو الصحيح”.

منظمات تستغل الأيتام

رغم وجود 345 منظمة تعنى باليتيم في العراق، إلا أن “غالبيتها تستغل الأيتام لجمع المال لمصالح شخصية. وهناك برلمانيون يتاجرون باسم اليتيم، همهم الوحيد هو جمع الأصوات الانتخابية، فيما الحكومة لا تملك رؤية لمعالجة هذه المشكلة الاجتماعية” – حسب ما تنقله “نيرج” عن قائد شرطة. ويستدرك القائد انه “على الرغم من ذلك، هناك منظمات كانت تجاربها نافعة، وينبغي على الحكومة تعميمها على جميع محافظات البلاد”.

يذكر أنه في كانون الثاني 2021، كشفت مفوضية حقوق الإنسان في العراق عن وجود 5 ملايين يتيم في البلاد، 45 ألفا منهم بلا أوراق ثبوتية.

ولا يخفى على أحد، أن دور الرعاية المتوفرة لا يوازي عددها أعداد الأيتام المليونية. لذلك فهي لا تستوعب سوى قليل منهم، بينما العدد الأكبر مصيره الشارع!

مشكلة مزدوجة

مدير الشرطة المجتمعية العميد غالب طعمة، يرى أن مشكلة الأيتام مزدوجة “فمن جانب لا تسع دور الأيتام أعدادهم، ومن جانب آخر يتم تسريح اليتيم بعد عمر 18”. ويوضح في حديث صحفي، أن “الشرطة المجتمعية ترصد يوميا مئات الأيتام المشردين في شوارع بغداد، تعمل في التسول ومهن مشبوهة”، مبينا أن “أكبر مشكلة تواجهنا هي عدم امتلاك اليتيم المشرد مستمسكات ثبوتية”.

بشرى على الأرصفة!

بشرى، شابة في عقدها الثالث تبدو مضطربة نفسية – وفقا لـ “نيريج” - وتتواجد في زقاق بمدينة الكاظمية، ولا تعرف شيئا عن حياتها سوى انها كانت في دار أيتام، والآن تعيش على الأرصفة.

تقول بشرى أن أهلها تركوها وهي في المهد، فتولت دار الأيتام تربيتها، وخرجت منها بعد أن بلغت الـ 18، ليصبح الشارع بيتها الوحيد!

تتهم بشرى باعة جوالين ومستطرقين بضربها والاعتداء عليها. وتؤكد أنها حبلت وولدت ثلاث مرات “اثنان سلمتهما لدار أيتام، وواحد سرقته مني تلك الحقيرة”!

وتتابع قائلة: “اشتغلت وأنا حامل في بيت امرأة معاقة مقابل الأكل والسكن، وبعد ولادتي لم أر الطفل أبدا، قالت المرأة بأنها باعته.. أعطتني بعض النقود وطردتني من بيتها”!

قصة نجاح نادرة

لتجنيب الأطفال الأيتام مصيرا مشابها للذي تواجهه بشرى، أسس الناشط والباحث النفسي هشام الذهبي عام 2004، “منظمة البيت العراقي” للإبداع، التي تؤوي الأطفال المشردين. وقام أولاً برعاية 4 أطفال في منزله، بعد ذلك جمع 47 طفلاً، آواهم وتكفل بمعيشتهم. وبمرور الأيام ازدادت أعداد الأيتام، وحرص الذهبي على تدريبهم وتهيئتهم للحياة العملية في مجال الخياطة والحلاقة والحاسوب إلى جانب مساعدتهم على ممارسة هوايات كالموسيقى والرياضة وحتى الصحافة والإعلام.

وتخرج عام 2017 في هذه المنظمة، 150 يتيما، ليواصلوا حياتهم العملية. وقد نجح بعضهم في إيجاد زوجات – حسب ما يذكره الذهبي في حديث صحفي.

نجاح هذا المشروع الخيري وصلت أصداؤه إلى دولة الإمارات، التي منحت الذهبي عام 2017 “جائزة صنّاع الأمل”. وفي منتصف عام 2022 أكمل هذا الباحث بناء دار جديدة للأيتام باسم “دار الإبداع العراقي”.

يقول عن ذلك: “رغم صغر حجم الدار، إلا أنها تضم قاعات للتدريس وأخرى للاجتماعات، إضافة إلى قاعات لتعليم الحاسوب والخياطة والرسم والعزف”. ويؤكد أن داره لا تتخلى عن أي فرد دخلها إلا بعد أن يتم الاطمئنان على مستقبله. وقد شمل ذلك 480 يتيماً تم احتضانهم على مدى 11عاماً. وهذا ما لا يحدث في دور الأيتام العائدة للدولة، إذ يجد الأيتام البالغون أنفسهم وحيدين دون دعم او مساندة!

الدولة عاجزة

إلى ذلك، يقول الباحث الاجتماعي وعد كريم هاشم، أن “الدولة عاجزة عن توفير الرعاية اللازمة للأيتام، فيصبحون فريسة سهلة للعصابات الإجرامية”.

ويشير في حديث صحفي إلى أن “المبادرات الشعبية إلى تقديم المساعدات للأيتام، من الأمور الجيدة، لكنها وقتية وتقتصر على الثياب والطعام، بينما المستقبل يبقى مجهولا”.

 ********************************************

العطش يصيب الرمادي!

الرمادي - زيد قحطان

تشهد مدينة الرمادي هذه الأيام، شحا في المياه بسبب الانخفاض اللافت لمنسوب الماء في نهر الفرات.

أولى المناطق التي ظهرت فيها بوادر الازمة، هي “منطقة العنكور” التي تقع بالقرب من جامعة الأنبار، والتي تبعد ثلاثة كيلومترات تقريبا عن حوض الفرات. إذ باتت المياه لا تصل إلى المشاريع التي تغذي المنطقة، ما جعل المنازل تعاني شحا في ماء الشرب.

اللافت للنظر أن الأزمة ضربت مناطق أعالي الفرات ونحن ما زلنا على أعتاب فصل الصيف، وبالتالي فإن الكارثة قد تأخذ مديات أوسع عندما ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير، وتزداد حاجة الناس إلى المياه.

وتحاول الدوائر المحلية المعنية، اتخاذ إجراءات للتخفيف من حدة الأزمة، لكن العلاج الجذري يحتاج إلى جهد حكومي ودولي. فالدوائر تبذل جهودا في إمداد الناس بالمياه عبر الناقلات الحوضية (التناكر)، لكن هذا حل وقتي لن يفي بالغرض. فالمواطن لا يمكنه أن يواصل الوقوف يوميا في طوابير طويلة للحصول على المياه.

لذلك، إن عدم وضع حلول جذرية للأزمة، سيتسبب في كارثة إنسانية خلال الصيف، قد تنتهي إلى هجرة السكان نحو مناطق أخرى، يتوفر فيها أبسط مقوم من مقومات العيش، وهو ماء الشرب!

 ***************************************

العراق يستقبل الصيف ويودّع الكهرباء!

بغداد – وكالات

مثل كل عام، ما أن استقبل العراقيون موسم الصيف هذا، وارتفعت الحرارة بشكل طفيف، حتى تراجع تجهيز التيار الكهربائي في بغداد والمحافظات الأخرى.

ورأى مواطنون في حديث صحفي، أن “الصيف الحالي لن يكون بعيدا عن الصيوف السابقة من ناحية تجهيز الطاقة الكهربائية، في الوقت الذي لا تزال فيه وعود الحكومة بعيدة عن الواقع”! وعبر مواقع  التواصل الاجتماعي، أشار مواطنون إلى أن “الوعود التي أطلقتها وزارة الكهرباء بتقليل ساعات انقطاع التيار، مجرد اضغاث أحلام”. فيما ناشد بعضهم الجهات المعنية “الإيفاء ولو بجزء بسيط من عودها بجعل الصيف الحالي مختلفا عن سابقه”.

 ****************************************

الكلاب السائبة ترعب أطفال كربلاء

كربلاء – وكالات

شكا العديد من المواطنين في كربلاء، من انتشار الكلاب السائبة في مختلف مدن المحافظة، مشيرين إلى أن هذا الأمر بات يثير قلقهم ويذعر أطفالهم.

وأوضحوا أن معظم الكلاب السائبة مسعورة وتهاجم المارة، خاصة الأطفال، مطالبين باتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحتها.

من جهتها، ذكرت المواطنة أم كيان، وهي من سكان قضاء الهندية، أن “الكلاب السائبة تجوب المناطق السكنية في مشهد مقلق، وانها تقوم بمهاجمة الأطفال”، لافتة في حديث صحفي، إلى أن “أطفالها الثلاثة، وهم بعمر 3 و7 و8 سنوات، تعرضوا إلى هجوم من 4 كلاب شرسة”. وتابعت قائلة أن طفلها ذا الـ 3 سنوات فقد الوعي من شدة الخوف، أما طفلاها الآخران فقد تعرضا إلى صدمة نفسية.

وطالبت أم كيان الجهات المعنية بـ”التدخل للحد من انتشار الكلاب السائبة، عبر نشر فرق جوّالة لمكافحتها”.

وكانت وزارة الصحة قد حذّرت في وقت سابق، من انتشار مرض “داء الكلب” بعد تسجيل زيادة في الإصابة به، في مناطق متفرقة من البلاد، جراء انتشار الكلاب السائبة.

وتنص المادة 26 من قانون الصحة الحيوانية العراقي 32 لسنة 2013، على وجوب السيطرة على الكلاب السائبة في المحافظات. ويلزم هذا القانون الدوائر المعنية (البلدية، البيئة، الصحة والمستشفى البيطري) بتنفيذ هذه المهمة - وفق مدير المستشفى البيطري في كربلاء د. وسام الجابري.

 *********************************

أصحاب محال يتعرضون للظلم

بغداد - عدنان جاسم

حسنا فعلت مديرية بلدية الرشيد عندما ألزمت أصحاب المحال المتجاوزين على الشارع والرصيف في سوق “حي الجهاد”، بإرجاع بضاعتهم المعروضة مترا واحد،

بعد أن كانت تغطي نحو مترين من واجهة محالهم. فهذا الأمر جعل منظر السوق جميلا،

وفسح المجال لمرور المتبضعين بانسيابية.

لكن المتعهد أو المستثمر المسؤول عن السوق، كان يأخذ من هؤلاء إيجارا عن كل متر يتجاوزون عليه سواء من الشارع أم الرصيف، وهذان تابعان للدولة وليس من صلاحيته أن يؤجرهما! فكان يأخذ مبالغ الإيجار مقدما لمدة سنتين، والآن،

وبعد رفع التجاوزات، طالب أصحاب المحال المتعهد باستعادة مبالغ الإيجارات، لكنه رفض.

أصحاب المحال يطالبون عبر “طريق الشعب”، الجهات المسؤولة بإلزام المتعهد بإرجاع تلك المبالغ، كونها أخذت منهم ظلما – على حد تعبيرهم.  

من جانب آخر، اشتكى أصحاب المحال في سوق منطقة الجوادين، من المتعهد المسؤول عن السوق، الذي يجبرهم على دفع مبلغ 12 ألف دينار جباية، تضاف إلى أجور الكهرباء والماء وبدل الإيجار.

فيما لفتوا في حديث لـ “طريق الشعب”، إلى أن السوق يخلو من الحراس الليليين، لذلك غالبا ما تتعرض محالهم للسرقة، أو الحرائق المفتعلة.

 *****************************************

اكول.. صحة الصدور.. إلى متى!؟

غانم الجاسور

في صباح أحد الأيام، بكّرت إلى الحضور للمحكمة لغرض الإدلاء بشهادتي في قضية. وعندما وصلت في الوقت المحدد من قبل محامي الدعوة، وجدت جمعا من مراجعين ينتظرون دورهم للدخول إلى القاضي.

أوعز إلي الشرطي الذي يقف عند باب القاضي في الانضمام إلى الطابور. وبينما أخذ الشرطي يسجل أسماءنا في سجل كان يحمله، اندفع مراجع وصل توا، صوب باب القاضي، فأوقفه الشرطي وقال له “الزم سره”! لكن المراجع، وبدل أن يستجيب للأمر، رفع طرف قميصه وأظهر مسدسا كان يعلقه بحزامه، فسمح له الشرطي بالدخول بعد أن طلب منه تسليم سلاحه للاستعلامات!

الشرطي لا يعرف هوية المراجع، لكنه سمح له بتجاوز الطابور.. وهنا لك أن تتصور في أي بلاد نعيش عندما يتحول المسدس إلى هوية تعريفية!

ما أن حان دوري للدخول، جاءني المحامي محرجا. فقال لي: “معذرة أخي، أخذنا من وقتك وجعلناك تترك أعمالك وتقطع مسافة طويلة للحضور إلى المحكمة. يؤسفني أن أخبرك بأنك لن تدلي بشهادتك اليوم، والسبب هو أن إحدى وثائقك التي طلبتها المحكمة، لم تصل إلى الآن، وهي (بيان صحة الصدور). وربما سيتأخر وصول الوثيقة أسبوعين أو أكثر”! في أي عصر نحن الآن وفي أي بلد نعيش!؟ العالم يتقدم ويتطور ويسخر التكنولوجيا في كل مجالات الحياة، ونحن لا زلنا نراوح في مكاننا. فهناك وسيلة تواصل اسمها البريد الالكتروني، تستخدم في المراسلة، وتستخدمها الدوائر الرسمية في إجراء المخاطبات في ما بينها، وعلى وجه السرعة. فأين نحن من ذلك!؟ ما معنى أن ينتظر المراجع وصول وثيقة رسمية أسبوعين أو أكثر؟ يا لها من مهزلة!

ومعلوم إن عملية إصدار صحة الصدور، لا يقوم بها المراجع، إنما موظف معتمد ترسله الدائرة الحكومية إلى الدائرة المعنية لغرض اصدار هذه الوثيقة. ولا غرابة أن يشوب هذه العملية فساد وابتزاز في أحيان كثيرة. فالموظف المعتمد يحتاج إلى أجور نقل وطعام وغيرها، كي يجلب الوثيقة المطلوبة، وكل ذلك يدفع من جيب المراجع!  

أتساءل: لماذا لا يجري الاعتماد على البريد الالكتروني في هذا الأمر، فتتم العملية على وجه السرعة، وربما في ثوانٍ، ويتجنب المواطن عناء الانتظار ودفع الرسوم، خاصة أن جميع دوائرنا الحكومية تتوفر فيها خدمة الانترنيت!؟

أقول: أيها الناس، لا تنسوا انكم في العراق، مهد الحضارات والابجديات.. متى نلحق بركب التطور العلمي والتكنولوجي!؟

 ************************************************

الصفحة السادسة

في ضيافة هيروشيما.. مجموعة السبعة تستعد لحروب مقبلة

رشيد غويلب

لا يمكن أن تكون رمزية المكان الا دليلا آخر على الصلف الامبريالي: تلتقي مجموعة الدول السبع في هيروشيما، المدينة التي كانت الضحية الأشهر للقنبلة الذرية الامريكية. ومرة أخرى، تريد الولايات المتحدة تكريس حالة الحرب، كمدخل لحرب أخرى.

لم تكن قنبلة أب 1945 الذرية موجهة إلى اليابان، التي هُزمت عسكريا قبل هذا التاريخ، بل وجهت إلى الاتحاد السوفيتي، الذي كان آنذاك لا يزال حليفًا من الناحية الرسمية. أما قمة مجموعة السبع التي تنهي اعمالها اليوم الاحد 21 أيار، فتوجه رسالة الى منافسيها الأهم (الصين وروسيا) في صراع الهيمنة الذي يعيشه العالم.  ويبدو ان الولايات المتحدة وحلفاءها لا يريدون استيعاب حقيقة ان عالم القطب الواحد أصبح جزءا من التاريخ، اقتصاديا وحتى عسكريا.

