اخر الاخبار

الصفحة الأولى 

لتتوحد الجهود دفاعا عن الطبقة العاملة وحقوقها.. الأول من أيار عيد العمال العالمي.. عيد التضامن والنضال ضد الاستغلال والتمييز ودفاعا عن حقوق ومكتسبات العمال

يحلّ الأول من أيار فيما العالم يشهد متغيرات كثيرة وتطورات لا يرفد بعضها مسار إرساء العدالة ونشر السلام، فالصراعات والحروب تستعر في أكثر من مكان في العالم، ويدفع فاتورتها الباهظة الشغيلة والكادحون، التواقون  الى الحرية والسلام والعيش الكريم.  

ونحن في الحزب الشيوعي العراقي نحيي في هذه المناسبة عمال العالم ونضالاتهم،  ونحيي طبقتنا العاملة وسائر الكادحين، مساندين جهودهم المثابرة من اجل نيل حقوقهم والحفاظ على مكتسباتهم.

بعد عشرين عاما على الاحتلال، واعتماد نهج  المحاصصة الطائفية، وتفشي الفساد في جميع مفاصل الدولة، وانتهاج سياسات اقتصادية ذات تكلفة اجتماعية خطيرة، تتحمّل الطبقة العاملة وسائر الكادحين عواقبها المؤدية الى افقار شرائح واسعة، فضلا عن اتباع نهج قاد الى تدمير الصناعة الوطنية بدلا من دعم مقوماتها القائمة،  وترسيخ الطبيعة الريعية للاقتصاد العراقي. وبفعل هذا كله وفقدان هيبة الدولة وانفلات السلاح، تعيش بلادنا أوضاعا صعبة ومعقدة.   

وانعكس التردي العام، وسوء الإدارة والفساد، واستفحال ظاهرة البطالة والفقر، وانعدام الخدمات العامة، انعكس  بحدة على أوضاع الطبقة العاملة وعموم الشغيلة والكادحين، وسط غياب الضمان الاجتماعي والصحي، والتمييز في الأجور، وساعات العمل الطويلة.

وفي مواجهة هذه الظروف والانتهاكات المتكاثرة، يتحتم المزيد من العمل لتوحيد القوى النقابية العمالية، واستنهاض الجهود الخيّرة الساعية الى تحقيق الرفاه للعمال، والعمل بشكل جاد وموحد من اجل المهمات الملحة الاتية:

  • تشريع قانون جديد للتقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، يضمن لهم العيش الكريم ويشمل العاطلين والمتعطلين عن العمل وفقاً لمعايير العمل الدولية، ويؤمّن حياة لائقة للمتقاعدين منهم ولكبار السن.
  • تشريع قانون الحريات النقابية، لضمان حق العمال في تنظيم انفسهم بنقابات واتحادات، بعيدا عن تدخل السلطات الحكومية وهيمنتها، على ان يضمن أيضا حقهم في الإضراب والتظاهر والاعتصام، وفي الوقوف بوجه أية تجاوزات على حقوقهم من أية جهة كانت. وان اولى الخطوات هنا هي إلغاء القرار المرقم 150 لسنة 1987، وقانون التنظيم النقابي للعمال رقم 52 لسنة 1987.
  • السعي الى تحقيق وحدة نضال وعمل الحركة النقابية للطبقة العاملة العراقية، وترسيخ الأسس الديمقراطية في بنائها، كي تعبر عن مصالح العمال المهنية والاقتصادية والاجتماعية، وتدافع عن حقوقهم وحرياتهم الديمقراطية والنقابية.
  • توفير كافة المستلزمات لإنفاذ قانون العمل العراق رقم ٣٧ لسنة ٢٠١٥ في جميع انحاء البلاد.
  • ضمان حقوق المرأة العاملة في مختلف قطاعات الإنتاج، والعمل على مساواتها مع أخيها الرجل في فرص العمل والأجور، وعدم التمييز ضدها وإنهاء مختلف أشكال العنف ضدها والتحرش  بها.
  • دعم إنشاء وتطوير المشاريع الإنتاجية والخدمية الكبيرة الصغيرة والمتوسطة، التي تستثمر مزيداً من الأيدي العاملة، وتشغيل المصانع والمعامل المتوقفة وتقديم الدعم الجاد للصناعة الوطنية.
  • انهاء ظاهرة عمالة الأطفال، عبر توفير الظروف المناسبة لعودة الأطفال الى مقاعد الدراسة لاكمال تعليمهم.

ان التركيز على هذه الأولويات في النضالات المتنوعة والمتعددة للطبقة العاملة وممثليها وسائر القوى الوطنية والديمقراطية، سيساهم بشكل كبير في تغيير أوضاع العمال، وسيخفف من صعوبة ظروفهم الحياتية، وستكون حصيلته رفع مساهمتهم في بناء البلاد واستقلال قرارها ورخاء مواطنيها.

عاش الأول من أيار عيدا للعمال الاحرار

المجد للعيد الأممي للطبقة العاملة

عاشت الطبقة العاملة العراقية والخلود لشهدائها وشهداء الشعب البررة

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

أيار ٢٠٢٣

 *******************************************

مراقبون: عجز الموازنة «غير طبيعي»

بغداد ـ محمد التميمي

لم تتطرق جلسة البرلمان، التي عقدت يوم امس، إلى مشروع قانون موازنة العام 2023، عدا مطالبات نيابية بزيادة تخصيصات المحافظات وزيادة رواتب الدنيا لشريحة المتقاعدين. فعلى الرغم من مرور اسابيع عديدة على تقديم الحكومة مشروع الموازنة الى البرلمان بُغية اقرارها، لكنها لا تزال ذات بين اروقة مجلس النواب، لاسباب عديدة منها الشد والجذب بين الاطراف السياسية، واخرى تتعلق بما ورد فيها من إنفاق كبير تسبب بعجز يقدر بـ 63 مليار دولار.

بدوره، عدّ المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، تأخر اقرار قانون الموازنة الاتحادية «غير صحيح».

وقال صالح، ان «تاخر اقرار قانون الموازنة غير صحيح، وليس من صالح البلد، ويفترض من مجلس النواب الاسراع باقرار القانون».

واضاف ان «العراق منذ اكثر من عام ونصف العام من دون قانون موازنة وهو امر كبير على بلد كالعراق».

وتابع صالح، انه «في جميع الاحوال نتوقع انه خلال الاسبوعين او الثلاثة اسابيع المقبلة، سيتم تشريع قانون الموازنة».

فيما أكد خبراء ومعنيون، ضرورة معالجة هذا العجز قبل اقرار الموازنة لتجنب الوقوع بفخ المديونية، من خلال اعادة الموازنة الى الحكومة، لإجراء التعديلات اللازمة عليها، ومعالجة العجز الكبير الذي تتضمنه، وذلك بتخفيض النفقات على رواتب الدرجات الخاصة، وتقليل حجم التعيينات وتخفيض نفقات بعض المؤسسات.

 **************************************

خبراء: المجمعات الفارهة لن تحل أزمة السكن

بغداد ـ طريق الشعب

في ظل الزيادة المستمرة للكثافة السكانية وانتشار العشوائيات وتفاقم ازمة السكن، شرع الكثير من أصحاب رؤوس الأموال في بناء مجمعات سكنية عمودية، استغلالا لأزمة السكن، وليس لحلها.

وشهدت البلاد، لا سيما العاصمة بغداد، خلال السنوات الأخيرة، بناء عدد من المجمعات السكنية، التي لم يتح للجميع شراء وحدات سكن فيها، بسبب أسعارها المبالغ فيها، فهي لا تتناسب مع دخول المواطنين المتوسطة والمحدودة.

ولا يجد معنيون ومختصون “حلا” لأزمة السكن في هذه المجمعات الفارهة ولا في توزيع قطع ارض، مؤكدين ان “التخطيط لذلك لم يتم بشكل جيد”. وشددوا على ضرورة ان تتبنى الحكومة سياسة استحداث مدن جديدة وبناء وحدات سكنية واطئة الكلفة، تنسجم مع الهدف من انشائها.

في هذا الصدد، يقول الخبير في الشـأن الاقتصادي، د. عبد الرحمن المشهداني: اننا لم نتعامل مع الازمة بشكل حقيقي، معتقدا ان “ازمة السكن لا تُحل بطريقة الاستثمار او بالطريقة العشوائية/ الحواسم”.

 ***********************************************

راصد الطريق.. أما من نهاية؟

مشاكل الخطوط الجوية العراقية لا نهاية لها. وأساسها ليس بعيدا عن التقاسم المحاصصاتي وعن سيطرة هذه الجهة المتنفذة او تلك على هذا المطار او ذاك. وهناك أيضا التحاصص وفقا للتخصص داخل المطارات، مثل تخصص الخدمات الأرضية، المواد الاحتياطية للطائرات، اعمال الصيانة..  

وتذكر تقارير ان لدى الخطوط الجوية العراقية ٢٢ طائرة غير عاملة، ولم تخضع للصيانة والادامة، وهي من اصل ٣٢ طائرة يملكها “الطائر الأخضر”. وقد كبد ذلك البلد خسائر بمئات الملايين من الدولارات. وتحولت الخطوط الجوية العراقية من شركة رابحة الى شركة ديونها٥٠ مليون دولار.

ومعروف أيضا ان طائرات “الطائر الأخضر “منعت من التحليق في سماء دول اوربية منذ ٧ سنوات، بسبب عدم استيفائها معايير سلطات الطيران الدولي المعنية!

ولعل آخر المهازل هو الغاء حجوزات عودة مواطنين عراقيين  الى عدد من الدول الأجنبية، بسبب عدم صدور جداول السفر لشهر أيار، ما تسبب في تحملهم أعباء مالية إضافية لحجز بطاقات عودة على خطوط أخرى .

فمتى ينتهي هذا كله؟ ولماذا يتكبد المواطن هذا العناء والتكاليف؟!

 *********************************************

الصفحة الثانية

تهريب العملة عبر بطاقات الدفع الالكتروني

بغداد ـ طريق الشعب

علق مظهر محمد صالح، المستشار المالي في الحكومة العراقية، امس السبت، على تهريب الدولار عبر “بطاقة الدفع الالكتروني”.

وقال صالح، لوكالة “بغداد اليوم”، إنه “بعد وضع ضوابط صارمة من قبل البنك المركزي والحكومة منعت عمليات تهريب العملة خارج البلاد، عمل بعض الأشخاص على استخدام أساليب الدفع الالكتروني وتزويد المسافرين ببطاقات الدفع المسبق او البطاقات الائتمانية وذلك بذريعة تغذية حاجة المسافر المستفيد للعملة الاجنبية وتحديدا لأغراض السياحة والسفر”، مبينا أن “هذا الامر أيضا تم كشفه وهناك متابعة شديدة له”.

وأشار الى أن “هناك من يعمل على تهريب العملة من خلال سحب الأموال من اجهزة الصراف الالي في البلدان الاجنبية بالغالب واستخدام سيولتها التي تؤشر حقوقاً لآخرين ولمصلحةً مستفيد واحد او مجموعة مستفيدين من عناصر الجريمة بما في ذلك استخدامها لاحقا في الحوالات السوداء”.

وأوضح المستشار الحكومي أن “هذه الافعال تتعارض مع قوانين مكافحة غسل الاموال واموال الجريمة والإرهاب”.

وأكد صالح أن “كل من يعمل على تهريب العملة من خلال هذا الطريقة سيعرض نفسه الى المحاسبة والمساءلة القانونية، وهناك الكثير من الحالات التي تم كشفها والعمل مستمر لمنع أي حالات لتهريب العملة باي طريقة كانت”.

 **********************************************

اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي مع الكويت.. تحذيرات من حرمان العراق من عائدات بالملايين

بغداد ت طريق الشعب

وسط اعتراضات نيابية ارجأ مجلس النواب، في جلسته المنعقدة امس السبت، مناقشة مشروع قانون تصديق اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي في ما يتعلق بالضرائب على الدخل ورأس المال بين العراق والكويت.

لا مصلحة للعراق

ورأت كتل نيابية أمس السبت، ان المضي بالتصويت على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي مع الكويت سيحرم البلاد من ایرادات تُقدر بعشرات ملايين الدولارات سنويا.

ودعا النائب احمد الربيعي خلال مؤتمر صحفي عقده بمبنى البرلمان الى «عدم التصويت على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين العراق والكويت، لأنها ستحرم الخزينة العامة للدولة من ايرادات بعشرات ملايين الدولارات سنويا».

وأضاف أنه «وفقا لهذه الاتفاقية فان الشركات الكويتية المستثمرة في العراق ستُعفى من دفع الضريبة المترتبة على أرباحها التي تستحصلها من نشاطها الاستثماري والتجاري في العراق ومن أمثلة ذلك أن شركة (كويت – إنرجي) العاملة، الى جانب الشركات الكويتية العاملة في رخصة الهاتف النقال، فإن ضريبة أرباحها سيتم إسقاطها وفقا لهذه الاتفاقية».

كما أشار الربيعي إلى، أن «شركات الخطوط الجوية الكويتية التي تعمل داخل العراق وتستحصل أرباحا من عملها هذا، فإنها لن تدفع ضريبة عن أرباحها اذا كان مركز إدارة تلك الشركة الفعلي متواجدا في الكويت».

وتابع بالقول إن «من الامتيازات الجانبية التي يوفرها القانون والتي تصب في صالح جنسيات أخرى غير الكويتية يمكن أن تنتفع من تشريع القانون على حساب مصالح العراق الاقتصادية، تتمثل في أن القانون الكويتي لضريبة دعم العمالة الوطنية رقم ۱۹ لسنة ۲۰۰۰ والذي يساوي مواطني دول مجلس التعاون بالمواطنين الكويتيين فإن اي مواطن خليجي يتواجد مركز شركاته في الكويت ويمارس نشاطاً اقتصاديا في العراق، فانه يعفى من دفع الضريبة عن أرباح نشاطه الاقتصادي للسلطات العراقية ويدفعها لدولته، بمعنى ان المستثمرين السعوديين والإماراتيين والقطريين سينتفعون من امتيازات هذه الاتفاقية حتى وان لم تكن دولهم قد عقدت مع العراق اتفاقيات مماثلة».

مصلحة من؟

اما الخبير الاقتصادي احمد خضير، فبيّن ان الهدف من مثل هذه الاتفاقات في الحالات الطبيعية هو المنفعة المتبادلة بين الدول، لكن في الحالة العراقية الكويتية، فأن الأخيرة هي المستفيد الأكبر من تصديق الاتفاقية.

وتساءل خضير: هل هناك دراسة علمية معززة بالأرقام عن جدوى الاتفاقية؟ وما هي مصلحة العراق في إعفاء مستثمرين أجانب من الضرائب في الوقت الذي يفرضها على العراقيين؟!

ودعا خضير الحكومة ومجلس النواب الى دراسة كل الاتفاقيات بشكل جيد وتقديم مصلحة العراق قبل أي أمر آخر، معتقدا أن البرلمان الحالي وفق تركيبته الحالية غير مؤهل للبت بمثل هذه القضايا.

خسائر كبيرة

بدوره، أشار الخبير الاقتصادي، نبيل المرسومي، الى ان «اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين العراق والكويت تعني ان أرباح الشركات الكويتية العاملة في العراق مثل شركات زين وكويت انرجي وكواليتي نت وغيرها لن تخضع لقانون الضرائب في العراق وستدفع ضرائبها في الكويت».   

واضاف، ان هذه الاتفاقية في حال اقرارها فان «خسائر سنوية ستحصل للعراق تقدر بمئات الملايين من الدولارات، وهو ما سيفتح المجال لدول اخرى لعقد مثل هذه الاتفاقيات التي تتعارض مع البرنامج الحكومي للسوداني، والذي يستهدف زيادة الايرادات غير النفطية الى 20 في المائة خلال 3 سنوات».

 **********************************************

اضاءة.. لا استغراب ولا عجب!

محمد عبد الرحمن

قوى التغيير الديمقراطية عنوان جديد صاعد وواعد في الساحة السياسية العراقية، يسعى لأن يكون مظلة  للعمل والانطلاق على طريق التغيير  .

وعندما يتحدث عنوان التوجه والمشروع عن البديل المدني الديمقراطي، وعن رفض المحاصصة ودحرها، ومكافحة الفساد وفتح ملفاته كبيرها وصغيرها، والتصدي الفاعل للسلاح المنفلت، وعن الاصطفاف مع الكادحين والمحرومين والمهمشين، والتوظيف الأمثل للموارد وتوظيفها، وانفاذ القانون وإقامة دولة المؤسسات، وتأمين استقلالية القرار الوطني، وبناء دولة المواطنة بديلا لـ “دولة المكونات”، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، واعتماد مبدأ مساواة المواطنين امام القانون، وتحقيق العدالة الاجتماعية .. عندما تكون هذه العناوين هي المشروع وصولا الى التغيير الشامل،  بما يعنيه من رفض ودحر لمنظومة الأقلية المتنفذة والمحاصصاتية، ولآليات حكمٍ واشخاصٍ جُرّبوا وعاثوا في الأرض فسادا، فلا عجب ان تشعر القوى المتنفذة المأزومة  بالضيق، وتوجه رسائل تجمع بين الترغيب والتهديد .

هذه الرسائل تكشف نوايا أصحابها الحقيقية، رغم الادعاء بضرورة وجود معارضة فاعلة وقوية، ورغم التشدق باحترام خيارات المواطنين وحريتهم في الانتماء لهذا التوجه الفكري والسياسي او ذاك، ضاربين عرض الحائط بالدستور ومواده التي تتحدث عن التعددية في مجتمعنا العراقي. فهم لا يتذكرون الدستور الا عندما تتطلب مصالحهم، مفسرين مواده على هواهم ووفقا لرغباتهم .

لا استغراب ولا عجب! فهذه الأقلية المتحكمة بمصير اغلبية ساحقة تعاني الامرّين من نهجها الفاشل المتبع في إدارة الدولة منذ ٢٠٠٣ حتى يومنا هذا. وهي تعي مصالها  جيدا، وتدرك ما يشكله برنامج ومشروع قوى التيار الديمقراطي وقوى التغيير الديمقراطية وكل قوى التغيير الجذري والشامل، من تهديد جدي لاستمرار نهج حكمها القائم.

ولا استغراب ولا عجب في ان ترتكب هذه الأقلية الحماقات من اجل إدامة هيمنتها ونهبها وسرقتها للمال العام، واستحواذها على المناصب والمواقع والوظائف، ولجوئها لأجل هذا الى كل الوسائل الناعمة والخشنة .. وما فعلت ابان انتفاضة تشرين المجيدة ما زال ماثلا.

ان مشروع قوى التغيير الشامل هو مشروع الاغلبية الساحقة وكل المتضررين من حالة اللادولة وتكميم الافواه وتنميط حياة المواطنين على طريقة قندهار، ومن حالة الفوضى والسلاح المنفلت وثلم السيادة الوطنية وهدر وسرقة أموال البناء والاعمار، والتمييز والغبن وانعدام  الفرص المتكافئة والخدمات العامة، واستفحال الفقر والجهل والامية والامراض والبطالة. فالمتضررون هم الأغلبية، وهي الأَوْلى بتبني مشروع التغيير، فهو لها ومنها،  وهي الجديرة بالبحث عميقا عن مصالحها الجذرية بعيدا عن “المسكنات” والحلول الترقيعية، والركض وراء عناوين فرعية وثانوية يستغلها المتنفذون لادامة نفوذهم وسلطتهم ونهبهم .

هذا الادراك والوعي لن يتحققا بسهولة، وهنا يأتي دور قوى التغيير الديمقراطية وكل القوى التي تنشد إقامة عراق آخر مختلف وافضل، والتي عليها ان تعي دورها وحجم التحديات، وان تكون على كبير قناعة بانها ان ارادات المضيّ بمشروعها، فما عليها الا ان تتوجه الى هذه الأغلبية، فذلك هو السبيل المجرب لتحقيق ومراكمة إنجازات على طريق التغيير المنشود .

وهذا أيضا يتطلب من هذه القوى ان تدرك مصالحها ومصالح من تدافع عنهم، والانطلاق من العام وعدم الغرق في الجزئيات. مطلوب منها المزيد والمزيد من التراص والتنسيق ووحدة العمل، وان تعي اهداف ومرامي من يريد بها سوءا رغم عسل الكلام والوعود المبهرة .

وكما أظهرت انتفاضة تشرين الباسلة القدرات والإمكانات الكامنة عند جماهير شعبنا، وزعزعت اركان منظومة المحاصصة، فان الأغلبية المتضررة، وبعد ان اتضحت عبر ودروس ما جرى في ٢٠١٩ وبعده ، قادرة اليوم أيضا على اجتراح المآثر، والتصدى  بحزم وإرادة صلبة للتحديات، وجعل الانتخابات القادمة خطوة أولى واعدة على هذا الطريق الشاق والنبيل في آن.

******************************************

الصفحة الثالثة

باحث في شؤون الأقليات: سنجار تختصر مشاكل العراق

متابعة – طريق الشعب

عادت الاوضاع الى طبيعتها في سنجار، بعد ما أثارته محاولة عدد من النازحين الخميس الماضي العودة إلى ديارهم من صدامات وفوضى داخل القضاء، فيما أكدت أوساط محلية أنّ المواطنين لا يمانعون في عودة النازحين، شرط عدم انتمائهم لتنظيم داعش واشتراكهم في الابادة الايزيدية.

مفتاح استقرار العراق

وأكد الباحث في شؤون الاقليات، سعد سلوم، اهمية عدم الانسياق وراء المعلومات المضللة بما يخص الوضع في سنجار، مشيراً الى انها «سوف تبقى درساً دائماً للجميع».

وتابع سلوم في منشور له على فيس بوك: اؤكد مرة ثانية ما رددته خلال الأعوام الماضية بأن سنجار تختصر جميع مشاكل العراق، وهي مفتاح استقراره.

واضاف أن «استقرار سنجار هو استقرار العراق، وان سنجار مثال لفشل الدولة، ينبغي ان يتحول الى نموذج نجاح».

ما الذي حدث؟

وقالت مصادر إعلامية، إنّ «ما حصل في سنجار ليس كما روّج له اعلامياً من قبل جيوش الكترونية تابعة لأحزاب متنفذة».

وذكر مصدر اعلامي لـ«طريق الشعب»، أن عددا من العوائل النازحة توجهت الى قضاء سنجار بهدف العودة الى منازلهم، بعد اجتماع عقد مع الجيش العراقي، وتزامن مع وصولهم تجمع لعشرات النساء والشباب من اهالي سنجار، من ضمنهم ناجيات من داعش، نظموا وقفة احتجاجية لمنع تلك العوائل من العبور».

واضاف ان «الاحتجاج تخلله حرق اطارات ورمي حجارة على القوات الامنية من الجيش وسيارات العوائل العائدة، ما دفع بعض الشباب من النازحين الى اللجوء الى باحة جامع الرحمن، تجنبا للحجارة». وتابع، أنه «بعد التدخل الايجابي من قبل قائد الفرقة الذي دعا الطرفين لضبط النفس، عادت العوائل ادراجها الى الموصل».

واشار الى ان احدى الناجيات المشاركات في الاحتجاج ذكرت «ان من بين العوائل التي تنوي العودة، كان هناك شاب شارك في اغتصابها، اثناء احتلال داعش للمدينة، ما ادى الى اعتقال الشاب على الفور بغية التحقيق معه».

صور مفبركة

واضاف المصدر لـ «طريق الشعب»، انه نشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لاحد الجوامع التي حُرقت في 2016، على انها تعود لجامع الرحمن حالياً، ما ادى الى انتشار الخبر بصورة سريعة، ورافق ذلك تحريض على الفتنة والطائفية. وردا على ذلك، نشر ناشطون من سنجار اخبارا تكذب تلك الادعاءات، وتحدثت قيادات ايزيدية بأنها ليست بالضد من عودة العوائل العربية، بشريطة ان يجري التحقق من انهم لم يشاركوا في الابادة الايزيدية، خصوصاً بعد الغاء التصاريح الامنية، وهذا ما ادى الى تملص الكثير من المطلوبين للقضاء، بحسب قولهم.

