اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الصناعة: لدينا خطة لبناء معامل جديدة.. اقتصاديون يشددون على اعتماد التكنولوجيا المتطورة

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

تلعب المصانع المحلية دورا كبيرا في تعزيز الاقتصاد الوطني، كونها تشكل عاملا مهما في الحد من الاستيراد الأجنبي وفي ترويج الصناعات المحلية وتوفير العملة الصعبة، ناهيك عن تشغيل الالاف من الايدي الوطنية العاطلة عن العمل.

وتعلن وزارة الصناعة انها بصدد بناء معامل استخراجية جديدة، مؤكدة أنها ستكشف تفاصيلها في مؤتمر مرتقب تعقده في أيار المقبل.

فيما يشيد اقتصاديون بالخطوات التي تلتفت الى احياء القطاع الصناعي، متأملين ان تكون هذه الخطوات عملية، وتخرج من سياق الشعارات وكسب الوقت فقط.

تشييد معامل جديدة

ويبلغ عدد المعامل التابعة لوزارة الصناعة والمعادن (295) معملا، منها (191) معملا شغالا و(104) معامل متوقفة، بحسب الإحصائيات التي ذكرتها المتحدثة باسم وزارة الصناعة والمعادن، ضحى الجبوري.

وتبين الجبوري في حديث خصت به “طريق الشعب”، ان “المعامل المتوقفة لن تتم إعادة تأهيلها، كون عمرها الافتراضي قد انتهى”، مردفة ان الوزارة “ستباشر بناء معامل جديدة بأسلوب حديث يواكب التطور والتكنولوجيا المعاصرة”.

وتركز الوزارة راهنا، كما يعلن، على بناء المعامل الاستخراجية، كالأسمنت والاسمدة والبتروكيميائيات والمحولات الكهربائية والفوسفات والكبريت والغاز الطبيعي.

وتشير الجبوري الى وجود تعاون بين القطاعين العام والخاص في ما يخص بناء المعامل الجديدة، لافتة الى ان شهر أيار المقبل سيشهد عقد مؤتمر الانطلاقة للمشاريع، وستطرح فيه الفرص الاستثمارية لجميع الخطط الاستراتيجية.

أربعة إيجابيات للمعامل الوطنية

ويعتبر الخبير الاقتصادي، باسم أنطوان، ان التوجه نحو  إعادة تشغيل المصانع وبناء الجديد منها “خطوة كبيرة وجبارة”.

ويشير أنطوان في حديثه مع “طريق الشعب”، إلى أربع خصائص لهذه الخطوة المهمة، تتمثل بالمساهمة في إنتاج بضاعة محلية صنعت في العراق، والاستغناء عن الاستيراد الأجنبي، إضافة إلى منع تسرب العملة الصعبة إلى الخارج وتقليل نسب البطالة بتشغيل أيد عاملة جديدة.

ويجد انطوان أن من المهم أن تدخل وزارة الصناعة بشراكة مع القطاع الخاص، على الأقل خلال العشر سنوات المقبلة، وأن تستعين بالخبرات الأجنبية والشركات الاستثمارية لتطوير المصانع، من ناحية النوعية والإنتاج الكمي، حاثا إيّاها على مواكبة متطلبات السوق العالمي.

وعن تأخر خطوات الاهتمام بالجانب الصناعي، يوضح انطوان ان المشهد السياسي يلعب دورا كبيرا في العديد من مناحي الحياة، ومن بينها القطاع الصناعي، الى جانب ابتعاد بعض الأحزاب السياسية الحاكمة عن التفكير بالمصلحة العامة، إضافة الى غياب الكفاءات الاقتصادية في إدارة هذا الملف.

ويشير الى ان هناك أكثر من مائتي مصنع عملاق بقيت لا تزال مشلولة، ما خلق بطالة مقنعة فيها.

المهم التنفيذ

الخبير في مجال التنمية والمدن الصناعية، عامر الجواهري، يرى ان “الإرادة الحقيقية والمهنية في القطاع الصناعي كانت ضعيفة وغائبة على مدار عشرين عاما”.

ويقول الجواهري في حديث مع “طريق الشعب”، ان هناك خطة استراتيجية لتطوير القطاع الصناعي، اقرت في حزيران عام 2014 وان سقفها الزمني كان بين عامي 2030-2014، مؤكدا انها لم تلتمس الطريق الى التنفيذ بالرغم من مرور ثماني سنوات!.

ويتابع حديثه عن هذه الخطة قائلا: ان “أحد شروطها كان تأسيس مجلس تنسيق صناعي يضم جميع أصحاب المصلحة، وهو الان شبه مجمد”.

ومن وجهة نظر الجواهري، فإن الحكومة الحالية لم ترتق خطواتها الى الدرجة العملية، لكنه في الوقت ذاته يشيد بالخطوات الحالية وبأهمية الالتفات لهذا القطاع، لمحاولة انعاشه، داعيا الحكومة الى اتباع الأساليب المهنية وتنفيذ القرارات المتخذة سابقا.

ويعتبر الجواهري، أن القطاع الصناعي له تأثير غير مباشر على الحياة الاقتصادية، اذ لا يقتصر فقط على الحد من البطالة وتشغيل ايد عاملة محلية بحاجة الى مصدر رزق، مشيرا الى وجود خدمات ملحقة بكل مصنع، إضافة الى تسويق المنتج داخليا.

أنواع القطاعات

ويذكر الجواهري وجود ثلاثة قطاعات رئيسية في البلد؛ القطاع العام الذي يحتوي على 104 مصانع متوقفة عن العمل، محذرا من أن هذا التوقف يساهم في استنفاذ وضياع الأموال، اضافة الى وجود مصانع عاملة غير رابحة يتم تمويلها من الموازنة التخطيطية، والتي تعتبر قروضا من وزارة المالية، يتم تسديدها من أموال المواطنين.

اما القطاع الاخر فهو المختلط، وبحسب الجواهري، فانه باتجاه الانهيار. اما القطاع الأخير فهو الخاص، ويعتبر أكثر القطاعات انتشارا، ويحتوي على عشرات آلاف المصانع، وبرغم توقف الكثير منها، الا انها تنتج بحدود 60 مادة، تساهم في الحد من الاستيرادات، ولو بشكل بسيط.

ويحث الجواهري على أهمية التفكير في عدد المصانع وكميات انتاجها ومبالغ إيراداتها، واشراك التكنلوجيا والحداثة في تصميم المصانع، وتقديم بحوث من قبل الجامعات والباحثين، عن هذه المصانع لأجل تطوير المواد المنتجة فيها.

ويضيف ان “مجلس التنسيق الصناعي يجب الا يكون لجنة حكومية او مؤسسة منشغلة بأعداد اجتماعات فقط، انما يجب ان يكون مؤسسة تهتم بعملية تطوير القطاع الصناعي، بالشكل الذي يرتقي بمستوى الإنتاج والأداء المحليين”.

 ***********************************

راصد الطريق.. متى يوضع حد لازهاق الأرواح؟

وفقا لمصدر أمنى أمس الاثنين، تطورت مشاجرة بين أشخاص ضمن حي التأميم في جسر ديالى ببغداد الى استخدام “الرمان اليدوي”. واسفرت المشاجرة عن مقتل شابين اثنين، واصابة امرأة.

هكذا لا تنفك حوادث استخدام السلاح تودي بحياة المواطنين، ولا من مساع جادة لوقفها.

انه الاستهتار بعينه بسلامة المواطنين، وسلبهم حق الحياة لدوافع شتى، تكاد تكون  فاقدة المعنى مقارنة بازهاق روح وإهدار دم!

النزاعات العشائرية تتصدر في ازهاق الأرواح باستخدام شتى الأسلحة، بضمنها المتوسطة والثقيلة.

وتسألون عن المسؤول عن هذه الظاهرة وتفاقمها؟

ان المسؤول الأول هو ضعف هيبة الدولة، وعجزها عن انفاذ القانون وفرضه على الجميع، وتغوّل المليشيات، وفلتان السلاح، حتى ان مناطق معينة غدت مغلقة بوجه الناس، وخارجة عن سيطرة الدولة.

فاذا كانت الحكومة جادة حقا في فرض القانون واستعادة هيبة الدولة، فعليها ان تحل المليشيات وتصفي الجماعات المسلحة، وان تحصر السلاح في مؤسساتها الدستورية، وان تطبق القانون على الجميع، وفي كل مناطق العراق بلا استثناء.

وما دام السلاح منفلتا ولا رادع له، فسيستمر اهدار أرواح المواطنين ويتواصل!

 *******************************************

الصفحة الثانية

مساعٍ لتخصيص رواتب شهرية لـ511 ناجياً أيزيدياً

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت مدير عام دائرة شؤون الناجيات من جرائم داعش التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، سراب الياس، أن الدائرة تعمل مع الحكومة الاتحادية على تخصيص رواتب شهرين لـ 511 ناجياً من داعش.

وقالت إلياس، إن هناك أكثر من 2600 إيزيدي (أطفالاً ونساء)، مختطفون لدى داعش حتى الآن، وأكثر من 400 تركمانية مختطفة لدى التنظيم.

وذكرت أن الدائرة تعمل على تخصيص رواتب للناجيات الإيزيديات من يد داعش، كاشفة العمل على تخصيص رواتب شهرية لـ “511 ناجياً إيزيدياً من الأطفال والنساء والرجال، المشمولين ضمن قانون الناجيات”.

وزادت بالقول: أنهم ينسقون مع الجهات المعنية من أجل نيل حقوق الناجيات المتمثلة بالعودة إلى التعليم، ومنحهم قطع أراض أو منزل.

 وأردفت “إلى جانب ذلك، نقوم بالتأهيل النفسي للناجيات عبر منظمات مدنية”، لافتة إلى أن المديرية طالبت وزارة الصحة العراقية بـ “تخصيص مراكز تأهيل نفسي في مناطق الناجيات”.

 **************************************

وثائق أمريكية مسربة تتحدث عن «خطط داعشية» في العراق.. مراقبون يطالبون بتحصين السجون ومراكز الاحتجاز لتجنب سيناريو إرهابي محتمل

بغداد ـ طريق الشعب

قامت وسائل الاعلام، أخيرا، بنقل تفاصيل عملية تسريب الوثائق السرية للمخابرات الامريكية، والتي لا يزال التحقيق مع مسربها جارياً، بعد القبض عليه الاسبوع الماضي.

وخلال اليومين الماضيين، قالت صحيفة واشنطن بوست: ان من ضمن الوثائق، المسربة، وجود خطط لتنظيم داعش الارهابي في اختطاف دبلوماسيين عراقيين من فرنسا وبلجيكا لمبادلتهم بـ4 آلاف سجين داعشي.

ماذا عن العراق؟

وفي وقت لم يصدر أي تعليق من الحكومة العراقية حتى الآن عن هذه التسريبات، تساءل مراقبون عن حجم التحصينات الامنية التي تقوم بها الجهات المسؤولة، لتفويت الفرصة عن هذه الخطط التي جرى الاعلان عنها.

ويتخوف المراقبون من ضعف الإجراءات التحصينية في أماكن احتجاز مدانين ومتهمين في قضايا الارهاب، اذ فر في الايام القليلة الماضية احد المتهمين بقضايا فساد، وهو رئيس ديوان الوقف السني من مركز شرطة كرادة مريم في المنطقة الخضراء ذات التحصين الشديد امنياً، فيما نفذ محتجزون من قبل التنظيم في اوقات سابقة عمليات مماثلة؟

وعن هذا يقول المراقبون، ان الفساد المستشري بين عدد غير قليل من القيادات الامنية التي تشتري المناصب بملايين الدولارات، يمكن ان يؤدي الى خروقات امنية في أي وقت، اذا لم تعالج هذه الحالة.

تفاصيل مثيرة

وبحسب الوثائق المنشورة، فأن “تنظيم داعش خطط لهجمات لاستهداف سفارات وكنائس ومراكز تجارية”

وتكشف تقارير أخرى في نفس الوثائق عن جهود من قبل تنظيم داعش للحصول على الخبرة لصنع أسلحة كيمياوية وتشغيل طائرات بدون طيار.

وألقي القبض على فرد الحرس الوطني الجوي الأميركي جاك تيكسيرا، البالغ من العمر 21 عاما الأسبوع الماضي، ويواجه حالياً تهما جنائية بتسريب وثائق استخباراتية عسكرية سرية للغاية عبر الإنترنت.

وذكرت واشنطن بوست ان “هناك جهوداً لاستهداف السفارات والكنائس والمراكز التجارية وبطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، حيث كان مسؤولو البنتاغون على علم في كانون الأول بتسع محاولات من هذا القبيل نسقها قادة داعش في أفغانستان، وارتفع العدد إلى 15 بحلول شباط الماضي، بحسب التقييم، الذي لم يتم الكشف عنه من قبل”.

ويقول التقييم، الذي صُنف بأنه سري للغاية ويحمل شعارات العديد من وزارة الدفاع المنظمات انه “من المرجح أن يمكّن هذا النموذج داعش من التغلب على العقبات - مثل الخدمات الأمنية المختصة - وتقليل بعض الجداول الزمنية للرسم، وتقليل فرص التعطيل”.

طائرات وسلاح كيماوي

وسرب عضو الحرس الوطني عشرات الوثائق السرية للغاية على الإنترنت، وكشف عن معلومات حساسة موجهة إلى كبار القادة العسكريين والاستخباراتيين، في تحقيق حصري، واستعرضت الصحيفة الاميركية أيضاً عشرات الوثائق السرية الإضافية، والتي لم يتم الإعلان عن معظمها.

وان إحدى الوثائق المكتوبة في آذار اشارت الى محاولة في الصيف الماضي للحصول على خدمات متعاطف بريطاني ادعى أنه يمتلك “مهارات في هندسة الطيران والهندسة الكيميائية”.

عرض الشخص المجهول الهوية تقديم إرشادات بشأن الصواريخ والطائرات بدون طيار، فضلاً عن صنع سلاح كيماوي، وتم تشجيع البريطاني على إرسال معلوماته عن بعد بدلاً من المخاطرة برحلة خطيرة إلى سوريا أو العراق.

وبشكل منفصل، لوحظ أن عملاء تنظيم داعش المتمركزين في العراق يقومون بفحص طلاب الهندسة في إحدى جامعات دمشق لتحديد ما إذا كانت مهاراتهم ستكون مفيدة. 

وسعى داعش للحصول على معلومات من “فرد مقيم في أوكرانيا” حول بناء طائرة بدون طيار قوية بما يكفي لتحمل حمولة كبيرة، كما تظهر وثيقة اذار.

وتوضح الوثائق أيضاً، ان تنظيم داعش أراد إرسال انتحاري إلى قطر لمهاجمة بطولة كأس العالم العام الماضي.

 *****************************

مدة إنجازه انتهت وهو لا يزال قيد التأهيل.. «طريق الموت» يحصد أرواح العراقيين بلا هوادة

متابعة ـ طريق الشعب

كشف مسؤول أمني في كركوك عن مصرع وإصابة 21 شخصا على طريق بغداد – كركوك، مرورا بمحافظة صلاح الدين خلال أيام العيد.

ونقل المصدر في حديث صحفي، ان 7 أشخاص لقوا مصرعهم، وأصيب 16 آخرون خلال 4 حوادث مرورية وقعت على الطريق، ضمن الحدود الممتدة بين كركوك وصلاح الدين.

وبين المصدر، ان أبرز الحوادث وقعت ليلة امس الأول الأحد، جراء تصادم مركبتين قرب جسر ناحية سليمان بيك ما أودى بحياة 3 مدنيين واصابة 8 اخرين، مشيرا إلى أن الضحايا والمصابين كانوا عائدين من احتفالات العيد في إقليم كردستان.

وتابع، ان الحادث الثاني المروري وقع قرب قضاء داقوق جنوبي كركوك، جراء تصادم مركبتين، ما أوقع 3 ضحايا (اب وطفلين) وإصابة 5 آخرين اغلبهم من عائلة واحدة.

ولفت الى ان حادثين آخرين وقعا بين كركوك وصلاح الدين خلفا عددا من المصابين.

وأوضح أن اسباب الحوادث على طريق الموت، مرتبطة بإهمال قواعد السلامة المرورية في اطراف كركوك والمشاكل الفنية والزخم المروري الذي يشهده الطريق باستمرار.

فيما قال شهود عيان، رداءة طريق بغداد - ديالى – كركوك، تتسبب بالحوادث المرورية.

وقال المواطن محمد حمزة من سكنة محافظة ديالى في حديث صحفي، ان “طريق بغداد ديالى باتجاه كركوك من الطرق الخطرة نتيجة تضررها بشكل كبير في بعض المناطق، مما يؤدي الى حوادث يوميا ويسبب وفيات كثيرة”، مستدركا ان “عملية تأهيل الطريق حاليا من بغداد ـ ديالى ـ كركوك تجري ببطء شديد”.

واضاف حمزة، ان “جميع أصحاب المركبات يضطرون للعبور الى الشارع الاخر من اجل تلافي الحفر الموجودة في الطريق الرئيس مما يعرض هذه المركبات للخطر من السيارات الاخرى القادمة عكس الاتجاه، بخاصة في الليل مع مرور المركبات الكبيرة ذات الحمولات الثقيلة”، مؤكدا ان “سماع مثل هكذا حوادث مرورية تكون اعتيادية”.

المواطن علي صبحي من سكنة ديالى ايضا، يقول انه “فقد ابن عمه قبل شهرين تقريبا بسبب نزول احدى المركبات الكبيرة المسرعة على جانب الطريق لتلافي الحفر في الشارع الرئيس ما ادى الى دعس ابن عمه وصديقه المتواجدين على حافة الطريق لبيع بعض الخضار”، مبينا ان “عملية تطوير وتأهيل وتوسيع الطريق بدأت قبل فترة الا ان هناك تأخيرا في عملية انجاز الطريق الذي يعد من الطرق الاستراتيجية التي يربط بغداد بالمحافظات الشمالية”.

وطالب صبحي بـ”ضرورة متابعة الشركات التي تعمل على تأهيل وتطوير هذا الشارع من قبل المسؤولين، للإسراع في انجاز الطريق”، مؤكدا ان “هناك علامات وضعت على الشارع تشير الى مدة انجاز تأهيل الشارع بمدة 400 يوم، في حين تعدت هذه المدة بأكثر من ذلك، دون الانتهاء منه”.

 ********************************

المتقاعدون يتظاهرون اليوم في بغداد واضراب عمالي في السليمانية

بغداد ـ طريق الشعب

دعت الجمعية العراقية للمتقاعدين، الى التظاهر اليوم الثلاثاء، قرب بوابة المنطقة الخضراء ببغداد، للمطالبة بإنصاف شريحة المتقاعدين.

وذكرت الجمعية في نداء لها، تلقته “طريق الشعب”، انها وبرفقة الجبهة الوطنية للدفاع عن حقوق المتقاعدين “ستنظم تظاهرة سلمية كبرى للمطالبة بإنصاف شريحة المتقاعدين من المدنيين والعسكريين وقوى الأمن الداخلي والارامل والايتام والجرحى والمعاقين والاسرى والكيانات الوطنية المنحلة ومدربي يوم النخوة والمحالين قسرا واساتذة الجامعات وتاركي العمل”.

ودعت الجمعية الى مشاركة واسعة في التظاهرة للضغط على أصحاب القرار بتضمين حقوق المتقاعدين في مشروع قانون موازنة العام الحالي، مشيرة الى ان التجمع يبدأ في الساعة السابعة صباحا امام جامع بيت بنية الملاصق لكراج العلاوي، والانطلاق بمسيرة راجلة باتجاه مجلس النواب عند الساعة التاسعة صباحا.

وناشدت الجمعية وسائل الاعلام تغطية التظاهرة والوقوف مع من افنوا حياتهم في خدمة مؤسسات الدولة.

من جانب اخر، طالب العشرات من موظفي الخدمة المتعاقدين مع إحدى شركات التنظيف والخدمات الأهلية في محافظة السليمانية بدفع رواتبهم وتجديد عقود عملهم.

وتحدث الموظفون عن معاناتهم بالقول: إنهم لم يتسلموا رواتبهم للشهر الثاني على التوالي بسبب مشكلات مع الشركة المتعاقدين معها، ما دفعهم إلى الإضراب عن العمل، لحين تنفيذ مطالبهم المشروعة.

من جانبه، أوضح قائممقام كلار، شهاب حاجي أحمد، أن “نحو 80 موظف خدمة موزعين في المستشفيات، تركوا أعمالهم بسبب تأخر اطلاق رواتبهم وتجديد عقودهم لسنة إضافية مع إحدى الشركات الأهلية”.

وأكد أحمد، أن أزمة ومشكلة موظفي الخدمة تم حلها، وتمت الاستجابة لمطالبهم، مشيرا إلى أن الموظفين سيعودون إلى أعمالهم بعد حل الإشكالات المالية والفنية.

 ***************************

منتصف الأسبوع.. شركاء بالفساد والمحاصصة!

حسين النجار

يخوض اُمراء المحاصصة الكريهة معارك ضارية، للتغطية على نتائج فشلهم المستدام، ولتزوير الحقائق وتزييف الوعي، بغية ضمان بقائهم في كراسي السلطة.

لم يُقدِم أي من أطرافهم على اعلان فشلهِ، بل ان أحدا منهم لم يحمّل صراحةً طرف آخر مسؤولية ما حصل، ذلك ان كل طرف منهم لديه ما يكفي من ملفات تدين الطرف الآخر، فهم شركاء في الغنائم وهم يصارعون من اجل التستر على افعالهم واخفاء نتائجها.

ومما حصل في قضية سرقة القرن، وبعدها عند كشف ملفات الفساد في عقارات الانبار، وما أعقبها في موضوع رئيس الوقف السني .. ومن أمثال ذلك كما يقال بالشعبي “حمّل وشيل”، يتبين بوضوح نوع التخادم بين هؤلاء القابضين بأسنانهم على السلطة، وحجم نفوذهم المستشري في كافة مفاصل الدولة ومؤسساتها.

وحتى عندما يصارح أي مسؤول رفيع في الدولة الرأي العام، فانه لا يعلن عن النتائج كاملة ولا حتى عن جزء منها، بل ان عدداً منهم صار يعلن صراحة ان الخلل في بناء الدولة بنيوي، وان المحاصصة والفساد استفحلا، وان بالإمكان ادانة القوى الماسكة السلطة، لكننا لا نستطيع فعل أي شيء، خوفاً على العملية السياسية.

وحين يشعر أي طرف من المتحاصصين بخطورة وضعه، نلاحظ ان خصمه السياسي المؤتلف معه في السلطة هو من يمسك بيده ويعيده الى موقعه الأصلي. فهم بالنتيجة اقلية حاكمة متنفذة، متصارعة مع بعضها ومتحالفة ضد الأكثرية المتضررة من نهج المحاصصة الفاسدة.

وغدا واضحاً الآن ان التعامل مع المنهاج الحكومي اثناء عملية تمرير الحكومة، لم يكن بالنسبة اليهم الا استخداما لبطاقة عبور ازمة معينة والنجاة منها، على أمل ان يستخدموا غيرها عند بروز ازمة اخرى.

ولاجل حرف انتباه الجماهير عن مطالبها المشروعة وتزييف الحقائق الخاصة بتنفيذ الوعود والبرامج، ارتفعت الاصوات مرة أخرى شاكية من عدم التزام الأطراف بتنفيذ المنهاج الحكومي، وبدأ تقاذف الاتهامات، ومنها تهمة الانتقائية في التعامل مع الاحداث. وللدلالة على ذلك يُذكر عدم الكشف عن شركاء نور زهير في سرقة القرن، في حين توجه اتهامات مباشرة الى شركاء رئيس الوقف السني الذي توفى  في ظروف غامضة، في اتهامات الفساد.

وفي النهاية سيعود هؤلاء مرة أخرى الى الحديث عن ضرورة حماية العملية السياسية، في حالة حاول أي طرف منهم توجيه اللوم الى طرف آخر، ومن هالمال حمل جمال!

وسيبقى صراع الأكثرية الشعبية مستمرا معهم ومع من يمثلهم، حتى تتحقق الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

*****************************

الصفحة الثالثة

لماذا يتزامن انقطاع «الوطنية» مع مواعيد الدفع للمولدات؟

بغداد ـ طريق الشعب

يشكو مواطنون كثيراً من عملية انقطاع التيار الكهربائي مع بداية كل شهر، بالتزامن مع مواعيد تسديد أجور المولدات الأهلية، الأمر الذي يجعل المستهلكين يشككون في وجود تواطؤ بين مديريات توزيع الكهرباء وبين أصحاب تلك المولدات، من اجل إجبار الأهالي على دفع أجور الاشتراك، برغم استقرار الكهرباء في فصلي الربيع والخريف.

وفي هذا الشأن، أصدر رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، توجيها بالتحقيق في ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي مع مطلع ونهاية كل شهر.

شكاوى المواطنين

ويسجل مواطنون، بشكل واسع، شكاوى من الظاهرة التي يقولون إنّها تهدف إلى إجبارهم على دفع أجور مرتفعة للمولدات الأهلية حتى في المواسم التي تشهد تحسنًا كبيرًا لساعات تجهيز الطاقة الوطنية في الربيع والخريف سنويًا.

ويتهم المواطنون موظفين في وزارة الكهرباء بـ «التواطؤ» مع أصحاب المولدات الأهلية، مقابل مبالغ مالية تدفع شهريًا.

