اخر الاخبار

الصفحة الأولى

التغير المناخي يهدد شواهد حضاراتنا.. الإهمال وشحة التخصيصات وراء محنة البيوت التراثية والمواقع الأثرية

بغداد – تبارك عبد المجيد

تمتاز كل محافظة عراقية بميزة تاريخية وثقافية، تتمثل بوجود عدد كبير من الصروح التاريخية الهامة كالمتاحف والمدارس والمكتبات والساحات؛ إذ أن هناك عشرات الابنية التي يعود تاريخها الى مئات السنين، والى حقب زمنية مختلفة، لكن غالبية تلك الأبنية التراثية تعاني إهمالاً كبيرا من قبل الجهات المعنية.

وما يزيد الطين بلة، أن هناك عدم دقة في إعادة التأهيل والاعمار، وفيما يتحول بعض من هذه الصروح الى مكب للنفايات يندثر بعض آخر بسبب التغيرات المناخية، ما جعلها تفقد رمزيتها التاريخية.

ومن المعالم التي تحولت الى مكب للنفايات، جامع “مرجان” الأثري في العاصمة بغداد، الذي يعود تاريخ بنائه إلى العصر العباسي.

إهمال يتسبب بالانهيار

يقول حازم الصائغ، الذي يعمل في دائرة الآثار في محافظة واسط، ان “اعمال الترميم غير الصحيحة وغير المدروسة، التي يقوم بها في اغلب الأحيان اشخاص غير مؤهلين، ساهمت في طمر القيمة التاريخية والتراثية لهذه المباني”.

ويضيف الصائغ في حديث مع “طريق الشعب”، ان “أعمال التأهيل والترميم يجب أن تتم وفق عمليات فنية دقيقة جدا، ومن قبل كادر علمي متخصص ومحترف، وعلى دراية عالية بكيفية التعامل مع هذه الاماكن والقطع”.

ويشير الى ان “عمليات الترميم شوهت العديد من الأماكن الحضارية والتاريخية، وبسبب سوء المواد المستخدمة وغياب الاحترافية والدقة في العمل، فقدت هذه الصروح رونقها الأصلي”.

ويستذكر الصائغ موقفا حصل في المحافظة، قائلا انه “بسبب موجة الامطار الشديدة التي تعرضت لها مدينة الكوت، انهار منزل يقدر عمره بأكثر من 100 عام وهو منزل الجنرال البريطاني طاوزند قائد الجيش البريطاني”.

ويرى ان السبب الرئيسي في انهيار المنزل هو غياب المتابعة والمراقبة وفقدان عمليات التأهيل والصيانة، مشيرا الى ان تلك الأعمال عادة ما يعهد بها الى مقاولين عاديين.

ويقترح الصائغ ان يكون هناك تعاون مع المنظمات الاجنبية المتخصصة بترميم وصيانة الاماكن التاريخية والتراثية من اجل اعادة تأهيلها والاستفادة منها، كونها موردا سياحيا واقتصاديا.

قلة التخصيصات المالية

منقب الاثار بدائرة اثار واسط، مصطفى الغزي، يقول ان “البلد يحتضن العديد من المواقع الاثرية، التي يفوق عددها 15 ألف موقع أثري، تعود الى حقب مختلفة”، لافتا الى احتواء محافظة واسط الكثير من هذه الاثار بضمنها الآثار الشاخصة في مدينة واسط الأثرية، أحدى أهم المدن العربية الإسلامية، وتقع على بعد (65 كم) إلى الجنوب الشرقي من مدينة الكوت – مركز محافظة واسط، وهي مدرجة على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي”.

 يتحدث الغزي لـ “طريق الشعب”، عن أبرز معاناة هذه الاثار، مشيرا الى وجود شح في التخصيصات المالية اللازمة لزيادة الاهتمام فيها.

ويضيف ان “العديد من الاثار تتعرض لحالات عبث وإضرار إنساني إضافة الى مساهمة الظروف الجوية والتغيرات المناخية القاسية في ارهاق تلك المواقع، وجعلها آيلة للسقوط بسهولة”.

ويعتبر الغزي ان “عمليات الاستثمار الجارية والسابقة لا تلبي الطموح”، مشددا على ضرورة استثمار الطاقات البشرية العاملة في مجال الاثار، والعمل على رفع قدراتهم الفنية والعملية والمادية، إضافة الى تفعيل دور التسويق الإعلامي الإيجابي، وبث الوعي الحضاري لدى عامة المجتمع، بما ينعكس إيجاباً على زيادة مستويات الاستثمار وتوسيع آفاقها بشكل تدريجي.

فيما يذكر مدير دائرة الاثار والتراث في محافظة البصرة، مصطفى الحسيني، انه “بعد استخراج الاثار في عمليات التنقيب، تكون عرضة للعوامل المناخية كالرياح والرطوبة لذا تكون بحاجة الى صيانة ومتابعة”، مشيرا الى ان هذه العمليات لا يمكن ان تسمى عمليات “تنقيب” كونها غير مصحوبة بعمليات الصيانة.

ويكشف الحسيني لـ”طريق الشعب”، عن وجود مشاريع في عدة محافظات لإعادة ترميم الكثير من الاثار، بعض منها سيكون في محافظة ذي قار التي تحوي 1200 موقع اثري، وفي الديوانية التي تحتوي على اكثر من 1500 موقع.

وينوه بان هذه العمليات غير كافية كون البلد يحوي كماً هائلاً من الاثار، التي تحتاج الى عمليات صيانة دورية بشكل احترافي ودقيق، لا يجعلها تفقد رمزيتها.

 *******************************************

راصد الطريق.. ويتواصل الفساد .. على قدم وساق

كشفت هيئة النزاهة البارحة عن مخالفات في تحويل أراض ٍ قيمتها 8 مليارات دينار خلافا للضوابط، في عدة دوائر بمحافظة واسط.

وأعلنت الهيئة ضبط هدر واستحواذ على المال العام بنحو 19 مليار دينار، توزعت بين هدر في مشاريع بمحافظة ميسان، واختلاس في شركة نفط ميسان.

وكشف مصدر مسؤول عن صفقة فساد جديدة عبر ما يسمى “الهوية الضريبية للأفراد”، التي تكلف دولارا واحدا وتباع مقابل 10 دولارات. علما انها هوية غير مهمة ولا دور لها في المعاملات الرسمية، وهذا نوع جديد من الفساد ينتشر في جميع مفاصل الدولة.

هذا غيض من فيض معلومات وتصريحات رسمية خلال يومين فقط، وربما هناك غيره من المعلن وغير معلن.

الفاسدون يتفننون والنهب مستمر على قدم وساق، والإجراءات لم تصل حتى الآن  الى ملفات كبيرة، محروسة برشاشات ومدافع المحاصصة والتخادم السياسي.

والدليل الصارخ ان سرقة القرن لم يسترجع من مبالغها سوى 400 مليار من أصل 3,7 ترليون دينار.

من يا ترى سيصفّي بؤر الفساد، ويوقف هدر المال العام؟

ولماذا يبقى الفساد يفرّخ ويفرّخ .. رغم كل ما يعلن من إجراءات للحد منه؟

 *****************************************

دخان المعامل يخنق المناطق السكنية

بغداد ـ محمد التميمي

ضمن سلسلة التقارير التي تعدها جريدة “طريق الشعب”، حول قطاع البيئة، والتحديات التي تعصف بواقعه في العراق، والتي تحمل اشكالا عديدة وفق ما يراه مختصون، منها ما يفرضه التغير المناخي، أو تقصير ولاأبالية الجهات المعنية والضعف القانوني الخاص بحماية وتحسين البيئة، اضافة الى غياب السياسة البيئية والتخطيط السليم في هذا الملف.

***********************************           

الصفحة الثانية

التخطيط تسجل 3 ملايين و400 ألف رقم وظيفي

بغداد ـ طريق الشعب

أحصت وزارة التخطيط، امس الأربعاء، أعداد المُسجلين المُدخلين بمنصة الرقم الوظيفي، فيما أوضحت بشأن مزدوجي الوظيفة.

وقال المتحدث باسم الوزارة، عبد الزهرة الهنداوي، إنّ “إجراءات العمل في منصة الرقم الوظيفي ما زالت مستمرة، ووصل عدد الأرقام الوظيفية الممنوحة نحو 3 ملايين و400 ألف رقم”.

وأضاف الهنداوي أنه “بالنسبة لمزدوجي الوظيفة، فسيتم تدقيقهم بعد اكتمال المنصة”.

وكان المتحدث باسم وزارة التخطيط، أكد في وقت سابق أن “الموظفين الذين عينوا حديثاً، سيتم إدخال بياناتهم ومنحهم أرقاماً وظيفية، في المراحل المقبلة من عمل المنصة.

-*----------

العراق يستعيد 4 آلاف قطعة أثرية مُهرّبة

بغداد ـ طريق الشعب

كشف رئيس محكمة استئناف نينوى القاضي رائد حميد، إن القضاء تمكن من استعادة آلاف القطع الأثرية المسروقة، مشيرا في الوقت ذاته ان تنظيم داعش كان يوهم الناس بتدميرها لكنه كان يقوم ببيعها ابان فترة سيطرته على مناطق تقدر بثلث مساحة العراق في أواسط العام 2014.

وقال حميد إنه عندما سيطر تنظيم داعش الإرهابي على محافظة نينوى وأنشأ دولة الخرافة المزعومة حيث ‏تعرضت مدينة الموصل لوحدها ومنذ سقوطها على يد التنظيم المتطرف داعش إلى حملة ‏واسعة النطاق لنهب الآثار كان الهدف منها تمويل التنظيم من جهة وتدمير تاريخ المدينة وارثها ‏الحضاري والتراثي من جهة أخرى.

وتابع بالقول إنه، تم تدمير المواقع الأثرية التي من الصعب حملها وبيعها والاستفادة من ‏عائداتها في تمويل نشاطاته الإرهابية ومنها موقع نمرود الأثري والحضر ‏ومنارة الحدباء وتفجير المراقد المقدسة مثل مرقد النبي يونس والنبي ‏شيت وتدمير بعض القطع الأثرية التي تشير المعلومات إلى أنها قطع مزيفة و‏مشابهة للآثار الأصلية حيث استعان التنظيم بخبراء مختصين في صنع ‏قطع مشابهة للآثار الموجودة في مكتبة النمرود ومتحف الموصل من مادة ‏الجبس وهدمها أمام كاميرات التصوير ليوهموا العالم بأنهم حطموها

وأضاف القاضي حميد أن القضاء العراقي نجح في استعادة العديد من القطع الأثرية ومنها من موقع (هوبي لوبي) لبيع التحف الفنية وتمت استعادة 3817 قطعة أثرية منها، كما تمت استعادة 78 قطعة أثرية من لبنان و32 قطعة من بريطانيا واستعادة ملف الأسرة المالكة من السعودية وقطع اخرى من هولندا والنرويج خلال السنوات الماضية.

 ************************************

مطالبات بتوفير فرص عمل وبحماية الموظفين.. المتقاعدون يتظاهرون أمام المنطقة الخضراء

بغداد ـ طريق الشعب

استأنف المواطنون في عدد من المحافظات حراكهم الاحتجاجي الدوري، فور الانتهاء من عطلة العيد، مطالبين بتوفير فرص العمل، فيما شهدت محافظتا البصرة وذي قار وقفات احتجاجية للموظفين، احتجاجا على تعرض زملائهم للاعتداء من قبل مجهولين، اثناء تأدية واجباتهم.

المتقاعدون

وفي العاصمة بغداد، تظاهر العشرات من المتقاعدين المطالبين بزيادة رواتبهم وتضمين ذلك في موازنة العام الحالي.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من المتقاعدين نظموا تظاهرة قرب بوابة المنطقة الخضراء مطالبين بانصافهم وزيادة رواتهم والالتفات الى معاناتهم وعدم تجاهل مطالبهم المشروعة.

فرص العمل

وتظاهر العشرات من خريجي الكليات والمعاهد، امام ديوان الحكومة المحلية في محافظة البصرة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان العشرات من خريجي الكليات والمعاهد في المحافظة، نظموا تظاهرة حاشدة امام ديوان المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل سواء في القطاع العام ام الخاص.

الاعتداء على الموظفين

الى ذلك، نظم عدد من الموظفين ومدراء الاقسام في شركة نفط البصرة، وقفة استنكارية امام مبنى الشركة “الزقورة” احتجاجا على استهداف زميل لهم من قبل مجهولين اثنين.

وذكر عدد منهم انهم يستنكرون ما تعرض له زميلهم حيدر طه الموظف القانوني في شعبة الاراضي والتجاوزات في الشركة، من محاولة اغتيال بسبب اداء واجباته الوظيفية بكل مهنية دون ضغط الخارجين عن القانون بحسب تعبيرهم، مطالبين شركة نفط البصرة والحكومة المحلية والاجهزة الامنية باتخاذ الاجراءات الاحترازية وعدم السماح بتكرار مثل هذه الحوادث.

واستهدف مسلحان مجهولان يوم الثلاثاء الماضي، مسؤول شعبة الأراضي والتجاوزات التابعة للقسم القانوني في الشركة، ما أدى إلى إصابته أمام منزله في منطقة الأربع شوارع بمركز المحافظة.

الى ذلك، نظم موظفو دائرة بلدية الناصرية، وقفة احتجاجية، استنكارا للاعتداء الذي تعرض له مدير الدائرة علي عبد الستار من قبل عدد من الاشخاص.

وبين معاون مدير الدائرة عماد علي، ان طبيعة الاعتداء كانت من قبل عدد من الأشخاص الذين يستقلون دراجات نارية بعد خروجه من الدوام المسائي، حيث قاموا بالتهجم عليه والاعتداء على مركبته دون معرفة الأسباب، داعيا الجهات الأمنية الى اخذ دورها في حماية الموظفين بالدائرة، كونهم يؤدون خدمة عامة.

من جهتهم، تظاهر العشرات من خريجي كليات التربية والمعاهد، أمام مبنى محافظة كربلاء، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وطالب الخريجون بتوفير فرص عمل لهم في مؤسسات وزارة التربية والتعاقد معهم وتضمين ذلك في موازنة عام 2023.

اضراب في السليمانية

ومع أول يوم لاستئناف الدوام بعد عطلة العيد، نظم موظفو بلدية السليمانية اضرابا عن الدوام، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.

واشار سردشت رفيق، المتحدث باسم رئاسة بلدية محافظة السليمانية الى أن الموظفين اعلنوا الإضراب بسبب عدم تسلمهم الرواتب، وكذلك الاعتراض على أن الكثير من واردات البلدية، لا تُصرف على الخدمات في السليمانية.

وأضاف، أن الموظفين سيواصلون الإضراب لحين تسلمهم الرواتب.

ويقول الموظفون في البلدية، إنهم لم يتسلموا رواتبهم لشهر آذار رغم قرب انتهاء شهر نيسان الجاري.

 ***********************************

شيوعيو البصرة يتفقدون رفيقهم كاظم رضا

البصرة – طريق الشعب

زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي في البصرة، أخيرا، الرفيق كاظم رضا زاهدي (أبو حيدر) في منزله بمركز المحافظة، وذلك للاطمئنان عليه بعد تعرضه إلى وعكة صحية.

واستقبل الرفيق أبو حيدر الوفد بترحاب، وتلقى منه الأمنيات بالشفاء العاجل والعودة إلى نشاطه المعهود.

 **************************************

شيوعيو الكاظمية يحشدون لمسيرة أول أيار

بغداد ـ طريق الشعب

مع اقتراب مناسبة عيد العمال العالمي، زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الكاظمية (محلية الكرخ) ببغداد معمل السجاد اليدوي في المدينة.

وكان في استقبال الوفد المهندس حيدر المعموري وعدد من المسؤولين والعمال.

ووجه الوفد الزائر دعوة للعاملين للمشاركة في مسيرة الأول من أيار.

 ********************************

كل خميس.. رفيقي وخِلّي رمز الصمود

جاسم الحلفي

بعد أيام من انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من معتقل الخيام في جنوب لبنان يوم 23 أيّار 2000 زرت المعتقل مع وفد ضم ناشطين دوليين من جنسيات متنوعة، مناهضين لتوحش رأس المال المالي، وكان بينهم المفكر الراحل سمير امين.

وجاء الانسحاب بفعل الضربات الموجعة للمقاومة اللبنانية الباسلة، وفي قلبها بطلات وابطال الحزب الشيوعي اللبناني، والتي انهكت قوى المحتلين. وقادنا في الزيارة احد سجناء المعتقل السابقين، وقد دفعني فضولي الى دخول أحدى الزنزانات الانفرادية، لكن مكوثي فيها لم يدم سوى دقائق، بعد ان أوصدت الباب عليَ وعم ظلام دامس مخيف وشعرت ان الهواء قد بدأ ينفد فسارعت الى الخروج. وعندها تزاحمت الأسئلة في ذهني بحثا عن تفسير لقدرة المناضلين على تحمل قسوة الجلاد والصمود امام التعذيب، وعن شعور السجين المكافح في زنازين صممت لتحطيم إرادته واضعاف طاقته وتبديد حلمه.

حينما تتجول في أروقة المعتقل – المتحف - وتبصر أدوات التعذيب الرهيبة، تقفز الى ذهنك وحشية السجانين وقسوة الجلادين الهادفة الى كسر إرادة الانسان ومحاولة مسخه، وتداهمك الصور المروعة التي عكسها ادب السجون ومدونات المناضلين، ومنها كتاب “تحت اعواد المشانق” للمناضل الشيوعي التشيكي يوليوس فوتشيك، وما ابدعه الراحل عبد الرحمن منيف في “شرق المتوسط” و”الآن.. وهنا او شرق المتوسط مرة أخرى”، وبالخصوص الفصل المعنون “حرائق الحضور والغياب”، حيث تفاصيل اعتقال بطلها الحقيقي، رفيق الدرب وحبيب الروح والصديق الاعز حيدر شيخ علي، الذي اختار له المؤلف في الرواية اسم “طالع العريضي”. وقد عانى سبع سنين في سجن “افين” الإيراني الرهيب والمسمى في الرواية “سجن العبيد”، والذي ورثه نظام الجمهورية الإسلامية من النظام الشاهنشاهي، وأبقى عليه للتنكيل بالمعارضين وأصحاب الرأي. فيما أوكل ادارته الى بعض ضحاياه السابقين، ذوي النزعات السادية، الذين تفننوا في تعذيب ضحاياهم من اليساريين، زملائهم السابقين في السجن، الذين عاشوا معهم في  الزنازين الرهيبة ذاتها.

وقد التقيت بعد عودتي من بيروت آنذاك بحيدر شيخ علي، الذي عانى اكثر من سنة من محكوميته في زنزانة انفرادية، لم تكن أوسع من التي زرتها في معتقل الخيام. وفيها تعرض لتعذيب بالغ الوحشية، جعله يموت بطيئا، لكنه فاجأ الجلادين بصمود بطولي اذهلهم، وقوّى عزائم من كان معه من اليساريين الإيرانيين.

وفي لقائي معه باغتّه بسؤال عن قدرة الانسان رغم ضعفه على تحمل كل تلك الاهوال. فكان الجواب هائلا ايضا بقوته: “الامر في منتهى البساطة، حبي للحياة وكفاحي من اجل كرامة الإنسان هما قوة تقهر سوط الجلاد. الحياة التي أحبها ويسحرني جمالها اولا، وشرف الكلمة ثانيا، هما سر صمودي، والجلاد مهما أرعد وأزبد وعذّب، أضعف من المناضل المتشبث بالحياة”.

وأعاد هذا الى ذهني ما علق به عن سر صمود طالع العريضي في الرواية: “أنت الآن في مواجهة التحدي الكبير، إما أن تصمد أو تسقط،  فيشمخ في داخلي نداء عات، صوت كأنه الطوفان: الإنسان لحظة قوة، وقفة عز، فأحذر”

داهمني هذا وقد مرت عليه سنوات، وانا اتابع صراع حيدر اليوم مع مرض استعصى بخبثه على الأطباء، فالخلايا الخبيثة تشن كل يوم هجوما جديدا وتقضم من احشاء جسده المنهك، ولا تبقي شيئا لمبضع الطبيب. لذا أوقف الاطباء العلاجات، بعد ان لم يعد جسده يستجيب لها، وأبقوا على المهدئات فقط، التي تخفف من أوجاعه المبرحة.

ها انا اليوم استذكر عنفوان تحديه، واشاهد تسجيلات فيديو قصيرة سجلتها له ذات يوم، وهو يتحدث عن عذابه وصموده في السجن، مستمدا منه الامل في صموده مجددا، وهو القائل على لسان طالع العريضي في الرواية المذكورة: “كان العناد الرفيق الذي لم يتخلّ عني لحظة واحدة، كان يسندني بقوة، كان يصرخ: “احتمل سوف يتعبون”.

والان أقول لك يا رفيقي وِخِلّي: تحمّل، فالمرض الخبيث الى هزال وكلل، وسيستسلم لأرادتك التي قهرت اعتى الجلادين وافظعهم، وستنهض انت نشيطا معافى..

 ******************************

الصفحة الثالثة

مديرية الرصافة الثانية تسجل أعلى نسبةٍ لها.. الرشوة تستفحل في قطاع التعليم  وضحيتها الطلبة والتلاميذ

بغداد – طريق الشعب

لم ينس أرباب الرشوة قطاعي التربية والتعليم في البلاد، حيث تمكنوا من اختراق العملية التعليمية وارهاقها، كما اثروا على جودة ورصانة التعليم، وعكسوا وجها اخر لبعض للمدرسين من ضعاف النفوس.

ويتعرض بعض طلبة المدارس الثانوية الى الابتزاز من اجل دفع رشوة مالية مقابل عبورهم مرحلة دراسية او لضمانهم مقعدا في الامتحانات النهائية.

وتعقيبا على ذلك، يقول تربويون ان «اللوم لا يقع فقط على الأساتذة الذين يطلبون مبالغ مالية انما أيضا على أهالي الطلبة الذين يقبلون ان يكونوا جزءا من هذا الفعل المشين، الى جانب غياب الرقابة والمتابعة الحقيقية من الجهات المعنية لهذه الحالات».

ورصدت «طريق الشعب» حالات الابتزاز من هذا النوع، حيث كان اخرها ضبط أحد مدراء المدارس المتوسّطة في بغداد متلبساً بتسلم أكثر من نصف مليون دينار مقابل التلاعب وتغيير الدرجات الخاصة بأحد الطلاب!

وعن حالة أخرى تم ضبط مديرة مدرسة وهي تتسلم مبلغ الرشوة من المشتكي، الذي تعرض للابتزاز والاجبار على دفع مبلغ مالي مقابل قبول ابنته في الصف الأول الابتدائي في إحدى المدارس الحكومية، وسط العاصمة بغداد.

نسب تعاطي الرشوة

ويتعمد موظفو التربية تأخير إنجاز المعاملة لغرض دفع الرشوة. وعدت هيئة النزاهة ان نسبتهم تقدر بـ 37 في المائة، اما نسبة الابتزاز الذي يبادر من قبل موظفين التربية فقد بلغ 23 في المائة، وبنسبة 62 في المائة ممن دفع الرشوة تم عن طريق وسيط، فيما دفع 33 في المائة منهم الرشوة للموظف بطريقة مباشرة. وسجلت مديرية تربية القادسية أعلى نسبة في تعاطي الرشوة اذ بلغت 43 في المائة، تلتها تربية كركوك بنسبة 23 في المائة ثم البصرة 21 في المائة، وفي دفع الرشوة كانت القادسية هي الأعلى أيضا بنسبة بلغت 10 في المائة تلتها تربيتا البصرة وكركوك بنسب 6 في المائة و4 في المائة على التوالي.  فيما سجلت مديرية تربية المثنى أقل نسبة في تعاطي ودفع الرشوة وبلغت 6 في المائة و1 في المائة تواليا، وهذا بحسب الاحصائيات التي ذكرتها هيئة النزاهة في بيان صدر عنها يوم 31 اذار الماضي، والتي اشارت الى استبعاد نتائج مديرية تربية الأنبار، لوجود خلل في منهجية البحث في اختيار العينة المستهدفة وقلة عددها.