لقد غيّر القصف الذري لهيروشيما وناغازاكي التوازنات الجيوستراتيجية بشكل لا مثيل له، وجعل الولايات المتحدة في وضع فريد. وظن مخططو الحرب النووية الأمريكية ان باستطاعتهم تدمير الاتحاد السوفيتي وازالته من خريطة العالم السياسية مرة واحدة والى الابد، وهو ما لم يتحقق لهم.  وليس هناك من يصدق ان الولايات المتحدة قادرة اليوم على تحقيق هيمنتها المطلقة على العالم بوسائلها القديمة.

ولا نأتي بجديد إذا قلنا ان الصين وليس روسيا هي الهدف من توظيف الحرب في أوكرانيا، والإصرار على تصعيدها. وفي هذا السياق جاء اختيار مكان انعقاد القمة. وقد مارست حكومة بايدن ضغوطًا هائلة على جيران الصين، لتكوين تحالف إقليمي مضاد لها. والظاهر أن المهمة نجحت، على الأقل في حالة اليابان وكوريا الجنوبية، ولكن أيضًا في حالة الدول التابعة الأكثر استعدادًا مثل أستراليا، التي يراد تطويرها لتصبح مستقبلا قوة نووية.

ويبدو أن رئيس الوزراء الياباني كيشيدا ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول قد قبلا بمغامرة القيام بمهمة انتحارية. وفي وقت سابق لعقد القمة، أعلنت إدارة بايدن عن خطط لنشر غواصات نووية وحاملات طائرة بي 52 في كوريا الجنوبية، وتم إنشاء أربع قواعد عسكرية أمريكية جديدة في الفلبين. وفي اليابان، التي تعد أكبر “حاملة طائرات أمريكية غير قابلة للإغراق” في المنطقة، يُبني أيضًا المزيد من القواعد الأمريكية. وبدأت عمليا مناورات عسكرية مضادة للصين.

ملفات القمة الرئيسية

حتى قبل ان تنتهي القمة رسميا أصبحت واضحة طبيعة القرارات التي ستصدر عنها، مثلما كانت واضحة الملفات التي تناقشها، لان الهدف الرئيسي كان ولايزال السعي لتكوين جبهة موحدة لمواجهة الصين وروسيا، بالإضافة الى مناقشة التباينات بين دول المجموعة بشأن مسائل استراتيجية أخرى.

آنيا هيمنت الحرب الدائرة في أوكرانيا على أجواء القمة، بما في ذلك مناقشة استراتيجيات عسكرية وفق ما أشار له مستشار الأمن القومي الأمريكي ساليفان، وما تعهد به رئيس الوزراء الياباني المضيف فوميو كيشيدا، بشأن قيادة “جبهة موحدة في متابعة مشكلة أوكرانيا”.

وعلى هامش لقاء مع كيشيدا، أعلن بايدن الخميس أن مجموعة السبع تدافع عن “قيم مشتركة، خصوصا دعم الشعب الأوكراني الذي يدافع عن أرضه ذات السيادة، ومسؤولية روسيا عن غزوها الوحشي”.

عقوبات جديدة

وكشفت بريطانيا الجمعة حزمة عقوبات جديدة على قطاع التعدين في روسيا تستهدف الواردات الروسية من الألمنيوم والألماس والنحاس والنيكل، في مسعى للتضييق على إمكانيات روسيا في تمويل الحرب.

وعلى المنوال نفسه جاءت مواقف الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية. وإضافة الى ذلك ركزت المناقشات على تشديد العقوبات على روسيا، التي أدت حتى الآن وفق المجتمعين إلى انكماش الاقتصاد الروسي في الفصل الأول من العام الحالي.

السلاح النووي

وهاجمت القمة بشدة تهديدات الرئيس الروسي المتكررة باستخدام السلاح النووي في الحرب في أوكرانيا، في محاولة منه للتأثير النفسي على خصومه الأمريكيين والأوربيين.

ولتأكيد ذلك ستسلط الأضواء على هذه المخاطر عند قيام القادة السبع بزيارة حديقة هيروشيما التذكارية للسلام، التي أقيمت في موقع إلقاء القنبلة الذرية الأمريكية في 6 آب 1945،

تكريما لذكرى الضحايا الـ 140 ألفا الذين سقطوا بالسلاح النووي الأمريكي.

ولم تستجب القمة لمطالبة خبراء عسكريين وشخصيات سياسية لضبط الأسلحة النووية،

بحجة ان روسيا والصين وكوريا الشمالية تقف عائقا امام تحقيق ذلك.

الحرب الاقتصادية

وشغل ملف التصدي لصعود الصين الاقتصادي حيزا كبيرا في مناقشات القمة حتى الان،

لا سيما سبل التصدي  لما تسميه دول المجموعة “الابتزاز اقتصادي” الذي تمارسه بكين، من خلال تنويع الإنتاج وشبكات الإمداد.

في حين أبدت الحكومة الصينية استعدادها لفرض قيود على التجارة.

وبغض النظر عما ستقرره القمة بشأن “الابتزاز الاقتصادي”،

سيجد المعسكر الغربي صعوبة جدية في مواجهته عمليا. ففرنسا وألمانيا مصرتان على تأكيد أن التصدي لمخاطر “الابتزاز الاقتصادي”

لا يعني قطع العلاقات مع الصين، التي هي أحد أكبر الأسواق في العالم.

*********************

«نساء ضد الحرب» تدين جرائم أطراف النزاع  في السودان

متابعة ـ طريق الشعب

دانت مجموعة نساء ضد الحرب الجرائم البشعة التي ترتكبها المليشيات والأطراف المتنازعة في السودان، والتي أقدمت على اغتصاب الكثير من النساء البريئات.

وفي بيانٍ لها، أكدت ضرورة التزام جميع الأطراف بمنع العنف الجنسي والذي يعد جريمة ضد الإنسانية توجب على جميع الدول محاكمة مرتكبيها.

وأشار البيان إلى أن جميع الاتفاقيات التي تحمي حقوق النساء تتطلب من كل السلطات القانونية والإدارية حماية حقوق النساء في الأمن والحياة الكريمة في حالتي الحرب والسلم.

كما دانت نساء ضد الحرب استمرار الصمت الدولي والأممي تجاه هذه الجرائم، محملةً الأمم المتحدة وكافة منظماتها هذه الجريمة وسابقاتها وما سينتج عنها من أضرار جسيمة وتداعياتها على المجتمع بأسره. وشددت على أن هذه الجريمة تندرج ضمن قوائم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، داعيةً كل منظمات المجتمع المدني وكافة النشطاء الإعلاميين والحقوقيين للتضامن والوقوف الجاد والتحرك المسؤول لفضح بشاعة ما يرتكبه المسلحون من انتهاكات تجاه النساء في السودان.

 ****************************************

الشيوعي التركي:  لا خضوع لظلامية «العدالة والتنمية».. وكلا لاردوغان

أنقرة ـ طريق الشعب

دعا الحزب الشيوعي التركي الناخبين الى التصويت ضد الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 28 أيار الجاري.

وقال الحزب في بيان ان “كل صوت ضد اردوغان، في 28 ايار، سيساهم في نزف دماء حزب العدالة والتنمية، بغض النظر عن النتيجة”.

وأضاف البيان “سنتوجه إلى صناديق الاقتراع، وسنقصي أردوغان”.

وأشار الحزب الى انه “على مدى 20 عاما تحكم هذا البلد حكومة مدعومة من الرأسماليين وطوائف وعصابات وبلدان امبريالية”.

واكد الحزب ان نتائج الانتخابات أظهرت بوضوح أنه لا يمكن ترك أي جانب من الصراع في هذا البلد، بما في ذلك صندوق الاقتراع، في أيدي “تحالف الجمهور”. بعبارة أخرى، تقع المسؤولية مرة أخرى على عاتق العمال والوطنيين والنساء والشباب والملايين من الناس الذين يعانون من الفقر في هذا البلد”.

واضح البيان ان “النساء والشباب والعمال الذين لن يخضعوا لظلامية حزب العدالة والتنمية سينهضون ويكملون المهمة التي فشلت المعارضة البرجوازية غير الكفوءة في القيام بها”.

 ***************************************************

أخيرا.. باخموت في قبضة الروس

كييف ـ وكالات

أعلن قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين امس السبت أن رجاله استولوا على كامل مدينة باخموت مركز القتال في شرق أوكرانيا الذي استمر منذ الصيف الماضي.

وأعلن بريغوجين في شريط فيديو بثته خدمته الإعلامية على تلغرام وهو يقف إلى جانب رجال مسلحين أمام مبان مدمرة السيطرة على باخموت بالكامل. وأضاف بريغوجين الذي يخوض نزاعا مع القيادة العسكرية الروسية “استغرقت العملية للسيطرة على باخموت 224 يوما  فاغنر وحدها كانت هنا”.

وتابع بريغوجين “لم نقاتل الجيش الأوكراني فقط في باخموت، بل أيضا البيروقراطية الروسية التي وضعت لنا العصي في الدواليب”.

وكرر انتقاده لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف.هذا فيما نفت الجهات العسكرية الأوكرانية خبر السيطرة الروسية على باخموت.

 ************************************************

الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق في ابعاد قسري للمهاجرين في اليونان

أثينا ـ وكالات

دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق مستقل في فيديو نشرته نيويورك تايمز، أظهر طرد خفر السواحل اليوناني لمهاجرين بينهم أطفال عبر إبعادهم قسرا في بحر إيجه. وصوّر المقطع أحد الناشطين الحقوقيين في جزيرة ليسبوس قبل شهر، وذكرت الصحيفة الأمريكية أن خفر السواحل الأتراك أنقذوا المهاجرين لاحقا بعد قرابة الساعة، مضيفة بأنها تعقبتهم في مركز احتجاز إزمير حيث رووا الواقعة. وأثار المقطع الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز دعوات أطلقها مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لإجراء تحقيق مستقل. وتم نشر اللقطات قبل يومين من انتخابات عامة ستنظمها اليونان يواجه فيها رئيس الوزراء المحافظ كيرياكوس ميتسوتاكيس منافسة قوية من رئيس الوزراء اليساري السابق ألكسيس تسيبراس. ويعد الموقف المتشدد ضد الهجرة أحد الركائز الأساسية للبرنامج الانتخابي لميتسوتاكيس الذي زار في وقت سابق الحدود البرية مع تركيا في إطار حملته، متعهدا بتوسيع سياج فولاذي ارتفاعه خمسة أمتار لاحتواء تدفق المهاجرين.

 **************************************

جبهة مدنية ضد الحرب في السودان

الخرطوم - قرشي عوض

مرّ اكثر من شهر على اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، وخلال ذلك صارت الاحياء الشعبية تحت رحمة القوات المتناحرة، التي لا تفرق بين الاهداف العسكرية والمواقع المدنية، فضلا عن تجاوزات افرادها،

خاصة قوات الدعم السريع، الذين تصل  انتهاكاتهم لحقوق الافراد والجماعات حد القتل والاغتصاب ونهب الممتلكات وطرد المواطنين من منازلهم واستخدامها كمنصات لمضادات الطيران،  الى جانب الانتشار في الشوارع الفرعية داخل المربعات السكنية مما يجعل المواطنين يتعرضون لقصف الطيران . وازدادت حالة الرعب وسط المواطنين نتيجة لذلك وبعد وصول مزيد من اطقم سلاح المدفعية الى الخرطوم. 

وفي هذا الوقت أيضا نشطت المجموعات الاجرامية التي تقوم بنهب الممتلكات والاعتداء على الاسواق. فقد تعرضت شركات تجارية ومجمعات استهلاكية ومصانع مواد غذائية للنهب والحرق، كما تعرضت المنازل للسرقة. لذلك شكلت بعض المدن والاحياء مجموعات حماية ذاتية، تتكون من الشباب المسلحين يالاسلحة البيضاء، للقيام بدور الشرطة.

لكن قوات الدعم السريع تعتبر هذه المجموعات شريكا في القتال، وتدعي ان ظهورها في الشوارع يجعلها اهدافا عسكرية مشروعة. ولذلك تميل السلطات الى عدم نشر الشرطة في الطرقات، لان تسليحها غير مساوي  لقوات الدعم السريع .

وعليه اصبح توفير الأمن يعتمد كليا على المجموعات المدنية .

وقد تطورت هذه العملية الشعبية في بعض المدن غربي السودان، حيث تشكلت جبهات مدنية واسعة تسعى ضمن اهدافها الى القيام بخطوات عملية لايقاف الحرب او منع اتساع نطاقها. وهذا ما حدث مثلا في ولاية جنوب كردفان البعيدة نوعا ما عن النزاع، حيث أسهمت الجهود المدنية في فرض التزام كل من القوى المتقاتلة بمواقعها، وعدم الاعتداء على الاخرى  وتسهيل حركة المدنيين، ومنع نشاطات المنفلتين وسطها او في نطاق سيطرتها. وقد اسهمت تلك الجهود في اطلاق سراح مجموعات من ضباط وجنود الجيش الذين كانوا محجتزين لدى قوات الدعم السريع .

وتم تعميم هذه التجربة في ولاية شمال دارفور وعاصمتها “الفاشر”، التي تقتسمها القوتان المتصارعتان. حيث يسيطر الجيش على شرقها فيما تحكم قوات الدعم السريع سيطرتها على غرب المدينة،  وقد افلحت الادارة الاهلية في وقف العنف واستبعاد العمليات العسكرية .

اما في حنوب دارفور فقد وقع اكثر من ٦٠ كيانا اهليا ومدنيا على وثيقة سلام،  نبذت فيها العنف وشددت على وقف الحرب وعدم توفير الحماية القبلية للمنفلتين وتسليمهم الى والي الولاية. وكانت الولاية قد شهدت معارك ضارية بين القوتين،

اسفرت عن سيطرة الجيش عليها  مع انتشار واسع لقوات الدعم السريع في ما حولها . وتعتبر مدينة “نيلا” حاضرة الولاية من اكبر المراكز التجارية، وتساهم بنسبة عالية جدا في الناتج القومي الإجمالي، ويعني توقف الحياة فيها الحاق خسائر كبيرة بنشاط السكان ويالاقتصاد الكلي للبلاد .

ورغم ان مدن غرب السودان شكلت مهد الحركات التي حملت السلاح في وجه مركز السلطة بالخرطوم، وراجت وسط الناشطين فيها نظرية المركز والهامش، وجنحت في بعض تمظهراتها الى تاطلاق الشرذمة والتشظي، الا ان ثورة ديسمبر المجيدة اظهرت ان حظ النشاط المدني السلمي المنطلق من حفظ وحدة السودان هو الاوفر فيها، حيث  انتظمت جماهير المهنيين في كل مدن ولايات دارفور وكردفان في تجمع المهنيين وفي لجان المقاومة،  التي اسستها الثورة  مستلهمة تجارب النضال المشترك لاهل السودان قاطبة، في ثورات سابقة ضد الظلم والاستبداد.

وهو ما اظهر ان ما يجمع السودانيين يفوق ما يفرقهم، في وقت تمضي فيه البلاد بخطوات حثيثة نحو الحرب الاهلية، مما يعطي هذا الحراك المدني الذي يتشكل الان دورا مهما ليس في ايقاف الحرب فقط،

وانما ايضا في ضمان وحدة السودان على اسس جديدة، ويعيد الاعتبار للحراك المدني الذي عمل طوال الوقت على تحجيم دور المكون العسكري، الساعي بكل السبل لاجهاض الثورة، سواء من خلال انقلاب تشرين الماضي او باشعال الحرب الحالية.