ورغم دفع المواطنين لأصحاب المولدات الاهلية مبالغ طائلة طيلة ثمانية اشهر من السنة التي تشهد فيه الكهرباء تراجعا في التجهيز، يحاول المواطنون التغاضي عن دفع أجور الاشتراك لأصحاب المولدات الاهلية خلال الأشهر (اذار ونيسان وأيلول وتشرين الأول) وهي الأشهر التي تشهد فيها الكهرباء استقرارا في ساعات التجهيز نتيجة لاعتدال الأجواء في العراق، في محاولة منهم لتخفيف الأعباء المالية ومعالجة الإخفاق الحكومي الذي فشل طيلة السنوات الماضية في الزام أصحاب المولدات بالالتزام بالتسعيرة التي بقيت حبرا على ورق.

لكن هذه المحاولات دائما ما تنتهي بالفشل، نتيجة الاتفاقات بين أصحاب المولدات الاهلية ودوائر الكهرباء، بحسب ما يقول مواطنون.

تحقيق حكومي

التوجيهات التي أصدرها السوداني، وفق بيان لمكتبه، تضمنت «توضيح مواقع الخلل ومحاسبة الأشخاص الذين يقفون خلفها، مع تقديم تقرير شهري عن ساعات التجهيز في بداية الشهر وفي نهايته».

السوداني وجه أيضًا بـ «التعامل مع شكاوى المواطنين خلال 24 ساعة، ومنح صلاحيات لمسؤولي الفروع في المناطق؛ لتمكينهم من التعاطي مع الشكاوى ومعالجتها بشكل سريع».

الإجراءات جاءت بعد زيارة للسوداني «هي الأولى من نوعها» إلى مركز السيطرة الوطني للكهرباء الواقع في منطقة الأمين، جنوب شرقي بغداد.

ومركز السيطرة هو المسؤول عن توزيع حصص إنتاج التيار الكهربائي للعاصمة بغداد والمحافظات، ونقل التوجيهات في حال حدوث انفصال أو عارض فني أو تجاوزِ على حصص الطاقة.

وقال السوداني أثناء الزيارة، إنّ الانقطاع يحدث مع استحقاق قسط المولدة، مطالبًا المسؤولين في المركز بتقديم إجابات واضحة حول تزامن الانقطاع مع موعد الدفع الأجور الشهرية لأصحاب المولدات الأهلية.

وشدد السوداني على أنّ «هذا الأمر يمثل اتهامًا للموظفين في المركز»، ووجه بمعالجة هذه الظاهرة خلال شهر نيسان/ أبريل الجاري.

كما أكّد أنّ حكومته متوجهة إلى استثمار الغاز لصالح منظومة الطاقة الوطنية، مبينًا أنّ عقود الصيانة التي أبرمتها الحكومة مع «جنرال إلكتريك» و»سيمنز» تهدف إلى معالجة المشكلات التي رافقت الإنتاج والتوزيع لسنوات.

جذور المشكلة

من جانبه، اكد الناشط المدني كرار حسين ان المواطن ينتظر الإجراءات الحقيقية للحد من الابتزاز الذي يتعرض له في كل مناحي الحياة.

وذكر لـ»طريق الشعب»، ان المشكلة معروفة للجميع ومن الحسن تسليط الضوء عليها، مستدركا ان واجب الحكومة وضع الحلول للمشكلة من خلال معرفة أسبابها. وأضاف، «نتمنى معالجة الامر وعدم الاكتفاء بالتوجيهات التي دائما ما تصطدم بوجود شخصيات فاسدة تعرقل كل ما فيه خير للناس، في سبيل تحقيق مكاسب مادية وزيادة رأس مالها»، مشيرا الى ان معالجة ازمة الكهرباء من خلال زيادة الإنتاج كفيل في اقتلاع المولدات الاهلية من جذورها وتخليص المواطنين من الضوضاء والتلوث والاستغلال البشع.

 *********************************

معنيّون: يجب احترام الشراكة الوطنية ومبادئ الديمقراطية.. كوتا الأقليات في قبضة المتنفذين

بغداد ـ محمد التميمي

يعلل استخدام الكوتا ـ وهي حصة نسبية في الأنظمة النيابية ـ بضمان التمثيل النيابي الحقيقي لشريحة من المجتمع، تعتبر وفق المفاهيم السياسية بأنها أقلية. بينما في العراق يجري استغلال مقاعد الكوتا من قبل القوى المتنفذة وجعلها قوة تصويتية لصالحها، عبر وسائل عديدة ومختلفة منها تشريعات قانون الانتخابات التي يجدها المسيحيون مجحفة، وتسهم في تعزيز سطوة تلك القوى على مقاعد الكوتا.

وكانت المحكمة الاتحادية قد اصدرت قرارا ينص على ان الفقرات الخاصة بالأقليات في المادة ١٣ من قانون ٩ لسنة ٢٠٢٠، هي «غير دستورية وعلى المشرع تعديل القانون، من اجل تحقيق العدالة والمساواة»، بينما يتساءل معنيون حول تحقيق العدالة في ظل القانون الانتخابي الجديد؟

معرضة للمصادرة والاستغلال

يقول رئيس ائتلاف الرافدين، يونادم كنا، ان من المؤسف ان الكتل الكبيرة استغلت الكوتا، ورسخت سطوتها عليها من خلال الاستئثار بالمال والسلاح والسلطة؛ فمقاعد الكوتا باتت تسرق لصالح القوى السياسية المتنفذة، ليتم استغلالها كقوة تصويتية، كما حصل في الانتخابات الاخيرة.

وأوضح، أنّ هذا التصرف «لا يعني سوى الخروج عن المعايير الدولية التي تدعو لاحترام حرية هذه المكونات في أن تنتخب ممثليها، وفي ذات الوقت هو خروج عن المعايير الديمقراطية، وقبل اقرار البرلمان لقانون الانتخابات الجديد، جمعنا 6000 توقيع، وطالبنا بحماية مقاعد الكوتا من خلال حصر التصويت بسجل انتخابي خاص، لكن لم نلقَ اذنا صاغية، فتقاسمت القوى السياسية حصصنا في ما بينها».

وتابع كنا بالقول: ان «مقاعد الكوتا وارادة المكون لم تزل معرضة للمصادرة، ويتم استغلالها بطريقة غير ديمقراطية، وهذا مؤشر على تراجع مفهوم الشراكة الوطنية ومبادئ الديمقراطية في البلد»، مؤكدا انهم قرروا اللجوء الى «المحكمة الاتحادية العليا لنطالب بحقنا، بأن تحترم ارادة الاقليات وحماية مقاعد الكوتا من السرقة من قبل الكتل الكبيرة. وبخلاف ذلك فلا قيمة او معنى للكوتا، ولتكن ضمن المقاعد العامة افضل».

قوانين لا تحقق العدالة

من جانبه، قال الخبير الانتخابي دريد توفيق، ان هناك حيلة قانونية تتمثل في إمكانية انتخاب مرشح الكوتا من قبل اي مواطن عراقي، بينما لا يسمح لعملية الترشيح أن تتجاوز الكوتا. وبهذه الطريقة يتم استثمار الكوتا من قبل القوى المتنفذة، وبالتالي يفوز المرشح عن الكوتا، لكنه يمثل ارادة مكون سياسي داعم.

وأضاف ان قانون «رقم 9 لسنة 2020 والذي اجريت الانتخابات السابقة على أساسه، فيه مشكلة، وأن المحكمة الاتحادية أقرت قرارا بعدم دستورية قسم من المادة 13 من القانون؛ حيث نص قرارها على ان هذه الجزئية المتعلقة بالكوتا لا تحقق العدالة والمساواة بين أقليات الكوتا، وأكدت عدم دستورية جزء منها».

واوضح الخبير في حديث لـ»طريق الشعب قائلاً: ان «القانون الانتخابي الجديد الذي دمجت معه انتخابات مجالس المحافظات، هو تعديل على قانون رقم 12 لسنة 2018، وانه لم يحقق العدالة للأقليات، كونه تجاهل المشكلة التي تحدثت عنها المحكمة الاتحادية في القانون السابق».

وتابع الخبير، ان «القانون الجديد لم يحقق العدالة، حيث انه اعطى الحق لأي صابئي في اي محافظة ان ينتخب القائمة الصابئية. بينما لم يمنح هذا الحق لأي كردي فيلي في بقية المحافظات بان ينتخب المرشح في محافظة واسط»، منوها الى ان «الحل هو باعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة بالنسبة لهم جميعاً».

وصوّت مجلس النواب في اذار الماضي على ان يتكون مجلس النواب من 329 مقعداً، ومنح حصة الكوتا من العدد الكلي للمقاعد العامة لمجلس النواب على النحو الاتي: المكون المسيحي خمسة مقاعد توزع على محافظات بغداد ونينوى وكركوك ودهوك وأربيل. والمكون الايزيدي مقعد واحد في محافظة نينوى، والصابئي المندائي مقعد واحد في محافظة بغداد، والمكون الشبكي مقعد واحد في محافظة نينوى، والكرد الفيليون مقعد واحد في محافظة واسط. على ان تكون المحافظة التي خصص لها مقعد من مقاعد الكوتا دائرة انتخابية واحدة لتمثيل مقعد الكوتا المخصص، ضمن مقاعد مجلس النواب، وفقا للحدود الادارية لها.

تعديلات مجحفة

من جانبه، يقول الناشط المدني راني فلاح، من اهالي بلدة ألقوش، ان التعديلات المجحفة على قوانين الانتخابات، خصوصاً التعديل الاخير، «تسهل استغلال الكوتا لصالح القوى المتنفذة في السلطة. سابقاً كان العراق دائرة واحدة بالنسبة لانتخابات الكوتا، لكنهم اتاحوا حرية التصويت للجميع».

وتابع في حديث مع «طريق الشعب»، ان القانون الجديد «قسم المقاعد بما يخدم القوى المتنفذة، ويمكن القول انه تم منح كوتا الاقليات على طبق من ذهب لهذه القوى، لذلك نرى ان الكوتا غالباً ما لا تعبر او تمثل تطلعات الأقليات؛ فحتى الان الاداء غير مقنع، وعليه الكثير من الملاحظات. والقليل من يعتبر نفسه ممثلا عن المواطنين بصورة عامة ويعامل وظيفته بروح وطنية، ولا يتخندق باطار معين لصالح المتنفذين».

واكد ان هناك «مطالب عديدة تُطرح بما يخص انتخابات الكوتا، اهمها ان يكون هناك سجل ناخبين خاص، ينتخب من خلاله المسيحيون فقط، لضمان ان يكون لهم تمثيل وصوت حقيقي داخل مجلس النواب، وهذا الموقف لم يأت من فراغ بل من واقع تهيمن فيه القوى المتنفذة على كوتا الأقليات كما يشاؤون».

 ************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

لماذ ما زلنا في العراق؟

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة الشعلة اليسارية التي تصدر في السويد مقالاً للكاتبين سيغين نيدر و بير أوسترهولم، أبديا فيه إعتراضهما على مشاركة الجنود السويديين في حرب العراق عام 2003 وبقائهم في هذا البلد، تحت قيادة العسكريين الأمريكيين حتى اليوم، رغم مرور 20 عاماً، شهد فيها العراق إستخدام قنابل نابالم متطورة (مارك 77) ومقتل 1.5 مليون إنسان وتدمير محطات الطاقة والمؤسسات الصحية والتعليمية. وذكّر المقال بما أسفر عنه الإحتلال الإمريكي من إضعاف للهوية العراقية وتشجيع للهويات الطائفية والعرقية، الى الحد الذي شكّل خطورة جدية على وحدة الشعب وتطلعه للحرية والديمقراطية، التي كانت مفقودة إبان النظام الذي أسقطته الحرب، دون أن يتحقق شيء مغاير بعد الحرب، حسب تعبير الكاتبين، اللذين ضربا مثالاً على ذلك بالقمع الوحشي الذي تعرضت له الإحتجاجات الشعبية في 2019 وما بعدها وسقوط مئات القتلى والجرحى، ومقتل 578 صحفياً وتعرض 420 أخرين لإعتداءات مختلفة.

وتساءل الكاتبان، عن السبب الذي يدفع الحكومة السويدية للإبقاء على جنودها في العراق، فليس سليماً، حسب تصورهما، أن يدافع هؤلاء عن أحد أكثر الأنظمة تورطاً في الفساد في العالم، كما أن وجودهم لن يوفر للسويد فرصة أكبر للمساهمة في إعادة إعمار البلد، الذي حطمته الحروب، في ظل منافسة شديدة مع الشركات الأمريكية والفرنسية والألمانية، إضافة الى خطأ تصوريقول بأن المشاركة مع الأمريكيين في حروبهم، سيزيد من قدرة السويد على بيع الأسلحة والحصول على موارد أكبر، لاسيما في ظل أزمتها الاقتصادية الراهنة، وهو تصور أثبتت المتغييرات الكثيرة سذاجته.

مسؤولية الدولة اولاً

ونشرت صحيفة تابليت البريطانية مقالاً للكاتب ديلي غافليك حول أوضاع المكونات الدينية والقومية الصغيرة في العراق، أشار فيه الى ما تواجهه هذه المكونات من تحديات كبيرة، رغم مرور عشرين عامًا على الحرب وستة أعوام على إعلان الإنتصار التام على تنظيم داعش الإرهابي، فما زال هناك أكثر من 200000 من الأيزيديين، الذين نجوا من الإرهاب، نازحين في مخيمات متفرقة، وما زال هناك الآف الفتيات المختطفات غائبات عن أسرهن، ويعتقد ببقائهن إمات لشيوخ الإرهاب، الذين إستباحوهن وذبحوا الآلاف من رجال عوائلهن. كما لازال المسيحيون في حالة من القلق وعدم الشعور بالإطمئنان، رغم التحسن الكبير في الإستقرار الإمني، بسبب تداعيات العنف الذي تعرضوا له وإقتلعوا بسببه من مواطنهم الأصلية.

ويعتقد الكاتب، ومن خلال سلسلة مقابلات أجراها في مناطق مختلفة من كردستان، حيث نزحت أعداد كبيرة من هذه المكونات، بوجود إحساس بخيبة أمل لدى هؤلاء من فشل الحكومة في حمايتهم قبل سيطرة الإرهابيين على مناطقهم وتلكؤها في تطبيع أوضاعهم ومعالجة جراحهم بعد هزيمة الإرهاب.

وينقل الكاتب عن بعض النازحين وبعض رجال الدين خشيتهم من إستمرار هذه الحالة ، بسبب ضعف ثقتهم بوعود السلطات عن قرب إنهاء ظاهرة النزوح، لاسيما حين لا يجدون مؤشرات على وجود خطة سليمة تنهي معاناتهم، وخضوع بعض مناطق سكناهم الأصلية، كما في قضاء سنجار مثلاً، لسيطرة عدد من الفصائل العسكرية، المتناقضة في الأهداف والمرجعيات، وكما في المناطق المحاذية لتركيا، والتي تتعرض لقصف تركي متواصل. ورغم إشادة كاتب المقال بجهود المنظمات الخيرية في تقليل معاناة الناس، فقد أكد على أن المسؤولية الرئيسية تقع على كاهل مؤسسات الدولة، ليس في إعمار ما خربته الحروب فحسب، بل وفي حماية واحترام جميع المواطنين العراقيين، بغية أن لا يخسر العراق أقلياته، ومن بين ذلك مراجعة المناهج الدراسية لإزالة التحيز وتشجيع احترام جميع الأقليات العرقية والدينية في البلاد.

 *****************************************

الصفحة الرابعة

سوق الشورجة.. ملجأ أصحاب الشهادات بعد تخرجهم!

بغداد ـ طريق الشعب

تتجه غالبية الخريجين الى الأسواق الشعبية للعثور فرص عمل توفر لهم ولعوائلهم قوت يومهم. وواحد من أبرز هذه الاسواق هو الشورجة، الذي بات بورصة يتجمع فيه أصحاب الشهادات، برغم أن العمل هناك لا يحتاج شهادات او تخصصا دراسيا معينا.

عند التجوال وسط سوق الشورجة والتحدث الى العاملين، تجد ان الكثير منهم قد تخرج توا وفي وقت سابق من كليات علمية وانسانية مهمة، لكن ليس هناك ما يستوعب تخصصهم العلمي، عدا العمل في الاسواق الشعبية.

وعجزت الحكومات المتعاقبة عن احتضان الطاقات الشبابية وتوفير فرص عمل ملائمة لهم، الأمر الذي بات يتفاقم سنويا. وهذا ما بدا واضحا في الحراكات الاحتجاجية التي تشهدها البلاد بشكل شبه يومي، هنا وهناك، إذ يبدي الكثير من الخريجين والشباب العاطل عن العمل غضبا واستياء كبيرين من الإهمال الحكومي.

ضياع سنوات الاجتهاد الدراسي

مرت سنتان ونصف السنة على تخرج ياسين من الجامعة، وبسبب عدم وجود وظائف في القطاع العام، وزيادة المتطلبات والشروط من قبل القطاع الخاص للقبول في وظيفة عندهم، لم يجد محمد خيارا آخر سوى الاتجاه الى سوق الشورجة، باحثا عن مصدر رزق يساعده في إعالة عائلة، وسداد كلفة ايجار المنزل وبقية متطلبات المعيشة.

يقول ياسين علي، خريج كلية التقنية الوسطى، قسم هندسة المعمار، في حديث مع “طريق الشعب”، انه “لا يعتبر أي عمل يتم بطريقة نزيهة انتقاصا او إهانة للشخص، لكن المؤلم عندما تشعر أنك اضعت سنوات طويلة من الدراسة والاجتهاد، وفي المقابل لم تجد من يقدر هذا الجهد ويوفر لك وظيفة لائقة”.

ويفكر العديد من الطلبة بعد اكمال دراستهم في الهجرة الى خارج البلد، بحثا عن فرص عمل، وضمان معيشة لائقة بهم، بحسب ما نقل ياسين من احاديث بعض زملائه، عندما كان في الجامعة.

يفكرون في الهجرة!

اما محمد، فيعمل في مهنة (الحمالة) منذ ان كان طالبا جامعيا، لكي يستطيع سداد تكاليف دراسته، وان لا يحمل والده عناء هذه التكاليف.

يقول محمد جواد، خريج كلية العلوم لمراسل “طريق الشعب”، انه كان “يخرج الى العمل ايام العطل الرسمية عندما كان طالبا جامعيا، واضطر في بعض الاحيان الى الغياب عن الجامعة للذهاب للعمل لتوفير مصروفي”.

والشاب محمد حاله حال العديد من أقرانه الذين تخرجوا قبله، فلم يجد بعد تخرجه فرصة عمل في القطاعين العام والخاص، وبقي يعمل في مهنة (الحمالة)، دون حافز لتطوير أسلوب معيشته.

ويمارس الكثير من التجار الجشع تجاه الحمال ولا يكونوا منصفين في الاجر وبسبب كثرة الحمالين في السوق “نضطر الى التحميل بأي سعر”، بحسب قول محمد.  ويشير الى ان سوق الشورجة يستقطب أيضا خريجين من بقية المحافظات، الذين لم يجدوا فرص عمل لا في قطاعات العمل ولا في الأسواق الشعبية.

تحشيد لجيش من العاطلين

ويستغرب الناشط في مجال التعليم حمزة ليث من غياب التخطيط للجامعات الأهلية والحكومية، وغياب إعداد برامج خاصة بعدد الخريجين وماهي الأقسام التي تحتاجها السوق المحلية، مشيرا الى ان الجامعات تخرج سنويا الالاف من الخريجين، وتدفع بهم الى سوق العمل، وكأنها تحشد جيش العاطلين من أصحاب المستقبل المجهول.

ويشير حمزة في حديث مع “طريق الشعب”، الى وجود حالة يأس كبيرة لدى الخريجين من إيجاد فرص عمل، وتحسن واقع معيشتهم، لافتا الى ان حالة اليأس هذه اصابت من هم في مرحلة الدراسة، حيث استشرفوا مصيرهم، والكثير من الطلاب عزف عن الدراسة واختار ان يتركها معتقدا انها لن تحقق له شيئا. ويردف كلامه قائلا: ان “اصحاب الشهادات التجأوا الى مهنة نقل البضائع في عربات صغيرة وكبيرة، وانخرطوا تحت تسمية “الحمالين”.

ويبين ان “الالاف من أصحاب الشهادات خرجوا في تظاهرات مطالبين فيها بفرص عمل، وفي بعض الأحيان تعرضوا للاعتقال بسبب احتجازهم كما حدث في محافظة ذي قار”، لافتا الى ان “استمرار الوضع على حاله دون استيعاب هذه الفئة الكبيرة، من الممكن ان يولد انفجارا شعبيا ثوريا”.

 *************************************

الموارد المائية: سنفعل ما بوسعنا.. شحّ المياه يهدد المناطق السكنية في بابل

بغداد – طريق الشعب

يتعرض محصول الذرة الصفراء التي تشهر فيها محافظة بابل الى الانحسار، بسبب شح المياه وغياب الحلول الواقعية، ويشكو مواطنون من سيطرة بعض الجهات المتنفذة على نسب توزيع المياه، ما ألحق ضررا بمحاصيلهم، وصل الى ندرة مياه الشرب، فيما ابدوا تذمرهم من غياب دور السلطات بإيجاد حلول حقيقية.

وباع الكثير من الاسر الساكنة بأذناب الأنهر في منطقة الإسكندرية والوردية، منازلهم ومواشيهم متجهين نحو المدن، تاركين خلفهم أراضيهم الزراعية التي تحولت الى صحراء قاحلة، ومصادر رزقهم التي تأزمت بسبب شح المياه.

وتظاهر العشرات من أهالي منطقة ناحية الإسكندرية شمالي بابل، احتجاجا على شح مياه الشرب والزراعة في المنطقة ما تسبب بأضرار مادية بالنسبة للأراضي الزراعية والمواشي.

دور الوزارة

ويذكر المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية، خالد شمال، ان “وزير الموارد المائية، عون ذياب، اطلع منذ البداية رئيس الحكومة، على خطورة الموقف والتحديات التي تواجه ملف المياه في البلد، ما جعل الأخير يضع هذا الملف في أجندته السيادية بدل ان يكون فنيا او دبلوماسيا”.

ويكشف شمال لـ “طريق الشعب”، عن انه “سيكون هناك تطبيق لنظام المراشنة، وتأمين اطلاقات المياه لدعم الموسم الزراعي الشتوي، بضخ اطلاقات اضافية من الخزين، بالرغم ضعفها والمناوبة بين سدود الموصل وحديثة ودوكان وبحيرة الثرثار، لأجل تعزيز ايرادات نهر دجلة”، مؤكدا ان الوزارة جادة في رفع التجاوزات ومحاسبه من يتجاوز بطريقة تردع الاخرين.

وعن الجفاف في الصيف المقبل، يشير الى ان “الوزارة ستفعل ما يتطلب منها لمعالجة المشكلة”، لافتا الى دور الاعلام في الضغط في هذا الجانب وممارسة دوره في التوعية بالإرشاد والاستهلاك”.

منطقة الوردية

ثامر ريس، ناشط من منطقة الوردية بمحافظة بابل، يقول لمراسل “طريق الشعب”، ان “توزيع الحصص المائية في المحافظة يتم بنظام 7 ايام لكل قاطع”.

ويشير ثامر الى وجود “اهمال من قبل الجهات المعنية، حيث ينعدم التنظيف المستمر للأنهار الفرعية”، لافتا الى انه “لم يتبق سوى 10 الاف دونم صالح للزراعة من بين 50 ألف دونم “، محذرا من ان استمرار العمل الضعيف من قبل السلطات سيزيد الوضع سوءا”.

ويرى ان الصراعات الداخلية بين الأحزاب والجهات المتنفذة، إضافة الى الصراع بين دول الجوار بشأن المياه، تشكل أسبابا رئيسة في شح المياه بعموم العراق.

وتعرضت الكثير من مزارع منطقة الوردية الى الدمار الكامل والجزئي، حيث النخيل تضرر برفقة بقية المحاصيل، ما اضطر العديد من الفلاحين الى هجرتها والاتجاه الى المدن، بحسب تأكيد ثامر.

منطقة الاسكندرية

اما باسم يعقوب، مزارع من منطقة الإسكندرية بمحافظة بابل، فيتحدث لمراسل “طريق الشعب”، عن الغاء زراعة العديد من المحاصيل المهمة، والامتناع عن زراعة المحاصيل التي تتطلب مياها وفيرة.

ويشير الى ان “المحاصيل الصيفية اغلبها تسقى من مياه الابار في الوقت الحالي، فبدل زراعة 10 دوانم تتم زراعة نصف العدد، وتسقى بمياه الابار”.

وتشتهر محافظة بابل بإنتاج محصول الذرة الصفراء، ويتواجد فيها قسم خاص يدعى قسم زراعة الذرة تابع لمديرية الزرعة، و كانت الكميات المنتجة من الذرة الصفراء في بابل تغطي احتياج المحافظة بالكامل، بحسب باسم. ويبين ان محصول الذرة الصفراء، نبات جذوره شعيرية سطحية، ويحتاج إلى كميات ري متقاربة، وليست جذوره وتدية تتحمل فترات العطش المتباعدة، مضيفا ان شح المياه جعل من نسبة زراعة الذرة يبلغ صفرا.