اما في العاصمة بغداد فقد ذكرت الهيئة ان مديرية تربية الرصافة الثانية سجلت اعلى نسبة في تعاطي الرشوة بنسبة 58 في المائة تلتها تربية الرصافة الأولى والكرخ الثالثة بنسبة 21 في المائة.

من يدفع يضمن النجاح!

ويشير الناشط الطلابي، حسين الوحاش، عضو اتحاد الطلبة العام/ فرع بغداد، الى وجود حالات ابتزاز يتعرض لها طلبة المدارس الثانوية، تحديدا في المراحل المنتهية من قبل بعض الأساتذة، مستشهدا بوجود مدرس لمادة الرياضيات طلب من طلابه الاشتراك في دروس خاصة مقابل دفع مبالغ مالية ليست بالقليلة، لمن يريد النجاح. ويضيف في حديثه مع «طريق الشعب»، ان العديد من الطلاب ضمنوا مقعدا في الامتحانات النهائية (البكالوريا)، فقط لكونهم مشتركين في المعاهد الخاصة بأساتذة المدرسة، بالرغم من رسوبهم في المواد داخل مدارسهم. ويشدد بعض الأساتذة مع الطلاب الذين يرفضون مقترحاتهم، وقد يصل الامر الى التعمد برسوبهم، بحسب ما أضاف الوحاش.

موقف وزارة التربية

وبعد كشف مجموعة من الطلاب عن حالات الابتزاز ودفع رشوة مقابل دخلوهم الامتحانات النهائية، وجه وزير التربية مباشرة بالتحري عن صحة الادعاء، وأحال في الوقت ذاته خمس إدارات مدرسية إلى التحقيق للتأكد من الموضوع، مطلعاً على سجلات زيارة المعاهد التي كانت خالية من توقيع الإشراف، فيما قرر إعفاء مديري قسم الاشراف الاختصاصي والتربوي ومدير التعليم الأهلي التابع لتربية الكرخ الاولى من مهام عملهم.

وأصدرت وزارة التربية حزمة من القرارات المتعلقة بمواجهة ابتزاز الطلبة والضغط عليهم لأجل دفع رشوة، بحسب ما قال المتحدث الرسمي لوزير التربية، كريم السيد، مشيرا الى ان وزير التربية أجرى زيارات ميدانية وباشر فتح تحقيق فوري وتشكيل لجنة خاصة بالشأن.

ويبين كريم في حديثه مع «طريق الشعب»، ان «ممارسات دفع الرشوة يحاسب عليها القانون العراقي، وفق قانون العقوبات، المادة 111 لسنة 1969 المعدل، ما يجعل الامر قضائيا».

ويشير الى ان وزارة التربية أعادت النظر في المدارس الأهلية، كخطوة مرتبطة بشكل أساسي بإيقاف حالات دفع الرشوة، إضافة الى زيادة القيود لمن يعطي دروسا خاصة.

وأغلقت وزارة التربية عددا كبيرا من المعاهد الدراسية غير المجازة رسمياً بعد مخالفتها شروط الفتح بصفوف كرفانية تكاد تفتك بحياة الطلبة.

انخفاض جودة التعليم

وفي ختام الحديث يقول السيد ان الوزارة عازمة على إيقاف الاليات والأساليب التي اضعفت التدريس الحكومي، واجبرت الطلاب على اللجوء للتدريس الخصوصي، مؤكدا على انتشال التعليم من تركته القديمة تحقيقا للرصانة العلمية، وابعاده عن شبهات الفساد».

ويذكر التربوي، احمد غازي ان «عمليات الابتزاز ودفع الرشوة اثرت بشكل كبير على المستوى العلمي للطلبة بشكل خاص وللمدرسة بشكل عام، وذلك عن طريق عبور من لا يستحقون الاشتراك في الامتحانات الوزارية»، مضيفا ان هذه الأساليب جعلت من جودة التعليم تنحسر، فيما تؤثر سلبا على نسب النجاح للمدرسة التي تتبع هذا المنهج غير الرصين.

ويرى ان مسألة دفع الرشوة تنتشر في المناطق المترفة ماديا، بسبب ارتفاع مستوى الدخل للعوائل فيها.

إعادة رصانة التعليم

ويؤكد ان إعادة هيبة ورصانة المؤسسة التربوية تبدأ من أصحاب القرار والجهات المعنية، ابتداء من وزارة التربية وما تصدره من قرارات تجاه العملية التربوية في البلاد، مشددا على ضرورة إعادة تقييم هذه العملية، كون العديد من التغييرات بالقوانين جرت بعد العام 2003 لتلائم الوضع الجديد»، لافتا الى ان نظام المدارس الثانوية والابتدائية ونظام الامتحانات شرع في العام 1977.

ويتابع، ان هناك إجراءات أخرى تساهم في إعادة رصانة التعليم، تتمثل بتحسين مستوى الدخل الشهري للمعلم والمدرس بما يلائم متطلبات العيش الكريم، إضافة الى اختيار الكفاءات والإدارة الصحيحة للمدارس، بالاعتماد على المهنية والابتعاد عن المحسوبية والحزبية التي اسهمت بشكل كبير في انهيار العملية التربوية.

غياب الرقابة

تقول التدريسية نور عادل الخفاجي، ان «مسألة دفع الرشوة بين المدرس والطالب قد استفحلت في السنوات الاخيرة بسبب غياب الرقابة والمتابعة الحقيقية على المدارس، وضعف وسائل الردع القانوني والاخلاقي»، الامر الذي يجعل المدرسين يتلاعبون بدرجات الطلبة كيفما يريدون.

وبحسب الخفاجي فإن هذه المسالة لا تقع عاتق المدرس فحسب انما أهالي الطلبة يعدون مساهما بشكل غير مباشر في استفحال هذه الحالة، كونهم يقبلون على انفسهم ممارسة هذا الفعل لأجل إنجاح اولادهم وعبورهم من مرحلة الى اخرى، بطرق غير مشروعة.

 ***********************************

لمناسبة الأول من أيار.. اتحاد نقابات عمال العراق يدعو إلى زيادة الأجور وتعديل سلم الرواتب

بغداد ـ طريق الشعب

أصدر المكتب التنفيذي لاتحاد نقابات عمال العراق يوم امس الاول الثلاثاء، بيانا في مناسبة الأول من أيّار عيد العمال العالمي، اكد فيه دفاعه عن القطاع العام ومؤسساته الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية.

وذكر الاتحاد في بيان طالعته «طريق الشعب»، ان نضال الطبقة العاملة في الظروف الراهنة يكتسب أهمية وطنية وطبقية رغم ظروف نضالها الشاقة، نتيجة تفشي البطالة، وتوقف الدورة الاقتصادية وعجلة الإنتاج، ومحاولة فرض سياسة الخصخصة لمؤسساتنا الإنتاجية الوطنية من خلال الإهمال المتعمد لشركات التمويل الذاتي، منتقدا السياسات الاقتصادية الخاطئة وعدم وجود رؤية وطنية حقيقية واضحة تجاه القطاع العام وما يشكله من قطاع إنتاجي مهم وحيوي يساهم في إعادة بناء الاقتصاد الوطني.

وأضاف ان ما تقدم يتطلب الدفاع عن القطاع العام ومؤسساته المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية، ورفض خصخصتها نتيجة وصفات المؤسسات المالية الدولية وبرامجها، التي تشكل تحديا كبيرا لإرادة العمال والكادحين وللسياسة الوطنية في الحفاظ على اقتصادنا الوطني بمختلف مجالاته، داعيا الى زيادة الأجور وتعديل سلم الرواتب بما يتناسب وزيادة نسبة التضخم في العراق.

وشدد البيان على ضرورة ضمان حياة ومستقبل العاملين في القطاع غير المنظم، وإنفاذ قانون العمل بشكل كامل، وإنهاء محاربة التنظيم النقابي ومنعه في القطاع العام من خلال الإصرار على إبقاء القرار الجائر 150 لسنة 1987، وقانون التنظيم النقابي رقم 52 لسنة 1987 ومنع التدخل في شؤون التنظيم النقابي ومحاولة فرض الهيمنة والوصاية والتسلط عليه.

وأشار البيان الى ان تشريع قانون جديد للتقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، لا بد ان يتم وفق معايير العمل الدولية وأبرزها اتفاقية الضمان الاجتماعي (المعايير الدنيا) لعام 1952 رقم (102) التي صادق العراق عليها اخيرا، بديلاً عن القانون النافذ رقم 39 لسنة 1971 المعطلة أغلب مواده منذ عشرات السنوات دون أي مبرر قانوني، كاشفا عن وجود محاولة جديدة لسلب حقوق العمال المكتسبة من خلال فرض توجهات جديدة في مسودة مشروع القانون ستكون حجر عثرة في منح العمال حقوقهم المشروعة وضمان مصالحهم الحقيقية.

واكد الاتحاد على رفضه الكامل تفرد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بإعداد مشروع القانون وعدم اشراك أطراف الإنتاج ومن دون أي حوار اجتماعي حقيقي، منوها بالتضامن مع حقوق المرأة في المساواة التامة في فرص العمل والأجور وضد كل اشكال العنف والتحرش الذي يتطلب المصادقة على الاتفاقية 190 لسنة 2019 لمنظمة العمل الدولية.

وطالب الاتحاد بإيجاد حل جذري لمشكلة البطالة، والإسراع في تشريع مسودة قانون (التنظيمات النقابية للعمال والموظفين في العراق) وفق معايير العمل الدولية، ومكافحة الفساد المالي والإداري، وشمول العاطلين عن العمل بشبكة الحماية الاجتماعية، ومنح العمال المتقاعدين حقوقهم كاملة بما ينصفهم ويضمن حياتهم ومستقبلهم، والعمل على إنهاء عمالة الأطفال وتوفير الحماية الاجتماعية لهم.

ودعا البيان الى مشاركة الطبقة العاملة في رسم السياسات الاجتماعية، والسياسية والاقتصادية لبلدنا والمشاركة الفاعلة في العمل التنموي، مؤكدا دعمه الكامل للحقوق المشروعة لمنتسبي شركات وزارة الصناعة والمعادن والشركات العامة كافة.

 ******************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

من أجل إنقاذ الأهوار

نشر موقع الأمم المتحدة تقريراً عن إتفاقية أبرمها برنامج المنظمة الدولية الإنمائي ووزارة الشؤون الخارجية والتجارة والتنمية الكندية، لحماية أهوار جنوب العراق بتكلفة بلغت خمسة ملايين دولار كندي. ويهدف المشروع، الذي سينفذ بإشراف مركز استعادة الاهوار والأراضي الرطبة في وزارة الموارد المائية، الى توفير حماية للتنوع البيولوجي وتحسين قدرة الناس على الصمود في مواجهة تغير المناخ.

وعللت الأمم المتحدة إهتمامها بالأمر بوجود تهديد جدي، لواحدة من أهم النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي في غرب آسيا والموقع المتميز للتراث العالمي لليونسكو، جراء المتغييرات المناخية كالجفاف الشديد وارتفاع درجة الحرارة وانخفاض هطول الأمطار وارتفاع معدلات التبخر من جهة،  والأنشطة البشرية غير السليمة، التي تؤثر سلباً على تدفق الأنهار، كالملوثات الكيميائية ومياه الصرف الصحي وتدمير المواطن الطبيعية للأحياء من جهة مكملة.

ولأن السكان الأصليين في أهوار بلاد ما بين النهرين، هم من بين أول من واجه العواقب المباشرة لتغير المناخ والدمار البيئي، فقد حُددت في المشروع مجموعة من الأنشطة التي تساعد في بناء قدرة المجتمعات المحلية على الصمود أمام تأثيرات تغير المناخ، وتحويل التنوع البيولوجي والحياة البرية الى مصدر للمنفعة المباشرة لهذه المجتمعات، بما يعزز من تماسكها وتشبثها بالموطن.

وبسبب وجود تمييز سلبي شديد ضد النساء، سيركز المشروع بشكل خاص على تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في عمليات صنع القرار، لاسيما في مجال حماية الأمن المائي المحلي، إضافة الى تأهيل أنظمة إعادة تدوير المياه وتجهيزها بوحدات الطاقة الشمسية وتأمين مياه الشرب لسكان الأهوار، بطرق تتلائم والمتغيرات البيئية.

كما يتضمن المشروع تعزيز الثروة السمكية وتحسين اللوائح المتعلقة بصيد الأسماك، وفرضها بطريقة تراعي النوع الاجتماعي والثقافي، إلى جانب حملات التوعية لزيادة ملكية السكان المحليين للثروة الطبيعية. هذا وسيقام المشروع في الجزء الأوسط من الأهوار الواقعة في منطقة الجبايش بمحافظة ذي قار.

العراق والإصلاح الجذري

نشرت مجلة فورن بولسي مقالاً للدكتور برهم صالح رئيس الجمهورية السابق، اشار فيه الى أن إنهيار حكم الدكتاتور صدام حسين، شكل لحظة خلاص من كابوس الاستبداد الطويل، مفضياً إلى حقبة جديدة، كان للعراق فيها فرصة نادرة لمداواة جراحه وصياغة مسار جديد يقوم على التعايش والأمن والازدهار. لكن البلد لم يرتق إلى مستوى هذه التطلعات، فهو ما يزال يعاني من مشاكل عميقة الجذور تنبع من عقود من الإخفاقات السياسية والحكومية والإدارة السيئة، ومن مخلفات الديكتاتورية والعنف الطائفي والجمود السياسي والنزاعات الدستورية والفساد المستشري وعدم تحقيق العدالة، مما غابت معه الثقة بين الحاكمين والناس، وهو ما تجلى بوضوح في العزوف عن الإنتخابات وفي الإحتجاجات الشعبية، من قبل كل العراقيين.

وأكد المقال على أن الدستور الذي تمت صياغته العام 2005، كان ضَّمن خارطة طريق لإقامة نظام فيدرالي ديمقراطي، غير أن ضعف الثقة بين أطراف الحاكمين وما أسماهم المقال، المكونات العراقية، وهواجس الخوف من عودة مآسي الماضي، أفضى لقيام دولة مقيدة، ضعيفة هيكليًا تهيمن عليها جهات فاعلة غير حكومية. وخلص الى القول بأن وصول النظام الى هذه النقطة يشدد الحاجة الى إصلاحات جذرية ورؤية سياسية جديدة ومصالحة مخلصة بين العراقيين وميثاق تاريخي بين الدولة والمجتمع وإلتزامِ بالحكم الرشيد.

ودعا صالح الى تغير التقسيم الحالي للسلطة، من خلال منح سلطة تنفيذية أكبر لرئاسة جديدة منتخبة مباشرة من قبل الجمهور إلى جانب برلمان قوي وفعال بغرفتيه، مجلس النواب ومجلس الإتحاد. كما لا بد ـ حسب رأيه ـ التغلب على الخلاف المستمر بين إقليم كردستان وبغداد، بما يضمن إحترام وحدة أراضي العراق مع الحفاظ على الأقليم، في صيغة ما لإتحاد كونفدرالي جديد.

ووصف المقال العراق بالدولة الكليبتوقراطية، التي تقوم فيها الأوليغارشية السياسية وعملائها بتجريد الدولة من هيمنتها ونهب المال العام، وتغذية العنف وخلق مزيد من الفرقة، داعياً الى التطبيق الفعال والمتساوي للقانون على الجميع بغض النظر عن المركز السياسي، وإصلاح الإقتصاد عبر تعظيم صادرات البلاد وإيراداتها غير النفطية وتعزيز التنويع الاقتصادي والقطاع الخاص الديناميكي والتصدي للتحديات طويلة الأجل التي يفرضها تغير المناخ، وهي إصلاحات ممكنة بسبب إمتلاك العراق لموارد طبيعية غنية ، ورأس مال بشري متنوع ، وموقع استراتيجي متميز.

**************************************

الصفحة الرابعة

دخان المعامل يخنق المناطق السكنية  أين المعايير البيئية؟

بغداد ـ محمد التميمي

ضمن سلسلة التقارير التي تعدها جريدة “طريق الشعب”، حول قطاع البيئة، والتحديات التي تعصف بواقعه في العراق، والتي تحمل اشكالا عديدة وفق ما يراه مختصون، منها ما يفرضه التغير المناخي، أو تقصير ولاأبالية الجهات المعنية والضعف القانوني الخاص بحماية وتحسين البيئة، اضافة الى غياب السياسة البيئية والتخطيط السليم في هذا الملف.

يؤكد ناشطون، ان حماية البيئة والحفاظ عليها هما مسؤولية مشتركة يتحملها كل من يعيش على ارض الوطن، وبشكل خاص الحكومة التي يجب ان تضع هذا الملف على رأس قائمة الاولويات، لان المشكلات البيئية وفق رؤيتهم بدأت تتفاقم وتتضخم، وتؤثر على حياة الناس، ما يتطلب معالجات جادة وحقيقية للحد من مخاطرها.

المعاير لا تنفذ!

في هذا الصدد، يقول الخبير البيئي د. شكري الحسن، ان معايير التخطيط الموجودة في وزارة البيئة العراقية، تصنف الصناعات حسب تأثيرها في البيئة، مثلاً بعض الصناعات مثل الكيماوية والنفطية، توجب ابعادها عن المدينة بحدود 10 كم، والصنف الاخر من الصناعات يجب ان تبتعد عن المناطق السكنية 5 كم. ومن جانب اخر هنالك بعض الصناعات التي تتواجد ضمن المراكز الحضرية، لكن بشروط معينة.

ويضيف الخبير في حديثه مع “طريق الشعب”، ان “هذه التعليمات والقوانين موجودة، لكننا نعاني من مشكلة تطبيقها، علاوة على ذلك لا يلتفت احد الى الاعتبارات البيئية في عملية التخطيط، لذلك بدأت تظهر لدينا هذه المشاكل في البيئة من تلوث واحتباس حراري وغيرهما، حتى اصبحت لدينا مجتمعات محلية بأكملها ملوثة، لأنه لا يوجد اي اعتبار لهذه المعايير”.

ويلفت إلى ان العراق يعاني من اشكال تلوث مختلفة، فالماء والهواء والبيئة تقاسي التلوث، والتربة أيضا ملوثة بالنفايات، والمدن تلوثها الضوضاء وغيرها.

وفي ما يخص المعالجات يوضح الحسن بقوله: “نحن نفتقر الى سياسة بيئية في البلاد، لذلك يجب ان تكون هنالك سياسة او استراتيجية بيئية تكون ملزمة لأي حكومة، اضافة الى الزام الوزارات بهذه المعايير، كل منها بحسب تخصصه وواجباته المناطة به”.

ويشير الحسن الى أنه: “اذا ما اردنا إصلاح واقعنا البيئي فنحن بحاجة الى مثل هذه السياسة، لكن للأسف لا يوجد في الوقت الحاضر سياسة بيئية في العراق، لذلك نرى ان هناك تخبطا وعدم وضوح في الرؤية، وهو ما ساهم في مفاقمة وتراكم المشكلات البيئية، التي يكون مفعولها اشد وطئاً على البيئة”.

ويخلص الى ضرورة ان يكون هناك “توجه جدي في الالتفات الى ملف البيئة ومعالجته، لان المشكلات البيئية بدأت تكبر وتؤثر اكثر على صحة وحياة الناس وتشكل تحديات، واذا لم نلتفت الى هذا الملف، ونستعد له بشكل جيد ونبدأ بمعالجته والحد من مخاطره، فإن المستقبل القادم قاتم”.

تفتك بحياة الناس

وعلى صعيد متصل، أشّر الناشط البيئي، أرشد ميرزا، نقصا كبيرا واهمالا لموضوعات البيئة في عمليات التخطيط، إذ يقول ان اغلب المصانع نجدها قريبة من المحتشدات السكانية، والكثير من المعامل تنتشر على ضفاف الانهر، مثل معامل الرمل والحصى في الانبار، والتي على حد وصفه متجاوزة على الانهر الفرعية، وهذا التجاوز يسبب تلوثا لمياه هذه الانهر التي تغذي محافظات العراق وصولاً الى شط العرب.

وتابع قائلا لـ “طريق الشعب”، ان الخطورة تتجسد بشكل كبير في “ملوثات المصانع والشركات النفطية، فهي باتت تؤثر بشكل كبير على ارواح الناس، وقبل ايام توفي طفل في محافظة البصرة، متأثراً بملوثات الشركات النفطية والتي تسبب السرطان لأبناء المحافظة، وهذه واحدة من الكثير من الحالات المتأثرة بهذا النوع من التلوث”.

وعلل الناشط في سياق حديثه تفاقم المشكلات البيئية “بغياب التوجه الحكومي الجاد، لمعالجة ملوثات البيئة التي لا حصر لها اليوم، فاذا لم تكن السلطة التنفيذية صارمة في التعاطي مع هذا الملف، لا يمكن الحديث عن المعالجات او تغيير الواقع البيئي، بل ان الكثير من المؤسسات تساهم بقصد او بدونه بتلويث البيئة، كما في بلدية الحلة التي تعمل على تقليص الجزرات الوسطية والغائها”.

وطالب في ختام حديثه بأن “تضع الحكومة هذا الملف ضمن اولويات عملها، لان البيئة هي الاساس، ولدينا اليوم وزارة كاملة معنية بالشؤون البيئية، لكن لا نرى عملها على ارض الواقع، اضافة لذلك يجب ان يكون هناك انفاذ صارم للقوانين على مؤسسات الدولة واصحاب المصانع والمواطنين ايضاً”.

واكد ان “البيئة وحمايتها والحفاظ عليها هي مسؤولية مشتركة بين الجميع، سواء كانت جهات حكومية او مواطنين، ككل يعمل من موقعه، لذلك لا بد من انفاذ وتطبيق قانون حماية وتحسين البيئة الذي من شأنه ان يضمن على اقل تقدير الحفاظ على ما تبقى لنا من بيئتنا التي تعاني اليوم”.

 *********************************************

خلافات إدارية بين بغداد واربيل عرقلت تعيينهم.. خريجون أوائل: نطالب بحقنا لا أكثر

بغداد ـ طريق الشعب

لا يزال الخريجون الاوائل في المناطق المشمولة في المادة 140 الدستورية، يعيشون على امل الحصول على فرصة تعيين يتصدق بها عليهم مجلس الخدمة الاتحادي، خصوصا بعد ان أرسلت أسماؤهم البالغ عددها 1417 خريجا الى بغداد، لكن حتى الآن لا شيء يذكر ولا اجراء واضحا بصدد قضيتهم.

ويتهم الخريجون وزارة التعليم العالي ومجلس الخدمة الاتحادي بعرقلة الامور، مؤكدين انهم “ضحية صراع سياسي بين بغداد واربيل، لا ناقة لنا فيه ولا جمل”، مشددين على ضرورة ايلاء هذه القضية اهتماما اكبر، كونها تتعلق بمصير 20 عاما من سنوات الدراسة التي يجب ان لا تذهب هباء، بسبب الصراعات، التي كانت سببا في تهميش مناطقهم المنكوبة واهمالها.

“في حيرة من امرنا”

الناشط الايزيدي ذياب الغانم، أحد الخريجين الأوائل وعمل في اكثر من مجال خارج تخصصه الدراسي، نتيجة غياب فرص العمل، يقول: ان اعدادهم بلغت 1417 خريجا ممن يعيشون في المناطق المتنازع عليها، والذين درسوا في جامعات ومعاهد الاقليم.