ومعلوم ان الحراك المدني الحالي، الذي يجيء وسط القصف الهمجي للطيران الحربي والعمليات التي فرضتها قوات الدعم السريع على السكان المدنيين، كان قد سبق ترتيبات اتفاق جدة لحماية المدنيين وتوفير الممرات الآمنة، وفرض على وسطاء حل النزاع عدم تجاهل المكون المدني .

وتخطيء اطراف المفاوضات خاصة امريكا والسعودية، ان هي ظنت ان بامكانها تجيير النشاط المدني المتسع لخدمة اجندتها في استئناف العملية السياسية، بما تتضمن من توفير ملاذات آمنة للجنرالات،

وحمايتهم من المساءلة الجنائية بسبب الجرائم التي ارتكبوها في حق المدنيين،

بما فيها اشعالهم الحرب الحالية المدمرة.

 *********************************************************

الصفحة السابعة

الرأسمالية والحروب

أد . حاكم محسن محمد الربيعي

 يقول الماركسي الالماني غروسمان “ إن التدمير والفاقد الناتج عن الحرب يعدان وسيلة للتخفيف من الانهيار القائم للرأسمالية، لخلق مساحة تنفس من أجل تراكم رأس المال. ان الحرب وتدمير قيمة رأس المال المرتبط بها يضعف انهيار الرأسمالية ويوفر بالضرورة حافزا لتراكم رأس المال”، وكما يقول جون فريست ُولدت الرأسمالية على هيئة رضيع سفاح يزداد تعطشه للدماء كلما كبر، وكانت أولى الدول الرأسمالية والتي هي بريطانيا عملت على تصفية حساباتها مع تشارلز الأول والنظام القديم حتى شرعت في ذبح سكان مستعمراتها الأُوَل في كل من إيرلندا وجمايكا. وقام الامريكان بقتل السكان الاصليين الهنود الحمر في امريكا، وعملت ذلك بريطانيا مع سكان المستعمرات التي تمكنت من احتلالها في الهند  وفلسطين والعراق  وباقي دول اسيوية وافريقية عديدة، اذا الرأسمالية لا تعيش وتستمر دون حروب، وان الهيكل البنيوي للرأسمالية قائم على التناقضات، وهذه التناقضات تولد المشاكل باستمرار  وبين الحين  والاخر تتولد وتبرز الازمات ولذلك مشاكل الرأسمالية مستمرة وحروبها مستمرة لان الحروب هي السبيل لنمو الرأسمالية من خلال بيع السلاح للمتحاربين وتوريطهم منها على شكل مساعدات لكنها تصبح ديونا بعد انتهاء الحرب ، كماهي في حالة العراق مع دول خليجية والامر معروف ولأحاجه لتناوله، اذ انها تبحث عن المشكلات  وباي وسيلة ولأي سبب وتاريخ الرأسمالية ملئ بالأحداث، و لذلك لا يمكن النظر  إلى الدعم الهائل لإطالة الحرب  الدائرة في اوكرانيا من قبل مركز الرأسمالية (أمريكا) بعيدا عن هذا المسار التاريخي القذر للرأسمالية ، الذين يتحدثون عن الديمقراطية  وحقوق الانسان  وكليهما حجج واهية ومفقودة في عقر دارهم ، وما يجري في مجتمعاتهم ابرز دليل على ذلك ، فقتل الانسان امر في غاية البساطة والمشاهد التلفزيونية على التعامل البوليسي مع المواطنين الأمريكان ذوي الاصول الافريقية خير شاهد على ذلك  كما كان  التعامل مع العراقيين  خلال الاحتلال يعبر عن الأساليب الوحشية للرأسمالية بأدواتها القذرة  من المرتزقة والامريكان والبريطانيين انفسهم ، وبالتالي الأمريكيون قبل غيرهم، ولكنها  تلجأ إلى موضوع الديمقراطية وحقوق الانسان المنتهكة فيها اولا، لاستخدامات هادفة وكحجة بائسة ضد الاخرين ، فالولايات المتحدة الامريكية  قامت بحروب وقتل خلفت ضحايا بالألاف بتعاون بريطاني، وهذه الانتهاكات مستمرة من قبل الولايات المتحدة فالجرائم التي ارتكبتها عديدة  ضد العديد من الدول، فهذه الدولة “المارقة” التي تدعي الخطر على امنها القومي رغم المسافات التي تصل إلى اكثر من عشرة الاف ميل بينها وبين من تدعي انها دول تشكل خطرا على امنها القومي، ولكنها لا ترى اي خطر لمن يجهز ويحضر ويرعى منظمات ارهابية  في دول ضمن ،مسارها وتسير على هواها،  لاستهداف دول اخرى ذلك عندما تتفق مع بعض الدول السائرة في خطها والتي تخضع للإرادة الامريكية، اما خوفا من سطوتها او مجاملة وربما ايمانا ولكن الاوضح هو التخوف من السطوة الامريكية، وهذا ما حصل برعاية امريكية في العراق وسوريا وليبيا واليمن  وافغانستان كل ذلك برعاية غربية وبقيادة امريكية والسؤال الذي يطرح نفسه  ، هل شكل أو يشكل العراق او سوريا او اليمن او ليبيا او أي  بلد عربي او افريقي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وحتى في افريقيا او امريكا اللاتينية، اي خطر على امريكا، اي خطر تتحدث عنه الادارة الامريكية، اذا كان هناك خطر على امريكا على رغم هذه  المسافة، أليس من حق روسيا ان  تدافع عن امنها القومي مما يقوم به  الناتو بقيادة امريكا في خاصرتها اوكرانيا، ان امريكا ليس لديها اية مصداقية على الاطلاق فهي اهملت تماما ما وعدت الفلسطينيين به من اقامة الدولة الفلسطينية واصبحت تدعو وتدعم التطبيع مع  كيان مصطنع، هي دولة ارهابية وترعى الارهاب ولوحظ تاريخيا استمرار جرائمها المتعددة فهي قامت  باحتلال افغانستان وتدميرها،  ثم احتلال وتدمير العراق وزرع عملية سياسية بائسة لم تستطع ان  تنهض بالعراق من كبوته رغم مرور اكثر من عشرين عاما  وعن تاريخ الولايات المتحدة  والحروب  التي قامت بها . ضربت اليابان  بالقنابل الذرية ويطلقون على اليابان (صديق ) والاغرب ان اليابان لا تشير إلى الحدث التاريخي الكبير والذي يعد عارا على امريكا عبر تاريخها الملطخ بدماء الشعوب ونهب خيراتها  وهذا ما فعلته وتفعله في العراق وسوريا حيث السيطرة على حقول النفط السورية ونهب الاموال والآثار العراقية من قبل المرتزقة في قواتها المسلحة، وتحت اشراف المرتزق ممثلها بريمر الذي سرق 8 ثمانية مليارات دولار من العراق  وتم نهب الوثائق التاريخية المهمة وسلم بعضها  إلى الكيان الصهيوني اللقيط، والكل يعرف ان  احتلال العراق كان خارج الارادة الدولية، اي ان امريكا لم تحصل على موافقة مجلس الامن، وقالت في حينه انها ستقوم بالاحتلال خارج الموافقة الدولية لوحدها اي ليس للهيئة الدولية اي اعتبار في نظرها وتحاول الانفراد بالعالم رغم وجود  دول كبرى لها وزنها وقدراتها  العسكرية وقادرة على الحد من الهيمنة الامريكي، ان الجرائم الامريكية متعددة  وكبيرة ولكن لا أحد  يردعها ولا تخشى احد،  الولايات المتحدة الامريكية  ارتكبت جريمة قتل مليون ونصف مدني في الفلبين وخلف قصف مدينة درسدن الالمانية  25 ألف قتيل  وقصفت برلين وكان عدد الضحايا 800 ألف مدني  وارتكبت مجازر داتشادي في المانيا ومجزرة يسكاري في ايطاليا، وقتل بحارة نجوا من سفينة المانية غارقة وقتل الاسرى الالمان في فرنسا  وقتلى معركة تروماندي  وقتل الاطفال والشيوخ والنساء في كوريا  سنة 1950 بحدود 400 مدني وارتكبت قواتها العسكرية 360 جريمة حرب في فيتنام واستخدامها للرش الكيمياوي، وقصفت يوغسلافيا سنة 1999 وادين هذا القصف من قبل منظمة العفو الدولية  الذي اودى بحياة 5 خمسة الاف مدني وكان عدد ضحايا الحرب على العراق بحدود مليون ضحية، وإلى اليوم لم تستقر الاوضاع في العراق  وجعلت منه  دولة ضعيفة واقتصاد متعب مع اهمال تام لكل القطاعات الاقتصادية، عشرون عاما من التراجع لذلك يحتاج العراق إلى حكومة وطنية ذا رؤية ثاقبة لا عادة اعمار البلد وتأهيل قطاعاته الاقتصادية كاملة مع تغيير الادارات على اساس الكفاءة والخبرة والمؤهل بعيدا عن المحاصصة البائسة لان البلد لا يبنى بالمحاصصة القائمة على صيانة المصالح الفئوية ،ولكن لابد من مقومات ابرزها سيادة القانون ومحاسبة الفاسدين وحصر السلاح بالدولة، وكم مرة جرى الحديث عن هذا الموضوع دون تنفيذ، مع توفير حماية للمستثمرين  من الابتزاز  الممنهج، انها معاناة بلد كان يشار اليه بالعلم والمعرفة وقوة الاقتصاد والحضارة ، لكن  الاحتلال الامريكي – البريطاني دمر كل شيء، ولولا ذلك لكان اكثر تقدما لولا الحروب العبثية والحصار  والعملية السياسية البائسة التي هي نتاج الاحتلال الامريكي المقيت، هذه هي الرأسمالية المتمثلة بالمركز  وديمقراطيتها الكاذبة لا تحيا ولا تستمر دون حروب .

 ***********************************

الفساد من إرادة المكافحة إلى نوابا التوطين

خليل ابراهيم العبيدي

خلال العقدين الأخيرين لم يتقدم موضوع آخر في استقطابه لاهتمام العراقيين مثل موضوعة الفساد، والذي يعرّف دوليا بأنه الاستثمار غير الشرعي للمنصب العام للحصول على منافع شخصية. وهو بتعبير آخر مجموعة التصرفات المخالفة للقانون والشرع، وهو عمل مستنكر وفقا للأديان وحتى نزولا عند الاعراف.

وقد عرف العراق الفساد بشكله الوبائي بعد الاحتلال وصدور قرارات بريمر رئيس سلطة الائتلاف، وقد أصاب الفساد القدوة منذ قيام مجلس الحكم أو عند تشكيل الوزارة العلاوية،  وانحدر تدريجيا وبسرعة النار في الهشيم نحو الوسط الوظيفي او القاعدة ليشكل ظاهرة جعلت من العراق بلدا في مقدمة بلاد العالم من حيث الفساد وخراب الذمة، والغريب أن الفساد لم يعد مخزيا مما يشير إلى تدني قيمنا الاجتماعية وصار ما كان عيبا عملا مقبولا، وعلى مدى عقدين انخرط فيه مئات الآلاف من الموظفين في كافة دوائر الدولة من صاحب المكناسة حتى ديوان الرئاسة وانخرط المواطنون تلقائيا في هذا العمل الوضيع أما بالسكوت أو بالأداء عن طريق المساعدة للغير أو تقديم الرشا، حتى صار أحدنا موضعا للشك من قبل الذات، وانطلقت الدعوات وعلى كل الصعد مطالبة بمكافحة الفساد، وقد شجع نمو هذا الفساد هو تراجع القضاء عن دوره في تقديم الفاسدين للمحاكم من جهة وعدم اهتمامه بتراجع القانون وأحكامه أمام شدة الفساد ودرجاته، وصار قانون العقوبات النافذ متخلفا عن تقدم الفساد ومتساهلا في حجم العقوبة إزاء نهب المال العام أو توسع تهديد الأمن العام أو حتى استباحة الشعور العام.

إن رد فعل القدوة ومن بيده السلطة في حقيقة الأمر لا يملك إرادة مكافحة الفساد، فإما أن يكون هو مسلوب الإرادة وضعيفا أمام مغريات المال الحرام، أو أن إرادته لا تملك هي الأخرى القدرة على تنفيذ القوانين بسبب تقدم إرادة الاتباع على إرادته في مكافحة هذا الوباء، بتعبير آخر ليست هناك إرادة حقيقية لمكافحة هذا الفساد. لأن النتائج ستكون غير متوائمة مع بقاء البعض الفاسد في القمة سواء أكان ذلك في السلطة أو في الابراج المتعالية، وصار الفساد ومكافحته لحد هذه اللحظة في الرفوف العالية، وكل المحاولات الجارية ماهي الا إجراءات بالية، ومن هنا تبدأ مرحلة التوطين، وأصاب هذا الوباء الموظف الحكومي من صاحب الماسحة (منظف الأرضية ) في أبسط مستشفى حكومي أو اهلي أو صاحب النفايات في سيارة البلدية أو صاحب الاستعلامات والكاتب مرورا بمدير الشعبة والقسم والمعاون والمدير العام والوكيل والوزير الهمام وصولا إلى النائب المنتخب بالانتخابات العامة ، أو دواوين الأمناء العامين أو حتى الرئاسات، وهذه التهم تفصل وفقا للمواقف والمقاسات، وصار الفساد مرضا معديا يصيب الجديد بتبعة القديم واستمكن كالنار في الهشيم. وهذا الحال سيستمر بفعل غياب الإرادة وتواري النوايا الحقيقية في مكافحة هذا الفساد وشيوع نوايا التواطؤ والتوطين، الحل في تغيير القوانين، وتشديد العقوبات على المخالفين، والحد الادنى للمدان فيه خمسة وعشرون عاما، وإعادة أموال العراقيين والحد الأعلى مؤبد لمن سرق المال العام أو تاجر بالمخدرات أو من يهدد الأمن العام، والعمل قدر الإمكان على تغيير مفهوم الموظف العام والعودة إلى سالف الايام عندما كان الموظف فيها، لا يملك غير السمعة وحسن السيرة والهندام، والحليم تكفيه إشارة الإبهام.

 ********************************

كيف السبيل لعودة المغتربين إلى الوطن؟

طارق العبودي

حسب الاحصائيات الاخيرة فاق اعداد المغتربين واللاجئين العراقيين في دول العالم أربعة ملايين مواطن، هؤلاء خرجوا من بلدهم تحت ظروف أمنية ونفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية صعبه جداً، أجبرتهم عنوة على ترك اهلهم وارضهم واحبابهم وماضيهم الجميل وكل ذكرياتهم وهم كانوا مكرهين على فعل ذلك من قبل انظمة سياسية قمعية وتعسفية وبوليسية ودكتاتورية ظالمة. وكانوا بين خيارين اما الموت تحت سوط الجلاد وفي دهاليز واقبية النظام الدكتاتوري الفاشي او الهروب طلباً للحرية والأمان والبقاء على قيد الحياة. وعصابات داعش المجرمة والمتوحشة كان لها دور ظالم وقاس اجبر الكثيرين على الهروب خارج العراق طلباً للأمان. وايضا للأوضاع المادية الصعبة التي يعاني منها الكثيرون بسبب حكومات الفساد والسراق وهي الأخرى اجبرت الكثيرين على ترك وطنهم. جميع هؤلاء هاجروا بأجسادهم لكن ارواحهم وقلوبهم وضمائرهم بقت ملتصقه بالأرض التي عاشوا وترعرعوا فيها سنين طويلة ويساورهم الحنين والاشتياق إلى ارض اجدادهم وابائهم في كل حين.