ويوضح باسم ان” القضاء على هذا المنتج يعني ارتفاع أسعار مدخلات المنتجات من الأسماك والدواجن، وهذا ما تمت ملاحظته في العام الحالي، فقد وصل سعر كيلو السمك الواحد إلى 9 آلاف دينار، فيما كان في السنوات السابقة عندما كانت مدخلات العليقة متوفرة يتراوح من ٢٠٠٠ إلى ٤ الاف دينار”.

وانتقل للحديث عن مشكلة أخرى يعاني منها سكان منطقة الإسكندرية، تتمثل بتوقف ثلاث محطات تحلية المياه في الناحية والتي تغذي قرابة 8 آلاف عائلة، ويعزو سبب ذلك الى انخفاض منسوب نهر الإسكندرية”.

ويضيف ان “شح المياه ألحق ضررا كبيرا بأهالي المنطقة وتسبب في نفوق أعداد كبيرة من الماشية، اضافة الى زيادة مساحات التصحر بعد أن تعذر على المزارعين زراعة أراضيهم لموسمين كاملين”.

وبسبب ندرة المياه التي لاحت محافظة بابل، اعلنت مديرية زراعة المحافظة خلال العام السابق انتاجاً صفرياً من محصول الذرة الصفراء التي كانت تمتاز به المحافظة، ما سبب أيضا ارتفاعا بأسعار الأسماك والدواجن والمجترات.

وقال محافظ بابل وسام أصلان الجبوري خلال مؤتمر صحفي تابعته “طريق الشعب” ان “المشاريع التي تمت المباشرة بتنفيذها جاءت ضمن مشاريع قانون الأمن الغذائي الطارئ ومشاريع تنمية الأقاليم لعامي 2019 و2020 اضافة الى مشاريع إعادة الاستقرار”، مؤكدا وجود 10 مشاريع خاصة للمياه.

يذكر أن 53 في المائة من سكان محافظة بابل يعيشون في مناطق ريفية تشتهر بإنتاجها الزراعي الوفير، وتعد الأولى في العـراق بإنتاج الذرة الصفراء، إضافة إلى اشتهارها بزراعة البطاطا والتمور والحنطة والشعير والطماطم، وتبلغ مساحة أراضي الغابات الكلية 5650 دونما ومساحة الأراضي البيضاء 2895 دونما والأراضي المشجرة 1821 دونما.

 ***************************************

«الدفاع المدني» تشكو إهمالا متعاقبا من الحكومات.. 4 آلاف حريق في العراق خلال 4 أشهر.. والعقوبات لم تردع المخالفين

متابعة ـ طريق الشعب

كشفت مديرية الدفاع المدني عن تسجيلها 4 آلاف حادث حريق في البلاد خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري، الأمر الذي يؤشر مدى تفاقم أزمة الحرائق، مؤكدة استمرار مخالفات شروط السلامة، وسط محاولات لمنعها.

وتسجل البلاد حرائق تكاد تكون يومية، تعود غالبيتها إلى إهمال إجراءات السلامة في الدوائر الحكومية والأهلية، الأمر الذي يتطلب فرض إجراءات عقابية.

أسباب الحرائق

وبحسب مدير عام الدفاع المدني العراقي اللواء محسن كاظم، فقد سجل 4 آلاف حريق منذ مطلع العام الحالي، مؤكداً أن “أسباب تلك الحرائق متعددة ما بين عدم الالتزام بالمعايير التي وضعها الدفاع المدني، وعدم الحصول على إجازات البناء التي تضع شروطاً معينة في ما يتعلق بالسلامة العامة، وكذلك أن يكون البناء عشوائياً”.

وأضاف أن “استخدام مادة السندويش بنل في البناء هو أحد الأسباب الرئيسة للحرائق لأنها سريعة الاشتعال. وهناك توجيه من الأمانة العامة لمجلس الوزراء بعدم استخدامها. ونؤكد للمواطنين أن استخدامها أشبه بالقنبلة الموقوتة التي من الممكن أن تنفجر في أي لحظة”، مشيراً إلى أن “المديرية تقوم بكشوفات مستمرة لرصد المخالفات ومطالبة أصحابها بإزالتها. ومن بين تلك المخالفات أيضاً والتي تنتشر في بغداد، المخازن غير المستوفية للشروط التي لم تحصل على الموافقات الرسمية. وللأسف هذه الحالات تزداد”.

إجراءات عقابية

وأكد كاظم أن “المديرية أطلقت حملات لإغلاق وتغريم أصحاب المخازن المخالفة لإجراءات السلامة، وأن وزارة الإعمار تتعاون معنا في هذا الملف برصد ومعالجة المخالفات”، مبيناً أنه “فُرضت العام الماضي غرامات تصل قيمتها مجتمعة لأكثر من 800 مليون دينار، ولم تقتصر على المخازن بل شملت جميع المخالفات”.

وشدد على أن “قانون الدفاع المدني يتيح للمحافظين إغلاق المشروع المخالف. وفي حال استمرار المخالفات يحال أصحابها إلى محكمة الجزاء”.

وأكد مسؤول في مديرية الدفاع المدني وجود إهمال مؤسساتي في دعم قوات الدفاع المدني وسط هذه التحديات الكبيرة، مؤكداً أن “مديرية الدفاع المدني تعمل بإمكانات محدودة جداً في وقت تزداد مخاطر الحرائق وانهيار المباني ومع وجود آلاف المخالفات الخطيرة لشروط السلامة في الدوائر الحكومية وغير الحكومية”.

اهمال حكومي

وأشار إلى أن “الحكومات المتعاقبة أهملت دعم الدفاع المدني رغم مخاطبات وجهت بهذا الخصوص تطلب سيارات إطفاء حديثة، وتعيين كوادر جديدة واستحداث دوائر جديدة للمديرية وتوزيعها بشكل أوسع في البلاد بحسب الحاجة”. أضاف: “لم نحصل من الحكومة إلا على الوعود. لذلك، نعمل حالياً بإمكانات محدودة ليست بمستوى حجم المخاطر”. وكانت مديرية الدفاع المدني قد أكدت مطلع العام الجاري أن عدد الوفيات من جراء الحوادث التي شهدتها البلاد خلال ثلاث سنوات بلغ 855 شخصاً، محذرة من أن العام الجاري 2023 سيشهد المزيد من الحرائق، وستكون أبرزها في الأبنية الآيلة للانهيار، وستزداد الخسائر إذا لم تتم معالجتها. ويسجل العراق حرائق متكررة في المباني الحكومية والمنشآت الخاصة خلال فصل الصيف، لكن ارتفاع عددها في غير موسم الصيف يثير القلق حول الإجراءات الوقائية، التي تعهدت وزارة الداخلية باتخاذها قبل نحو عامين عقب سلسلة حرائق طاولت أسواقاً ومستشفيات كبرى ودوائر مختلفة، وتسببت بعشرات القتلى والجرحى.

 ***************************************

الصفحة الخامسة

أسواق مزدحمة ولا من يشتري.. غلاء الأسعار حرم العراقيين من فرحة العيد

متابعة – طريق الشعب

يحرص العراقيون على خلق أجواء مميزة للعيد في كل عام، من خلال الحفاظ على الطقوس المتوارثة الخاصة بهذه المناسبة، وبينها شراء ملابس جديدة للاطفال، وتهيئة حلويات، وتبادل الزيارات وتوزيع عيديات على الأطفال، لكن هذه الطقوس تتوقف كل عام على وضع البلد الذي أرهقته الحروب والأزمات السياسية والاقتصادية، ما يضطر عائلات إلى اختصارها بحسب قدرتها على مواكبتها.

وهذا العيد لم تكن الأسواق كعادتها في كل عام. فعلى الرغم من زخم الناس المقبلين عليها، إلا أن هناك حالة من الركود الملحوظ وقلة في التبضع.

وتتعدد أسباب هذه الحالة، لكن أهمها هو ارتفاع أسعار المواد والسلع، والانخفاض الكبير في القدرة الشرائية لدى المواطن.

وشكّل هذا العيد تحدياً جديداً للفقراء ومحدودي الدخل، بسبب اتساع آفة البطالة، وعدم إقرار قانون الموازنة رغم انقضاء الثلث الأول من السنة، فضلاً عن عدم ثبات الأسعار وتذبذب سعر صرف الدولار في السوق الموازي.

الإقبال على الشراء ضعيف جدا

وبينما اعتادت غالبية العائلات في عموم البلاد خلال الأيام الأخيرة من رمضان على توفير متطلبات العيد وتجهيزاته المختلفة التي يفترض أن تجلب الفرح والبهجة، يؤكد أمجد الرفيعي، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية في سوق الشورجة، ان “الإقبال على الشراء ضعيف هذا العيد مقارنة بالأعياد السابقة”، مبينا في حديث صحفي أن “الأمر لا ينحصر في المواد الغذائية والمواد المستخدمة في صنع الحلويات والمعجنات، بل حتى الملابس وألعاب الأطفال التي تراجع الطلب عليها بنسبة تصل إلى نحو 50 في المائة”.

ويتابع قوله: “قيّد الغلاء حركة الشراء لدى غالبية العائلات، وجعل قسما منها يعيش في حرمان كامل. ومنذ صعود سعر الدولار وغلاء الأسعار خلال الشهور الأخيرة الماضية، انهكت العائلات ماديا بشكل كبير، ما أدى إلى تقصيرها في شراء متطلبات رمضان والعيد”.

هل التجار سبب الغلاء؟

مواطنون كثيرون يشكون عبر وسائل الإعلام من مواصلة ارتفاع الأسعار، خاصة قبل العيد، مشيرين إلى أن هناك مبالغة في أسعار الملابس والحلويات والمواد الغذائية، بالرغم من إعلان الحكومة خفض سعر صرف الدولار، ومتابعة الأسواق.

ويحمّل المواطن ناظم كامل، التجار مسؤولية الغلاء “فهؤلاء يستغلون حاجة العائلات، التي اعتادت على شراء الملابس والمواد الغذائية والمُعجنات استعداداً للعيد”.

ويوضح في حديث صحفي، أن “سعر صرف الدولار مقابل الدينار انخفض نسبياً منذ نحو 3 أسابيع في السوق الموازي، إلا أن ارتفاع أسعار السلع والمواد ما زال ينهك جيوب المواطنين، خاصة الموظفون وأصحاب الدخل المحدود أو من لا يملكون مصادر دخل ثابتة”.

ويطالب كامل الجهات الحكومية والرقابية بضرورة التدخل السريع ووضع حد لما يعتبره “استغلال التجار” خلال فترة العيد، وهو ما يزيد العبء على المواطنين ويثقل كواهلهم ويحرمهم من طقوسهم المعتادة خلال هذه الأيام.

غلاء اللحوم

من جانبه، يقول المواطن عاطف العزاوي، أن “أسعار لحوم الأغنام والأبقار والدواجن هي الأخرى شهدت ارتفاعا كبيرا. حيث تجاوز سعر كيلوغرام لحم الغنم 20 ألف دينار، في حين كان سعره في مطلع العام الجاري أقل من 16 ألفا”.

ويؤكد في حديث صحفي، أن “السوق أصبحت في حالة اضطراب مستمر، في ظل عدم وجود أي رقابة أو جهود حكومية للحد من هذا الارتفاع الكبير في الأسعار”، مبيناً أن “هناك الكثير من التجار استغلوا هذه الأزمة بهدف التلاعب بمستويات الأسعار وتحقيق أكبر قدر من الأرباح على حساب المواطنين الفقراء”.

أما المواطنة أم محمد، فتقول أنه “لا تكتمل فرحة العيد إلا برؤية الأطفال فرحين. فهم لا يشعرون بأجواء العيد إلا عبر شراء ملابس جديدة وألعاب. ونحن كأولياء أمور نوفر بعض الأموال طوال العام لتلبية متطلبات العيد، لكن الغلاء الفاحش الذي تشهده الأسواق حالياً أرهقنا كثيراً، ولم يترك لنا ما يكفي من موارد لتلبية هذه الاحتياجات”.

وتضيف في حديث صحفي قائلة: “قلصنا شراء احتياجات كثيرة، ولم نستطع أن نلبي إلا بعض احتياجات الأطفال من ملابس بسيطة ولعب قليلة، فما يهمنا جداً هو ألا يشعروا بحرمان، وهذا ما نحاول أن نفعله بكل ما أوتينا من جهد”.

تجار: الغلاء ليس بأيدينا!

يؤكد تجار ان ارتفاع الأسعار ليس بأيديهم، وانهم يواجهون مشكلات كبيرة تتعلق بانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين، موضحين أن بضائعهم بقيت في المخازن بسبب قلة الإقبال على شرائها.

يقول عامر جمعة، وهو بائع جملة في بغداد، ان “محال البيع بالتجزئة تشتري السلع والبضائع بالجملة من المخازن والشركات الكبرى، وأغلب هذه الشركات تستورد البضائع من الخارج بسعر الدولار الرسمي المدعوم من قبل البنك المركزي وعن طريق نافذة بيع العملة”.

لكن جمعة يحمّل شركات الاستيراد الكبرى مسؤولية ارتفاع الأسعار، موضحا أن “قيمة الدينار ارتفعت أخيراً مقابل الدولار، إلا أن هناك مواد تم شراؤها قبل هذا الارتفاع، وبالتالي فلا يمكننا بيعها بسعر أقل تجنباً للخسارة”.

إلى ذلك يرى الخبير الاقتصادي كريم الحلو، أن “حالة الاضطراب وعدم الاستقرار المالي في السوق سببها الرئيس ارتفاع قيمة الدولار والمشكلات الفنية التي رافقت المنصة الإلكترونية المعنية ببيع العملة، فضلا عن احتكار الاستيراد بالسعر الرسمي من قبل الشركات المدعومة وحرمان صغار التجار والشركات الصغيرة من الحصول على الدولار بهذا السعر”.

ويضيف في حديث صحفي، أن “ارتفاع الدولار في السوق الموازي أدى إلى حدوث عدم استقرار في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والألبسة وغيرها”، مشيرا إلى أن “هناك أعدادا كبيرة من محدودي الدخل ومن هم دون مستوى خط الفقر، يعانون ارتفاع الأسعار قياساً بالمستوى المعيشي المتراجع”.

 ****************************

اكول.. سنواصل المطالبة بإنصاف الموظفين والمتقاعدين

محمد موزان الجعيفري

منذ الاعلان عن ارسال قانون الموازنة الى البرلمان، سادت بين الموظفين المنتسبين إلى الوزارات من ذات الرواتب الواطئة، روايات عن زيادة مرتقبة في رواتبهم، تجعلها متساوية مع رواتب زملائهم المنتسبين إلى الوزارات المحظوظة، من ذات الرواتب العالية! أما المتقاعدون القدامى، فقد راودتهم احلام وردية بمساواة رواتبهم مع رواتب المتقاعدين الجدد!

نتساءل: أليست المساواة أهم ركيزة حضارية في البناء والتنمية وأعظم أساس تقام عليه الدول والنظم؟ ألم تأتي الأديان، وبضمنها الدين الإسلامي، حاملة لواء العدالة وداعية إليها في تعاليمها وتشريعاتها؟ لكن دولتنا جعلتنا نرى العدالة والمساواة عبارة عن أضغاث أحلام، تبخرت لمجر معرفتنا ببنود الموازنة! فقبل ذلك انطلقت الشائعات حول زيادة الرواتب، وما اخطر الشائعة إن دخلت على المجتمع وسادت فيه، فخطورتها عميقة الأثر، وإن لم يخمدها المسؤولون بداية تداولها بالنفي، فستتحول إلى حبل يلتف حول الأعناق ويخنقها! فماذا لو أعلنت الجهات المسؤولة منذ البداية أن لا زيادة في رواتب المـتـقـاعـدين، وان المساواة في الرواتب غير واردة في الوقت الحـاضـر، أو ان الحكومة بصدد معالجة هذا الامر لاحقاً؟ فمثل هذا الإعلان سيحد من تأثير الشائعة. إذ إن خطر الشائعة على المجتمع يزداد كلما كان هناك من يغذيها عمدا ليصل إلى أهدافه في التخريب أو الانتقام أو تشويه السمعة وغير ذلك من الأهداف.ولمجرد أن نتابع نداءات المتقاعدين وصغار الموظفين عبر الصحف ووسائل الإعلام الأخرى سندرك مدى تغلغل الشائعة في المجتمع!

دعوة إلى اصحاب القرار: انتبهوا الى خطورة الشائعات التي تدور حول اعناق الوطن، اقتلوها في مهدها، وانهوا غلواء نتائجها المدمرة بـقـول الـصـدق والمـصـارحـة والمكاشفة منذ البداية. ومع ذلك، سنواصل المطالبة بإنصاف الموظفين والمتقاعدين وبمساواة رواتب المتقاعدين القدماء برواتب المتقاعدين الجدد، مع تنظيم سلم رواتب جديد منصف للموظفين والمتقاعدين يدرج ضمن الموازنة الحالية، فهذا من أبسط حقوق تلك الشريحتين المظلومتين.

 ****************************

رفقا بأصحاب  الـ «تك تك»!

بغداد - محمد قاسم عناد

شهدت بوابة مديرية المرور العامة في منطقة الحسينية ببغداد، قبل عيد الفطر، زحاما شديدا لعجلات الـ “تك تك” و”الستوتة” التي تنتظر تسجيلها وترقيمها بناء على قرار الحكومة. وقد ضم طابور العجلات أكثر من ألفي عجلة! الكل يتفق على أهمية فرض النظام، وترقيم هذه العجلات بشكل رسمي، ومحاسبة المخالفين، لكن أن تتم عملية الترقيم بهذه الفوضى، فذلك غير مقبول – وفق ما يراه الكثيرون من أصحاب العجلات والمواطنين الآخرين. يقول سائق “تك تك” لـ “طريق الشعب”، أنه “مضى على وقوفي في هذا الطابور 4 أيام وحتى الآن لم يأتِ دوري كي أكمل إجراءات الترقيم”، مبينا أن “إجراءات مديرية المرور بطيئة جدا. إذ يستغرق ترقيم العجلة الواحدة نحو ساعة. فمتى سيتم ترقيم هذا العدد الكبير الذي وصل إلى ألفي عجلة وأكثر؟”. ويضيف قائلا أن “مديرية المرور منحت أصحاب العجلات مهلة 10 أيام فقط لترقيم عجلاتهم. فهل من المعقول أن يتم ذلك في غضون هذه الأيام القليلة؟”، لافتا إلى أن “هذه الإجراءات الروتينية البطيئة قطعت سبل معيشتنا. فنحن جميعا نشتغل على عجلاتنا كي نوفر قوت عائلاتنا”. ويناشد العديد من أصحاب العجلات عبر “طريق الشعب”، الجهات المعنية النظر إليهم بعين الإنسانية، وتنظيم عملية تسجيل عجلاتهم بالشكل الذي يراعي ظروفهم المعيشية القاسية.

 *************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط عائلة صديق الحزب عباس غالب الفتلاوي بوفاة شقيقته.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لذويها.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في كربلاء الرفيق يوسف هندي الذي وافاه الاجل اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه خالص العزاء والصبر الجميل.

 _____________

فضيحة في الناصرية.. انهيار جسر جديد قبل افتتاحه!

متابعة – طريق الشعب

افاد مواطنون في مدينة الناصرية، أول أمس الأحد، بانهيار جسر حديدي جديد في المدينة، قبل افتتاحه، مبينين أن الجسر أنجز قبل نحو شهرين.

ونقلت وكالة أنباء “شفق نيوز” عن المواطنين قولهم، أن “الجسر عبارة عن هيكل حديدي عائم على (دوَب)، أنشأته الحكومة المحلية على نهر الفرات قرب جامعة ذي قار، لغرض التخفيف من الزحامات المرورية اثناء الدوام الرسمي”، مشيرين إلى أن “الجسر تعرض للانهيار وغرقت (الدوَب) الخاصة به”.

ولفت المواطنون إلى ان “الجسر اكملته الحكومة قبل اقل من شهرين، وقامت بتعبيد طريقه قبل عيد الفطر بأربعة أيام لغرض افتتاحه في العيد”، منوهين إلى أن “الشركة التي أنجزت الجسر، استخدمت (دوَبا) قديمة ومستخدمة سابقا، لذلك تآكلت قواعدها سريعا وانهارت وغرقت”.

 *******************************

الصفحة السادسة

هرَعٌ لأجلاء الرعايا وسط غياب الحلول في السودان

الخرطوم ـ وكالات

هرعت عدة بلدان لإجلاء رعاياها من السودان على خلفية العنف الذي تشهده الخرطوم ومدن أخرى منذ 15 نيسان الجاري.

وأفاد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتل تمكن من إجلاء ألف من رعاياه من السودان. فيما قامت عدة دول عربية بإجلاء مواطنيها أيضا.

إجلاء الرعايا

مع اقتراب بلوغ المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع يومها العاشر، تواصلت أمس الاثنين عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان، في غياب أي أفق لإنهاء الاشتباكات.

ومع استمرار أزيز الرصاص ودوي الانفجارات في الخرطوم ومدن أخرى، تمكنت عواصم غربية وإقليمية من فتح مسارات آمنة لإخراج الرعايا الأجانب بضمان الطرفين المتصارعين، أي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وتسببت المعارك في مقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة نحو أربعة آلاف، ووضعت نظام الرعاية الصحية تحت ضغط هائل للتعامل مع حصيلة متزايدة للضحايا.

وأفاد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتل تمكّن من إجلاء ألف من رعاياه من السودان.

وصرح قائلا لصحافيين أمس الاثنين “كانت عملية معقدة وناجحة”، مؤكدا أن 21 دبلوماسيا من بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم أخرجوا فيما غادر سفير الاتحاد الأوروبي الخرطوم، وانتقل إلى منطقة أخرى من السودان.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها أجلت إلى الآن نحو 400 من رعاياها ومن حملة جنسيات أخرى.

وحمل الذين تم إجلاؤهم جنسيات كل من ألمانيا والنمسا والدانمارك وفنلندا واليونان والمجر والمملكة المتحدة والسويد وسويسرا وجنوب أفريقيا وبوروندي وإثيوبيا وليسوتو والمغرب وناميبيا والنيجر وأوغندا ورواندا، فضلا عن السودان والولايات المتحدة وكندا والهند واليابان والفيليبين.

من جهتها أكدت لندن على لسان متحدث باسم الحكومة، أن قواتها المسلحة “استفادت من نافذة فرصة ضيقة” لإنجاز الإجلاء.

ولفت المتحدث إلى أنه “في ظل تواصل الاشتباكات العنيفة في الخرطوم وإغلاق مطارها الرئيسي” بسبب ذلك منذ اليوم الأول لاندلاع المعارك، “يستحيل تنظيم عملية إجلاء أكبر” في الوقت الراهن.

الدول العربية

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية ليل الأحد “إجلاء 436 مواطنا من السودان” عن طريق الحدود البرية بين البلدين، في حين كانت الرياض أعلنت السبت إجلاء أكثر من 100 من السعوديين ورعايا دول أخرى بحرا إلى جدة، بعد انتقالهم برا إلى مدينة بورتسودان في شرق السودان.

وأعلن الأردن السبت بدء إجلاء نحو 300 أردني، وأكدت بغداد إجلاء 14 عراقيا “إلى موقع آمن في منطقة بورتسودان” وتواصل الجهود لإجلاء آخرين.

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، أمس الأحد، مقتل أحد العراقيين في الاشتباكات.

وأعلنت وزارة الخارجية اللبنانية الاثنين إجلاء 52 شخصا من بورتسودان إلى جدة على متن سفينة تابعة للبحرية السعودية. كما خرج من السودان 105 ليبيين بالطريقة ذاتها، وفق ما أكدت وزارة خارجية بلادهم الاثنين.

وغالبية من تم إجلاؤهم من الأجانب هم من الطواقم الدبلوماسية، بينما ينتظر العديد من المدنيين دورهم للإجلاء جوا، ضمن قوافل من الحافلات والسيارات الرباعية الدفع التي تنتقل بمواكبة أمنية من الخرطوم نحو قواعد عسكرية خارجها، أو إلى مدينة بورتسودان.

خوف على المستقبل

وتشكل جيبوتي محطة أساسية لعمليات الإجلاء الجوي، حيث تحط فيها طائرات عسكرية تنقل المدنيين من السودان.

وباتت هذه الدولة المطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، تستضيف العديد من القوات العسكرية الأجنبية التي يقوم أفرادها بتنظيم عمليات الوصول لعشرات من العائلات المنهكة.

ومنذ تسارع عمليات الإجلاء خلال نهاية الأسبوع، يثير مسؤولون ومحللون مخاوف متنامية حيال مصير السودانيين وسط خشية من احتدام المعارك مجددا متى انتهى إخراج الرعايا الراغبين بذلك.

وكتب السفير النرويجي أندريه ستيانسن “أنا خائف على مستقبلهم”. مضيفا أنه “الآن، الأسلحة والمصالح الشخصية هي أكبر أهمية من القيم والكلمات... كل السيناريوهات سيئة”.

وباتت مغادرة الخرطوم هاجسا يؤرق سكانها البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي ونقص المواد التموينية والمياه. إلا أن المغادرة ليست سهلة خصوصا في ظل الحاجة إلى كميات كبيرة من الوقود لقطع المسافة نحو الحدود المصرية شمالا (زهاء ألف كيلومتر)، أو بلوغ بورتسودان (850 كيلومترا إلى الشرق) على أمل الانتقال منها بحرا لدولة أخرى.