وبرغم ما مروا به وذاقوه من ويلات الحرب والعنف الذي مارسته بحقهم عصابات تنظيم داعش الارهابية، يضيف غانم قائلاً “عندما اعلن مجلس الخدمة الاتحادي، عن اطلاق الدرجات الوظيفية للخريجين الاوائل واصحاب الشهادات العليا، كنا نطالب بشمولنا بتلك التعيينات، وان يتم التعامل معنا بشكل عادل اسوة بزملائنا من السلك الصحي، الذين عيّنتهم الحكومة الاتحادية سابقاً”.

ويشير الغانم في حديثه مع “طريق الشعب”، الى انه “باعتبار ان مناطقنا تابعة اداريا لبغداد، فالتعيينات هي مرتبطة ببغداد ومؤسساتها المعنية بالشأن، وتم بالفعل ارسال الاسماء من قبل وزارة التعليم العالي في اقليم كردستان الى مجلس الخدمة، ونشرت قائمة مؤخراً فيها 674 اسما للخريجين الاوائل”، مبيناً ان تلك القائمة جعلتهم في حيرة من أمرهم: “هناك من يقول ان هذه الاسماء لا يوجد اي اشكال فيها، وهناك من يتحدث عن وجود اشكالية في هذه الاسماء. ونحن اصبحنا في حيرة من امرنا، ولا نعرف مالذي يجري. بينما لا يوجد اي توضيح من مجلس الخدمة الاتحادي او وزارتي التعليم العالي في بغداد او اقليم كردستان”.

ويطالب ذياب وهو من الخريجين الاوائل “بأن يكون هناك ايضاح على اقل تقدير من مجلس الخدمة او اي جهة اخرى معنية بمتابعة هذا الملف، لنعرف على الاقل ما يجري، علماً ان رابط التقديم سيغلق بعد ايام، وحتى الان لم تحل مشكلة الكودات؛ حيث اننا لا نمتلكها للتقديم كوننا من خريجي جامعات ومعاهد الاقليم غير التابعة لوزارة التعليم العالي في بغداد”.

إشكالات لم تحسم

من جانبه، قال نشوان خلف وهو احد الخريجين الأوائل، ويقيم في مجمع بشاريا لإيواء النازحين في محافظة دهوك: ان هناك تعاملا وتعاونا بين وزارتي التعليم العالي في بغداد وإقليم كردستان، بينما لا تزال العراقيل موجودة، ولم تتم معالجتها، لافتا الى ان هناك “إشكالية من ناحية الاقسام؛ فقسم منها موجود في جامعات الاقليم، لكنها غير موجودة في بغداد، اضافة لبعض الكليات والمعاهد غير المعترف بها من قبل بغداد، ولطالما اكدنا ضرورة ان يتم حل هذه القضية أيضا، لأنها تتعلق بمصير ومستقبل طلبة اجتهدوا وبذلوا الغالي والنفيس طيلة عمرهم الدراسي”.

ونبه في حديثه لـ”طريق الشعب”، الى ان وزارة التعليم العالي في الاقليم تقول انها “ارسلت اسماء الخريجين الى ممثلية الاقليم في بغداد، وهناك وثائق واسماء نشرت من قبل الوزارة في الاقليم. وانا اعتقد ان العرقلة هي بين وزارة التعليم العالي في بغداد ومجلس الخدمة الاتحادي، فحتى الان اسماء الزملاء التي تم الاعلان عنها لم يتم تزويدهم بكودات التقديم”.

واضاف قائلا “نطالب بحقنا في التعيين كأي خريج من الاوائل في العراق، ونحن بواقع الحال تابعون الى بغداد ادارياً ولا نريد ان تضيع جهود 20 سنة بسبب صراع سياسي لا دخل لنا به، فأنا وزملائي ما ذنبنا بخلافات بغداد واربيل حتى نحرم من حقنا في التعيين؟ لذلك نجدد مطالبتنا بالتعيين اسوة بإخواننا الخريجين الاوائل ونطالب الجهات المعنية بان يكون هنالك وضوح وشفافية في التعاطي مع هذا الملف. وفي ذات الوقت فأن الخريجين لا يطالبون سوى بحقهم في التعيين، اسوة بخريجي معاهد السلك الصحي والمعاهد الطبية في الاقليم، كما جرت العادة في كل عام لخريجي الصحة، إذ يتم تعيين خريجي المحافظات العراقية، ليتم بعدها اطلاق استمارة خاصة بمحافظات الاقليم لخريجي المناطق المتنازع عليها”.

 ****************************************

قتل وسبي وابتزاز ومساومة رغم دحر الإرهاب.. معاناة الازيديين لا تنتهي

متابعة طريق الشعب

دفع خالد تعلو حوالى مائة ألف دولار على أمل الإفراج عن نحو عشرة من أقاربه خطفهم تنظيم داعش، من دون أن تنتهي المعاناة، فخمسة من أفراد عائلته لا يزالون في عداد المفقودين، كما 2700 من الإزيديين الآخرين.

في آب 2014، اجتاح تنظيم الدولة جبل سنجار حيث تعيش غالبية من االازيديين التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين العامين 2014 و2017.

وخطف التنظيم 19 فرداً من أقارب خالد تعلو (49 عاما)، هم أخوه وأخته وأزواجهم وأطفالهم وأحفادهم.

مبالغ كبيرة

ويقول الكاتب والإعلامي المقيم في ناحية شاريا بمحافظة دهوك في كردستان لوكالة فرانس برس منذ هروبه من سنجار ، “اقترضنا المال قدر استطاعتنا، من هنا ومن هناك، دين قرض زكاة من أجل إخراجهم”.

في مقابل فدية، تمكّن خالد في غضون سبع سنوات من إطلاق سراح عشرة أشخاص، آخرهم حفيدة شقيقه، في شباط 2022 التي عثر عليها في مخيم الهول في سوريا.

ويضمّ مخيم الهول الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية، أكثر من خمسين ألف شخص بينهم أفراد عائلات التنظيم، وغالبا ما يشهد حوادث أمنية واغتيالات وعمليات تهريب من كل نوع، وتجد قسد صعوبة في ضمان الأمن فيه رغم العمليات الدورية التي يتم خلالها العثور على مخابىء أسلحة وغيرها من السلع المهربة.

ويوضح تعلو أنه فاوض على عمليات الإفراج بأسعار متفاوتة ومرتفعة “عبر شبكات من المهربين في داخل العراق ولهم شبكات في سوريا متخصصة في هذه القضية”. في المجموع، يقول إنه دفع ما يقرب من 100 ألف دولار.

وقُتل اثنان من أقاربه بينما كانا في الخطف في قصف جوي في سوريا، فيما لا يزال خمسة آخرون في عداد المفقودين. ويقول تعلو “ما زلنا نبحث، نحن لم نفقد الأمل”.

عيوننا على الطريق 

بعد هجمات تنظيم داعش عام 2014 واحتلاله مناطق شاسعة في سوريا والعراق بثلاث سنوات، أعلن العراق عام 2017 الانتصار على التنظيم الذي فقد آخر معاقله في سوريا في عام 2019. وحتى اليوم، يتمّ استخراج جثث من مقابر جماعية في سنجار.

ولا زال أكثر من 2700 شخص في عداد المفقودين، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة (IOM).

وتقول المنظمة “البعض ما زالوا محتجزين لدى تنظيم). وآخرون مكان وجودهم غير معروف”.

بين هؤلاء جاسم عنتر، زوج بهار إلياس، وابنها أحمد الذي كان لم يتمّ التاسعة عشرة عندما خطفت الأسرة في آب 2014 من سنجار، وفُصل الأب والابن عن المجموعة.

وبعد أن دفع أقاربها 22 ألف دولار كفدية للوسطاء، تمّ إطلاق سراح بهار إلياس مع أبنائها الثلاثة الصغار. وحتى اليوم، تترقّب بهار إلياس عودة زوجها وابنها المفقودين.

وتقول لوكالة فرانس برس “منذ ثمان سنوات ونحن نقيم في مخيم وعيوننا تراقب الطريق علّهما يعودان”.

وتضيف الأربعينية التي تقيم منذ عودتها من الأسر في مخيم شاريا للنازحين في محافظة دهوك بكردستان العراق بينما تحمل صور زوجها وابنها “نأمل من كل دول العالم أن تساعدنا في معرفة مصير أسرانا إن كانوا لا زالوا على قيد الحياة أو أمواتا كي نرتاح من هذا الألم”.

وتتابع بصوت خافت حزين “أصبحنا كالمجانين، روينا قصصنا لمئة قناة تلفزيونية، لكن لم يتغير أي شيء بوضعنا، لانعرف ماذا نفعل وأين نذهب ولمن نلجأ”.

واكثر لم يعد هناك شيء 

ويقول مدير مكتب “إنقاذ المختطفين” الحكومي في أربيل حسين قائيدي لفرانس برس “بحسب الإحصاءات الرسمية المتوافرة لدينا، قام تنظيم داعش أثناء احتلال سنجار بخطف 6417 أيزيديا من كلا الجنسين. حتى الآن، تمّ تحرير 3562 منهم من مناطق مختلفة من العراق وسوريا وتركيا فيما لا يزال مصير 2855 منهم مجهولا”.

ويضيف “لدينا فريق خاص بمتابعة وجمع المعلومات المتوفرة يعمل من أجل تأمين تحرير بقية المختطفين وحتى آخر مختطف والعودة إلى اهاليهم”.

في ناحية شاريا، أعادت هيام صبري (26 عاماً) بناء حياتها وتزوجت مروان، شقيق ليلى الإيزيدية التي التقت بها في أحد سجون تنظيم داعش في سوريا. وبات لهما طفلان. وقد طلبا اللجوء الى أستراليا حيث تنتظرهم عائلة هيام.

ولا تزال الشابة تتذكر يوم الثالث من آب 2014 عندما خطفها عناصر تنظيم الدولة مع والديها وشقيقاتها الخمس وشقيقيها. بالنسبة للفتاة التي كانت تبلغ من العمر 17 عامًا آنذلك، بدأت محنة طويلة عبر أراضي “الخلافة” في تلعفر وبادوش وأخيراً الرقة في سوريا، في أيار 2015.

معاناة شديدة

بيعت هيام وليلى لسوري وعراقي من التنظيم في مدينة الرقة السورية. بعد أربعة أشهر، تنازل السوري عن هيام لرجل داغستاني من التنظيم. وفي محاولتها الثانية، تمكنت من الهروب لتنهي عاما ونصف العام من الأسر. نجحت عبر مهربين أخيرًا في الوصول إلى إقليم كردستان.

وتقول هيام من منزل متواضع في شاريا غير بعيد عن المخيم “لا شيء ينتظرنا في سنجار”.

وتتابع “إذا عدت، فأصدقائي لن يكونوا هناك، ولا الأشخاص الذين أعرفهم، قُتل بعضهم، وما زال آخرون أسرى لدى تنظيم الدولة الإسلامية، وهاجر آخرون. لقد تغير كل شيء”. على معصمها، وبينما تداعب رأسي طفليها دانييل (3 أعوام) ودانييلا (4 أعوام)، يظهر واضحا وشم بكلمة “الحرية”.

*******************************************

الصفحة الخامسة

مياه ثقيلة ومخلفات طبية وصناعية.. دجلة بغداد بؤرة خطيرة للأمراض والأوبئة

متابعة – طريق الشعب

في ظاهرة باتت مألوفة لدى العراقيين، تنتشر أنابيب تصريف مياه المجاري على ضفاف نهري دجلة والفرات وروافدهما في معظم محافظات البلاد، ما يخلف تلوثا بيئيا كارثيا وأمراضا وأوبئة خطيرة.

هذا التلوث ليس جديدا، لكن نسبته تزايدت خلال السنوات الأخيرة، في ظل الاكتظاظ السكاني الذي تعانيه العاصمة، وتعاظم تأثير الأزمة المائية التي ضربت البلاد.

18 محطة في بغداد

تعد بغداد مصدر التلوث الأكبر لمياه دجلة. إذ توجد فيها 18 محطة للصرف الصحي تصب مياهها، دون معالجة تذكر، في مجرى النهر، وبمعدل 700 ألف متر مكعب في اليوم – حسب ما تنقله وكالات أنباء عن باحثين متخصصين في المجال البيئي - بينما تقوم محطات الإسالة بسحب مياه النهر نفسه، وإيصالها إلى الأحياء السكنية!

ووفقا للباحثين، فإن محطة مجاري الكاظمية، الواقعة في قلب العاصمة، تتخلص من مياه الصرف الصحي بتصريفها في النهر، وعلى مقربة من هذه المحطة توجد “محطة ماء الكرامة”، التي تسحب المياه من النهر وتضخها إلى الأحياء السكنية، فيستهلكها المواطنون في الغسيل، والشرب أيضا!

وفي تصريح صحفي سابق لمدير عام الدائرة الفنية في وزارة البيئة، عيسى الفياض، ذكر أن “السبب الرئيس وراء تلوث المياه هو أن معظم مياه الصرف الصحي تصب في الأنهار من دون معالجة”، مشيرا إلى أن “طاقة محطات الصرف الصحي في بغداد مصممة لثلاثة ملايين نسمة فقط، لكن اليوم هناك 8 ملايين نسمة”.

مخلفات طبية وصناعية

ولا تتوقف كارثة تلوث نهر دجلة على المياه الثقيلة، فهناك مشكلة اخرى تتمثل في إلقاء المخلفات الطبية في مجرى النهر، فضلا عن مخلفات المشاريع الصناعية وشركات الصناعات الفولاذية، ومخلفات تصفية النفط، وغيرها.

وتذكر وكالات أنباء إن باحثين قاموا بأخذ عينات من مياه دجلة بالقرب من مدينة الطب، فوجدوا عند تحليلها أن عنصر الرصاص موجود فيها بنسبة تبلغ ضعفي الحد المسموح به. كذلك وجدوا عنصر النيكل مرتفعاً، والعنصران  كليهما شديدا الخطورة على الصحة العامة.

ولا تقل المخلفات الصناعية خطورة عن مياه المجاري والمخلفات الطبية. ويؤكد باحثون أن “الأسماك التي يتم اصطيادها قرب مصفى الدورة للمنتجات النفطية، غير صالحة للأكل، وأحياناً تنبعث منها روائح هيدروكربونية”.

وتفيد دراسة حديثة للجامعة المستنصرية أن “أكثر المشاريع الصناعية في بغداد تلويثاً لمياه دجلة هي: محطة كهرباء الدورة، ومحطة كهرباء جنوب بغداد، وشركة الصمود للصناعات الفولاذية، ومصفى الدورة للمنتجات النفطية، وشركة نصر للصناعات الميكانيكية”.

انقذوا النهر!

منظمات غير حكومية عديدة أخذت على عاتقها ممارسة دور تثقيفي في الأوساط الشعبية للتحذير من مخاطر تلوث المياه، والضغط على الجهات الحكومية لحثها على إنقاذ النهر من مصادر التلوث. ومن هذه المنظمات “جمعية حماة دجلة”، التي يقول رئيس هيئتها الإدارية علي الكرخي في حديث صحفي، ان “مياه دجلة تطغي عليها مياه المجاري المشبعة بالملوثات، وأن حل هذه المشكلة لا يتطلب أكثر من معالجة مياه المجاري قبل التخلص منها، فضلاً عن منع مؤسسات صناعية من إلقاء مخلفاتها في النهر”.

ويؤكد أن “تلوث دجلة يكون أكثر كثافة وبشاعة في مواسم الجفاف. حيث تسود مياه البزل الزراعي ومياه المجاري”، مضيفاً أنه “في مواسم الوفرة المائية تتضاءل حالة التلوث، لكن في الحالتين تبقى مياه النهر ملوثة، وغير صالحة للاستخدام البشري”.

وعلى الرغم من وجود وزارة للبيئة، إلا انها تبدو غير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة لإنقاذ دجلة من التلوث. كذلك اللجان الحكومية التي تم تشكيلها لحماية النهر تكتفي عادة بتقدير خطورة الموقف وتقديم توصيات، وأبرزها لجنة عليا تم تشكيلها عام 2019 برئاسة رئيس الوزراء.

 ******************************

إلى رئيس الوزراء.. من المسؤول عن تراجع الخطوط الجوية العراقية؟

لندن - ابتسام يوسف الطاهر

بعد معاناتي - كعراقية مغتربة - والآلاف من أبناء بلدي المغتربين، مع استخدام الخطوط الجوية التركية وغيرها من اجل زيارة أهلنا في العراق، عقب سقوط النظام، اقسمت ألا اسافر الى بغداد الا على متن طائرة عراقية.

وقد تحققت امنيتي في السنوات التالية وحظيت برحلة جميلة على متن طائرة عراقية صغيرة استوفت كل الشروط، التي يدّعي البعض ان الطيران العراقي لم يلتزم بها! وتكررت سفرتي في سنة اخرى، وتأملنا خيرا بعد ان تحقق الامن في البلاد، فحلمنا بأن الطيران العراقي سيصبح افضل بطائرات اكبر تسع الزائرين من مختلف الجنسيات، سائحين ومستثمرين وغيرهم، بل حلمنا بأن الطائرة لن تخضع للتفتيش في الخارج كما يحصل مع كل طائرة عراقية تخرج من البلاد!  لكن ما حصل في إحدى السفرات كان مختلفا. فالطائرات العراقية اختفت تماما في المطارات، وحين عادت بشكل مؤقت ولفترة وجيزة، فوجئنا بأنها لا تمت للعراق بصلة، سوى بشعار الطيران العراقي المعروف. فقد كانت من مخلفات الطيران التركي، وكل الطاقم كان من الجنسية التركية! حتى المضيفات والمضيفين كانوا أبعد ما يكونون عن مهنة الضيافة نظرا لعدم معرفتهم بلغة البلد الذي منحهم فرصة العمل تلك، ولا حتى الإنكليزية، اللغة العالمية التي لا يقبل احد في هذه المهنة اذا لم يتحدث بها وبطلاقة، اضافة الى جفاف تعاملهم وقلة تهذيبهم، ما جعلني اجزم انهم كانوا يتعمدون ذلك لتشويه سمعة الطيران العراقي، وبالتالي يعود الناس مضطرين لاستخدام الطيران التركي وغيره بالرغم من متاعب الانتظار في المطارات التركية، والذي يستغرق ساعات طوال تصل أحيانا الى اكثر من عشر ساعات من الجلوس على مقاعد غير مريحة. تركيا والاردن كانتا اكثر الدول استغلالا لحاجة العراقيين لزيارة بلدهم. بل ان اقتصاد هاتين الدولتين ازدهر على حساب المواطن العراقي، بالرغم من التسهيلات التي تمنحها لهما الحكومة العراقية في استيراد النفط العراقي بأرخص الاثمان ان لم يكن مجانا! ناهيك عن تحويل العراق سوقا للبضائع التركية بشكل خاص! مع هذا لم يفكر اي مسؤول عراقي بمطالبة تلك الدولتين بمنح العراقي الأولوية، أو على الاقل بتخفيض اثمان تذاكر السفر للعراقيين مقابل الخدمات التي تقدمها لهما الدولة العراقية، أو مطالبتهما بعدم تشويه سمعة الطيران العراقي!

ولا ادري ما اذا فكر مسؤولو الطيران العراقي بزيارة منظمة الطيران الدولية؟ أو فكروا بتفنيد ادعاءات الحاقدين على العراق واثبات كون الطيران العراقي افضل من التركي، بل افضل حتى من بعض الخطوط الجوية الاوربية مثل ايزيجت وراينير؟ ما الصعوبة في توفير طائرة صغيرة لتسهيل رحلة العراقيين الى بلدهم؟ ما الصعوبة في فتح حوار صريح مع الدولة التي تستغل هذا الامر لتعزيز مؤسساتها وزيادة ارباحها على حساب سمعة العراق واقتصاده؟

أين وزير المواصلات ومسؤولو الطيران العراقي؟ أين وزراء التجارة والخارجية والسياحة والآثار والنفط من واجباتهم الوطنية، التي تحتم عليهم ان يؤدوا عملهم على اكمل وجه، ليثبتوا للشعب الذي منحهم تلك المناصب انهم اهل للثقة، من خلال العمل على ازدهار الاقتصاد وتوفير الخدمات للمواطنين (فيحللوا خبزتهم) على الاقل، كما يقول المثل الشعبي!

في انتظار النظر في تلك المشكلة التي ليست سهلة كما يتوهم البعض .. ارجو ان نسمع عن عودة الطيران العراقي متحديا كل العراقيل والصعوبات.

وبالرغم من حاجتي الماسة لزيارة اهلي واحبتي في العراق، لا اريد ان استخدم الطيران التركي، ليس لأنني أقسمت بأني لن أسافر على غير الخطوط الجوية العراقية، إنما يأتي هذا حرصا على بلدي ومؤسساته، ورفضا لاستغلال محنة الشعب الذي أنتمي إليه.

 *******************************************

اگول.. تسوّل الأطفال جرس إنذار!

حميد المسعودي

وأنت تتجول في شوارع بغداد أو غيرها من المدن، لا بد لك أن تلاحظ حجم المأساة التي يعيشها عدد كبير من الأطفال، من كلا الجنسين، وهم ينتشرون في تقاطعات الطرق والأسواق ليستجدوا مبلغا بسيطا من المال بوسائل مختلفة.. حينما تلاحظ ذلك ستدرك حجم الضياع الذي لحق بهؤلاء الأطفال، وتشعر بالألم وأنت ترى أعدادهم الكبيرة تتزايد يوما بعد آخر بدل أن تتناقص. أطفال ونساء يمتهنون التسول بوسائل وأساليب عديدة، منها طلب المال مباشرة، أو مسح زجاج السيارات، أو تمثيل دور الضحايا والمتضررين والأيتام والمشردين، او افتعال قصص مؤلمة عن عائلاتهم، وغيرها من الوسائل التي تستدر عطف الناس. ومما لا شك فيه أن هؤلاء الأطفال متسربون من مقاعد الدراسة! هذه الظاهرة، التي غالبا ما تشتد في البلدان تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والمعيشية، نجد ان الجهات الحكومية تتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية تجاهها. وبمراجعة بسيطة لإجراءات حكومتنا ازاء هذه الظاهرة، سنجدها لا تتعدى المعالجات الفوقية، مثل إطلاق حملات لاعتقال المتسولين واحتجازهم، ثم إطلاق سراحهم بعد تعريضهم إلى سيل من الوعيد والتهديد.. لذلك مثل هذه الإجراءات لا يبدو أنها تحل المشكلة. المطلوب هو اتخاذ إجراءات جادة لمعالجة هذه الظاهرة، والحد منها قدر الإمكان، والتي هي بالتأكيد جاءت انعكاسا لأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية. فعلى الدولة وأجهزتها المعنية أن تأخذ على عاتقها مهمة تجميع هؤلاء الأطفال المتسولين، وزجهم في مراكز خاصة لتأهيلهم، كي ينخرطوا مجددا في المجتمع، ويعودوا مع أقرانهم في المدارس. ويتطلب أيضا التفريق بين من يتخذ التسول مهنة ومن يضطر إليه بسبب الوضع المعيشي، مع التحري عن عائلات المتسولين ومساعدتها فيما إذا كانت عاجزة عن إعالة نفسها. هذه الظاهرة خطيرة، وتحتاج إلى وقفة جادة. فهؤلاء الأطفال يمكن أن يصبحوا مستقبلا قنابل موقوتة تهدد سلامة المجتمع وأمنه، فيما لو استغلتهم عصابات السرقة والقتل والمتاجرة بالمخدرات.

 ****************************************

تجار في البصرة: أما الغلاء أو البيع بخسارة!