هذه الطاقات والمواهب العلمية والاكاديمية والشرائح الاجتماعية العديدة من مكونات مختلفة كان الاولى ببلدهم ان يستثمر ابداعهم وعطائهم ويوظفوا عصارة افكارهم من اجل تطوير وتقدم بلدهم إذا توفرت لهم الظروف والمستلزمات والمقدمات الطبيعية من حرية وكرامه وامن واستقرار وحقوق. هذه الثوابت من البديهيات في دول وانظمة تحترم شعوبها وتعبر عن مصالح ورغبات واماني مواطنيها.

فالعراق لا ينعم بالاستقرار والامن والحرية الا في ظل حكومة مدنية ديمقراطية وطنية منتخبة تضع مصلحة الوطن وابنائه في المقدمة، وتكفل حقوق جميع المكونات والشرائح الاجتماعية بشكل عادل ومنصف وتوظف موارد وخيرات البلد لصالح ابنائه.

عندها سوف تعود الكفاءات والطاقات العلمية المغتربة بشكل طوعي إلى ارض وطنهم واجدادهم وهم مطمئنون على ارواحهم ومستقبلهم ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي وبعد ان يجدوا الامن والامان والحرية والكرامة والطمأنينة لأنه بالتأكيد بلدهم عزيز عليهم وهو يسكن في حدقات عيونهم.

 **********************************************

المنظمات المهنية ودورها في عملية البناء الوطني

كاظم بدن

لا شك ان وجود المنظمات المهنية والمجتمع المدني من نقابات واتحادات وحركات اخرى ودعمها وتمكينها من اداء مهماتها شي موضع اعتزاز حيث ان تطورها وتفعيل دورها هو عامل اساسي من عوامل بناء الدولة اي على اعتبار انها السلطة الخامسة ويكون لها الرأي في كل ما يتعلق بشؤون الناس من تشريعات وقوانين وفضلا عن كونها تمثل اغلبية جماهيرية ورأي عام اي حلقة الوصل بين الجماهير والسلطة وهي بالمحصلة تعمل بموجب قوانينها وانظمتها الداخلية المقرة واستنادا الى ما ورد في الدستور ولها شخصية معنوية وتعمل بحيادية واستقلالية تامة خدمة للشريحة المعينة التي تمثلها وبعيدا عن اي تدخل من اي جهة كانت سياسية دينية وحزبية وحكومية ما عدا التدخل الايجابي بالدعم والعون وابداء المساعدة والتشجيع وفي ظل عراقا لا اقول ديمقراطي بل ينحو نحو الديمقراطية والعمل فيها تطوعي اختياري وبدون مقابل وخدمة ودفاعا عن الشريحة المعينة وهذا العمل متاح لكل من لديه الرغبة ولديه الامكانيات والقدرة على اداء المهام المثبتة بالبرنامج  والنظام الداخلي المقر وبالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بالموضوع، ومن الطبيعي ان تبوء المراكز القيادية يأتي عن طريق الانتخابات الحرة والديمقراطية التي يسود فيها العدل والانصاف وبعيدا عن فرض الارادات ووفق القواعد المهنية ويجب ان تتوفر في المرشح حالات السلامة العقلية والجسدية فضلا عن الامكانيات والنزاهة والعمل بروح الحرص على كل الممتلكات واموال المنظمة والحفاظ عليها بأقصى الدرجات، وقانونا تعتبر الموجودات من المال العام الذي يحاسب عليها القانون، ومن الضروري ان يكون العمل في هذه المنظمات بموجب قوانين حديثة عادلة تتلاءم وتنسجم مع كل المستجدات والتطورات الحاصلة وليس مثل ما هو حاصل الان في اتحاد الجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق الذي يعمل بقانون ٥٦ لسنة ١٩٨٢ الذي اكل الدهر عليه وشرب والذي اصدره حكم حزب البعث آنذاك لا سيما وان العمل في هذه المنظمات المهنية لا يختصر على الاقتصادية والمطلبية والمعاشية وهذا ضروري الا ان هناك الذي في غاية الاهمية وهو التدريب والتوجيه لنشر الوعي في كل الجوانب وبث روح التسامح والتعاون والروح الوطنية وذلك من خلال اقامة الندوات والدورات الجماهيرية التي هي صلب اعمال المتصدين للعمل المهني ويمكن الاستعانة في تغطية هذا المجال بخبراء وفنيين والنزول ميدانيا ومغادرة الجلوس خلف الابواب المغلقة بانتظار المنح والهبات والكومشينات الحكومية والمصالح الشخصية والمنافع الذاتية

وبالعودة الى موضوع الانتخابات وشرعيتها وقوانينها من الواجب خلق الاجواء الملائمة والمشجعة من اجل توسيع دائرة المشاركين فيها وان يتم الاعلان عنها في وسائل الاعلام وفي الجمعيات الفلاحية يتم دفع الاعلانات والملصقات في جميع مقار الاتحادات والفروع والجمعيات وتثبيتها وبشكل واضح وشفاف المكان والزمان كل حسب تسلسله ويكون بحضور واشراف القضاء وايجاد لجان محايدة لتلقي الطعون والشكاوي لتوضيح التجاوزات والخروقات والانتهاكات وليس كما هو حاصل الان في اتحادات الجمعيات الفلاحية مع جل احترامي وتقديري لهذا الاتحاد وتاريخه المجيد الحافل بالمأثر والمسطر بالتضحيات من خلال ما سلف من القادة الوطنيين المعروفين فان ما هو حاصل الان يحز بالنفس بأشد ما يكون وفي هذه الحالة (نزل زيد صعد عمرو والعكس ) والاستقتال قائم على قدم وساق ولفترة حفنة من السنين وكأن ما وجد من اجله هذا الاتحاد هو المماحكات والصراعات في يجب ان يكون عنده مهماته الاساسية وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها بلدنا بخصوص التصحر والجفاف وقطع حصص البلد المائية الامر الذي يتطلب تهيئة وتعبئة جميع الفلاحين والمزارعين وسكان الريف وكل وطني شريف يهمه مصلحة الوطن والشعب الوقوف صفا واحدا خلف الحكومة ودعمها واسنادها بالمطالبة بحقنا في المياه وذلك من خلال الاحتجاجات والتظاهرات والتجمعات امام سفارات الدول المعنية وارسال الوفود والمذكرات الى جميع الهيئات والمؤسسات الاقليمية والدولية وبالتعاون والتنسيق مع باقي المنظمات الجماهيرية أليس هذا غير ممكن يا سادة يا كرام.

نعم انه ممكن ومطلوب ولا يختلف عليه اثنان ولو توافرت الإرادة والعزيمة والنية الصادقة الى جانب الايمان الراسخ بعادلة هذه القضية ونلقي باللوم على المسؤولين كل المسؤولين لتغافلهم عن هذه القضية التي هي الاهم مرحليا فما المانع الذي يمنع استثمار هذه الجمهرة المؤثرة وابعادها عن دورها الفاعل واقصد بالخصوص جمهرة الفلاحين والمزارعين وسكان الريف الذين هم اصحاب المصلحة الاساسية في توفير المياه ومن الناحيتين الاستهلاكية وسقي الزراعة للسقيين الزراعي والحيواني وهنالك شيء ملفت للنظر الا وهو زيادة   وتطوير درجة الوعي الذي نحن احوج ما نكون اليه قدر حاجتنا لثقافة مجتمعية والتي هي بعيدة كل البعد عن كثير من الفلاحين وسكان الريف لفقدان اي وجود لمنظمات مهنية يمكنها ان تلعب هذا الدور.

 *****************************************

السلطة والتعليم والنقد

محمد موزان الجعيفري

النقد أساس تطور كل العلوم نتذكر النقد الأدبي في درس اللغة العربية والذي يتناول فيه النقاد كثيرا من المواضيع التي لها علاقة بالأدب واللغة وغيرها لتقويم اعمال الشعراء والكتاب والادباء والباحثين ولكننا نتجاهل تطور العلوم الأخرى بواسطة النقد للطريقة أو النتائج أو المنهجية أو المصادر أو غيرها، فأساس التطور في كل العلوم هو التفكير النقدي والمراجعة النقدية لما نسمع ونقرأ ونشاهد، لنحلل ونقيم ونركب ونصدر القرار بالتعضيد أو النقد، إذ لا تطور في أي علم دون تشخيص الهنات والهفوات والطرائق المكلفة أو البطيئة أو غير الجيدة لتجاوزها وتعديلها لإزالة الهدر وزيادة السرعة وتقليل التكلفة وتحسين الجودة، لذلك من أهم واجبات الباحث والأكاديمي والمهني المتخصص هو المراقبة والتشخيص وإبداء الرأي الواضح والـصـريح في مختلف الـقـضـايـا الـتـخـصصية، ولكن بعض المتنفذين والفاسدين يحاولون التجاوز على هذه الحرية وتقديم شكاوى ضد أصحاب الرأي الصائب والـعـلـمـي وهذا يسهم في التخلف والـتـدهـور وضياع الحقيقة، والكارثة أن يكون هذا المتنفذ رئيس جامعة أو عميد أو رئيس قسم لأنه يوظف بيت الـعـلـم والـرأي لـخـنـق الـحـريـات وتكميم الأفواه لمصلحة الفساد والفاسدين.

لذلك يجب حماية أصحاب الرأي الحصيف والعلمي والتحقق من وجود المخالفة المهنية أو المؤسسية أو الإدارية سواء في القطاع الخاص أو العام قبل مساءلة صاحب الرأي النزيه والمسؤول وعلى السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية التحقق والتأكد من علمية ومهنية ونزاهة الرأي أو المقترح أو النقد قبل استدعاء صاحبه ومساءلته أو إدانته لأن هذا الإجراء يسهم في تكميم الأفواه وتعطيل العلم وفرص التقدم ويسهم في نشر الفساد والخديعة والزيف والوهم.

 ***************************************************

الصفحة التاسعة

العراق يرفض مواجهة إسرائيل في بطولة عالمية

بغداد ـ طريق الشعب

انسحب منتخب العراق من سباقات الفردي في بطولة العالم بالمبارزة بعد رفضه مواجهة اسرائيل.

وذكر بيان لاتحاد المبارزة أن “منتخب العراق انسحب من سباقات الفردي في بطولة كاس العالم بالمبارزة الجارية احداثها في اسطنبول والمؤهلة إلى اولمبياد باريس، بعدما أوقعته القرعة في مواجهة فريق اسرائيل.

وأضاف، أن “ قرار الانسحاب جاء التزاماً بقانون تجريم التطبيع ورفضاً للكيان الاسرائيلي المحتل، وتضامناً مع القضية الفلسطينية.”

هذا وسيخوض منتخبنا الوطني سباقات الفردي بانتظار اجراء القرعة.

 *******************************************

منتخب الشباب يواصل تحضيراته للقاء الاورغواي

متابعة ـ طريق الشعب

واصل الاتحاد العراقي لكرة القدم، حديثه عن متاعب للمرة الثانية منذ وصوله إلى الأرجنتين للمشاركة في نهائيات كأس العالم دون 20 عامًا، مشيرًا إلى سوء الإجراءات التنظيمية.

وينطلق مونديال الشباب في الأرجنتين، الإثنين المقبل، بإقامة مباراة أصحاب الدار، المستضيف، مع فريق أوزبكستان. ويُقام المؤتمر العام لبطولةِ كأس العالم بمشاركةِ ممثلين عن الوفد العراقي عند الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت العراق، وستحدد فيه التعليمات الخاصة في البطولة من الناحية الإدارية والطبية والإعلامية.

بيان لاتحاد الكرة تحدث عن “تذمر واضح من بعض المنتخبات حول أماكن التدريبات البعيدة، بالإضافة إلى الفنادق الجيدة وعدم وجود قاعات الحديد الخاصة واماكن لاستشفاء اللاعبين، والتي وضعها الجانب الأرجنتيني بالتعاون مع الاتحاد الدوليّ لكرة القدم بشكلٍ مستعجل”.

منظمو البطولة، وفق بيان الاتحاد، عزوا تلك المشاكل إلى “ضيق وقت منح البطولة إلى الأرجنتين وسحب تنظيمها من إندونيسيا، ما جعلها عرضةً للنقد من المهتمين بهذهِ البطولة قُبيل انطلاقها”.

وسبق للاتحاد أن أعلن في بيان استغراق رحلته إلى الأرجنتين قرابة 25 ساعة، من إسطنبول إلى مدينةِ ساوباولو إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس وصولًا إلى مقر إقامته، وقال إن اللاعبين “لم يحصلوا على ساعاتِ نوم كافية ومريحة منذ ليلة السفر من بغداد”.

وسبق للمنتخب الأرجنتيني أن استضاف بطولة كأس العالم للشباب، عام 2001، حيث فاز باللقب الذي يستحوذ على عرشه، بستة ألقاب حصدها في تاريخ بطولات دون 20 عامًا.

أما عن التدريبات، فذكر بيان الاتحاد أن منتخب شباب العراق أجرى وحدته التدريبية في ملعب مجمع نادي خمينيزا للتدريبات والذي يبعد 10 كم عن مقر إقامةِ وفد منتخبنا في مدينة لابلاتا وسطَ أجواء ماطرة، وبروحٍ معنوية عالية” على حد تعبير البيان.

يستعد العراق لمواجهة منتخب الاوروغواي في أولى مبارياته ضمن نهائياتِ كأس العالم دون 20 عامًا الإثنين المقبل

وهذه هي المرة الأولى التي تشهد المدينة سقوط أمطار غزيرة في فصل الخريف في الأرجنتين، بحسب القائمين على البطولة.

وذكر البيان أن “الجهاز التدريبيّ تعامل مع تساقط الأمطار وفق تدريبات خاصة خاضها اللاعبون لساعة وربع الساعة لتلافي الإصابات، حيث شارك اللاعبون جميعًا من دون استثناء فيها، سبقتها تدريبات صباحية في قاعةِ الحديد والقوة البدنية”.

وحضر التدريبات، رئيس الاتحاد العراقيّ لكرة القدم عدنان درجال وعضوا اتحاد الكرة محمد ناصر وخلف جلال، ومدرب المنتخب الوطني الإسباني خيسوس كاساس، كما طرح (فيفا) عبر موقعه تذاكرَ حضور مباريات البطولة عبر شبكة الإنترنت.

 *************************************************

القائمة الأولية لمنتخب الصالات استعداداً لبطولة العرب

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني لكرة الصالات بقيادة البرازيلي ريكاردو سوبرال كاكاو قائمة المنتخب المكونة من (24) لاعباً للمشاركة في بطولة كأس العرب التي ستقام في المملكة العربية السعودية للفترة من الـ(6 - 12) حزيران المقبل.

وتضمن الجهاز الفني والإداري: علي عيسى سيد مديراً إدارياً للمنتخب، وريكاردو كامرا سوبرال مديراً فنياً وحسين عبد علي مساعداً للمدرب، ومايكول جونتاس بورت مدرباً لحراس المرمى، وماريو ادوارد دي اولفر مدرباً للياقة، وعلي طه إسماعيل مترجماً، وعدي صبار منسقاً إعلامياً، ومحمد عامر العزاوي مصوراً، وطالب حسين هذال مديراً للتجهيزات، وحبيب جبار كاظم ومحمد ولي معالجين، وسيف حسن حمود إدارياً.