توضيحات

في السياق، كشف قائد الفرقة 20 في الجيش العراقي، العميد الركن اثير الربيعي، ملابسات ما حدث في سنجار.

وقال الربيعي في تصريحات نقلتها وكالات الانباء: إن «الوضع في سنجار مسيطر عليه»، نافيا تعرض مسجد الرحمن في سنجار الى الحرق.

من جانبه، اشار مدير المنظمة الأيزيدية للتوثيق، حسام عبد الله، أن ما جري في سنجار من غضب واحتجاجات، هو تحصيل حاصل «لغياب الآليات الحكومية والرسمية في إبلاغ المجتمع بإجراءات العدالة والإجراءات التي تسهم في تخفيف النزاع والحدّ من أي صراعات في المنطقة».

وبين عبد الله في تصريح صحفي، تابعته «طريق الشعب» أن الوقف السني «بدأ منذ نحو أسبوع بالتحرك في سنجار على إعادة ترميم الجامع الكبير وسط المدينة. وعاد يوم الخميس العشرات من نازحي سنجار السنّة، بمعيّة الوقف السني والجيش العراقي والشرطة، وفتحوا الجامع وتعرفوا على موجوداته، وتم تنظيفه من أجل استكمال الترميم والبناء».

واوضح، ان «الأيزيديون في سنجار وخارجها ليسوا ضد عودة النازحين العرب السنة، لكن هذه العودة يجب أن تكون مشروطة، وان يكون هناك تدقيق مفصّل لمعلومات العائدين، ويجب على المسلمين السنة أن يقوموا بذلك بأنفسهم، بغية الكشف عمّن كان مع داعش ومن تلطخت أيديهم بالإبادة ومن تعاون وأسهم في حصولها».

وشدد على أهمية ذلك، لأنه «سيقلل من حدة العنف والاحتقان الموجود في سنجار»، لأن غيابه يعني حدوث العكس تماما.

 **********************************************************

لا تزال في أروقة البرلمان.. مراقبون: عجز الموازنة«غير طبيعي»  ونحذر من فخ المديونية

بغداد ـ محمد التميمي

لم تتطرق جلسة البرلمان، التي عقدت يوم امس، إلى مشروع قانون موازنة العام 2023، عدا مطالبات نيابية بزيادة تخصيصات المحافظات وزيادة رواتب الدنيا لشريحة المتقاعدين. فعلى الرغم من مرور اسابيع عديدة على تقديم الحكومة مشروع الموازنة الى البرلمان بُغية اقرارها، لكنها لا تزال ذات بين اروقة مجلس النواب، لاسباب عديدة منها الشد والجذب بين الاطراف السياسية، واخرى تتعلق بما ورد فيها من إنفاق كبير تسبب بعجز يقدر بـ 63 مليار دولار.

بدوره، عدّ المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، تأخر اقرار قانون الموازنة الاتحادية «غير صحيح».

وقال صالح، ان «تاخر اقرار قانون الموازنة غير صحيح، وليس من صالح البلد، ويفترض من مجلس النواب الاسراع باقرار القانون».

واضاف ان «العراق منذ اكثر من عام ونصف العام من دون قانون موازنة وهو امر كبير على بلد كالعراق».

وتابع صالح، انه «في جميع الاحوال نتوقع انه خلال الاسبوعين او الثلاثة اسابيع المقبلة، سيتم تشريع قانون الموازنة».

فيما أكد خبراء ومعنيون، ضرورة معالجة هذا العجز قبل اقرار الموازنة لتجنب الوقوع بفخ المديونية، من خلال اعادة الموازنة الى الحكومة، لإجراء التعديلات اللازمة عليها، ومعالجة العجز الكبير الذي تتضمنه، وذلك بتخفيض النفقات على رواتب الدرجات الخاصة، وتقليل حجم التعيينات وتخفيض نفقات بعض المؤسسات.

المالية البرلمانية

وما تزال اللجنة المالية البرلمانية، تدرس إمكانية تخفيف العجز بالموازنة، وفقا لرئيسها عطوان العطواني الذي قال ان أن «اللجنة تدرس إمكانية تخفيف العجز المالي في الموازنة»، داعياً «الحكومة إلى تبني مشاريع استثمارية منتجة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزز الإيرادات غير النفطية»، مشدداً على ضرورة دعم الحكومة وتمكين القطاع الخاص».

لا حلول

وفي هذا الشأن، قال الخبير الاقتصادي، صالح الهماشي، ان كل موازنات العالم فيها نسبة من العجز، يسمى «عجز طبيعي»، ولا يتجاوز الـ 5 في المائة، بينما في الموازنات العراقية فان العجز «غير طبيعي»، ويصل فيها الى 20 أو 25 في المائة. وأضاف الهماشي قائلا: ان «الحكومات العراقية تعول دائماً في تغطية العجز، على توقعاتها بارتفاع اسعار النفط، ويضعون سعرا افتراضيا لذلك، وترفع سقف النفقات على الموازنة التشغيلية، بينما الموازنات الاستثمارية والخدمية خاملة ومشلولة. وهذا سببه عدم وجود تخطيط وغياب الرؤية، التي تعد من اهم مشاكلنا في الجانب الاقتصادي، اضافة لغياب الواقعية».

وأشار في حديثه مع «طريق الشعب»، الى أن «اللجنة المالية النيابية عندما تدرس خفيف العجز في الموازنة، فهي بكل تأكيد ستعمل على تقليل نفقات موازنات المؤسسات وهذا التقليل لا ينسجم مع مخططات المؤسسة، وهذا خطأ كبير وفادح».

ويشير الهمّاشي الى ان الحكومة تعول على زيادة أسعار النفط، في تغطية العجز»، مردفا ان «هذا الافتراض غير صحيح؛ فأسعار النفط ربما تشهد انخفاضا كبيرا».

وينبه الخبير الاقتصادي الى ان عقلية المنظومة السياسية في تعاطيها مع الاقتصاد لا تمتلك بدائل، لهذا فإن الحكومة تحاول ان تحل مشكلة البطالة بالتعيينات، التي تعمق ازمة البطالة، وترفع الانفاق الحكومي على الموازنة التشغيلية، في مقابل تقليل الانفاق على الموازنة الاستثمارية، وهذا يعني توقف المشاريع التي تساهم في مشكلات الناس.

ويواصل حديثه بالقول: ان الحكومة تحاول استمالة الجمهور انتخابياً من خلال ملف التعيينات، وهو ما ادى الى تفاقم كثير من المشاكل، ولا تزال القوى المتنفذة ترهن توسيع قاعدتها الانتخابية من خلال التعيينات.

وينصح المتحدث «بإعادة مشروع الموازنة الى الحكومة، من أجل اعادة النظر في ميزانيات المؤسسات، التي يجب أن تكون معقولة، اضافة الى تفعيل قانون الاستثمار بشكل صحيح، وقانون العمل الذي من شأنه ان يخلق فرص عمل كثيرة، تقلل من الانفاق الحكومي على الميزانية التشغيلية».

عجز غير منطقي

 وعلى صعيد متصل، أوضحت الخبيرة الاقتصادية د. سلام سميسم ان العجز الموجود حاليا هو 63 مليار دولار، وهو غير منطقي او واقعي وكبير جداً، ولا يمكن ان يتم سد هذا العجز، بينما يجب ان تتم معالجته وبخلاف ذلك فإن العراق سيلجأ الى القروض.

وتابعت سميسم حديثها لـ»طريق الشعب»، بالتأكيد على ان «اللجوء الى الاقتراض معناه أننا سنقع في فخ المديونية، واذا استمرينا في هذه الموازنة بهذا العجز ففي سنة 2024 ستكون الموازنة بمواجهة المديونية الخارجية، وبالتالي موازنة 2025 ستكون ربما بمثابة اعلان حالة الافلاس».

وأشارت الى ان «تقليل العجز لن يتم الا من خلال تقليل النفقات وضغطها، فهذا السبيل الوحيد لمعالجة هذه الامور، اضافة الى تقليل التعيينات التي هي سبب رئيس بهذه الطفرة في النفقات، كونها تتطلب رواتب»، منوهة بان «الحكومة هي من وضعت نفسها بهذا المأزق، من خلال تحميل نفسها التزامات اكبر من طاقتها، والغاية هي ان تحظى بقبول الجماهير».

وأكدت سميسم ان هناك معالجات معتمدة في بلدان اخرى الا وهي تنويع الايرادات، مردفة «لكننا لا نملك هذا الخيار، لأننا لا نملك سوى النفط».

واختتمت حديثها بالتشديد على ضرورة ان «يعيد المعنيون النظر في الموازنة، وان يتم العمل على تقليل النفقات العامة، وان تكون ذات بعد تنموي، فمن غير المعقول هذا البذخ في النفقات على الرواتب، لا سيما رواتب الدرجات الخاصة التي لا يوجد مثيل لها في باقي البلدان».

 *************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

علاقة المناخ بالأمن  والسلام في العراق

نشرت منظمة الأمم المتحدة، قسم الشؤون السياسية وبناء السلام على موقعها، تقريرها السنوي عن المتغييرات المناخية في العراق، وعلاقتها بمستقبل الأمن والسلام في البلاد، أكدت فيه على أن ما يواجهه العراق من أزمات متداخلة، كتحديات الحوكمة والضغوط الديموغرافية والتدهور البيئي، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالة عدم الإستقرار السياسي والاقتصادي وخلق توترات محلية وإقليمية خطيرة.

وأشار التقرير الى أن الفئات الأكثر ضعفاً كالنساء واللاجئين والنازحين والشباب وغيرهم من الفئات المهمشة، هي الأكثر تضرراً من ذلك، بسبب قدرتها المحدودة على التكيف مع هذه التحديات، الأمر الذي دفع بمجلس الأمن الى الإقرار بالآثار السلبية لتغير المناخ على استقرار البلد وكلف بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بتقديم المشورة والدعم والمساعدة لحكومة العراق وشعبه، في مواجهة التحديات، بما في ذلك تغير المناخ.

نتائج هامة

وأورد التقرير نتائج دراسات إنجزت في إطار ذلك، أُشركت فيها مؤسسات وطنية وباحثون ومنظمات مجتمع مدني، وركزت على العوامل التي تُنبأ بتعرض الدولة والمجتمعات المحلية للخطر، كمشاكل الماضي وقدرات وموارد المؤسسات العامة وأنماط الهجرة ومستوى المساواة بين الجنسين والعلاقات العشائرية والخطط الحكومية. وبينت النتائج وجود أربعة مخاطر رئيسية هي:

  1. الهجرة: حيث تؤدي الظروف المناخية القاسية وتقلص موارد المعيشة وغياب الخدمات وفرص العمل الى الهجرة من الريف الى المدينة، مما يزيد من أعداد الفئات المهمشة في المدن وتفاقم التوترات الاجتماعية.
  2. هيمنة السلاح المنفلت: يخلق إنتشار الفقر وغياب الأمل بتحسن فرص العيش الأمن، بيئة مناسبة لأنشطة جماعات مسلحة من داخل الدولة أو حتى من خارجها، تستغل هذه الصعاب لفرض هيمنتها على المنطقة، عبر السيطرة على الموارد النادرة (مثل البنية التحتية للمياه).
  3. الصراع على الماء: رغم وجود تقاليد جيدة حول تقاسم المياه، فأن هناك مخاطر من أن يؤدي الجفاف إلى زيادة التوترات بشأن الموارد المائية المشتركة داخل العراق وكذلك في جميع أنحاء المنطقة.
  4. مستقبل النفط: يمكن أن يؤدي التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة إلى خسارة البلاد لإيرادات هائلة، مما يترك أثاراً سلبية خطيرة عليها، بما في ذلك إهمالها، عمداً أو بسبب نقص الموارد، لبرامج حماية البيئة.

إستراتيجية متعددة الأبعاد

وخلص التقرير الى سعي الأمم المتحدة الى تطوير استراتيجية خاصة بالتعامل مع العلاقة بين تغير المناخ وبين السلام والأمن، وذلك لتوفير إطار ينّور أصحاب المصلحة بالمشكلة ويدمجهم في حلها، ويتعرف على الخبرات المحلية، نقاط قوتها وضعفها وشبكة إنتشارها وكيفية الإستفادة منها، إضافة الى تحديد ميادين التعاون مع المؤسسات البحثية العراقية.

وأشار التقرير الى إهتمام المنظمة الدولية بإعتبار المشكلة المناخية نقطة ثابتة على جدول اعمال جميع الأنشطة السياسية المحلية والإقليمية والدولية ذات الصلة، وبشكل خاص تلك المتعلقة بالموارد المائية المشتركة والعدالة المائية، حيث لا بد من تفعيل اتفاقيات تقاسم المياه العابرة للحدود وتعزيز المراقبة والإنذار المبكر للمخاطر الأمنية المتعلقة بالمناخ وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة مشتركة يمكن الوصول إليها لجميع صانعي القرار والسياسات، وتوفير لوحة معلومات عن الأمن المائي في العراق، ودعم قدرات حكومته في مجالات بناء السلام والحوكمة المستنيرة للمناخ.

دور النساء

 ودعا التقرير الى دراسة السبل التي تمّكن المرأة من أن تلعب دورها الطبيعي في هذه الجهود، حيث يتم غالبًا إستبعاد النساء من منتديات صنع القرار، رغم ما لهن من مشاركة عملية في التعامل مع المياه، عبر إدارة المياه النادرة والطاقة والغذاء لأسرهن، مؤكداً على أن تعطيل نصف هذه المجتمعات وعدم الإستفادة من خبراتهن يضر كثيراً بتنفيذ هكذا إستراتيجيات ضرورية.

كما دعا الى تطوير العمل مع الشركاء المعنيين (مثل الصناديق الرأسية والمؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة الثنائية والقطاع الخاص) لتعزيز وتسهيل وصول العراق إلى التمويل المتعلق بالمناخ، مشيراً الى صندوق النقد الدولي و الصندوق الأخضر للمناخ و صندوق التكيف العالمي ومؤسسات القطاع الخاص.

 *************************************************

الصفحة الرابعة

يقترحون استحداث مدن جديدة وبناء وحدات سكنية منخفضة الكلفة.. خبراء: المجمعات الفارهة لن تحل أزمة السكن.. وإجراءات الحكومة لا تداوي

بغداد ـ طريق الشعب

في ظل الزيادة المستمرة للكثافة السكانية وانتشار العشوائيات وتفاقم ازمة السكن، شرع الكثير من أصحاب رؤوس الأموال في بناء مجمعات سكنية عمودية، استغلالا لأزمة السكن، وليس لحلها.

وشهدت البلاد، لا سيما العاصمة بغداد، خلال السنوات الأخيرة، بناء عدد من المجمعات السكنية، التي لم يتح للجميع شراء وحدات سكن فيها، بسبب أسعارها المبالغ فيها، فهي لا تتناسب مع دخول المواطنين المتوسطة والمحدودة.

ولا يجد معنيون ومختصون “حلا” لأزمة السكن في هذه المجمعات الفارهة ولا في توزيع قطع ارض، مؤكدين ان “التخطيط لذلك لم يتم بشكل جيد”. وشددوا على ضرورة ان تتبنى الحكومة سياسة استحداث مدن جديدة وبناء وحدات سكنية واطئة الكلفة، تنسجم مع الهدف من انشائها.

مجمعات للرفاه لا السكن

في هذا الصدد، يقول الخبير في الشـأن الاقتصادي، د. عبد الرحمن المشهداني: اننا لم نتعامل مع الازمة بشكل حقيقي، معتقدا ان “ازمة السكن لا تُحل بطريقة الاستثمار او بالطريقة العشوائية/ الحواسم”.

ويضيف الخبير قائلا: أنه “لا بد ان يكون هناك تدخل حكومي في الاستثمار  الموجه من قبل الحكومة؛ فعندما تمنح الحكومة الارض في افضل المواقع واثمنها في بغداد لبعض المستثمرين، فمن البديهي ان تكون اسعارها مرتفعة. ومعلوم أن بناية الـ20 طابقا تعامل معاملة الطابق الواحد من ناحية السعر”.

ويشير المشهداني في حديثه لـ”طريق الشعب”، الى انه “من المفترض ان تكون هناك ضوابط او شروط على المستثمر، وان لا يكون الاستثمار عبثيا، اضافة الى وضع شروط عند بناء شقق فارهة، يفترض ان تكون هناك مجمعات واطئة الكلفة لذوي الدخل المحدود والشرائح المعدمة حتى تحل ازمة العشوائيات”.

ويتحدث الخبير عن تجربة ناجحة في هذا القطاع بقوله: ان “مصر نموذج جيد وتجربة ناجحة، ولا تعاني من مشكلة في السكن، بعد أن حلت الازمة منذ سنوات برغم الكثافة السكانية، لان السياسة المتبعة آنذاك كانت تمنح الاجازات للاستثمار بثلاث درجات، حيث ان المستثمر ملزم ان يبني الشقق الفارهة لذوي الدخول العالية لتحقيق الربح، وكذلك بالنسبة لذوي الدخول المتوسطة والمساكن واطئة الكلفة لذوي الدخول المحدودة وساكني العشوائيات والفقراء والمشمولين بشبكات الحماية”. ويؤكد ان التوجه “نحو بناء مدن جديدة هو الاصح والافضل بدل توزيع قطع ارض، لان الاخير لا يحل المشكلة، فهذا المواطن لا يجد في بعض الاحيان قوت يومه، فكيف سيبني قطعة الارض؟”. وينوه المشهداني الى ان الرؤية حتى وان كانت موجودة “فنحن نواجه مشكلة بالتطبيق، لذلك الاخفاق في هذا الملف لا يتحمله طرف دون آخر، بل ان كل الحكومات المتعاقبة منذ 2005 والى اليوم هي من تتحمل المسؤولية، ومن تصدى لملف السكن والملفات الاخرى في البلاد، لم يكن يمتلك الخبرة ابداً ولا الرؤية ايضا”، مشددا على ان لا حل سوى “باستحداث مدن جديدة وتتبنى الحكومة بناء هذه المدن وتوزيعها بعد الانتهاء منها، لا توزيع قطع الارض التي ستخلق لنا عشوائيات اخرى”.

اجراءات لا تغني ولا تسمن

من جانبه، يقول مهندس الخطط العمرانية سلوان الاغا ان العراق بحاجة 2.500 - 3 ملايين وحدة سكنية وربما أكثر، مؤكدا ان هذا الرقم في اي بلد بالعالم لا يمكن معالجته من خلال قطاع واحد خاصا كان ام عاما او حتى من خلال الاستثمار.

ويشير في حديثه مع “طريق الشعب”، الى انه يجب ان تكون “هناك حزمة اجراءات، فحل الازمة بالاستثمار في المجمعات لا يعول عليه اليوم، فأسعارها باهظة جدا، ولا تسد النقص، ومن الخطأ ان يتم بناؤها في الاماكن المزدحمة وذات الكثافة السكانية، وبالنتيجة لا يوجد تقدم في تطوير المدن وتوسيعها”.

ويقول الاغا: ان “بعض النماذج في محافظة كربلاء والنجف وكذلك  في اقليم كردستان، ناجحة وتخدم الموظف والمواطن من ذوي الدخول المحدودة، ويمكن الاستفادة من ذلك”.

ويؤكد المهندس ان الحل بأن “تأخذ الدولة على عاتقها انشاء دور واطئة الكلفة، ببناء بسيط، ويؤمن السكن اللائق، على ان تكون طريقة التسديد والمبالغ الموضوعة واقعية ومعقولة، وتتناسب مع حجم دخول هذه الشريحة من المجتمع”.

ويلفت الى انه “من غير المعقول اننا نريد حل ازمة السكن بينما اسعار هذه الوحدات وصلت الى 200 _ 700 الف دولار. ومن المفترض ان تتراوح الاسعار بين 40 _ 60 الف دولار، ويكون نظامها خاصا، وترتبط ايضا بفتح القروض من المصارف، وكذلك يجب تقنين وتحديد من يمكن له ان يستملك، وان تحدد نسبة 50 في المائة من المجمع، تمنح لمن لا يملك وحدة سكنية في المحافظة”.

ويضيف قائلا ان “الحكومة لا تتصرف بشكل يتناسب مع حجم الازمة، بدليل اننا حتى الآن ما زلنا نتحدث، بينما المعنيون لم يخرجوا بحلول، وهنا يأتي دور وزارة الاعمار والاسكان التي يجب ان تهيّئ اراضي ببناء معين متوسط وواطئ الكلفة، يستطيع المواطن الاستفادة منه. اما الاجراءات الحالية فلن تحل الازمة”.

وخلص الى انه من الضروري ان لا تفكر الدولة بعقلية الاستثمار مع المواطن، وان يكون هدفها هو توفير سكن للناس.

وتعترف وزارة الاعمار والإسكان من خلال المتحدث الرسمي بأسم الوزارة، المهندس نبيل الصفار بأن الاستثمار الموجود حاليا  في بناء المجمعات السكنية لا يلبي الطموح ولا الحاجة الفعلية لعدد الوحدات السكنية المطلوبة، البالغ عددها 3 ملايين وفق اخر الاحصائيات، لذلك يتم حاليا وضع اليات وضوابط ومعايير لتوزيع الاراضي واستثمارها”.

وذكر الصفار ان “الامانة العامة لمجلس الوزراء قررت تشكيل فريق برئاسة وزير الاعمار والاسكان  وبعضوية وزير البيئة ورئيس هيئة المستشارين ورئيس الهيئة الوطنية للاستثمار وامين بغداد محافظ المحافظة المعنية ورئيس الدائرة القانونية في الامانة العامة لمجلس الوزراء ومدير عام دائرة تنمية الاقاليم في وزارة التخطيط”.

واستطرد ان “هذا الفريق من مهامه، التخطيط والعمل والاشراف على تأسيس مدن جديدة وايجاد بيئة لغرض انشاء مدن كهذه، وتم اعطاؤهم صلاحيات بايجاد آليات شراكة جديدة للتعاون مع المستثمرين في سبيل جذبهم لبناء مجمعات خارج مراكز المدن مثل ما ذكرنا مقابل توفير البنى التحتية الخاصة بهذه المجمعات”.

واختتم حديثه قائلاً: “حاليا يجري العمل على انشاء 15 مدينة تعتبر من المدن الذكية في بغداد والمحافظات”.

 ***********************************

تظاهرة للموظفين في بغداد وإضراب لأصحاب العقود في السليمانية

بغداد ـ طريق الشعب

تظاهر العشرات من موظفي ديوان الرقابة المالية، أمام بوابة المنطقة الخضراء في كرادة مريم، مطالبين بحسم ملف قطع الارض السكنية، التي صدر قرار بتوزيعها عليهم منذ العام 2021.

المتظاهر عمار المياحي، قال إذا كانت الحكومة تسعى لمحاربة الفساد فعليها أن تبدأ بتحقيق مطالب موظفي ديوان الرقابة المالية، وحسم هذا الملف الذي يعرقله “فاسدون” منذ عامين.

اما ايلاف حازم، فأكد “الاستمرار في التظاهر لحين تحقيق مطالبنا ولن نتراجع عنها لأنها مشروعة ولدينا ما يثبت ذلك”.

ويقول المتظاهرون إنّ “جهات فاسدة” لم يسموها تعرقل ملف الأراضي الخاصة بهم، مطالبين بسندات الأرض ليتمكّنوا من استغلالها سواء ببيعها أو البناء عليها.

يُذكر أن الأراضي المخصصة لهم تقع في منطقة التاجيات شمالي بغداد.

من جانب آخر، نظم أصحاب العقود في مركز التوحد في السليمانية، إضرابا عن العمل بسبب عدم استلام مستحقاتهم المالية منذ 4 أشهر، مطالبين الجهات المعنية بتحويلهم إلى الملاك الدائم.

آراس عثمان مسؤول مركز التوحد، قال ان المركز يضم 12 موظفا دائميا و32 موظفا بعقود، معتقدا بوجود محاولات لإغلاق المركز.

وأضاف أن المركز لا يمكنه الاستمرار في العمل من دون أصحاب العقود.