البصرة – وكالات

أفاد عدد من التجار وأصحاب محال بيع المواد الغذائية والكهربائية في البصرة، أن هناك تباينا في أسعار بيع السلع بسبب تذبذب سعر صرف الدولار، مشيرين في حديث صحفي أمس الأربعاء، إلى أن هذه المشكلة تضعهم أمام خيارين: اما تصريف البضاعة بأسعار عالية او بيعها بخسارة.

في الاثناء شكا مواطنون عديدون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع، ملقين باللائمة على الأجهزة الحكومية “لأنها تتغاضى عن مراقبة الأسعار ولا تؤدي دورها في منع الغلاء والحد من جشع التجار”.

وفي السياق، طالب مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، الحكومتين المحلية والمركزية بمراقبة الاسواق واتخاذ اجراءات سريعة ازاء مشكلة ارتفاع اسعار المواد الغذائية “بشكل غير مسبوق”.

وقال مكتب المفوضية في بيان صحفي، أن “هناك مؤشرا لارتفاع قيمة الدينار العراقي امام الدولار في سوق الأوراق المالية، وهو ما يشكل طفرة نوعية في انعاش الواقع الاقتصادي، إلا أن ذلك لم يؤشر انعكاسا إيجابيا ازاء الارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية والدوائية والسلع الأخرى. إذ لا يزال البيع على سقف أعلى من  الـ 160 ألف دينار مقابل الـ 100 دولار لمعظم المواد”.

وأضاف قائلا انه “لم يؤشر المكتب أية حملات رقابية لحماية المستهلك، وان استمرار النفوذ الحر لرؤوس الاموال ستكون له آثار خطيرة على اكثر من 70 في المائة من مجموع سكان البصرة”، محذرا من “نتائج غير حميدة على السلم المجتمعي”.

 ********************************

مواساة

  • بمزيد من الحزن والألم، تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة الرفيق عباس الياسري بوفاة نجله حيدر اثر حادث مؤسف.

للفقيد الذكر الطيب ولرفيقنا وعائلته جميل الصبر والسلوان.

*********************************

الصفحة السادسة

هل فشلت العقوبات الاقتصادية الأوربية ضد روسيا؟

يوسف أبو الفوز

هذا السؤال تم تداوله مؤخرا بأشكال مختلفة، من قبل العديد من الخبراء الاقتصاديين ورجال الاعلام المتخصصين، توافقا مع استمرار الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، وتحقيق روسيا نجاحات عسكرية وان بوتائر متباطئة، رغم كل المساعدات اللوجستية التي تقدم لأوكرانيا من قبل واشنطن وحلف الناتو وعموم دول الاتحاد الأوربي.

منذ بداية الغزو الروسي، فرض الاتحاد الأوروبي ما مجموعه تسع حزم من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا. وقد وصفت بأنها عقوبات غير مسبوقة، وصدر العديد من التوقعات بانها ستقود الى انهيار الاقتصاد الروسي.

فرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قالت في أواخر شباط الماضي أن العقوبات سيكون لها “أقصى تأثير على الاقتصاد الروسي”. فيما صرح وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير في آذار، أن العقوبات ستؤدي إلى الانهيار السريع للاقتصاد الروسي.

لكن البروفسور ياري إلورانتا، أستاذ التاريخ الاقتصادي بجامعة هلسنكي، رأى أخيرا في لقاء مع هيئة الإذاعة الفنلندية Yle، أن أهمية العقوبات لم تُفهم بشكل صحيح، وأنها جاءت مرتبطة بتوقعات مفرطة في التفاؤل، وهي لا تعمل بالطريقة التي يهدد بها السياسيين.

كانت التقديرات حسب تقييمات البنك الوطني الفنلندي، في بدء فرض العقوبات، ان الاقتصاد الروسي للعام 2022 سينكمش بنسبة تصل الى 15 في المائة، ولكن أحدث المعطيات بيّن ان الاقتصاد الروسي عانى انكماشا بنسبة 4 في المائة فقط، ومن المتوقع حدوث انخفاض مماثل هذا العام. وهكذا فلم يحدث الانهيار المتوقع، ليركع اقتصاد روسيا كما توقعوا في الغرب.

وتعتقد الخبيرة الاقتصادية الفنلندية هيلي سيمولا التي تتابع الاقتصاد الروسي، أن الانهيار المتوقع للاقتصاد الروسي لم يحدث لسببين أساسيين، حيث تمكنت روسيا من تجنب أزمة مالية واسعة النطاق، بعد فرض البنك المركزي الروسي قيودًا صارمة على السوق المالية، كما ان البلاد حصلت على عائدات تصدير قياسية بفضل ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري (الفحم، النفط والغاز الطبيعي)، الذي يعتبر أهم منتجات التصدير الروسية.

من جهته اشار أستاذ التاريخ الاقتصادي البروفسور ياري إلورانتا، الى انه فوجئ بقوة النظام المالي الروسي “الذي تبين انه يعمل بشكل أفضل مما كنا نظن، حتى أنني فوجئت بمدى سرعة الرد على الموقف”. ويعتقد الخبراء “أنك لا يمكنك إنهاء الحروب أو الإطاحة بالديكتاتوريات بمساعدة العقوبات” كما يؤكد إلورانتا، وتتفق معه الخبيرة هيلي سيمولا. لكن الاثنين يعتقدان أن العقوبات الاقتصادية مهمة، فوفقا لإلورانتا أضعفت العقوبات قدرة روسيا على إنتاج تكنولوجيا ومعدات عسكرية جديدة، وان هناك انخفاضا في إنتاج الآلات والمعدات على وجه الخصوص. وعلى سبيل المثال، انخفض إنتاج سيارات الركاب والحفارات بنحو 80 بالمائة مقارنة بالعام الماضي. كما شهدت تجارة التجزئة وصناعة الغابات انخفاضًا كبيرًا.

وتشير كبيرة الاقتصاديين هيلي سيمولا في أحاديثها لوسائل الاعلام الفنلندية الى أن العقوبات وسيلة مهمة للغاية لتقليص فرص روسيا في استمرار الحرب. وقد خفضت العقوبات دخل الدولة الروسية وجعلت من الصعب على الصناعة العسكرية الروسية مواصلة الإنتاج. وتؤكد سيمولا أن العقوبات تتطلب وقتًا ليتبين تأثيرها.

ويعود ياري الورانتا ليقول “أن آفاق الاقتصاد الروسي في السنوات الخمس الى العشر القادمة ستكون قاتمة حقا”، مدعيا ان روسيا أحرقت الجسور مع أهم شركائها التجاريين، فأوروبا كانت اكثر زبائنها روسيا قيمة، ولعقود من الزمن كانت الدعامة الأساسية للتجارة الخارجية لروسيا. فحوالي ثلثي غازها وأكثر من نصف نفطها كان يباع إلى أوروبا. كما أن هجرة العقول منها تسارعت بسبب الحرب وستتسبب في اضعاف ظروف التطور والنمو.

 ووفقًا للتوقعات التي نشرها بنك فنلندا في تشرين الاول الماضي، فإن الروس سيواجهون تغيرات عديدة مؤلمة جزئيًا في مستوى المعيشة. ومن المتوقع أن تنخفض قريبا عائدات التصدير بشكل كبير، فالحظر الأوربي على استيراد النفط الخام الروسي وسقف أسعار النفط الروسي الذي حددته دول مجموعة السبع دخل حيز التنفيذ، وفي الفترة القادمة سيدخل الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد المنتجات النفطية الروسية حيز التنفيذ. فهل ستعثر روسيا على شركاء جدد لتعويض الفجوة التي خلفها الاتحاد الأوروبي؟ وهل حقا ستسد الأسواق الاسيوية الفجوة الاوربية؟

وفقا لمحللي مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف الفنلندية CREA، وهي منظمة غير حكومية، زادت الهند والصين وتركيا وماليزيا والإمارات العربية المتحدة ومصر مشترياتها من النفط الخام الروسي، بل ان عدة مصادر تشير الى محاولات روسيا لإيجاد مشترين جدد لنفطها عبر مختلف الخصومات والعقود والعملات الوطنية ومختلف الطرق. فهكذا ووفقا لفايننشال تايمز باعت روسيا نفطا إلى سريلانكا الغارقة في أزمة اقتصادية وتعاني من نقص في الوقود، في صفقات بين البلدين هي الأولى من نوعها منذ 2013.

***********************************************

السودان: اقتحام سجن كوبر وانتهاك اتفاق الهدنة

الخرطوم – وكالات

تتواصل الأخبار العاجلة من السودان حتى ساعة اغلاق تحرير هذا العدد، حيث اتهمت وزارة الداخلية السودانية في بيان لها، امس الاربعاء، قوة من الدعم السريع باقتحام سجن كوبر، واطلاق سراح جميع النزلاء. في السياق، قال الجيش السوداني، ان الرئيس السابق المحتجز في السجن موجود في مستشفى عسكري بالخرطوم مع مسؤولين آخرين من النظام السابق في ظل توصيات طبية قبل اندلاع المعارك. فيما أعلنت نقابة أطباء السودان، أمس، خروج 59 مستشفى عن الخدمة في العاصمة السودانية والمناطق التي تشهد اشتباكات مسلحة، وذكر بيان النقابة، انه هناك 23 مستشفى فقط تعمل بشكل كامل او جزئي، وهي مهددة بالاغلاق بسبب نقص الكوادر والامدادات الطبية والكهرباء والماء.

وفي التطورات ايضاً، قالت قوات الدعم السريع، إن “الجيش هاجم مواقع تمركز قوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري وعدد من المواقع بالمدفعية والطيران الحربي”.

وأضافت، أن “هذا يتعارض مع الاتفاق المعلن للهدنة الإنسانية التي خصصت لفتح ممرات انسانية آمنه لتسهيل حركة المواطنين والمقيمين من رعايا الدول الأجنبية”.

*******************************************

لبنان.. ازمة النازحين السوريين تتفاقم

بيروت - وكالات

طالبت الحكومة اللبنانية من المجتمع الدولي المساعدة في موضوع النازحين السوريين، وشددت على انها ستقوم بملاحقة المخالفين ومنع دخولهم بالطرق غير الشرعية. وقال وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجا، إن “الحكومة طلبت من المفوضية العليا لشؤون النازحين، خلال اسبوع، تزويد وزارة الداخلية والبلديات بالمعلومات الخاصة بالنازحين السوريين على أنواعها، على أن تسقط صفة النازح عن كل شخص يغادر الأراضي اللبنانية”. وطلبت الحكومة من الدول الأجنبية المشاركة في تحمل أعباء النزوح السوري مع تزايد أعداد النازحين. والطلب من وزير العدل البحث في إمكانية تسليم الموقوفين للدولة السورية بشكل فوري مع مراعاة القوانين والاتفاقيات.

 بدوره، قال وزير الداخلية بسام مولوي، إنّ الأجهزة الأمنية سوف تتخذ التدابير الضرورية أمام مخيمات النازحين، مضيفا: “نؤكد على حقوق الانسان ومن الواجب احترام القانون اللبناني وحفظ النظام، وأن يكون السوريون في لبنان خاضعين للقانون اللبناني، ويجب تسجيلهم وتنظيم وضعهم لأن الفلتان مضر بلبنان وبمصالحهم”.

وشدد على “أننا لن نسمح بالتحريض على الجيش اللبناني وعلى الدولة، وعلى النازح السوري أن يلتزم بالقانون”.

بدوره، قال وزير الداخلية اللبناني الأسبق مروان شربل: “بلدنا مفلس ولم يعد باستطاعتنا التحمل اقتصاديا واجتماعيا، اللبناني غير قادر على إيجاد عمل وهذا الأمر يخلق حساسية بين السوري الذي يتلقى أموالا من المنظمات الخارجية واللبناني الذي يعيش في لبنان من دون مأكل ولا مشرب”.

*****************************************

فلسطين..  الاحتلال الإسرائيلي يواصل تهديداته

القدس ـ وكالات

دان حزب الشعب الفلسطيني حملة التحريض والتهديدات الفاشية التي يقودها المستوطنون، ضد عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق نصر أبو جيش بعد محاولة الاستيلاء على أراضي بلدته شرق نابلس.

وأكد الحزب في بيان، اطلعت عليه “طريق الشعب”،

ان “التهديدات بالقتل التي استهدفت الرفيق ابو جيش؛ لن تثني رفيقنا والحزب وشعبنا عن مواصلة النضال وتعزيز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال وعصاباته ومخططاتهم الاستعمارية”.

ونظم آلاف الفلسطينيين في أراضي الـ48 مسيرة العودة الـسادسة والعشرين المقامة هذا العام في أراضي قرية اللجون.

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية ولافتات حملت أسماء القرى الفلسطينية وإطلاق هتافات تطالب بـ”حق العودة”.

في السياق، اقتحم وزير الأمن اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الحرم الإبراهيمي، في مدينة الخليل، ضمن سلسلة اقتحامات الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة للحرم منذ أمس الثلاثاء.

واستنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري هذا الاقتحام، معتبرا إياه انتهاكا فاضحا للأماكن المقدسة ودور العبادة.

وبعد انسحاب وفد اسرائيل من اجتماع مجلس الامن بعد عرض جدول الاعمال الذي يتناول القضية الفلسطينية،

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، للوفد أن “هذا الجدول صيغ منذ عقود ولا جديد فيه”.

واضاف، ان قضية فلسطين على جدول الأعمال منذ عقود وان “واشنطن والاتحاد الأوروبي يواصلان الالتفاف على حل القضية الفلسطينية”.

 ****************************

منظمة اممية تؤشر وجود انتهاكات بحق الطفولة.. اغتيال مسؤول بارز في إيران

طهران ـ وكالات

أعلنت السلطات الإيرانية، أمس الاربعاء، مقتل آية الله عباس علي سليماني، عضو مجلس الخبراء الإيراني المسؤول عن تعيين المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، في هجوم في شمال إيران نفذه مسلح تم اعتقاله، كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وقالت الوكالة نقلا عن مسؤول، إنّ سليماني “اغتيل بهجوم مسلح في بلدة بابلسر الواقعة على بحر قزوين”، واضافت ان “المهاجم اعتقل من قبل القوات الامنية”. في سياق آخر، أورد تقرير نشرته “هيومن رايتس ووتش”، أمس الثلاثاء، شهادات حول تعرض بعض الاطفال المحتجزون للصعق بالكهرباء والضرب والاغتصاب، فضلا عن خضوعهم للمحاكمة أمام محاكم البالغين، في حين ينص القانون الإيراني على وجوب خضوع القاصرين للمحاكمة أمام محاكم الأحداث. ويتحدث التقرير عن انتهاكات مورست أثناء قمع الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد اخيراً، ويشير الى تعرض أطفال “لأعمال قتل وتعذيب واعتداء جنسي وإخفاء قسري”. وأورد التقرير، أن السلطات الإيرانية قامت باعتقال أطفال واستجوابهم ومحاكمتهم بدون الالتفات للضمانات القانونية المضادة لذلك، كما أنها “منعت عائلاتهم من توكيل محامين للدفاع عنهم”.

وذكر التقرير، أنه في إطار زيادة الضغط على الأطفال وعائلاتهم، “تم احتجازهم، لأسابيع أحيانا، بدون إخطار عائلاتهم، ومنعوا من العودة إلى مدارسهم، كما تم منع عائلاتهم من الاستفادة من المساعدات الاجتماعية، ما أجبرهم على الذهاب إلى العمل” والتخلي عن الدراسة.

وقال بيل فان إسفيلد، المدير المشارك في قسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات مروعة أثناء الاحتجاز والمحاكمة يواجهون خطر التعرض لضرر طويل المدى. يتعيّن على بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق إعطاء الأولوية للتحقيق في هذه الانتهاكات والتوصية بمسار نحو المحاسبة. وذكرت المنظمة في تقريرها، أنها حققت في 11 حالة وقعت فيها انتهاكات ضد أطفال، بين أيلول 2022 وشباط 2023. وثبت في تلك الحالات قيام قوات الأمن بتقييد الأطفال وعصب أعينهم وتعذيبهم أثناء الاحتجاز.

 *****************************************

قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. حملة اعتقالات واسعة في تركيا

متابعة – طريق الشعب

قبل قرابة 3 أسابيع من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية في 14 أيار المقبل شن القضاء والشرطة هجومًا قمعيًا في جميع انحاء البلاد ضد المعارضة الكردية اليسارية. في ساعات الصباح الباكر من يوم الثلاثاء الفائت، تم اعتقال 150 شخصية على الأقل. وشملت المداهمات 21 محافظة، من اسطنبول وإزمير وأنقرة إلى المدن الكردية. وضمت قائمة المطلوبين 216 اسما، تم التركيز فيها على المحامين والصحفيين والسياسيين والفنانين. وكالعادة كانت التهمة دعم حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره السلطات التركية منظمة إرهابية. وفي هذه الحالة يحظر الاتصال بالمعتقلين لمدة 24 ساعة، وبالتالي يحرمون من اية مساعدة قانونية. وكانت الشرطة قد داهمت، في 10 مدن، مكاتب جمعية المحامين من أجل الحرية وصادرت أجهزة الكمبيوتر والكتب والوثائق الخاصة بالمحامين. وتم القبض على 25 محاميا على الأقل. ومن بين المعتقلين 11 صحفيا يعملون في وسائل إعلام كردية.  وتم اقتحام مسرح مدينة ديار بكر والعديد من المراكز الثقافية. وتحدث حزب الشعوب الديمقراطي اليساري المعارض، الذي تم اعتقال قياداته وكوادره، عن “محاولة انقلابية في الفترة التي تسبق الانتخابات”. واستهدفت العملية على وجه التحديد المحامين الذين يحمون صناديق الاقتراع والصحفيين الذين يكتبون عن تزوير الانتخابات ومنظمي الحملات الانتخابية في الاحياء السكنية. وبما أن اجراءات حظر حزب الشعوب الديمقراطي على وشك الانتهاء، فإن الحزب يخوض الانتخابات البرلمانية باسم الحزب البديل “حزب اليسار الأخضر”، ويذكر ان حزب اليسار الأخضر قد قرر عدم الاشتراك في الانتخابات الرئاسية، بمرشحه الخاص، ودعم مرشح المعارضة المشترك وزعيم الحزب الجمهوري (كماليون) كمال كيليجدار أوغلو، في اطار السعي لألحاق الهزيمة   بالرئيس رجب طيب أروغان.

وفي المانيا أيضا

ربط نشطاء اكراد بين حملة النظام التركي ضد اليسار، والاحكام التي صدرت في اليوم نفسه ضد نشطاء اكراد في المانيا، متهمين القضاء الألماني بالتحول الى ذراع اردوغان الطولى.

لقد أصدرت المحكمة العليا في ولاية بادنفتمبيرغ الألمانية في مدينة شتوتغارت، الثلاثاء الفائت، حكما بالسجن لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر على الناشط الكردي مسلم د.، بموجب الفقرة 129 ب من قانون العقوبات بتهمة “الانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية”. وقد ألقى القبض على الناشط الكري المتهم بقيادة منظمات حزب العمال الكردستاني في مدينة فرايبورغ، ولا حقا في مدينة هايلبرون . وهو معتقل في أحد السجون في مدينة شتوتغارت. وتعليقا على اصدار الحكم، أكد احد المتحدثين باسم “المركز الكردي للعلاقات العامة”: “يوضح قرار الحكم الصادر اليوم مرة أخرى الحاجة الماسة إلى إلغاء حظر عمل حزب العمال الكردستاني في ألمانيا”.

وبموجب هذا التعامل، سيُحرم الأكراد من فرصة الدفاع عن حقوقهم.  التهمة التي حكم بموجبها الناشط الكردي هي جمع تبرعات، في حين معروف في المانيا، قيام كل منظمة وكل ناد بجمع التبرعات من الأعضاء، والتي تعد جزءًا من عمليات تمويل نشاط النادي أو أنشطة سياسية. وفق المركز الكردي: “ولكن إذا فعل شخص ما ذلك، ارتباطا بالقضية الكردية، فسيتم تصنيفه كإرهابي”. ويأتي الحكم في إطار عدة إجراءات متزايدة، للتضيق على الجالية الكردية. لقد تم في الأسبوع الفائت، تفتيش مبني النادي الكردي في مدينة دارمشتات ايضا.  في 18 أذار بدأت إيدا دنيز حيدر أوغلو ، 22 عامًا ، إضرابًا  مفتوحا عن الطعام امام مبنى وزارة العدل الفيدرالية في برلين ، بمناسبة  اليوم العالمي للسجناء السياسيين ، للفت الأنظار الى ملف أربعة نشطاء أتراك  متهمون بكونهم كوادر في “جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري” المناهض للإمبريالية، والمحظور في المانيا.

*********************************

الصفحة السابعة

توقعات بموسم حصاد وفير.. الحكومة تخصص 1 في المائة فقط من الموازنة للقطاع الزراعي!

متابعة ـ طريق الشعب

وسط تفاؤل كبير بوفرة الإنتاج من المحاصيل الاستراتيجية انطلقت عملية الحصاد لمحصولي الحنطة والشعير في مختلف محافظات العراق.

ووفر قرار الحكومة الأخير برفع سعر الحنطة الى 850 الف دينار للطن الواحد، دفعة جيدة للفلاحيين والمزارعين من اجل تشجيعهم على زراعة الاراض في ظل ازديدا الطلب على الحنطة عالميا بعد الحرب في أوكرانيا.

وفيما هناك حديث واسع عن دعم الواقع الزراعي في البلاد، فأن ازدياد المبالغ المخصصة لوزارتي الزراعة والموارد المائية في مشروع قانون الموازنة العام لهذا العام لم تتجاوز ما نسيته 1 في المائة من اجمالي الموازنة.

زيارة السوداني الى واسط

وفي الاثناء، جدد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، امس الاربعاء، التأكيد على دعم الفلاح من خلال التسهيلات المرصودة دون فوائد.

وقال المكتب الاعلامي للسوداني في بيان إن الاخير «زار، إحدى مزارع محافظة واسط، واطّلع على عمليات حصاد الفلاحين لمحصولي الحنطة والشعير، ضمن زيارته للمحافظة، والتقى بجمع من الفلاحين واستمع إلى أهم مشكلاتهم والعقبات التي تعوق سير أعمال الزراعة».

وشدّد رئيس مجلس الوزراء بحسب البيان على «أهمية استخدام التقنيات الحديثة في الري لتوفير المياه»، مؤكداً أنّ «هناك توجيهاً سابقاً للمحافظين بحصر احتياجات محافظاتهم من المرشّات، وأعداد الفلاحين المستعدين لاستخدامها».

واكد رئيس الوزراء أنّ «الخطة الزراعية المقبلة ستشمل فقط أراضي الفلاحين الذين يستخدمون المرشّات الحديثة»، مبينا أن «القروض والتسهيلات المرصودة، بدون فوائد، ستيسّر عمل الفلاحين».

كما اطّلع السوداني على «مشكلة توفير الوقود للمزارع، موجها «باتخاذ الإجراءات لتذليل هذه العقبة، وأنْ يُوفّر الوقود اعتماداً على الخطة الزراعية المعتمدة في مديرية زراعة واسط».

واوضح البيان أن» السوداني استمع لمشكلة توفير مياه الشرب للمناطق النائية، وأهمية بذل الجهود في توفيرها لجميع القرى».

وجدّد رئيس مجلس الوزراء «التأكيد على دعم مشاريع الدواجن والثروة الحيوانية، بشرط المحافظة على الأسعار وعدم إثقال كاهل المواطن العراقي»، مشيراً إلى أن «البعض تلاعب بالأسعار عبر جلب منتجات من الخارج وتسويقها كمنتجات عراقية، وتمّ التصدي لهم قانونياً».