وبات الوقود عملة نادرة ومكلفة في الخرطوم التي كانت تعاني أصلا من تضخم كبير يطال معظم المواد الأساسية.

وحذرت الأمم المتحدة من أنه “في حين يفر الأجانب القادرون على ذلك، يزداد تأثير العنف على الوضع الإنساني الحرج أساسا في السودان”.

 *************************************

«سيبري»: أمريكا على رأس قائمة الإنفاق العسكري

ستوكهولم - وكالات

كشف معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري” أمس الاثنين أن الولايات المتحدة لا تزال بلا منازع متصدرة قائمة الدول الأكثر إنفاقاً من الناحية العسكرية، أكثر من الصين بثلاث مرات وعشرة أمثال روسيا، بينما دخلت الهند والسعودية نادي الكبار.

وقال إن الإنفاق العسكري العالمي بلغ مستوى مرتفعا جديدا منذ الحرب في أوكرانيا. وارتفع بنسبة 7ر3 في المائة معدلة حسب التضخم إلى 2,42 تريليون دولار في عام 2022، موضحا أنه بدون التعديل حسب مستوى التضخم، ستكون الزيادة مرتفعة بما يصل إلى 6,5 في المائة.

وذكر تقرير سيبري أن أوروبا شهدت أعلى زيادة في 30 عاما على الأقل، بنسبة 13 في المائة معدلة حسب التضخم - ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الزيادات الحادة في الإنفاق من قبل روسيا وأوكرانيا.

وعلى الصعيد العالمي، فقد واصلت دول العالم إنفاق المزيد من الأموال على الجيش مقارنة بالعام السابق للعام الثامن على التوالي.

وأوضح الباحث في سيبري” نان تيان” أن “الارتفاع المستمر في الإنفاق العسكري العالمي خلال السنوات الأخيرة هو علامة على أننا نعيش في عالم يتزايد فيه انعدام الأمن”.

ولا تزال الولايات المتحدة تتصدر الانفاق بشكل واضح وبواقع 877 مليار دولار بما في ذلك 19.9 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، تليها الصين وبواقع تقديري بلغ 292 ثم روسيا التي أنفقت حوالي 84 مليار قافزة من المركز الخامس إلى المركز الثالث بسبب الحرب.

وسجلت أوكرانيا زيادة قدرها 640 في المائة وتحتل حاليا المركز الحادي عشر بعد أن كانت في المركز الـ 36 في العام السابق. ولا تزال ألمانيا في المركز السابع بعد زيادة بنسبة 2,3 في المائة.

ويعتبر تقرير “سيبري” أكثر مجموعة شاملة من البيانات حول الإنفاق العسكري للدول في العالم.

 *************************************

شهيد فلسطيني وثلاثة جرحى  في اقتحام مخيم عقبة جبر

أريحا ـ وكالات

استُشهد الشاب سليمان عايش، برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال اقتحامها لمخيم عقبة جبر، أمس الاثنين. وقال محافظ أريحا جهاد أبو العسل، إن الشاب سليمان عايش، استشهد برصاص الاحتلال خلال اقتحامها لمخيم عقبة جبر، مؤكدا أن جثمانه محتجز لدى الاحتلال. وأصيب 3 شبان بجروح متفاوتة برصاص قوات الاحتلال فجر الاثنين، خلال اقتحام قوة للاحتلال المخيم. وكانت قد اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، الاثنين، مدينة أريحا ومخيم عقبة جبر، وسط اندلاع مواجهات عنيفة. وشهدت مدينة أريحا ومخيم عقبة جبر مواجهات عنيفة أطلق خلالها جنود الاحتلال الاعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز، تجاه الفلسطينيين. وتواصل قوات الاحتلال، إغلاق جميع مداخل أريحا لليوم الثالث على التوالي، وتنصب حواجز عسكرية على كافة مداخلها وتعيق حركة الأهل والسائحين.

*********************************************

الملاريا تضرب ملاوي وباكستان

إسلام اباد ـ وكالات

أدت كوارث مناخية في ملاوي وباكستان إلى ارتفاع “حاد للغاية” في عدد الإصابات والوفيات بالملاريا، كما حذر بيتر ساندز مدير الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا في مقابلة مع وكالة فرانس برس.

في باكستان، ارتفع عدد الإصابات العام الماضي بعد الفيضانات المدمّرة التي غمرت مياهها ثلث البلاد، أربع مرات لتصل إلى 1,6 مليون، بحسب منظمة الصحة العالمية. في ملاوي، تسبب إعصار فريدي في آذار في هطول أمطار تعادل متساقطات ستة أشهر في ستة أيام، ما تسبب في ارتفاع عدد الإصابات بالملاريا هناك أيضا، كما أفاد ساندز لوكالة فرانس برس. وأضاف “ما رأيناه في أماكن مثل باكستان وملاوي يشكّل دليلا حقيقيا على تأثير تغير المناخ على الملاريا”. وتابع “لديكم هذه الظواهر الجوية القصوى، سواء كانت فيضانات في باكستان أو إعصار ملاوي، التي تترك الكثير من المياه الراكدة في المكان”. وأوضح “شهدنا زيادة حادة في عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن الملاريا في البلدين”.

*************************************

1200 ضحية لتلوث الهواء في أوروبا

بروكسل ـ وكالات

اكدت الوكالة الأوروبية للبيئة أمس الاثنين، أن تلوث الهواء يتسبب بتسجيل ما لا يقل عن 1200 وفاة مبكرة سنويا في صفوف الأطفال والمراهقين في أوروبا.  وفق تقرير للوكالة الأوروبية للبيئة، فعلى غرار البالغين، يشكل هذا التلوث الخطر البيئي الرئيسي على صحة القصر ويقلص متوسط العمر المتوقع بحسب هذه الدراسة التي شملت حوالي 30 دولة في القارة بينها دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون. وكتبت الوكالة الأوروبية للبيئة في تقريرها “يتسبب تلوث الهواء بأكثر من 1200 وفاة مبكرة سنويا في صفوف الأشخاص دون سن الثامنة عشرة في أوروبا ويزيد بشكل كبير خطر إصابتهم بأمراض في وقت لاحق من حياتهم”. وتابعت “على الرغم من التقدم المحرز في السنوات الماضية، لا يزال مستوى العديد من الملوثات الرئيسية في الجو أعلى من توصيات منظمة الصحة العالمية لا سيما في وسط أوروبا وشرقها فضلا عن إيطاليا”. ولم تشمل الدراسة دولا أوروبية عدة من بينها المملكة المتحدة وأوكرانيا، ما يؤشر إلى أن الوضع قد يكون أكثر سوءا في القارة العجوز.

 **************************

خسائر غير مسبوقة للأحزاب التقليدية.. الشيوعي النمساوي يحقق نجاحا استثنائيا في انتخابات ولاية سالزبورغ

رشيد غويلب

جرت في 23 نيسان 2023 الانتخابات المحلية في ولاية سالزبورغ النمساوية، وعكست نتائج الانتخابات تغيرات نوعية في توازن القوى في برلمان الولاية، والتي تؤشر تغيرات مماثلة على الصعيد الوطني، وبهذا اكتسبت هذه الانتخابات أهمية خاصة.

لقد منيت جميع الأحزاب التي حكمت الولاية طيلة عقود بخسارات لافته. ووفق آخر النتائج المعلنة احتفظ حزب الشعب اليميني المحافظ بموقع الصدارة، ولكن بحصوله على 30,4 في المائة، بخسارة قدرها 7 في المائة. وجاء ثانيا حزب الحرية اليميني المتطرف، بحصوله على 25 في المائة، وبزيادة قدرها قرابة 7 في المائة أيضا، بعد ان تجاوز انشقاقه الانتخابي في عام 2018. وحل ثالثا الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الذي حصل على 17,9 في المائة، وهي أسوأ نتيجة للحزب في تاريخ الولاية. وحصل حزب الخضر على 8,2 في المائة،  أي بخسارة قدرها 0,8 في المائة. ولم يستطع حزب “النمسا الجديدة / المنتدى الليبرالي”، أحد أطراف التحالف الحاكم في الولاية تحقيق العتبة الانتخابية (5 في المائة)، وحصل على 4,5 في المائة فقط. وبهذه النتائج فقد التحالف الحاكم السابق، والمكون من حزب الشعب والخضر وحزب “النمسا الجديدة / المنتدى الليبرالي”، اكثريته، وأصبح سيناريو تشكيل حكومة الولاية الجديدة مفتوحا. ولم يغير من حقيقة هزيمة الحاكمين تصريح زعيم حزب الشعب: “لقد فزنا في هذه الانتخابات”. الخسائر مؤلمة “لكننا سنعوضها”.

الشيوعيون يحققون نتيجة تاريخية

كان الحزب الشيوعي النمساوي، أحد ثلاثة أحزاب أسسوا الجمهورية النمساوية بعد الحرب العالمية الثانية، وبعدها عانى الحزب كثيرا في عقود الحرب الباردة، وعده المنافسون والخصوم من الأحزاب الصغيرة في النمسا، ولكن الحزب حافظ على موقعه، كممثل حقيقي لقوى اليسار الجذري، بعد أن اتجه الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر إلى مواقع يمينية. وتبنى الحزب رؤية فكرية وسياسية منفتحة للماركسية، قائمة على الالتزام بجوهرها الثوري، وقراءة موضوعية لمجمل المتغيرات، التي عاشتها حركة اليسار بعد غياب الاتحاد السوفيتي ومنظومة البلدان الاشتراكية في شرق أوربا.  ويعتبر النجاح الحالي الثاني بعد دخول الحزب برلمان ولاية ستيريا، (شتايرمارك) بالإضافة إلى ذلك يقود الشيوعيون التحالف الحاكم في مدينة غراتس عاصمة الولاية، بعد ان حصلوا في انتخابات عام 2021، على 29 في المائة، وهي نتيجة فاجأت الجميع. جرب الحزب في العقود الأخيرة أشكالا من التحالفات اليسارية، وراكم مصداقية في الالتزام ببرنامجه المعلن، وأصبحت تجربة الشيوعيين في بلدية غراتس مثالا يحتذى به، وشكلت معينا لرفاقهم في سالزبورغ في الانتخابات الحالية. والحزب عضو في حزب اليسار الأوربي، وقد انتخب رئيسه الأسبق فالتر باير رئيسا لحزب اليسار الأوربي، في مؤتمر الحزب الذي عقد أخيرا. واليوم يعود الحزب الشيوعي النمساوي إلى برلمان الولاية بعد ان غادره في عام 1949، وحقق الحزب، الذي خاض الانتخابات بقائمة حملت اسم “الحزب الشيوعي النمساوي +”، والتي ضمت شبيبة الخضر المنشقة عن حزبها الأم، نجاحا انتخابيا تاريخيا، بحصوله على 11,7 في المائة، مقابل 0,4 في المائة في انتخابات 2018. وسيشغل الحزب 5 مقاعد في برلمان الولاية الجديد. وحقق الحزب أفضل نتائجه في عاصمة الولاية حيث شغل، بفارق قليل الموقع الثاني بحصوله على 22 في المائة تقريبا.

وفي أول رد فعل بعد اعلان النتائج أعلنت ناتالي هانغوبيل، التي شغلت الموقع الثاني في القائمة الانتخابية، “نحن لا نعتبر أنفسنا نسخة محسنة من الحزب الديمقراطي الاجتماعي”، “لقد خضنا الانتخابات على أساس برنامج معارض، وهذا متاح لنا الآن. إن مكاننا في المعارضة”. وبهذا يصبح الشيوعيون، الحزب الوحيد في برلمان الولاية، الذي أعلن رفضه للمشاركة في الحكومة.

مؤشر قوي لسياسة بديلة

بعد إعلان النتائج وجه رئيس قائمة “الحزب الشيوعي +” رسالة شكر للناخبين، معتبرا النتيجة مؤشر قوي لسياسة بديلة، تعالج تكاليف السكن الباهظة للغاية وأسعار الطاقة المرتفعة. سياسة تنهي حصول الناس على القليل جدًا للعيش، على الرغم من عملهم الشاق. سياسة تضمن ألا ينشأ أي طفل في حالة فقر. وذكرت الرسالة، بان النجاح تحقق بدون أموال وفيرة، وبدون دعم برلماني. وشددت الرسالة ان الانتخابات مثل مباراة كرة القدم، لذلك المهم هو ليس الشعور بالانتصار، بل التكليف الذي منحه الناخبون للحزب، فالانتخابات تمثل منطلقا لتمثيل السكان في السنوات الخمس المقبلة.

ختام الحملة الانتخابية

وبدلا من الحفل التقليدي لاختتام الحملة الانتخابية، وقع مرشحو القائمة، في مركز عاصمة الولاية، تعهدا رمزيا مصدقا من كاتب عدل، التزموا فيه للناخبين بثلاث نقاط أساسية: احتفاظ النواب بما يعادل دخل عامل فني (2300 يورو حاليا) من راتب النائب الذي يصل إلى 8 آلاف يورو شهريا، على أن يخصص المبلغ الباقي لصندوق طوارئ المواطنين. وكذلك عدم التصويت لأي مشروع يتعارض مع مصالح السكان، ويستهدف خصخصة عقارات الدولة. والنقطة الثالثة تتعلق برفض النواب لمشاريع قيد المناقشة لبيع عقارات عامة في المدينة. إن الشيوعيين في سالزبورغ وظفوا عمليا تجربة رفاقهم الناجحة والمستمرة، منذ عدة دورات انتخابية في بلدية مدينة غراتس.

 **********************************

الصفحة السابعة

لا بديل عن التجديد لفهم ما يجري في بلداننا وفي العالم

د. كاوه محمود*

يعتبر التجديد سمةً ملازمةً لطبيعة القوى التي تسترشد في منهجها الفكري بالماركسية والمنهج المادي الجدلي الذي ينظر إلى المفاهيم والمقولات الفكرية على أساس كونها انعكاسا للواقع، والذي يتطلب بل ويفرض الاحتكام إلى نبض الحياة بكل تعقيداتها وتناقضاتها ومستجداتها، ومعرفة القوى الحيوية المؤثرة فيها والفرز الاجتماعي الطبقي المستمر، والذي يعني أيضاً تجاوز الشعبوية السياسية والشعاراتية، والابتعاد أيضا عن الأحكام الجاهزة والمسبقة والتحليل السطحي والأحادي للظواهر الاجتماعية الجديدة، وتجنب الأجوبة الجاهزة للأسئلة المعقدة التي تطرحها الحياة باستمرار. إن الماركسية تتناقض مع الجمود ومع فكرة الوصفة الجاهزة الصالحة للتطبيق في كل زمان ومكان. والمنهج الماركسي يعني قراءة الواقع وتحليله كما هو، والابتعاد عن الرغبة الذاتية والإرادوية في دراسة الواقع. وبخلافه يتحول هذا المنهج إلى أداة لتبرير الواقع، أو البقاء في قوالب الجمود العقائدي والاحتكام إلى النصية المجردة، عوضاً أن يكون هذا المنهج مرشدا لقراءة الواقع والعمل من أجل التغير الثوري، فبدون الاحتكام إلى منهجية التجديد في الماركسية لا يمكن معرفة ما يجري في بلداننا وفي العالم.

كثيرة هي المقولات الواردة في أعمال المفكرين الماركسيين، والتي تؤكد على الاحتكام لسيرورة الحياة. فعلى سبيل المثال يشير إنجلز بوضوح في مقدمة الطبعة السادسة للبيان الشيوعي، بعد 23 عاماً من اعلان البيان الشيوعي وعلى أثر تجربة كومونة باريس، إلى “أن جزءاً من هذا البيان قد شاخ “، وينوه لينين بمقولة لاسال “الحياة خضراء والنظرية رمادية”.

الدعوة إلى التجديد في سياسات الحزب الشيوعي وفي برنامجه وفي حياته الداخلية ليست بدعة جديدة في الماركسية، أو مجرد شكل من أشكال التكييف مع ما جرى في العالم بعد انهيار تجرية الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي السابق ودول المنظومة الاشتراكية، فالحياة تطرح باستمرار تساؤلات معقدة تتعلق بالتناقضات الحالية والازمات المتعلقة بمسائل البيئة و البطالة و الفقر و الهجرة و التهميش الاجتماعي و الصحة العامة و مستقبل البشرية، و ما نلمسه أخيرا من التداعيات الناجمة عن وباء الكورونا  والمخاوف المستقبلية من انتشار السلاح النووي و الاحتباس الحراري، وهذه هي اسئلة العصر الجديد التي لم تستطع الحداثة الرأسمالية من الاجابة عليها.

ان متغيرات الوضع الداخلي والإقليمي والعالمي تفرض على الأحزاب الشيوعية وقوى اليسار والتقدم اتخاذ منهج التجديد الذي يتطلب التفكير العميق لدراسة التناقضات الجديدة والصراعات الجارية حولها وتحديد قوى التغيير والقوى المعرقلة له على الصعيد الوطني وعلى الصعيد العالمي وتجنب التفسيرات التقليدية حول ما يجري في العالم.

تتطلب دراسة التناقضات والصراعات الجديدة وفق منهج تجديدي تجاوز تلك القراءات الخاطئة المتعلقة بالفرز السابق لقوى التغيير والتي نجمت عنها تحالفات سياسية على الصعيد الوطني ساهمت في تمييع قوى التغيير الاجتماعي وأفقدت الحزب الثوري حلفاءه الطبيعيين، كما أن من شأن هذا المنهج التجديدي توسيع تحالفات قوى الاشتراكية على الصعيد العالمي بمراعاة الفرز الاجتماعي الجديد. إن الوضع الجديد يتطلب عكس القراءة الجديدة للتناقضات المجتمعية في برامج عمل ملموسة وصياغة الوثائق البرنامجية وتدقيق المفاهيم وتطوير استنتاجاتنا وحصيلة تجربتنا النضالية.

فعلى الصعيد الوطني الكوردستاني يتحتم علينا كشيوعيين كردستانيين الاضطلاع بمهام وطنية وهي مهام الحركة التحررية الوطنية الكوردستانية والتي لم تستطع قوى البورجوازية الكوردستانية، رغم التطورات النوعية في القضية الكوردستانية، من تحقيقها. وقد تكون للعوامل الموضوعية ومصالح الدول العظمى دور في عدم انجاز تلك المهام، غير أن العامل الذاتي المتمثل في التحزب الضيق لأحزاب البورجوازية وغلبة التناقضات الثانوية على التناقض الرئيسي، عامل أساسي في عرقلة المسيرة الوطنية الكردستانية من أجل حق تقرير المصير. وتتزامن هذه المهام الوطنية مع مهامنا الطبقية في الدفاع عن مصالح الكادحين وشغيلة اليد والفكر، والمهام المتعلقة بالديمقراطية والحريات العامة.

إن الضرورة الموضوعية التاريخية لعملية التجديد وطابعها الشمولي الخلاق، ينطوي على تشخيص الواقع الكوردستاني المتغير والواقع الإقليمي والدولي ومعرفة المخاطر التي تحيط بنضالنا الوطني والطبقي بشكل عام، وبعملية التجديد ذاتها وتناقضاتها، مما يستلزم التأكيد على قيم الديمقراطية والتمدن، والاسترشاد بالروح المبدعة والاسلوب الجدلي للماركسية. ويتطلب الأمر التعامل بالروح الحزبية الخلاقة والابتعاد عن الممارسات التي تنطوي على العفوية والتعامل بشكل اعتباطي أو وفق منهج انتقائي، وكل ما يشيع الإرباك والجدل العقيم الذي لا يستند إلى الواقع الموضوعي وملموسياته وحاجاته الفعلية. إن عملية التجديد في المفاهيم ليس قفزا في المجهول، أو ممارسة التجريبية في العمل أو اللهاث وراء صراعات لا تساندها وقائع. وأن أحد شروط نجاح العملية وضمان تواصلها هو فتح آفاق جديدة للعمل المشترك مع قوى التغيير لتحقيق المهام الوطنية الكوردستانية ومهامنا الطبقية، والتخلي عن تغليب الأنانية الذاتية الحزبية والمزاجية وضيق الصدر، والعمل من أجل تطابق الأقوال مع الأفعال.

وبهذا المعنى علينا أن نجعل من هذا النهج خياراً منظماً وموجهاً، استناداً إلى الماركسية، لا باعتبارها فكراً منجزاً ومعرفةً نهائيةً تحيط بالواقع من كل جوانبه، ولكن كمبادئ عامة اغتنت بالممارسة الثورية.

كما تتطلب عملية التجديد تفعيل الحوار المستند على وجهة معرفية واضحة داخل أحزابنا الشيوعية وبمشاركة الديمقراطيين واليساريين والقوى المدنية لكي يكون خطابنا السياسي وبرنامجنا وتحالفاتنا أكثر دقة في التعبير عن حركة الواقع، وأكثر عمقا في التعرف على خصائصه الملموسة، وأوسع فهماً لتاريخ وتراث شعبنا، واستيعاباً لفعل قوانين التطور الاجتماعي، عبر التفاعل مع مزاج الجماهير ومطالبها واستعدادها النضالي، مع أخذ موازين القوى المحلية والاقليمية والدولية بنظر الاعتبار.

وتبقى بوصلتنا تحقيق المصالح الجذرية لشعبنا عمالاً وفلاحين وكسبة ومثقفين، وكل شغيلة اليد والفكر، والجمع بين الخصائص الوطنية لشعبنا، والمسؤولية التاريخية ازاءه وبين الالتزام ازاء الحركة التحررية الوطنية لشعبنا، ومسؤوليتنا في التضامن الأممي والتمسك بالخيار الاشتراكي عبر التأكيد على قيم العدالة الاجتماعية والمساواتية.

ان مسؤوليتنا الاممية كشيوعيين تفرض علينا دراسة المؤشرات المتعلقة بتطور الاوضاع على المستوى العالمي وخاصة بعد التطورات الكمية التي حصلت في العالم خلال العقود السابقة و خاصة ما يتعلق بإشكاليات نظام القطبية الواحدة وازدياد بؤر التوتر في العالم والازمات المتلاحقة للرأسمالية ومنها انهيار أنظمة الصحة العامة في مواجهة وباء الكورونا، في البلدان التي تبنت آليات اقتصاد السوق المنفلت وفق نموذج الليبرالية الجديدة التي سبق وانتجت الأزمة المالية العالمية في أعوام 2008/2009، و انتجت اليوم وباء الكورونا الذي يهدد البشرية جمعاء والذي تنعكس تداعياته على الطبقة العاملة و الكادحين من خلال فقدانهم لفرص العمل و انعكاس الازمة الاقتصادية عليهم، إضافة إلى جانب اللامساواة الجندرية الملموسة في إهمال المسنين وتعرضهم للموت وعدم تقديم المساعدات اللازمة لهم لتجاوز خطر الوباء.

إن المسؤولية الأممية تتطلب المساهمة الجماعية للأحزاب الشيوعية و القوى اليسارية العالمية في صياغة برنامج جديد للتغيير الثوري يعتمد على مفردات ملموسة تتعلق بحماية حق الحياة والنضال من أجل صياغة نظام جديد للصحة العامة تبعد المستشفيات و صناعة الادوية والبحوث الطبية والبايولوجية من تسلط آليات اقتصاد السوق النيوليبرالي، و تؤكد على المسائل المتعلقة بحماية البيئة و القضاء على الفقر وتجنب الكارثة النووية، وحل النزاعات بشكل ديمقراطي عادل و بلورة نظام عالمي يستند على الحضارة الانسانية و المصير المشترك للبشرية.

إن من شأن مشروع نضالي أممي يعتمد على المفردات التي أشرنا اليها أن تجد الآليات والأشكال المناسبة لبلورة حركات اجتماعية عالمية تخوض نضالاً وطنياَ وأممياً، وتخلق التحالفات الواسعة بين كل القوى التي تجد مصلحتها في انجاز مفردات ذلك المشروع.

أن مهمة الشيوعيين واليساريين وقوى الديمقراطية والتقدم، التعامل مع هذا المشروع النضالي وفكرة التغيير الاجتماعي من منطلق المتحرك وليس الساكن، والتفكير والعمل دوما من أجل بلورة الحامل الاجتماعي للتغيير، عبر مشاريع مجدية ومؤثره غير مؤطرة في نطاق النخبة والمشاريع الفوقية.

ان الحامل الاجتماعي لمشروع التغيير الاجتماعي المؤثر وطنياً و أمميا يجب أن يتجاوز من الناحية العملية قوام حزب سياسي معين وأعضائه ومؤازريه، ولابُدً من التعامل بشكل ديمومي مرن يهيأ الأجواء المناسبة أمام كل مناقشة جادة علمية مع قوى اليسار والتقدم على الصعيد الوطني والعالمي استناداً على لغة الحوار والمنطق والفكر، بهدف اجتياز مرحلة طويلة من البناء الديمقراطي في المناحي السياسية والاجتماعية وطنياً واستمرارها في عملية ارتقاء دائم من خلال النضال ضد اللامساواة السياسية والاجتماعية وضد مظاهر اللاديمقراطية والتوزيع غير العادل للثروات وغيرها من عيوب الأنظمة المبنية على الجشع والاستغلال، والمشاركة الجادة في حركات جماهيرية على الصعيد العالمي من أجل عالم بديل لنموذج الليبرالية الجديدة.

