اخر الاخبار

الصفحة الأولى

على طريق الشعب.. في يوم  الفلاح العراقي.. بات ملحا النهوض بالقطاع الزراعي وانصاف العاملين فيه

في الخامس عشر من نيسان كل عام يحل يوم الفلاح العراقي. ففي هذا اليوم عقد المؤتمر الفلاحي الأول ببغداد عام ١٩٥٩.

الاحتفال بهذا العيد ليس له فقط القيمة المعنوية والسياسية، قدر ما يعكس أيضا أهمية القطاع الزراعي، بشقيه النباتي والحيواني، والاهتمام بالعاملين فيه، من فلاحين ومزارعين وعمال زراعيين، وببنات وأبناء الأرياف والقرى، والذين لا تقل نسبتهم عن ٣٠ من سكان العراق. وكذلك التوقف عند التحديات والتدهور الهائل الذي سببته حكومات المحاصصة لهذا القطاع الاستراتيجي جراء الإهمال العمد.

أهمية القطاع الزراعي لا تتراجع، مهما ارتفعت إيرادات النفط، فهو يبقى له دوره ومساهمته في توفير سلة الغذاء للمواطن، وفي توفير الامن الغذائي للبلد، وكذلك العديد من المواد الأولية ذات الحاجة لها في قطاعات إنتاجية أخرى، وفي الصناعات الغذائية والدوائية وغيرهما.

ان حلول هذا العيد هو مناسبة أيضا للوقوف امام التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع الزراعي والعاملين، وفي المقدمة من ذلك،  شح المياه وما يسببه من جفاف واتساع ظاهرة التصحر، وتاثير بالغ على المنتوج النباتي والبيئة، وما يسببه من تدهور في الثروة الحيوانية. وهذا الامر يحتاج الى مقاربات وحلول تتسم بالبعدين المتوسط والاستراتيجي وليس الانغمار في توفير مئات الأمتار المكعبة من المياة عبر “مكرمة” من تركيا او ايران.

ان العديد من القضايا، ومنها آنية  تنتظر الحلول، والكثير من المطالب المحقة يعرضها الفلاحون والمزارعون، ومن ذلك؛

- معالجة جادة لحصول العراق على حصة عادلة، غير وقتية وتشمل النهرين، من مياه دجلة والفرات.

- زيادة التخصيصات في موازنة ٢٠٣٣ للقطاع الزراعي، مع تاهيل المؤسسات الحكومية ورفع قدراتها على التنفيذ وترتيب الأولويات في ذلك.  

- وقف التهديدات للفلاحين والمزارعين ومطالبتهم، تحت السلاح، بالتخلي عن أراضيهم، والا واجهوا التهجير القسري.

- تسهيل حصول الفلاحين والمزارعين على تقانات الري الحديثة وباسعار ميسرة وبدعم من الدولة. 

- توفير الحماية للمنتج الزراعي الوطني عبر منع الاستيراد العشوائي، والتقيد بالرزنامة الزراعية وتطبيقها على نحو سليم وفاعل.

- توفيرالبنى التحتية للقطاع الزراعي بما في ذلك الطرق المعبّدة والسايلوات والمخازن المبردة والمجمدة.

-  الاستمرار في استصلاح الأراضي الزراعية وزيادة المبالغ المخصصة لذلك، وتوسيع المساحات المشمولة بن وإدامته، ووقف تصحر الأراضي وزحف الكثبان الرملية.

- العناية بالعاملين في القطاع الزراعي، وتوفير الأراضي الزراعية لهم، ووقف التجاوز عليها وتجريف البساتين وتغيير جنس الأراضي الزراعية، ومنع تمدد المدن العشوائي على حساب المناطق الخضراء.

- إعادة تفعيل مشاريع القرى العصرية ومعالجة أسباب تلكؤها وعدم تخصيص الأراضي والدور الى المستفيدين وفقا للقانون. وإعادة النظر في المبادرة الزراعية بما يضمن وصول الأموال المخصصة لها الى مستحقيها، وتسهيل حصول الفلاحين على القروض الميسرة.