وفرة في الإنتاج

بدوره، اعلن وزير التجارة اثير داود الغريري امس الاربعاء عن استلام اول كميات الحنطة المسوقة من الفلاحين لموسم 2023 في سايلو الكوت.

واكد الوزير الغريري أن الملاكات الحسابية في فرع واسط قامت بصرف اول صك للمستحقات المالية للفلاح فور الانتهاء من عملية تفريغ الحنطة المحلية واحتسابها وحسب برنامج الحاسبة.

واكد ان موسم تسويق الحنطة لهذا العام يحضى بدعم حكومي ومختلف جذريا عن المواسم السابقة ومن كل الجوانب الادارية واللوجستية والمالية والتي جاءت لخدمة الفلاح وتشجيع ودعم الزراعة والانتاج.

من جانبها، توقعت وزارة التجارة، بلوغ إنتاج الحنطة خلال الموسم الحالي، 4 ملايين طن، وفيما أكدت أن إنتاج الحنطة لهذا العام سيغطي أكثر من 85 في المائة من احتياج العراق.

وقال مدير عام الشركة العامة لتجارة الحبوب في وزارة التجارة، حيدر نوري الكرعاوي، إن «إنتاج الحنطة في العام الماضي 2022، كان مليونان و200 ألف طن، في حين كان العراق يحتاج إلى 4 ملايين و600 ألف طن، بالتالي فإن إنتاج العام الماضي من الحنطة سد بنسبة 40  في المائة من الاحتياج الفعلي».

وأضاف الكرعاوي، أن «الدعم الحكومي كبير من خلال شراء الحنطة المحلية بمبلغ 850 ألف دينار للطن، في حين أن شراء الحنطة الأسترالية الآن يبلغ 650 ألفاً للطن، بالتالي فإن هذا الدعم الحكومي شجع الفلاح على الزراعة، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة التي شهدها العام الحالي 2023، ساعدت على زيادة المساحات المزروعة من الحنطة».

وأشار إلى، أن «توقعات وزارة الزراعة من الكميات المنتجة من الحنطة المحلية تبلغ 4 ملايين طن، لذلك فالعراق يحتاج إلى 600 ألف طن من الحنطة المستوردة لغرض تغطية العام»، مبيناً أن «إنتاج الحنطة لهذا العام سيغطي أكثر من 85 في المائة من احتياج البلاد».

وأوضح، أن «الأراضي العراقية تنتج تقريباً 6 أنواع من الحنطة جميعها جيدة، ولكن نوعيتها فيها قليل من السيولة، لذلك يلجئ العراق لاستيراد الحنطة الصلبة من ثلاثة مناشئ عالمية وهي أستراليا وكندا وأمريكا، ليتم خلطها مع الحنطة المحلية وإنتاج حنطة جيدة القوام».

1 في المائة فقط!

ورغم حديث الحكومة عن دعمها للفلاحين، لكن تخصيصات هذا القطاع لم تبلغ سوى 1 في المائة من اجمالي مبالغ الموازنة العامة.

وقال عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار في البرلمانية حسين مردان، إنه «من غير المقبول أن تكون حصة القطاع الزراعي لتأمين الأمن الغذائي للمواطن هي 1 في المائة فقط بالنسبة لوزارتي الزراعة والموارد المائية”.

وأضاف مردان أنَّ “الدولة ترغب بتطبيق طرق الري الحديثة وتبطين الأنهر وهذا لا يمكن أن يتحقق بتخصيص هذه النسبة الضئيلة من المبالغ في الموازنة، خصوصاً أنَّ العراق يمر بشح مائي وقد لا نستطيع تأمين مياه الشرب خلال العام المقبل”.

وشدد مردان على ضرورة “الاهتمام بوزارتي الزراعة والموارد المائية مثل اهتمام الحكومة بوزارتي الداخلية والدفاع”، مشيراً إلى أنَّ اللجنة “أكدت لرئيس الوزراء خلال لقائها به أنَّ الاهتمام بالقطاع الزراعي سيؤمن فرص عمل لمليون شخص وهذا العدد كبير اذا ما علمنا، بان فرص العمل ضمن القطاع الحكومي باتت مستحيلة بعد حصول عجز في الموازنة بلغ 67  في المائة نظراً لارتفاع الانفاق على الجانب التشغيلي”.

في وقت سابق، أكد وزير الموارد المائية عون ذياب، ان الامطار انقذت الخزين المائي من خلال توفيرها رية الفطام لمحاصيل الحنطة والشعير لاسيما في وسط وجنوب البلاد، ولم نضطر لاستخدام مياه الخزين، مشيرا الى ان الغلة الزراعية ستكون عالية هذا الموسم بسبب غزارة الامطار.

وقال ذياب إن «الأمطار الأخيرة ساهمت بتوفير رية الفطام بالكامل للموسم الزراعي الشتوي»، مبينا أن «موسم حصاد الحنطة والشعير سيكون بغلة عالية هذا الموسم».

الأمطار انهت مخاوفنا بشأن عدم القدرة على توفير الكميات الكافية من المياه للحنطة والشعير هذا الموسم، لاسيما في مناطق الوسط والجنوب، كون هذه المناطق تكون نسب الأمطار فيها قليلة، مما يضطرنا لتوفير كميات المياه من الخزين المائي رغم قلته».

وتابع ذياب أن «الاهوار أغمرت بالمياه بعد أن جفت بشكل كامل في العام الماضي»، مشيرًا إلى «انتعاش الحركة في الاهوار جراء عودة مستويات المياه فيها الى سابق عهدها».

 *************************

الثروة الحيوانية في العراق وسبل تطويرها

عبد الكريم عبدالله بلال*

اثارت لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية بكتابها المرقم ٢١٤ في ١٨ نيسان ٢٠٢٣ موضوع تطوير الثروة الحيوانية وذكرت النقطة (3) من اصل الكتاب الى موضوع استيراد (الإبل والغنم والماعز والجاموس والابقار).

وهنا نقول انه كان من الافضل على اللجنة ان تفكر، اولا بحماية الثروة الحيوانية الموجودة فعلا في العراق وعدم دفعها الى الانقراض وان ترفض عمليات التجويع من خلال انهاء المراعي في البوادي العراقية وذلك بتوزيع اراضي البوادي بملاين الدونمات الى جهات متنفذة مثال ذلك في بادية السماوة ومثلها في بادية الانبار ومئات الاف الدونمات في باديتي النجف وكربلاء مما اضطر مربي الأغنام بعد منعهم من دخول البوادي من قبل هذه الجهات المتنفذة الى تهريب حيواناتهم الى دول الجوار (السعودية والكويت والاردن)، بحيث لم يتبق منها الا اعدادا قليله بعد ان كانت اكثر من ٧ مليون رأس غنم والخسارة هنا ليست في العدد فقط، بل في النوع حيث (العواسي) من الاغنام التي تولد التوائم بنسبة ١٠٠ في المائة عند توفير الاعلاف اللازمة لها وكذلك كتلة الصوف فيها تقارب كتلة الصوف في اغنام المارينو الاسباني، اضافة الى نكهة لحومها الجيدة التي يستذوقها المستهلك العراقي، وهذا ينطبق على بقية انواع الأغنام والماعز مما اثر ذلك على الامن الغذائي للمواطن العراقي. اما الجاموس فلو تم الاهتمام بالاهوار والمسطحات المائية لما حصل الذي حصل مضافاً لذلك الذبح العشوائي خارج المجازر وعدم متابعته من قبل الجهات ذات العلاقة وأيضاً ذبح الاناث مما اثر على الإنتاجية بشكل كبير.

اما الإبل فقد اقترحنا عام ٢٠٠٩ بضرورة حضر ذبحها الا انه لم يتم ذلك بالاخص هناك من يتذرع بالمناسبات الدينية حتى وصلت الآن الى حد الانقراض.

ونشير ايضاً الى عدم توفر العلاجات واللقاحات اللازمة في المستشفيات والمستوصفات البيطرية، وغلق العديد من المستوصفات البيطرية وفي اكثر من محافظة.

ان معالجة هذا الموضوع يحتاج حزمة من الاجراءات لغرض تطوير قطاع الثروة الحيوانية ومنها:

١. عدم السماح بالتجاوز على اراضي المراعي في البوادي العراقية والمقررة وفق قانون الرعي ٣ لسنة ٢٠٠٢ والغاء العقود الكبيرة المبرمة مع المتنفذين.

٢. تطوير مراكز بحوث الثروة الحيوانية من خلال توفير كامل الدعم المالي والتجهيزات الضرورية لها وفتح محطات جديدة.

٣. عدم السماح بالذبح العشوائي خارج المجازر وتطبيق قانون المجازر الخاص بذلك.

٤. عدم السماح بذبح الاناث.

٥. ايقاف جزر وذبح الإبل لمدة خمسة سنوات ومحاسبة المتجاوزين.

٦. تطوير المحاجر الحدودية وحمايتها من المتلاعبين فيها من المتنفذين.

٧. ضبط الحدود وعدم السماح بتهريب الحيوانات وبكافة انواعها.

٨. الاهتمام بالاهوار والمسطحات المائية لأغراض تربية الجاموس وتوفير المياه اللازمة.

٩. وضع شرط في العقود الزراعية الاستثمارية بزراعة مساحة من الارض لا تقل عن ٢٥ في المائة من محاصيل مراعي البرسيم والجت والشعير ومتابعة تنفيذه.

١٠. فتح الاستثمار لانشاء مشاريع الثروة الحيوانية وتخفيف الشروط لإنشائها.

١١. منح السلف لمربي الثروة الحيوانية بشروط مخففة.

١٢. ادخال التقنات الحديثة في تربية الحيوانات ومنها اجهزة الرش في الجاموس مع متابعة اخر التطورات العلمية في العالم وتوفير اللقاحات والعلاجات البيطرية.

١٣. الاهتمام باقسام الثروة الحيوانية في كليات الزراعة مع ادخال التقنات الحديثة في حقولها وتوفير كافة الدعم لها.

١٤. اعادة فتح مراكز التلقيح الاصطناعي وفي كافة المحافظات وتوفير اللقاحات

١٥. وضع برنامج متكامل في اقسام الارشاد الزراعي والمراكز الإرشادية عن الثروة لحيوانيه فيما يخص المشاريع او التربية المنزلية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مهندس استشاري زراعي

 *************************************

زراعة الديوانية .. نموذج للتحدي

احمد القصير

بالرغم من الإهمال الواضح وغياب خطط التنمية المستدامة الاستراتيجية للريف، تجد مديريات الزراعة تعمل وفقاً لظروفها غير المؤاتية، وقلة او انعدام التخصيصات المالية ما فاقم معاناة الفلاحين والقطاع الزراعي ودوائره الزراعية والموارد المائية.

مديرية زراعة الديوانية شخصت الحاجة الفعلية وعملت على تفعيل نشاطاتها. ففي 26/10/2020 ناقشت الأزمة المالية وركزت على الاستثمار الزراعي، وتم اللقاء بين رئيس هيئة استثمار الديوانية ومديرية زراعة الديوانية وجرى تحديد الرؤى المشتركة بينهما.

  • ومنذ 9/11/2021، حذرت المديرية من هجرة داخلية نحو المدينة بسبب شح المياه، في واستمرار الجفاف الذي يتسبب بإنعدام مياه الشرب لهم وللحيوانات، وكذلك وانعدام الزراعة وهلاك الثروة الحيوانية.
  • اكدت المديرية تحذيرها في 11/ 11/ 2021 نتيجة استغاثة سكان القرى التي تقع على ذنائب الأنهار.
  • رغم كل ذلك ارتفع إنتاج العسل إلى ٨٠ طن وبدون دعم مالي او الوقاية.
  • وأعلنت الاكتفاء الذاتي من بيض المائدة، ونشر تحقيق في حينها .
  • كما انها اقامت الدورات التدريبية حول زراعة وإنتاج الفطر، وأنتجت ٣٠ طن من محصول الفطر.
  • ومن اجل انسيابية توزيع الاسمدة، تعلن المديرية عن موعد وصول الكميات إلى مخازنها. وفي 9/ 3/ 2023، نظمت ندوة إرشادية حول موضوع الاستخدام الامثل للمبيدات.

*وهي تستعد منذ 5/ 4/ 2023 للعمل على تنفيذ ٣٤ نشاطاً إرشادياً محلياً خلال نيسان 2023.

لا يخفى على الجميع الواقع المتردي في مجال الخدمات في مدن محافظة الديوانية وباتت هذه المحافظة من أكثر المحافظات التي تعد منكوبة من النواحي الخدمية والعمرانية والاقتصادية وان الجانب الزراعي يعد من أكثر الأنشطة التي يجب على الحكومات المحلية والمركزية الاهتمام بها كون اغلب سكان هذه المحافظة يمتهنون الزراعة وتصل نسبة السكان في القرى والأرياف إلى 70 في المائة من إجمالي السكان تقريباً

ويرد هنا تساؤل مهم: أنه هل هناك اهتمام من الحكومة بهذه الشريحة من أبناء هذه المحافظة في تذليل العقبات والصعوبات؟ وهل أن الدعم المنشود من قبل الجهات المعنية في هذا المجال وصل حيز التنفيذ وغادر جانب الشعارات الحملات الدعائية والإعلامية؟ وهل أن الدعم الجاد سوف يحقق اثراً ملحوظاً في الجانب الزراعي والاقتصادي والاجتماعي اذا ما تم العمل به فعلا؟ وهل كانت أزمة المياه تدار بشكل صحيح ام بشكل ترقيعي؟

وهل تم الاهتمام بمشاريع الري الحديثة ( الري بالرش أو الري بالتنقيط) وتشجيع المجتمع الفلاحي في الاهتمام بهذا الجانب والعمل على مغادرة طرق الري التقليدية التي أدت ارتفاع نسبة الملوحة بسبب ارتفاع حجم المياه الجوفية ؟

وهل تم الاستفادة من تجارب الدول المجاورة أو التجارب في المحافظات الغربية والشمالية في مجال الدعم الزراعي في هذه المحافظة ؟ وهل كان دور المؤسسات الحكومية في مجال الدعم والإرشاد والمتابعة والتقييم حقيقيا ؟

كل هذه التساؤلات وغيرها اصبح لزاما على الجهات المختصة في مجال البحوث العلمية المتخصصة أن تصل إلى نتائج حقيقية في تشخيص المشاكل التي اثرت على الوضع الزراعي والوصول إلى توصيات علمية يستلزم من المؤسسات الزراعية والمؤسسات الحكومية الأخرى الالتفات لها ووضع قرارات مفصلية لتكون علامة فارقة للنهوض بالانتاج الزراعي إلى مستوى الأداء الممتاز كون الأرض الخصبة ونوع التربة في محافظات الفرات الأوسط ومنها الديوانية تمتاز بالعناصر المعدنية الكافية لتحقيق أعلى إنتاجية.

ونرى ان يبادر المهتمون بهذا الشأن من أعضاء مجلس النواب أو النقابات المهنية القريبة من المجتمع الديواني لعقد ندوات ومؤتمرات جادة وتوجيه دعوات للمختصين في جوانب البحث العلمي لإلقاء محاضرات وبحوث يتم ترشيح الافضل منها والأخذ بالتوصيات التي يتم الاتفاق عليها والعمل على تفعيلها بأقرب وقت ممكن لإنصاف هذه المحافظة بعد التردي الواضح والتراجع المستمر في الإنتاج الزراعي للمحاصيل المختلفة والعمل على تعزيز المشاريع الناجحة التي توصل إليها القائمون عليها.

**********************************

الصفحة الثامنة

عين مرأة.. تمكين النساء في العمل

انتصار الميالي

النساء شريحة واسعة وتشتمل على فئات ومستويات مختلفة من بينهن النساء والفتيات اللواتي ينخرطن بالعمل غير المنظم، ولابد من تحسين الانتعاش الاقتصادي وظروف العمل اللائق لهن، لزيادة الدخل وتحسين أوضاعهن الاقتصادية، وتعزيز مبادئ تمكين المرأة والانخراط مع القطاع الخاص لتحسين وضع المرأة في الاقتصاد من أجل تحقيق نمو شامل ومستدام.

وبالرغم من وجود عدة مشاريع تنموية لمعالجة قضية تشغيل النساء والفتيات، لكنه لم يجرِ التركيز على مجاميع عمل مشتركة ومتعددة القطاعات تأخذ على عاتقها إنشاء خدمات تطوير الأعمال المناسبة على ضوء احتياجات النساء واهتماماتهن.

إن تعزيز التمكين الاقتصادي والتعاون بين رائدات الأعمال والمبتدئات بالعمل مع تحديد الأطراف المعنية بالدعم والتمكين سواء كانت مؤسسات حكومية أو منظمات محلية ودولية مانحة سيساهم في تطوير امكانيات النساء وانتشالهن من واقع مأساوي يعشن فيه يومياً بسبب الفقر وقلة فرص العمل.

توفير البيئة الآمنة مهم لضمان حماية النساء العاملات ذاوت الدخل المتدني من المخاطر عبر خلق مصادر دخل مستدامة، وتوحيد الجهود للتعبير عن مصالحهن بصوت موحد، مع دعم مشاريعهن لتصبح مشروعات قابلة للاستمرار والنمو اقتصادياً مع فرص أفضل لتأمين سبل العيش، ولابد من تحدي الصور النمطية وزيادة الوعي للتصدي للتمييز القائم على النوع الاجتماعي على مستوى الفرد والأسرة والذي يعوق المرأة ويكرّس عدم المساواة بين الجنسين في المجتمع.

عمل النساء سواء في البيت وخارجه يحتاج لبرامج بناء القدرات وتشجيع المرأة للعمل وكيفية الوصول إلى الموارد وكيفية تسويق نتاجاتهن المختلفة وتطوير وتحسين الأداء وديمومة العمل، وتنظيم ورشات عمل من قبل الجهات المعنية مثل وزارات العمل والشؤون الاجتماعية والصناعة والزراعة عن معايير الإنتاج، والتغليف، وتعريف المنتج، والتسويق وكيفية التعاون مع مراكز البيع المختلفة في الريف والمدينة.

هذه البرامج والخطط تتطلب عملا مشتركا وتخطيطا جيدا ورصد موازنات مستجيبة للنوع الاجتماعي، سينتج عنها تقدم أعلى بمستوى عمل المرأة وتحسين قدراتها ومعالجة النواقص، فضلا عن زيادة القدرات المؤسسية باتجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتطوير حركة الانتاج ودعم الاقتصاد الوطني وتنميته.

 ******************************

العاملات في عيد العمال يطالبن بحقوقهن.. القطاع الخاص.. الأكثر انتهاكا لحقوق العاملات

بغداد - نورس حسن

رغم مضي 137 عاما على أول إضراب عمالي عالمي، وقرابة ثمانية أعوام على تشريع مجلس النواب العراقي لقانون العمل النافذ، ومصادقته على أغلب الاتفاقيات الدولية، فإن معاناة النساء العاملات لاسيما في القطاع الخاص مازالت مستمرة، فشروط عملهنّ بحسب ناشطين “يسودها التمييز بمختلف اشكاله فضلا عن الاضطهاد المضاعف”. مشددين على ضرورة الأولوية لشمول النساء العاملات في القطاع الخاص بالضمان الاجتماعي للعمال.

وتتحدث المواطنة، هند عامر عبد الله، وهي عاملة في إحدى شركات القطاع الخاص، عن مخالفات كبيرة يرتكبها أرباب العمل بحق العاملات، خلافا للقوانين النافدة.

طرد دون إنذار

وتقول لـ” طريق الشعب”، إن “العاملات في القطاع الخاص يتعرضن إلى أبشع أنواع الاستغلال عبر فرض أعمال اضافية خارج مهام عملهن الأصلية، ودون تعويضات مالية تذكر، وحال الاعتراض “فإن طرد العاملة من عملها هو سيد الموقف دون رعاية لظروفها الخاصة او حتى إنذارات مسبقة لها”.

وتذكر أن زميلتها “سرحت من العمل تعسفا بعد وضع جنينها، على الرغم من تقديم طلب بمنحها اجازة إلا أن طلبها صد بالرفض على الرغم من الحاجة الماسة اليه، ليصدر بعد أيام قرار الاستغناء عن خدماتها بحجة الغياب”.

وتنبه عبد الله الى أن “غالبية العاملات في القطاع الخاص غير مشمولات بأي شكل من أشكال الضمان الاجتماعي”، منوهة إلى أن “صاحب العمل اكتفى بشمول عاملين من الرجال بالضمان، وذلك للظهور أمام فرق تفتيش وزارة العمل حال زيارتهم الشركة”.

وتأمل عبد الله أن تكون مسيرة الأول من آيار هدا العام “مطلبية بضمان حقوق عمال وعاملات القطاع الخاص وعدم اقتصارها على مسيرة تعبر عن الاحتفال باليوم العالمي للعمال لا أكثر”.

 عقود عمل غير منصفة

من جانبها، تكشف الناشطة في مجال حقوق المرأة، زهراء الدرويش، عن انتهاكات أخرى تتعرض لها النساء العاملات في القطاع الخاص وتقول لـ”طريق الشعب”، إن “حاجة النساء إلى العمل كبيرة، إلا أن عدم المعرفة الكافية بضمانات العمل، جعل منهن فريسة سهلة الاستغلال من قبل البعض من أرباب العمل”، موضحة أن “البعض من أرباب العمل يفرضون على العمال الراغبين بالعمل توقيع عقود عمل تتضمن انتهاكات قانونية كفرض غرامات مالية كبيرة عند اعتراض العامل على طبيعة العمل وساعاته أو الرغبة بترك العمل”.

وتؤكد الدرويش أن “نساء كثيرات يقبلن بهذه الشروط بسبب عدم الدراية أولا بالتبعات القانونية التي تترتب عليها عند التوقيع، وبالتالي هن أسيرات عمل وفقا للعقد الذي لا تستطيع دفع ثمن شروطه، وحاجتها الماسة إلى العمل للارتقاء بواقع حالها وحال أسرتها المعاشي”.

وتحمل الناشطة “لجنة حقوق الانسان النيابية ولجنتي العمل والمرأة إضافة إلى النقابات العمالية مسؤولية الانتهاكات التي تتعرض لها النساء العاملات في مختلف القطاعات العمل”، مشددة على أن” اللجان البرلمانية المعنية تسعى إلى تعديل قانون العمل من أجل تقليص حقوق العمال فيه، تماشيا مع مصالح أرباب العمل لا أكثر”.

قانون جيد ولكن!

في السياق تفيد المحامية المتخصصة في الشأن العمالي، سماح الطائي، لـ”طريق الشعب”، أن “قانون العمل يتضمن نصوصا قانونية كفيلة بحماية العاملات بمختلف القطاعات ومنح الحرية الكاملة لعمل التنظيمات النقابية العمالية، إضافة إلى نصوص أخرى حجم بموجبها جميع أشكال التمييز وحرص على تحقيق المساواة في الأجور وساعات العمل”، وتضيف “كما أن القانون منح النساء العاملات امتيازات عمل خاصة تنسجم مع طبيعة التزاماتها الاجتماعية”.

وتذكر “إلا أنه على الرغم من الحملات التي نظمتها وتنظمها الاتحادات النقابية ومنظمات المجتمع المدني وواقع حال العاملات، فان الاستجابة من قبل الحكومة بطيئة في تنفيذ بنود القانون”.

انتهاكات مسكوت عنها

وتؤكد الطائي “إن عمال القطاع الخاص هم أكثر الفئات مظلومية على الرغم من النصوص القانونية النافدة المعطل تنفيذها عمدا”، لافتة إلى “وجود شكاوى كثيرة تصل إلى محكمة العمل من نساء يتعرضن في مواقع العمل إلى أبشع وسائل الاستغلال والمساومة دون توفير الحماية اللازمة لهن”.