ان ديمومة نضالنا وتطويره واغناء فكره تكمن في عملية تجديده المستمر، ومتى ما وصلنا إلى القناعة باننا وصلنا إلى التجديد، نكون قد توقفنا عن التجديد الذي يعتبر عملية حياتية غير منجزة بمعناها الديالكتيكي.

____________________

*سكرتير اللجنة المركزية

 للحزب الشيوعي الكردستاني – العراق

 ***************************************

الاتـفـاق السـعـودي - الإيـرانـي وتـداعـيـاتـه عـلـى إسـرائـيـل

د. ماهر الشريف*

تفاجأ المحللون والمراقبون السياسيون في المنطقة والعالم، يوم الجمعة في 10 آذار/مارس الجاري، بالإعلان من مدينة بكين عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية الإسلامية، وذلك بعد سبعة أعوام من القطيعة السياسية بينهما.

فبعد أكثر من عامين من محادثات سرية بين ممثلين عن البلدين، استضافها العراق ثم سلطنة عُمان، وقّع كلٌ من الأدميرال علي شمخاني، رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ومساعد بن محمد العيبان، مستشار الأمن القومي السعودي، ووانغ يي وزير الخارجية الصيني، في بكين اتفاقاً ثلاثياً ينص على إعادة فتح السفارتين السعودية والإيرانية في طهران والرياض في غضون شهرين، وإعادة تفعيل الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية المعقودة بين الدولتين، وتعهدهما “باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”، على أن يعقد خلال فترة قريبة اجتماع بين وزيري خارجية البلدين. ويأتي هذا الاتفاق بين الدولتين في سياق إقليمي متوتر، إذ تواصل إيران تخصيب اليورانيوم بنسب مرتفعة، في ظل توقف مفاوضات فيينا بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لسنة 2015، وتستمر إسرائيل في التلويح بإمكانية قيامها بشن عدوان واسع على المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يهدد أمن منطقة الخليج واستقرارها بوجه خاص، بينما يظل التأزم السياسي قائماً في عدد من دول المنطقة التي تشهد تنافساً سعودياً إيرانياً، سياسياً وإيديولوجياً[1].

العوامل التي ساعدت على التوصل إلى الاتفاق

منذ فترة، تسعى إيران إلى تحسين علاقاتها مع دول الجوار بغية تخفيف الحصار الدولي المفروض عليها، وضمان حياد السعودية ودول الخليج في حال قيام إسرائيل بشن عدوان عليها، كما تشعر بالقلق إزاء الإنفاق الهائل للمملكة العربية السعودية على شراء أنظمة أسلحة أميركية وأوروبية متطورة، وإنشاء صناعات عسكرية وطنية، بما في ذلك اتفاقها مع الصين على بناء منشأة لتصنيع الطائرات من دون طيار في المملكة، وهي ستكون أول منشأة إنتاج عسكري صيني في الخارج. ومن ناحية أخرى، تتخوف إيران من طموحات المملكة العربية السعودية النووية، إذ إن هذه الأخيرة تريد بناء ستة عشر محطة للطاقة النووية، وتهدف، مع اقتراب إيران من عتبة إنتاج الأسلحة النووية، إلى اكتساب المعرفة والعناصر التكنولوجية اللازمة لتكون على قدم المساواة مع إيران إذا تجاوزت عتبة إنتاج الأسلحة النووية[2].

وفي المقلب الآخر، تتخوف المملكة العربية السعودية، التي واجهت في أيلول/سبتمبر 2019 مخاطر المسيّرات والصواريخ الإيرانية التي اتهمت الحوثيين بإطلاقها على منشآتها النفطية، من زيادة قدرات إيران العسكرية التي أضافت سفينة جديدة و 95 قاذفة صواريخ سريعة إلى أسطولها الحربي مؤخراً، وهي تسعى لاستحواذ طائرات مقاتلة روسية متطوّرة من طراز سوخوي 35. كما يبدو أن المسؤولين السعوديين مصممون على التخلص من الحمل العسكري والسياسي الثقيل الذي يحملونه في اليمن منذ سنة 2015. وهكذا، فمن المرحج أنه في مواجهة فتور علاقاتها مع واشنطن، القائم أصلاً منذ امتناع الولايات المتحدة عن الرد على الهجوم الذي استهدف منشآت “أرامكو” النفطية، ورفضها تزويد السعودية بأسلحة متطوّرة والتدخل في شؤونها الداخلية في مجال حقوق الإنسان، فإن السعودية بزعامة الأمير محمد بن سلمان فضّلت محاولة لعب “الورقة الإيرانية” لإنهاء الحرب في اليمن، من دون أن يعني هذا أن الاتفاق مع إيران قد تمّ من دون علم الإدارة الأميركية. فالرياض تظل حليفة رئيسية للولايات المتحدة على الرغم من فتور علاقاتهما؛ وعليه، فقد باركت واشنطن تطبيع العلاقات ما بين السعودية وإيران، وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أن بلاده “ترحب بصورة عامة بكل الجهود لإنهاء الحرب في اليمن ونزع فتيل التوتر في منطقة الشرق الأوسط”، وذكر أن تقديرات الإدارة تشير إلى أن “ضغوطاً خارجية وداخلية، وضمنها قوة الردع السعودية الفعالة ضد الهجمات من طرف إيران وأذرعها، هو ما دفع بطهران إلى طاولة المفاوضات”[3].

الصين لاعب رئيسي في الشرق الأوسط

لعل ما فاجأ المراقبين والمحللين السياسيين كثيراً ليس التوصل إلى اتفاق بين السعودية وإيران، إذ كانت أخبار المباحثات السرية الجارية بينهما معروفة، وإنما أن يصدر الإعلان عن الاتفاق من العاصمة الصينية بالذات. ويبدو أن الصين قد دخلت على خط هذه المباحثات بتكتم، وذلك بعد أن أثار الرئيس الصيني شي جين بينغ فكرة المحادثات خلال زيارة دولة للرياض قام بها في كانون الأول/في ديسمبر 2022، وكذلك خلال استقباله الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في بكين في شباط/فبراير 2023. ويبيّن دور الصين هذا أنها باتت قوة عظمى أساسية في الشرق الأوسط، وفاعلاً دبلوماسياً يُحسب له حساب. فمن خلال قيامها بالجمع بين هذين الخصمين، اللذين كان من الصعب التوفيق بينهما، أظهرت الصين مدى نمو نفوذها الاستراتيجي في الشرق الأوسط، وهي منطقة طالما كانت حكراً على الولايات المتحدة الأميركية، إذ عرفت الصين تطوير علاقات متوازنة بين مختلف شركائها في الشرق الأوسط، والتوفيق بمهارة بين احتياجاتهم لزيادة نفوذها الدبلوماسي. ويبدو أن مساعي الولايات المتحدة الأميركية لفك ارتباطها بالشرق الأوسط بصورة تدريجية، ساهم إلى حد كبير في خلق الفراغ الذي استغلته الصين لخدمة مصالحها الخاصة، إذ هي تحتاج بالفعل إلى الاستقرار في هذه المنطقة التي تستورد 40٪ من احتياجاتها من الطاقة منها[4].

تداعيات الاتفاق على إسرائيل

بينما كانت حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة تكثف جهودها لتطبيع علاقاتها مع المملكة العربية السعودية والتعاون معها في مواجهة “التهديد” الإيراني، وتصرّح على لسان بعض مسؤوليها بأن سنة 2023 ستكون سنة انضمام السعودية إلى “اتفاقيات أبراهام”، مستندة في ذلك إلى بعض بوادر الانفتاح التي أظهرتها الرياض في العام الماضي عندما سمحت، خلال جولة الرئيس الأميركي جو بايدن الإقليمية، بدخول صحافيين إسرائيليين يحملون جوازات سفر أجنبية إلى أراضيها وفتح مجالها الجوي أمام “جميع شركات الطيران” بما فيها شركات الطيران الإسرائيلية، جاء الاتفاق السعودي-الإيراني الأخير بمثابة دوش ماء بارد على رأس بنيامين نتنياهو. وما أن أُعلن عن هذا الاتفاق حتى انطلقت حملة اتهامات متبادلة بين الحكومة الإسرائيلية الحالية ومعارضيها، إذ قال رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت إن “تجديد العلاقات بين السعودية وإيران هو تطور خطير لإسرائيل وانتصار سياسي لإيران وفشل ذريع لتراخي نتنياهو وعجزه، ويوّجه ضربة قاتلة لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران”.

أما يائير لبيد، زعيم المعارضة، فقد قدّر أن الاتفاق هو “فشل كامل وخطير للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية، ويشكّل انهيار الجدار الدفاعي الإقليمي الذي بدأنا ببنائه ضد إيران”، وكتب في تغريدة على “تويتر”: “هذا ما يحدث عندما تكون مشغولاً طوال اليوم بالجنون القانوني بدلاً من التعامل مع إيران وبناء علاقات أقوى مع الولايات المتحدة”. وبدوره، صرّح عضو المعارضة وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان أن الاتفاق يمثّل “فشلاً ذريعاً مسجلاً باسم نتنياهو حصرياً”، الذي “يجب عليه تحمّل المسؤولية والاستقالة”، وسخر عضو المعارضة الآخر، جدعون ساعر، من هدف بنيامين نتنياهو المتمثل في إقامة علاقات رسمية مع المملكة العربية السعودية، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: “وعد نتنياهو بالسلام مع السعودية، بينما فعلت السعودية في النهاية ذلك مع إيران”.

وردّ مصدر سياسي في الحكومة الإسرائيلية على تصريحات أقطاب المعارضة هذه بالقول “إن “يائير لبيد، زعيم المعارضة، هو المسؤول عن التقارب بين السعودية وإيران، ذلك إن السعودية، بعد أن شعرت بالضعف الأميركي والضعف الإسرائيلي، تحركت نحو آفاق جديدة”، بينما نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول كبير رافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في زيارته الأخيرة إلى إيطاليا قوله “إن هذا الاتفاق لن يؤثر على جهود تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية”، وهو رأي لم يشاركه داني دانون، الصديق المقرّب لبنيامين نتنياهو والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، الذي اعتبر أن الاتفاق “لا يدعم جهودنا من أجل اعتراف السعودية بإسرائيل”. ويعتقد بعض المراقبين أن هذا الوضع الجيوسياسي الجديد يجب أن يدفع الحكومة الإسرائيلية إلى مراجعة سياستها الخارجية، ويقدّر أنه، في السياق الحالي للأزمة الداخلية التي تواجهها، والتظاهرات الحاشدة التي تشهدها مدنها والاستياء المتعاظم داخل الجيش من الإصلاح القضائي، قد يكون الخيار العسكري ضد إيران قد أصبح “بعيداً” الآن، وأن هذا الواقع المستجد بات يجعل “لقاء نتنياهو مع الرئيس بايدن عاجلاً وحاسماً للمضي قدماً”[5].

بيد أن باحثين في “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب رأوا أن الاتفاق يعكس تخوفاً لدى القيادة السعودية “من أن الالتزام الأميركي غير كافٍ، وأن إيران دولة عتبة نووية، ويمكن أن تكون في الطريق إلى دولة نووية، وأن إسرائيل لا تشكل شبكة أمان في مقابل التهديد الإيراني”، لذلك، عليها “إدارة المخاطر وتقليل حدة المواجهة مع منافستها المركزية، ومن الأفضل “الحفاظ على عدوك إلى جانبك””، مقدّرين أن استئناف العلاقات السعودية-الإيرانية “لا يمنع تطبيعاً مستقبلياً مع إسرائيل”؛ ففي حالة الإمارات أيضاً، “لم يمنع التطبيع مع إسرائيل إعادة السفير إلى طهران وتعزيز العلاقات، ومن ضمنها العلاقات العسكرية”، ليخلصوا إلى إن حسابات الرياض “أوسع، وتتعلق أيضاً بالقضية الفلسطينية، وبالقضايا العميقة مع الولايات المتحدة، وبالأساس كما تمت الإشارة إليه سابقاً، ببيع السلاح والضمانات الأمنية والمكانة الخاصة للسعودية كحامية للأماكن الإسلامية المقدسة”[6].

وكانت وساطة الصين في التوصل إلى الاتفاق السعودي-الإيراني قد احتلت مكانة مركزية في التحليلات الإسرائيلية، لأنها المرة الأولى التي تتدخل فيها بصورة فاعلة في اتفاق إقليمي في الشرق الأوسط، تنافس به دور الولايات المتحدة الأميركية التقليدي. وبحسب صحيفة “هآرتس”، فإن بكين تريد أن “تحتل مكان واشنطن ليس فقط في المجال الاقتصادي، بل كي تصبح قوة استراتيجية في الشرق الأوسط، مع العلم أن قوة إسرائيل في التأثير عليها محدودة للغاية”[7].

وماذا عن تداعيات الاتفاق على أزمات المنطقة؟

يعتقد بعض المحللين أن الاتفاق السعودي-الإيراني، الذي رحب به الناطقون باسم الحوثيين في اليمن، والحكومة السورية وزعيم حزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله، قد يضمن استمرار الهدنة في الصراع الدائر في اليمن ويشجع الطرفين اليمنيين المتصارعين على الدخول في مفاوضات جدية لبحث إمكانيات التوصل إلى تسوية نهائية لهذا الصراع الدامي، كما قد يسرّع تطبيع العلاقات السياسية بين سوريا والسعودية، ويخفف حدة الاحتقان السياسي في لبنان لكن من دون المساهمة في حل أزمة رئاسة الجمهورية التي لن يحلها سوى توافق اللبنانيين أنفسهم. أما العراق، الذي اضطلع بدور بارز في التوصل إلى الاتفاق من خلال استضافته عدة جولات للحوار بين البلدين خلال السنتين الماضيتين، فيُعتقد أن الاتفاق سينعكس إيجابياً عليه في ظل الصراع الدائم على النفوذ في هذا البلد بين القوتين الأبرز في المنطقة. ويذهب البعض، لدى تحليل المفاعيل المحتملة للاتفاق السعودي–الإيراني على ملف إيران النووي، إلى التقدير بأن هذا الاتفاق قد يسهّل استئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن هذا الملف والعودة من جديد إلى مفاوضات فيينا.

وفي المقابل، فإن بعض المحللين شدّد على ضرورة عدم المبالغة في المفاعيل الإيجاببة لهذا الاتفاق، إذ قدّر يوئيل جوزانسكي، خبير الخليج العربي في معهد الأمن القومي في إسرائيل، أن السعودية وإيران ستظلان “خصمين إقليميين، حتى لو فتح كل منهما سفارة في عاصمة الآخر”، بينما أشارت الباحثة فاطمة أبو الأسرار من معهد الشرق الأوسط في واشنطن إلى أن مفاعيل هذا الاتفاق ستكون “ضئيلة نسبياً وتركّز على قضايا محددة، مثل إعادة فتح السفارات واستئناف العلاقات التجارية والأمنية”، مقدّرة أن “هذه الإجراءات ضرورية لتحسين العلاقات الاقتصادية وتقليل التوترات بين البلدين، لكنها لا تحل الخلافات الأيديولوجية والسياسية الأوسع التي تغذي التنافس بينهما”[8].    

ــــــــــــــــــ

* باحث ومؤرخ فلسطيني – مؤسسة الدراسات الفلسطينية – بيروت

 ************************************

الصفحة الثامنة

من الذاكرة*.. مسلم عوينة

بعد أيام تمر بنا الذكرى السادسة والأربعون لانقلاب (8 شباط 1963) الرجعي الموغل بالفاشية والعنصرية، والحقد على كل معاني التقدم والإنسانية ....فعلى أيدي حرسه الهمج ولجانه التحقيقية المجرمة، قتل ألاف الشيوعيين، وعدد غفير من المناضلين الوطنيين من غير الشيوعيين... ولابد لنا بهذه المناسبة أن نستذكر أولئك الراحلين الأبطال ... نستذكر بطولتهم ... ووفاءهم لمبادئهم ... لحزبهم ... للطبقة العاملة ... للشعب... وهم بصمودهم الأسطوري حدّ الجود بالنفس، الحقوا العار الأبدي بالجلادين ووفوا بالعهد وصانوا الأمانة ... وفي مقدمتهم الشهيد الخالد (سلام عادل) ورفيقاه الشهيدان الخالدان (حسن عوينة ومحمد حسين أبو العيس) اللذان اقترن اسماهما باسمه في بيان واحد عن ( الحاكم العسكري العام) يعلن إعدامهم، والحقيقة أنهم قضوا في التعذيب البشع مثل سمل الأعين وتقطيع الأطراف وأعضاء الجسد ما اضطر الجلادين عدم تسليم جثثهم ...

وأستذكر بهذه المناسبة بعض تراث الشهيد (حسن عوينة) الذي بقدر ما كان صلب العقيدة عميق الأيمان بمبادئه بلا حدود، فهو أديب وشاعر، لطيف المعشر، سريع البديهة، حاضر النكتة، قوي الحجة، محبوبا عند كل معارفه، حتى عند البعض ممن كان يعادي الشيوعية والشيوعيين ... تعلو وجهه ابتسامة محببة حتى في أعقد الظروف!

في سنة1953 غادر النجف إلى بغداد لمواصلة نضاله ... وفي محاولة من المرحوم الوالد، لإقناعه بإعادة النظر في هذا الدرب الوعر الذي اختاره بعث له رسالة عرض فيها قلقه الدائم عليه، مما قد ينزل به من مصائب، ومما ورد في تلك الرسالة ((قال الفلاسفة، ما عبر حكيم نهرا مرتين)) هادفا إلى إقناعه بإعادة النظر فيما عقد العزم عليه ... فأجاب برسالة تحمل تفهمه لعواطف الأبوة، وقلق الوالد ثم قال فيها:

“ أرجوا أن تعلموا أن الحياة عندنا هي النضال، والنضال وحده ... وقد قال الفلاسفة أيضا (إذا أنا لا احترق، وأنت لا تحترق، فمن الذي يحترق لينير لنا السبيل).. فقال الوالد معلقا على هذه الرسالة (انتهى الآمر، فلندعه وشأنه، وليحفظه الله).

من قصيدة له يستنهض الشعب للوثوب بوجه الظلم والطغيان بعد أن ران الصمت إثر الهجمة الشرسة على الحركة الوطنية في أعقاب وثبة كانون المجيدة 1948:

ما هد يوما عزمك الإرهابُ               أبدا ولا أوهتْ خطاكَ حرابُ

يا شعب فامتشق العزيمة صارماً         وانهضْ فأنتَ الثائرُ الوثابُ

النهر أذهلهُ السكوت وجسرهُ              مصغِ ٍ يكاد لحسرةٍ يرتابُ

أوَ ما كساه بأمسهِ لما عرى               حللَ الجلال خضابُك المنسابُ

يا شعبُ جددها لظىً وتوقداً               ولينجلي بسنا الدماء سحابُ

في أوائل خمسينات القرن المنصرم انطلقت حملة جماهيرية لنصرة حركة السلام العالمي ... عرض الشهيد على الوالدة التوقيع على نداء السلام، مبينا لها الكوارث والأهوال التي تسببها وتخلفها الحروب، فأجابته الوالدة هات النداء لأوقع عليه بكل أصابعي ... فكتب قطعته الشعرية بعنوان (أمي والسلام) وقد نشرتها آنئذ إحدى الصحف المحلية ربما كانت جريدة (صدى الأهالي) ومنها:

أماه رهط ُالظالمين تآمرا                       ليشنَّ حرباً غادرا وتآزرا

تطوي الشباب على الشيوخ وللدم          الزاكي الطهور ترينَ بحرا زاخرا

والأرضُ تزرع ُبالضحايا أن ذكتْ            فيبدلّ الروضُ الخصيبُ مقابرا

واللحنُ والأنغام تُبْدلُ بالبكا                     وبمدفع ٍداوٍ يعربدُ هادرا

وتوثقي منا فنحن معسكر نامٍ                  وجيشٌ سوف يصبح ظافرا

هذا الندِّاء فِّوقعيه لتسلمي                      ما خابَ من للسلمِ كان مناصرا

فتجيبه والدته:

كيف اصطباري لو أراك مضرجاً               بدم ٍولحمُك في الفضا متناثرا

أو اشهد الرشاش وهو مزمجرٌ                يردي بلا مهل أخاك الطاهرا

هاك إصبعي بل هاك كلَ أصابعي               خذها أوقعُ لا أريد مجازرا

وفي مزاوجة رائعة بين عواطف الحب وبين النضال الوطني راح شعره ينساب بعذوبة تنطوي على الجمال والإبداع ..... حتى أستطيع أن أقول انه افتتح بابا يمكن أن نسميه (الغزل الثوري) فيقول بين سنتي 1951/1952:

أن كنتِ عاشقتي فذودي يا مناي عن الســـلامِ

فإذا الــــوغى انفجرت لتـدمير وفتك وانـــتقامِ

هيهات أن يبـــــقى الأحبةُ في التئـــام ٍأو وئام ِ

يُسقون من مرِّ العذابِ وأكؤس الموت الزؤامِ

فتقـــــحمي سوحَ الكفاح نذودُ عن حقً مضامِ

تزهو لــنا الدنيا ونســـــــعدُ بالتــــودِّدِ والغرام ِ

ونعــــبُّ من بحر الســـّعادة كلَ يوم ٍألـف جام ِ

أن كنتِ عاشــقتي فذودي يا مناي عن السلامِ

ثم يدعو حبيبته إلى الالتحاق بالجماهير الغاضبة التي انطلقت في تظاهرة احتجاج على سلطة القمع الرجعية:

تلك الشعاراتُ اعتلتْ حمراً تحاكي لون خَـــــــدِّكْ

توحــــي إلي بثورتـــــين فثورةٌ شبّـــــتْ بــــودِّكْ

والثورة ُالأخرى التي ترنو إلى سعدي وســــــعدِكْ

ومضيت ارتشف العذابَ ولم أذقْ من عذبِ شـهدِكْ

فتخالط الوجــــــدان وجدُ الجائرين ووجدِّ صــــدكْ

فلتـــــهتفي وتـــــــقرَّبي منــــِّي فلا أحيا ببــــــعدِكْ

تلك الشعاراتُ اعـــــتلتْ حمراً تحاكي لــــون خدِّكْ

وتألقت قصيدته (ابنة الشعب في التحقيقات) حينما شاهد إحدى المناضلات في اقبية التحقيقات الجنائية وهي تتحدى الجلادين الوحوش ملحقة بهم الخزي والخذلان:

ضحكةُ الفجرِ وابتسامُ الأماني بمحياكِ يا ربيعَ الزمانِ

أنت ترنيمةُ البلابلِ في الدوح تناغى بأعذبِ الألحان ِ

أنتِ يا رقة النسيم استقرتْ بتهادي ورقةِ الأغصانِ

انتِ زهرُ الربيع ِيعبقُ بالعطرِ ندياً ونفحةُ الاقحوان ِ

وبجفنيك للملاحة إشراقٌ وينبوعُ رقّةِ وحنان

كلُ ما في الوجودِ من بهجةِ الحسنِ تناهى لهذه الاجفانِ

أنت يا ذروة المكارم والنبل ولحن الكمال والوجدان ِ

لستِ في الحسن وحده والمزايا مثلا سائرا بكل لسان ِ

أنت في روعة الجمال تحلّت ْ وتجلّتْ بروعةٍ في التفانِ ِ

لكِ في صفحة المفاخر ِسطرٌ يتغنّاهُ كلُّ قاصٍ ودانِ

هو اسمارُ ندوةِ الخلاّنِ ِ ونشيدٌ على شفاهِ الحسان ِ

خلَّفَ الحقدُ في الخدودِ لهيباً           وشراراً توري به العينان ِ

يوم رام َ الأشرار إذلال جيدٍ          شامخ ٍ للسّها بأسمى المعاني

لستُ أنساكِ تنفثين عليهم             جمراتِ البيانِ باطمئنان ِ

عذِّبوني فأن سودَ الرزايا             واهياتٍ بقبضةِ الشجعان ِ

 أنا للشعبِ للكفاح دعوني            أنا لا أرتدي لبوس الهوان ِ

أنا لا أسحقُ الكرامة َلا لا            كل غُنم سوى الكرامةِ فان ِ

 يا ابنة الشعبِ والكفاح مريرٌ        ليس فيه رغم الرّزايا توان ِ

 وإذا ما ادلهمَّ خطبُ الليالي       وتلاقى سيلٌ من الأشجان ِ

فالصباحُ المنيرُ لابدَّ آتٍ          مشرقَ الوجهِ باسما ًللعيان ِ

يبعث الروحَ في المروج ِ         خصيباً ويعيدُ الحياةَ للعنفوان ِ

 سوف ينسابُ بالنعيمِ ويجري     بالهنا والمسرةِ الرافدان ِ

وعلى السهلِ والجبالِ ستصحو   شمسُ سلم ٍضحوكةٍ وأمان ِ

ومن قصيدة له بمناسبة اندلاع ثورة (14 تموز 1958):