وضمت قائمة اللاعبين: محمد سامي ناصر(الشرطة)، زاهر مهدي هادي (نفط الوسط)، حسين أحمد ناصر (المرور)، عمر سبتي جمعة (نفط البصرة)، حيدر حسن (بلدية البصرة)، سالم فيصل عبد (نفط الوسط)، رافد حميد عيسى (نفط البصرة)، طارق زياد سلمان (نفط الوسط)، سالم كاظم موات (بلدية البصرة)، وليد خالد فاهم (نفط الوسط)،حارث سعد معروف (آليات الشرطة)، حيدر مجيد درويل (نفط البصرة)، فادي علاء سامي (غاز الجنوب)، مهند عبد الهادي نعيم (نفط البصرة)، مصطفى إحسان جمعة (مصافي الوسط)، خطاب عمر حسين علي (القوة الجوية)، غيث رياض كريم (نفط الوسط)، مرتضى كمال خليل (آليات الشرطة) حسين علي طالب (المرور)، علي حقي (مصافي الوسط)، أبو طالب عبد الكريم (نفط البصرة)، ليث محمد جواد (مصافي الوسط)، حيدر كريم ساجت (مصافي الوسط)، أحمد إبراهيم هاشم (بلدية البصرة)”.

ودخل منتخبنا الوطني معسكراً داخلياً في العاصمة بغداد أمس السبت ويستمر حتى التاسع والعشرين من شهر أيار الحالي حيث سيتم اختيار القائمة الرسمية التي ستمثلنا في بطولة كأس العرب”.

 ***********************************************

أنشيلوتي يفاجئ بيريز بطلباته في الميركاتو

مدريد ـ وكالات

كشف تقرير صحفي إسباني، أمس السبت، تفاصيل اجتماع فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب الملكي.

كان الريال، ودع دوري أبطال أوروبا، الأربعاء الماضي، عقب الخسارة (0-4) أمام مانشستر سيتي، في إياب الدور نصف النهائي.

ووفقا لصحيفة “ماركا” الإسبانية، فإن الاجتماع عقد بين الطرفين، أمس الاول الجمعة، وشهد تحليلا للهزيمة المؤلمة، فضلا عن البدء في تحديد مشروع الموسم المقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الطرفين استعرضا المراكز التي يجب تحسينها داخل صفوف الفريق (الصفقات المحتملة)، بالإضافة إلى تحديد أسماء المغادرين.

وأوضحت أن بيريز وأنشيلوتي اتفقا على خطة جعل الميرينغي أكثر تنافسية، لكن المدرب الإيطالي لم يطلب الكثير من التغييرات.

ويعود ذلك إلى أن أنشيلوتي يقتنع بأداء عناصر الفريق الحالي مع بعض التعديلات، كما أن بيريز يريد من الشباب مواصلة التطور بالموسم المقبل.

وذكرت أنه تم تحديد التعزيزات في الاجتماع، بضم جود بيلينغهام لاعب وسط بوروسيا دورتموند، بالإضافة إلى مهاجم بديل لكريم بنزيما.

 *****************************

ريباكينا تهزم أوستابينكو.. وتصطدم بكالينينا في نهائي روما

روما ـ وكالات

أطاحت الكازاخية إلينا ريباكينا بمنافستها اللاتفية يلينا أوستابينكو (6-2 و6-4)، في مباراة استغرقت أكثر من ساعة ونصف، لتتأهل لنهائي بطولة روما لتنس الأساتذة، وتصطدم بالأوراكينة أنهيلينا كالينينا. وكانت ريباكينا، المصنفة السادسة عالميا، هي الأوفر حظا أمام المصنفة 20، ونجحت في تحقيق الفوز رغم تأخرها في بداية المجموعة الثانية 2-4، لكنها قلبت الطاولة عقب توقف المباراة مؤقتا بسبب الأمطار.

وفتح غياب المصنفة الأولى، البولندية إيغا شفيونتك، عن نصف النهائي بسبب مشكلات بدنية، الباب أمام تواجد ريباكينا وكذلك كالينينا، المصنفة 47 عالميا، التي أطاحت بالروسية فيرونيكا كوديرميتوفا من نصف النهائي الآخر بمجموعتين لواحدة (7-5 و5-7 و6-1).

ويعد النهائي هو الرابع هذا العام لريباكينا، والثالث لها في مشوارها ببطولات الأساتذة.

وتطمح ريباكينا لمواصلة التألق على الملاعب الترابية في بطولة رولان غاروس الكبرى المقبلة، التي حققت فيها أفضل النتائج في الجراند سلام، بوصولها لربع النهائي في 2021.

 *************************************

تأهل التجارة والديوانية لدوري السلة الممتاز

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة السلة عن الأندية المتأهلة للدوري الممتاز والهابطة لدوري الدرجة الاولى رسمياً بعد انتهاء منافسات موسم 2022-2023.

وقال نائب رئيس الاتحاد خالد نجم، اتضحت الصورة بشكل رسمي بشأن الفرق الصاعدة للممتاز، والهابطة للأولى بعد منافسات موسم كامل شهدتها قاعات السلة العراقية.

واضاف ان الفرق التي حصلت على مقاعدها رسميا في مصاف فرق دوري الدرجة الممتازة هي ناديا التجارة والديوانية، وأما الفرق التي نزلت للدرجة الاولى هي القوة الجوية التي انسحبت في منتصف الدوري والتضامن النجفي.

******************************

وقفة رياضية.. مراكز الموهبة بحاجة إلى رعاية

منعم جابر

منذ سنوات طويلة حاول بعض المتفائلين من خبراء كرة القدم والمعنيين فيها بتأسيس عدة اشكال من المحاولات الجادة للنهوض بلعبة كرة القدم لأنه لا حل جذري الا بوجود مراكز متخصصة بمواهب الصغار والمبدعين من لاعبينا ممن يمتلكون المواهب والقابليات الفريدة والفذة.

وبعد وصول الكابتن عدنان درجال نجم الكرة العراقية السابق إلى رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم فرحنا وابتهجنا لوصوله هو ونخبة من نجوم المنتخبات العراقية السابقة إلى مواقع المسؤولية والتي نرى بانها ستشكل اساساً لنهوض كروي متميز وكان للكابتن درجال تجربة طويلة في قطر وحماس عال وطموح مشروع للارتقاء بالكرة العراقية من خلال ما حمله من طموحات هو وزملاءه أعضاء الاتحاد. وكنا نأمل ان يتم افتتاح عدة مراكز لرعاية المواهب الكروية في المحافظات وبعض المدن الكبيرة بغية توسيع تواجد ورعاية الموهوبين والنابغين بلعبة كرة القدم وإمكانية تطوير فئات وبألعاب أخرى حتى يتحقق النهوض الكروي والرياضي بشكل واسع ومتميز. وكنا نأمل ان نشاهد دوريا منتظما للفئات العمرية (اشبال وناشئين وشباب) وان نشاهدهم وهم يخوضون منافساتهم قبل الفرق المتقدمة مما يشجعهم ويوسع آفاقهم ويوفر لهم الشجاعة وعدم الخوف من تقديم أنفسهم وتحرير قابلياتهم. وكنا نأمل ان يصل طاقم تدريبي اسباني للمساهمة في الاعداد والاشراف على هؤلاء المواهب وبالتالي استكمال حلقة المواهب التي تؤسس لفرق عراقية وقابليات متطورة وهذا هو الاسلوب والاساس الصحيح لبناء الكرة العراقية، لكن الحال ظل على حاله وبقيت مراكز الموهوبين في بغداد (الكرخ والرصافة) وحيدة ويتيمة، بينما كنا نأمل زيادتها وإيجاد شقيقات لمركزي بغداد لدعم هذه التجربة وأثرها الإيجابي على الكرة العراقية. الا اننا وجدنا ان مركزي بغداد للموهوبين بقيا على حالهما مع إيقاف رواتب المدربين العاملين في هذه المراكز بعذر ان هناك توجه لإعادة تنظيم هذين المركزين وهذا لا يتم الا بوصول الطاقم التدريبي الاسباني والمتخصص بالعمل مع الفئات العمرية وبقي المدربون بدون رواتب ولا مخصصات منذ بداية العام الجديد 2023، والمدربون العاملون في هذين المركزين ظلوا حائرين وكيف يتصرفون وهم بلا مصدر ولا رواتب، وقد يتسبب حال المدربين هذا في ضياع هذه المواهب المنتقاة بعناية وتركيز ولأسباب بسيطة.

احبتي في الاتحاد العراقي لكرة القدم نناشدكم باسم كرة القدم وباسم هؤلاء اللاعبين الموهوبين ان تهتموا بمركزي الموهبة الكروية في بغداد وان لا تضيعوا فرصة عمل الكفاءات العراقية وانتقاءها للمواهب واختيارها للاعبي الكرة الموهوبين وان تحرصوا عليهم وعلى تدريبهم، وان على اتحاد كرة القدم العراقي ان يسعى لتوفير المبالغ اللازمة لتجاوز هذه الازمة المالية التي يعاني منها الاتحاد العراقي لكرة القدم لفتح الطريق امام هذه المواهب المنتقاة بعناية خاصة لغرض تطويرهم وتقديم انفسهم كلاعبين كبار يزهرون في حدائق الكرة العراقية ويبدعون ويقدمون احسن الإنجازات  وافضل المستويات.. ولنا عودة.

****************************************

الصفحة العاشرة

«تنوع الاستغلال»  مقاربة ماركسية.. لا إجماع يسارياً في تحليل وممارسة مناهضة العنصرية

اعداد: رشيد غويلب

لم تشهد المانيا طرح إصدارات حول العنصرية، كما هو الحال في الشهور الأخيرة. قالت تاتيانا نيدربيرغهاوس من مجموعة “أنراست” للنشر أخيرا في مقابلة مع مجلة “أنلوزه اوند كريتيك” (التحليل والنقد): “لقد امتد نجاح حركة “حياة السود مهمة” إلى دور النشر.” إن التظاهرات الكبيرة في ألمانيا بعد مقتل جورج فلويد في مينيابوليس في الولايات المتحدة لم تفاجئ الرأي العام فقط، بل ان النشطاء السود والمشهد اليساري لم يتوقعوا مثل هذه التعبئة في الشوارع أيضا. لقد تسرب تصاعد الحركة منذ حزيران 2020 إلى برامج الناشرين، وخصوصا الكبار منهم. وينعكس هذا التصاعد في أرقام المبيعات، ولكن هل سيساهم هذا في تعميق وتوسيع النقاش حول العنصرية؟

الكتب، حتى النظرية منها، يمكن أن تلبي احتياجات مختلفة. بعضها يسبب لك الراحة، والكثير منها يشرح العلاقات المعقدة، والبعض الآخر يمكنك العمل على أساسه. يلبي كتاب مختارات “تنوع الاستغلال” لبافتا ساربو وإيليونورا رولدان مينديفيل (باحثتان ماركسيتان في قضيا العنصرية والهجرة والجندر) الحاجة أيضا، ويتخذ موقفا واضحا. وضعت المحررتان أسسا في صراع فكري، طالما شكلته المناهج النظرية لما بعد الحداثة. في كتابهما تعيدان تنظيم النقاش حول العنصرية، وتتهمان اليسار الحالي بتطوير فهم للعنصرية يتماشى مع الأفكار الليبرالية. وتريدان الكتابة ضد مناهضة العنصرية في الإدارات التنفيذية وفي مكاتب وزراء الدولة، والتي تحاول، بواسطة المزيد من التنوع، جعل الوظائف المحلية والخدمة المسلحة مناسبة للمنافسة الدولية.

التحليل الطبقي نقدا للعنصرية

في الجدل اليساري، ليست هناك قضية، تبدو مشتركة مثل مسألة  العنصرية.  يعتقد جميع الذين يعتبرون أنفسهم يساريين، بضرورة محاربتها والقضاء عليها. لكن لم يتم توضيح أهم سؤالين: من أين تأتي العنصرية، وكيف يمكن القضاء عليها؟ تحاول الباحثتان الرد على ذلك بتحليل ماركسي. لقد بدأتا مساهمتهما المشتركة في المختارات باقتباس لينين “الماركسية كلية القدرة لأنها صحيحة”. ومع ذلك، فالكتاب ليس نتاجا لماركسية لينينيه أرثوذكسية، بل هناك إشارات ذكية لماركس في نظريتهما، التي تعتبر نفسها أممية جديدة. تهدف هذه الأممية إلى إدخال التحليل الطبقي للمجتمع في التناول النظري العنصرية.

في مساهمتها، تعيد  ساربو أصل العنصرية الى ظروف الإنتاج: نشأت العنصرية مع الاستغلال العنيف للمستعبدين والمستعمرين في بداية ظهور الرأسمالية. وظهرت معها النظريات العنصرية كإيديولوجيات متحركة لتبرير الأرباح التي تجنيها عواصم الإمبراطوريات. تشرعن العنصرية، حتى اليوم،  هرمية انتقائية (عرقية) داخل الطبقة العاملة، يستخدمها الرأسماليون لخفض الأجور بناء على لون البشرة وجواز السفر، يتقبلها العمال الميسورون بسهولة، لأنها تمنحهم الشعور بالتميز. عندئذ يؤدي التضامن الحصري بين الزملاء إلى افضليات للبعض واستغلال مفرط للذين، ان جاز التعبير، يحتفظون بلون بشرتهم.

واصلت ساربو بوعي نظريات والتر رودني وإريك ويليامز. لقد كان هناك بالفعل ماركسيون في ثلاثينيات القرن العشرين كرّسوا جهدهم لتحليل الاستعمار والعنصرية، الا ان نهاية الحقبة الاستعمارية، جلبت موجة جديدة من النظريات. حاول رودني، على سبيل المثال، شرح التخلف المفترض لأفريقيا، ووجد ويليامز سبب العنصرية المباشر في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. كلاهما كانا في نهاية  الستينيات، من المنظرين الرئيسيين للصراع الطبقي المناهض للعنصرية، في منطقة البحر الكاريبي. وبمساهمتها توفر ساربو أيضا دروسا خصوصية للمنطقة الناطقة بالألمانية في مسائل المناقشات اليسارية.

العنصرية تشرعن الفقر

وراء النظريات التي استخدمتها ساربو هناك تاريخ طويل من الصراع الطبقي. كم من اليسارين في المانيا يعرف ان لندن عاشت أعمال شغب عنيفة، خصوصا في المناطق السكنية للعمال السود. في جنوب وشرق لندن، نظم العمال الهنود والسود احتلال بنايات وإضرابات معا، وكانت العنصرية دائما جزءا من هذه النضالات الطبقية. عندما احترقت منطقة بريكستون في عام 1981، كان ذلك أيضا لأن الطبقة العليا من البريطانيين البيض لم تكن مستعدة للتفاوض مع العمال السود بشأن عنف الشرطة والاستغلال المفرط. لقد كانا الماركسيان رودني وويليامز مصدر إلهام للحركة التي قادت التصعيد في بريكستون.

تبحث ليا بيلون في تاريخ الشرطة الأوروبية وتطرح موضوعة مفادها أن سلطة الدولة قد تم إنشاؤها بالأساس لمكافحة الفقراء، وليس الفقر، وأن الفقر قد أُعطي تبريرا بيولوجيا زائفا للعنصرية. شكلت الدولة ورأس المال تحالف مصالح مصيري، وإنشاء ظروف عنصرية على شكل سوق، وهذا لم يتغير حتى اليوم. تبين عالمة الاجتماع سيليا بوالي كيف أنشأ الاتحاد الأوروبي بنية للاستغلال المفرط في سوق العمل.