وشددت الطائي خلال حديثها على ضرورة “ شمول أكبر عدد من النساء العاملات في القطاع الخاص بالضمان الاجتماعي خاصة وان الكثير من النساء يتعرضن إلى ظروف حياة صعبه فرضتها التحديات المختلفة التي تمر بها البلاد وهن بحاجة ماسة إلى العمل”.

 ****************************

سجن النساء يضم أربعة أضعاف طاقته الاستيعابية

بغداد – طريق الشعب

أكدت عضو مجلس النواب العراقي عن لجنة حقوق الإنسان النيابية، نيسان عبد الرضا الزاير، أن سجن النساء في العاصمة بغداد يحتوي على أربعة أضعاف طاقته الاستيعابية من النزيلات.

وقامت النائبة بزيارة إلى سجن النساء في بغداد للاطلاع على أوضاعه، حسب بيان صحافي ورد عن مكتبها، مشيرة إلى أن “السجن يحوي أربعة أضعاف طاقته الاستيعابية من النساء المحكومات بالجرائم، كالإرهاب والمخدرات والتسول والبغاء”، لافتة إلى أن “السجن يضم عددا من القاعات التي تستوعب نحو 190 نزيلة، لكننا وجدنا نحو 664 محكومة في كل قاعة، أي ما يعادل أكثر من 2500 نزيلة”.

وبيّنت أن “هذا الأمر مخالف لحقوق الإنسان، ولا سيما أن غالبية المحكومات من الجنسيات الأجنبية من أُسر داعش الإرهابي”، وفيما لاحظت “وجود تأخير في تسفير النزيلات الأجنبيات مع أطفالهن إلى بلادهن بعد صدور الأحكام من قبل القضاء العراقي، وأوضحت أن “هذا العدد الكبير في سجن النساء يقابله وجود سبعة باحثين داخل السجن، مما يستدعي إلى تدخل فوري من الجهات المختصة لمعالجته”.

 ***********************************

رابطة المرأة في النجف.. ندوة تثقيفية حول الابتزاز الإلكتروني ومكافحة المخدرات

النجف – طريق الشعب

اقامت رابطة المرأة العراقية وبالتعاون مع نقابة المعلمين والشرطة المجتمعية، ندوة تثقيفية حول الابتزاز الإلكتروني ومكافحة المخدرات، في محافظة النجف.

تناولت الندوة التي احتضنتها ثانوية الدكتور مهدي المخزومي للبنات، الخطورة الصحية والمجتمعية التي تحدثها تجارة المخدرات في المجتمع، منبهين إلى ضرورة التبليغ عن عصابات تجارة المخدرات، وطرق التصدي لعمليات الابتزاز الإلكتروني.

في السياق الندوة تطرقت سكرتيرة رابطة المرأة العراقية في النجف سهاد الخطيب إلى أهم الطرق الوقائية والتوصيات التي يجب اتباعها للحد من انتشاره الابتزاز الإلكتروني، التي وصفتها الخطيب بـ “الظاهرة التي انتشرت كالآفة في مجتمعنا، مستهدفة فئة الشابات وهن في أعمار المراهقة”.

 ***************************************

اتساع ظاهرة الابتزاز الإلكتروني والفتيات أكثر ضحاياه

بغداد – طريق الشعب

في إحصائية رسمية تعكس اتساع ظاهرة الابتزاز الإلكتروني في البلاد، كشف جهاز الأمن الوطني في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب” عن إلقاء القبض على 21 متهما بقضايا ابتزاز إلكتروني خلال الشهري شباط وآذار من هذا العام، فيما سجل العراق خلال العام الماضي وفق إحصائية كشفت عنها مديرية الشرطة المجتمعية بوزارة الداخلية، 1950 حالة ابتزاز، معظم ضحاياه من النساء بينهن فتيات في سن المراهقة.

ظاهرة حديثة

وتقول الناشطة النسوية زينب الدباغ لـ”طريق الشعب” إن “الابتزاز الإلكتروني ظاهرة استجدت حديثا في البلاد، وان أكثر ضحاياه من النساء، وقعن ضحية جرائم الاستغلال نتيجة قلة الوعي والمعرفة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي”.

وترى الدباغ “أن الدور الذي تلعبه الأسرة مهم للسيطرة والحد من جرائم الابتزاز الإلكتروني، عبر إنشاء علاقة صداقة مع أبنائهم ومراقبة حساباتهم بشكل غير مباشر، خاصة وان الضحايا في العادة هن فتيات بأعمار حرجة”.

وتشدد الناشطة على “الابتزاز الإلكتروني بات ظاهرة تسبب القلق للكثير من العوائل، وعلى الاجهزة الأمنية أن تلعب دورا مهما في ملاحقة عصابات الابتزاز الإلكتروني والحد من نشاطها عبر تطوير إمكانياتها التكنولوجية بملاحقة المبتزين”.

دور الأسرة

من جانبها، ترى الناشطة نسرين الوائلي أن “قلة معرفة أولياء الأمور بالتعامل مع الاجهزة الذكية، وعدم المحاولة لتجاوز ذلك الخلل، من أبرز الأسباب التي أدت إلى استفحال ظاهرة الابتزاز الإلكتروني”، منبهة إلى أن “تعامل الأبناء مع الفضاء الافتراضي الواسع بحاجة إلى رقابة حقيقية تبدأ من الأهل أولا”. وتقول لـ”طريق الشعب” إن “الابتزاز الإلكتروني لا تقع ضحيته الفتيات فقط بل يشمل أيضا الأبناء من الذكور، إلا أن كنسبة فان الفتيات من أكثر ضحاياه”. وتشير إلى وجود ارقام وصفتها الناشطة بـ “المفزعة” تعلنها الجهات الأمنية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بهذا الشأن.

تحديات اجتماعية واقتصادية

وتتطرق الوائلي إلى أسباب أخرى أدت إلى ارتفاع نسب ضحايا الابتزاز الإلكتروني  وتقول إن “التفكك الاسري وارتفاع نسب الطلاق والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها أغلب الأسر، جعل اهتمام الأب والأم قليلا بأبنائهم الأمر الذي انعكس سلبا على تنشئتهم نشأة صالحة والاهتمام بتعليمهم”، منبهة إلى ان “التعامل مع الاجهزة الذكية بحاجة إلى وعي وثقافة مجتمعية كبيرة وهذا بات ليس من ضمن اهتمامات الكثير من العوائل العراقية، بل حتى التربية والتعليم في المدارس يجهل التثقيف في هذا الاتجاه على الرغم من اهميته”.

عقوبات ليست بالمستوى المطلوب

في السياق، يفيد المحامي جعفر عبد الله العبودي ان “هناك الكثير من الشكاوى التي ترد إلى الجهات الأمنية المتمثلة بالشرطة المجتمعية من قبل ضحايا الابتزاز الإلكتروني”.

ويقول لـ”طريق الشعب” “على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذل من قبل جهاز الشرطة المجتمعية بملاحقة عصابات الابتزاز الإلكتروني، إلا أنها مع ذلك بحاجة إلى دعم أكبر”، منبها إلى وجود حاجة ماسة إلى تعديل البنود القانونية عبر”تشديد العقوبات ومنح صلاحيات رادعة أكبر إلى الشرطة المجتمعية”.

ظاهرة مثل تجارة المخدرات

بدورها تفيد الباحثة في الشأن الاجتماعي بشرى الزبيدي أن “المجتمع بحاجة كبيرة إلى تشريع قانون جرائم المعلوماتية بالشكل الذي ينسجم مع متطلبات وتطورات المجتمع”.

وتؤكد أن “الفتيات في اعمار المرهقة أكثر عرضة للابتزاز الإلكتروني، الظاهرة التي باتت تهدد الكثير من العوائل جراء الجهل وضعف الرادع القانوني”.

وتقول لـ”طريق الشعب” إن “جرائم الابتزاز الإلكتروني لا تقل خطورة عن جرائم تجارة المخدرات، خاصة وان المبتزين يستغلون ضعف الضحية، بدفع مبالغ مالية كبيرة وارغامها على اتباع سلوكيات غير مرغوبة وغير اخلاقية”.

وتشدد على ان “الدور يقع على عاتق الأسرة كبير في حماية أبنائهم ومراقبة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاص بهم، كما أن الوسائل الإعلامية عليها أن تأخذ على عاتقها جانب التوعية والتثقيف المجتمعي بهذا الاتجاه وضرورة الإبلاغ وتقديم الشكوى دون خوف”.

******************************

الصفحة التاسعة

كينين تخسر أمام زافينيسكا وتودع مدريد

مدريد ـ وكالات

ودعت الأمريكية صوفيا كينين بطولة مدريد المفتوحة للتنس، من الدور الأول أمس الأربعاء، بعد خسارتها أمام البلجيكية مارينا زافينيسكا في 58 دقيقة فقط.

وأظهرت الفائزة ببطولة أستراليا المفتوحة في 2020 والمصنفة الرابعة على العالم سابقا، بعض الومضات من أدائها السابق في عام 2021، حيث أن الإصابات التي تعرضت لها منذ فوزها ببطولة ملبورن أبطأت تقدمها.

 ***********************************

الدوري العراقي الممتاز.. المنافسة تحتدم وصراع ثلاثي على الصدارة

بغداد ـ طريق الشعب

احتدم الصراع بين فرق الدوري العراقي الممتاز الكرة القدم بين فرق القوة الجوية والشرطة والزوراء على الصدارة، وسط منافسة شرسة وتبادل للمراكز بين الفرق الثلاثة بعد ابتعاد الكهرباء عقب خسارته الأخيرة.

وتفتتح منافسات الجولة الـ 26 من المسابقة يوم السبت القادم، في الساعة الرابعة بلقاء القاسم صاحب المركز السابع عشر مع نوروز صاحب المركز العاشر على ملعب كربلاء الدولي، فيما يضيف ذات الملعب عند الساعة الثامنة وخمس عشر دقيقة دقيقة لقاء كربلاء صاحب المركز الرابع عشر مع ضيفه زاخو صاحب المركز السادس عشر.

ويضيف ملعب الزوراء مباراتين في ذات اليوم تجمع الأولى عند الساعة السادسة صاحب المركز الرابع الكهرباء مع المهدد بالهبوط وصاحب المركز التاسع عشر الصناعة، وعند العاشرة والنصف مساء يستضيف الزوراء صاحب المركز الثالث النجف صاحب المركز السادس.

وتستكمل مباريات الجولة يوم الاحد المقبل، وتقام مباراتان في الساعة الرابعة عصرا، تجمع الأولى القوة الجوية المتصدر مع دهوك صاحب المركز التاسع، فيما يضيف ملعب النجف الدولي لقاء نفط الوسط صاحب المركز الخامس عشر النفط صاحب المركز الثامن عشر. وفي الساعة السادسة والنصف تقام مباراتان، يستضيف الأولى ملعب فرانسوا حريري لقاء أربيل صاحب المركز الثالث عشر مع متذيل الترتيب الديوانية، فيما يحط الحدود صاحب المركز الحادي عشر الرحال في البصرة للقاء نفط الجنوب صاحب المركز الثاني عشر في ملعب الفيحاء.

في الساعة السابعة وخمس واربعين دقيقة، يحتضن ملعب ميسان الدولي لقاء نفط ميسان صاحب المركز السابع والكرخ صاحب المركز الثامن.

وتختتم مباريات الجولة بقمة جماهيرية على ملعب الشعب الدولي حين يستضيف الطلبة صاحب المركز الخامس ووصيف جدول الترتيب الشرطة في الساعة التاسعة والنصف..

 ***************************************

وقفة رياضية.. مراكز تخصصية لكل الألعاب الرياضية

منعم جابر

قبل سنوات افتتحت وزارة الشباب والرياضة مراكز تخصصية لمختلف الألعاب الرياضية، وهذه المراكز متخصصة في تدريب الاعمار الصغيرة، وفعلاً نجحت هذه الخطوة وبرزت من خلالها مواهب عديدة. لكنها توقفت وتم هجرانها ولم تتم متابعتها، وكنا في حينها متفائلين بواقعها وآملين نجاحها وتطورها.

واليوم نتأمل ان تفتتح هذه المراكز في المحافظات والمدن الكبيرة، لأن المواهب الرياضية تنبت في كل مكان وزمان، وليس فقط في العاصمة بغداد، حيث كنا نأمل ان يتم افتتاح هذه المراكز في كل محافظاتنا، لكننا نجد أن الاتحادات الفرعية في المحافظات لا تقوم بواجبها بصورة صحيحة، فالواجب الأساسي لهذه الاتحادات هو تطوير اللعبة والاهتمام بالبراعم والأشبال والموهوبين، مما يضيع عليها فرص كبيرة، لذا نقترح أمام الاتحادات المركزية في بغداد وبالتعاون مع مديريات الشباب والرياضة بأن تكلف الاتحادات الفرعية بالإشراف على مراكز تخصصية لتدريب الاشبال لأعمار تقل عن 12 سنة ولجميع الألعاب الممكنة تحت اشراف الاتحاد الفرعي واختيار المدربين الأكفاء من مصلحة اللعبة وتطورها.

احبتي قادة الرياضة واتحاداتها المركزية لا بد لكم من برنامج للنهوض بألعابكم وتطويرها وهذا لا يتم الا من خلال إيجاد مراكز تخصصية في كل محافظة، فالمطلوب منكم البحث عنها وتطويرها وتدريبها، وهذا الأمر تقوم به جميع بلدان العالم حيث تؤمن بمبدأ (خذوهم صغاراً)، لذا نطالب بتنشيط الاتحادات الفرعية في المحافظات وندعوها للقيام بواجباتها ومهماتها الموكلة اليها، بالبحث عن المواهب والكفاءات وبأعمار مبكرة وستكون خطواتنا الجديدة هو التحضير لإقامة بطولات ومهرجانات رياضية على مستوى محافظاتنا، وهذا ما نسعى له، لأنه سيكون عرساً رياضياً شاملاً نكتشف من خلاله المواهب والكفاءات الرياضية ونفتح الآفاق مشرعة للمواهب الرياضية.

 ****************************

اتحاد الجودو: بطولة آسيا بوابة التأهل لأولمبياد باريس

متابعة ـ طريق الشعب

أكد المدير التنفيذي للاتحاد العراقي المركزي للجودو عدي الربيعي، أن المنتخب الوطني يسعى لجمع أكبر عدد من نقاط التصنيف في بطولة آسيا المفتوحة للتأهل إلى أولمبياد باريس 2024.

وقال الربيعي في حديث صحفي إن الجهاز التدريبي للمنتخب الوطني بقيادة المدرب التونسي أنيس لونيفي يعول كثيراً على المشاركة في بطولة آسيا المفتوحة لفئة المتقدمين التي ستقام في الكويت في السابع والعشرين من شهر نيسان الحالي وهي إحدى البطولات التي يقيمها الاتحاد الدولي لغرض جمع نقاط التصنيف للتأهل إلى أولمبياد باريس 2024”.

وأضاف الربيعي أن” المنتخب أنهى استعداداته للبطولة قبل التوجه إلى الكويت من خلال المعسكر المغلق الذي أقيم في بغداد لمدة أسبوعين”، مبينا، أن” أكثر من 171 لاعباً ولاعبة يمثلون 30 منتخباً من أربع قارات، هي آسيا أوروبا أفريقيا وأمريكا اللاتينية “.

وتابع الربيعي، أن “ منتخبنا سيشارك بسبعة لاعبين ممن نجحوا في حصد الأوسمة ببطولة أفريقيا المفتوحة التي أقيمت في تونس والجزائر مؤخراً، مؤكداً عزم اللاعبين على تحقيق نتائج مميزة لمواصلة الخط البياني التصاعدي الذي شهدته اللعبة في السنوات الاخيرة”.

 *********************

وفاة لاعب المنتخب العراقي السابق صلاح عبيد

متابعة ـ طريق الشعب

توفي لاعب المنتخب الوطني العراقي ومدرب نادي الناصرية السابق الكابتن صلاح عبيد، أمس الأربعاء، بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز 74 عاماً.

وشارك الكابتن صلاح عبيد مع المنتخبات العراقية المختلفة في بطولات آسيوية وأولمبية وعسكرية، منها تصفيات دورة ميونيخ الأولمبية عام 1972، كما أسهم في فوز منتخب العراق العسكري بلقب بطولة كأس العالم العسكرية “السيزم” التي جرت في بغداد عام 1972.

وشارك كذلك في بطولة كأس العالم العسكرية في الكونغو وفي تصفيات ونهائيات بطولة أمم آسيا في طهران عام 1974، لكن تبقى مشاركته الأهم في تصفيات كأس العالم في أستراليا عام 1973 وهي أول مشاركة للكرة العراقية في تصفيات كأس العالم، حيث وصفته الصحافة الأسترالية حينها بـ”الماكنة التي لا تهدأ” بعد انتهاء مباراة العراق وأستراليا الأولى التي انتهت لصالح المنتخب الأسترالي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، إذ لعب صلاح عبيد في الشوط الأول في جهة اليمين ثم في الشوط الثاني وضعه المدرب الراحل عادل بشير في جهة اليسار بعد خروج اللاعب علي كاظم من المباراة وكان متميزاً جداً في المركزين.

وبعد اعتزاله اللعب توجه صلاح عبيد إلى التدريب، حيث أشرف على تدريب فرق القوة الجوية والدفاع الجوي والناصرية، كما أشرف على تدريب فرق الشباب في الدوري القطري وهو حاصل على شهادة تدريبية من يوغسلافيا في عام 1980.

 ***********************************

انطلاق بطولة غرب آسيا لألعاب القوى في الدوحة

الدوحة ـ وكالات

انطلقت أمس الأربعاء، على مضمار وميدان ستاد سحيم بن حمد بنادي قطر في العاصمة القطرية الدوحة، منافسات بطولة غرب آسيا لألعاب القوى للرجال والسيدات - قطر 2023، التي تستمر منافساتها حتى 29 نيسان الجاري.

وتقام المنافسات بمشاركة 12 منتخبا هي المنتخب القطري المستضيف ومنتخبات العراق والسعودية والبحرين والإمارات ولبنان والأردن والكويت وسلطنة عمان وفلسطين واليمن وسوريا.

وعقد الاجتماع الفني للبطولة بحضور ممثلي اتحاد غرب آسيا لألعاب القوى وممثلي اللجنة المنظمة للبطولة ومسؤولي وفود المنتخبات المشاركة بالإضافة إلى حكام البطولة وتم خلال الاجتماع اعتماد أهلية اللاعبين المشاركين في السباقات المختلفة والتنبيه على بعض قوانين البطولة.

وشهد اليوم الأول من البطولة منافسات الوثب الطويل ودفع الجلة و100 م عدو و800 م عدو و10000م مشي للرجال والوثب الثلاثي سيدات ورمي الرمح و3000 م موانع.

من جانبه رحب محمد عيسى الفضالة رئيس الاتحاد القطري لألعاب القوى نائب رئيس اتحاد غرب آسيا بالوفود المشاركة في البطولة متمنيا لهم طيب الإقامة في الدوحة وذلك على هامش الاجتماع الفني للبطولة.

وأعرب الفضالة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن أمنياته بالتوفيق لجميع المنتخبات المشاركة وأن تكون البطولة فرصة للمشاركين من أجل تقديم أفضل المستويات للارتقاء بمستوى أم الألعاب في منطقة غرب آسيا.

 ***********************************

البرازيل تتعادل مع العراق ودياً

متابعة ـ طريق الشعب

تعادل المنتخب العراقي للشباب مع نظيره البرازيلي بنتيجة (1-1)، في المباراة التي جرت أمس الاول الثلاثاء، بملعب مدينة موراتا الإسبانية، ضمن تحضيرات الفريقين للمشاركة بمونديال الأرجنتين تحت 20 عاما.

تقدم المنتخب العراقي بالهدف الأول عن طريق عبد الرزاق قاسم من ركلة جزاء في الدقيقة 45+1، ونجح البديل سانتوس في إحراز هدف التعديل للبرازيل في الدقيقة 65.

ظهر المنتخب العراقي بصورة مثالية من الناحيتين الدفاعية والهجومية، وسنحت للاعبه يوسف الأمين أكثر من فرصة محققة للتسجيل، وسط تألق للحارس البرازيلي موراليس في إبعاد الخطر عن مرماه.

وظهر المنتخب البرازيلي بشكل مختلف في الثلث الأخير من الشوط الأول، وحاول عبر موجات هجومية عن طريق الثنائي اوجوستو رافائيل وجوفاني سانتانا تكفل بإبعادها الحارس العراقي المتألق حسين حسن.

ومن هجمة مرتدة سريعة، تمكن يوسف الأمين من اختراق دفاعات السيليساو ليحتسب حكم اللقاء الإسباني ركلة جزاء نفذها بنجاح عبد الرزاق قاسم.

وتمكن البديل سانتوس من تسجيل هدف التعديل للسيليساو بعد تمريرات جميلة ثم التسديد بقوة على يمين الحارس العراقي.

من جانبه، وصف مدرب منتخب شباب العراق عماد محمد، أداءً المنتخب بالممتاز خلال تعادله ودياً بهدف لمثله أمام منتخب البرازيل، لكنه أشر الوقوع بالأخطاء.

وذكر محمد خلال مؤتمر عقب نهاية اللقاء، إن: “المباراة كانت محكاً حقيقياً لمنتخبنا بغض النظر عن النتيجةِ الإيجابيّة التي تحققت والتي قدّم فيها منتخبنا أداءً ممتازاً رغم بعض الأخطاء التي ارتكبت في المباراةِ من قبل منتخبنا، وهذا طبيعي أمام منتخبٍ عالمي مثل البرازيل”.

وأضاف محمد: أثبت منتخبنا شخصيته اليوم أمام منتخبٍ مرشحٍ بقوة للفوز بكأس العالم للشباب المقبلة، ففي الشوط الأول قدمنا أداءً مميزاً في الجانبِ الهجوميّ وكذلك الدفاعي رغم بعض الأخطاء التي شخصناها وحاولنا تجاوزها.

وتابع قائلاً، في الشوط الثاني أدخل المنافس لاعبين على مستوى عالٍ أيضا غيّروا من الأداء العامّ للبرازيل، ورغم عدم طلبي من اللاعبين العودة للخلفِ في الشوط الثاني، إلا أنهم عادوا، ما سمح للمنتخبِ البرازيلي بالسيطرةِ على الشوط الثاني، وقد يعودُ ما حصلَ إلى الجانب النفسيّ والجوانب التي قد يتأثر بها اللاعب العراقيّ والعربي بشكلٍ عامٍ عندما يلاقي منتخباتٍ عالمية كبيرة، ومنها البرازيل، بالإضافةِ إلى مواجهة الدومنيكان المنتخب المتأهل أيضا لكأس العالم والتي انتهت عراقيةً بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

ويخوض منتخبنا الشبابي مباراتين أخريين الاولى أمام فريق ريال بيتيس الإسباني دون 21 عاماً في الأول من الشهر المقبل، ويختتم مبارياته الودية في الثالث من الشهر المقبل أمام منتخب جبل طارق.