رفرفت راية النضال العنيدِ           فوق هام المحررين الصيد ِ

أيُّ نصرٍ بفجركَ المتسامي          بالأماني وأيُّ يوم مجيد ِ

ثرتَ فالًصبحُ بسمةٌ وحياة ٌ          ثرتَ فالليلُ صادحٌ بالنشيدِ

ثرتَ فالأفق قد تهلَّلَ بشرا          فيه شعتْ دماءُ كلَّ شهيدِ

وتلاقى عبيرُ حلمٍ حبيبٍ          عبقٍ طيُبُه بطيبِ الورودِ

ثرت فانهدَّ للمذلّين صرحٌ          وهوى العرشُ في زئير الاسودِ

ايه شعب العراق كم قد تمادتْ     فيك بالجورِ زمرةُ التنديدِ

حَسِبَ السّادرون انكَ ثاو ٍ           ان جفنيكَ أسلما للرقود ِ

فاستبدّوا بظلمهم وتمادوا             وغلوا بالإسار والتقييد ِ

ونسوا أنك الذي لا تبالي               بالملمات والليالي السود ِ

أين عبدُ الإله أينَ طغاةٌ                أثقلونا بكلِ قيدٍ شديد ِ

أين عهد المستعمرين توارى          أين بل أين وجه ُ نوري السعيدِ

حدثينا بغدادُ مهد الخلودِ               عن جليلِ ِ المنى وغارٍ عتيدِ

حدثينا عن دمعةِ الشيخ ِ              رقَّتْ لابتهاج ٍ عن ابتسام الوليد ِ

حدثينا عن الحناجرِ تدوي                من حشودٍ تشدُّ ازرَ حشود ِ

كيف اهوتْ معاقلَ الشرِّ                  وانهارت ذراها على رؤوس العبيد ِ

وحيث تزامن اندلاع الثورة مع ذكرى استشهاد الأمام الحسين (ع) فانه خاطب الأمام:

يا ابن بنتِ الرسول إنّا اقتدينا                      بكَ فيما نروُمه للوجودِ

فلك المجد والخلود وإنّا                            لكَ فيما رسمتَ خيرُ جنودِ

وفي موكب العزاء الخاص بشيوعي النجف الذي نظمه وأشرف عليه الشهيد.. قام بتقسيم الموكب إلى مجموعتين تردد الأولى:

يا أبا الثوارِ يا خيرَ شهيدْ                قد سلكنا درْبَكَ الحرَ المجيدْ

وتردد بعدها المجموعة الثانية:

فأطحنا بطغاةِ الحكمِ لم                  يوهن ِالعزمَ رصاصٌ أو حديدْ

وسار الموكب المهيب من مكان انطلاقه مقابل (ثانوية النجف) باتجاه السوق الكبير ومن ثم إلى الصحن الحيدري الشريف ........ وكان الموكب يتزايد بالتحاق أعدادٍ غفيرة من جماهير النجف حتى ملأ السوق الكبير من أقصاه إلى أقصاه، ثم امتلأ الصحن الشريف بالموكب واعتلى الشهيد المنبر وألقى قصيدته التي ذكرت اعلاه فلاقت الاستحسان والاعتزاز. وفي قصيدة أتذكر مضمونها وبضعة كلمات منها.... تبدى الحبيبة قلقها واستغرابها لأن حبيبها بقي غائبا وتصاعد قلقها لماذا تأخر الحبيب؟ !! الم تتفجر الثورة؟!!ألم تشرق الشمس؟!! الم تتكسر القيود؟ !! أترى يعود ؟؟!! متى يعود؟ !! أيعودُ من بعد الغروب؟؟ يعود من بعد الشروقِ ِ؟ وبترديدها هذه الكلمات طرق الباب ودخل وهو يردد:

أنا جئتـــكم نـــــشوانُ              أبسمُ بسمةَ الحرِّ الطــليق ِ

لا فرق إنْ في الليــلِ               جئتُ أم الصباح ِالمستفيق ِ

دنيا التــــــحرر ِ كُلّهُا نورٌ         علـــى نورٍ رقيــــقِ ِ

في ثمانينات القرن الماضي صادف أنني دخلت محل أحد باعة الأدوات الاحتياطية للسيارات لابتياع بعض المواد وصادف أن قيمة المواد تجاوزت المبلغ الذي بحوزتي، طلبت من البائع تأجيل بعض المواد ولكن الرجل الطيب رفض طلبي قائلا خذ كل المواد وسدد لي الباقي غدا مع أنه لم تكن له سابق معرفة بي، ولذلك وجدت اللياقة تقضي بتعريفه باسمي وعنواني، وعندها بادرني بالسؤال ما هي علاقتك بالشهيد (حسن عوينة)؟ ولما أجبته أنه أخي أمسك الرجل بيدي برفق ورجاني أن اجلس قليلا، ثم بدأ الحديث مبينا أنه أحد مدرسي ثانوية النجف المتقاعدين أنه (أبو عامر العامري) وأنه من القوميين العرب ولذلك فأنه يتقاطع فكريا مع المبادئ الأممية وأنه كان يبغض الشيوعيين واستمر في حديثه، قائلا: في سنة 1959 وفي قمة تأزم الشارع السياسي والتهاب العلاقة بين الشيوعيين والتيار القومي العربي شاهدت للشهيد موقفاً أدى إلى امتصاص الضغينة التي كنت احملها إزاءهم.. كنت في منطقة الميدان في مدينة النجف وإذا بعدد من الناس يتجمعون على المدعو (مهدي محسن بحر) الملقب (أبن الخبازة) وكان محسوبا على الجناح القومي، وأوشكوا أن يضعوا الحبل في رقبته ليطرحوه أرضا ويسحبوه.. فأوصل أحد الوقوف الخبر إلى الشهيد وكان موظفا في مصرف الرافدين في نفس المنطقة ... فخرج من المصرف وأسرع إلى التجمع معلنا استنكاره واستنكار الحزب لهذه الممارسات وابعد أولئك الممسكين بالحبل وأنقذ (أبن الخبازة) من موت محقق.. واصل الرجل (أبو عامر) كلامه قائلا: أقنعني موقف الشهيد أن القيادات الشيوعية غير راضية بتلك التجاوزات واحتفظت للشهيد (حسن عوينة) بالحب والتقدير والإعجاب وقد انسابت دموعي بلا أرادة يوم سمعت بيان إعدامه ... واعتبر المواد غير مدفوعة الثمن هدية لكم!

وفي أقبية تعذيب المجرمين المتوحشين بعد انقلاب 8 شباط الأسود، بعث الرعب في قلوب جلاديه بتحديه وصموده الأسطوري ..... فكان يرميهم بحمم كلماته ((أنا لا يمكن أن أخون مبادئي ورفاقي)) ...

المجد والخلود للرفاق الشهداء الذين غدوا مشاعل تنير الدرب للذين يغدون السير لبناء حرية الوطن وسعادة الشعب.

ـــــــــــــــــــــــــــ

* نشرت لأول مرة بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانقلاب شباط الأسود العام 1963.

********************************************** 

يوسف حسن الهاشمي .. مناضل شهم

ماجد مصطفى عثمان

في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي رجال مناضلون أشداء كان لهم الدور البطولي الرائع في تعميق الوعي السياسي والطبقي الثوري وفي تعبئة واستنهاض المواطنين الكادحين للدفاع عن مصالحهم الطبقية وقد أسهموا بشكل فاعل ومتميز في بناء النواتات الشيوعية الأولى فضلا عن توفير القواعد التنظيمية الامنية في حماية الكوادر الشيوعية المناضلة من هجمات السلطات الدكتاتورية الفاشية وقد شهدت لهم سوح النضال في مراحل نضالية عديدة وفي اعقد وأخطر الظروف الشائكة.

وبمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لتأسيس حزبنا كان لنا لقاء مع الرفيق المناضل يوسف حسن الهاشمي (أبو عمار) ليتحدث لنا عن سيرته النضالية

الرفيق يوسف حسن الهاشمي من مواليد 1933 رشحت إلى الحزب الشيوعي العراقي بداية عام 1952 وكان عمري 19 سنة وشاركت في انتفاضة 1952 وفي سنة 1959 رشحت إلى لجنة المدينة (قضاء العمارة) والتي تسمى حاليا محلية العمارة وكان في تلك السنة سكرتير محلية العمارة الرفيق الراحل عبد علوان الطائي أبو بشرى، وبسبب نشاطي المتميز في محلية العمارة رشحت إلى عضوية المحلية وكان آنذاك سكرتير المحلية الرفيق الشهيد عباس نعمة الحداد وأصبحت سكرتير فرعية العمارة، ولنشاطي المتميز أيضا تعرضت إلى محاولة اغتيال بسبب دفاعي عن الحزب وتعرض أحد المهاجمين إلى جروح بليغة.

أوقفت لمدة اربعة أشهر في غرفة اعدام سجن العمارة المركزي وكان في الغرفة الرفيق حسقيل قوجمان وكان محتجزا في سجن العمارة المركزي لغرض تسفيره إلى إسرائيل، ثم تم تسفيري إلى بغداد لغرض محاكمتي في المجلس العرفي الثاني وتم صدور الحكم ضدي بسجني لمدة سنتين قضيتها في سجن البصرة، وبعد إطلاق سراحي عدت إلى الحزب ولم أرجع إلى الوظيفة لتوجيه من الحزب واصبحت كادر محترفا في اللجنة المحلية.

بعد الهجمة الشرسة على حزبنا في انقلاب 8 شباط الاسود عام 1963 ألقي القبض عليّ بتاريخ 23/3/1963 وتم الحكم عليّ مدة ثلاث سنوات ونصف، وبعد اطلاق سراح السجناء السياسيين عام 1968 تم ابعادي إلى ناحية العزير، وفي عام 1974 رجعت إلى مدينة العمارة والتحقت في صفوف الحزب وفي عام 1978 تم إرسالي إلى الاتحاد السوفيتي للالتحاق للمدرسة الحزبية هناك ولمدة شهرين، وفي 15/11/1979 القى القبض عليّ بتهمة قراءة جريدة الحزب لأنها كانت آنذاك ممنوع وصولها إلى المنطقة الجنوبية والوسطى من العراق، وبعدها تم الحكم عليّ وعلى بقية الرفاق الذين كانوا معي بالسجن المؤبد من قبل محكمة الثورة سيئة الصيت وكان مجموع المحكومين اكثر من 80 رفيقا من كافة المحافظات ثم تم اطلاق سراحنا بعفو عام سنة 1982 .

وللعلم أن طيلة بقائي في الحزب كان بيتي شبهه بيت حزبي حيث أن معظم الرفاق اعضاء اللجنة المركزية عند مجيئهم للإشراف على منظمات الجنوب ( العمارة – البصرة – ذي قار ) عن طريق مدينة العمارة كانوا يبقون عندنا في البيت، وأتذكر أن الرفيق الشهيد العبلي في عام 1960 بقي عندنا في البيت عدة أيام، كما أن الرفيق الراحل سامي أحمد عضو مكتب الجنوب عند زيارته إلى مدينة العمارة ايضا بقي عندنا في البيت، وان الشهيد الرفيق انور طه النجار(أبو عادل) عندما كان سكرتير لمحلية العمارة ايضا سكن عندنا في البيت لمدة اكثر من ثلاث سنوات .. وبعد سقوط النظام الدكتاتوري الفاشي عام 2003 عدت إلى الحزب واصبحت عضو لجنة الشهيد جمال الحيدري وكان سكرتيرها الرفيق الراحل أبو إيمان ثم رشحت إلى محلية الكرخ الثانية واصبحت سكرتير لفرعية حي الجهاد، وبعد انتخابات محلية الكرخ الثانية لم أفز بعضوية المحلية فرحلت إلى محلية الكرخ الأولى وحسب السكن وكنت عضو فرعية المنصور ثم فزت بعضوية اللجنة المحلية.

وبسبب كبر سني واصابتي بالعديد من الامراض طلبت من الحزب ترحيلي من اللجنة المحلية إلى احدى الخلايا الحزبية في منظمة المنصور لأبقى شيوعيا وأموت شيوعيا.

 *********************************************

عميد وعادل أسمرو  رحلة فنية ونضالية طويلة

ماجدة الجبوري

بدأ مشواره الفني مبكراً جداً، وشكّل ظاهرة فنية متميزة، خفق قلبه الصغير ذو العشرة ربيع للناس والوطن. كبر ونضج وسار عبر قناطر، ومحطات طويلة بين بغداد وميشيغان الامريكية، ليشكل هناك فرقة موسيقية سميّت فرقة “ شمس “، ولا زال على نفس الطريق ينشد ويغنّي للناس، للعراق، للعامل والفلاح والمرأة، انه الفنان المبدع عميد أسمرو.

حين تنظر إلى صورته وهو طفل غر، يرتدي بدلة ويشد عنقه بربطه مزركشة، وتلك الابتسامة الساحرة لطفل واثق من نفسه، ومن ثم يعتلي المسرح يغنّي ويرتّل الأنغام، ويسحر سامعيه، ويستمر على مدى اربعين سنة، يضيف إليها مهارة العزف على العود، هي فعلاً حالة فريدة من نوعها في عطائها، واستمراريتها، وعذوبتها، وذلك العشق الرومانسي والفكري الذي اعترى وغزى قلبه الصغير، وروحه الطريّة المنقوعة بحب الوطن، ولا زال يغني لعراقه، لرفاقٍ ينثرون في الدروب الفقيرة ورود الحب، للأمل لسعادة الاخرين.

وبينما كان النظام البعثي يبطش بالوطنيين تنكيلاً وقتلاً وتغييباً، كانت هناك بالمقابل أصوات تقاوم وتصدح وتطلق العنان لحناجرها بالغناء لنضالات الوطنيين العراقيين، منهم عميد أسمرو الذي يستقي أغانيه من قصائد مظفر النواب وكاظم اسماعيل الگاطع وسواهم..

وهو الذي يمتلك امكانيات فنية متعددة، يحفظ ويغني لفرقة الطريق “ يا شبيبة توحدي من أجل النضال، اليمشي بدربنا شيشوف يابو علي، عمي يابو چاكوچ” وغيرها العشرات من اغاني الوطن.

 لم يكن عميد الفنان الوحيد في العائلة، بل شقيقه عادل الذي بدأ مشوار حياته بعد أن غادر العراق بسبب تعرضه للمضايقات، والمطاردة الأمنية، بعدها وصل إلى ولاية مشيغان الامريكية عام ١٩٧٩، ويروي أحد المصادفات المضحكة والغريبة، في يوم وصوله إلى مشيغان اتصل بوالده في بغداد ليطمئن عليه، أخبره الوالد بان الأمن زارونا اليوم ليستفسروا عنك!

بعدها التحق الأهل مرغمين على ترك العراق، وبذات رحلة العائلة، والعمل بين صفوف الاتحاد الديمقراطي العراقي الذي يجمع بين صفوفه كل اطياف الجالية العراقية.

 شكّلا عادل وعميد ثنائيا جميلا في إحياء الحفلات الوطنية، عميد يعزف ويغني بصوته الجميل، ويحفظ الاغاني الوطنية، وعادل عريف حفل منذ عام ١٩٨٨ ولحد الآن، أي أكثر من ثلاثين عامًا، والثنائي يحيون الحفلات الوطنية في مشيغان، منها “ ذكرى ميلاد ربيع الحركة الوطنية في ال ٣١ من آذار، و١ أيار عيد العمال العالمي، يوم الشهيد، عيد المرأة العالمي، ثورة ١٤ تموز المجيدة، وذكرى انتفاضة تشرين الباسلة.

يقول عادل، من خلال مسيرتي على مرّ السنوات الماضية في قيادة الحفلات هنا في مشيغان، حفظت معظم أشعار مظفر النواب عن ظهر قلب، وبعض من أشعار الجواهري و كاظم اسماعيل الگاطع وآخرين، تعلمت بالممارسة فن الالقاء، وتجسيد الدور، والانتقالات في مستوى الصوت، كما كنت أجسد في كتاباتي بين فواصل وفقرات البرنامج الاحتفالية، سياسة ربيع الحركة الوطنية وايماني بمبادئه منذ ولادته في الواحد والثلاثين من آذار، وهو المولود من رحم المجتمع، وانحيازه الكامل لطموحات وتطلعات العمال والفلاحين، وشغيلة اليد والفكر، توّاقاً للعلم والعمل، والتنوير والثقافة، مكافح عنيد من أجل تحقيق الحلم في بناء دولة المواطنة، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية وبناء وطن يتسع للجميع، واتمنى ان اكون قد وفّيت لمسيرة حزبي المجيدة.

بالنسبة لي كاتبة هذه السطور، حضرت عدة حفلات هنا في مشيغان، في كل مناسبة انبهر بعائلة أسمرو، المتعددة المواهب، شعر، وغناء، وعزف، بحضورهم البهي في كل المناسبات، آباء وأبناء، وأحفاد وهذا يعطينا أملا كبيرا في الحرص والالتزام العائلي بأكمله والمشاركة الفعالة في المناسبات الوطنية وتلاحمهم مع الناس، ومشاركتهم الفرح مع الآخرين.

 ألف تحية لهذه العائلة المعطاءة،

 وتحية لكل الوطنيين في ربيعهم الـ 89.

 *****************************************

الصفحة التاسعة

ديوكوفيتش في صدارة التصنيف العالمي للتنس

لندن ـ وكالات

حافظ النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش، على موقعه في صدارة التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين أمس الإثنين، فيما صعد الروسي دانييل ميدفيديف من المركز الـ 4 إلى الـ 3.

وظل النجم الإسباني كارلوس ألكاراز، المتوج أمس الأول الأحد بلقب بطولة برشلونة المفتوحة للتنس على حساب اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس، في المركز الثاني بالتصنيف.

كذلك حافظ الدنماركي هولغر رون، المتوج أمس بلقب بطولة ميونخ، على موقعه في المركز الـ 7.

 ****************************************

الدوري العراقي الممتاز.. الزوراء يكسر عقدة النفط ويعتلي الصدارة

بغداد ـ طريق الشعب

نجح فريق نادي الزوراء في كسر عقدة نادي النفط التي رافقته منذ 7 أعوام، بعد ان تغلب عليه بهدفين مقابل هدف واحد، ضمن منافسات الجولة الـ 25 من الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، التي انطلقت أمس الاثنين.

وافتتح حسن عبد الكريم التسجيل للنوارس في الدقيقة 16، قبل ان يعادل النفط سريعا عن طريق اللاعب فاضل كريم في الدقيقة 20، وعاد الزوراء للتقدم مجددا عن طريق اللاعب مراد محمد في الدقيقة 29.

وفي هذه النتيجة اعتلى النوارس صدارة الدوري الممتاز بـ50 نقطة بانتظار باقي نتائج الجولة.

وعلى ملعب دهوك، نجح الأنيق الطلابي بالفوز على مضيفه فريق نادي دهوك بنتيجة 2-0.

وجاء الهدف الاول للطلبة عن طريق اللاعب خضر علي في الدقيقة 19 من الشوط الاول، وفي الشوط الثاني جاء هدف الطلبة الثاني عن طريق اللاعب زيد تحسين في الدقيقة 68، فيما أضاع دهوك ركلة جزاء أخفق في تنفيذها اللاعب وليد سلمان بالدقيقة 53 من عمر المباراة.

كما تعادل فريق النجف مع مضيفه نادي نوروز إيجابيا بنتيجة 1-1 في المباراة التي جرت بملعب السليمانية.

وجاء هدف التقدم لفريق النجف في الدقيقة 43 عن طريق اللاعب مهدي كامل، فيما جاء هدف التعديل لفريق نوروز في الدقيقة 88 من ركلة جزاء نفذها بنجاح اللاعب اوكيكو توبى.

وفي مباراة أخرى، تعادل فريق نادي الصناعة مع ضيفه فريق نادي كربلاء بالتعادل السلبي من دون أهداف. وتتواصل منافسات الجولة ذاتها اليوم الثلاثاء باقامة خمس مواجهات يضيف ملعب الساحر احمد راضي في الساعة 3:15 بعد الظهر مباراة الكرخ وضيفه الكهرباء ، ويحتضن ملعب الشعب الدولي في 5:30 عصراً مباراة فريق نادي الشرطة وضيفه فريق نادي اربيل. وفي نفس الوقت يلاقي فريق نادي نفط ميسان ضيفه فريق نادي البصرة على ملعب ميسان الدولي. وعلى ملعب النجف الدولي يلتقي فريقا نادي الديوانية وضيفه نادي نفط الوسط، ويختتم مباراة الجولة فريقا نادي الحدود وضيفه نادي القوة الجوية وتقام المباراة في الساعة العاشرة مساءً على ملعب الشعب الدولي.

 *************************

اليوم.. شباب العراق في مواجهة البرازيل

موراتا ـ وكالات

اختتم المنتخب العراقي للشباب تحضيراته لمواجهة نظيره البرازيلي، اليوم الثلاثاء، في ثاني مبارياته الودية ضمن معسكره المقام حاليا بمدينة موراتا الإسبانية، استعدادا للمشاركة في نهائيات كأس العالم (تحت 20 عاما)، المقررة في الأرجنتين خلال آيار المقبل. وتواجد في المران، لاعب رديف كوينز بارك رينجرز، ألكسندر أوراها، الذي تلقى ترحيبا كبيرا من الجهاز الفني بقيادة عماد محمد.  وتضمنت التمرينات تقسيم اللاعبين إلى مجموعتين، الأولى تضمنت الذين شاركوا بشكل أساسي في مباراة أمس أمام الدومينيكان، والثانية شملت البدلاء بالإضافة إلى أوراها. يذكر أن منتخب شباب العراق تغلب على الدومينيكان (3-2)، بينما فازت البرازيل على أوزبكستان (4-1).

 ****************************************

جوهرة «الليغا» في قبضة ريال مدريد

مدريد ـ وكالات

تفوق ريال مدريد، على باريس سان جيرمان، وليفربول، وقطبي مدينة مانشستر، في سباق التعاقد مع أحد اللاعبين البارزين في الليغا.

وقالت صحيفة “سبورت” الإسبانية، إن فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، استغل مباراة فريقه ضد سيلتا فيغو، هذا الأسبوع لحسم صفقة لاعب الوسط الإسباني غابرييل فيغا. وأشارت إلى أن بيريز اتفق مع كارلوس مورينو، رئيس سيلتا فيغو، على الخطة المالية الخاصة بالصفقة. وينوي ريال مدريد، التعاقد مع فيغا عبر دفع الشرط الجزائي في عقده والذي تبلغ قيمته 40 مليون يورو، لكن اتفق الرئيسان بشأن سداده على أقساط.

وأوضحت أن “فيغا سيبقى أيضا رفقة سيلتا فيجو خلال الموسم المقبل على سبيل الإعارة لزيادة خبراته، قبل الانتقال إلى ريال مدريد في صيف 2024”.

ويريد الريال، الاستعداد لاحتمالية خسارة الثنائي لوكا مودريتش، وتوني كروس في نهاية الموسم المقبل.

وبات فيغا من نجوم الموسم الحالي في الدوري الإسباني، حيث خطف الأنظار بقدرته على التحكم في الكرة، ونظرته الثاقبة للمرمى.

 **************************************

نحو بطولة غرب آسيا..  منتخب ألعاب القوى يغادر إلى الدوحة

بغداد – طريق الشعب

غادر يوم أمس الإثنين وفد منتخبنا الوطني للرجال والنساء بألعاب القوى متوجهاً إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في بطولة غرب آسيا المؤهلة لبطولة العالم والألعاب الآسيوية.

وذكر بيان لاتحاد اللعبة تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن” البطولة ستقام في ملعب نادي قطر للمدة من السادس والعشرين ولغاية التاسع والعشرين من شهر نيسان الحالي”.

وأضاف: “اتحاد اللعبة يعول على لاعبي منتخبنا لتحقيق أرقام مهمة وعدد من الأوسمة تضاف لخزانته والتي حصدها في مختلف البطولات”.

 ***********************************

فضية للعراق في منافسات المبارزة على الكراسي

متابعة ـ طريق الشعب

خطف منتخبنا الوطني للمبارزة على الكراسي فضية الفرقي في فعالية سيف المبارزة في منافسات بطولة كأس العالم التي اختتمت الاحد الماضي في مدينة مارسيليا الفرنسية.

وقال عضو المكتب التنفيذي للجنة البارالمبية ورئيس اتحاد المبارزة على الكراسي علي حميد، ن منتخب العراق تمكن من تحقيق فضية الفرقي في فعالية سيف المبارزة في منافسات بطولة كاس العالم التي اختتمت في مدينة مارسيليا الفرنسية بمشاركة 14 منتخباً عالمياً هي كل من العراق والصين والبرازيل و تايبيه الصينية وتايلند وكوريا الجنوبية واليابان، ايطاليا وبريطانيا وأوكرانيا والارجنتين وبولندا والبلد المنظم فرنسا.

وأضاف أن الطريق لم يكن معبداً بالورد في الحصول على الوسام الفضي، مؤكداً أن اللاعبين قدموا مباريات رائعة حيث فازوا على منافسهم منتخب تايبيه الصينية في دور الستة عشر بنتيجة 45 - 11 ليقابل بعدها منافسه المنتخب الايطالي في دور الثمانية ويتفوق عليه بنتيجة 45- 38 ثم واجهة بعدها منتخب فرنسا المضيف للبطولة في دور ربع النهائي وانتزع منه فوزا ثمينا بنتيجة 45-42 ليتأهل إلى المباراة النهائية لملاقاة منتخب الصين لتنتهي المباراة لصالح الصين وبهذا حل منتخبا وصيفا في فعالية سيف المبارزة.