أنشأ الرأسماليون والوكالات الحكومية شبكات توظيف وقوانين تخفض الأجور بشكل قانوني وتجعل من الصعب مكافحة الاحتيال في خفض الأجور؛ ربما يكون “مول الفضيحة” في برلين أفضل مثال معروف لمشاريع البناء هذه. تبدو العنصرية كالموسيقى المصاحبة لهذا الشكل من أشكال سوق العمل الرأسمالي. وتأتي مساهمة بيلون قريبة جدا من موضوعة الباحثتين في استخدام التحليل الطبقي لاستكشاف ازدهار الاستياء العنصري.دعاة الفكر العنصري هم في الغالب حركات وأحزاب يمينية. يحلل سيباستيان فريدريش ذلك، عن معرفة، من خلال تحليله لصعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف. إن أطروحة العنصرية في مجتمع الجدارة هي أساس نقده للتحليل البرجوازي لصعود حزب البديل من أجل ألمانيا. ووفقا لهذا، فإن عنصرية اليمين هي قبل كل شيء نتاج “أيديولوجية راكبي الدراجات”، حيث تبدي الطبقات الوسطى استعدادها المطلق للأداء في المنافسة نحو الأعلى، وتحاول التهرب من المنافسة مع الأدنى بالتذرع بالانحياز العنصري والقومي. وفق هذه الرؤية يصطف فريدريش مع نظرية الهيمنة لغرامشي. وفقا لنظرية غرامشي، لا يمكن للدولة ورأس المال فقط، لعب دور اكليلي مؤثر في المجتمع، بل أيضا أحزاب اليسار والنقابات العمالية.

بينما تعتمد رولدان مينديفيل، واكثر منها ساربو على ماركس كشاهد على نظرية أساسية للاستغلال والبنية الطبقية، يعتمد فريدريش على ماركسية تضع النظرية الطبقية على أسس مختلفة. في “تنوع الاستغلال”، تتابع الباحثتان بشكل بارز السؤال المشهور: لماذا الماركسية؟ ويمكن طرح سؤال مضاد: أي ماركسية؟ لقد بينت القراءة الشعبية، في السنوات الأخيرة، لغرامشي في الجامعات، في أحسن الأحوال، تعدد المفاهيم الماركسية، وفي أسوئها التعسف. سياسيا، يريد بعض اليساريين الدخول المصانع، ويريد آخرون النزول إلى الشوارع، والبعض الآخر يريد الاشتراك في الحكومة. ربما لن يتحق أمل الباحثتين في تحول ماركسي موحد في مناقشة العنصرية في وقت قريب.

ومع ذلك فالجدير بالثناء أن رولدان مينديفيل وساربو تريدان العودة إلى التحليل الطبقي المعمق للعنصرية. ينطوي تقدهما أيضا على أمل سياسي: مع الاعتراف بتجارب الاضطهاد المختلفة، ينبغي ان  تناضل الطبقة العاملة موحدة. عندئذ تصبح مفاهيم الهوية السياسية غير ضرورية.

دروس 1968

أدى الانفجار الاجتماعي في عام 1968 إلى ازدهار حقيقي للنظرية الطبقية، وخصوصا بشأن الأسئلة المتعلقة بالفئات المهمشة داخل الطبقة العاملة، والتي كانت على راس جدول الأعمال. حتى أن المنظّر النقدي هربرت ماركوز طور مفهوما كاملا للثورة متعلقا بالمجموعات الهامشية، بعد أن شهد انتفاضة ضخمة في أحياء الطبقة العاملة السوداء في الولايات المتحدة في نهاية الستينيات. وفق رؤيته، ان الطبقة العاملة السوداء، كانت قادرة على القيام بذلك لأنها كانت قليلة الاندماج مع إيديولوجيات المجتمع ومكافآته: لم يكن لدى العمال السود ما يخسرونه، لذا تمكنوا من المخاطرة بكل شيء.

هذه الأطروحة لا تتطلب نظرية اكاديمية: فالاضطرابات التي شهدتها إيطاليا في السبعينيات تظهر أن العنصرية لم تكن سبب الانتفاضات الوحيد. لقد كانت القوة الدافعة للانتفاضة هي العمال القادمين من جنوب البلاد، والذين بالكاد ارتبطوا بالحزب الشيوعي والنقابات في شمال إيطاليا، لكنهم حرضوا على صراع طبقي جذري في المصانع. وهذا يؤشر الى إن وحدة الطبقة، التي تبحث عنها الباحثتان في “تنوع الاستغلال” تشكل أحيانا عقبة أمام الانتفاضة. وكما كان الحال في إيطاليا، يمكن أن يكون الافتقار إلى الاندماج في الأجهزة القديمة للحركة العمالية هو الذي ينتج مقاومة ضد الوسطية والرضى عن البرامج الحكومية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن عرض لكتاب نشر في جريدة “نويزدويجلاند” اليسارية الألمانية في 2 تشرين الثاني 2022

 ****************************************

قاموس اقتصادي فلسفي.. أسلوب الانتاج

إعداد: د. صالح ياسر 

أسلوب الإنتاج mode of production - هو وحدة قوى الانتاج وعلاقات الإنتاج المتوافقة معها. يشتمل هذا المفهوم على السمات الجوهرية التالية:

مستوى معين لتطور قوى الإنتاج؛

منظومة معينة لعلاقات الملكية، تتوافق مع مستوى معين لتطور القوى المنتجة؛

وسائل وطرق امتلاك المنتوج الفائض من قبل المستغِلين (بكسر الغاء)، مشتقة من منظومة علاقات الملكية (هذا المؤشر تقتصر اهميته فقط على اساليب الانتاج الاستغلالية)؛

بنية طبقية محددة للمجتمع أو بنية لاطبقية، مشتقة من منظومة علاقات الملكية.

هنا، وقبل الدخول في بعض التفاصيل ثمة قضية منهجية لا بد من التوقف عندها وتتعلق بالعلاقة بين مفهومين لا بد من توضيحها ونقصد بذلك العلاقة بين مفهومي (اسلوب الإنتاج) و (نمط الإنتاج).

النمط هو ايضا اسلوب انتاج، أي وحدة قوى الانتاج وعلاقات الانتاج المتوافقة معها، ولكنه لم يمتلك بعد البناء الفوقي السياسي الملائم له (البنية الفوقية السياسية والحكومية – الحقوقية المناسبة)، ولا الأرجحية الحاسمة على النظام الاقتصادي السابق، وما زال تطوره يتكيّف الى هذه الدرجة او تلك مع متطلبات اسلوب الانتاج المسيطر.

اما اصطلاح “اسلوب الانتاج” فيستخدم بمعنيين:

المعنى الأول: اسلوب الإنتاج كمقولة لعموم البشرية. بكلمة أخرى، اسلوب إنتاج كنموذج تاريخي محدد، أي كدرجة معينة في تطور قوى الإنتاج (على النطاق العالمي – التاريخي) ومنظومة العلاقات الانتاجية المتوافقة معها، وذلك في الملامح العامة، بغض النظر عن أية خصائص قومية – جغرافية لهذا البلد أو ذاك. فمثلا عندما يجري الحديث عن اسلوب الإنتاج الاقطاعي بشكل عام، فان المقصود بذلك، لا تلك الخصائص الملموسة التي تميزت بها روسيا في العصور الوسطى بينما لم يكن لها وجود في فرنسا، وانما تلك الملامح الجوهرية، الجذرية الإنتاج الاقطاعي، التي يمكن ملاحظتها في روسيا وفرنسا والمانيا والهند والصين وغيرها.

المعنى الثاني: اسلوب الإنتاج القومي، المقصود هنا أن الحديث لا يدور حول العبودية بشكل عام، ولا حول الرأسمالية بشكل عام، بل ان للهند مثلا اسلوب الإنتاج القومي الخاص بها، وبالنسبة للصين اسلوبا قوميا آخر خاصا بها. بهذا المعنى فان (ماركس) كان يقصد بـ (اسلوب الانتاج القومي) بأنه مفهوم يعكس ملامح ملموسة، خصائص جغرافية، وغيرها، التي كانت تميز الإنتاج الاجتماعي في هذا البلد أو ذاك.

إن الملاحظات السابقة تتيح طرح السؤال التالي: ما هي العلاقة بين مفهوم أسلوب الإنتاج كمقولة لعموم البشرية، كنموذج تاريخي، من جهة، وبين اسلوب الانتاج القومي من جهة اخرى؟

يعتبر اسلوب الانتاج “القومي” دائما الشكل أو التدرج الملموس لأسلوب الانتاج الشمولي هذا أو ذاك، أي أنه صورة (شكل) جغرافية – تاريخية ملموسة لإسلوب الإنتاج الشمولي هذا أو ذاك.

إن الملامح الجذرية المحددة لاسلوب الإنتاج الشمولي هي نتيجة عمل القوانين الاقتصادية الموضوعية عند درجة محددة من تطور قوى الإنتاج. بالمقابل فان الخصائص المميزة المحددة لأسلوب الإنتاج القومي هي نتيجة العوامل المحلية، الجغرافية والطبيعية والتاريخية وغيرها. وبهذا المعنى فان أسلوب الإنتاج كمقولة شمولية، لعموم البشرية، هو أسلوب إنتاج مجرد او “خالص”، اما أسلوب الإنتاج القومي – فهو مفهوم تاريخي – ملموس.

قد يُطرح سؤال هو: كيف نميز اسلوب الانتاج المسيطر عن الانماط الاخرى؟ وبماذا يعبر عن وضعه المسيطر، هل بالهيمنة الكمية ام بشيء آخر؟.

المهم في الأمر، بالطبع، هو الوصول الى حل عملي لمسألة تحديد المعايير التي يمكن بمساعدتها فرز أسلوب الإنتاج المسيطر عن الإنماط الاخرى. يحاول بعض الباحثين من اجل حل هذه المهمة استخدام معايير الوزن الكمي.  

بداية نقول ان مسألة المعايير التي يمكن بمساعدتها فرز أسلوب الإنتاج المسيطر بالغة التعقيد. ومع ذلك يمكن القول ان اسلوب الإنتاج المسيطر هو ذلك الاسلوب الذي يمتاز بما يلي:

يتوافق أكثر من غيره مع المستوى المتحقق لتطور قوى الانتاج ويستجيب أكثر من غيرة لمتطلبات تطورها اللاحق؛

ينمو بأسرع المعدلات؛

يحتل المواقع المواقع القيادية في الاقتصاد؛

يمارس تأثيرا حاسما على البنان الفوقي، يحدد الوجه الطبقي للبنيان الفوقي.

كما معروف، يحدد التقسيم الاجتماعى للعمل موقع الناس المباشر من الإنتاج الاجتماعى، أى من إنتاج الثروة .. أى ان عملية العمل تجرى فى ظل علاقات اجتماعية معينة (تختلف، من المساواة إلى درجات واشكال من التفاوت). وإذا كان التقسيم التقنى يحدد لنا الطريقة الفنية لإنتاج الأشياء، فإن التقسيم الاجتماعى يحدد لنا الطريقة الاجتماعية لإنتاج الثروة. ومن الطبيعى أن هذه الثروة توزع على أفراد المجتمع بشكل ما ويتم استهلاكها فى إعادة بناء قوة العمل وإعادة إنتاج وسائل الإنتاج والتوسع فيهما (والاستهلاك الترفى أحيانا).

وإذا اردنا تحليل عملية إعادة الإنتاج فى حد ذاتها لوجدنا انها تشمل:

إعادة إنتاج قوة العمل؛

إعادة إنتاج وسائل الإنتاج؛

والأهم من هذا كله إعادة إنتاج نمط الإنتاج نفسه، متضمنا إعادة إنتاج كافة المفاهيم السابقة.

وبذلك يتضح ان نمط الإنتاج يقوم بإعادة إنتاج نفسه. وإذا ضربنا مثلا بنمط الإنتاج الرأسمالى، يتضح لنا أنه عبارة عن طريقة إنتاج فائض القيمة، الذى يتم فى صورة ربح ، فائدة ، ريع (بينما يوزع الضرورى فى صورة أجور) فيستهلك العمال الأجور، والرأسماليون الأرباح، والمودعون الفائدة، وملاك العقارات الريع. ويكتمل الاستهلاك ككل فى إعادة إنتاج قوة العمل وإعادة إنتاج وسائل الإنتاج (إعادة بسيطة أو موسعة) كرأسمال، وتنتج فى النهاية إعادة إنتاج فائض القيمة .

ويوسع بعض الباحثين مفهوم (أسلوب الإنتاج) فينظرون إليه باعتباره “ التركيبة النوعية من الابنية، والممارسات التي تبدو في ترابطها كمستويات في هذا الاسلوب. ويضم اسلوب الإنتاج مستويات مختلفة: اقتصادية، وسياسية، وايديولوجية ونظرية. ويتميز اسلوب الانتاج بنمط من الوحدة المركبة التي يحكمها الاقتصاد في نهاية المطاف. فلسنا اذن بصدد عملية خطية بسيطة بل عملية حتمية جدلية معقدة”.

ان ما يميز اسلوب إنتاج معين ويحدد نوعيته هو الشكل الخاص الذي يتخذه الترابط بين مستوياته. وهو ما أسماه المفكر الفرنسي اليوناني الاصل (بولانتزاس) “مصفوفة” اسلوب الانتاج.

******************************

الصفحة الحادية عشر

محسن العزاوي، باقر جاسم.. وداعاً

ودعنا مؤخراً، قامتين ثقافيتين وابداعيتين كبيرتين هما: الفنان المسرحي الرائد محسن العزاوي الذي أثرى الحركة المسرحية العراقية بالعديد من اعماله مخرجاً وممثلاً.

والباحث والناقد والمترجم باقر جاسم محمد الذي رفد “طريق الشعب” و “الثقافة الجديدة” بعدد من مقالاته وترجماته. كما اثرى عمله رئيساً لتحرير مجلة “الثقافة الأجنبية” التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة، بالعديد من اغنى ترجماته وترجمات ابرز المترجمين العراقيين والعرب.

محسن العزاوي وباقر جاسم محمد.. علامتان بارزتان، نودعهما ونحن نحترم ونتواصل مع منجزاتهما.

 ****************************

“امس.. مرت الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الكبير مظفر النواب. ولأن النواب كبير في نضاله ومواقفه وشعره، فلا بد ان نستعيد حضوره امام الأجيال.. اما كل من يجد في حياة وعطاء مظفر النواب مناراً يؤشر الماضي مثلما يلوح بالمستقبل الأفضل”

مظفر النواب .. 

فاضل ثامر

هل يكفي أن نقول أن مظفر النواب شاعراً استثنائي لايمكن أن يتكرر ؟ هل تختزل مفردة شاعراً كونياً حقيقته المتعددة الأوجه الحرباوية العصية على الأمساك والصعبة الأنقياد، وهل يمكن لنا، إعتماداً على مقولة الناقد البنيوي رولان بارت بموت المؤلف ، أن نقرأ شعر مظفر النواب بعيداً عن ملحمة سيرة حياته مناضلاً وإنساناً وفناناً ومتمرداً أزلياً؟ مظفر النواب، بغناه وتعدد أوجهه، يظل يشكل إشكالية كبيرة للنقد الأدبي . فهذا الشاعر الفذ صنع شعريته بأدوات بسيطة لكنها أخاذة ومؤثرة عبر كتابة شعرة مغايرة وبديلة عن المألوف. إذْ لايمكن أن نفصل شعره الشعبي المغموس بطين الأرض وعرق الفلاحين ودماء “ صويحب” ونداء المناجل بكلماته المتلئلئة، لغةً وبلاغةً وإعجازاً، وعن شعره الفصيح بايقاعيته وموسيقاه الداخلية ورؤاه الكونية المفتوحة، وصوته الحزين المتهدج والغاضب معاً ضد كل مظاهر القبح والاستبداد والتخاذل. لنشاكس رولان بارت قليلاً ونؤكد أن شعر مظفر النواب لا يمكن أن ينفصل عن حياته، بل وطريقة ترتيله وغنائه لقصائده بحرقة تصل الى قلوب الملايين، بل وأغامر بالقول ذلك لكي تفهم أسرار القول الشعري للشاعر مظفر النواب، عليك أن تسمع نبضات قلبه وتؤول نظرات عينيه، وحركة يديه، من خلال معايشة يومية حية ومباشرة معه، فعند ذاك فقط يتكشف أمامك سر إعجاز شعره وشخصيته معاً: فهو الشاعر والانسان المناضل والفنان والمتمرد الكوني والعاشق والهجاء: هو الكل الذي لا يتجزأ.