أحد المضربين عن العمل اكد “نشعر بألم كبير لأننا مضطرون لفعل هذا، لأن مرضى المركز باتوا جزءاً منّا، ونحب أن نقدم لهم الدعم دائماً حتى يتماثلوا للشفاء، لكننا مضطرون لهذا الموقف، لأن لدينا معيشة ومصاريف، ولم نعد نحتمل”.

وأشار الى انه “لم نتسلم رواتبنا البالغة 300 ألف دينار منذ 4 أشهر، لذلك نطالب الجهات المعنية بالتدخل وتحويلنا إلى موظفين دائميين، ولن نوقف الإضراب حتى تتم الاستجابة لمطالبنا”.

وافتتح مركز التوحد في السليمانية عام 2019 ويساعد 55 مصاباً من أصل 700 في المدينة.

 *******************************

7 آلاف حالة تزوير في النجف فقط!.. عصابات خاصة بالتزوير والتلاعب

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

تشهد محافظة النجف حالات تلاعب وتزوير في ملف العقارات بالشكل الذي يسبب هدرا للمال العام، سواء تلك التابعة للدولة ام التي تكون ملكا خاصا للمواطنين.

وتؤشر الارقام الصادرة من الجهات الرسمية الى وجود أكثر من 7 الاف حالة تزوير في محافظة النجف فقط!

وكان من بين هذه الحالات رصد تزوير وتلاعب لعمليات (البيع والشراء)، دون علم او معرفة مالكيها الاصليين، كما يتهم بعض موظفي الدولة بالتواطؤ بـ”تسهيل وتمرير المستندات المزورة مقابل الحصول على مكاسب مادية”.

تواقيع وختومات مزورة

واحبطت عملية بيع عقار بأوليات مزورةٍ في محافظة النجف تبلغ مساحته (٤٦٠ مترا مربعا، وتقدر قيمته بأكثر من 500 مليون دينار عراقي).

وكشفت التحقيقات الاولية لهيئة النزاهة عن وجود صورة قيد للعقار بتواقيع وختوماتٍ مزورة لموظف السجلات، اضافة الى وجود تواقيع وختومات في معاملة البيان (البيع)، تبين أنها مزورة أيضاً، فيما توصل مكتب تحقيق الهيئة في محافظة النجف الى أن جميع الكتب المربوطة في إضبارة العقار غير أصولية، من بينها كتاب بلدية النجف المتضمن تخصيص العقار إلى أحد الأشخاص وكتاب مديرية التسجيل العقاري العامة ومحضر الكشف، كون هذه الأوليات مصورة وخالية من أية هوامش أو ورقم  وارد، والعثور على الكثير من التناقضات بالأسماء والتواريخ.

عصابات متخصصة

يذكر احمد السيد، الذي يعمل في مجال العقار بمحافظة النجف، وجود عصابات متخصصة بممارسة تزوير تواقيع وختومات موظفي الدوائر، ومنها دائرة التسجيل العقاري.

وتطرق في حديثه مع “طريق الشعب”، الى كشف قبل مدة قصيرة، كتب براءة ذمة مزورة منسوب صدورها عن الهيئة العامة للضرائب في محافظة النجف لمصلحة إحدى الشركات. وبموجبها تم تحويل مبلغ مالي قدره 85 مليون دينار”، لافتا الى ان ذلك “يحدث ضررا بالمال العام واستشراء للفساد”.

ويبن ان بعض موظفي الدوائر يتبعون هذه الاساليب مقابل الحصول على مكاسب مادية.

وفي ذات الشأن رصد فريق مكتب تحقيق النجف قيام مدير الواردات في مديريَّة بلديَّة النجف وأحد الموظفين بالتلاعب في السجلات وشطب ديون مجموعة من المدينين، وتم ضبط الصفحات التي تم التلاعب بها، اما في مديرية التسجيل العقاري فقد تم ضبط أصل كتاب تخصيص قطعة أرض صادر عن مديريَّة البلديَّة دون علم رئيس وأعضاء لجنة تخصيص الأراضي في المحافظة.

وفي جامعة القادسيَّة، كليَّة التمريض، تم ضبط حالة تلاعب في الأمر الجامعي الخاص بتحويل أسماء أجراء يوميين إلى عقود وزارية، دون أن تكون لهم أوامر إداريَّة سابقة بالعمل كأجراء يوميين.

تواطؤ موظفي الدولة

ويذكر المحامي من محافظة النجف، زيد القصاب، ان “عمليات التزوير والتلاعب باتت لا تخفى اليوم عن مواطني المحافظة”، لافتا الى ان مسألة التزوير والتلاعب بالعقارات العامة والخاصة، بدأت تستشري كثيرا في الآونة الاخيرة”.

ويشير في حديثه مع “طريق الشعب”، الى الكشف عن أكثر من 7 الاف حالة تزوير وتلاعب في العقارات.

ويطال التلاعب والتزوير نوعين من العقار؛ الأول، يتمثل بعقارات الدولة التي تباع الى الاحزاب وبعض الشخصيات المتنفذة بأسعار بخسة ورمزية. والاخر يتم عن طريق الشركات الوهمية التابعة لبعض الجهات المتنفذة أيضا. وبحسب ما يوضح القصاب فان مع كلتا الحالتين هناك تواطؤ من قبل موظفي دائرة التسجيل العقاري في النجف، وبعض نواب المحافظة في مجلس النواب.

ويستدرك بالقول ان “هناك الكثير من حالات البيع والشراء تمت دون علم مالكها الأصلي؛ اذ بعض الاراضي تم بيعها من شخص الى اخر دون معرفة المالك الحقيقي الا بعد سنوات عديدة”، مشيرا الى ان الكثير من المواطنين تفاجأوا عند مراجعتهم الدوائر المختصة، ان أراضيهم لم تعد ملكا لهم”.

عقوبة التزوير

ويعرف القانوني مصطفى البياتي، مصطلح التزوير بحسب ما جاء به المشرع العراقي “هو تغيير حقيقة بقصد الغش في وثيقة او سند بإحدى الطرق المادية او المعنوية مما يحدث ضررا بالمصلحة العامة او بشخص من الاشخاص”. ويوضح في حديثه مع “طريق الشعب”، ان عقوبة التزوير في قانون العقوبات العراقي تصل احيانا الى الحبس لمدة 15 عاما لكل من مارس التزوير في محرر رسمي، بحسب المادة 289، اما من استعمل المحرر المزور مع علمه بتزويره، فيعاقب وفق المادة 298 من نفس القانون بالعقوبة المقررة للتزوير بحسب الاحوال.

 ***********************************************

الصفحة الخامسة

الكحلاء في ميسان تطفو على بحر نفط وتعاني شديد الفقر!

متابعة – طريق الشعب

حسب إحصاءات وزارتي التخطيط والعمل والشؤون الاجتماعية، فإن قضاء الكحلاء في محافظة ميسان، يسجل أعلى نسبة فقر في العراق. إذ تبلغ النسبة 79 في المائة من عدد السكان. وفي الوقت الذي يطفو فيه هذا القضاء على بحر من النفط، يعاني أبناؤه الفقر والعوز والبطالة والحرمان.

ويضم القضاء ناحيتين، هما: بني هاشم والمشرّح. وتبلغ مساحته ككل 2217 كيلومتراً مربعاً. ويوجد في المشرّح عدد من الآبار النفطية التي تعمل فيها شركات متعاقدة مع شركة نفط ميسان ومصفى ميسان. كما يتبع الكحلاء “حقلُ الحلفاية” النفطي، الذي يعد من أبرز حقول النفط في المحافظة.

مأساة إنسانية

كل تفاصيل المشهد في الكحلاء تحكي قصة مأساوية عن الفقر والحرمان. حيث تنعدم الخدمات البيئية والصحية. فيما المنازل غير صالحة للعيش، وأكوام النفايات والمياه الآسنة والكلاب السائبة تحيط الأمكنة.

يتحدث كامل حطاب، وهو منتسب في الشرطة، عن الوضع المعيشي لسكان الكحلاء، مبينا أن “المواطنين هنا لا يملكون المال. فالعامل – كعامل البناء مثلا – يذهب إلى عمله ليجلب الخبز لعائلته، وإذا بقي في البيت ستظل عائلته بلا طعام”، مضيفا في حديث صحفي، أن “هناك حيا في القضاء يدعى (حي الرحمة)، شوارعه خربه، وأطفاله يذهبون إلى مدارسهم مغلفين أقدامهم بأكياس بلاستيكية حماية من الوحل”!

ويتابع قوله أن “الشيب غزا رؤوس الناس، وتعب السنين بان على وجوههم مبكرا.. أياديهم تسطر قصص التعب ومشاق الحياة، فيما أفكارهم مشتتة.. كيف لا ومصير مجهول في انتظار أطفالهم وعائلاتهم”!

من هؤلاء، العامل صباح عودة، الذي يروي مأساته في حديث صحفي قائلا: “لدي عائلة مكونة من 9 افراد، أحدهم يعاني مرضا نفسيا. أعمل في البناء واحياناً يرفضون تشغيلي، فأظل بلا عمل، ورغم حاجتي لقليل من المال أعيل به أسرتي، لا أمد يدي لأحد. فكرامتي عزيزة علي”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا أن “الجميع يعلم هنا بأن وضعي متعب جداً. فأنا لا استطيع العمل مثل السابق.. تعبت وفقرات ظهري تؤلمني، وأحيانا أبقى طريح الفراش فترات تصل إلى شهر، وليس لدي معين”، متسائلا في حيرة: “ماذا أفعل وأين أذهب؟!”.

 أطفال يغادرون مقاعد الدراسة

حسين علي، طفل ترك مقعده الدراسي ليتفرغ للعمل ويعيل أسرته. فهو يساعد والده المصاب بأمراض القلب، في عمله بالحدادة.

يقول هذا الطفل الذي تُشابه حالته حالات العشرات من أطفال القضاء: “أخرج صباحاً إلى العمل وأعود ظهراً لتناول الغداء، ثم أعود مجدداً الى عملي واستمر حتى الليل.. هذه هي حياتي”!

الكثيرون من أطفال الكحلاء أصبحوا عمّالا مقابل أجور بسيطة. فهم يضطرون إلى العمل لإعالة أسرهم، وفي الوقت نفسه لشراء ملابس ومستلزمات المدرسة، التي تبعد عن مساكنهم مسافة بعيدة، والتي يذهبون إليها سيرا على الأقدام في طرقات وعرة. 

في هذا السياق، يقول الطفل مقتدى عباس، أنه “في العطلة الصيفية اتصل بالبنّاء للعمل معه، كي أجمع مالا اشتري به ملابس الدراسة واحتياجاتها. واذا لم أحصل على عمل سأتأخر عن دوامي المدرسي”، مشيراً في حديث صحفي إلى أنه ذات مرة تأخر أكثر من شهر عن مباشرة دراسته، وعندما سأله مدير المدرسة عن السبب لم يعرف بماذا يجيبه!

ويتابع عباس قوله أنه يعيل عائلة مكونة من 11 فرداً، تسكن في منزل مساحته 125 مترا مربعا. بينما والده عامل بناء، مبينا أنه في فترة الدوام المدرسي يعمل أيضا. إذ يبدأ عمله من الساعة 5 فجرا وينتهي عند الواحدة ظهرا، بعدها يذهب إلى المدرسة!

أما الطالب عباس محمد، فيتحدث عن والده الذي لم يستطع الحصول على عمل في الكحلاء، فاضطر للسفر إلى البصرة للعمل هناك، مبينا أن والده يحصل على أجر يبلغ 15 ألف دينار في اليوم، مقابل عمل شاق.

ويشير إلى أن والده لا يزورهم سوى مرات قليلة، كي يوصل لهم المصروف، ثم يعود إلى البصرة مجددا، مؤكدا أنه لا يستطيع شراء الأقلام والدفاتر أحيانا، فيضطر إلى طلبها من زملائه.

ولا يختلف حال الطالب عباس محمد، عن حال زميله حسين عباس، فهذا أيضا يعمل في أوقات فراغه.

يقول في حديث صحفي: “أذهب الى المدرسة عند السابعة والنصف صباحاً. أكمل دراستي في الساعة الثانية عشرة ظهراً، وعند الثالثة عصرا أكون في السوق”، مضيفا قوله: “أعمل لأعيل أسرتي المكونة من 7 أفراد. أجمع من عملي في نقل المواد بالعربة ما يقارب 5 آلاف دينار في اليوم”!

ذهب أسود

ويعمل أغلب سكان القضاء بالأجر اليومي، في الوقت الذي تطفو فيه مدينتهم على بحر من الذهب الأسود (النفط)، وتحيطها شركات نفطية، وهذه لا يعمل فيها أحد من السكان، سوى عمال من جنسيات أجنبية ومن محافظات أخرى – حسب ما يذكره عدد من السكان في حديث صحفي.

عباس التميمي، وهو متقاعد، يتساءل في حديث صحفي: “ماذا استفدنا من نفطنا؟ هل من المعقول أن نستجدي من الآخرين؟!”.

ويقول أن “سعر كيلو الباذنجان كان يبلغ ألف دينار، واليوم أصبح بألفي دينار”!

سوق الكحلاء غالبا ما يبدو شبه خال من المتبضعين. فارتفاع اسعار المواد الغذائية والخضار زاد من معاناة الأهالي فوق معاناتهم مع الفقر والبطالة.

يقول حسين المحمداوي، وهو بقال في السوق، أن “الأسعار ارتفعت كثيراً، لأن جميع الخضار مستورد. إذ لا يتوفر شيء محلي، لذا تكون الأسعار عالية. فهنا لا يمكن للعائلات الفقيرة شراء أي شيء”!

المدينة الأشد فقرا

 حسب إحصائية رسمية لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فإن نسبة الفقر في الكحلاء تبلغ 79 في المائة، ما يجعل هذا القضاء الأشد فقرا على مستوى البلاد. وتفيد الوزارة بأن سكان الكحلاء سيشملون في الرعاية الاجتماعية، ضمن قانون الموازنة الجديد، بعد ان جرى الانتهاء من عمليات المسح الميداني.

رئيس هيئة الحماية الاجتماعية في الوزارة أحمد خلف لعيبي، يؤكد أن “الكحلاء أشد الاقضية فقراً في العراق، وفق البيانات الرسمية المزودة من وزارة التخطيط”، مشيراً في حديث صحفي إلى أن “الكحلاء أول قضاء تم استهدافه من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، بأكثر من ١٥٠ باحثاً اجتماعياً بدأ عملهم في منتصف شهر كانون الثاني الجاري”.

 ****************************************

اكول.. التسوّل يستفحل  أما من حلول جذرية؟!

محمد موزان الجعيفري

قبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، كانت البلاد تعاني أزمات عميقة، في مختلف النواحي. وبعد الغزو ظهرت أزمات أخرى سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، خلفت جيوشا من العاطلين عن العمل والنازحين والمشردين والمهجرين. فيما أعجزت الظروف المعيشية القاسية العائلات الفقيرة وذات الدخل الواطئ، عن تأمين أبسط متطلباتها الحياتية.  ومن الطبيعي أن تُخرج لنا هذه الأوضاع الأليمة جيوشا من اليائسين المستعدين لمزاولة أي مهنة، مهما كانت شاقة، في سبيل سد رمق عائلاتهم، أو جلب حبة دواء لمرضاهم، أو توفير متطلبات أبنائهم التلاميذ. وقد يشذ بعض هؤلاء عن الطريق، ويكونون عرضة لاستغلال العصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية، ما يهدد أمن البلد وشعبه. ويمكن أن يتحوّل قسم من هؤلاء اليائسين، بعد أن تغلق جميع الأبواب في وجوههم، إلى سراق يسطون على البيوت وينهبون أموال الناس. وهناك عائلات قد تضطر إلى رمي أطفالها في الشوارع، لعجزها عن إعالتهم. فيما يصل البعض إلى أسوأ من ذلك، حينما يضحي بالنساء وشرفهن! فالجوع والمرض كافران، ولا يختلفان عن الإرهاب! ومما أفرزته تلك الأزمات، ظاهرة التسول التي انتشرت بشكل يفوق المعقول. إذ نجد المتسولين منتشرين في الشوارع العامة والأسواق وأمام المساجد، وقد وصل الحد بالبعض إلى اقتحام المساجد اثناء صلاة الجمعة أو المناسبات الدينية، لاستجداء المال من المصلين، أو انهم يتجولون في المناطق السكنية ويطرقون أبواب الناس بقوة طلبا للمال أو للمواد الغذائية. وأصبحت هذه الظاهرة مصدر إزعاج للناس، ومصدر قلق أيضا. فبعض العائلات باتت تخشى أن يسرق المتسولون منازلها، أو يخطفوا أطفالها حتى! ليس هذا وحسب، فهناك أيضا عصابات تستغل المتسولين وتجمعهم صباح كل يوم في مركبات وتقلهم إلى أماكن معينة ليستجدوا، وبعدها تعيدهم إلى محال سكناهم، مشترطة عليهم دفع نسبة من المال الذي يحصلون عليه، أو ربما كل ما يحصلون عليه، مقابل حمايتهم وإيوائهم! ولا نعلم أين تذهب هذه الأموال الطائلة التي يجنيها المتسولون، وإلى ماذا تخصص. فلا غرابة أن تتحول تلك الأموال إلى نشاطات غير مشروعة أو تجارات ممنوعة وما إلى ذلك من أمور خطيرة تهدد سلامة المجتمع وأمنه.  وبطبيعة الحال، فإن الفقير المحتاج بحق، ضاع بين المتسولين الذين يتخذون من تسولهم مهنة مربحة. إذ أصبح المواطن لا يميز بين الاثنين! يتوجب على الجهات المعنية وضع حلول جذرية لهذه الظاهرة الخطيرة المؤذية والمسيئة إلى سمعة البلد.

 **************************************************

مخاوف من تقليص الخطة الزراعية في ذي قار

الناصرية – وكالات

أعرب رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في محافظة ذي قار، حسين نعمة، عن مخاوفه من تقليص المساحات المشمولة بالخطة الزراعية الصيفية المقبلة، وذلك إثر استمرار أزمة شح المياه في المحافظة. وقال في حديث صحفي أن “القطاع الزراعي في ذي قار يواجه أزمة حقيقية في ظل عدم إمكانية تأمين مياه الشرب للعديد من القرى، الأمر الذي سينعكس سلبا على الخطة الزراعية الصيفية، وعلى إمكانية زراعة مساحات تلبي احتياجات الفلاحين والمحافظة من المحاصيل المهمة”. وأشار نعمة إلى أن “أضرارا كبيرة تعرضت لها بساتين النخيل في ذي قار، وأن هنالك مليون نخلة تواجه تداعيات الأزمة المائية”، داعيا الجهات الحكومية إلى أخذ دورها في تأمين حصة مياه كافية للمحافظة.

 ************************************************

أطفال الديوانية استقبلوا العيد بمدن ألعاب عفا عليها الزمن!

الديوانية – وكالات

نشرت وكالة أنباء “بغداد اليوم” صوراً لأطفال في مدينة الديوانية وهم يحتفلون بعيد الفطر في ساحات بسيطة تنتشر عليها مراجيح ودواليب هواء جرى تحويرها من هياكل سيارات قديمة، فضلا عن متنزهات صغيرة جداً تضم ألعابا بلاستيكية. وتفتقر تلك الألعاب التي رصدتها وكالة الأنباء، إلى شروط الأمان والسلامة، بسبب كون معظمها غير نظامي.  وتعد الديوانية أكثر المحافظات نكبةً من ناحية الخدمات. كما انها تضم النسبة الأكبر من فقراء العراق، وكتحصيل حاصل انها المحافظة الأفقر من ناحية المرافق الترفيهية. إذ لا يجد أطفالها ما يرفهون به عن أنفسهم في الأعياد والمناسبات سوى ألعاب شعبية عفا عليها الزمن!هذه المحافظة التي يسكنها أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، شهدت تغييرات عديدة لمناصب حكومية، ورصدت لها أموال شبه كافية، فيما بقيت تعاني الإهمال – حسب ما يذكره مواطنون لوكالة الأنباء.

 *********************************************

مواساة

اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط/ هيئة تنظيم الحزب الشيوعي في الحي،

تقدم خالص التعازي والمواساة للرفيق بشار قفطان

بوفاة شقيقه علي محمد جواد قفطان اثر مرض عضال،

والفقيد شقيق مهدي وعبد الامير

 ووالد المهندس حسن وحسين وكرار.

 لروحه السلام وله الذكر الطيب

 دوما والصبر الجميل والسلوان للعائلة الكريمة.

********************************

الصفحة السادسة

كندا تواجه أكبر اضراب عمالي في تاريخها

كندا - ماجدة الجبوري

مع اقتراب الاحتفال بالأول من أيار عيد العمال العالمي، تواصل الطبقة العاملة الكندية إضرابها في الولايات والمدن الكندية الذي يدخل اسبوعه الثاني، على إثر توجيه إنذار نهائي لحكومة رئيس الوزراء جوستن ثرودو، « حكومة أقلية» في حال عدم الاتفاق على تحقيق مطالبهم سيتحول إلى اضراب شامل لعموم عمال قطاعات الاتحادات والنقابات الداعمة لمطالب العمال، حيث هددت نقابات  المعلمين والاطباء وخدمات البلدية، بالدخول لحلبة الاضراب ودعم مطالب تحسين الخدمات والتعليم والصحة، المطالبة بزيادة الاجور، و   تحسين أجور العمل من خلال المنازل ، ويعد هذا  أكبر اضراب في تاريخ كندا، وبنفس الوقت فهو تحد يواجه حكومة ثرودو، والحزب الليبرالي، وينذر بهزيمته في الانتخابات المقبلة .

ويقود الاضراب اتحاد موظفي القطاع العام (AFPC/ PSAC) والذي بدأ يوم الاربعاء المصادف 19/ 4/ 2023، ويشارك فيه 155 ألف موظف وعامل، ليمثل نحو 120 ألف موظف حكومي فيدرالي، يعملون في مختلف الوزارات، ونحو 35 ألف عضو في نقابة موظفي الضرائب يعملون لدى وكالة الايرادات الكندية.

ونجم عن هذا الإضراب توقف في معالجة إقرارات ضريبة الدخل، وتوقف أنشطة امدادات النقل والتبادلات التجارية في المرافئ والمطارات، فضلاً عن تباطؤ الخدمة عند المعابر الحدودية.

 وردّت الحكومة الفدرالية ببيان صحفي أكدت فيه أنها عملت كل ما في وسعها للتوصل إلى اتفاق وتجنب عرقلة الخدمات التي يحتاج إليها الكنديون‘‘، ولا سيما من خلال تقديمها زيادة للأجور بنسبة 9 بالمائة على امتداد ثلاث سنوات، ما يعطي زيادة مركّبة نسبتها 9,25 بالمائة، وصفتها بأنها عادلة وتنافسية.

وصرحت وزيرة المالية كريستينا فريدلاند يوم الاثنين 24 /5 مخاطبة المضربين بقبول ما وصفته بالمقترحات العادلة وحذرت النقابات من الضغط وتعطيل الخدمات، من خلال عرض الحكومة الفدرالية زيادة بالأجور 9 بالمائة على مدى 3 سنوات. هذه المقترحات تم رفضها من قبل اتحادات العمال وقالت هذا الاتفاق لا يلبي مطالب العمال الذين تبخرت أجورهم ومدخراتهم من خلال التضخم وارتفاع الاسعار في أغلب جوانب الاقتصاد من خلال جري حكومة جوستن ترودو وراء السياسية الامريكية التي اضرت بالقطاع الاقتصادي وأضرت بالطبقة العاملة.  إن هذه الزيادة غير كافية، فهم يطالبون زيادة بنسبة 4,5بالمائة سنوياً على امتداد ثلاث سنوات، ما يعطي زيادة مركّبة نسبتها 14,12بالمائة.

 وتعد مسألة تحسين العمل عن بعد، بواسطة الإنترنت من أولويات الاتحاد، وتطرح مشكلة كبيرة لمجلس الخزانة الكندية، والذي يعتبر أنّ مطالب الاتحاد ’’ بصيغتها الحالية، سيكون لها تأثيرات خطيرة على قدرة الحكومة على تقديم خدمات للكنديين وستحدّ من قدرتها على الإدارة الفعالة للعاملين في القطاع العام (الفدرالي) بالرغم من وضع خطط طواريء من قبل الحكومة الكندية لضمان الخدمات الاساسية‘‘.