وختم أن الانجازات التي تحققت والنتائج الجيدة ستضعنا أمام مسؤولية أكبر كي نواصل حصد النتائج الافضل في البطولات الكبرى مثل بطولة أسياد آسيا التي ستقام في الصين خلال شهر تشرين الاول وبارالمبياد باريس 2024.

 *******************************

وقفة رياضية.. هل يصلح النجوم لقيادة المؤسسات الرياضية

منعم جابر

المؤسسات الرياضية بكل أنواعها يقودها الأكفاء والمتميزون لأنها مؤسسات تحتاج إلى نمط خاص من الخبرة والدراية.. فمحاولات البعض من اللاعبين البارزين السابقين الذين يعتقدون أنهم قادرون على قيادة الأندية والاتحادات الرياضية وحتى اللجنة الأولمبية الوطنية لا لشيء سوى أنهم فقط كانوا لاعبين بارزين في أنديتهم واتحاداتهم، فليس كل من لعب للمنتخبات الوطنية وبرز في لعبة محددة قادر على قيادتها بكفاءة، فللإدارة أصول وقواعد ينبغي مراعاتها، فاللعب والمستوى الفني للرياضي لا يؤهله لقيادة المؤسسات الرياضية لأن التعامل الإداري شيء والتعامل الفني شيء آخر.

إن محاولة اللاعب السابق الدخول إلى عالم الإدارة والقيادة قد يضعه في حالة من الارتباك والكثير من المعرقلات والصعوبات التي لا يقدر هذا اللاعب السابق على حلها لأنها تشكل عالماً جديداً ومختلفاً عن عالمه الذي عاشه أيام كان لاعباً سابقاً! فالأمر يحتاج إلى معرفة أوسع وقدرات أكبر من امكانياته.

فأكثرهم يبحث عن مكاسب شخصية ولا مكان للرياضة الوطنية في قاموسه، نعم هناك نجوم وقيادات رياضية تتمتع بقدرات قيادية، يمكن لها ان تقدم لأنديتها واتحاداتها النجاح الكبير والنتائج الإيجابية المرجوة، ونحن بحاجة إلى اعداد وتأهيل القيادات الرياضية وخاصة نجوم الرياضة السابقين.

أحبتي يا قادة المؤسسات الرياضية أنتم مدعوون اليوم للبحث عن مخارج لهذا الاستعصاء والتخلف الرياضي والتراجع، خاصة وان رئيس الوزراء هو المهتم الأول بواقعنا الرياضي والساعي لإصلاح القطاع الرياضي أسوة ببقية القطاعات، وعليكم ان تستفيدوا من هذا التواجد وتحقيق أهداف الرياضة والعمل على إصلاحها ووضع الحلول المناسبة للانتقال بهذا القطاع نحو مستقبل أفضل.

إننا نهيب بنجوم الرياضة من مختلف الألعاب ان لا يتقدموا لقيادة الأندية والاتحادات الرياضية الا بعد ان يرفعوا من قدراتهم الإدارية والتنظيمية، أما أن يتقدم من دون إعداد وتأهيل فانه سيشكل لهذه المؤسسات واقعا رياضيا فاشلا تكون نتائجه وخيمة على الرياضة العراقية التي تئن هذه الأيام تحت قيادات فاشلة لا تمتلك الخبرات المناسبة.

 *************************

تفاصيل زيارة ميسي  إلى مدينة برشلونة

برشلونة ـ وكالات

انتابت حالة من الفرح جماهير برشلونة بعد أنباء زيارة هدافهم التاريخي للمدينة لأنها زيارة قد تفتح الباب لعودته للفريق، لكن سبب زيارة ليو لبرشلونة ليس له علاقة بنادي المدينة.

وزار ميسي وعائلته مدينة برشلونة يوم السبت الماضي ليُفتح الباب أمام تكهنات عودته للنادي الذي رحل عنه في صيف 2021 بسبب عدم إمكانية تسجيله في قائمة الفريق نظرًا لما يعاني منه النادي الكتالوني من صعوبات مالية.

وينتهي عقد ليونيل ميسي مع باريس سان جيرمان بنهاية الموسم الحالي، لكنه لم يجدد بعد ويحق له التوقيع لأي نادٍ بداية من يناير الماضي.

وبحسب صحيفة سبورت الكتالونية فإن ميسي أو ممثليه لن يلتقوا بمسؤولي برشلونة خلال هذه الرحلة التي يُعتقد أنها عائلية وبهدف قضاء عدة أيام في منزل ليو الذي ما زال يملكه في مدينة برشلونة.

ولم تكن هذه أول مرة يزور فيها ميسي منزله ببرشلونة بعد تعاقده مع باريس، بل استمر في الذهاب إليه في العطلات كلما سمحت له الظروف.

 *************************************

الصفحة العاشرة

حتى لا نحمّل الأشياء ما لا تتحمل

قالت العرب ان اردت ان تطاع فأمر بما هو مستطاع، ومن البديهي انك لن تطلب من شخص عادي ان يحمل مثلا من الأوزان مالا طاقة له عليه. وكذلك يفعل أهل الاختصاص في اختصاصاتهم فالمهندس لا يمكن أن يضع الأحمال فوق أجزاء لا تحتمل وزنها.. و الرسام يحمّل المساحات ما تستطيع حمله فلا يرهقها بالألوان و الزيادات.

جواد الدراجي /البصرة

ومن المعروف ان الشعر الشعبي بالذات حمّال لوجوه ... ولكن هذا لا يعني ان يقوم الشاعر بتحويل البيت الشعري أو القصيدة إلى طلاسم و اشارات وايحاءات تجعل منه احجية تحتاج إلى تفاسير وشروحات.. بل عليه أن يكتبها بطريقة مستساغة و مفهومة ومن الوضوح ما يكفي لأن يفهمها المتلقي الذي يحمل ولو جزئية واحدة مثل الثقافة او الوعي او الأحساس او الإدراك المعنوي او اي من الجزئيات التي تمكنه من التفاعل والشعور بهذا الشعر... وحتى أن الفهم الجزئي مقبول في هذا السياق.

ومع ذلك على الشعر ان يبقى شعرا حاملا كل التوصيفات دونما انتقاص لأي منها.. بدءا بالمفردات ولغة القصيدة والتوظيف الصحيح و الوحدة العضوية والوحدة الموضوعية والتشبيهات والاستعارات واستخدام البلاغة والبديع والبيان وكل ماتحويه من تفاصيل و تضمينات جمالية.

وكما اشرنا الى عدم تحميل البيت الشعري او القصيدة ككل وتعريضها (للطلسمة) فنجد من الناحية الاخرى .. كثر استخدام الكلام المباشر و لغة الشارع و التقريرية وان النظم هو السائد الغالب. وهنا جاءت الحاجة إلى التذكير والتنويه والتنبيه إلى الالتزام بضوابط الحدود الدنيا والعليا للشعر.. كي نتمكن من القول بأن هذا شعر. فلا اغداق في الرمزية ولا الاسهاب والتفريط والنزول دون حدود الشعرية والشاعرية.

وهناك جنبة اود التعريج عليها.. وهي ان مورورث القصيدة الشعبية العراقية وبالذات ما يطلق عليها القصيدة السبعينية، والتي وصلت بالأدب الشعبي العراقي لأعلى قمة.. فنيا وجماليا وقيمة أدبية، مما يمكنها من أن تصبح مرجعا لما يكتب بعد أن ترك الشعراء الكبار اعظم حق عليهم للأجيال اللاحقة وعدم اعطاء النواب العظيم استحقاقه (مع ان الفرصة ما زالت قائمة) لتسمية ما جاء به النواب مدرسة شعرية، لانه كما يرى الكثير بدءا من الدكتورة وفاء عبدالرزاق والأستاذ عامر عاصي والأستاذ كريم الشويلي.. وانتهاء بالعديد من الأسماء المهمة الأخرى الفاعلة والمؤثرة في المشهد الشعري.

وبالنتيجة لو أصدر هؤلاء بيانا مشتركا يعلنون فيه مدرسة النواب الشعرية وتحديد ملامحها والتنظير الصحيح والكامل ووضع التعريفات والتفاصيل بدقة، لما تجرأ أحد على المطالبة بتسطيح الشعر الشعبي وإشاعة ظاهرة الاسفاف والمباشرة والحد من كتابة النظم.. ولا المغالاة بالرمزية.. بل سيتم وضع القصيدة في سياق تطورها الصحيح لتواكب الحداثة وما آلت اليه سيكولوجية الفرد والمجتمع في خضم هذه الثورة التكنلوجية.

 *********************************

يا بساتين

الشاعر  الراحل حمود حسين كعيد

حزبنه.. الله.. ميلادك شمس

ومن عدك اخذنه الشمس تدرينه

 حزبنه.. الله.. انته صرخة موت

عل ماخذ خبزنه وجوع مطينه

يحنه وياك كل بكل

ضد الما عرف معشار من دينه

شكثر  رادو  يبعدونك علينه   

وما دروك انته كلب

لكلوبنه وتطي لسواجينه

يهل فكرك

ربيع عقولنه الصارن بساتينه

يا بساتين.. تلاشت خيول الظلام                                                                    

الحلمت من سنين تنهينه

تلاشو وانتهو همه وشتلهم

كام يرضع موت من طينه

واحنه مورده الاغصان

خضره اشجارنه وتزهي بشواطينه

الفخر للقايد المالان

السگه ورد الفهود بدم شرايينه

الفخر للغايب الحاضر

البعده مرافك الخطوه ويدلينه

دلانه على نبع الطيب

صار النه نهر ثالث براضينه

دلانه الشيوعيه خلاص الناس

خذنه الحيف من نوري لحد اليوم

اللهب بضلوعنه تبرد سجاجينه

تاخذنه وتردنه جروح

وضل حزبك فهد هوه اليداوينه

ربانه على حب الغير وخله

وجوهنه صارت عناوينه

صرناله سمه مرايات

تشوف وجوهه الوادم تظل بينه

شيوعيين... وللنزاهه

  احنه نزاهه.. الناس تدرينه

شيوعيين.. بيض اجفوف

يعرفنه شعبنه بكل ملايينه

 **********************************

خضار ودم

اسماعيل محمد اسماعيل

إجت سورة ضمير بريح

وزياك الشمس هدله

اعله بتها تصيح

مفطوم الضوه ...

يود يرضع جروحي

روحي اليا تعب ضويه ونبع روحي

وهيله اعله العطش ينحر نزف روحي

ولمن بيها الدوار التم

نبع من روحها ابنادم

يمزك ثيابها وينبت

خضار ودم

اجت يحدي بضواها الريح

ومداور سفرها امناحر النجمات

كل نجمه ابرجها اتطيح

وظل سر العذاب يصيح

يا فو ووووووو

تتلاكه الزنود

وشوفي يا هو يطيح

 ************************************

چان

عبد الاله الفهد

چان المناضل شمس

والثوره زفة عرس.

اوچان الصدگ من صدگ

والناس چانت ناس/

والگاع چانت شلب

والسحب تمطر ضوه

والزلم چانت صدگ

واسباع رفعة راس

چان الشعب يفتهم

او واحد بالاخر يهم

حتى الحرامي شهم.

اوما باع گاعه الغرب

والوطن ما ينچهب

والبيت ما ينداس

چان النخل مرتفع

والشط عذب مايه..

اوچان الشجر بيه ثمر

اوصدر البشر بيه گلب

ينبض وفا اوإحساس

اوللفقرا چان الامل 

 وبأيدهم رايه:

منجل يصافح فاس

 *********************************

سولة مجانين

سامي عبد المنعم

أشرب الكاسات...

من إخدودك التفاح

وإنته من إدموعي تشرب

ومدري ياهو البينه

غنّه... وذاب

من رشفه عطر

بشفاف كهرب

من زمان أنتظر جيتك

من زمان..

وإنته غيمه إبلا مطر

غيمه فز بيّه رعدها 

وفاح عطر الهيل

والجوري سكر

الليل من إينام

وتتغطه الأحلام

چا وين أودي السهر

وهموم الأيام

ماخذني شوگك بحر..

والبحر مابي جرف

من عهد نوح النبي

البحر طبعه صلف

الروج لما يهد

مابي صديق أو ولف

البحر من إيثور...

رأساً إيضيع العرف

و أمواجه تبلع ناس

البحر هوه بحر..

من الجدم للراس

إيعاكس الريح التجي

وماله شغل بالحچي

وماله شغل بالناس

البحر من يغتاض...

ياكل شكو إبروجته

ومن يهدأ ويستچن..

تنزل غفل دمعته

إيصير كلّه جرف

ويندم عله فعلته

وعللي بلعهم غفل

سولة مجانين بضلوعه

وبواچي طفل

 *********************************

محروس الوطن

كريم القزويني

محروس الوطن محروس

من شر الـ بله ناموس

من شر السحك عرضه

او بكه يمشي وعليه ايدوس

من اول شهيد الطاح والبعده

يخضر دمهم اعله الكاع

اشما يكثر بعد عده

اشما طال الجزر بالكيظ

يرجع بالشته مده

نطك كلنه ورد قداح

شده او عانكت شده

نصرخ فرد صوت نصيح

بعد ما مش ابد شده

ابشر ياوطن حته النخل حراس

يتعارك بسعفه ومحد يصده

 *********************************

ضمن صوتي

احمد غيلان

ضمن صوتي

ومن بعد ما ياخذه يحصل سكوتي

شكد ذكي الحاكم الظالم

يشرب بدمي وكول اني مسالم

اني ديمقراطي جدا

اقبل بخطبة الجمعه

وارفض اتضاهر لان موسم زيارة

اني ميهمني شحصلي

اني علمت البشر معنى الحضارة

داري متهدم عليه وهو فوك الغيم داره.....

بسرعه اصدك بالوعود وهي جذبه...

بسرعه اكول الدولة زينة وهي لعبة

لا سيادة ولا قيادة ولا افادة

بكلشي نقصان ابلدنا بس وفياته بزيادة...

واليتامه والارامل...

صار واحدنا حلم يشتغل عامل

وهذا الارهاب الممنهج

وها اذا رايد تموت بسرعه احتج

راح تلكه المطر متلوّن رصاص

وبيد جلادك تشوف اشرس قصاص....

وما يهمه لا زراعه ولا صناعه

المهم موجود وبنص الجماعه...

 *******************************

الصفحة الحادية عشر

الحاكم والمحكوم في العالم العربي

هذا كتاب اثير يقوم على تحليل نفسي- اجتماعي للسلطة وفلسفتها في المجتمعات العربية.

مؤلف الكتاب د. قاسم حسين صالح يدعو الى ان يحترم الحاكم تعهداته تجاه شعبه، مثلما يدعو الشعوب بألا تسلم مفاتيحها للحاكم لأنه سوف يتمادى ويطغى وتكون الثورة عليه عندئذ واجباً وطنياً.

الكتاب صدر عن دار رسلان- دمشق.

 *****************************

الوقتُ المرُّ

نجاح إبراهيم*

لا ليل يكفينا لنحلمَ مرّتين

“ محمود درويش”

رحتُ أنتظرهما؛ المنتجَ الذي سيشتري روايتي، والسيناريست الذي سيشتغلُ عليها كما قيل لي، ويناقشني في بعض أحداثها قبل أن نوقعَ العقدَ، وذلك في مقهى ومطعم “ بوابة الحلم” في الحيِّ القديمِ. كان الموعدُ في السّاعة السّادسة. حرصتُ أن أصل قبل نصف ساعة تقريباً. اتخذتُ ركناً وجلستُ أنتظر. أشغلتُ نفسي بجوالي وبشربِ الشاي. مرَّ الوقتُ بطيئاً. تلفتُّ حولي مراراً، أراقبُ المدخلَ كلَّ وقتٍ ، كي أقبض على مجيئهما. صارت السّاعة السادسة والرّبع ، ولا من أحد. لا أعرف كيف نظرتُ إلى ساعةٍ معلقة في صدر المكان؟! ذُهلت حين وجدتها تشيرُ إلى الخامسة والرّبع. سألتُ النادل على الفور : كم الوقت؟ دفع باستغرابه في وجهي وأشار بيده إلى الساعة الكبيرة، قلتُ متداركاً حَرَجي: لكنها الخامسة وليست السادسة. ابتسم خلسة وقال: اليوم اُعتمد التوقيت الصيفي. ثم ترك ابتسامته تتسعُ ومضى. كان المكانُ قد فرغ من روّاده بعد تناولهم الغداء، باستثناء البعض الذين بقوا مستمتعين بالجو اللطيف، والخضرة المتدلية، وسقسقة ماء النافورة الزّرقاء. ثمّة طاولة قبالتي، انفردَ فيها رجلٌ في الأربعين من عمره، بعد دقائق انضمَّ إليه آخر يوازيه عمراً، بل ويشبهه في الكثير من الصفات. سلّم عليه بصوتٍ لم أسمعه، لكن أعتقد أنه رمى التحية لأنَّ الرّجل الأول حرّك رأسه مرتين. جلسَ قبالة صديقه، رحتُ أرقبهما خاصة وأنَّ أمامي ثلاثة أرباع الساعة حتى يأتي ضيفاي . اشتعلَ فضولي حين شعرتُ بالوقت يمضي ولم يتحدثا كلمة واحدة؛ كلٌّ منهما راح يفكرُ بعمقٍ ويشربُ قهوته بصمتٍ وببطء. واكبتهما عن كثب. كانت قسماتهما جامدة، محايدة في البدء، ثم بدأتْ بالانفعال الخفيف. فكرتُ بيني وبين نفسي: ما الذي يدورُ في رأسِ كلِّ واحد؟ راقت لي الفكرة التي توهّجت في ذهني ، سأضربُ عصفورين بحجرٍ واحد؛ أولاً سيمرُّ الوقتُ دون أن أشعر بثقله وسماجته، وثانياً سأتخيلُ أحداثاً لهاتين الشخصيتين قد تنفع لاحقاً لأنْ تكون رواية. ورحتُ أخمنُ بماذا يفكران معتمداً على لغةِ الجسد بالدرجة الأولى، وعلى خيالي تالياً. الرّجل الأول يبدو مثقلاً بالهموم، هذا ليس اكتشافاً خطيراً وسابقة لي، ولن أقفز مثل أرخميدس وأقول : وجدتها. وإنما الهموم والمتاعب هي حال كلِّ فرد يعيش في وطن أنهكته الحرب ، بينما دفعتنا آثارها إلى وضع اقتصادي مزرٍ، جعلنا نحاكي أنفسنا كالمجانين، أو نصمتَ حيال كلِّ شيء كالمصدومين أو البلهاء. أطنُّ أنَّ هموم الرّجلِ تزداد، وذلك لانحناء كتفيه أكثر مما كان عليه قبل دقائق، وعيناه السارحتان في اللاشيء، سأتخيلُ ما يفكرُ به، وما يقولُ لنفسه:” اليوم أيضاً هربتُ من الأولاد، الحياة تزداد سوءاً، والحبلُ يضيقُ حولَ العنق، كنتُ سابقاً أصطحبهم إلى السوق كلَّ جمعة، أو وقتما ينال أحدهم علامة عالية في أحد المواد الدراسية، أشتري لهم ما يطلبون، فيفرحون ويرقصون، أما الآن وهذا الغلاء، وضيق اليد، صرتُ أهربُ.. أجيء من عملي، أتناولُ غدائي وأنا عابس، أدّعي القيلولة حتى يهرعون إلى واجباتهم المدرسية. سمعت الصغير يقول لأخيه: منذ متى وبابا نائم ؟ صار لي شهر لم أر وجهه ؟! أسمع ذلك فيزداد قهري، أتلفع بالانكسار وأنسلُّ بحذرٍ من البيت من دون أن أنظر في عينيّ زوجتي، أو أجعل أحداً يراني، كي لا يلفت نظر البقية، فآخذهم معي كما كنتُ أفعل سابقاً. أعترفُ أنني أهربُ كجرذٍ منهم، أشعرُ بالتقصير يمزّقني. منذ وقتٍ وأنا أبحثُ عن عملٍ إضافي ولا أجد. رحتُ أتابع حركاتِ جسدِه التي تنبئ عن إعصارِ غضبٍ أشمُّ رائحة انفلاته في داخله، بينما يحاولُ قمعه بالضغط على أسنانه، أما الرّجل الآخر فكان ينظرُ عالياً إلى جهة اليسار وكأنه يتذكر شيئاً مؤلماً! أظنه يقول :” أيُّ وجع هذا؟! منذ شهرين غادرا البلد بطريقة غيرِ شرعية كما فعل الكثيرون ممن رغبوا في ملاذٍ آمن، لم أسمع خبراً عن ولديَّ ، تواصلت مع أصدقاء وأقارب في تركيا حيث كانت محطتهما الأولى ، قيل : عبرا البحرَ بقاربٍ صغيرٍ مع العشرات. وما زلتُ أنتظرُ أن يصلا. كنتُ مخطئاً حين تركتهما يسافران وحدهما، كان عليَّ أن أمضي معهما أفضل من هذا الاحتراق. ثم راحت قبضته تضربُ على الطاولة، بعدها نظرَ إلى الأسفل يتحدّث مع نفسه بأسى . رأيتُ دموعه تنسكبُ بحرارة وذقنه ترتجفُ. صمتُّ في مكاني، ساءلتُ نفسي:” ترى هل أنا محقٌّ باجتراح الأحداث حولهما؟ هل حالتهما تشي بما فكرتُ؟ وتذكرتُ أنني على موعد، فانتبهتُ إلى الوقت الذي سرقني، العقربُ الصغيرُ يشيرُ إلى السّادسة، والكبير إلى الثانية، قلت لنفسي: سيأتيان، وسأوقع العقد، وأستلمُ المبلغ المتفق عليه، لا ضرر من تغيير بعض الأحداث لصالح المادة الفلمية، المهم أنَّ هذه الرّواية ستفتح لي الطريق؛ طريقاً واسعاً وأخضرَ، سأبدأ بكتابة العشرات من القصص والرّوايات، وسأطعنُ الفقرَ في خاصرته، وأسبقُني إلى الحياة التي دمّرتها الحربُ . ياالله! لشدَّ ما سيكون مشهد اغتسالي من همومي وأوجاعي جميلاً! سأدفعُ أجرة الغرفة لسنةٍ كاملة، أقذفُ المبلغ في وجه أبي توفيق الجشع وأقول له: خذْ اشبعْ، يكفي اذلالك لي كلَّ رأس شهر... أسكتُ قليلاً.. لا لن أفعل ذلك، بل سأعطيه ما له في ذمتي، وأقبّل رأسه وأترك المكان برمته، لأستأجر في شارعِ بغداد شقة تليقُ بكاتبٍ مثلي، وسأشتري سريراً خشبياً يعلوه مصباح كهربائي، وطاولة؛ يكفي تعبتُ من الكتابة وظهري منحنٍ وأنا جالس على الكرسي، أو منبطح على الفراش. سأقتني ضوءاً  يشتغل على البطارية إن انطفأت الكهرباء لأتابع الكتابة والقراءة من دون أن ألعن العتمة ألف مرّة في اليوم، أو أبصق أمامي على اعتبار أنَّ مسؤولَ الكهرباء يحدّثني! سأدعو ماريا صديقتي ، بل خطيبتي مع وقت التنفيذ ، لأبتاع لها عطراً وورداً حقيقياً ، وربما أجعلها تنتقي قميصاً وردياً بأزرار صفراءَ لامعة من سوق الحميدية ، سآتي بها إلى هنا لنتناول وجبة عشاء ، ثم نمضي سوياً ، نعدُّ النجوم في ليلنا المقمر. ياااه! ما أجمل أن تتحققَ الأحلام.. وضعتُ كفي على خدي ورحت أحلم كالمراهق، فجأة انتفضتُ كالملسوع، خطفتُ نظرةً إلى الساعة ، لقد تجاوزت السّابعة شعرتُ بقلقٍ: لقد تأخرا ساعة كاملة. أسمعُ دقات قلبي، راحَ ظهري ينحني رويداً رويداً، ما الذي يثقلني؟ صارت السّاعة الثامنة، بل العاشرة. ياإلهي! لقد تجاوزت الواحدة، وأنا أرسلُ بنظراتي إلى باب المقهى كلَّ حين، أمسكتُ بهاتفي واتصلتُ برقمِ المنتجِ الذي بحوزتي، كانَ الرّقم خارجَ الخدمة، ما معنى ذلك؟! شعرتُ بانهدادٍ وقهرٍ وبوقتٍ مرٍّ سرى في دَمي، مسحتُ على ذقني الطويلة التي لم أحلقها منذ أشهر، ثمّة شيءٌ حار يدغدغُ الشعيرات، ارتجفتْ أصابعي حين ساحَ الدّمعُ عليها، أحسستُ بإحراجٍ وأنا أسحبُ منديلاً من العلبة البنية الموضوعة على الطاولة أمامي.نظرتُ إلى الرّجلين، مازالا صامتين، غارقين في عوالمهما، وقفتُ بلا شعورٍ، سحبتُ كرسياً وانضممتُ إليهما.

__________________________

*قاصة وروائية سورية، أصدرت 27 مؤلفاً وفازت بجائزة حنا مينه عام 2022 عن روايتها “ الهوتة”.

*********************************** 

مفاتيح الرواية الاحترافية.. الفكرة والشخصيات والحوار

تواجه الرواية في العراق، العديد من الإشكالات التقنية والفكرية، مثلما تأخذ مساحة واسعة من حركة النشر من دون معرفة بفن وآفاق هذا العطاء السردي الفاعل والمؤثر في المتلقي.