- تقديم كل أشكال الدعم والإسناد للفلاحين من أسمدة وبذور ومكافحة ووقاية بيطرية واعلاف وكذلك وقاية المزروعات وخاصة الان مكافحة الحميرة والدوباس.

وتمسّ الحاجة من جانب آخر الى استمرار المؤسسات الحكومية في استلام المحاصيل الاستراتيجية، سواء على الخطة او خارجها، ودفع مبالغ مجزية مقابلها، وصرف مستحقات الفلاحين في المحافظات والإقليم في مواعيدها ومن دون مماطلة وتسويف.

ويتوجب ايضا، من اجل النهوض بالقطاع، العمل على تمليك الأراضي التي وزعت على الفلاحين، وفقاً للقانون رقم 30 لسنة 1958، والقانون رقم 117 لسنة 1970، بجانب تشريع قانون جديد لايجار الأراضي الزراعية، بما يضمن إعادة توزيع الأراضي وتوفيرها لصغار الفلاحين وكادحي الريف. وان يضمن القانون الجديد عدم زيادة مساحة التعاقد على ضعفي مثيلتها في القانون رقم ١١٧ لسنة ١٩٧٠.

ان ارياف بلدنا والساكنين فيها والعاملين في ارضها، يستحقون كل الرعاية والعناية، مع الاهتمام بالريف ذاته وإعماره وتطويره، وإمداده بخدمات الماء والكهرباء والتعليم والنقل والرعاية الصحية، والقيام بكل ما من شأنه تقليل الفوارق بين الريف والمدينة، وبما يضمن وقف الهجرة منه وتشجيع من هاجروا من الفلاحين والمزارعين على العودة الى أراضيهم.

ان تحقيق هذه المطالب وغيرها، يوجب القيام بالمزيد من العمل والنضال، وممارسة شتى الضغوط، ويتطلب من الفلاحين والمزارعين،قبل غيرهم، تنظيم انفسهم في حراك فلاحي واسع وبذل اقصى الجهود لفرض ارادتهم  وتعرية مواقف الجهات المتنفذة والسلطات التنفيذية والتشريعية، المركزية والمحلية التي تعرقل النهوض بهذا القطاع. وبات مطلوبا أيضا تفعيل دور اتحاد الجمعيات الفلاحية التعاونية، والمنظمات والاتحادات المعنية ذات العلاقة.

 أجمل التحايا والتهاني الى الفلاحين والكادحين والمنتجين في الريف في يومهم السنوي، وكل التضامن معهم. والى المزيد من العمل لانتزاع الحقوق.

المجد لشهداء الحركة الفلاحية العراقية.

 ****************************

فهمي: جريمة الأنفال شاهد على وحشية النظام المقبور

بغداد ـ طريق الشعب

قال الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، تمر هذه الأيام الذكرى السنوية لعمليات الأنفال التي نفذها النظام الدكتاتوري المقبور ضد أبناء شعب كردستان.

وأضاف ان ما تعرض له أهالي شعب كردستان في هذه العمليات الوحشية، وما سبقها من عمليات تهجير ضد الكرد الفيليين، والتنكيل والتهجير وارتكاب الجرائم ضد البارزانيين، وما حصل في حلبجة والدجيل، وغيرها من مدن العراق التي قمع النظام المقبور بقساوة لا نظير لها أهلها، هي شواهد حيّة على جرائم بشعة ضد أبناء شعبنا.

وأشار الرفيق الى ضرورة جبر الضرر عن عوائل الضحايا وتقديم العون والمساعدة للمتضررين منهم، ومن هم بحاجة الى الرعاية الصحية، واهمية ملاحقة ومحاسبة من تورط في هذه الاعمال الاجرامية.

ودعا فهمي الى استخلاص الدروس والعبر من جريمة الانفال الشنيعة، ضمانا لعدم تكرار مثلها تحت أي مسمى وعنوان، مؤكدا انه حان الوقت كي يتمتع العراقيون على اختلاف قومياتهم وطوائفهم واديانهم بالامن والاستقرار والحياة الحرة الكريمة في دولة تسودها الحريات والعدالة، دولة المؤسسات والقانون.