‎من جهته، أكّد كريس أيلوار رئيس اتحاد موظفي القطاع العام، إننا لا نريد أن نأخذ الكنديين رهائن، وهدف الاتحاد ليس شلّ الخدمات، بل الضغط على الحكومة لتحقيق مطالبنا، ولتسريع وتيرة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق يرضي الجميع..

 بينما يقول كل من النقابة وصاحب العمل، أنهما لن يبادلوا الأموال مقابل الحق في العمل من المنزل، هناك محاولات لدخول طرق أخرى للتسوية التي يمكن أن تؤثر على المفاوضات المستقبلية في جميع أنحاء البلاد.

 وقال «ايان لي «، أستاذ مشارك في الإدارة بكلية الادارة والاقتصاد، بجامعة كارلتون الكندية: «أعتقد أن هذا الإضراب قد يكون بالغ الأهمية، ليس بسبب الأجور ولكن بسبب مستقبل العمل والتوظيف في كندا «.  واجتمع المفاوضون من تحالف الخدمة العامة الكندية، والحكومة الفيدرالية على طاولة واحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي سعياً للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الإضراب، كانت الأجور والعمل عن بعد وحقوق الأقدمية لتسريح العمال هي النقاط الشائكة الرئيسية في طريق أي صفقة.

 وقال مسؤولو النقابات إن تكثيف الاضراب مع توقف العمل قد يعني استهداف الموانئ والسكك الحديدية وتصدير الحبوب ونقاط التفتيش - أي شيء يمكن أن يبطئ التجارة ويؤثر على الاقتصاد بشكل عام.

اما موقف الحزب الشيوعي الكندي فهو مؤيد وداعم للإضراب، يلقي باللائمة على الشركات الكبرى، وسياسة الحكومة الفيدرالية في غلاء المعيشة وانخفاض مستوى الدخل للفرد.

 *********************************

استشهاد فلسطيني بنيران الاحتلال الاسرائيلي

القدس – وكالات

استشهد فتى فلسطيني يدعى مصطفى عامر صباح، برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم.

وأفادت وكالة وفا الفلسطينية، بأن “مواجهات اندلعت على المدخل الغربي للبلدة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت، والغاز السام المسيل للدموع، صوب المواطنين، ما أدى لإصابة الفتى صباح بعيار حي في صدره، نقل إثرها للمستشفى، حيث أعلن عن استشهاده.”

وأضاف أن جنود الاحتلال اقتحموا القرية بعد الإعلان عن استشهاد الطفل صباح، وأغلقوا مدخلها الغربي بحاجز عسكري.

 ******************************************

البابا فرنسيس يمنح النساء حق التصويت في مجمع الأساقفة

روما - وكالات

قالت وكالة  bbc  ان البابا فرنسيس قرر السماح للنساء بالمشاركة كأعضاء يمتلكون حقّ التصويت، ضمن أعمال مجمع الأساقفة أو السينودس، المرتقب انعقاده في تشرين الأول المقبل. ويأتي ذلك ضمن تعديلات على آليات التصويت أُعلن عنها في الفاتيكان، أمس الاول، وتشمل السماح للكاثوليك العلمانيين - أي الذين لا يشغلون أي منصب كهنوتي أو ديني - بالتصويت على قرارات المجمع. وبحسب القرار الأخير، سيكون نصف العلمانيين الذين يمتلكون حق التصويت من النساء، وقد منح الحقّ ذاته لخمس راهبات يشاركن في أعمال المجمع كممثلات لرهبانتهن.وكان البابا قد عيّن الراهبة الفرنسية ناتالي بيكار وكيلة لمجمع الأساقفة في شباط 2021، وأصبحت بيكار بذلك أول امرأة تنال حق التصويت في المجمع الذي يتولى دراسة مسائل العقيدة.

 ****************************************

كوريا الشمالية: اتفاق سيئول وواشنطن يعرض السلام لخطر كبير

بيونغ يانغ – وكالا

انتقدت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، الاتفاق المبرم بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لتعزيز الردع النووي، وقالت: انه لن يؤدي إلاّ إلى خطر أكبر.

وكانت واشنطن وسيول حذرتا، الاسبوع الماضي، كوريا الشمالية خلال زيارة رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول إلى الولايات المتحدة، من أن أي هجوم نووي تطلقه كوريا الشمالية سيؤدي إلى رد يفضي إلى نهاية نظامها.

وقالت كيم يو، إن “هذا الإعلان سيسهم فقط في تعريض السلام والأمن في شمال شرق آسيا والعالم لخطر أكبر، وبالتالي فهو عمل لا يمكن الترحيب به بأي حال من الأحوال”، بحسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء الكورية الشمالية امس السبت.

 ********************************************

غينيا.. المعارضة تعلن فشل الحوار  مع العسكريين

كوناكري - وكالات

اعلنت المعارضة في غينيا، فشل المشاورات مع المجموعة العسكرية الحاكمة في غياب الإرادة السياسية لدى السلطات، وقالت إنها تنوي استئناف التظاهرات في الشوارع.

وقال التحالف في بيان، الجمعة، نظرا لهذا الفشل الذي ينسب إلى السلطات، قررت القوى الحية في غينيا بعدما لبت كل الطلبات التي تقدم بها القادة الدينيون لتعزيز الحوار من دون جدوى، الانسحاب من هذه المشاورات غير المثمرة واستئناف التظاهرات في الشوارع والساحات العامة.

وتطالب المعارضة بعودة سريعة للمدنيين إلى السلطة والإفراج عن جميع المعتقلين الذين تعتبرهم سياسيين. ومنع العسكريون الذين استولوا على السلطة في 2021 جميع التظاهرات.

 *************************************************

السودان.. تجدد الاشتباكات رغم استمرار الهدنة الانسانية

الخرطوم - وكالات

قال مبعوث الأمم المتحدة للسودان، ان «طرفا النزاع في السودان رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي قد تعقد في جدة أو في جوبا، وهما منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات».

فيما أفادت مصادر سودانية، امس السبت، بتجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق عدة بالعاصمة الخرطوم.

وأشارت المصادر إلى اندلاع قتال بالأسلحة المتوسطة والمدفعية في محيط القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة ووسط الخرطوم، بالتزامن مع تحليق لطائرات حربية في سماء العاصمة وإطلاق قوات الدعم السريع مضادات أرضية للتصدي لها. واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بخرق الهدنة وقصف مواقع لها وعدد من الأحياء السكنية في الخرطوم، لكنها جددت في الوقت نفسه التزامها بالهدنة لفتح ممرات آمنة.

في الاثناء، قال الجيش السوداني، إن «قواته تواصل ما هو مخطط لها وتؤدي مهامها بثبات وثقة»، مؤكدا «عدم تنازل القوات المسلحة عن هدف المحافظة على كيان الدولة السودانية وتخليص البلاد من حالة الاستهبال السياسي وخداع الناس بالشعارات الكذوب».

وذكر الجيش في بيان له، ان «التآمر كان كبيرا وخططت له جهات في الداخل والخارج، لكن تكسرت حلقاته تحت وطأة صمود وثبات رجال القوات المسلحة».

وتابع، ان «ما جرى إحباطه خلال الأسبوعين الماضيين، كان محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم بقوة المتمردين وغطاء سياسي كامل وهو في الحقيقة كان مشروعا لاختطاف الدولة السودانية بكل تاريخها لصالح مشروع حكم ذاتي لشخص واحد».

*******************************************

الشيوعي اللبناني يدين التحريض العنصري ضد اللاجئين

بيروت – طريق الشعب

دان الحزب الشيوعي اللبناني، التحريض العنصري ضد اللاجئين السوريين والفلسطينيين، مجدداً رفضه الخطاب التحريضي المذهبي والطائفي، اضافة الى الاستثمار السياسي والمالي في هذه المسألة الإنسانية.

وقال الشيوعي اللبناني في بيان حصلت «طريق الشعب» على نسخة منه، ان «ربع الشعب اللبناني يعيش كعمال واجراء في الخارج، وان خطورة هذه التعبئة العنصرية تكمن في التوظيف السياسي لدعاة مشاريع الفدرلة والتطرّف الطائفي والسلطوي».

وجدد الحزب دعوته الى الحكومة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها وتنظيم العمالة الوافدة في لبنان، بناء على مسح سكاني شامل للقوى العاملة وحاجات سوق العمل».

وتابع، أنّ «هذه الهجمة الشعبوية اليمينية ترمي الى صرف الانظار عن الازمة الاقتصادية والمالية التي تسبب بها نظام المحاصصة الطائفية المتحالف مع الراسمال المالي والى صرف الانظار عن جريمة انفجار المرفأ وعن الارتكابات المالية التي ترافقت مع الازمة الاقتصادية والمالية التي لا يزال يعاني منها اكثرية الشعب اللبناني وعماله وموظفيه وفقرائه».

ودعا الحزب في بيانه جميع اللبنانيين الى «عدم الانجرار وراء هذه الحملات الشعبوية والى الدفاع عن مصالحه الحقيقية بوجه من تسبب في الازمة واستمرارها».

 ****************************************

اشترطت الغاء العقوبات وإطلاق الأموال المجمدة.. مؤتمر عالمي حول فنزويلا دون نتائج ملموسة

رشيد غويلب

دون نتائج ملموسة، اختتم، الثلاثاء الفائت «المؤتمر العالمي حول العملية السياسية في فنزويلا» في العاصمة الكولومبية بوغوتا، بمشاركة ممثلين من 19 دولة والاتحاد الأوروبي.

المجريات

بدأت القمة بخطاب متلفز ألقاه الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الذي استضاف المؤتمر، قبل أن تصبح الجلسات مغلقة. بعد ذلك، قرأ وزير الخارجية الكولومبي ألفارو ليفا بيانًا حدد فيه المشاركون «مواقفهم المشتركة» لبدء عملية الحوار المتوقفة بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة المدعومة من الولايات المتحدة.

كانت النقطة الأولى هي «وضع جدول زمني لتنظيم انتخابات حرة وشفافة، توفر ضمانات لكل «الفاعلين الفنزويليين». وأضاف ليفا أن المشاركين شددوا على «أهمية مراعاة توصيات بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في عام 2021».  أي الانتخابات المحلية، التي جرت تحت مراقبة الاتحاد الأوروبي، وبمشاركة معظم أحزاب المعارضة والتي فاز فيها حزب الرئيس مادورو بوضوح تام.

وأكد المؤتمر أيضا، أن استمرار المحادثات بوساطة النرويج، يتوقف على تنفيذ الاتفاق الاجتماعي الذي تم التوصل إليه بين الطرفين في تشرين الثاني الفائت في المكسيك، والذي بموجبه اتفق على تأسيس صندوق اجتماعي بوساطة الأمم المتحدة بقيمة 3.2 مليار دولار، من الأموال الفنزويلية المصادرة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، على أن تستثمر في التعليم والرعاية الصحية وإصلاح البنية التحتية، ولم يتم، حتى الآن إطلاق هذه الأموال.

وقال وزير الخارجية الكولومبي ليفا، إن الاتفاقات المستقبلية بين الطرفين ينبغي أن تتم «بالتوازي مع رفع العقوبات المتنوعة» عن فنزويلا.

كانت النقاط الأخرى التي تمت مناقشتها أقل وضوحًا. أوضح ليفا أن مجموعة تمثل القمة ستطلع الرئيس نيكولاس مادورو والمعارضة المتطرفة على النتائج. وتجمع «تقييمهم وتعليقاتهم». ومن المقرر عقد اجتماع ثان في العاصمة الكولومبية بوغوتا لمتابعة التطورات. وفي النهاية، اتفق المشاركون على أن ملاحظات الرئيس الكولومبي غوستاف بترو في المؤتمر سوف تعتمد كـ «نقطة انطلاق» لتقييم الخطوات التالية.

وخلال القمة، حث بترو على إنهاء العقوبات المفروضة على فنزويلا واعترف بمعاناة السكان الاقتصادية: «المجتمع الفنزويلي لا يريد أن يُعاقب، العقوبات أضرت بالشعب».

وشدد الرئيس على أن «أمريكا اللاتينية يجب ألا تكون منطقة للعقوبات، بل يجب أن تكون منطقة للحرية والديمقراطية». وأيد مطالبة المعارضة الفنزويلية بـ «ضمانات انتخابية» قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024.  ودعا فنزويلا إلى إعادة الاندماج في منظومة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان.

لقاءات تمهيدية

نظمت القمة بوغوتا بموافقة الحكومة الفنزويلية والمعارضة المدعومة من الولايات المتحدة. والتقى بترو ومادورو عدة مرات بعد تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح حدودهما المشتركة، على إثر هزيمة التحالف اليميني الحاكم في كولومبيا، والذي كان يمثل جسرا لمرور المؤامرات الغربية ضد فنزويلا.

في 20 نيسان الحالي، التقى الرئيس الكولومبي بالرئيس جو بايدن في واشنطن ودعا إلى الرفع التدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على فنزويلا. وأوضح أن الهدف من القمة الدولية هو: «لا عقوبات ومزيد من الديمقراطية».

المشاركون

حضر المؤتمر ممثلون من الأرجنتين وبربادوس وبوليفيا والبرازيل وكندا وتشيلي وفرنسا وألمانيا وهندوراس وإيطاليا والمكسيك والبرتغال وإسبانيا وجنوب إفريقيا وتركيا والمملكة المتحدة. وكان من بين الحاضرين أيضًا المفوض السامي للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل. ومثل الولايات المتحدة في المؤتمر جوناثان فينر، مساعد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض. ولم يحضر أعمال القمة الرئيس الفنزويلي، وكذلك خصمه رئيس الانقلاب غوايدو، الذي غادر فنزويلا الى الولايات المتحدة الامريكية.

رد فعل فنزويلا

بعد انتهاء أعمال القمة، أصدرت الحكومة الفنزويلية بيانا، أكدت فيه « أنها أحيطت علما بالمداولات». وفي الوقت نفسه، كررت كاراكاس التأكيد على «الحاجة الملحة» لرفع العقوبات البعيدة المدى «التي تشكل عدوانًا على الشعب الفنزويلي بأسره».

وأضاف البيان «نطالب أيضا بإعادة الأصول المملوكة للدولة الفنزويلية التي احتجزتها بشكل غير قانوني دول ومؤسسات مالية أجنبية، والإفراج الفوري عن الدبلوماسي الفنزويلي أليكس صعب المحتجز ظلما في الولايات المتحدة». وذكّرت الحكومة المعارضة والجهات الأجنبية الفاعلة بأن استئناف المفاوضات يعتمد على «الالتزام الكامل» بالاتفاقات السابقة بين الجانبين.

وفي يوم انعقاد القمة، قال الرئيس مادورو إنه يتمنى أن يكون المؤتمر، ناجحًا «من أجل السلام في فنزويلا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي» وقال إن حكومته مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات في المكسيك بمجرد إطلاق الصندوق الاجتماعي.

خلفية الحدث

 فرضت الولايات المتحدة، منذ عام 2017، عقوبات مالية على شركة النفط الوطنية الفنزويلية، تلاها حظر نفطي واسع النطاق. وفي عام 2019 فرضت عقوبات ثانوية، وأدت هذه الإجراءات إلى شل إنتاج النفط في البلاد، مما أدى إلى أزمة اقتصادية وموجة هجرة واسعة. بالإضافة إلى صناعة النفط، استهدفت وزارة الخزانة الأمريكية أيضًا مجالات رئيسية مثل التعدين والبنوك والواردات الرئيسية. وقامت واشنطن وحلفاؤها بحظر أو مصادرة أو تجميد مجموعة متنوعة من الأصول الفنزويلية في الخارج.

 ********************************************

الصفحة السابعة

الأول من أيار المعنى والأساس التاريخي

خليل ابراهيم العبيدي

يعد الأول من أيار العيد الأكبر في العالم، لا تضاهيه اية مناسبة سيما وأنه اليوم الذي تلتقي فيه مشتركات أكبر تجمع بشري يعبر حدود الدول (اينما تذهب تجد عاملا) وفقا لمفهوم الأممية البروليتارية ووفقا لوحدة الآمال ووحدة ظروف العمل، كل هذه المشتركات تتوجه اليوم نحو استذكار تاريخ أول صدام كبير بين الطبقة العاملة وبين الرأسمالية الظالمة. لذا فإن المعنى يتجسد في جدلية صراع مستديم بين نقيضين يريد كل منهما من جانبه أن يغير أو يكتب التاريخ.

العامل هو ذلك الفرد (الإنسان) الذي تشترى بأثمان بخسة قوة عمله ونتاج اتعابه في انتاج الخيرات التي تعود جملة ثمارها لصاحب المصنع أو صاحب المشروع الانتاجي (الرأسمالي)، وهو بالتالي تراه يملأ كل تلك المصانع التي أرست أسسها اوروبا الغربية منذ بداية الثورة الصناعية واستهلال عصر التنوير

وكان هذا المخلوق ينتج كل تلك السلع والبضائع تحت أقسى ظروف الانتاج ولساعات عمل غير محدودة في بداية حقبة التصنيع. كل هذه الظروف وكل تلك العوامل أوجدت اوجاعا متساوية بين تلك القوى المنتجة مما دفعها إلى توحيد جهودها وتوجيه أفكارها نحو إقامة تنظيمات تدافع عن حقوقها بعد توسع أعدادها جراء انحسار الوظائف الزراعية والتوجه إلى المدن الصناعية وانشاء قرى عمالية فقيرة على أطراف المدن التقليدية أو المدن الصناعية، وهكذا تشكلت نقابات العمال متأثرة بأفكار المدرسة الماركسية التي أعلنت برنامجها في البيان الشيوعي عام ١٨٤٨ الذي نادى بوحدة الطبقة العاملة في كل بقاع العالم تحت شعار ( يا عمال العالم اتحدوا) والذي أشار مخاطبا جموع العمال .. أن العامل الحديث عوضا من أن ينهض مع تقدم الصناعة يغوص أعمق فاعمق إلى شروط معيشية الأدنى من مستوى طبقته ليصبح معدما، وقد كان لهذا البيان الأثر المباشر في قيام الحركات الجارتية في اوروبا الغربية عام ١٨٤٧-١٨٤٨ التي كانت تنادي بتقليل ساعات العمل وتحسين ظروف الإنتاج في المصانع البائسة والعمل على تحسين الأجور والأخذ بمبدأ التعويض عن الأضرار(أضرار العمل)، وقد انتقلت كل تلك الأفكار إلى القارة الأمريكية بعد هجرة البريطانيين إلى العالم الجديد ، وبعد أن اجتاحت استراليا وكندا، وكانت مدينة شيكاغو المتأثرة بكل تلك الافكار في القرن التاسع عشر تخوض نزاعات عمالية لتخفيض ساعات العمل في هاملتون متأثرة بحركة اسمها (ثمان ساعات) . ففي عام 1886 دعا اتحاد العمال في الولايات المتحدة إلى إضراب عام في الاول من أيار (مايو) للمطالبة بثمان ساعات عمل يوميا، وقد شارك في الإضراب أكثر من 300 ألف عامل وصنائعي وفي الثالث من مايو قتل ثلاثة عمال من المضربين على يد الشرطة. وفي الرابع من أيار وفي اثناء التجمع انفجرت قنبلة في ساحة هيماركيت أدت إلى مقتل سبعة من رجال الشرطة وعدد من العمال المضربين، وعندها تجمع العمال المضربون في اليوم التالي تجمعا سلميا معيدين المطالبة بثمان ساعات عمل. وقد صاحب التجمع هيجان عام على مقتل زملاء لهم من العمال، غير أن إدارة الولاية قامت بمحاكمة العمال واصدرت المحكمة حكما بإعدام 8 من القادة النقابيين، بتهمة الضلوع بمقتل رجال الشرطة، وقد تم تنفيذ حكم الاعدام بأربعة منهم عام 1887، وفي العام 1889 كتب رئيس اتحاد نقابات العمال في الولايات المتحدة إلى المؤتمر الاول للأممية الثانية المنعقد في باريس داعيا إلى توحيد نضال العمال في كافة أنحاء العالم ، وقد قرر المؤتمر الاستجابة لهذا المطلب، داعيا إلى قيام تظاهرات عامة في كافة أنحاء العالم في الأول من شهر أيار ( مايو ) من العام التالي، أي عام 1890. وأصبح هذا اليوم ومنذ ذلك الحين عيد العمال حول العالم. وفي الولايات المتحدة تم اعتماد الاثنين الاول من شهر سبتمبر من كل عام عيدا للعمل (وليس للعمال خوفا من كلمة عامل) وكذا جعلته كندا المجاورة، غير أن الشيوعيين والاشتراكيين في الولايات المتحدة ظلوا متمسكين بالاحتفال في الاول من أيار من كل عام، مما دفع بالكونجرس الامريكي عام 1958 على إثر المظاهرات العارمة في شيكاغو وسياتل ونيويورك لإصدار قرار وقعه الرئيس أيزنهاور أعلن فيه أن الأول من أيار من كل عام إجازة رسمية.

أن المتتبع لمجريات الاعتراف بهذا اليوم عيدا لعمال العالم، يجد أن أكثر من 112 دولة في العالم تعده عطلة رسمية، وان قوى اليسار تقف وراء اعتبار هذا اليوم عيدا وطنيا لأنها تقف في طليعة القوى المنتجة في نضالها من أجل استحصال حقوق هذه القوى لأنها هي بحق من يصنع الحياة لكل من يقطن سطح الكرة الأرضية.

 *****************************************************

العمال والتصنيع والعراق

رعد موسى الجبوري

تمر ذكرى يوم العمال في الاول من ايار المجيد، وتحتفل جماهير العمال في العديد من دول العالم بهذا العيد، الذي يعتبر عطلة رسمية في اكثر من 100 دولة. تعود قصة هذا العيد الى بداية الثورة الصناعية التي انتقلت في القرن التاسع عشر الى الولايات المتحدة وشكل العمال المهاجرون الشريحة الأكبر من القوة العاملة وكانت ظروف العمل مريعة والأجور متدنية وساعات العمل طويلة، فشاعت الاضرابات العمالية في العقد الثامن من القرن التاسع عشر، وكان من بين قادة الحركة العمالية الأمريكية عدد كبير من الاشتراكيين والشيوعيين وغيرهم من اليساريين الذين كانوا يؤمنون بضرورة انهاء الاستغلال الرأسمالي.

في 1 مايو من عام 1886 نظم عمال شيكاغو إضرابا شارك فيه حوالي نصف مليون عامل، مطالبين بتحديد ساعات العمل تحت شعار «ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة»، الأمر الذي لم يَرق للسلطات وملاك المعامل خصوصا وأن الإضراب حقق نجاحا جيدا وشل الحركة الاقتصادية في المدينة، فقامت الشرطة بفتح النار على المتظاهرين وقتلت عددا منهم، ثم ألقى مجهول قنبلة في وسط تجمع للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة واعتُقِلَ على إثر ذلك العديد من قادة العمال وحُكم على 4 منهم بالإعدام، وعلى الآخرين بالسجن لفترات مُتفاوتة. وعند تنفيذ حكم الإعدام بالعمال الأربعة اخذت زوجة أوجست سبايز أحد العمال المحكوم عليهم بالإعدام تقرأ خطابا كتبه زوجها لابنه الصغير جيم «ولدي الصغير عندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنية عمري ستعرف لماذا أموت، ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أننى بريء، وأموت من أجل قضية شريفة ولهذا فاني لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بابيك وتحكى قصته لأصدقائك» وبعدها ظهرت حقيقة الجهة التي رمت القنبلة عندما اعترفت الشرطة بأن من رمى القنبلة كان احد عناصر الشرطة أنفسهم.