هنا .. سوف ننشر سلسلة من الموضوعات الخاصة بتقنيات الرواية علّها تسهم في تطوير مسار الرواية العراقية الحديثة.

المحرر الثقافي 

إبراهيم أمين مؤمن*

سنتعرض في هذا المقال إلى كيفية مقاومة التحديات التي تؤهل الروائي لكتابة رواية بشكل احترافي، كما سنتعرض لما يلزمه من متطلبات لبلوغ الهدف نفسه. كل روائي منا يريد أن يكتب رواية قوية، وليس هذا فحسب؛ بل يريد أن تخلّد تلك الرواية عبر الزمان، ولن يستطيع الوصول إلى مأربه إلا بتوفر شرطين أساسيين: الأول ارتكاز الموهبة في خلجة نفسه، والآخر تعبئة تلك الموهبة وصقلها بالدراسة والبحث لسنوات طوال على أن يتحلى بالصبر ورباطة الجأش، ولا تخشى من الفشل؛ فالشرط الأول يدفعك دفعا لتحقيق الآخر بلا كلل أو ملل. لكن ثمة شيء هام، لقد خلقنا متفاوتين في القدرات، لذلك تجد أن حجم تلك الموهبة والقدرة على صقلها تختلف من روائي إلى آخر، وينجم عن هذا تفاوت في مهارة الروائيين مما يؤدي بدوره لصعود بعضهم إلى قمة الهرم وتعثر البعض الآخر وسقوطه فور صعوده لسفح الهرم.

1 - الفكرة المبتكرة

أهمية الفكرة:

اعلم أن الوصول إلى فكرة مبتكرة هو أصعب شيء في الرواية على الإطلاق، وأنها لب الرواية وقلبها، فمنها تستطيع أن تفرع عناصرها، ومنها يمكنك أن تحدد شكل شخصياتك وأماكن الصراع وزمنه.

الفكرة المتقنة والفكرة المضطربة:

والوصول إلى الفكرة قد يستغرق وقتا طويلا، فإذا نجح في الوصول إلى فكرة راسخة مبتكرة وضم عناصر يافعة تلتف حولها وتدور في  فلكها - لتغذيها وتؤويها - خرجت الرواية بيضاء ناصعة لا تشوبها شائبة. وعلى العكس قد تخرج الفكرة مقلدة، والتقليد ليس كالأصل مما يؤدي بدوره لظهورها مضطربة، وتأتي عناصرها تبعا لذلك مضطربة فلا تستطيع أن تلتف حولها وتدور في فلكها فتهوى في متاهات لا نهاية لها وتترك الفكرة عارية لا مأوى لها.

كيفية الوصول إلى الفكرة:

ونوع الفكرة هي نقطة البداية على الإطلاق، فهي التي تحدد المراجع كالكتب والمقالات والأفلام الوثائقية السينمائية- التي سوف تعكف على دراستها، ومن رحم تلك المراجع تستطيع أن تنجب فكرة، لكنها سوف تكون في طور التنشئة فقط، وسوف تترعرع وتشب بضم عناصر لها فضلا عن توفير بقية أركان الرواية من شخصيات وحبكة وزمان ومكان وحوار. وثمة عامل قوي آخر يساعدك على الوصول إلى الفكرة، هو أن ترسم لوحة فنية تعبر عن فكرتك العامة بعد دراستك للمراجع، وتحدد مجموعة من الشخصيات الافتراضية، وكذلك مكان وزمان افتراضيين، حتى الحوار فلن يعدو في البداية أكثر من مجرد مسودة.

تطبيق:

أنتَ تريد أن تكتب رواية عن الفضاء. فابدأ بإعداد مراجعك -كالكتب والمقالات والأفلام الوثائقية السينمائية- التي خُطت وأعدت لتقدم لك منهجا متكاملا عن علوم الفضاء، أمعن النظر فيما قرأت وشاهدت وسمعت حتى تصل لفكرة مبتكرة، فإن لم تستطع الوصول بعد إلى الفكرة فواصل الكفاح ولا تيأس. إذا وصلت إلى الفكرة فغالبا ما تكون فكرة في بداية أطوارها، ولن تتبلور إلا عند وضع بعض العناصر السردية التي سوف تدور في فلكها - لتشد من أزرها- ووضع شخصيات تنفعل معها، وتحديد زمن ومكان مسرح الأحداث، عندئذ سوف تخرج راسخة ولاسيما بعد ضم الخواطر  إليها؛ تلك التي ترد إليك وأنت تخط روايتك.

2 - الشخصيات

اختيار الشخصيات:

الشخصيات ركن من أركان الرواية، ويستحيل أن تكون ثمة رواية بدون شخصيات، كما هو مستحيل أن تختار شخصيات لرواية لم تحدد فكرتها الأولية، ومن العسير أن تحدد كل شخصيات روايتك إلا بعد تبلور فكرة الرواية واكتمال عناصرها، وليس هذا فحسب؛ فربما وأن تحاول أن تكمل حبكة الرواية تحتاج إلى إضافة بعض الشخصيات التي بمثابة ضيوف شرف في روايتك.

اختيار أوصاف الشخصيات:

 لابد أن تكون سمات الشخصيات تتواءم مع فكرة الرواية وعناصرها، سواء تلك الصفات الخلقية أو الخلْقية حتى تدور تلك الصفات في فلك الفكرة وعناصرها وكذلك الحبكة. وفور أن تضع للشخوص أوصافها لابد أن ترفع قلمك عن التعبير عن ثقافتك أو مشاعرك أو انفعالاتك أو إمكاناتك لأنك ببساطة بت ممثلا عن كل هذه الشخوص وعليك بإتقان أدوارها أمام القارئ.

دور الشخصيات في الحوار:

والشخصيات لها انفعالات داخلية أثناء تفاعلها مع أحداث الرواية، عليك أن تبرزها على السطح باستخراجها من مكامنها، وتنقل بقلمك انفعالاتها، وربما تكون وسيلتك في ذلك إبراز لغة جسدها مع نقل ملامح وجهها أثناء تفاعلها في الحوار. فإن قصرت في نقل انفعالاتها الداخلية أثناء أداء دورها في الرواية فسوف تخرج شخصيات روايتك ميتة لا حياة فيها، مما يؤثر تبعا على بقية أركانها فيعتريها الضعف والفشل.

تطبيق:

هذا الكلام ينقسم إلى ثلاثة جمل: «فانحنى عوده قليلا وهو يزفر من الأعماق، وغمغم.» فانحنى عوده قليلا: جملة خاصة بلغة الجسد وتشير إلى انتباه الشخصية بما قيل أو سوف يقال. يزفر من الأعماق: جملة خاصة بالانفعال، وأغلب الأحوال تأتي الزفرة من كلام آلمه، وربما أغضبه لينفس بها عن غضبه. وغمغم: جملة خاصة بالانفعال، والغمغمة تصدر عن الخائف وربما عن الغاضب. ولن تحدد ملامح تلك الجمل الحوارية إلا عندما تعرف أوصاف صاحبها والكلام الذي وجه إليه من محاوره. وهذه الجمل جاء بها “محفوظ” ليبث الروح في الشخصية كي تشارك في الحوار الذي يخدم بدوره الرواية بوجه عام.

3 -الحوار بين الشخصيات

لا يجب تدخل سارد الرواية في أقوال الشخصيات المذكورة في الحوار، بل الشخصيات هي التي تملي عليه ما سوف يسرده في روايته، فالحوار يخرج من عواطف الشخصيات وانفعالاتها لا عواطف وانفعالات سارد الرواية نفسه. دور السارد مقتصر على تنظيم ما يصدر عنها من كلام وانفعالات عن تلك الشخصيات، لأن الشخصية الحوارية لا تتحدث عن مشاعرها الداخلية أثناء الحوار إلا قليلا.

علاقة الحوار بالفكرة والحبكة:

والحوار الذي يصدر عن الشخصيات لابد أن تكون له سمة تتجانس مع صفة تلك الشخصيات، وليس ذلك فحسب بل لابد أن تدور الحوارات في فلك فكرة الرواية وحبكتها وعناصرها، فإن كان الحوار منسقا ومعبرا عن طبيعة الشخصيات ولكنه لا يدور في فلك فكرة الرواية وحبكتها فهو دخيل محتل كفيروسات الحاسوب التي تقلل من كفاءة أداء نسخة الويندوز.

تطبيق عن دور الحوار في الفكرة الرئيسة:

فمثلا بطل روايتك رائد فضاء كبطل رواية المريخي لآندي وير، هو فوق سطح المريخ يصارع طبيعة المريخ القاسية من أجل البقاء، عندما يصنع حوارا داخليا مع نفسه لا يصح أن يخاطبها عن مشكلة عانى منها منذ صغره بسبب والده أو والدته، وإنما يجب أن يقتصر حديث النفس عن مهاراته وخبراته الطويلة في دراسة كيفية مواجهة الطبيعة القاسية بمناخها والتغلب عليها من أجل النجاة من الموت.

تطبيقات عن  الانفعالات:

انظر إلى تلك الجمل الحوارية التي تعبر عن الانفعالات الداخلية إزاء الأحداث: «خاننا المحامي اللئيم، فتصلبت وجوههم وتبادلوا النظرات في انزعاج.»جملة حوارية ذكرت في رواية أبناء حارتنا، وتصلب الوجوه مع تبادل النظرات في انزعاج يبين مدى الفاجعة التي حلت بهؤلاء من خيانة المحامي، والانزعاج قد يدل على الهوان، لذلك لم تظهر على وجوههم نظرات الحنق والغضب الذي قد يكون دالة على القوة. وجملة أخرى: «وحيّاه الناس مضاعفين له التودد مدارة لسخطهم.» تجد في هذه الجملة الحوارية أن النفوس بلغ بها السخط إلى منتهاه تجاه هذا الشخص الذي يحيونه، ولم يجدوا وسيلة لطمس هذا السخط المرتكز في قلوبهم والذي لابد أن يظهر على ملامح وجوههم ولهجاتهم سوى مداراته بالمزيد والمزيد من التودد إليه.

_____________

*روائي خيال علمي

 *****************************************

نصّان

قاربتَ قَرْناً..!

د. وليد جاسم الزبيدي

في مولد الحزب الشيوعي العراقي

أشكوكَ – فهدُ- وفي الشَّكاةِ عتابُ..

عمّا قرأنا ما يبوحُ كتابُ..

ولقد حلُمنا إنّنا في جنّةٍ

بالمَنّ والسلوى تُدافُ رِغابُ..

الشمسُ تدري أنّنا من صبحها

والبدرُ يعلمُ أنّنا الأحبابُ..

بينَ الأكفّ عوالمٌ شيّدْتَها

نهضتْ وهلْ بعدَ الخرابِ خرابُ..

أنبأتَنا أنّ المشانقَ جسرُنا

نحوَ الخلاصِ وفيئُهُنّ رِقابُ..

علّمْتَنا أنّ الشغيلةَ في غدٍ

ستعودُ حتماً ما استطالَ عذابُ..

أينَ الشغيلةُ؟ والحياةُ بدونِهمْ

جرداءُ تفنى والحقولُ يبابُ..

لكنّهُم رجموا خطاكَ ودربَنا

وأَدوا الحقيقةَ فالصحيحُ يُعابُ..

الاشتراكيونَ شدّوا خيلَهُمْ

رحلوا على متنِ السحابِ وغابوا..

وتقلّبتْ أهواؤهُم في فائضٍ

للقيمةِ البلوى ولاتَ صوابُ..

اليومَ رأسُ المالِ أحكمَ قبضةً

برقابِنا ظِفْرٌ أناخَ ونابُ..

الرّبحُ سيفٌ والخسارةٌ موقدٌ

والناسُ بينهما رُحىً وحرابُ..

قاربتَ قَرْناً في النضالِ ولم تزلْ

بكَ يؤمنُ الشّرفاءُ والأصحابُ..

بكَ تُضرَبُ الأمثالُ صدقَ نزاهةٍ

وبياضَ كفٍّ والعطاءُ سحابُ..

أشكوكَ- فهدُ- عصابةً قدْ حلّلتْ

نهبَ البلادِ وهُوّنَتْ أسبابُ..

الصّامتونَ كثيرةٌ أعدادُهُمْ

والمُفترونَ مآذنٌ وقبابُ..

مُتصخّرونَ ولم يُجيدوا صُنعةً

في حُكمِهم هذا الثوابُ عقابُ..

لكنْ ستبقى رغمَ كلّ رزيئةٍ

محرابَ عشقٍ والقلوبُ شبابُ..

مُتجذّرٌ تدري بأنَ رحيلَهُمْ

آتٍ ويحفرُ قبرَهُمْ طُلاّبُ..

تبقى وتبقى والحياةُ حكايةٌ

تبقى، ويفنى نيزكٌ وشهابُ..

من شوقِ ذكرِكَ...!

 ****************************************

د. وليد جاسم الزبيدي

في ذكرى رحيل الفنان العراقي جعفر حسن

جئناكَ إلى أنينِ ربابَهْ ..

موّالَ هورٍ في شجونِ عَتابهْ ..

رقصتْ على دوزانِها

قصصُ الحياةَ على جَناحِ سحابهْ ..

في خفقة ليمامةٍ مفتونةٍ

بنشيجِ موجٍ قد نكون عُبابَهْ ..

هَوَسُ التّصوّفِ في فضاءٍ عائمٍ

ترقى به الأرواحُ بعدَ رتابَهْ ..

عامانِ ، نحكي فيضَ وجدٍ لمْ يزلْ

كالطّيفِ يسري يميطَ نِقابَهْ ..

عامانِ، ما جفّتْ شفاهٌ أمطرتْ

من شوقِ ذِكرِكَ والنفوسُ صَبابَهْ ..

عامانِ “جعفرُ” والحنينُ يشدّنا

وتراً إليكَ ومنبراً وكتابَهْ ..

يسمو العراقُ بكلِ رمزٍ مشرقٍ

يأبى النّكوصَ ليستردَّ شبابَهْ ..

 ************************************

الصفحة الثانية عشر

«متحف الأدباء»..  ذاكرة مرئية لكتّاب العراق وشعرائه

متابعة – طريق الشعب

من بين المتاحف الموزَّعة في محافظات عدّة، والتي تتخصص غالبيّتها في المقتنيات الأثرية والتراثية والفنّية، يأتي «متحف الأدباء» الذي افتتحه الاتحاد العام للأدباء والكتاب يوم الأربعاء 19 من الشهر الجاري في مقره وسط بغداد، ليمثل ذاكرة مرئية لكتاب العراق وشعرائه.

جاء ذلك في سياق مراسيم افتتاح مبنى الاتحاد مجددا، بعد أن شهد خلال الفترة الأخيرة أعمال ترميم وتحديث، تضمنت من بين ما تضمنته إنشاء هذا المتحف. 

ولم يكن في العراق سوى متحفين خاصين بالأدب، هما: «بيت السيّاب» الثقافي الذي افتُتح عام 2015 في بيت الشاعر بمسقط رأس في البصرة، و»متحف محمّد مهدي الجواهري»، الذي افتُتح العام الماضي في بيته ببغداد.

وكان هذان المتحفان قد افتتحا استجابةً لدعوات عددٍ غير قليل من الأدباء العراقيّين للعناية بما بقي من آثار الكتّاب والشعراء والمفكّرين الراحلين، والمحافظة عليها.

«فاترينة» لكل أديب

يشغل المتحف الجديد قاعة واسعة من مبنى الاتحاد، ويضم «فاترينات»، كل واحدة مخصصة لأديب وتضم صورة له وإضاءة على سيرته وأهمّ أعماله، إلى جانب مخطوطات لأعمال شعرية وسردية ونقدية، وتخطيطات فنّية لبعض الكتّاب، ومقتنيات شخصيّة أُخرى من أقلام ونظّارات وساعات وصُوَر قديمة، وبعض الملابس والقِطع؛ مثل طاقيّة للجواهري، وعبّاءة لمصطفى جمال الدين، وغيرها.

تماثيل وبورتريهات

إلى جانب ذلك، يضمّ المتحف تماثيل وبورتريهات لكتّاب أنجزها عددٌ من النحّاتين والتشكيليّين، إضافة إلى مكتبات مصغّرة لكلّ شخصيّة، وهي تشتمل على أهمّ الكتب النادرة بطبعاتها وعناوينها.

كما خُصِّصت زاوية لـ «الأديب العراقي»، ثاني أقدم مجلَّة ثقافية عراقية بعد «الثقافة الجديدة». حيث تعرض في هذه الزاوية جميع الأعداد الصادرة من المجلة منذ انطلاقها عام 1961.

ومن الأسماء الأدبيّة التي خُصِّصت لها زوايا في المتحف، سواء بالمقتنيات الشخصية أم بلوحات أو تماثيل: مظفّر النواب، سعدي يوسف، بدر شاكر السياب، غائب طعمة فرمان، بلند الحيدري، رشدي العامل، عبد الملك النوري وعبد الوهاب البياتي.

تخليد الأدب

عن أهمّية المتحف ودوره في حفظ الذاكرة الأدبية، يقول رئيس الاتحاد الناقد والكاتب علي حسن الفواز: «إذا كان المتحف، بمعناه الواسع، فضاءً لحفظ الأثر الإنساني والحضاري والتعريف به، فإنّه في السياق الأدبي، محاولةٌ لصنع حياة ووجود آخرَين للأدباء، من خلال تخليد الأدب وصنّاعه وتعريف الأجيال الجديدة بهم»، مضيفا في حديث صحفي، أن «ما يُعطي لمتحف الأدباء أهميّته هو محاولته المساهمة في صنع تلك الحياة وخلق تقاليد للتواصل المعرفي والثقافي. فمن شأن هذا أن يؤسّس لثقافة متحفية تؤكّد أهميّة حفظ الأثر، بما يعزّز حفظ الهوية الثقافية العراقية».

وعن جمْع مقتنيات المتحف، يقول الفواز: «تواصلنا مع أُسَر كتّابنا الروّاد، للحصول على بعض مخطوطاتهم ومقتنياتهم الشخصية، بغرض عرضها والتعريف بها، ولفت الأنظار إلى دورهم الكبير في مسار التحوّلات الثقافية العراقية»، لافتا إلى أنه «سنعمل على جعل هذا المتحف، وهو الأوّل من نوعه في العراق، فضاءً للتعريف بالأجيال الثقافية المتعدّدة، عبر تجديد معروضاته وتحديث تقنيات العرض، كي يكون شاملاً ومفتوحاً أمام الزوّار».

أمّا عن معايير اختيار الكتّاب لضمّ أسمائهم ومقتنياتهم إلى المتحف، فيوضح رئيس الاتحاد: «ليس هناك من معيار سياسي أو أيديولوجي لتحديد الأسماء. المعيار الوحيد هو الحضور الأدبي وقيمة الأثر الذي تركه الكتّاب في تاريخنا الثقافي».

شكرٌ من اتحاد الادباء

في بيان صحفي اطلعت عليه «طريق الشعب»، شكر اتحاد الأدباء العراقيين الأديبات والأدباء والجمهور الثقافي الذي ساهم في افتتاح مبناه الجديد بعد تأهيله.

وشكر الاتحاد في بيانه أيضا «رابطة المصارف العراقية الخاصة» ممثلة برئيسها وديع نادر الحنظل وأعضائها، و»مبادرة تمكين» والبنك المركزي العراقي، فضلا حضور حفل الافتتاح والمهنئين في المناسبة، ومنهم رئاسة الجمهورية، رئاسة الوزراء، وزارة الثقافة والحزب الشيوعي العراقي.

كما شكر مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي ونقابة الفنانين العراقيين ونادي الصيد العراقي ومؤسسة «أنا عراقي.. أنا أقرأ»، و»مكتبة شمس الأمومة»، و»المربد توستماسترز» و»مؤسسة نخيل عراقي»، وجميع وسائل الإعلام المساهمة.

 ******************************

ابتهاجا بالعيد.. شعر وغناء في بيت شيوعيي النجف

النجف - نعمة ياسين

في مناسبة عيد الفطر، عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، جلسة شعرية – غنائية ضيّفت فيها الشاعر الشعبي حيدر الشكري والفنان جعفر حمزة، بحضور جمع من الشيوعيين وأصدقائهم.

الجلسة التي احتضنتها «قاعة سلام عادل» في مقر المحلية، أدارها الإعلامي والشاعر صادق الشبلي، بينما استهلها الرفيق حجاز بهية مرحبا بالحاضرين ومهنئا إياهم بالعيد.

 وبعد أن دعا مدير الجلسة الضيفين إلى المنصة، وعرّف بسيرتيهما وتجربتيهما، ألقى الشاعر الشكري مقاطع مختارة من قصائده، فيما أدى الفنان حمزة، على العود، باقة من أغنياته ذات الطابع الوطني، والتي تعبر عن هموم المواطنين.

 ***************************

الديوانية.. حفل في ذكرى تأسيس اتحاد الطلبة

الديوانية – طريق الشعب

أقام اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق – فرع الديوانية، حفلا في مناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيس الاتحاد.

حضر الحفل الذي أقيم على حديقة “متنزه العروبة” في مركز المحافظة، جمهور واسع من الطلبة وروّاد الاتحاد والعائلات.

وبعد استماع الحاضرين للنشيد الوطني ووقوفهم دقيقة صمت حدادا على شهداء الحركة الطلابية، ألقى سكرتير فرع الاتحاد ذو الفقار علي ضايف، كلمة في المناسبة أشار فيها إلى مواقف الاتحاد البطولية، والتصاقه الدائم بقضايا الوطن.

ثم تناول مشكلات القطاع التعليمي العراقي اليوم، والظروف الصعبة التي يعانيها الطلبة ومنها نقص الأبنية المدرسية والدوام الثنائي، مطالبا بإلغاء التعليم الأهلي والموازي، وتوفير فرص متساوية لجميع الطلبة في مختلف المجالات.

وشهد الحفل بازارا ومعرضا فوتوغرافيا جسدا نشاطات الطلبة ونضالاتهم. فيما ساهم الفنان حسين فائز في تقديم فقرة غنائية. 

 *******************************

إصدار

سامي حقي

ضمن سلسلة «فنانون عراقيون» الصادرة عن جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، صدر أخيرا كتاب «سامي حقي – حفريات الخطاب الاشهاري» للباحث د. معتز عناد غزوان. يلقي الكتاب أضواء على شخصية الفنان الراحل وسيرته الفنية وانجازه الإبداعي، وهو يتضمن أيضا مجموعة من الصور لاعماله الفنية المختلفة. 

 *******************************************

ليس مجرّد كلام.. للعيد زمان نكهته الخاصة..

عبد السادة البصري

ونحن نعيش أيام العيد هذه ، اعود بذاكرتي الى ستينات واوائل سبعينات القرن المنصرم ، لأستعيد نكهة العيد الذي كنّا نعيشه بشكلٍ حقيقي رغم كل شيء ، حيث قريتنا الغافية عند تخوم البحر ، اذ كانت العوائل قبل العيد تهيئ بيوتها من تنظيف وترتيب الاثاث وتحضير البخور والكليجة والكعك والشرابت ، وفي طفولتنا وصبانا كنّا نطلب من أهلنا أن يشتروا لنا ملابس جديدة، نضعها في ليلة العيد تحت الفراش لتظلّ مكويّة ومرتّبة وما أن يبزغ الفجر حتى ننهض فرحين ، وبعد تناول (الريوك) نبدأ بمعايدة آبائنا وأمهاتنا واخوتنا واخواتنا أولاً ثم أقاربنا وبعد ذلك ندور على بيوت الجيران ، نجمع عيديّتنا لنتوجّه بها الى ساحة الالعاب، وفيها الدواليب التي نركب في صناديقها الخشبيّة ،اذ يكون الدولاب عبارة عن عمودين خشبيين بينهما صناديق مفتوحة الجانب أشبه بالكاروك مثبّته على محمل خشبي دائري الشكل  مربوط بحلقة حديدية يسمح لها بالدوران لترتفع الصناديق شيئاً فشيئاً ونحن نغنّي فرحين ، وبعضنا يكون خائفاً خشية السقوط. بعدها نركب العربات التي تجرّها الخيول، ونلعب (اللكو) وكذلك (الفرّارة) ونركب الحصان أو الحمار ، نأكل لفات الفلافل والعنبة والكص ونشرب العصاير ( الشربت فقط) والببسي، ونلعب حتى نأتي على آخر فلس في جيوبنا لنعود الى أهلنا مشياً عند غروب الشمس، أمّا آباؤنا بعد صلاة العيد يقومون بمعايدة البيوت بيتاً بيتاً وكذلك أمهاتنا بعد الظهر.

 في تلك ايام كانت الالفة والمحبّة والطيبة والتآزر في كل شيء ، والناس على سجيّتهم ،لا طائفية ولا محاصصة مقيتة، لا تفرقة ولا فساد يزكم الأرواح قبل الأنوف لمسؤولي صدفة يتفننون بسرقات قرن لا مثيل لها!

 رغم بساطة الناس كانوا على فطرتهم متحابين متآلفين دائماً ..

لم تخلُ الأيام من أزمات، لكنّها ليست كما الآن ابدا. العيد زمان كانت نكهته بمحبّة الناس لبعضهم.

وكل عام وأنتم بألف خير، وعيدكم مبارك وعساكم من عوّاده.