 ****************************

الشيوعي السوداني يدعو الى وقف اطلاق النار وخروج المسلحين من المدن

متابعة - طريق الشعب

ندد فيه الحزب الشيوعي السوداني بالصدام المسلح بين الأطراف المتقاتلة في السودان، محذرا من تعريض السودانيين للخطر بسبب رعونة مطامع القوى المعادية للثورة. وذكر الحزب في بيان ان “الصدام العسكري المسلح المكثف العنيف المتبادل بين جنرالات اللجنة الامنية والقوات التابعة لهم يضع جماهير شعبنا تحت خطورة ورعونة مطامع القوى المعادية للثورة وللمزيد من سفك الدماء”، مرجعا هذا الصدام الى “انحراف القوى العسكرية والمدنية التي تصدت لقيادة البلاد وحكمها منذ بداية الثورة ٢٠١٩”.

 ****************************

راصد الطريق.. انتهاكات سافرة!

الانتهاكات التركية واعتداءاتها المتكررة على أراضي العراق، تتكرر باستمرار، إضافة الى وجود قواتها وقواعدها في مدن عدة بإقليم كردستان العراق. ورغم كل المطالبات التي جرى ويجري الحديث عنها، فأن هناك إصرارا تركيا على عدم سماعها بل والتمادي في ذلك معرضةً حياة المواطنين وممتلكاتهم في الإقليم الى مخاطر جمة واضرار فادحة. واخر مشاهد هذا الانتهاك الفظ هو تعرض قرية أتروش في قضاء الشيخان بمحافظة دهوك الى قصف تركي عنيف. تركيا التي يزيد التبادل التجاري معها على 20 مليار دولار سنويا، والتي تتسبب في حالة الجفاف الراهنة في العراق، فهي أيضا تلاحق العراقيين بسلاحها الغاشم. ان هذه الاعتداءات يتوجب ان تتوقف، وان تنسحب تركيا من الأراضي العراقية، وان لا تقف الحكومة العراقية من دون رد فعل، وتبقى تصدر التصريحات من دون فائدة، يتوجب عليها ان تتخذ الإجراءات السياسية والعسكرية والاقتصادية واللجوء الى المحافل الدولية لوقف هذا التمادي وحفظ سيادة العراق واستقرار وامن مواطنيه، في كل مدن ومحافظات العراق، بما فيها الإقليم.

 ******************************

الصفحة الثانية

اليوم.. البرلمان يشرع في قراءة ثانية لمشروع قانون الموازنة

بغداد ـ طريق الشعب

قرر مجلس النواب، تحديد جلسة اليوم الأحد، للقراءة الثانية لمشروع قانون الموازنة العامة.

وقال محسن المندلاوي النائب الأول لرئيس مجلس النواب في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن رئاسة المجلس تسلمت تقرير اللجنة المالية النيابية المتعلق بمشروع قانون الموازنة العامة.

وأضاف، أنه سنشرّع في القراءة الثانية للقانون في جلسة اليوم.

وأنهى مجلس النواب مطلع شهر نيسان الجاري، القراءة الأولى لمشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية لجمهورية العراق للسنوات المالية (2023، 2024، 2025).

وكان عضو اللجنة المالية النيابية النائب مضر الكروي، أعلن يوم امس، اكمال 70% من تقرير موازنة 2023، موضحا ان لجنته أشرت “الكثير من النقاط التي تحتاج الى دراسة مستفيضة من ناحية السعي لخفض العجز وتقليل ملف القروض المالية ودعم ايجاد مصادر تمويل اخرى للموازنة الى جانب بيع النفط الخام”.

وتجري اللجنة المالية النيابية منذ ايام لقاءات واجتماعات مكثفة من اجل دراسة بنود موازنة 2023 وتقدم تقرير مفصل عن رؤيتها الى مجلس النواب.

 *****************************

اضاءة.. الفساد.. من الانتقائية إلى المكافحة الشاملة

محمد عبد الرحمن

الفساد آفة مستشرية، وغدت أخطبوطا امتد إلى مختلف مؤسسات الدولة، وتسلسلت خيوطه إلى المجتمع. وكل يوم يتفاجأ المواطن بإعلانات رسمية جديدة، عن أشكال مختلفة من الفساد. وسرقة المال العام وابتكار طرق ووسائل جديدة، يحق لمن ابتكرها ان يحصل على براءة اختراع لها!