تجاوزت اصداء قضية المجزرة أسوار أميركا وبلغت اسماع عمال العالم، فاحيا المؤتمر الأول للأممية الاشتراكية ذكراها في باريس عام 1889، وتمت الدعوة لمظاهرات دولية لإحياء ذكرى المجزرة عام 1890، واقرت الأممية الاشتراكية في مؤتمرها الثاني عيد العمال على انه حدث سنوي. وفي عام 1904 دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية وخاصة الاشتراكية منها في جميع أنحاء العالم إلى عدم العمل في الأول من مايو/أيار من كل عام، وتم السعي لجعله يوم إجازة رسمية في عشرات الدول.

وبالرغم من مرور اكثر من قرن ونصف على هذه الاحداث لاتزال الطبقة العاملة في العراق تقاسي انواع المعاناة والظلم والقهر الاجتماعي والطبقي. ولازالت تناضل من اجل الديموقراطية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية.  وضد انتشار وازدياد البطالة وانتشار عمالة الاطفال وتوقف التطور والنمو الاقتصادي نتيجة انعدام الرؤية والسياسات الاقتصادية الخاطئة التي ادت الى توقف وتدهور الصناعة العراقية والى انتشار الفساد في مؤسسات الدولة.

يعتبر التصنيع أساسياً للتنمية الاقتصادية. ولم تنجح البلدان في التطور الا بالتصنيع وحتى البلدان الغنية بالثروات الطبيعية لم تحقق ثروتها دون الصناعات الاستخراجية.

إن التصنيع ليس هو الطريق الطبيعي للتنمية فقط بل انه نتيجة لعولمة الصناعة، ويمكن ان يدفع وتيرة التنمية بشكل هائل، كما حدث قبل حوالي ثلاثين عاما حين كانت تشاوتو Qiaotou في الصين قرية، اما اليوم فتعتبر عاصمة الازرار وتنتج ثلثي ازرار العالم. وهذه القدرة على النمو المتفجر ميزة خاصة للتصنيع. واليوم بعد أن أصبحت الأسواق عالمية، لم يعد قيد السوق الصغيرة موجودا، فإذا تمكنت دولة ما من العثور على مكانة مناسبة في السوق العالمية، فيمكنها التوسع بلا حدود تقريبا، كما هو واضح في مثال تشاوتو.

أن العثور على موقع في الصناعة العالمية والحفاظ عليه ليس بالأمر السهل كما هو معلوم ولكن يمكن للدولة العراقية واجهزتها المتخصصة وبمساعدة النقابات العمالية ان تقوم بهذا الدور، ويتعين على العراق اقتحام الأسواق الصناعية العالمية، فلقد وجدت العديد من البلدان مكانة مناسبة فيها. وعلى الرغم من ان التصنيع معروف منذ عقود، إلا أن هناك سببا وجيها لتحديث التحليلات والسياسات. لقد أحدثت التغييرات الأخيرة في الاقتصاد العالمي تغييرات كبير في فرص التصنيع، وأدت البحوث العلمية الحديثة إلى تغيير كبير في فهمنا لعملية التصنيع.

أحد التغييرات في الاقتصاد العالمي حدث بسبب الارتفاع الحتمي في نسبة الإنتاج الصناعي الذي يتم تداوله عالميا، وهذا ساعد على خفض الحواجز التجارية وخفض تكاليف النقل واحتلت التجارة العالمية موقعا مركزيا للغاية في عملية التصنيع لدرجة أنه لم يعد من الواقعي التفكير في التصنيع على أنه عملية داخلية فقط.

ان الطفرات الدورية في أسعار السلع العالمية تعطي فرصا لانطلاق التصنيع في بلدنا كنتيجة مباشرة للصناعات الاستخراجية والتي يتوفر اساس كبير لها في العراق.

فعلى الدولة العراقية ان تحدد اهداف واضحة للتصنيع ولا سيما الهدف الشامل المتمثل في الحد من الفقر؟ وبشكل لا لبس فيه، فالنمو الصناعي السريع والمستدام يؤدي عادة إلى انخفاض كبير في الفقر، وعلى عكس ذلك، فسيكون الحد من الفقر صعب للغاية اذا استمر الركود.

إن الصادرات المصنعة من البلدان النامية عادة ما تكون كثيفة العمالة، مما له تأثير اجتماعي واقتصادي متساوٍ أيضا. فمع تقدم التنمية القائمة على التصنيع كثيف العمالة، فإن ذلك يخلق فرص عمل. وقد يكون هذا مهما بشكل خاص للمساواة بين الجنسين لأن التصنيع كثيف العمالة هو مصدر رئيسي لتوظيف النساء. ولاحظنا في الحالات التي لا يتطور فيها التصنيع تكون للمرأة فرص أقل لاكتساب مكانة اقتصادية.

وعلى الدولة العراقية الانتباه لمخاطر تغير المناخ فتغيرات المناخ قد تجعل التصنيع بعض الأحيان أكثر أهمية من الزراعة، فجزء كبير من الزراعة سيتأثر سلبا بالتدهور المناخي حتما، فتصبح الأولوية الرئيسية للاقتصاد هي التكيف. ونظرا لأن التدهور المناخي لا يؤثر على التصنيع بشكل كبير، فإن جزءا من عملية التكيف هو أن تسرع الدولة تحولها من الزراعة إلى التصنيع. والتصنيع هنا هو جزء من الحل وليس جزءا من المشكلة.

لقد توسع نطاق المنتجات التي يتم إنتاجها مع تطور مفهوم عمليات التصنيع فالمنتجات الأكثر ملاءمة لتصنيع بلد ما تتغير بمرور الوقت، والتغيير ضروري ولكن من المحتمل أن يكون تطوريا. ويجب فهم تطور المنتج على نطاق واسع بحيث لا يشمل فقط التكنولوجيا الصلبة (المكائن والاليات) المستخدمة في عملية الإنتاج، ولكن يشمل التكنولوجيا اللينة ايضا المستخدمة في جميع المراحل الإضافية الضرورية (مثل التصميم والبرمجة واللوجستيات والتسويق). وحسب دراسات الامم المتحدة (اليونيدو) فأن البلدان النامية التي حققت نجاحا أكبر قد تميل إلى زيادة تنوع وتعقيد المنتجات التي تنتجها وتصدرها. والآن بعد أن هيمنت التجارة على التصنيع، فليس من الضروري أن تنتج كل دولة نفس النوع من المنتجات ووجدت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) أن البلدان ذات الدخل المنخفض الناجحة هي التي وسعت حصتها السوقية في المنتجات غير المتطورة وأن البلدان المتوسطة الدخل الناجحة هي التي صعدت بقوة على سلم تطوير المنتجات.

ويحتل موقع الإنتاج دورا مهما في نجاح التصنيع فيحتاج التصنيع إلى التمركز، وهذا هو الأكثر وضوحا على مستوى المصنع: فكرة المصنع هي الجمع بين الآلات والعاملين في مكان واحد. ومع ذلك، فإنه ينطبق أيضا على موقع الشركات العاملة في نفس النشاط، من خلال التجمع معا في مكان واحد وبهذا تقلل الشركات المتشابهة من تكاليف بعضها البعض، وهذا يدفع الى التفكير بانشاء مدن صناعية متخصصة.

ادى انهيار مؤسسات القطاع العام في العراق الى تفتتها الى شركات أصغر بكثير مما هي عليه في البلدان الصناعية، مما جعل التنظيم النقابي صعبا وكذلك انتشار القطاعات الاقتصادية الغير رسمية بشكل كبير، وهنا يجب الكف عن منع الكثير من الأنشطة النقابية او إعاقتها تماما، ومنع تأسيس تنظيمات من نسل الأحزاب السياسية لتخدم اهدافها السياسية والايديولوجية في المقام الأول، ويجب تحجيم تدخل مؤسسات الدولة في هيكلة الأجور وتحديد ظروف العمل (من خلال لجان أو قرارات تحدد الحد الأدنى للأجور، وما إلى ذلك).

وعلى الدولة وقوى المجتمع المدني ان يعززوا دور النقابات العمالية في البلاد عموماً. فيمكن للنقابات المنظمة جيدا ان تلعب دورا فعالا في رسم وتطبيق سياسة ورؤية فعالة للتصنيع في العراق. لذا يجب تقوية النقابات العمالية كما يُفترض وعليها لعب دورها المهم في الحفاظ على مصالح العمال وتحسين شروط معيشتهم. والحد من مستويات البطالة.

ان الحركة النقابية الواعية تدرك ان توزيع الدخل بين رأس المال والعمالة، يتم تحديده بشكل حاسم من خلال عوامل التقدم التكنولوجي والتغير الهيكلي في الاقتصاد وزيادة الانتاجية مما يؤثر ايجابا على زيادة اجور العمال، فالأجور هي إلى حد كبير انعكاس للاختلافات في إنتاجية العمل. وتلعب النقابات دور اساسي في توازن معادلة توزيع الدخل. لذلك تساهم النقابات في تطوير كفاءات ومهارات العمال لزيادة انتاجيتهم مما يضمن مسار مستقر لتنمية اقتصادية اجتماعية مستدامة.

فلا بديل لوضع سياسة ورؤية واضحة لتصنيع البلاد بمساهمة فعالة من نقابات عمالية قوية.

 ******************************************

مجداً لطبقتنا العاملة في عيدها الأممي

عبد الرزاق الحكيم

تحتفل جماهير الطبقة العاملة في العالم، بأسره بيوم الأول من أيار بعيدها الأممي، مخلدة ذكرى المأثرة البطولية التي اجترحها عمال شيكاغو عام 1886 عندما تظاهروا تحت شعار “ يوم عمل من ثماني ساعات فقط”.

تستقبل الطبقة العاملة العالمية عيدها هذا العام، وهي مصممة تصميما لا يلين على مواصلة الفعاليات النضالية وتوسيعها ضد العولمة الرأسمالية المتوحشة التي تلاحق الجماهير الكادحة، وشعوب البلدان النامية بالمزيد من البطالة والفاقة والنهب، وفي مواجهة الليبرالية الجديدة وعموم خياراتها اللاإنسانية.

لقد أدركت الطبقة العاملة العالمية خطورة هذه السياسات الوحشية ومحاولات الالتفاف الجارية على المنجزات الاجتماعية التي حققها العمال في مجرى نضالهم المرير ضد الرأسمالية، وأن معركتها لا تزال متواصلة من أجل الأهداف الإنسانية المشروعة.

وتستقبل طبقتنا العاملة العراقية، كجزء من الطبقة العاملة العالمية، مستذكرة هذا اليوم المجيد ... الملاحم البطولية السابقة لعمال بلادنا، ولعمال العالم ومحيية تضامنهم ونضالهم الطبقي ضد كل أشكال الظلم والجور والإرهاب، ويجد عمال عراقنا في هذا العيد، مناسبة لتصعيد النضال ضد طغمة أحزاب الفساد المتسلطة على رقاب شعبنا طيلة 20 عاما لم يذق شعبنا غير الذل والحرمان والفقر والجوع والعطش والبطلة واستشراء الفساد في كل مفاصل الدولة و النهب المستمر لموارد العراق الكبيرة، وغلق آلاف المصانع والمعامل، وتدهور الصناعة والزراعة الوطنية لصالح الغير .

إن طبقتنا العاملة منذ نشوئها في بداية القرن الماضي، ربطت بين النضالين الوطني والطبقي، وتبوأت مكانا متقدما في نضال جماهير شعبنا ضد الاستعمار، ومن أجل استقلال البلاد السياسي والاقتصادي، وتحولت إلى قوة فاعلة في نضال الحركة الوطنية العراقية. وخلال ذلك طورت قدراتها التنظيمية والسياسية ونهضت بنضالها عبر تكوين منظماتها النقابية، التي أصبحت أداة لتعبئة وحشد وتوحيد صفوفها والقيام بالإضرابات والاعتصامات والتظاهرات الجماهيرية، والمطالبة بالحقوق النقابية، حيث خاضت سلسلة واسعة من الإضرابات في المعامل وفي مشاريع مؤسسات السكك الحديد والميناء والنفط والزيوت والسكاير غيرها.

لقد تركت طبقتنا العاملة بقيادة تنظيماتها النقابية علامات لا تمحى على درب نضال الشعب من أجل وطن مستقل وحياة حرة كريمة وسعيدة ... وهي اليوم تتحفز للقيام بدورها في الكفاح ضد الطغمة الفاسدة التي بنت وجودها على المحاصصة الطائفية المذهبية الدينية العرقية الفاشلة، سبب كل مآسي شعبنا هي وميلشياتها منفلتة السلاح والقتل والاختطاف للصحفيين وللناشطين المدنيين ووهي كذلك عرضت ثروات البلاد للضياع والنهب وتدهور الاقتصاد واعتمادها على الريع النفطي بشكل أساسي، والذي وقع عبئه الأكبر على العمال والكادحين وشغيلة اليد والفكر.

إن هذه السياسات الهوجاء هي موضع استنكار عمالنا وكادحي شعبنا، حيث تزداد المواقف الشعبية الرافضة، التي تتجلى في نضال يومي مرير تشارك فيه طبقتنا العاملة مع بقية أبناء شعبنا المكافح ضد منظومة المحاصصة والفساد، وتتسع المواجهات البطولية وتتصاعد بين الجماهير المطالبة بأبسط حقوقها في استمرار العيش والحياة الكريمة وضد الميلشيات المسلحة المتحكمة في الشارع العراقي التي تقتل وتخطف وتغتال في وضح النهار، وما من رادع ولا عقاب.

المجد للأول من ايار عيد العمال العالمي رمز الكفاح لإنهاء استغلال الإنسان لأخيه الانسان ومن أجل العدالة والمساواة.

عاشت الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية الديمقراطية.

النصر لنضال عمال وكادحي العالم من أجل العولمة الانسانية.

***************************************

الصفحة الثامنة

كيف نجعل من عيد العمال عيدا لشغيلة اليد والفكر

كمال يلدو

يعكف منظرّو الحركة العمالية والنقابات في الولايات المتحدة،  على دراسة التغيرات البنيوية الجارية في هيكل الطبقة العاملة (القوى العاملة بشقيها العضلي والفكري) في الثلاثين سنة الأخيرة مع دخول التكنولوجيا الحديثة إلى حيّز العملية الإنتاجية وتوسّعها الكبير، وما نتج عنها بالاستغناء عن أعداد كبيرة من العمال الذين كانوا القوّة الأساسيّة في العملية الأنتاجية، لتحل محلّها الماكنة الحديثة او الحواسيب وصولا للإنسان الآلي، لابل يجري الحديث اليوم ايضا عن دخول (الذكاء الأصطناعي) اليها أي العملية الأنتاجية في القريب العاجل.

هذا الأمر بحاجة إلى نظرة تأمليّة مسؤولة، إن كان في الآثار السلبية التي سيتركها على مصير الأعداد الكبيرة من القوى العاملة التي سترى نفسها عاطلة عن العمل ومرميّة هي وعوائلها على قارعة الطريق، أو في لوحة القوى المسؤولة عن العملية الأنتاجية وتأثيراتها الاجتماعية الكبيرة من جهة، ودورها في تركيز الأرباح في يد الشركات المنتجة. هذا الجانب المهم يجري اليوم تقديم الكثير من الدراسات حوله، وتُعقد من أجله العديد من الندوات وحلقات النقاش، لكن هناك أمراً مهما وعلى صلة بالموضوع وهو ضرورة التحضير والتخطيط له بعناية.   فإذا أسلمنا بأن ادخال التكنولوجيا الحديثة إلى العملية الانتاجية سيركز على زيادة أرباح الشركات، فالسؤال هو عن مدى تأثير ذلك الأنسان العامل. هنا تكمن أهمية الدراسات وامتلاك النظرة المستقبلية والتخطيط المسبق لها، الآن وليس غدا!

السؤال الذي بحاجة للجواب اليوم هو: من هي القوى المتضررة من حلول المكننة محل الجزء الأكبر من شغيلة اليد، وماذا عن شغيلة الفكر المرتبطين بالعملية الانتاجية، وأقصد بذلك التقنيين العاملين في إدارة أنظمة الحواسيب في حالة إدخال (الذكاء الاصطناعي) إلى العملية الانتاجية؟

إذا افترضنا أنّ النقابات العمّالية هي الإطار السليم للدفاع عن مصالح الطبقة العاملة (المتحققة  أو التي تفرضها الظروف الجديدة) فإن الصورة لا تبدو وردية في سوق العمل الأمريكية، إذ ان أكثر الأرقام تفاؤلاً  تشير إلى ١٠.٥٪ من القوى العاملة  منضوية للنقابات العمالية الآن (حسب احصائيات العام ٢٠٢٢)، وهذا يعني أن هناك حوالي ٩٠ ٪  من العمّال غير منضمّين لنقابات عمّاليّة، وهذه النسبة العالية من العمّال غير المنضمّين للنقابات لها أسبابها التأريخية ومنها، عمليات الألتفاف التي قامت بها الشركات نتيجة الوفرة الزائدة في سوق العمل مما دفعها لوضع شروط عدم إمكانية التنظيم النقابي في حالة التوظيف الجديد، او سَن قوانين التزمتها الكثير من الولايات في منح حرية الاختيار للعمال الجدد في الأنضمام للتنظيمات النقابية النقابي من عدمه مع منحهم بعض المغريات، ناهيك عن التراجع الذي اصاب التنظيم النقابي نتيجة فساد بعض القادة النقابيين وتقاعسهم في الدفاع عن حقوق العمل المستلبة،  وتضاف اليها عوامل مهمّة مثل نتائج الركود الاقتصادي  وإرتفاع نسب البطالة وحاجة العمال للعمل اكثر من حاجتهم للتنظيم النقابي. هذا من جهة ومن الجهة الثانية هو التأثير الكبير الذي تركته عملية إدخال المكننة ونظام الحواسيب إلى العملية الإنتاجية التي كانت نتيجته الاستغناء عن أعداد كبيرة من العمال الذين أضطروا لاحقا للبحث عن فرص عمل أخرى غير المصانع والمعامل ولجوء الكثير منهم إلى القطاع الخدمي. ولطالما كان الحديث عن القطاع الخدمي فالصورة تبدو اكثر أهمية لدراستها بعمق والخروج منها بنتائج ملموسة، فبعض الاحصائيات في  العام ٢٠٢٢ تشير إلى وجود ثلاثة  تجمعات للشغيلة الخدمية لا تتوافر لها الأطر التنظيمية النقابية، وإن وجدت فهي صغيرة جدا وغير مؤثرة ومحلية في توزعها الجغرافي،  وهنّ: شركة آمازون ( ٢.٢ مليون مستخدم)، شركة وول مارت ( ١.٦ مليون مستخدم)، قطاع مطاعم الوجبات السريعة ( ٣.٦ مليون مستخدم )، كل هذه الاعداد تمثل رصيدا هائلاً للحركة العمالية والتنظيم النقابي لو تمكنّت النقابات العمّالية من إيجاد الأطر الصحيحة والشعارات السليمة لاستقطابهم حتى لو اقتضى الأمر بهم للوصول إلى المحاكم.

هناك قوّة إزداد عددها وتراكمت خبراتها في السنوات الثلاثين الماضية، الا وهي قطّاع التقنية والعاملين في أنظمة الحواسيب على مختلف مستوياتهم (المشغلّين او المبرمجين)، هذا القطّاع عاش فترة تمتّع فيها بمزايا الدفع المجزي والسباق في التوظيف، لدرجة وصلت بالشركات الامريكية إلى تقديم المغريات للكفاءات من خارج الولايات المتحدة بمنحهم فرص الإقامة الدائمة في البلاد. نعم، هذا القطاع توسّع وليس من الممكن الاستغناء عن خدماته كاملة، لكن وبسبب طبيعة النظام الرأسمالي وأعتماده على مبدأ الربح الفاحش، دفع بالشركات للاعتماد أكثر وأكثر على المكننة وإدخال نظام الحواسيب والأنسان الآلي إلى العملية الانتاجية، وهذا الأمروضع هؤلاء التقنيين مؤخرا تحت وطأة نظام العرض والطلب، فكانت النتيجة ان تعرض الكثير من هؤلاء التقنيين للتسريح او الاستغناء عن خدماتهم ما دفع الكثير منهم للبحث عن فرص عمل حتى خارج نطاق اختصاصاتهم، وبالتالي أضيفوا إلى سوق البطالة المتضخّم اصلا.  وهذه البطالة لا تعني البطالة بمعناها الضيق بل بمعناها الأوسع، فهناك فرق كبير بين ان تعمل استشاريا تقنيا براتب يصل احيانا إلى ١٠٠ ـ ١٥٠ دولار في الساعة، مقابل العمل في احدى ىشركات الخدمات او في خدمة الاوبر مقابل ١٥ ـ ٢٥ دولار في الساعة.

هذا الفصيل مهم جدا ومن الممكن ان يكون قوة إحتياط للطبقة العاملة لو أُحسن تنظيمه وأيجاد الأطر الصحيحة لمخاطبته عن طريق رفع وطرح الشعارات التي تتناسب وحاجاته اليومية. أنّ الطبقة العاملة في الألفيّة الثالثة لم تعد تلك الطبقة

التي تبيع قوّة عملها المجرّدة مقابل الأجر فقط، بل يُمكن أن تضمّ كلّ من يُساهم بالعملية الانتاجية من ألفها إلى يائها، وهذا الأمر بتصوري لا ينطبق على الولايات المتحدة فقط، بل يشمل كل الدول الصناعية التي مرت او ستمر بالمراحل التي مرت وتمر بها العملية الإنتاجية والاقتصاد الأمريكي على ما أظن.

 *************************************************

المؤتمر الأول لاتحاد نقابات العمال 1960

فيصل الفؤادي

جاء انعقاد المؤتمر الاول بعد اقل من عام على المؤتمر التأسيسي في 9 -11 شباط 1960 الذي حضره ما يقارب 350 مندوبا يمثلون أكثر من 305 ألف عامل نقابي، اي بزيادة 55 ألف منتسب جديد. كما صدر قرار تشكيل النقابات او إعادة تأسيس النقابات. ومما يذكر ان الاتحاد العام لنقابات العمال أجيز في 12/11/1958، وصدرت صحيفة اتحاد العمال في 3 شباط 1960.

وقد حضرت المؤتمر وفود عربية وعالمية كثيرة وكبيرة، ومنها ممثل اتحاد النقابات العالمي ابراهيم زكريا والذي حضر معه بيير جانسون، إضافة إلى وفود من الدول الاشتراكية والرأسمالية والعربية ومندوب اتحاد الشغل المغربي.

كما كان لقبول الاتحاد العام لنقابات العمال في عضوية الاتحاد العالمي للنقابات، دور كبير في التعريف بالحركة النقابية والنظام الجمهوري في العراق، وشاركت وفود الاتحاد العام في نشاطات نصرة الشعب وعمال الجزائر كما شارك في مؤتمر منظمة العمل الدولية والكثير من اللقاءات والندوات العالمية.

ومن مؤتمر التأسيس والمؤتمر الاول للنقابات العمالية، صدرت مجموعة من القرارات التي تدعم الثورة وتطالب بسن تشريعات ثورية في مجال الضمان الاجتماعي، ومن أجل إشاعة الديمقراطية في العمل النقابي وادارة الانتاج. كما وجه المؤتمر عددا من النداءات إلى العمال لضمان السلم ودعم الثورة الفتية والتضحية من اجل استمرار نهجها التقدمي والوطني. واكد على الدعم العربي ومصالح الطبقة العاملة العربية والعالمية والتضامن معها في سبيل نيل حقوقها المشروعة.

إن النجاح الذي حققه المؤتمر الاول، واشتداد حملة القوى الامبريالية والرجعية ضد البلاد، دفع البرجوازية في الحكم وخارجه إلى تشديد الحملة ضد العمال ونقاباتهم واتحادهم العام في مختلف المجالات وتحت مختلف المبررات، مطالبة بحل النقابات واجراء انتخابات جديدة بدعوى أن النقابات زجت نفسها في النشاط السياسي. واستشرت حملة من الاتهامات ضد دور العمال في الانتاج ملقية عليهم تبعات الركود الاقتصادي برمته.