 ****************************************

الصفحة العاشرة

مدينة فرنسية عمّالية تحتضن الفيلم القصير ضد المهرجانات الكبيرة

 وفيك حبشيان 

مَن اعتاد تغطية المهرجانات الدولية والتماهي مع أجوائها والاحتكاك بجمهورها منذ سنوات طويلة، يُسأل بين حين وآخر عن التظاهرة السينمائية التي يفضلها أو الأقرب إلى قلبه. الخيار صعب بلا شك. فالعدد الوفير من الأماكن المختلفة بعضها عن بعض، والبرامج التي تتقاطع ولا تتشابه، تجعل الرد على مثل هذا السؤال تحدياً في ذاته. ولكن يمكن القول إن من بين عدد كبير من الصحافيين والنقاد والسينمائيين والفاعلين في المشهد السينمائي الذين التقيتهم، كثراً يضعون مهرجان كليرمون فيران الفرنسي في مرتبة متقدمة على لائحة تفضيلاتهم. فهذا الحدث السنوي لا يشبه أي حدث آخر، لأنه معني حصراً بالفيلم القصير وشؤونه، والمهرجانات المتخصصة لها وقع آخر، إذ تلم شمل ناس حول هدف واحد. 

منذ تأسيسه في مطلع الثمانينيات، أصبح مهرجان كليرمون فيران المنبر الأهم للفيلم القصير في العالم، حد أن كثراً يسمونه اليوم “مهرجان كان الفيلم القصير”. بضع مئات من الأفلام من جميع أنحاء العالم تُعرض فيه كل عام، تكشف الاتجاهات الجديدة في السينما شرقاً وغرباً. اللافت في تشكيلة الأفلام المختارة بعناية من بين نحو 8000 فيلم تتلقاها الإدارة كل عام، هو الحرية التي يمعن بها السينمائيون الشباب والتي تغيب في الكثير من الأفلام الطويلة التي تبقى داخل قوالب جاهزة، لا قدرة لها على الخروج منها. هذه الأفلام القصيرة تحمل بصمات شباب هم في العشرين وبداية الثلاثين من أعمارهم، أي أنهم في مقتبل تجربتهم الفنية. بيد أن أعمالهم، الأولى والثانية منها، تنم عن نضج كبير في مقاربة القضايا ومعالجة الواقع  معالجة فنية بأنماط سردية جديدة.

عدم خضوع الفيلم القصير لشروط السوق لكونه لا يحمل أهدافاً محض تجارية، يساعد المخرجين الشباب في إطلاق العنان لمخيلتهم من دون حسيب أو رقيب. مَن لم يشارك في كليرمون فيران ولم يتسنّ له أن يلقي نظرة على آخر الصيحات في مجال الأفلام القصيرة، قد يندهش اذا أبلغناه ان ما نشاهده، دورة بعد دورة، في المدينة المشهورة بمهرجانها، يثير الحماسة من شدة الإبتكارات الصغيرة التي تنطوي عليها هذه الأفلام الشبابية المزدحمة بالأفكار اللمّاحة وأساليب الصناعة الحرة.

هناك صدق في الأفلام القصيرة غائب عن بعض نظيراتها الطويلة. تجد في العديد منها عيوباً سيناريستية أو خللاً في الإخراج، لكن صدق المحاولة يشفع لها. ثم هناك العفوية وهي أيضاً ضرورية لصناعة سينما. بعض هذه الأفلام يُصنع جماعياً وهذا أيضاً يغدو واضحاً على الشاشة. اللافت أيضاً أن معظم السينمائيين الشباب يعرفون جيداً عمّا يتكلمون، عندما يصوبون كاميراهم في اتجاه واقع ليس غريباً عن حياتهم اليومية. من الذل والفقر المدقع في البلدان النامية، إلى الترف والفراغ النفسي في المجتمعات الميسورة، فالتفنن والغرائبيات في آسيا القصوى، يتيح المهرجان سفراً بلا تأشيرة أو طيران إلى كافة أصقاع الأرض. يكفي التزود بتذكرة لا تكلّف شيئاً وبعض الفضول، وعند الجمهور الفرنسي، يوجد الكثير من هذه المادة التي اسمها فضول، وقد أضحى الضمانة لاستمرارية هذا المهرجان لأربعة عقود. وبفضله بات من الممكن لسكان هذه المدينة ومتتبعي مهرجانها، أن يطلوا على العالم ويطلعوا على الشاردة والواردة. الفضول في كليرمون فيران كنز لا يفنى، وهو الذي يدفع بالمشاهدين إلى الصالات بأعداد كبيرة. ثمة ترحيب بكل تعبير فني يكشف الإنسان في كل حالاته.

ثمة من يربط بين هذه الحاجة للإطلاع على ثقافات بعيدة، وحقيقة أن كليرمون فيران مدينة ذات عمق يساري. من دون أن ننسى أنها مدينة عمالية تحتضن مصانع إطارات “ميشلان” الشهيرة. هذا المصنع الذي يُحكى أنه بدأ يدعم المهرجان مالياً يوم أدركت إدارته أن العمال لا يتوقفون عن مناقشة الأفلام القصيرة خلال العمل. هذا الانحياز إلى قيم اليسار، يعطي المدينة طابعاً “نضالياً” خاصاً، بعيداً كل البعد عن مهرجانات السجادة الحمراء والسيارات الفارهة والفساتين الفضفاضة. فهنا كل شيء يجري في وقار بعيداً من التكلف. الحفلات البسيطة التي تقام على الهامش تدور حول بعض كؤوس النبيذ التي من شأنها تقريب الناس بعضهم من بعض. لا إسراف ولا تبذير في شيء. لا ينسى المهرجان أن الفيلم القصير صناعة محمولة على الظهر، وغالبية السينمائيين الشباب يعانون كي يمولوا أعمالهم.

جو يساري

أدبيات اليسار طاغية على هذه المدينة وناسها. فكل من رفع صوته في قضية وجد آذاناً صاغية. وما إن يحتل أحد الفنانين الرصيف ليلقي أغنية أو يقدم عرضاً، يلتف حوله المئات. أما القضية الفلسطينية فلطالما كانت حاضرة عبر مناشير توزع أو لافتتات ترفع.

في أحد العروض، صعدت مندوبة جمعية تضامنية مع فلسطين على خشبة المسرح تندد بمجازر إسرائيل في غزة، محملة فرنسا وبلداناً غربية المسؤولية فيها، داعية في الختام إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية. حتى صحيفة “لومانيتيه” التي أسسها جان جوريس، لها كشك ثابت على مدخل “بيت الثقافة” حيث تجري العروض الأساسية. من دون أن ننسى أن المدينة شهدت العديد من التظاهرات والاحتجاجات ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خصوصاً في العام 2019، يوم نزلت “السترات الصفر” إلى ميدان “جود” الواقع في ساحة المدينة. وعاد المتظاهرون الكليرمونيون إلى الشارع أخيراً للاحتجاج ضد مشروع رفع سن التقاعد.

كيف يمكن لمهرجان سينمائي ألا ينجح ويستمر في بيئة حاضنة للفن والثقافة والانفتاح؟ فالصالات كلها تمتلئ بدءاً من ساعات الصباح حتى منتصف الليل. والأرقام التي تجاوزت الـ150 ألف مشاهد في السنوات الأخيرة،  كفيلة لتبيان  هذا الاهتمام المتزايد عاماً بعد عام، بالفيلم القصير الذي كان دائماً “الخروف الأسود” في المهرجانات الدولية، لكونه يعاني من الاهمال الجماهيري والتهميش الاعلامي، إلا في حال نال أحد هذه الأفلام جائزة مرموقة.

ـــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 25 آذار 2023

 **********************************************

أحلام مستغانمي تكتب مذكراتها تحية الى والدها

عن دار هاشيت أنطوان/نوفل في بيروت، صدرت السيرة الروائية «أصبحتُ أنتَ» للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي. في هذا الكتاب، تسرد الكاتبة الأكثر جماهيرية في العالم العربي، بصيغة روائية جذابة، مقتطفات من سيرتها ومذكراتها.

سنوات تفتحها واكتشافها حب المراهقة البريء، بداياتها مع الشعر وبرنامجها الإذاعي الذي أطلقها في الجزائر، علاقتها بوالدها المناضل الجزائري وبوالدتها وباللغة العربية التي كانت من أولى دفعات الشباب الجزائري الذي اعتمدها وتخرج من جامعاتها، وعيها على القضايا الوطنية في الجزائر الفتية التي حققت استقلالها وما تلا ذلك من قضايا نشوة الاستقلال.

هي رحلة ممتعة ودافئة في ماضي الكاتبة، ونص محمل بتفاصيل عائلية واجتماعية ووطنية تنطلق من الشخصي لكنها تعني الجماعة والمرحلة التاريخية على نطاق أوسع، مكتوب بأسلوب الكاتبة المعروف بتأثيره وشاعريته، بالإضافة إلى روح الطرفة التي تجعل القراءة أكثر إمتاعا بعد. فيه أيضا بوح بتفاصيل لم تُذكر من قبل، وفيه تكريم جليل للأب، والد الكاتبة الذي كان له الدور الأهم في إعدادها ودعم انطلاقتها، كما وفيه رسالة حب صادقة للجزائر، وتطرّق غني لمرحلة نهاية الاستعمار الفرنسي وما تلاه سياسيا واجتماعيا، ما يُعدّ استكمالًا لعملها في ثلاثية “ذاكرة الجسد”. هذا الكتاب إضافة ضرورية لجمهور الكاتبة من القراء، المتعطشين لمعرفة المزيد عن كاتبتهم المفضلة.

جاء في نبذة الغلاف الخلفي:

بعدكَ أصبحتُ أنت.

أعدت اقتراف كل حماقاتك، خسرت بسخاء، وبسخاء تهكمتُ على خساراتي.

أكرمتُ أعدائي لأن لا قصاص أكبر من الكرم. أحببتُ الحياة كما لو كانت رجلَ حياتي، لأنّك أحببتَها كما لو كانت أنثاك.

وضعت شرطًا لقلبي ألّا يحبّ إلّا رجال المواقف، لأن الحب عندك كان قضيةً.

لم أسأل يوما أحدا عن ديانته، لأنك لم تسألني يوما إلّا عن أخلاق من عرفتُ.

أحلام مستغانمي

كاتبة جزائرية، حاصلة عام 1985 على دكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون على يد البروفيسور جاك بيرك. حققت أعمالها نجاحا جماهيريا واسعا في العالم العربي. صنفتها مجلة فوربس الأميركية في عام 2006 الكاتبة العربية الأكثر انتشارا في العالم العربي، بتجاوز مبيعات كتبها المليوني نسخة. لديها أكثر من 12 مليون متابع على صفحتها في فايسبوك. مُنحت لقب سفيرة اليونسكو من أجل السلام عام 2016.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” – 22 آذار 2023

 **************************************

«من الخوف إلى الحرية»: عفاف محفوظ في سيرة نسوية

تُعَدّ مُفردتا “الخوف” و”الحرية” متلازمتَن في حياة النساء بمجتمعاتنا، حيث تشكل الأولى حاجزاً دون الوصول إلى الثانية. ليس هذا فحسب، بل إن الأنماط الاجتماعية التي تُخضِع المرأة لجملة من النّظم القيمية، تصور الحرية بأنها شيء خارج عن المألوف وتهدد العادات السائدة.

لكن في المقابل، لطالما أثبتت نساء عربيات كثيرات قدرتهن على كسر تلك الترسمية؛ فخرجن من أطر الخوف صوب حرية تحقق لهن ذواتهن. ومن إحدى النماذج النسوية التي يتمثل فيها هذا، الحقوقية والمحللة النفسية المصرية عفاف محفوظ (1938).

“من الخوف إلى الحرية: رحلة امرأة مصرية من الصعيد إلى ما وراء المحيط” عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن دار “الكتب خان”، بمناسبة شهر المرأة؛ وهو عبارة عن سيرة روتها عفاف محفوظ، وكتبها وأعدها الصحافي المصري خالد منصو.

يروي العمل سيرة المحللة النفسية، منذ مولدها في محافظة المنيا في صعيد مصر، أثناء الانتداب الإنكليزي وعشية اندلاع الحرب العالمية الثانية، وصولاً إلى تقاعدها من عملها قبل سنوات، في فلوريدا الأميركية.

يقع الكتاب في مئتي صفحة، وتسرد فيه محفوظ ما يقارب مئة عام من التاريخ المصري المعاصر، حيث ترجع إلى زمن ما قبل ولادتها بأعوام. وتتخذ من الشخصي إطاراً لتناول موضوعات ووقائع عامة، خاصة أن عقدي الأربعينيات والخمسينيات، أي مرحلة طفولتها وشبابها، شهدا تغيرات كبيرة على المستوى السياسي في البلد.

تروي محفوظ في سيرتها أيضاً، قصة انتقالها أواسط الستينيات إلى فرنسا، وأثر ذلك على دراستها للتحليل النفسي، بعد أن كانت قد تخرجت من كلية الحقوق في “جامعة الإسكندرية”. كما تعرج على الآثار السياسية والنفسية لنكسة عام 1967، وتنقلها بعد ذلك بين العمل الأكاديمي في مصر، ثم في الولايات المتحدة، وهي البلد الثاني بعد فرنسا الذي ساهم في تشكيل مسيرتها المعرفية والمِهنية، حيث تفرّغت لاحقاً لممارسة التحليل النفسي هناك.

في الكتاب أيضاً إطلالة على مشهد المثقفين المصريين المنخرطين بالشأن العام، خلال النصف الثاني من القرن العشرين، مثل مصطفى صفوان، ونوال السعداوي، وإنجي أفلاطون، وأمينة رشيد، ولطفية الزيات، وآخرين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 24 آذار 2023

 *******************************************

وطن اسمه فيروز

في عمل جماعيّ هو الأول من نوعه، تطل مؤسسة (الفكر العربي) على العالم المدهش لأيقونة غنّت وطناً. هو لبنان والعالم العربي والعالم المثالي الذي تخيله الرحابنة، وتولت فيروز نقلنا إلى ساحاته وفضاءاته.

تحت عنوان “وطنٌ اسمه فيروز”، تطلق مؤسسة الفكر العربي إصداراً خاصاً من دورية “أفق”، يتضمن مجموعة من المقالات والدراسات والشهادات التي تتناول مختلف جوانب مسيرة فيروز الغنائية ورحلتها الفنية، وزينت الإصدار باقة من الرسومات المستوحاة من حياة فيروز وأغانيها، بمشاركة كوكبة من الكتاب والباحثين العرب الذين أجمعوا على الاعتراف بفرادة فيروز، صوتاً وأداءً، وبعبقرية الرحابنة، نصوصاً وألحاناً وموسيقى..

ويأتي هذا الإصدار كبادرة تكريم للسيدة فيروز وتقديراً لجهود الذين أسهموا في اكتشاف موهبتها الفريدة وإطلاقِ مسيرتها الفنية المتألقة وفي طليعتهم ثلاثي الرحابنة، منصور وعاصي وزياد.

يأخذنا الإصدار في رحلة شيقة وممتعة نتعرف خلالها إلى إرث فيروز والرحابنة. تبدأ الرحلة بإطلالات عامة حول “امرأة شرقية أيقظت القلوب”، و”أعطت الأغنية اللبنانية هويةً مستقلة”. نعرج بعدها على الكلمات في أغاني فيروز ونصوصها المستقاة من ديوان الشعر العربي، كما من تجارب الشعراء المعاصرين، وقد اجتمعت فيها بصورة مبهرة ثنائيات التراث والحداثة، الرومانسية والواقعية، المحلي والعربي، فضلاً عن الأبعاد الإنسانية الكونية.

ويفرد المؤلفون حيزاً واسعاً لرصد الدلالات الوطنية والقومية للعالم الرحباني المبتدع، وقوة حضور المدن والبلدان العربية في الأغنية الفيروزية، وما كان لها من دور بارز في تثبيت الحق الفلسطيني بالأرض والعودة. ونجد في طيات الإصدار إضاءة على الصلاة في أغاني فيروز وما تجسده تلك الأيقونة الروحية - الفنية من سابقة قل نظيرها لجهة الجمع بين الغناء والترتيل. قبل أن ننتقل إلى دور السيدة فيروز في السينما وعلى خشبة المسرح، حيث نتعرف إلى الشخصيات التي أدتها فيروز في الأعمال الدرامية، فضلاً عن “ثلاثيّة فيروز السينمائية” التي أضفت على مسيرتها المزيد من التنوع والنجاح. المحطة التالية في رحلتنا هذه عنوانها حضور فيروز على الصعيدين العربي والعالمي، حيث يتحدث المؤلفون عن علاقة فيروز بالجمهور المصري وموقعها لديه، فضلاً عن مساحةَ الضوء التي تحتلها في الخليج العربي، كما يمر أحدهم على وجهة نظر جزائريّة حول فيروز، ويقدم آخر مقاربة منهجية بين “فيروز وأم كلثوم” مبيناً أوجهَ الائتلاف والاختلاف التي أدت إلى ولادة تيار موسيقي لبناني مستقل عن نظيره المصري.

كما يخصص الإصدار مساحة للتعبير الذاتي عن علاقة المستمع بفيروز من خلال شهادات الكتّاب التي تتحدث عن فيروز بوصفها “نجمة الأجيال المتعاقبة”، ملقية الضوء على أسباب استمرارية هذه النجومية على مدى سبعة عقود متتالية، استقرت خلالها أغنيات فيروز بعمق الوجدان ودائرة التذوق المتجدد.

أخيراً، وبين السيرة والمسيرة، نقرأ عن بدايات المشروع الرحباني وعن تطوره ومآلاته وإرثه المتماوج بين اليوتوبيا والدستوبيا. كما نقرأ عن صوت فيروز الذي أتى، عبر المثلث الرحباني، محمولاً على تغييرات عميقة في المجتمع اللبناني وتطلعاته.

يسعى هذا الإصدار، من خلال تعدد الكتّاب وتنوع مقالاتهم ومقارباتهم، إلى الإحاطة بتجربة فيروز من مختلف جوانبها، ما يجعله مرجعاً يرفد قراءه بالجديد والمفيد والممتع. أما اختيار ظاهرة فيروز والرحابنة بالذات موضوعاً لهذا الإصدار الخاص “فلأنهم خير من يمثل وجهاً من ألمع وأجلى وجوه منظومة المشتركات الثقافية العربية التي لا تني مؤسسة الفكر العربي تدعو، وبإلحاح شديد، إلى إبرازها والبناء عليها في المشروع الهادف إلى تحقيق التكاملِ العربي المنشود،” وفق ما جاء في مقدمة الإصدار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“مؤسسة الفكر العربي” – 22 آذار 2023

 ***********************************

الصفحة الحادية عشر

بورديو يكتب عن قواعد الفن

بيير بورديو عالم الاجتماع الفرنسي المعروف بدراساته عن (العنف الرمزي) صدر له بالعربية كتاب جديد بعنوان “قواعد الفن” ترجمة: إبراهيم فتحي. بورديو يقدم حضوراً اساسياً لمعطيات الفن وتأثيراته وابعاده في الحياة عن طريق عرض لقواعد ونظم هذا الفن الذي يعده ابرز معالم التحضر والوعي الإنساني.

الكتاب صدر عن الهيئة المصرية- القاهرة.

********************************

السَّرد والثوريّة

د. نادية هناوي

ليس البحث في مسؤولية الكتابة الأدبية أو لا مسؤوليتها بالأمر الجديد، نظراً لكثرة المتغيرات التي ألقت بأية مساءلة من هذا النوع في باب الطوباوية المبدئية ومثاليات الضمير العام كما أن من غير المستغرب أن يحذر جان بول سارتر الأدباء الملتزمين من التمادي في الالتزام قائلا:(إنني أُذكِّر بأن الالتزام في الأدب الملتزم ينبغي ألا ينسينا الأدب في أي حال من الاحوال، وبأن شاغلنا يجب أن يكون خدمة الأدب بزرقه بدم جديد وفي الوقت نفسه خدمة الجماعة بمحاولة منحها الأدب الذي يلائمها)(الادب الملتزم، ص26). ولعل واحدة من المتغيرات المهمة التي ساهمت في التقليل من هيمنة فكرة الالتزام الأدبي على النقاد هي البنيوية التي من محاسنها أنها أنست الكثيرين وجود المؤلف، وقللت من أهمية البحث عما يريد قوله، ووجهت الاهتمام نحو البحث عن جماليات ما يقوله النص نفسه عبر مستوياته اللسانية وأنساقه الأسلوبية والتداولية. وبمجيء أدبيات ما بعد الحداثة ضَعُفت فكرة الالتزام أكثر وازداد تهشيم الثوابت القارة، وصار التجريب موجهاً صوب كل ما هو مهمش. ولم يعد الأديب مفكرا في ما ينتجه، بل صار حرا في ما يجرِّبه من شعر وسرد مغامراً ومرتجلاً، وهكذا أخذ زمن التأليف المعقد والصارم بالانتهاء. والحرية والتلقائية هما اللتان بهما ارتبط نجاح كثيرين من الكتّاب بدءاً من سرفانتس ومرورا بديستويفسكي ورابليه وكونديرا الذي لم يسمح لأي التزام ثوري أو ضمير واخز بالذنب أن يتدخل في كتاباته. وليس مثل كافكا كاتباً أضرته فكرة الالتزام الأدبي، فقرئت رواياته بمنهجيات تبحث عنه كمؤلف يظهر في سلوك شخصياته كاتبا يتصرف كمذنب خصوصا في روايته (المحاكمة) وشخصية ك الرئيسة فيها. والتلقائية هي اللاتخطيط، وكلاهما لا يفرطان بالنضال من أجل الكرامة المفقودة كما أنهما لا يدللان على اللاأخلاق والفوضوية، بل هما الرأي المستنير بعيداً عن الادلجة ومخاطر التحجر في عتمة دهاليزها كما أنهما ـــ أي التلقائية واللاتخطيط ـــ يعنيان التحرر التام من ركود الثوابت وطوباويات أنساقها التي لا تُنتج سوى المثال الصنم والنموذج الأوحد والأحلام الوردية بالتطهر الروحي والبراءة الكاملة والثورية الصارمة. وهذه الأخيرة ارتبطت في كتابات بعض أدبائنا بفكرة تغيير الواقع عبر الكفاح الجماهيري في محاكمة الطغاة والجناة ومقاومة الاستبداد والاضطهاد ومواجهة التراجع والانتكاس مع المراهنة على المبادئ والقيم برومانسية أو باتكالية ايديولوجية. لا شك في قولنا إن الثورية في الأدب قد تشتمل على هذا كله ولكن الذي لا شك فيه أيضا هو أنّ الثورية تتعدى ما تقدم وتتجاوزه إلى حدود قد لا نتصور أنها مشمولة بهذه المفردة أصلا. فالثورية ــــ منظورا وممارسة ــــــ ليست التزاماً حسب، بل هي أوسع من ذلك بكثير لأنها هي البحث عن الحقيقة، والحقيقة ليست منظوراً ولا ممارسةً. وإذا كانت الثورية هي الطريق لبلوغ الحقيقة، فإن تعدد أشكالها وتنوع صورها أمر منطقي، إذ يمكن للثورية أن تكون مادية وميدانية كشيء نخاطر به ونحن ندعو إليه ونحرّض عليه. وأيا كان هذا الشيء ماديا او معنويا، بسيطا ضئيلا او هائلا عظيما فإنه يظل شيئا نؤمن به ونحمل انفسنا على التضحية من اجله وبما يمنحنا رضى اخلاقيا باننا على طريق الحق وبلوغ الحقيقة. يمكن الثورية أن تكون معنوية وعلمية كشيء نتعلمه ثم نثور على علمنا به كي لا يتوقف تعلمنا، وكي نظل متيقظين إلى أن وعينا بما تعلمناه يدفعنا الى تعلم ومعرفة ما عداه.  ومهما كانت المادية الثورية اجتماعية أو سياسية أو دينية أو تاريخية أو جغرافية، فان ثوريتنا ستتمرأى أمامنا ميدانا عمليا للتباري بالصدق في الانقلاب على واقع الحال والانتفاض عليه. وهو ما يجعلنا تلقائيا على طرق البحث عن الحقيقة بوصفها هي الجمال الذي يضفي على كل جوانب حياتنا المادية ألقا، ويزيدها نقاء وقوة وبما يوصلنا الى الرضى الأخلاقي. ومهما كانت المعنوية الثورية قيمية او معيارية او انطولوجية او منهجية او بيداغوجية، فإن ثوريتنا ستتمرأى أمامنا تمردا وانقلابا وعدم إذعان، محصلته البحث عن الحقيقة الذي به ينبغي أن تتمظهر خطاباتنا وتتبدى في سلوكياتنا وتنعكس على حياتنا ثقة وعزما يوصلنا الى الرضى الاخلاقي أيضا.  وما دامت الثورية بهذا الاتساع والحقيقة بهذا التحديد، فإن التلقائية والتحرر من التخطيط هما سمة الأديب المخلص لثورية أدبه. أما الالتفاف عليها كأن يقارب الثورية صورة ويخالفها جوهرا أو يماثلها تارة ويغايرها أخرى، فسيجعل ثوريته ناقصة شوهاء. وهو ما ينأى عنه الأدباء الذين تتجلى ثوريتهم في بحثهم عن الحقيقة، متجنبين السقوط في فخ الالتزام الأدبي، سياسياً كان هذا الالتزام أم فكرياً. وما قد يلحقه من شعور بالذنب وإحساس بالمراقبة والتحسب ترقباً ويقظةً. والاديب الذي يقع في هذا الفخ لن يسلم من تسرب الزيف والكذب والادعاء واليأس والاستسلام إلى كتاباته.