ربما كان الحاجز الذي تخطاه في بداية تجربته الشعرية أواخر الخمسينات ومطلع الستينات : كيف يستطيع ابن المدينة، الحزين والمثقف والرسام، ابن شريعة النواب في مدينة الكاظمية ببغداد وخريج كلية الأداب في جامعة بغداد أن يحل معادلة التوفيق بين لغة أهل المدينة البغدادية ، المفصحة الى حد كبير وبين المفردة الفلاحية الريفية والمغموسة برائحة الحنطة ونبات الحندقوق. لكن إحساساً داخلياً كان يؤكد له أنه سينتصر في النهاية، وهو ما تحقق له لأول مرة عندما كتب قصيدته السمفونية الريفية الخالدة “ الريل وحمد” التي شكلت صدمة جمالية وتعريفية وذوقية للمتلقي العراقي والعربي، ودهشة للمتلقي الريفي ابن الارض والهور والقصب، الذي اكتشف صوته ربما منذ (الملا زاير) ينهمر مثل شلال عذب من فم ابن المدينة البغدادية، وليبدأ بعدها هذا المشوار الطويل والحميم بين هذا الشعر والملايين من المتلقين الوافدين العرب.

لكن الوجه الآخر للشاعر لم يظل مخفياً ولا صامتاً، بل تفجر بالغناء شعراً باللغة الفصحى، لئن توسل في البداية بالقصيدة العمودية شكلاً عروضياً لقصائده ولكنه كان يحمل جمرة الحداثة بين يديه. وهكذا حلق النسر عالياً بجناحين قويين: جناح القصيدة الشعبية بلغة الأرض المحلية وجناح القصيدة الفصحى، بلغة المتنبي والجواهري المحتشدة برموزها واستعاراتها ونكهتها الموغلة في مملكة الموروث الثقافي واللغوي والشعري. وهكذا تكاملت شاعرية مظفر النواب وهي شاعرية لا يمكن لها أن تتجزأ أو تنقسم على إثنين.

لم يكن مظفر النواب في مشروعه الشعري الجزئي هذا مجرد شاعر ذاتي يعبر عن خلجات قلبه ومشاعره كما كان يفعل معظم الرومانسيين، بل كان ينطلق من مشروع إجتماعي وسياسي ونضالي وجمالي متكامل، مكّنه من أن يقرأ هموم الناس وحاجاتهم وعذاباتهم وأن يكتشف أسرار العشق الألف، وأن يدرك حجم غطرسة الحكام العرب الذين كال لهم ما يستحقون ، وجعلهم مجرد أقزام، أمام الجماهير العربية المظلومة التي كسرت حاجز الخوف والتردد وانطلقت متمردة في أكثر من ربيع عربي ضمن مظاهر القمع والاستبداد والفساد والخيانة.

ولأنه كان شاعراً إنسانياً وكونياً فقد وقف الى جانب المظلومين المضطهدين في العالم، ووقف الى جانب القضية العادلة للشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الشجاعة فأنشد لهم أعذب الأناشيد، وربما تمثلها ولا تختزلها قصيدته الرائعة عن القدس:

“ القدس عروس عروبتكم

فلماذا أدخلتم كل زناة الليل الى حجرتها

ووقفتم تسترقون السمع وراء الابواب بصرخات بكارتها،

ويغني للطيار الشهيد الذي فجر احدى الطائرات الامريكية :

“ ليس بين الرصاص مسافة

انت مصر التي تتحدى

وهذا هو الوعي حد الخرافة

ووقف الى جانب الشعب الليبي ضد العدوان الغاشم، ودعا الجماهير الى مقاومة الاساطيل والطائرات الامريكية:

إيه الأساطيل لا ترهبوها

قفوا لو عراة كما خلقتم

وسدوا المنافذ في وجهها

والقرى والسواحل والارصفة”

مظفر النواب هو شاعر الأوجه الشعرية المتعددة: فهو شاعر الغضب والاحتجاج والهجاء حد السباب والفحش، لكنه أيضاً شاعر العشق حتى الموت، فيرق أحياناً مثل نسمة ربيعية، ويتفجر حيناً آخر مثل بركان لا يخمد، ويتأمل الحياة فلسفياً يعقل جدلي حواري متسائل. وهو في كل هذا يفيض شعرية وعذوبة ورقة ، فهو يلمح ولا يصرح بصورة مباشرة ولكنه أحياناً يتجاوز ذلك نحو لون من المباشرة الشعارية السياسية والايديولوجية. وعندما سئل عن هذه المباشرة قال باعتزاز أنا أكون مباشراً أحياناً ولا  أتنكر لذلك. 

فها هو في قصيدة “بيان سياسي” يتحدث وكأنه منظّر أيديولوجي:

“ ليست تسوية أو لا تسوية

بل منظور رؤوس الأموال

ومنظور الفقراء.”

ويرق الشاعر ويصفو وهو يتحدث عن الحبيبة. ففي قصيدة “ اعترافتان في الليل والاقدام على ثالثة” يقول :

“ في الهجر جفاني اللؤلؤ

في الوصل رعاني الصدف

كنت أنت حضوري ولاي

حتى يقول:

“ وتهجت النطق

واكتظ حليب اللوز منهما

وانسحب الشرشف تحت النهدِ...

وفي قصيدة “ بالخمر وبالحزن فؤادي” نقرأ :

“ عسل الورد الخامل ريقك

والنهران أراجيف دفوف لئلا

أهتز كما يهتزان

أحدٌ من الشفرة طبيعي.”

في قصيدة “بنفسج الضباب” يكتب الشاعر بلغة اللمس، ويكشف الشاعر في الكثير من قصائده عن نزعة تأملية ذاتية لا تخلو من رؤيا فلسفية شخصية ، وربما تمثل قصائد الشاعر “ وتريات ليلية” إنموذجاً واضحاً على هذا المنحى، لكنه أيضاً يكشف عن بعد غزلي حسي، يتوحد فيها العام بالخاص، كما هو في الحركة الأولى:

“ في تلك الساعة من شهوات الليل

وعصافير الشوك الذهبية

تستجلي أمجاد ملوك  العرب القدماء

وشجيرات البر افيح بدفء مراهقة بدوية

يكتظ حليب اللوز، ويقطر من نهديها اواني الليل

وأنا تحت النهدين إناء.”

ويعمق هذا الموقف التأملي في الحركة الثانية من الوتريات الليلية:

“ في تلك الساعة

حيث تكون الرغبة

فحل حمام في جبل مهجور

واضمّ جناحيّ الناريين

على تلك الاحجية السرية.”

وكثيراً ما يلجأ الشاعر الى تقنيات سردية وحكائية وهو ينسج قصائده كما هو الحال في قصيدة فتى اسمه حسن”

وهي قصيدة عن فدائي فلسطيني وتتخذ من البلاد الحكاية بنية سردية سردية :

“ سقط الكل..

وطوى رشاشته المسكونة بالليل

وعصافير المشمش

تسمع نبض الجسد الزيتون .”

كما نجد هذا ممثل الاهتمام بقصيدة “ عبد الله الارهابي “:

“ الليل وعبد الله أقارب

العرق البارد والنار وحزن الايام

وعبد الله أقارب

يفهم في اللج

وأفضل من يصنع مجذافين ولا يمتلك قارب “

ثم ينعطف الشاعر نحو الهجاء القاسي الصريح للحكام الخونة :

“ واحبك يا عبد الله لنفسك غاضب

وعلى نفسك غاضب

رشاشك يعقد قمته منفرداً ونعالك في قمتهم

إصفعهم عبد الله بأرض فعالك.”

يظل مظفر النواب شاعراً إستثنائياً وعصياً على التجييل والتحقيب، وتظل أسرار قصائده متواربة وهاربة لكنها تشع شعرية وحرقة ومهاندة.

 ***************************

ماء  «النباعي»

ريسان الخزعلي

وصفولي عنّك بالنباعي اتفيض

واتعنيت ليله إويه الكَمر ..

* مظفر النواب *

كلّما نشرب ُ القهوة َ المُرّه

نستلذ ُّ بصوت ِ القطار ِ

وحين َ يصيح ُ القطار ُ

نذوق ُ الصوت َ قهوَه

كيف َ جاء َ اختلاط ُ الحواس ِ

ومن أين َ يأتيك َ :

أن تسمع َ الورد َ قبل َ النسيم ِ

وتستاف َ قرب َ المجرّات ِ عطْرَه

تلك َ أيام ُ صحو ٍ وحلم ٍ ..،

على اللوح ِ مخطوطة ٌ كسْرَة ً كسره

بابُك َ الأوّل ُ الآن َ

ساورَه ُ قمر ٌ قبل َ طيف ِ ( الشريعة ِ )

والناس ُ لاهية ٌ بالذي ساوَر َ ( السمْرَه )

كان َ عمر ٌ من الحُب ِّ والدمع ِ والحسرَه

وغناء ٌ عن الماء ِ

( روحي إو لا تكَلها اشبيچ وانت ِ الماي )

يا مياه َالفرات ِ ودجلة يا ( عروس َ السفائن ِ )

هل من شراع ٍ تعالى ، وموج ٍ علا بحْرَه ؟

عطش ٌفي الأعالي ..،

وصبّيرة ُ العمر ِ جمْرَه

إن َّ ماء َ ( النباعي ) وإن لم يَفض

أنت َعشب ٌنما بين َ صخر ٍ وآخر ِ قطْرَه ...

 **********************************

قاسم عبد الأميرعجام..  أمير الكلمة الصادقة والموقف الجرئ

حسب الله يحيى

يعرفونه. يعرفون أي رجل اغتالوا. يعرفون ان الأمير قاسم، كان امير النقاء بكل صفحاته و حدوده وزمانه ومكانه.

كان اكبر من وضعه في بيدر حنطة.. بالرجل المزارع الأصيل والمهندس لعالم اخضر.. سواء كان ينبت ازهاره في حقل او يعطي ثماره في كلمة.

سواء ادار حياة الناس في قرية منسية، او في قلب الحدث الثقافي/ مديراً عاماً لدار الشؤون الثقافية في وزارة أولى يقودها مثقف مضيء ومناضل باسل كان صوته ينادينا ويفيدنا بالمفيد.. مفيد الجزائري.

كنت ابارك للمفيد الجزائري، وهو ينتقي بدقة وتأن هذا الرجل النابض بمحبة كل المثقفين، والأكثر جرأة في نقده الادبي والتلفزيوني وفي مقالاته الفكرية النابهة.

جاء من بوابة التاريخ.. من بابل، التقاني قبل ان يبر بوعده مع السيد الوزير.. (توسطني) حتى يقبل المفيد باعفائه من منصب المدير العام. كان طبع التواضع يغلبه، وطبع الانسان النقي يملأ بياض خلقه.

كان صديقاً حميماً، وكانت (وساطتي) لدى السيد المفيد ان يصر على تكليفه في هذه المهمة التي تشكل محور عمل وزارة الثقافة.. وذلك لعلمي ان هذا الأمير قاسم هو خير من يكتب بحبر اخضر صالح للحياة ابداً. كنت مصراً على إقناعه..

 لا محاباة ولا منة، وانما لعلمي وثقتي ان هذا الأمير قاسم عجام خير من يدير هذه المؤسسة الأساس في ثقافة الوطن.

وبدلاً من تلك (الوساطة) التي كلفني بها الأمير، اكدت على حسن الاختيار، وحسن الأداء الذي سيثمر الكثير من المنجزات.. فالرجل بما عرفته عنه، شديد الإخلاص مع نفسه وعمله ومواقفه على حد سواء.. وهذه صفات نادرة لدى رجل واحد.

كان جديراً بالمكان، يملأه بكفاءة عالية، ودراية كاملة بتفاصيل العمل الثقافي المسؤول.

 وعندما بدأ ضوء عمله يملأ مساحة الفراغ ويتسع بقدراته الثابتة ودأبه وحرصه وعقله التنويري الذي خطط لعمل ثقافي استراتيجي. وبدأ خطواته على عجالة مرسومة وداعية ودالة على ان الرجل كان قد راجع الماضي وعرف تفاصيله، وتبين الواقع ومشاغله وثقله كذلك؛ كان لا بد ان يرسم مستقبل الحياة الثقافية عن طريق اصدار كتب نوعية مغايرة لما كان سائداً، ومجلات رصينة واقلام منسية وعقول تعرف كيف تؤثر في وعي قرائها.

كام مملوءاً بالافكار والمشاريع والخطط والاسماء المعرفية والابداعية التي يبني بواسطتها ثقافة الغد العراقي الجميل. كان يقظاً، يقظة تكمن في تاريخ يجمعنا، مثلما يجمع هذا الأمير مع نفسه ومع ثقافته وتجربته وخزين معرفته. لم يأت الى الوظيفة مبتدئاً ولا مجرباً ولا كسولاً، كان على العكس من ذلك يسابق الزمن حتى يجيء بجمرات المعرفة الحية والابداع الاجمل من الجمال. ولأنه بدأ يتخطى المألوف.. وأستعجل الحياة.. استعجلها عن عشق ومسؤولية ونباهة، ولأنه اختار بين النجاح والنجاح ان ينجح ويرسخ هذا النجاح..

لأن قاسم عبد الأمير عجام، الذي ودع ناحية بابلية واراد ان يكرم أهلها بالوادع نهائياً ويحط في بغداد؛ استعجلوه، استعجله القتلة واسكتوا نبض قلبه في 17 أيار 2004، وتركوا قطرات دمه فوق شارع لا ينتهي امتداده بين بغداد وبابل وتلك الناحية الغافية على طيب قلبه.

كانت قطرات دمه، قد تحولت الى زنابق.. كانت الزنابق لا تكتفي بضوء حمرتها، وانما كان عطرها الزكي يملأ الكون بها.

قاسم عبد الأمير عجام، واحد من شهداء الثقافة، استبق كامل شياع في شهادته، وإبراهيم الخياط في موته الجليل.. وسواهم ممن تحتفظ الذاكرة بقاموس حياتهم وخطواتهم التي لا يمكن ان تغيب ذلك.

ان فجر حضورهم سيظل خالداً، وليس بمقدور كل الآثمين قتل الحياة، لأنهم جميعاً نسغ هذه الحياة.

______________________________

قصة قصيرة.. شجرة الأيادي

علي قاسم

ولدت فوق حقل أجرد، إلا من بقايا حطام، خلفته الحرب، حرب أكلت بهجة الأمكنة، وغلفتها بصمت مقيت. عاد أبي ذات يوم، مكللا بالخيبة، فاقدا إحدى يديه، أدركت حينها بان الحرب (تعني الأكمام الفارغة). ركضت بإتجاهه، لم يستطيع أن يحتضني، بكت أمي بحرقة. من يحمل منجل حقلنا، وأبي بيد واحدة. تحول إلى ظل شجرة وسط حقلنا اليابس، علمتني أمي أن أقود بقرة الحرث الوحيدة، الباقية لدينا بعد جفاف ضرعها، تحولت لجر المحراث، كنا منتظرين موسم رحيلها. حرثنا أرضنا، بعد أن تحزمت أمي بنطاق أبي، نثرنا بذرنا، وانتظرنا المطر، وأبي ينظر إلى السماء كل يوم رافعا يده الوحيدة متوسلا أن تجود علينا بغيثها.. نزل المطر، وبدد تعبنا، وتنفس زرعنا هواء الله، وملأت سلالنا بخير محصولنا. باع أبي ما زرعنا، واشترى حمارا وثلاثة نعاج..