وبهذا الصدد، يذكر صادق الفلاحي:

“بعد انتهاء أعمال المؤتمر ببضعة ايام، تقرر غلق الاتحاد العام وحجز امواله المنقولة وغير المنقولة واعتقالي، ويبدو ان المذكرة التي قدمتها إلى عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء وبقية المسؤولين، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، كما يقال. فقد اوصى المؤتمر برفع مذكرة مسهبة تستعرض كل المظاهر السلبية والتجاوزات غير القانونية التي يتعرض لها العمل من أرباب العمل والمؤسسات وأجهزة السلطة والدوائر المعنية”. ومن المعروف رفض نشرها في الصحف. ويضيف الفلاحي “ وكانت هذه المرة الاولى التي يتدخل فيها بشؤون الصحافة ويغلق الاتحاد العام ويتخذ الاجراءات الاخرى”. ويشير النقابي هاشم علي محسن إلى ذلك بقوله “وعلى العموم فان عبد الكريم قاسم نفسه، الذي قام برعاية مؤتمر الاتحاد العام، هو الذي أمر الحاكم العسكري في 29 تموز 1959 بغلق مقر الاتحاد واعتقال اعضاء مكتبه التنفيذي بحجة عدم شرعية المؤتمر الذي عقد برعايته”.

والأنكى من ذلك أن وزارة الشؤون الاجتماعية تعاملت مع المكتب التنفيذي بشكل رسمي كونه ممثل الطبقة العاملة العراقية وبعثت كتباً رسمية اليه تدعوه إلى المشاركة في تنظيم أمور النقابات واللجان الرسمية. ففي 23/3/1959 وجهت اليه وزارة الشؤون الاجتماعية كتابها المرقم 5398 ونصه (إلى رئاسة المكتب التنفيذي لاتحاد نقابات العمال في العراق /الموضوع سجل كفاءة النقابات – نظمت هذه الوزارة سجلا خاصا بالنقابات، سجل كفاءة النقابات، تسجل فيه كافة فعاليات النقابات وتنظيماتها ومخالفاتها ومدى تطبيقها للأنظمة والقوانين في سبيل تحقيق أهدافها التي أنشأت من اجلها. وعليه نرجو التعميم على كافة النقابات المجازة في العراق وكافة العمال بضرورة التمسك بالنظام وبكافة التعليمات الصادرة وتجنب كل ما من شأنه ان يؤدي إلى الفوضى والارباك. إذ أن الضرورة الوطنية تقتضي وتحتم في كل فرد من افراد الشعب التكاتف في سبيل تأمين الاستقرار والعمل بكل الوسائل لزيادة الانتاج في البلاد آملين مؤازرتنا بكل ما يعن لكم من ملاحظات بشأن النقابات المذكورة لتأشيرها في السجل الانف الذكر بصورة مستمرة ومنتظمة. التوقيع وزير الشؤون الاجتماعية). وتم ارسال صورة منه إلى كافة الوزارات المختصة ومديرية العمل والضمان الاجتماعي والادارة والذاتية ومشاورية الحقوق والارشاد والتوجيه الاجتماعي.

ونشير هنا إلى موقف الحكومة، حيث يذكر الكاتب مناف جاسب، أن موقف وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، المسؤولة عن إجازة النقابات العمالية، لم يكن محايدا، وقد تمثل ذلك في موقف وزيرها ناجي طالب القومي ذي الميول البعثية، والتي تعادي الحزب الشيوعي بشكل واضح وصريح، اذ أصدرت الوزارة المذكورة في 10 تشرين الثاني 1958 أمرا بحل جميع اللجان التحضيرية لجميع النقابات العمالية التي تكونت بعد نجاح الثورة بذريعة تخليصها من النفوذ الشيوعي المسيطر عليها. ومن المعروف أنه لم يبت بإجازة النقابات العمالية الا بعد استقالة الوزير ناجي طالب في 7 شباط 1959.

لقد ناضلت الطبقة العاملة في السنوات السابقة لثورة تموز 1958، وقدمت الكثير من المآثر البطولية والشهداء وساهمت من خلالها في تقويض دعائم الحكم الملكي وإسقاطه في ثورة تموز المجيدة، حيث ربطت نضالها الاقتصادي بالنضال السياسي، وهو ما تحقق لاحقا.

لقد تحققت الثورة بجماهير الشعب وقواها الوطنية وطبقتها العاملة، التي تفاعلت مع قيام الجمهورية في العراق. ودعا المكتب التنفيذي بشكل علني إلى تكوين المنظمات النقابية على صعيد المهن المختلفة لتأسيس النقابات العمالية في مختلف مدن البلاد. كما تم فرض تطبيق قانون رقم 1 لعام 1958 الذي تم تشريعه قبل أشهر اي في 16 اذار 1958 من قبل سلطات النظام الملكي واعتبرت بنوده نافذة المفعول من الاول من ايلول 1958 اي بعد ستة أشهر من تشريعه. وقد عّدل قانون رقم 1 بالقانون رقم 82 لسنة 1958 ثم بالقانون 71 لسنة 1959.

ويشير كاتب كتاب “ربع قرن من تاريخ الحركة النقابية العمالية في العراق” النقابي طالب عبد الجبار إلى التجربة السابقة التي ناضلت فيها الطبقة العاملة ونقاباتها. لقد كانت هذه الفترة تجربة جديدة وحريّة بالتقدير بالنسبة للحركة النقابية العمالية في العراق، زودت العمال بدروس ثمينة في مسألة التحالفات الطبقية والجبهة الوطنية، كما اغنت من وعيها السياسي كثيرا. وستظل هذه الفترة من الحركة النقابية حلقة مضيئة في مسار الحركة العمالية باعتبارها التجربة الاولى في العمل النقابي العلني الواسع في عهد الاستقلال.

وعلى الصعيد العربي، واصل الاتحاد العام لنقابات العمال، نشاطه، ومتن علاقاته، بالعديد من الاتحادات والمنظمات النقابية على امتداد الوطن العربي، ساعياً إلى تخليص الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، آنذاك، من سيطرة فئة الارستقراطية النقابية على قيادته، والعمل الجاد لتعزيزه وتوطيده، وتطويره، ليكون قادرا حقاً على تبوء مسؤولياته الجسام.

ولعبت الحركة النقابية العراقية بقيادة اتحادها العام دورا كبيرا في الدفاع عن مكتسبات الثورة والدفاع عن الجمهورية الفتية وحققت انجازات كبيرة للطبقة العاملة وكذلك الحقوق القومية للشعب الكردي وعن حقوق الاقليات وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته على ارضه.

وانغمر العمال في النشاط النقابي وانتسب إلى النقابات عشرات الآلاف منهم. فاستطاعت الحياة النقابية الحرة، استقطاب كافة القوى النقابية المخلصة واستثمار جميع الكفاءات التي تمتلكها الكوادر النقابية ذات التجربة القديمة مع الطاقات الشابة الجديدة، لإرساء المنظمات النقابية على اساس مبادئ الديمقراطية النقابية والسير حثيثا وفق نهج طبقي ثوري ثابت، دفاعا عن مصالح الطبقة العاملة، ودعما للثورة والعمل الجاد لتطويرها صوب تحقيق مصالح الشعب الوطنية الديمقراطية.

ويمكن تلخيص أبرز المظاهر السياسية التي اتخذها المؤتمر العام لنقابات العمال بما يلي:

  1. إن المصالح الطبقية للعمال جزء لا يتجزأ من المصلحة الوطنية.
  2. أن النظام الاستعماري هو العدو الرئيسي للطبقة العاملة العراقية والشعب العراقي.
  3. إن تحالف العمال مع الفلاحين والكسبة هو الضمانة الرئيسية للتقدم الاجتماعي والديمقراطي.
  4. الدعوة إلى تصفية بقايا الاستعمار والتضامن مع القوى الوطنية العربية، ومن أجل الدفاع عن حقوقهم وحياتهم النقابية.
  5. المطالبة بقبول الصين الشعبية عضو في هيئة الامم المتحدة.
  6. إرسال رسالة تحية إلى العمال العرب وكافة الاتحادات العمالية في الاقطار العربية.

7.الدعوة إلى مضاعفة نضال الاتحاد القومي والوطني ضد الاستعمار والرجعية البغيضة ومؤامراتها.

ومن أهم نتائج المؤتمر نذكر:

- اعتبار الأول من آيار عيد العمال، عطلة رسمية يحتفل فيها العمال.

- أصبح الاتحاد العام لنقابات العمال عضواً في الاتحاد العالمي لنقابات العمال، إضافة إلى اشتراكه في -اجتماعات ومؤتمرات الاتحاد العالمي للنقابات.

- كما قدم الاتحاد العام لنقابات العمال، مسودتي قانون العمل وقانون تقاعد العمال. وحق النقابات في الصناعة الواحدة او المتشابهة او المتصلة من حيث الانتاج في تكوين اتحاد مهني واحد.

ويستشهد النقابي المعروف الفلاحي، بأن أهم واجبات العمال الشيوعيين حشد أكبر عدد من العمال في التجمعات وتنشيطها لخلق حركة نقابية فعالة تنهض بجماهير العمال وتدفع النقابات إلى العمل الجاد لمصلحة العمال وعزل الهيئات والعناصر الهزيلة التي لا تشعر بمسؤولياتها تجاه جماهير العمال واتجاه مهماتها النقابية الحقيقة.

وهكذا ومن خلال الدعم الكبير الذي قدمه الحزب الشيوعي العراقي إلى نشاطات وفعاليات الاتحاد والنقابات بصورة عامة، اصبحت الطبقة العاملة صاحبة التغيير والتأثير ونمت في الحجم والتأثير والفاعلية، وصار هناك ما يقارب الربع مليون عضو نقابي، وتنامي الوعي الطبقي والمهني. وقد وضع هذا التطور الطبقة العاملة العراقية وحزبها الشيوعي على اعتاب مرحلة جديدة من المواجهة مع البرجوازية وبالذات مع أشد اجنحتها يمينية ورجعية، وهي مرحلة تمتد جذورها إلى البدايات الاولى من الصراع.

ــــــــــــــــــــــــ

المصادر

-هاشم علي محسن الحركة النقابية تطور الحركة النقابية في العراق بعد 14 تموز المؤلفات (1-5)

-ارا خاجادور - من تجارب شخصية في العمل النقابي العمالي في العراق 1984-

*افتتح المؤتمر في 8 تموز 1959 في سينما الخيام الواقعة في الباب الشرقي في العاصمة بغداد. وكانت يافطات معلقة في شارع الرشيد وداخل السينما ومن هذه الشعارات (يا عمال العالم اتحدوا-عاش الاتحاد العالمي للنقابات رمز تضامن العمال الاممي – يا عمال العراق اتحدوا – لتنتصر ارادة العمال في السلم والديمقراطية –الحرية لعمال السودان –مرحبا بضيوفنا الكرام – مرحبا بضيوفنا الاعزاء ممثلي الحركة النقابية العمالية.

*الشهيد طالب مواليد 1929 ولد في بغداد في محلة باب الشيخ وترعرع في الجو العمالي بشارع الشيخ عمر، دخل السجن في عام 1952 وبعد ان أنهى محكوميته نفي إلى بدرة حتى تموز 1958، انتخب في اول مجلس مركزي عن المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام لنقابات العمال في الجمهورية العراقية 11 تموز 1959.استشهد في 3 ايلول 1963 إثر انقلاب شباط الاسود 1963 حيث نفذ حكم الاعدام دونما محاكمة.

- الثقافة الجديدة عدد 145 اب 1983 ص   112

*في المؤتمر الاول الذي عقد في 9 شباط 1960 في قاعة الشعب في بغداد انتخب علي شكر الرئيس وحسين علوان نائبا وارا خاجادور سكرتيرا للاتحاد والاعضاء، صادق الفلاحي للعلاقات عبد القادر عياش وكاظم الدجيلي وحكمت كوتاني وطه فائق وكليبان صالح وعبد اللطيف بسيم (اخ زكي بسيم الذي أعدم مع سكرتير الحزب الشيوعي في 14 شباط 1949) اضافة إلى محمد غضبان وجاسم يحيى وبعد يومين صدرت مجموعة من القرارات عن المؤتمر منها تعديل قانون العمل في الجمهورية العراقية وتوسيع وتعميم الضمان الجماعي لكافة عمال العراق

-طالب عبد الجبار ربع قرن من تاريخ الحركة النقابية العمالية في العراق 1960

-مناف جاسب الخزاعي سيرة الدم والرصاص الصراع البعثي الشيوعي في العراق 1947 -1968 دار سطور 2022

-ابراهيم حسين لمحات من تاريخ الحركة النقابية العراقية سنة بلا مصدر سابق ص 35

-صادق جعفر الفلاحي وقائع سنوات الجمر دار الرافدين للطباعة بيروت 2015 ص 110

 ************************************************

الصفحة التاسعة

برونزية عراقية في بطولة آسيا المفتوحة للجودو

الكويت ـ وكالات

أحرز لاعب المنتخب العراقي سجاد غانم، امس السبت، الميدالية البرونزية لوزن 81 كغم في بطولة آسيا المفتوحة للجودو المتواصلة في الكويت.

وجاء تتويج العراق بالميدالية البرونزية بعد فوزه على اللاعب القيرغستاني دانيال تالنتوف.

 ***********************************************

الدوري العراقي الممتازبشق الأنفس.. الزوراء يتعادل مع النجف

بغداد ـ طريق الشعب

تعادل فريق نادي الزوراء مع ضيفه فريق نادي النجف، امس السبت، ضمن منافسات الجولة 26 من الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم.

وعلى ملعب الشعب الدولي، لم يتمكن الزوراء من استغلال النقص الحاصل في صفوف فريق النجف بعد طرد لاعب كرار عامر في الدقيقة الـ 25 من عمر المباراة.

وسجل فريق النجف هدفه الوحيد في الدقيقة 85 من عمر المباراة عبر المحترف جيلمرسون دوس سانتوس، وفي الدقيقة 90+4 سجل الزوراء هدف التعديل من ركلة جزاء عبر اللاعب لؤي العاني.

وشهد اللقاء طرد لاعب النجف كرار عامر في الدقيقة 25 من الشوط الأول ليكمل النجف اللقاء بعشرة لاعبين، ثم عاد الحكم وأشهر البطاقة الحمراء بوجه لاعب النجف أحمد فاضل قبل نهاية المباراة.

وبهذه النتيجة رفع الزوراء رصيده للنقطة 51 بالمركز الثالث، كما رفع النجف رصيده للنقطة 38 بالمركز السادس.

تعادل فريقا القاسم وضيفه نوروز، اليوم السبت بنتيجة (1-1) في انطلاق منافسات الجولة 26 للدوري العراقي الممتاز لكرة القدم.

وجرت المباراة في الساعة الرابعة عصراً على ملعب كربلاء الدولي، وسجل فريق نادي نوروز عبر رأسية المحترف افولابي أوكيكي في الدقيقة الخامسة من الشوط الاول، وفي الدقيقة 90 جاء هدف التعديل عن طريق أحمد تركي

وبهذه النتيجة رفع نوروز رصيده للنقطة 34 بالمركز العاشر فيما وصل رصيد نادي القاسم الى النقطة 23 بالمركز الـ17.

 ***********************************************

الميناء والأمانة على عتبة الدوري الممتاز

بغداد ـ طريق الشعب

جولة واحدة تفصل أحد أعرق اندية الدوري العراقي عن العودة إلى الدوري الممتاز، ويحتاج خلالها الميناء إلى الفوز على من أجل ضمان الصدارة عن المجموعة الثانية والتأهل إلى الدوري الممتاز.

ويلاقي الميناء في الجولة الأخيرة من دوري الدرجة الأولى فريق المصافي في بغداد، بينما يلاقي ديالى فريق الناصرية في ديالى.

وفاز فريق نادي الميناء في مباراته الأخيرة في الجولة 21 على فريق الصليخ بنتيجة كبيرة 5-0، كما فاز ديالى على المرور بهدف وحيد، جاء عن طريق اللاعب علي كريم في الدقيقة 52 من عمر المباراة.

ويبلغ رصيد الميناء 43 نقطة، فيما يلاحقه ديالى برصيد 43 نقطة.

في المجموعة الثانية، تبدو فرصة أمانة بغداد بالعودة إلى الدوري الممتاز أكثر من جيدة، حين يستضيف على ملعبه ضد الصناعات الكهربائية.

ويتصدر أمانة بغداد ترتيب المجموعة الأولى بعد انتهاء الجولة ما قبل الأخيرة “21” برصيد 35 نقطة ويلحقه البيشمركة بـ 32 نقطة.

ولعب أمانة بغداد 19 مباراة حقق الفوز في 10 مباريات وتعادل بـ 5 وخسر 4 مواجهات، وسجل 24 هدفاً واستقبلت شباكه 8 أهداف.

ويحتاج فريق بغداد الذي يشرف على قيادته المدرب وسام طالب، في الجولة الأخيرة الحاسمة من دوري الدرجة الأولى إلى التعادل أو الفوز لأجل ضمان العبور للدوري الممتاز.

 ************************************

فضية ونحاسيتان للعراق في بطولة آسيا لـ «الكانوي»

متابعة ـ طريق الشعب

أحرز لاعبا منتخب العراق للكانوي أحمد قيس ووائل خالد، الوسام الفضي في فعالية زوجي (200 م) “K2” ضمن منافسات بطولة آسيا الجارية حالياً بمدينة سمرقند في أوزبكستان.

وقال رئيس الاتحاد العراقي للعبة، ماجد صالح، إن “اللاعبان تمكنا من رفع حصيلة المشاركة العراقية لوسامٍ ثالثٍ في فعالية الزوجي”. وأضاف صالح، أن “العراق بات يمتلك وساماً فضياً وآخرين نحاسيين، بعد أن أحرز لاعب المنتخب أحمد قيس الوسام النحاسي الأول في فعالية فردي (500 م) “K1”، وحصول اللاعبين وائل خالد وأمير فراس، على الوسام النحاسي في فعالية زوجي (1000 م) “K2”. تعد رياضة الكانوى والكياك من الرياضات الحديثة، والتي اشتقت من رياضة التجديف، وتعد قوارب هذه الرياضة حرة المجاديف.

 *******************************************

ريباكينا تودع بطولة مدريد للتنس

مدريد ـ وكالات

ودعت يلينا ريباكينا الكازاخستانية، منافسات بطولة مدريد المفتوحة للتنس من الدور الثاني؛ حيث تواصلت الصعوبات التي تواجهها اللاعبة الفائزة ببطولتي أستراليا المفتوحة، وإنديان ويلز على الملاعب الرملية هذا الموسم.

وبعد أن تركت مباراة دور الـ 16 ببطولة شتوتغارت المفتوحة أمام البرازيلية بياتريس حداد مايا؛ بسبب إصابة في الظهر، هذه المرة خسرت ريباكينا أمام الروسية آنا كالينسكايا (5-7)، و(6-4)، و(2-6).

 *********************************************

وقفة رياضية.. وعي الشباب.. وآفاق التطور في المجتمع

منعم جابر

كل شيء في المجتمع يعتمد على الشباب والجيل الصاعد فهم رجال المستقبل والنسغ الصاعد وبناة المستقبل ورجال الغد وحماة الوطن، ولما كان المجتمع العراقي شبابي التكوين وأن جله من الشباب صار لزاما علينا ان نعتز بهذه التشكيلة البشرية والاجتماعية العراقية ونفخر بتكوينها، وهذا ما أكدته وزارة التخطيط العراقية وكافة الدوائر المختصة بأن نسبة الشباب في المجتمع العراقي هي 62 بالمائة وهي نسبة عالية تضع مجتمعنا العراقي في طليعة المجتمعات الشابة.

ومن خلال هذه المقدمة المتفائلة أصبح لزاماً علينا أن نولي هذا الواقع الاجتماعي والشبابي مسؤولية وطنية واستثنائية ونبذل جهوداً متميزة ورعاية خاصة لهذه المرحلة من الاعمار الفتية ونبذل معها ومن أجلها جهوداً جبارة من أجل الارتقاء بهذه الفئات العمرية ونقدم لها جهوداً استثنائية ورعاية خاصة، وان تقدم كل الجهات الرسمية والشعبية ادواراً ورعاية مهمة وخاصة لهذه الفئات العمرية التي تشكل اساساً لنهضة العراق وتقدمه. وهناك جهات رسمية تتحمل ادواراً مهمة وحساسة في مسيرة هذه الفئات وفي مقدمتها وزارة الشباب والرياضة لأنها تتحمل المسؤولية الأولى في رعاية الشباب والاهتمام بتوجهاتهم وتطوير هواياتهم واشغال فراغات حياتهم، وتنظيم الواقع الحياتي لكل توجهاتهم، وتنظيم توجهاتهم العلمية والأدبية والرياضية والفنية وإقامة المهرجانات والفعاليات والأنشطة المتنوعة، وعن طريق مؤسسات وزارة الشباب والرياضة ومديرياتها ومنتدياتها ورعايتها العلمية نضمن توجهات شبيبتنا وتواصلهم وقناعاتهم بحسن السيرة القويمة والسلوك الشبابي المنضبط، وإضافة إلى وزارة الشباب والرياضة ومهماتها نجد أن الدور الثاني تتحمله وزارة التربية التي تحتضن الملايين من طلبتنا ورعايتهم والإشراف عليهم في مراحل عمرية مبكرة تضمن للوطن اجيالاً من الطلبة المتعلمين والمتفوقين علمياً والقادرين على تقديم العطاء والابداع المبكر للمجتمع من خلال دور المعلمين والمدرسين والإدارات الناضجة، وكذلك تقدم وزارة التعليم العالي لطلبتنا الجامعيين ومن خلال اساتذتها وجامعاتها التوجيهات والتعليمات والنصائح والإشراف على طلبتها تقدم كل الخير والمساعدة والرعاية، عند ذاك نجد أن وطننا محصن ومصان بالخيرين من أبنائه الشرفاء ومؤسساته العلمية الراقية. وبذا نستطيع ان نقدم للجيل الشبابي الجديد كل الدعم والاسناد من أجل قيادته للمرحلة القادمة، وهنا تستطيع منظمات  المجتمع المدني والأحزاب السياسية الواعية والمثقفة أن تقدم لشبابها وابنائها والمشاركين فيها والفاعلين والمؤثرين والمتفاعلين معها نماذج إيجابية فاعلة تضمن نجاح العمل الشبابي في هذه المؤسسات ودورها في اصلاح الواقع العراقي وخلق النموذج الوطني الذي نسعى من أجل بنائه والارتقاء به لضمان مستقبل العراق والوقوف بوجه التربية الخاطئة والسياسات المنحرفة والتي تساهم في خلق اجيال جديدة من متعاطي المخدرات والسموم البشرية، وبهذا نحقق للوطن ولأبنائه حماية ذاتية ودوراً دفاعياً قادراً على تحقيق الحصانة. ولعل ممارسة الرياضة والألعاب وتواجد الأندية الرياضة لها الدور المتميز في بناء جيل جديد ومتوازن وقادر على بذل الجهود من أجل تحقيق عراق سعيد خالي من الامراض الاجتماعية والوبائية.. ولنا عودة.

 *******************************************************

الصفحة العاشرة

1848 : مدرسة ماركس في الثورة الثورة في فرنسا

لوك هوكينج

في 22 فبراير 1848، بلغت حملة المعارضة الليبرالية ضد ملكية يوليو ذروتها في مواجهة حادة في باريس. لسنوات من الزمن، حُرم هؤلاء البرجوازيون، الذين صاروا فيما بعد إصلاحيين، من الحق في التنظيم السياسي من قبل الاستبداد المتزايد للدولة الفرنسية. خلال الأشهر القليلة السابقة، سعوا إلى الالتفاف على هذا الحظر من التنظيم السياسي من خلال تنظيم حملة من المآدب الخاصة. لم تكن هذه المآدب السياسية بؤرا للراديكالية اليسارية. كان معظم المشاركين يكرهون الاشتراكيين والفوضويين، ويشعرون بالاشمئزاز من الطبقة العاملة، ويخافون من فكرة الثورة تماما مثل الملك لويس فيليب. كل ما أرادوه هو الإصلاح الانتخابي، ليشمل شريحةً أكبر من الرأسماليين والطبقات المهنية في صنع القرار في الدولة. فقد اعتقدوا أن ذلك كان معقولا للغاية.