ولقد صور كونديرا حال الاديب الذي ثوريته تعني الالتزام تصويرا سرديا ممثلا بشخصية(ك) في رواية المحاكمة(الرجل الثوري المزعوم يواصل إذعانه لهذين المقتحمين اللذين لم يرفضا فقط ان يتنازلا ويعرِّفا عن نفسيهما، بل أكلا طعام إفطاره وأبقياه واقفا مرتديا منامته طول هذا الوقت. وفي نهاية مشهد الاذلال هذا يمد لهما يده مصافحا فيرفضان مصافحته يقول احد الرجلين: احسب انك تود الذهاب الى المصرف؟ فيرد (ك) مستغربا الى المصرف؟ حسبت أني رهن الاعتقال) (كتابه: الوصايا المغدورة، ترجمة معن عاقل، ص208) وحاول اورويل في رواياته مثل 1984 ومزرعة الحيوان، فضح الثورية بمعناها المادي وكيف يفشل الالتزام في تحقيق غاياته المثالية التي بدلا عنها تتكون صور مرعبة للمجتمع التوتاليتاري. ولقد ناصر سارتر المواقف الثورية المناهضة للاستعمار وانتقد فرنسا بشدة بسبب ممارساتها الاضطهادية بحق الشعب الجزائري لكنه مع ذلك حذّر من الالتزام المتمادي في الأدب الذي يؤدي إلى رؤية الثورية بعين واحدة (لقد وقع كل شيء تدريجيا ولا شعوريا.. ولكن عندما رفعنا رأسنا رأينا في المرآة وجها غريبا وبغيضا انه وجهنا) (مواقف مناهضة للاستعمار، ص61ـ62) ولأن الالتزام يولّد الاتباع والانصياع، فلن نفرق بين الضحية والجلاد والجرح والسكين كما أن التخوف الناجم عن الالتزام سيجعل من الثورية عبارة عن محكمة فيها تُقام مرافعات الاقصاء والنبذ وحتى الاعدام(تقام المحاكمة ليس من اجل تحقيق العدالة انما لافناء المتهم وحتى حين تقام محاكمة لاموات فذلك لكي تتمكن المحاكمة من اعدامهم مرة ثانية باحراق كتبهم وابعاد اسمائهم عن الكتب المدرسية وتحطيم روائعهم وتبديل اسماء الشوارع التي حملت اسماءهم) (الوصايا المغدورة، ص235) من هنا يوصي الأدباء الحقيقيون في مذكراتهم وحواراتهم بأهمية التحلي بالبحث عن الحقيقة من خلال التحلي بالثورية التي تتجاوز مفهوم الالتزام والمسؤولية. فالاديب الحقيقي من التصق بالواقع من أجل أن يغادره محلقا كي يرى نقائصه وسلبياته وكي لا ينظر الى ذاته إلا لكي يرى فيها مرآة مجتمعه فلا يتورط في الانغلاق ولا ينساح في الطوباويات.ومنطقية هذا التصور تكمن في انها تمنح الادب الجمال الذي به لا يعود للالتزام وعدمه أهمية في اثبات الثورية ومن ثم لا حاجة الى محكمة وجلاد، ولا الى افتعال وتخطيط، بل هي التلقائية والتحرر اللذان معهما يغدو صحيحا كل نهج ينهجه الاديب نحو الظفر بالحقيقة. واذا كان للاديب أن يحسب حسابا لاولئك الذين يدفعهم ولاؤهم أو يحملهم زهوهم على المراقبة والمحاكمة والتأنيب، فإن حَسْبَ الأديب أن يكون باحثا عن الحقيقة. وعندها لن تنال منه أية مؤامرة ولن يُوسم بخيانة الضمير ولن ينال منه أي تشهير أو أية تهمة ما. وما من تعارض أو اختلاف بين البحث عن الحقيقة والتحلي بالاخلاق كما أن لا مثلبة في ان يسخِّر الاديب أدبه لوجه الحقيقة غير آبه بالالتزام ولا مؤمن بالامتثال للرأي العام، لأن المهم هو التحرر الذي فيه القوة وبه المَنَعة من أي تطاول حتى وإن نُصبت له محكمة.  أما إذا التزمنا وقلنا إن الأديب مفروضة عليه الثورية بمعناها الميداني في تبني القضايا المهمة والمصيرية وأن من لا يظهر التزاما نحوها فلا يساوي أدبه شروى نقير، فعندها تكون روح المحاكمة قد نجحت في(إلغاء ثقافة هذا القرن ولن يبقى وراءنا الا ذكرى فظائع غناها كورس اطفال) (الوصايا المغدورة، ص238) واذا كان الادباء الملتزمون يدرؤون ذلك كله بان يقبلوا السير في الضباب فإن الذين سيحاكمونهم انما يسيرون في العتمة كالعميان. أقول هذا وانا أرى أن حدث الاحتجاجات التشرينية التي دامت عاما وأكثر كانت قد اجتذبت الأدباء إليها واختلفت صيغ تفاعلهم معها؛ فمنهم من كتب قصصا وقصائد من قلب الحدث ومنهم من تخيل الحدث وعايش ميادينه تخييليا فكتب بتلقائية وفورية. وما بين المعايشة والفورية تحرر وتلقائية، ولا يهم إن كانا عفويين أم كانا قد خُطط لهما كما لا يهم الاديب التزامه بوجهة نظر ما أو الوقوف الى صف طرف ما، لأن صدق المعايشة وسلاسة فوريتها يجعلان الثورية سمة الاديب ملتزما كان أو غير ملتزم. وهذه الثورية هي التي تضعه على طريق البحث عن الحقيقة وعندها يكون النجاح حليفه فلا  جريمة ولا محاكمة ولامجزرة هو فيها الجزار والجلاد والاضحية. إن التشبث بالحرية والتلقائية طرق أساس لانقاذ الذات المبدعة من مخاوفها ولاسيما الخوف من إبداعها. كي لا تكون طريدة سهلة الاقتناص من قبل الجلادين الذين يبحثون في المياه العكرة عن فرصة صيد ثورية الأدب. وإذا حصل وظفروا بها لا سمح الله فسنقرأ عندئذ على الحقيقة السلام، لأنها ستغدو مجرد حلم ذهب مع الريح.. وهذا هو جل ما يخشاه الأدباء الحقيقيون. ولعل أخطر ما يواجه ثوريتهم هو التحجر في الايديولوجيا، هذا التحجر الذي يعرقل بلوغهم الأهداف ويبعث على تبني مقولات السرد الثوري والخيال الثوري والخيال السياسي والسرد السياسي والسرد الفاضل والسرد الوطني..الخ والتي تحشِّد الادب ـــ والسرد تحديدا ـــ بطريقة موجهة تجعل منه وسيلة لاغراض ثيماتية خالصة تقف عند حدود الموضوع والتخطيط له بقصدية. وبما يجعل الثورية عرجاء، فيها الامثولة ولكنها بلا صيرورة ولها مرجع وليس لها تطلع أو طلائعية. وعدم طليعية الثورية في السرد أنها تعويضية لا تريد أن تكون في المقدمة فتجرب الممكن واللاممكن، بل تريد دوما استئناف الممكن الذي فيه السارد حالم وهو يعلم أنه حالم يرتدي قناع المقموع والمغيب والمفضوح. وما كان للدرس النقدي البنيوي أن يحفر في أساسات البنية السردية منغلقا عليها إلا لكي يترفع عن دراسة الثيمات ولكي لا يغرق في اتون الافكار وزيف محاكاتها الواقع وما يلحق به من خيانة واسطرة وعلل ثم اكمل الدرس النقدي ما بعد البنيوي اهتمامه بالبنية منفتحا بها على سياقات محايثة وغير محايثة، واضعا يده على مفاهيم ومصطلحات بعضها صار قارا وبعضها الاخر لم يحقق تجذرا ومع ذلك ليس للثيماتية فيها أي موضع.  وحينما نقول إن الثورية في السرد طليعية فذلك لانها لا تبحث عن اعتبار او اخلاق او قيم موضوعية، ولا بغيتها بناء تشكيل معياري قياسي وبصيغ فنية، بل الثورية خيط فاصل وواصل بين السرد وبحثه عن الحقيقة. واقول فاصل حين يُفهم كالتزام، واقول واصل حين يُفهم كجمال. والبحث عن الحقيقة هو وحده الذي يجعل للسرد ثوريةً تتجلى واضحة بلا براقع أو اقنعة، فلا يلحقها أي تعويض أخلاقي أو اسقاط تضحوي. فالسرد بالحقيقة يرتقي، وما دامت الحقيقة هي هدفه فلن يدين السارد نفسه ولن يصاب بالجنون تاركا ضميره يؤنبه كما لن يكون مصيره القبوع في الظل سامحا لضبابية الواقع أن تعكر رؤيته فيغرق في الثورية ناظراً إليها سائلة لا يمكن مسكها مع أنها بين يديه وطوع أمره.

 ********************************************

الوند العظيم

سهيل الزهاوي

  في ليلةٍ ليلاءَ

وفي أعماقِ النومِ أحلم:

في ضواحي المدينةِ أسير.

ها أنا ذا اتأملُ البدايات

في وحدتي الموحشة.

كنتُ أسْرَحُ بِأفْكَارِي بَعِيداً

فجأةً داهمَني لَهيبُ الذكريات

 أيقظَ أجراسي الراقدةَ خيالاً

اقتحمَني محمولاً على أمَوْاج الريح.

منْ بعيد،

صوتٌ ساحرٌ يتناهى الى سمعي،

أسمعُ صدى خريرِ الماء

آخذاً بيدي نحوَ نهرِ الوند

 على حافةِ النهرِ الحزينِ أترجّلُ،

 أتطلعُ الى مجرى النهر،

والصمتُ مخيِّمٌ على الوند،

على إيقاع شجى الأوجاع

أرى الوندَ العظيمَ مقطوعَ النَّفَس

حزيناً كالوداعِ، وجانباه قاحلانِ،

صوتُ النهرِ الحزين تفجَّر،

فهل منْ مُجيب؟

يا نهرَ الوندِ لا تشكُ،

ما جدوى شكواك المتنهِّدِ مِنْ ماردٍ.

لسْتَ الوحيدَ،

في وطني يلفُّ الحزنُ أنهارَنا

وسواقينا وسهولَنا وجبالَنا.

 يا نهري، يا طاويَ أحزانِ شبابي،

ليتَ قلبكَ الهابطَ يُدركُ ما يَحُوكُ لك

الأشرارُ، والشرقُ!

أجمعَ الجيرانُ على أنْ يخنقونا.

كم مِنْ مرةٍ وضعوا السيفَ على رقابنا،

حاولوا قطعَ أعناقنا.

يا نهرَ الوند،

اليومَ عادوا، وأحيوا مآسينا.

أيُّها النهرُ،

هيهاتَ، هيهاتَ أن يُعودَ ماؤك،

 نَبْعُك النَاضِبُ أقفلوا عليهِ الأبواب،

غَيَّروا اتِّجَاهَهُ الى روابٍ وسدود،

ليجفّفوا الزرعَ والضرعَ،

وتموتَ الأزهارُ على ضفتيك،

وعلى جانبيك بقايا عظامِ الأسماك.

لمَنْ تغنّي الطيورُ المرفرفةُ؟

الأعشابُ جفّتْ وفقدت رونقَها،

 بالأمس كانتْ رياضاً ترفلُ بالخُضرةِ والأزهار.

أين رائحتُك العطرةُ، وريحُكَ الطَّيِّبةُ!

اليومَ

حتى الحَجَرُ لمْ يسلمْ من الخراب،

نهبَ اللصوصُ قيثارتَك الجميلةَ،

كانتِ الطيورُ على أنغامها ترقصُ،

تملأُ الأفقَ ترانيمَ منْ دَفقاتِ الشُّعور.

في الماضي القريب

كانَ في نهري العذبِ صدىً يأسرُ القلوب.

لم يعدْ أحبابُكَ يسمعون هديرَكَ المدوِّي

 منْ بعيد.

على شاطئ النهرِ الحزينِ أسيرُ

صعوداً وهبوطاَ

وفي عَيْنيَّ أسىً عميق.

كانَ الحجرُ يبكي معي،

دموعُنا انهمرتْ في النهر

ظنَّها مطر يهطلُ من السماء.

 طوالَ الشتاءِ

لم تتوقفْ عن المَدِّ.

ها هو الوندُ ينحسرُ

وانفاسُه تلهثُ!!

بالأمسِ كنتَ تجري متحدّياً العوائق

وموجاتُك تتلاطمُ مع الصخور.

وفي الصيف تزهو كالربيع.

تتدفَّق نميراً صافياً،

كنتَ سرَّ مدينتنا

كنتَ الكوثرَ على الأرض

أسقيتنا وأسقيتَ مزارعنا،

في لهبِ الصيفِ كنتَ مأوانا.

بالأمس كنتَ تناجي شوقَنا

باسطًا لنا ذراعَيك،

تأخذُنا في أحضانك،

نجلسُ، نتجادلُ، نتسامرُ.

كنتَ لنا منهلَ الأفكار.

أيُّها النهرُ،

 في صبايَ كنتُ أعشقُ خريرَكَ،

وأنينَ موجاتك.

وإنْ ارتحلْنا بعيداً

فإِنَّ حنينَنا وشوقَنا يشدُّنا إِلَيك

مُقيماً في قلوبنا حتى مماتنا،

نسمعُ في يقظتِنا وفي منامِنا

 لحنَك الجميل،

تحتَ ظِلِّك الوارفِ التقينا.

كنتَ لنا النورَ الذي يضيئنا

في ليالينا،

أنا ورفاقي ولفيف من الشباب

على ضفافِك نسرحُ ونمرحُ.

 مللْنا أيُّها النهرُ الحبيب،

كيف لنا أنْ نرويَ ظمأنا

في هَجِير النَّهَار.             

أيُّها النهرُ، لا تيَأْسْ،

إنَّ اليأسَ يخنقُنا.

دعْني أجوبُ بينَ فلواتك.

سيبقى جسرُك صامداً رغمَ الجفاف.

سيحكي قصصَ آماسي الربيعِ للأجيال،

وعن قمرِ الصيف مضيئاً وجهَكَ.

 وفيضانُ الشتاء ينسابُ في أزقةِ المدينة.

كم مرة حلمْتُ بكَ شوقاً ملتهباً.

مهما استبدَّ بنا الألمُ،

واشتدّتْ جراحُنا،

يا نهري العذب،

يبقى صَـداكَ يرنُّ في أُذني. 

أجوبُ بينَ شاطئيك الحزينين،

أجمعُ بقايا صوتِكَ في الصخور،

سيظلُّ صوتُكَ يرافقُني

في كلِّ صباحٍ ومساء.

 ********************************

مع الفنان شاكر بدر عطية

سلام القريني

* لقاء مع التشكيلي المغترب شاكر بدر عطية:

قدم من السويد، بعد ان غادر العراق في العام 1979 متوجهاً الى الكويت ثم بريطانيا. في السويد أسس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين منذ العام 2005 وشارك في معارض عربية ودولية.

اثناء زيارته مدينة كربلاء التقيناه. قال:

انا خريج كلية الزراعة، عملت مزارعاً في الكويت، ومارست هواية الرسم بالفحم. درست الفن في ستوكهولم، مثلما درست التاريخ في جامعة بيروت. قمت بعدد من المشاريع منها لوحات في منطقة هوبسي/ السويد، ونصب في ستوكهولم.

أضاف: تنفست العراق الذي احب.. في الخارج.

في البصرة، قدم مشروع نصب اعلام البصرة، ومشروع (لا نريد الهليكوبتر في سمائنا) نعمل على ان يكون المركز الثقافي السويد صرحاً ثقافياً وابداعياً.

* قائمة الكتاب السومرية:

عنوان كتاب صدر لصادق الطريحي، صدر عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق. الكتاب يضم (47) مقالة أدبية، وقد وجد المؤلف نفسه في المكتبة السومرية اثناء تعيينه معاوناً تحت التدريب في المكتبة ذاتها. وهناك تواصل مع الكتب والكتاب.

 ********************************************

الصفحة الثانية عشر

معرض الفن التشكيلي في الذكرى الـ 89

بغداد – طريق الشعب

فرضت ظروف طارئة، بينها استمرار وصول اعمال فنية من المحافظات إضافة الى بغداد، تأجيل افتتاح المعرض الكبير للفن التشكيلي العراقي، المقام في مناسبة الذكرى الـ 89 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، لمدة أسبوع واحد.

وبناء على ذلك سيقام حفل الافتتاح في الساعة 11 من يوم السبت 6 أيار المقبل، بدلا من السبت القادم 29 نيسان الجاري.

 **************************************

الرفيق علي مهدي  في ضيافة شيوعيي أربيل

 أربيل – طريق الشعب

تضيّف اللجنة المحلية للحزب الشيوعي الكردستاني ومنظمة الحزب الشيوعي العراقي في أربيل، هذا اليوم الخميس، عضو سكرتارية التيار الديمقراطي العراقي وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. علي مهدي، ليتحدث في جلسة حول انتخابات المجالس المحلية والبرلمانية وتأثيرات نظام “سانت ليغو المعدل” على نتائجها.

تبدأ الجلسة في الساعة الرابعة عصرا في مقر محلية الحزب الشيوعي الكردستاني الكائن في أربيل – شارع 60 – قرب ملعب فرانسوا حريري.

 *********************************************

«مظفر النوّاب    صفحات مخفية»

بغداد – طريق الشعب

يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد بالتعاون مع “مركز الغد الزاهر” للدراسات والإعلام، بعد غد السبت، الكاتب والباحث باقر ياسين، ليقدم محاضرة بعنوان “مظفر النواب – صفحات مخفية”.  تبدأ المحاضرة عند الساعة الحادية عشرة ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

والدعوة عامة.

 *********************************************

«مكتبة الطفل العراقي» توزع سلات غذائية 

بغداد – مروة فاضل

وزعت “مكتبة الطفل العراقي” التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، أخيرا، سلات غذائية على العشرات من عائلات المتعففين والأيتام، ضمن الرقعة الجغرافية للمدينة.

وشملت هذه السلات التي وزعت بالتنسيق مع “مركز بادر” للتنمية المستدامة، 30 عائلة.

 ********************************

من شعارات الحزب الشيوعي العراقي

في أول أيار ٢٠٢٣  

  • المجد للأول من أيار
  • الأول من أيار .. رمز النضال من اجل حقوق الكادحين
  • المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة العراقية
  • مع قوى التغيير للخلاص من منظومة المحاصصة والفساد
  • لا للخصخصة .. نعم للتنمية المستدامة

 *************************************

كاظم السعدي .. وداعاً

بعد خمسة عقود من الابداع الشعري والعمل الصحفي والحضور الفاعل  في الشأن العام، رحل الشاعر الشعبي المعروف كاظم السعدي.

يرتبط السعدي بذاكرة الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين بنصوصه الغنائية الرائعة، التي عكست هموم العمال والفلاحين وسائر كادحي شعبنا، ومنها «عمي يابو جاكوج» و «يابو علي»، و»لا تسألني عن عنواني»، وأخيرا اغنية «كلنا العراق». ولد الشاعر السعدي في البصرة، لعائلة تعود جذورها الى محافظة ميسان. وسكن في محلة الدوريّين في كرخ بغداد.  وهو حاصل على الدبلوم العالي في الفنون المسرحية من كلية الفنون الجميلة.

انتقل في عام 1995 الى دولة الامارات العربية المتحدة، حيث أقام أكثر من عشرين عاما، ليعود بعدها في العام 2019 الى وطنه العراق.

الى جانب ابداعه الشعري، وعمله في الصحافة العراقية والعربية، عرف الراحل بمساهماته المسرحية، خصوصا مع «فرقة الصداقة» اليسارية.

برحيل السعدي نودع اسما آخر ساهم في رفد الثقافة التقدمية العراقية بأعمال فنية متنوعة، وكان احد الحالمين بوطن يرفل فيه العراقيون بالحرية والسعادة.

أحر التعازي لعائلة الفقيد وذويه، ولكل أصدقائه ومحبيه، وله أطيب الذكر على الدوام.

 ********************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • الرفيقة عفيفة ثابت (ام دريد) مليون دينار.
  • عدنان حسين البياتي (أبو مضر) 100 ألف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 **********************************

روايات محمد حيّاوي في رسالة ماجستير

بغداد – طريق الشعب

حصلت الطالبة رؤى بشير جمعة عودة الكبيسي على درجة الماجستير في التربية – اللغة العربية، وذلك عن اطروحتها الموسومة “الأبعاد الإيديولوجية في روايات محمد حيّاوي”، التي تقدمت بها إلى مجلس كلية التربية للبنات في جامعة الأنبار.

وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها أطروحات عن روايات حيّاوي، فسبق أن قدمت تسع أطروحات في جامعات مختلفة، لكنها لم تتناول هذا الموضوع (الأبعاد الأيديولوجية)، سوى أطروحة واحدة قدمت باللغة الفارسية إلى جامعة دانشكاه خوارزم في إيران، تضمنت فصلا واحدا عن هذا الموضوع. 

 *******************************

الجبايش تنتعش بالسائحين خلال العيد

متابعة – طريق الشعب

أعلنت “منظمة الجبايش” للسياحة والبيئة، الأحد الماضي، عن احصائية اولية بأعداد السائحين الذين زاروا الاهوار خلال عيد الفطر. فيما أكدت أن جنسيات أجنبية من أوربا وأمريكا كانت بين الزائرين.

وقال مدير المنظمة رعد الاسدي في حديث صحفي، ان “اكثر من الف سائح زاروا أهوار الجبايش خلال اليومين الأول والثاني من عيد الفطر، وذلك وفقا لاحصائية اولية”، مشيرا إلى أن “الزائرين لم يقتصروا على العراقيين، فهناك زائرون من البرازيل وايطاليا وفرنسا وبلغاريا والسويد وجنسيات أجنبية أخرى”.

وعن المنسوب المائي في أهوار الجبايش، ذكر مدير المنظمة أنه “في ارتفاع مستمر، نتيجة كميات الأمطار التي سقطت أخيرا والسيول التي قدمت من الحدود”، موضحا أن “كل هذه العوامل ساهمت في جعل المنسوب المائي يتجاوز المتر، وبعض الاحيان يصل إلى المتر و 30 سنتيمترا”.