تعلمت أبجدية الحرف (أ ب ت .... ) وحفظت قصيدة “يا دجلة الخير”. إستطالت لنا شجرة وسط الحقل، شجرة مورقة بلا ثمار، تعكس أوراقها نور الشمس، لحياة دافئة. أعتاد أبي أن يجلس بظلها، أراه من بعيد عند عودتي من المدرسة، ينظر إليها، يبثها همومه وهي تناغمه بحركات أغصانها، كبر حمارنا، وهده تعب الذهاب إلى البلدة ،وماتت بقرتنا وتكاثرت نعاجنا .                                 

حل علينا خريف آخر، تهدلت أغصان شجرة أبي، وهزل الحمار، وباعت أمي نعاجنا لمرض أبي، الذي ألزمه الفراش. سمعته يخبر أمي ذات ليلة.

- لا تيأسي إن غادرت الحياة ، إدفنيني قرب شجرتي، وزوّجي حسان .

مات أبي عند نهاية ألشتاء، حملت أمي معول الصبر، وحفرت لأبي مكانا يرقد به بسلام قرب الشجرة، ظلت تحفر لساعات طويلة، مسحت عن جبينها بقايا الغبار وتنهدت .

- حسان ماتَ أبوك.

بكينا كثيرا، بعد أن توارى أبي تحت تراب حقلنا، ودفنت أمي يده الصناعية قربه.

تزوجت وصار لي ولد، يركض بالحقل ويلعب، ينام بحضن أمي بعد أن تمسد بحنان خصلات شعره الناعم. وأنا تكفلت بأمور الحقل وشجرة أبي، هكذا تمر ساعاتي، وأيامي بانتظار مواسم الزرع والمطر، لنعيش. ذهب ولدي للمدرسة، أتذكر يومه الأول، كانت فرحتي كبيرة عندما حمل حقيبة كتبه.إنتظرته طويلا هدني تعب السهر بالحقل. نمت. أفقت على صوته

- أبي أبي، إنها شجرة جدي، تحمل ثمارا غريبة.

قفزت من مكاني بلهفة

- أيمكن أن تثمر بعد كل هذه السنين.

- يا الهي

وقفت مذهولا، فركت عيوني، نظرت إلى الشجرة، كانت ثمارها أيادٍ تلوح للحياة....               

****************************************

الصفحة الثانية عشر

فيلم عراقي يحصد «نخلة ذهبية» في السعودية

متابعة – طريق الشعب

فاز الفيلم الروائي العراقي “آخر السعاة”، للمخرج سعد العصامي، بجائزة النخلة الذهبية في مهرجان السعودية للأفلام بدورته التاسعة، التي اختتمت يوم 11 أيار الجاري في العاصمة الرياض.

والفيلم من تمثيل مقداد عبد الرضا وإياد الطائي وأيار عزيز ورائد محسن.

وتدور حكاية الفيلم حول ساعي بريد يُدعى أيوب، يعمل في إحدى المناطق الريفية. وبسبب تطور وسائل الاتصال وإشاعة التقنية والتحوّل الدراماتيكي للحياة وقضاء شركات الاتصال على خدمة البريد اليدوي، لم يعد هناك معنى لوجود ساعي بريد، فيفصل أيوب من وظيفته ويصبح عاطلا عن العمل.

 ************************************

 أغاني من الساحة الحمراء  إلى ساحة الحبوبي

 الناصرية – ناجح ناجي

احتفى “شارع الثقافة” في الناصرية، أخيرا، بالمترجم رشيد حميد كسار، في مناسبة صدور كتابه الجديد “أغاني من الساحة الحمراء إلى ساحة الحبوبي”، وهو مجموعة شعرية تضم 50 قصيدة لشعراء روس، من بوشكين وليرمنتوف إلى ماياكوفسكي والغجر الروس.

أدار الجلسة التي حضرها جمع من المثقفين والمهتمين في الأدب، الباحث أمير دوشي، الذي قدم سيرة المترجم المحتفى به. وقال أنه ولد عام 1943، وأكمل دراسته الجامعية في موسكو ابان ستينيات القرن الماضي، مبينا أن كسار سبق له أن ترجم كتبا روسية عديدة، في السياسة والإدارة والاقتصاد، وهو في صدد إصدار مجموعة قصصية من ترجمته.  

وأضاف أن كسار نجح في اقتناص الصورة والموسيقى الشعريتين، ونقلهما إلى العربية بلغة متوهجة ساطعة.

بعد ذلك، تحدث المترجم عن كتابه. وألقى الضوء على الصعوبات التي واجهها في نقل القصائد الروسية إلى العربية، مبينا أنه أسماها “أغاني” نظرا لعذوبتها.

وفي الختام، وقّع المحتفى به نسخا من كتابه ووزعها على الحاضرين.

يشار إلى أن “شارع الثقافة” في الناصرية، ملتقى أسبوعي يفتتح كل يوم جمعة، ويشهد فعاليات ثقافية منوعة على غرار ما موجود في شارع المتنبي. وقد احتضن الشارع منذ تأسيسه قبل نحو 4 أعوام، أكثر من 150 جلسة ثقافية.

 *********************************

في عيده الخامس والسبعين.. اتحاد الطلبة العام يقيم مهرجانا سينمائيا

بغداد – طريق الشعب

في مناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيسه، أقام اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الخميس الماضي، مهرجانا للفيلم السينمائي القصير.

المهرجان الذي أقيم على قاعة الجواهري في مقر اتحاد الأدباء حضره وزير الثقافة الأسبق ورئيس تحرير «طريق الشعب»، الرفيق مفيد الجزائري، إلى جانب عدد من قيادات الحزب الشيوعي العراقي وجمع من المثقفين والطلبة والمهتمين في الفن السينمائي.  عضو مكتب سكرتارية الاتحاد، محمد التميمي، افتتح المهرجان بكلمة ترحيب. بعدها عرضت تسعة أفلام لا يزيد طول أطولها على 11 دقيقة. وهي من إخراج طلبة كلية الفنون الجميلة: ياسين رياض، أحمد مؤيد، ياسر أحمد، طه علي، صادق خالد، مصطفى التميمي، باقر علاء، حسام صالح ومحمد عبد الأمير.  

وحصل الفيلمان «سكرة» لمحمد عبد الأمير و»الديمقراطي» لحسام صالح، على جائزة أفضل فيلم مناصفة.  وقد سلم الرفيق مفيد الجزائري الجائزة إلى الفائزين. وقال في سياق ذلك أن هذا المهرجان وهو الاول من نوعه في تاريخ الاتحاد، مبادرة تستحق التقدير، وان الافلام التي عرضت في سياقه كانت كلها تشهد على جرأة وشجاعة الفنانين الشباب، الذين انكبوا على اعدادها وتمثيلها واخراجها وانتاجها، في تجارب يتعلمون منها هم قبل غيرهم، ويستحقون جميعا الثناء لاقدامهم عليها.

وفي الختام، وزعت شهادات تقدير على جميع مخرجي الأفلام.

 *****************************************

رابطة المرأة في المثنى تحتفل بعيد العمال

السماوة – عبد الحسين السماوي

أقامت رابطة المرأة العراقية في المثنى، أخيرا، حفلا جماهيريا في مناسبة عيد العمال العالمي الأول من أيار، وذلك على حدائق «متنزه الفرات» العائلي في السماوة.

حضر الحفل الرفيق د. غازي الخطيب وسكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى الرفيق جاسم شراد وعدد من رفاقه، إلى جانب سكرتيرة الرابطة وجمع من الرابطيات والعاملات.

نائبة سكرتيرة الرابطة في المحافظة ساهرة عبد الأمير ألقت كلمة في المناسبة، قدمت فيها لمحة تاريخية عن عيد العمال. وألقت الضوء على نضال الطبقة العاملة، وعلى الحركة العمالية النسوية في العراق ودورها في ثورة تموز 1958، فضلا عن مساهمة المرأة في انتفاضة تشرين. وطالبت في كلمتها بتحسين ظروف العمل في العراق، والتي تراجعت بسبب الإهمال وعدم تفعيل قانون العمل.

بعدها ألقى الرفيق حيدر بشبوش كلمة باسم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي، هنأ فيها العمال بعيدهم، واستذكر عددا من شهداء الطبقة العاملة العراقية، لافتا إلى أن العمال نالهم الكثير من المتاعب وارتفعت نسبة البطالة بينهم في ظل نهج المحاصصة والفساد، وسوء التخطيط وعدم وضع برامج للتنمية وتطوير الإنتاج، ما أدى إلى تردي مستوى المعيشة للعامل وعائلته.

ثم ألقت السيدة منتهى الصافي بيان رابطة المرأة في المناسبة، والذي شدد على أهمية دعم المرأة العاملة، وضمان حقوقها.

وفي الختام، جرى توزيع هدايا وورود على العاملات الحاضرات.

وقد حضرت «طريق الشعب» الحفل، والتقت بالعاملة عروبة محمد، التي ثمّنت دور الرابطة في الاهتمام بالنساء، ومنهن العاملات، ومساعدتها المستمرة لهن.

فيما شكرت العاملة شيماء محمد، الرابطة على احتفائها بالطبقة العاملة، مؤكدة أن «هذا التكريم يزيد حماسنا وهمتنا في العمل». 

 *********************************

منذ الصباح حتى آخر الليل. شارع المتنبي يكتظ برواده والزائرين

متابعة – طريق الشعب

منذ إعادة ترميمه بالشكل الذي حافظ على هويته التراثية الممتدة إلى ثلاثينيات القرن الماضي، تحوّل شارع المتنبي إلى مركز ثقافي مزدهر يجذب البغداديين والزائرين من مختلف المحافظات، فضلا عن السائحين العرب والأجانب.  ومنذ ساعات الصباح الأولى إلى أوقات متأخرة ليلا، خاصة أيام الجمع والعطل الرسمية، يعجّ الشارع بروّاد بينهم مثقفون وأدباء وفنانون وطلبة، إلى جانب زوار ووافدين آخرين، للاستمتاع بالفعاليات الثقافية والفنية واقتناء جديد الكتب أو قديمها.

متنفس عائلي

حواء عواد الشمري، وهي طالبة جامعية، تقول في حديث صحفي انها ترتاد المتنبي بشكل منتظم أيام الجمع، وغالبا أوقات المساء، بفضل التحسن الأمني والتطور الذي طرأ على الشارع مع تزايد أعداد المكتبات، مشيرة إلى أن هذا المكان بات متنفسا للعائلات البغدادية.  وتضيف قائلة أنها تلاحظ في “المتنبي” أشياء تراثية قديمة تذكرها بأصالة العراق وتشعرها بالزهو والفرح.

 مزدهر بروح التاريخ

من جانبه، يقول السائح الأردني عامر محمد فؤاد، أنه “في أول زيارة لي إلى العراق توجهت إلى المتنبي للتعرف عليه عن قرب، وأخذ فكرة حية عن تاريخه. فقد كنت أسمع كثيرا عن الشارع الأشهر بالكتب القديمة والحضارة والفن، ولما زرته وجدته مزدهرا وحيا بروح التاريخ ويعجّ بحركة الناس المحبة للثقافة والعلم والحضارة”، مؤكدا في حديثه صحفي أنه “استُقبلت كسائح عربي من العراقيين بحفاوة كبيرة من الترحيب والكرم”.

وجهة سياحية

التربوي محمد حسين وهيب، يلفت إلى أنه يعيش أجواء الفلكلور العراقي عندما يزور المتنبي مع عائلته “فهذا الشارع يربط الحاضر بالماضي”، مؤكدا في حديث صحفي أنه “أشعر براحة نفسية في هذا الشارع، وأتمنى أن ينتقل هذا الشعور إلى الأجيال كافة، كي يعرف العالم وأبناؤنا أن العراق بلد الأصالة”. وعن الترميم الذي طرأ على الشارع خلال السنتين الماضيتين، يقول وهيب أنه “إنجاز.. أتمنى أن يجرى مثل هذا التطوير على بقية الأماكن التراثية، لتكون وجهات سياحية تجذب السائحين العرب والأجانب وتعرّفهم بمعالم بلدنا”.

تعليم الأطفال الرسم

منذ قرابة 5 سنوات، يتواجد الفنان التشكيلي إياد دبس كاظم في شارع المتنبي، كي يعلم الأطفال الرسم ويسعد الناس برسومه المباشرة.

يقول كاظم في حديث صحفي، أنه ينظم ورش مجانية لتعليم الأطفال الرسم “فأنا لا أسعى إلى جني المال، إنما إلى إسعاد الناس”، مشيرا إلى أن “إقبال الناس على المتنبي يتزايد يوما بعد آخر، خاصة بعد الترميم الذي شهده الشارع”.

 ***********************************

إصدار

عن “دار قناديل للنشر والتوزيع” صدر أخيرا كتاب “صمت مدينة” لمؤلفه الكاتب الصحفي والباحث علي البدراوي. ونقرأ على غلاف الكتاب انه يقدم مشاهدات حية لوقائع طاعون بغداد وطوفانها في عام 1831.

يقع الكتاب في 191 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن 6 مشاهد من الكارثة الكبرى التي نزلت على اهل بغداد قبل حوالي قرنين من الزمان.

 *******************************

«حكايا الطين والنار» .. البصرة تحتضن معرضا للخزّاف قاسم حمزة

متابعة – طريق الشعب

احتضن “غاليري حامد سعيد” في مدينة البصرة، أخيرا، معرضا شخصيا للخزاف القادم من بغداد قاسم حمزة، حمل عنوان “حكاية الطين والنار”.  ضم المعرض الذي شهد حضورا حاشدا من فنانين ومثقفين وأدباء ومتذوقين للفن، 30 عملا خزفيا بخامات وأحجام وموضوعات وأساليب مختلفة. وفي حديث صحفي، قال الفنان حمزة أن موضوعات أعمال معرضه مرتبطة بالموروثين الشعبي والحضاري.

وعن سبب إقامته معرضه في البصرة، أوضح أن “المشهد الثقافي في هذه المدينة متسم بالجمالية والإبداع، لذلك وددت أن أكون جزءا من هذا الإبداع”، لافتا إلى أنه سبق وأن كانت له مساهمات فنية في البصرة، منها إنجازه جدارية في مطار البصرة، وأعمال خزفية على بوابة المحافظة التي هدمت أخيرا!

من جانبه، سجل الفنان التشكيلي د. حسين نجار، انطباعه عن معرض حمزة، مبينا أن هذا المعرض إضافة جمالية وثقافية وفكرية لمدينة البصرة.  وتابع قائلا في حديث صحفي، ان الفنان قاسم حمزة خزاف متمكن وله تجربته وحضوره في الساحتين الفنيتين العراقية والعربية، مشيرا الى ان “هذا المعرض شكل علامة فارقة في فضاء الخزف، وامتاز بتقنية عالية في التنفيذ، وبمعرفة خصوصيات فن الخزف، الذي تفتقر له المعارض التشكيلية في البصرة”.  وتحدث عن حمزة أيضا الفنان التشكيلي حامد سعيد، مدير الغاليري. وقال أن “هذا الخزاف من الرعيل الأول في فن الخزف العراقي، وله باع طويل في عمله، وخبرة في مادته وأدواته الفنية”، مشيرا إلى أن لحمزة مشاركات عديدة في العراق وخارجه، وله جداريات لا تزال شاخصة، إحداها في مطار البصرة نفذت عام 1982، وأخريات في مطار بغداد والبنك المركزي والقصر الجمهوري.