كانت الحكومة الفرنسية ترفض ذلك. وفي عشية 22 شباط، عندما كان من المقرر إقامة المأدبة الأخيرة لحملة الإصلاحيين في باريس، حظر الملك ووزير الداخلية فرانسوا جيزو التجمع وأي مآدب مستقبلية. نظمت المعارضة الليبرالية مسيرة رمزية للتعبير عن استيائهم، مرددين هتاف “يعيش الإصلاح” و”يسقط جيزو”، قبل أن يستقروا على العمل على الطعون والالتماسات القانونية.

لكن لم يكن الإصلاحيون البرجوازيون وحدهم هم من واجهوا مشكلة مع ملكية تموز. أطلق على عقد الأربعينيات من القرن التاسع عشر لقب “الأربعينيات الجائعة”، وذلك بسبب الأزمات الزراعية التي عصفت بأوروبا. كانت مجاعة البطاطس الأيرلندية سيئة السمعة جزءا من هذه العملية، لكن تداعيات الفشل الزراعي لم تقتصر على محصول واحد. دفعت الصدمات في صناعة المواد الغذائية القطاع المالي إلى حافة الهاوية أيضا، وتدهور الاقتصاد الفرنسي تدهورا غير مسبوق.

كالعادة، أُجبر الفقراء والطبقة العاملة على دفع ثمن الأزمة. في فرنسا، اتخذ هذا الاتجاه شكل عمليات تسريح جماعي للعمال في المدن، وزيادة الضرائب على الفلاحين الجائعين في الريف. حتى قطاعات من الطبقات الوسطى عانت مع انهيار الطلب على السلع الحرفية والخدمات المهنية، مما دفع بهذه العائلات الثرية إلى العوز أو ما يقاربه.

لذلك عندما تخلت المعارضة الليبرالية عن الشوارع في شباط مقابل التوجه للمحاكم، ظل العمال وجماهير المدن في الشوارع. في نوادي العمال الراديكالية، كان الكثيرون ينظمون صفوفهم منذ شهور، في انتظار هذه اللحظة بالذات. كان بعض الجيل الأكبر سنا من المشاركين في ثورة تموز عام 1830، وكانت ذكرى قتال المتاريس ما زالت حية وبارزة في ذاكرة الطبقة العاملة الباريسية. استُعيدت تلك الذاكرة على نحو جيد، وهيمنت المظاهرات وقطع الطرق على شوارع المدينة.

استقال جيزو في اليوم التالي، وكان الملك قد قرر أنه سيضحي بالوزير من أجل إنقاذ النظام. لكن ذلك كان قليلا جًا ومتأخرا جدا. وبدلا من تهدئة المحتجين، حفزتهم استقالة جيزو على مواصلة النضال. لكن التمرد الحقيقي اشتعل عندما أُطلِقَت النار على مظاهرة بمحيط وزارة الخارجية، مما أسفر عن مقتل 52 متظاهرا. ومنذ تلك اللحظة، لم تعد جماهير باريس تتظاهر، بل كانت تقاتل في شارعٍ تلو الآخر ضد قوى ملكية يوليو. والأهم من ذلك، رفض الحرس الوطني -وهو مؤسسة تابعة للدولة الفرنسية تشكلت في الغالب من الطبقات الوسطى- إطلاق النار على العمال. عندها، صار مصير الملك لويس فيليب محسوما وهرب من البلاد.

ذهب نظام تموز الملكي، لكن لم يكن من الواضح ما الذي سيحل محله. عندما كان الملك ونظامه في السلطة، كان للمعارضة الليبرالية والعمال الراديكاليين عدو مشترك: شيء يناضلون ضده جنبا إلى جنب. أما مع رحيل الملك، لم تبق هناك مثل هذه الأرضية المشتركة. كما كتب ماركس في مقال في “الجريدة الرينانية الجديدة”، فإن “الأخوة الفرنسيون، أخوة الطبقات المتناحرة، التي تستغل إحداها الأخرى، هذه الأخوة التي أُعلِنت في فبراير ونُقِشت بأحرف كبيرة على واجهات باريس، في كل سجن وكل ثكنة وجدت تعبيرها الخالص، الحقيقي والمرتجل في الحرب الأهلية. والحرب الأهلية في أكثر جوانبها فظاعة: هي حرب العمال ضد رأس المال”.

بعد الانتفاضة الأولى مباشرة، كانت التساؤلات تحوم حول الكثير من الأمور المتعلقة بما ستبدو عليه الدولة في المستقبل. هل ستكون جمهورية حقيقية أم ملكية دستورية؟ هل سيمتد الامتياز السياسي إلى الطبقة العاملة والفلاحين؟ وماذا ستفعل الدولة حيال البطالة الجماعية؟

ذهب نظام تموز الملكي، وأُعلِنت الجمهورية الثانية بعد أيام فقط من هروب الملك لويس فيليب. مُنِح حق التصويت لكل ذكر بالغ، وكان ذلك نصرا هائلا للديمقراطية. لكن عندما ناوشت مطالب العمال حدود النظام الرأسمالي، هُزمت أو قُوِّضت. حتى حق التصويت الذي حارب من أجله اليسار، استُخدم ضدهم. فمع معرفة العقلية السياسية للفلاحين في معظم أنحاء فرنسا، شن المحافظون حملات قوية في المقاطعات للفوز بأغلبية الجمعية التأسيسية الوطنية. ومن موقع القوة هذا، صار يمكنهم مهاجمة جميع مكاسب الراديكاليين.

انتهى خط المعركة الرئيسي بورش العمل الوطنية، والتي كانت عبارة عن برامج توظيف للعاطلين. صُوِّرت برامج التوظيف هذه على أنها مخططات طوباوية لتغيير طبيعة العمل، وإزالة دافع الربح على أن يحل محله العمل من أجل الصالح العام. تحت الضغط الفوري للثورة، سمحت الجمهورية الثانية بإنشاء هذه الورش، لكنهم تأكدوا من أنها تعمل بشكل أشبه بالرعاية الاجتماعية، حيث تضمن أجرا للعاطلين عن العمل مقابل عملهم في الأشغال العامة. ومع ذلك كره الليبراليون والمعتدلون تلك الإجراءات، لأنها تنتهك حقوق الرأسماليين في استغلال العمال متى شاءوا بالتوظيف والطرد في سوق العمل غير المنظم، فسعوا في النهاية إلى تدمير ورش العمل الوطنية.

لم ينل العمال تلك المكاسب وهم مستلقون في الفراش. لذلك، في الأشهر التالية، اندلعت معارك بين الأندية السياسية الراديكالية للطبقة العاملة والجمعية الوطنية التأسيسية التي يهيمن عليها المحافظون. كانت المواجهة الكبرى الأولى في 15 أيار، عندما سار 20 ألف عامل إلى مجلس النواب، واستولوا على المبنى وقضوا ساعات في إلقاء الخطب للمطالبة باستقالة السلطة التنفيذية للحكومة، وإنشاء وزارة العمل التي تدافع عن حقوق العمال، والمساعدة العسكرية للأقليات القومية في جميع أنحاء أوروبا التي كانت تقاتل من أجل حرياتها كجزء من موجة الانتفاضات الديمقراطية التي اجتاحت أوروبا عام 1848.

وللأسف، تم فض المظاهرة والاعتصام على يد القوة ذاتها التي دافعت عن الثوار في مواجهة القوات الحكومية في فبراير، ألا وهي الحرس الوطني. وقف جنود الطبقة الوسطى من الحرس الوطني إلى جانب العمال ضد الملك، لكنهم أظهروا أنهم سيقفون إلى جانب البرجوازية ضد العمال. وكان هذا نذيرا لأحداث قادمة.

جاء النضال الكبير في حزيران، عندما أغلقت الحكومة ورش العمل الوطنية، وأعطت العمال الاختيار: بين التجنيد في الجيش النظامي والقتال في حروب فرنسا الاستعمارية، أو مواجهة الفقر والمجاعة.

اختار العمال التمرد. لثلاثة أيام، كافحت الطبقة العاملة في باريس ببطولة ضد قوات الجيش الفرنسي. قاتل العمال بالأسنان والنواجز مقابل كل بوصة من الأرض ضد عدو كان يفوقهم عددا وعتادا. تخلصت العاملات من قيود اضطهادهن واستبسلن في قيادة القتال: ظهرت أبطال مثل إليزابيث جيبال، التي أُلقي القبض عليها لركضها في الشوارع مسلحة بسيف وتحطيم النوافذ لتسهل على رفاقها الاستيلاء على الأسلحة، وفيف هنري، 76 عاما من قدامى المناضلات في ثورة 1830، فيما قادت نساء أخريات المواجهة في حواجز شارع دي تروا كورون في بيلفيل.

على الجانب الآخر، استعدت الحكومة باستدعاء أفضل قائد لها من الحروب الاستعمارية في الجزائر، الجنرال كافينياك. وعلى الطريقة الاستعمارية، اجتاح جيش كافينياك شارعا تلو الآخر، وسدا تلو الآخر، وقصف العمال وأطلق النار عليهم وقتلهم لاستعادة باريس. وعلى الرغم من أقصى محاولاتهم، لم يكن بوسع عمال باريس وحدهم أن يأملوا في هزيمة الجيش الفرنسي. وغرقت انتفاضة أيام حزيران في الدماء.

مُنح كافينياك سلطات خاصة من قبل الجمهورية الثانية بمجرد أن أصبحت المدينة تحت سيطرته، حتى يتمكن من الحفاظ على “النظام”. أشرف الجنرال بشكل أساسي على ديكتاتورية عسكرية بزخارف ليبرالية، وكان نظامه يمهد الطريق لديكتاتورية لويس نابليون. وبهذه الطريقة، انتهت الثورة الفرنسية لعام 1848 بنفس الطريقة التي انتهت بها الثورة الكبرى في 1789-1792، إذ سار ابن أخي نابليون بونابرت على خطى عمه، أو كما كتب ماركس لاحقًا: “في المرة الأولى كمأساة، وفي الثانية كمهزلة”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ترجمة: محمد محروس عن موقع “ريد فلاغ” (الراية الحمراء) الأسترالي – 24 تشرين الثاني 2021

 *****************************************************

العولمة وتقرير المصير

د. إبراهيم إسماعيل

حددت مقولة كارل ماركس، من أن أية أمة تضطهد أمة أخرى لا يمكن أن تكون حرّة، والموقف اللينيني في الإعتراف العملي بحق الشعوب المضطهدة في تقرير المصير، موقف الشيوعيين من المسألة القومية. وقد إعتمدت الحركة الشيوعية هذا الأساس الفكري، حين ساهمت ودعمت نضال الشعوب من أجل تحررها من الإستعمار، وحين إتخذت من حركات التحرر الوطني حليفاً، وحين بنت تجاربها في مجتمعات متعددة أثنيا على أساس من الوحدة الطوعية، دون أن تغفل النضال لإحباط محاولات الرأسماليين، التي سعت لوضع القومية حجر عثرة على طريق وحدة عمال العالم، كما حدث في الماضي ويحدث اليوم، وإيهامهم بأن ما يجمعهم مع مستغِليهم في إطار أمتهم، أهم مما يجمعهم مع اخوتهم المستغَلين من شعوب أخرى. ورغم إدراكهم بان هناك فرقاً كبيراً بين قومية ودين المضطهَدين وقومية ودين المضطهِدين، فقد ظل الشيوعيون مدافعين أشداء عن المساواة الكاملة بين الأمم، والتي لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال تقرير الأمم المستعبدة، لمصيرها بحرية كاملة. 

نظرة تاريخية

ولم يكن الوصول الى هذا التوجه سهلاً وخالياً من صراعات فكرية، بدت حادة جداً في أحايين كثيرة، والتي كان من أهمها ماحدث قبيل الحرب العالمية الأولى، حين برزت ثلاثة أتجاهات في اليسار الأممي حول حق تقرير المصير، تمثل الأول، والذي قاده الألمانيان فريدريك إيبرت و فيليب شايدمان، في الدعوة للتحالف مع البرجوازية دفاعاً عن الأمة، فيما رفض الثاني، الذي كانت روزا لوكسمبورغ من أبرز قادته، أية مشاركة في الحرب لأن الصراع الوحيد والأساسي هو صراع ضد البرجوازية لانتزاع السلطة والمُلكية من يدها. وقد تبنى لينين الإتجاه الثالث، داعياً الى النضال لضمان حق الشعوب المستعبدة في تقرير مصيرها في مجرى تحويل الحرب الإمبريالية الى ثورة ضد الرأسمالية.

وشهد الصراع الفكري محطة أخرى، حين جرى الحوار حول قيام الإشتراكية في بلد متعدد القوميات، فكان هناك من لم يجد معنى لمبدأ حق تقرير المصير في المجتمع الإشتراكي، طالما ستقضي الاشتراكية على كل أنواع القهر القومي، عبر قضائها على الإستغلال الطبقي الذي يّولد ذلك القهر، بينما وجد أخرون بأن إجبار أمة ما على العيش داخل حدود أمة أخرى يّعد شكلاً من اشكال خيانة الإشتراكية. و كان هناك فريق ثالث رأى بأن المجتمع الاشتراكي، وإن كان غير قادر على أن يحتوي كل الأمم بداخله عن طريق القوة، فإنه سرعان ما يخلق الشرط الضروري لالغاء القهر القومي، وبناء المجمتع الإنتقالي نحو ملكوت الحرية.

وتعتبر روزا ليكسمبورغ، ابرز الثوريين الذين تبنّوا موقفاً متميزاً فيما يتعلق بحق تقرير المصير، لأنها رأت بأن دعم حق كل أمة في الانفصال يعني في الواقع دعم برجوازيتها، فلا وجود لأمة متجانسة، إذ لكل طبقة في الأمة مصالح تتضارب ومصالح الطبقات الأخرى. الا أن موقف روزا هذا لم يتعارض مع إيمانها بالمبدأ الماركسي في حق الأمم بتقرير مصيرها، حين وصفت الإضطهاد القومي بأنه أكثر أنواع الاضطهاد بربرية، لكنها إختلفت في صحة ممارسة هذا الحق داخل الدول الرأسمالية القائمة، أي في عصر الإمبريالية، حيث ستتحول الدول الصغيرة الناشئة الى قطع شطرنج بأيدي الأمبرياليين، لاسيما حين تبقى هذه الدول تابعة إقتصاديا على الأقل. وينبغي هنا الإشارة الى أن تعامل روزا مع القضية، خضع في البداية لإيمانها بأن الأمة ظاهرة ثقافية بشكل أساسي، ولهذا يمكن أن يُلغى الاضطهاد القومي عبر التطور الثقافي الحر. كما لم تجد روزا أية امكانيات ثورية في حركات التحرر الوطني ولم تستطع الكشف عن ما كان يعتري هذه الحركات من تناقضات داخلية بسبب طبيعتها المزدوجة.

وبرز لينين بشكل واضح في هذا الصراع، حيث تعّد المسألة القومية، واحدة من أبرز معالم تطويره للماركسية، إذ قدم في إطارها إستراتيجية ثورية واضحة، ومتقاطعة ربما مع أبرز ماركسيّ عصره، تقوم على تشخيص العلاقة الجدلية بين الأممية وبين الديمقراطية وحق تقرير المصير. وجعل من تبني هذا الحق المدخل الوحيد للتعاون ثم الوحدة الطوعية ثم الإندماج بين الأمم، لأن هذا التبني هو من سيزيل الريبة والعداء بين العمال من خلفيات أثنية مختلفة، وهو من سيجعل من الشعوب المستعَبدة حليفاً جديداً للبروليتاريا العالمية. وربما أغفل لينين الإشارة الى وجود إستثناءات في هذه الإستراتيجية كبروز تناقضات بينها وبين المصالح العليا للبروليتاريا العالمية، الى جانب عدم إهتمامه بالجوانب الثقافية والتاريخية. ولعل إكتشاف هذا الإغفال هو ما دفعه الى الدعوة لتوزيع الأدوار بين بروليتاريا الأمة المسيطرة، الذين يجب أن يناضلوا ضد شوفينية برجوازيتهم ويتبنوا حق تقرير المصير التام للأمم المستعَبدة، وبين بروليتاريا هذه الأمم، الذين يجب أن لا يتخلوا، وهم يكافحون من أجل حرية أمتهم، عن وحدتهم مع بروليتاريا الأمة التي تضطهدهم. ويعّد من أسطع الأمثلة على ذلك في القرن العشرين، موقف الرفاق العرب في حزب راكاح.

حق تقرير المصير اليوم

لقد حققت الحركة الشيوعية، وبهدي ثورة أكتوبر، نجاحات كبيرة في حل المسألة القومية، وبأشكال مختلفة، جمعها أمران مترابطان ومتداخلان، ضمان حرية الشعوب في تقرير مصيرها، وصيانة النظام الإشتراكي، الضامن الحقيقي لهذه الحرية. غير أن وقوع سلسلة من الإخطاء المعروفة، وأبرزها غياب التوازن بين هذين الأمرين، أدى الى إنهيار التجارب القائمة، وكشف عن خلل متعدد الإبعاد في تطبيق الحلول اللينينية للمسألة القومية. ومن نافل القول، الإشارة الى أن الإستفادة من أخطاء التجارب السابقة، ورسم سياسات جديدة في هذه المسألة يتطلب قراءة لها في ظل الواقع الراهن، أي في ظل عصر العولمة المتوحشة، وإعادة الإعتبار للأرث النظري للرواد.

فاليوم، إذ تتحكم أسواق الأموال والشركات متعددة الجنسية بالحياة الاقتصادية والاجتماعية للدول الوطنية، تتعرض الدول الصغيرة والناشئة الى استغلال متوحش، تفقد بسببه حقها في إدارة إقتصادها الوطني الذي يُلحق بالسوق الرأسمالية المعولمة، كما تفقد دورها السياسي الوطني، عبر وسائل فرض “سلمية” ثم عبر “العقوبات” وأخيراً في التدخل العسكري المباشر، الذي يعيد “المتمردين” الى معسكر المدجّنين، فيما يؤدي قانون التطور المتفاوت والتبعية والتهميش الى فقدان الدولة الوطنية لمعنى وجودها، كمعبر عن حق الأمة في تقرير مصيرها.

ومن جهة مكملة، يدفع التباين بين الإمكانيات المادية والتقنية والعلمية، للدول الكبيرة والدول الصغيرة والناشئة، الى خسارة الأخيرة لثقافتها وخصوصياتها وهويتها الوطنية، لصالح فرض هوية المتعولمين ومفاهيمهم تجاه مختلف القضايا، الأمر الذي يفقدها ما نالته من حرية حين قررت مصيرها ودخلت الصراع منفردة كدولة ناشئة.

ولعل من أبرز الأمثلة الصارخة على فشل الدول الصغيرة في التحرر من الإستعباد، هذا التوسع في دائرة الحروب الإقليمية والمحلية وتدويل السياسات الأمنية، وإعادة نشر القواعد العسكرية وتوقيع اتفاقيات الحماية والوصاية وإشراك الدول الكبرى في ملكية الثروات الوطنية، وما سببه ذلك من شيوع الفوضى الاقتصادية والسياسية والإدارية وتعمق مظاهر الفقر والبطالة والتفكك الاجتماعي والإستقطابات الطائفية والعشائرية والعائلية، وحلولها محل الصراعات الاجتماعية، إضافة الى هيمنة المتعولمين على أغلب وسائل الإتصال وعالم الرقمنة، وعدم إعترافهم بالتنوع الثقافي، والإعلان الوقح عن عدم ملائمة أية ثقافة غير ثقافتهم لعصر الرقمنة، الى الحد الذي يُفقد فيه الخضوع لهيمنتهم، أي معنى لحق تقرير المصير أو التطور الثقافي الحر.

إن أرث الحركة الشيوعية النظري والعملي، والواقع الذي يكافح فيه الشيوعيون ضد العولمة المتوحشة والنزعات العنصرية والشوفينية، يطرح بقوة، مهمة البحث عن إستراتيجية جديدة في المسألة القومية، إستراتيجية مختلفة عن المفهوم التقليدي الذي يقتصر على الإستقلال وإقامة الكيانات السياسية التي لم تعد قادرة على التعبير عن حرية الأمة، إستراتيجية تشكل رافعة مهمة للنضال ضد العولمة وللخلاص من القهر القومي في آن واحد.

 ************************************

الصفحة الحادية عشر

د. نادية هناوي..  تبحث عن «الوهم والحقيقة»

صدر حديثًا عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر كتاب “الوهم والحقيقة في تجييل الشعر العراقي” للدكتورة نادية هناوي. ويركز الكتاب النظر على تفاوت المعايير المعتمدة في دراسة الأجيال الشعرية، وما أسفر عنه التعامل اللانقدي مع مفهوم الجيل من أوهام وحقائق تجمعها ظاهرة اختص النقد العراقي بها هي ظاهرة( التجييل العقدي) أي ان تكون الأجيال الشّعرية متوالدة كلّ عشر سنوات ودور الشعراء في إشاعة هذا التجييل. هذا ويضم الكتاب مقدمة وتمهيدا نظريا وأربعة فصول ويقع في 402 صفحة من القطع المتوسط.

 *****************************************

في الثقافة والهويّة والدولة

“الرواية..

كيان قائم على نظم أساسية ومنطلقات سياسية واجتماعية واقتصادية وتعليمية، وثقافية كذلك. هنا.. نتساءل: هل للدولة العراقية هوية ثقافية؟ عن هذه الهوية، توجهنا بالسؤال الى عدد من المثقفين والمبدعين العراقيين، وقد وردتنا اجاباتهم. ننشرها تباعاً”

 المحرر الثقافي.

سعيد عدنان

الثقافةُ هي ما يُقوّم الإنسانَ ويُهذّبه ويرقَى به؛ وتبدأ من طرائق العيش، وأنماطه؛ في المأكل، والمشرب، والملبس، والمسكن، وما يتّصل بها؛ وقد بدأ الإنسان بذلك حين وعى نفسَه بنحوٍ ما، وأدرك ما يفترق به عن الحيوان الأعجم. ثمّ زاد على ذلك أشياءَ من النظام يفرضُها على ما حوله بما يجعل له حيّزاً موسوماً به؛ حتّى إذا تهيّأ له شيءٌ من الكَلِم ذي الإيقاع، وشيءٌ من الخطوط ذات الدلالة على ما يرى، وعلى ما يضطرب في نفسه؛ وضع قدمَه على مدارج الفنّ، وأخذ يرتقي ! ثمّ تراكم ذلك كلّه، ونما، وصار مرجعَ الإنسان في تنشئته، وتقويم سلوكه.

 ولكلِّ جماعةٍ من البشر تعيشُ في بيئة بعينها، نمطٌ من الثقافة في طرائق العيش وفي الفنّ، يأتلف، بنحوٍ ما، مع ما لغيرها، ويختلف عنه؛ يأتلف بما يشترك به البشر، ويختلف بما يكون من خصيصة البيئة، والحوادث التي تقع فيها. ولها لغةٌ هي مستودعُ الجماعة في كلّ شأن من شؤونها، وهي عنوانُها المبين. وبتراكم ذلك، وبتكرار عناصره، تُصنع هويّةُ الجماعة؛ أي سمتُها التي تدلّ عليها، وتمنح أبناءها كيانهم، وما يشتركون فيه من فكر وشعور. وكلُّ ذلك ملتبسٌ بالتاريخ، متحقّقٌ فيه، وليس شيئاً يعلو فوقه؛ أي إنّه محكومٌ بالزيادة والنُقصان، وبالتبدّل من حال إلى حال؛ مع الاحتفاظ بما هو أصل فيه.

ثمّ تجيء الدولةُ لتُعبّر عن الثقافة والهويّة معا ً؛ فتظهر الكوامنُ والمضمرات؛ ما كان منها عنصرَ قوّة وبناء، وما كان عنصرَ ضعف وهدم. غيرَ أنّ الدولةَ، بما ينبغي لها، قادرةٌ، حين تكون عادلةً رشيدةً، على تعزيز قُوى البناء، وإضعاف عناصر الهدم !

وليست الثقافةُ والهويّة شيئاً ثابتاً قارّاً لا تبدّل فيه؛ وإنّما هما في مسار التاريخ؛ ينقصُ منهما الزمنُ ويزيد؛ فإذا لزمتا حالاً واحدة من الثبات وإنكار التبدّل؛ كان ذلك إيذاناً بذبول الجماعة وأفولها.

ولقد كان للعرب، في تاريخهم، ثقافة وهويّة؛ نشأتا على مرّ الزمن وتكاملتا، واتّصلتا بالدولة أوثق صلة إذ هما مددُها ونُسغها الخفيّ، وكانتا من القوّة والوضوح بحيث طبعتا أمماً أخرى بطابعهما. وكانتا، مع ذلك، تنقلبان من القوّة إلى الضعف بين حين وآخر، وتنقلب معهما الدولة؛ فكلّما ضمرت الثقافةُ وهَت الهويّةُ وسارع الانحلالُ في الدولة.

ومن أقوى مصادر تجديدِ الثقافة والهويّة، وردِّ الحياة إليهما إذا تقادم بهما الزمن؛ العلمُ الموصول بالوقائع ! ذلك أنّه حين ينتشر منهجُه وحقائقُه بين الناس، وتذوب خلاصتُه في مسالك حياتهم يُحيي العناصرَ النافعة المفيدة ويَنفي ما سواها.

وقد تنفصل الدولة عن الثقافة والهويّة فتكون الثقافةُ والهويّة من مدار، وتكون الدولةُ من مدار آخر  كالذي جرى للعراق بعد سقوط بغداد في سنة 656 ه؛ إذ كانت الثقافة والهويّة عربيّتين، وكانت الدولةُ المتسلّطة غيرَ عربيّة ! وهذا أمرٌ، لا ريب، يُضعف الثقافةَ والهويّةَ معاً، ويردّهما إلى أوهن حالاتهما.

وحين أطلّ القرن العشرون، وانزاحت الدولة العثمانيّة عن حكم العراق بعد الحرب الأولى، وأخذت دولةٌ غازية جديدة تتوغلّ في البلد حاملةً معها شيئاً من ثقافتها، وأشياءَ من قوّتها وعنفها؛ وقع ما يزلزل الثقافةَ والهويّة، ويجعل طليعةَ المجتمع تتساءل : أين نحن من هؤلاء الغزاة ؟ وكان الردُّ الأوّلُ إقامةَ الحرب لهم، واستنفارَ كوامن الروح في مواجهة الغازي. ثمّ انجلى الأمر عن نمط جديد من الإدارة يقتحم حياةَ الناس، ويضع ثقافتهم وهويّتهم على المحكّ. وإذ رجع الناس إلى ما استقر عندهم يلتمسون صيغةً للحكم وإدارةِ البلد لم يجدوا غير صيغة الغَلَبة والقهر تتوارثها القرون قرناً عن قرنٍ ! وأرادت الدولةُ الغازية أن تجيءَ بصيغة ممّا عندها تقوم، في الظاهر، على الرضا والقبول من دون قهر وغَلَبة؛ غير أنّ ذلك لم يكن قادراً على نفي ما كان مغروساً في الأرض؛ أنّ السلطان إنّما يؤخذ بالمكر والتغلّب !

كانت عناصرُ الحداثة الوافدة من الغرب في الإدارة والسياسة، ونمط ِالعيش لا تفتأ تدقّ الأبواب، وتساور الناس، وكانت فئات من المجتمع تسعى أن تتعلّق بها، وأن تنتفع منها؛ لكنّ ذلك لم يتحقّق، عندهم، على نحو من التلاؤم والانسجام بين القديم والجديد، وظلّت العناصر غيرَ منصهرة في كيان واحد.

لقد كان من أوضح العناصر الموروثة، وأقواها، وأبقاها على الزمن؛ عنصرُ الغَلَبةِ القاهرةِ في تولّي السلطة؛ إذ كلّما زُحزح عن موقعه عاد كأقوى ما يكون وأشدّ. ولا ريبَ في أنّه هو الذي أفسد أمرَ الدولة منذ قيامها في سنة 1921، وزعزع أركانها، وحرمها الاستقرارَ والهدوء اللذين لا يستقيم بناء وإعمار من دونهما.

إنّ الدولةَ، في نشأتها واختلاف حالاتها، ثمرةُ الثقافة والهويّة؛ فإذا بدت مضطربةً مرتبكةً في إدارة شأنها؛ فإنّما مرجعُ ذلك إلى اضطراب الثقافة والهويّة وارتباكهما !

وقد اضطربت الثقافةُ والهويّة، في مطلع القرن العشرين، حين همّتا بالانفصال عن زمن اتّسم بالركود والبُطء، وحاولتا الاتّصال بزمن جديد موسوم بالتحوّل السريع؛ فكان أن نشأت دولةٌ غيرُ ثابتة الأركان؛ تقوم على الغَلَبة القاهرة، بعيدةً عن الرضا؛ يهدم بعضُها بعضاً. وما زالت، بعد مضي أكثر من مئة سنة، على حالتها تلك !

ولن يستقيمَ أمر الدولة ما لم يستقم أمرُ الثقافة والهويّة؛ واستقامةُ أمرهما مرهون بأن تنشأ ثقافةٌ تستصفي خيرَ ما في التراث من جوانبَ مشرقةٍ تُعلي شأنَ الإنسان في حريّته وكرامته، وتتّصلُ بالوقائع وتبتعدُ عن الأوهام، وتأخذُ من العلم روحه في سعة الأفق، وإدراك الحقائق والتقيّد بها؛ لكي تتعزّز بها هويّةٌ رحبةُ الجنبات تعرف معالمها وتحرصُ عليها، ولا تكره غيرها ولا تُقصيه. والسبيل إلى ذلك إنّما يبدأ بالتعليم الصحيح الذي يجعل من غايته المعارفَ والمهاراتِ، ويزيدُ في مرونة الذهن، ويغذّي تذوّقَ الفنون، والإحساسَ بالجمال؛ ويعتمد على مبدأ المحاورة، متجنّباً التلقين.

إنّ الثقافةَ الرصينةَ القائمةَ على إدراك الوقائع إدراكاً صحيحاً لا تتخلّله الأوهام قادرة على صناعة هويّةٍ واضحةِ المعالم رحبة الجَنَبات؛ تحرص على نفسها ولا تعادي غيرها؛ وكلتاهما سبيلُ الدولة الصالحة الرشيدة...!

 *****************************************

“معارك الصحراء” للمكسيكي خوسيه إميليو باتشيكو

الدكتاتورية.. عندما تشوه إنسانية الانسان

العالم رواية

محمد الأحمد

خوسيه إميليو باتشيكو شاعر لفت الأنظار بعد أن نال الكثير من الجوائز المحلية والعالمية عن مجمل أعماله الشعرية والنثرية. التي تتّسم “بالدقة الشديدة، والبساطة المُخادِعة” كما يتميز نثره “بعفوية السرد وسلاسته”. أصدر ثلاث روايات أخرى، وهي “دماء ميدوسا”، و”مبدأ اللذة”، و”سوف تموت بعيدًا”، “معارك الصحراء”، تبعها بـ “قصص الريح” التي تناول فيها موضوعات الحُب، والصداقة، والفساد، والنبذ الاجتماعي، والتطهير العِرقي وما إلى ذلك. رواية “معارك الصحراء” رواية قصيرة “نوفيلا”؛ تؤرخ للمكسيك من خلال مغامرات الشاب المراهق “كارليتوس”، من الطبقة الوسطى المولود مع عصر توسع العاصمة المكسيكية، حيث يتداخل تاريخه الشخصي بيولوجيا مع حكايات المدينة التي تعيش أزمات وجودية في حقبة زمنية تشهد بوادر الاستعمار الثقافي الوافد من الولايات المتحدة الامريكية وتجارب فردية وجماعية لمعاني النضوج والاستقلال.. تعمق فيها خطاب ثقافي سلسل الحياة كما تسلسلت الاقدار الصناعية، وسجلت للمكسيك حضورها الى العصر التقني. عهدنا فيها ضبط الايقاع في الجملة، والابتعاد عن الجملة الانشائية التي تقعِّر العمل، وتشتّت وحدته الموضوعية، على الرغم من خيانة الترجمة التي شابت الطبعة العربية الصادرة عن الهيئة المصرية العامة 2016، بتوقيع “سمير عزت”، ومراجعة “علي المنوفي”.. حيث لا أحد كان يشكّ في فساد الدكتاتور “ميغيل أليمان” وحلقته الضيقة. الذي نُصِّب رئيسًا للمكسيك في 1 ديسمبر 1946، وبقي في منصبه حتى عام 1952 عندما مُنع من الترشح لإعادة الانتخاب، فعاد إلى الحياة المدنية، وتوفي هناك بلا اهتمام. بعد ان كان يتمتع بشعبية كبيرة قبل رئاسته، وخلال سنواته الأولى كرئيس، لكنه فقد الدعم الشعبي في الأيام الأخيرة من ولايته.  هذه الرواية من أهم الروايات المكسيكية في القرن العشرين، جاءت بمتوالية (العالم القديم، كوارث الحرب، علي بابا والأربعين حرامي، مكان في الوسط، مهما كان عمق البحر، هاجس، يوم لن يتكرر، امير هذا العالم، الإنجليزية بالإجبار، امطار من نار، اشباح، حي روما).. بطريقة تشبه قصيدة النثر، المتوازية مع كثافة الأحداث التي أراد فيه كعمل فني متماسك، اذ صاغها كتوليفة حوار وعي لمسيرة “المكسيك” الذي جرت عليه الاطماع، وعرضته الحروب الى دمار وتشويه إنسانية الانسان، خاصة تحت وطأة أنظمة الدكتاتورية التي حكمت بالنار والحديد بواسطة تماثيل ليس لها قيمة، ولكنها تسلطت على العباد، وحولت الانسان الى كائن مُهَدَّمْ، بالكاد يتنفس، او يعيش بقيّة حياته كبقيّة اقرانه بين أهل الأرض. (أينما كنت تجد نفسك محاطاً بوجه السيد الرئيس: رسومات ضخمة، بورتريهات مثالية، صور في كل مكان رسوم تمتدحه، ونصب تذكارية له وقصص واساطير تروي عن التقدم الذي تحقق على يد ميجل أليمان- الرواية).

جاءت “معارك الصحراء” كمشهد بانورامي بصور متداخلة تجمع بين الثقافة، والسياسة، والاقتصاد، والدين، وعلم النفس، والتاريخ، والحضارة يدخلنا الراوي “كارلوس” / المتكلم، والمراوغة التي تنطوي على مفارقة غير واضحة: “أتذكر، لا أتذكر” (الرواية- ص9) ليعود بنا إلى العالَم القديم الذي كان يهيمن عليه شلل الأطفال، والحمّى القِلاعية، والفيضانات وسواها من أمراض العصر وكوارثه المميتة. لكن هذا العالَم الموبوء سرعان ما يتلاشى ليحل محله عالَم جديد يتسم بالثراء الفاحش لحفنة من البشر، بينما يطغى الفقر على السواد الأعظم من الناس. لكن الصناعة، والزراعة، والإعمار، وتعبيد الشوارع قد وجدت طريقها إلى العاصمة “مكسيكو” والتي غيّرت ملامحها الحضارية، بل أن الحداثة نفسها قد غزت هذه المدينة الكبيرة وصار الناس يسمعون كلمات وعبارات جديدة لم يألفوها من قبل.

الاحداث/ نهاية الحرب العالمية الثانية في أحد الأحياء المكسيكية وفي ذلك العام الذي لا يتذكره الراوي بالتحديد، والذي يعتبر عام بؤس وأسى، وأضطر الناس إلى استخدام الزوارق للتجوال إبان حكم نظام “ميجل أليمان” الاجرامي، فيما قام الرئيس السابق بالحدّ من نفوذ الكنيسة الكاثوليكية، وهيمنتها على عقول الناس البسطاء لكن الأساقفة أنشأوا ميليشيات شعبية لمقاومة سياسات الحكومة العلمانية، فأفضت صبغة مقيتة من الطائفية، حيث اندلعت  حرب طاحنة مع التيار العلماني بالنتيجة تطورت الى حرب أهلية سميت ب”الكريستيروس” عام 1929 ولم تهدأ الا بعد أن خلفت اكثر من 250 ألف قتيل برئ. حيث يسلط عليها الضوء بعد اعجابه الشديد بوالدة صديقه “جيم”، وراح يتابعها بدقة، وتكشف قصتها عن عشيقها المليونير الذي كان واحدا من بين حاشية الدكتاتور، وحالة الفساد القاهر المخيّمة على رقاب الناس. حيث ندخل إلى تشابك الأحداث ونُمسِك بالخيط الأول الذي يفضي بنا حول والد “جيم”، الشخص الغامض، الانتهازي المتبجح بقربه من السلطة، والذي يتفاخر بقيمته التي يستمدها من خلال صداقته بالرئيس “أليمان”، (وظهوره المتكرر إلى جواره في الاحتفالات الرسمية، وصوره المنشورة في الصحف والتي لا تشي بأي شبه بينه وبين ولده جيم، بينما يؤكد هذا الصبي بأنه يشبه أمه كثيرًا- الرواية).. تواجهنا أحداث متسارعة نعرف أن “ماريانا”، والدة “جيم”، هي مجرد عشيقة لذلك المليونير. أما والد “جيم” الحقيقي فهو صحافي أميركي اصطحب “ماريانا” ذات مرة في رحلة استجماميّة إلى “سان فرانسيسكو” من دون أن يتزوّجها، فحملت منه هذا الطفل الذي يتحدث الآن اللغتين الإنجليزية والإسبانية بطلاقة. ونتعرف جيدا الى طبيعة شخصية الراوي “كارلوس” عندما تسلل من المدرسة بعد أن استأذن من مدرِّس اللغة الإسبانية، وتوجّه إلى شقّة ماريانا ليقول لها: “عذرًا مدام، إنني وقعتُ في حُبِّك” (ص38) والتي بدورها لم تغضب منه، “ولم تسخر من بوْحِه لأنها كانت تفهمه، و”عليه أن يُدرك بأنه مثل ابنها، وأنها أم لأعزّ صديق عنده، وطلبت منه أن يتعامل مع الموضوع كمزحة عابرة سوف يتذكّرها بعد سنوات طويلة بابتسامة مرسومة على وجهه، لكن الأبوين لم يتعاملا معه بهذه الدماثة والحنوّ وإنما أجبراه على المثول أمام الكاهن للاعتراف بذنبه والذهاب إلى طبيب نفسي لمعالجة اضطراباته العقلية على الرغم من توبته، وتعّهده بالعودة إلى الطريق الصحيح، ومع ذلك فقد أثبتت الفحوصات بأن سلوكه الشاذ ناجم عن الشعور بالإهمال من قبل الوالدين، وقسوتهم المفرطة عليه- الرواية”. لم يكن بقية أشقائه أفضل حالاً منه، هيكتور حاول اغتصاب الخادمة. فيما أحبّت شقيقته «إيسابيلا» الممثل «استيبان» الذي أساء الأدب أمام والدها فطرده، الأمر الذي دفعهُ لاحقًا إلى الانتحار.

الأحداث مثيرة ولناس يقولون إنّ “ماريانا” قد كتبت رسالة إلى «جيم» بالإنجليزية تعتذر له فيها عمّا فعلت، وربما هناك رسالة أخرى كتبتها “الى كارلوس” مَن يدري؟ وحينما غادر المطعم الذي دعا “روساليس” إليه رأى الموت في كل مكان، ومع ذلك فقد ظل يفكر فيما إذا كانت قصة انتحارها حقيقية أم لا؟ كيف له أن يعرف هذه القصة الغامضة بعد أن هُدِّم “حي روما” برمته ولم تبقَ أي ذكرى من مكسيك تلك السنوات؟ لكن الشيء الوحيد الذي يعرفه جيدًا هو “لو كانت ماريانا على قيد الحياة فهي اليوم ابنة ستين عامًا”.

أما الراوي كارلوس الذي “يتذكّر ولا يتذكّر” فهو في منتصف العمر، وقد سرد لنا كمراهق أحبّ امرأة بعمر أمه في “العالم القديم” الذي تقوّض،

وحلّ محلهُ عالَمًا حديثًا يشعر فيه الإنسان المكسيكي بالغُربة والاغتراب معًا.

اما تسمية الرواية جاءت طبقا الى لعبة أطفال تسمى “معارك الصحراء” التي تدور رحاها بين الأطفال على أرض حمراء خالية من الأشجار والنباتات، وتلك المعارك باتت تجري بين الكبار بعد اكتشاف بانها احدى منابع الثروات، التي تتغنى بها أغنية “البوليرو” القديمة من “بورتوريكو” التي يقول مطلعها: “مهما كان علوّ السماء/ مهما كان عمق البحر/ حبّي العميق لكِ سيحطِّمُ من أجلكِ كل جدار” (الرواية - ص10).

*********************************

الصفحة الثانية عشر

هنأوا العمال بعيدهم.. شيوعيو المثنى يزورون معمل سكك السماوة

 السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، الأربعاء الماضي، معمل سكك السماوة، وقدم التهاني إلى إدارته وكوادره في عشية عيد العمال العالمي الأول من أيار.

واستقبل مدير المعمل د. مكي جابر ناصر الوفد بترحاب، وتلقى منه التهاني في المناسبة. ثم تحدث له عن طبيعة عمل المعمل، وإنجازاته الأخيرة، ومنها تصليح أربعة قطارات وإعادتها للعمل، وتصليح أحواض نقل الكاز والحبوب والحجر لبعض القطارات، فضلا عن إنجاز 100 حوض لنقل النفط الأسود، مبينا أن كل هذه الجهود تمت بفضل همّة العمّال وجهودهم.

وعن المعمل ذكر د. ناصر أنه من أكبر معامل القطارات في الشرق الأوسط، من حيث مساحته ومعداته وعمّاله الذين يمتلكون خبرة في مجال تصليح القطارات وملحقاتها. 

وتجول الوفد في أروقة المعمل، يرافقه المدير ومدراء الأقسام. واطلع على أداء العمال ولمس إبداعا وابتكارا في ادائهم، ثم هنأهم باسم الحزب بعيدهم، وتمنى لهم التقدم والنجاح. كما وزع من جانب آخر ذكر مسؤول وحدة القطارات بهاء يوسف للوفد، أن المعمل يعاني من قلة الكوادر بعد إحالة كثيرين من العمال على التقاعد دون أن يتم تعويضهم بآخرين، مضيفا أن الرواتب قليلة جدا ولا تتناسب وجهود العمل، وأن نظام الحوافز ألغي في المعمل.

ولفت يوسف إلى أن الكثيرين من العمال لم يحصلوا على قطع أرض، وأن بعض الأجراء لم يثبتوا على الملاك الدائم.

والتقى الوفد بالعاملة محاسن عبد الحسين، المعروفة بإبداعها ومهارتها. إذ قامت بتصليح شاحنة قطار عاطلة، باستخدام مواد محلية الصنع – وفق ما ذكرت لـ “طريق الشعب”. 

 *********************************************

4 كيلومترات.. جامعة السليمانية تنظم ماراثونا مختلطاً

السليمانية – وكالات

نظمت جامعة السليمانية الجمعة الماضية، ماراثونا جماعيا (ذكورا واناثا)، بمشاركة مجلس الجامعة وأساتذتها وطلبتها وموظفيها، إضافة إلى العديد من الأطفال.

الماراثون الذي نُظم بإشراف كوادر كلية التربية البدنية والعلوم الرياضية في الجامعة، دار حول الحرم الجامعي بمسافة 4 كيلومترات. وقسم الماراثون إلى فئات، هي: مجلس الجامعة، تدريسيي الجامعة وموظفيها، فئة الذكور وفئة الاناث.

 ***********************************************

من شعارات الحزب الشيوعي العراقي

في أول أيار ٢٠٢٣  

  • كل الدعم والاسناد لعمال وموظفي شركات وزارة الصناعة لوقف خصخصتها
  • نطالب بالتطبيق الكامل لقانون العمل رقم ٣٧ لسنة ٢٠١٥
  • نطالب بتشريع قانون للتقاعد والضمان الاجتماعي والصحي  للعمال  
  • لا للسلاح المنفلت.. نعم لدولة المؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية
  • نحو التغيير الشامل وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية

 *************************************************

بغداد على موعد مع تظاهرة ثقافية

بغداد – طريق الشعب

يستعد الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق لعقد “تظاهرة ثقافية كبيرة” في بغداد، احتفالا بيوم الأديب العراقي 7 أيار، الذي اتخذه الاتحاد موعدا سنويا لتنظيم فعاليات أدبية متخصصة، بالتزامن مع تاريخ تأسيسه عام 1959.

وقال الاتحاد في بيان صحفي اطلعت عليه “طريق الشعب”، أن يومي الأحد والاثنين 7 و8 أيار المقبل، سيكونان جامعين لبرنامج ثقافي متميز، يتضمن تكريم أسماء مهمة من الأدباء الكبار، فضلا عن عقد مهرجان “جواهريون” للشعراء الشباب بدورته الرابعة – دورة الشاعر الشاب الراحل أكرم الأمير.  وأضاف قائلا أن البرنامج سيتضمن أيضا توزيع جائزة “مسابقة الأدباء الشباب” في دورتها الرابعة، التي أعلن الاتحاد عن نتائجها في آذار الماضي، مشيرا إلى أن اللجنة الثقافية للاتحاد ستدعو الفائزين للاحتفاء بهم وتسليمهم جوائزهم وتوقيع كتبهم الفائزة، التي طبعت ضمن منشورات الاتحاد، إلى جانب مجموعة شعرية للشاعر أكرم الأمير، عنوانها “الاسم الثلاثي لآدم”، يتم توزيع نسخ منها على الحاضرين.

وأوضح البيان أن الفعاليات ستتوزع على أماكن عديدة، أبرزها “نادي الصيد العراقي” وكلية الإعلام بجامعة بغداد وأروقة الاتحاد وقاعاته، منوها إلى أن الفعاليات الأدبية سترافقها نشاطات موسيقية ومعرض تشكيلي ومسرحية وفيلم قصير عن جائزة الشباب والشاعر أكرم الأمير.

 ***********************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • الصديق سعيد روضان مائة دولار.
  • الصديق فريد الطائي مائة دولار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 *****************************************

إصدار.. جدل كردستاني على ضفاف دجلة

عن “مؤسسة المسرى” الإعلامية، صدر حديثا كتاب بعنوان “جدل كردستاني على ضفاف دجلة”، من تأليف ستران عبد الله.

يتضمن الكتاب مقالات كتبها المؤلف في أوقات مختلفة، وتناول فيها قضايا الكرد وملفهم العراقي، والعراق في بعده الكردي.

يقع الكتاب في 204 صفحات من القطع المتوسط.

 ******************************************

تحت اسم الفنان ناظم الغزالي.. «روضة دار السلام»  تحتفل بتخرج تلاميذها

بغداد - تضامن عبد المحسن

أقامت “روضة دار السلام” التابعة إلى مدرسة الموسيقى والباليه، الأربعاء الماضي، حفلا في مناسبة تخرج دفعة جديدة من تلاميذها، وذلك تحت اسم “دورة الفنان الكبير ناظم الغزالي”.

الحفل الذي أقيم على “قاعة عثمان العبيدي” في مقر دائرة الفنون الموسيقية، افتتح بإنشاد جمع من تلميذات وتلاميذ الروضة النشيد الوطني.

وتخللت الحفل الذي حضره وكيل وزارة الثقافة ومدير عام دائرة الفنون الموسيقية د. عماد جاسم، إلى جانب جمع من التربويين وأولياء الأمور، فقرات فنية عدة ساهم فيها تلاميذ الروضة، منها غناء جماعي لأغنيات تراثية عراقية، وعرض أزياء، ورقصات باليه ودبكات.

وفي سياق الحفل، ألقى د. عماد جاسم كلمة اثنى فيها على الكوادر التدريسية والفنية لما تبذله من جهود مع التلاميذ.

وقال: “حاولنا ان نعمل ونجتهد رغم ضعف الامكانات المالية”، مبينا أنه من المؤمل أن يتم تطوير مدرسة الموسيقى والباليه والروضة للعام الدراسي القادم.