وجرى التنويه مرارا من متخصصين ومتابعين وأحزاب وشخصيات وطنية بان المعالجة للفساد الطانب والمستشري يتوجب ان تكون حملة وطنية شاملة، تساهم فيها مؤسسات الدولة، لا سيما ذات العلاقة، وكذلك إشراك البعد الشعبي في جميع مراحلها، ومن ذلك الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.

ومن المؤكد أن حملة مثل هذه لن يكتب لها النجاح ان اعتمدت ذات الآليات الراهن، وان ركزت على قضايا خفيفة الوزن ويسهل التعامل مع القائمين بها، ويتم غض النظر عن ملفات كبيرة التي تقف وراءها قوى متنفذة وذات سطوة وتمتلك دالة على سلطات الدولة الثلاث. وهناك أمثلة صارخة على ذلك ومنها مثلا عقارات الدولة، ومن استولى ويستمر في الاستيلاء عليها واجدا لنفسه أغطية يظن أنها شرعية.

ومثال اخر قريب فقد اعلن عن عودة إدارة مطار النجف الى سلطة الطيران المدني، والتي قالت انها لا تعرف اين تذهب وارداته؟! فبيد من كانت إدارة المطار حتى الان؟ وفي أي جيب؟ والى اي مصرف داخلي او خارجي تذهب الإيرادات؟ ما أعلن فقط هو عودة إدارة المطار، وماذا عن السنوات السابقة؟ فهل جرى التعامل معها وفقا لـ”عفا الله عما سلف”.

وفيما تقول الحكومة انها جادة في كشف ملفات الفساد، وبغض النظر عن الجهة القائمة بذلك، اعلن مواطنون انهم تحت التهديد من جماعات مسلحة لاجبارهم على ترك أراضيهم او التهجير بقوى السلاح! لا نعرف اين تضع الحكومة والجهات الرقابية مثل هذا الذي يحصل؟ وفي اية خانة تصنفه؟ فهل هو سرقة تحت تهديد السلاح ام ماذا؟ علما انه مشابه تماما الى عمليات الاستيلاء على بيوت المسيحيين والصابئة!

لا نريد ان نسترسل في إيراد المزيد من الأمثلة التي غدت معروفة للداني والقاصي، وتعج بها مواقع التواصل الاجتماعي التي فيها يتواصل أيضا التهكم على إجراءات الدولة بشان “سرقة القرن” وماذا حل بها.

ومن جانب اخر، جيد الإعلان عن وجود المشاريع الوهمية والمتلكئة، وهي في اغلب الظن معروفة، ومعروف أيضا اين ذهبت الأموال والمبالغ الكبيرة التي كلفت الدولة؟ لكن ماذا عن المسببين في حصول ووقوع ما وقع؟ فهل أيضا شملوا بقانون العفو؟!       

الكثير من التعليقات نجدها على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن سرقة الأراضي والتلاعب بها والتي اعلن عن فضائحها مؤخرا. ومن باب التهكم يكتب العديد في تلك المواقع، داعيا في شهر رمضان الكريم، الى بروز خلافات سياسية أخرى كي تطفو الى السطح ملفات فساد أخرى، جرى السكوت عليها باسم “التوافقية”. 

بالقطع لن تنفع مثل هذه المواقف في تبديد الانطباع المتولد عند المواطنين بان إجراءات مكافحة الفساد كانت وما زالت انتقائية، وتخضع لاعتبارات عدة في مقدمتها المواقف السياسية، دون ان يكون الهدف الأراس هو حماية أموال البلد وتجفيف منابع الفساد، وليس ضخ جرعات مسكنة لعبور فترات “حرجة”، او ان تكون جزءا من دعاية انتخابية اخذ البعض يتهيأ لها مبكرا.

إن مكافحة الفساد في بلادنا تحتاج الى مقاربات أخرى وإرادة ومقاومة الضغوط، ووجود سياسة واليات متكاملة، والاستعداد للزهد بكرسي السلطة والمنصب. ولن ينجز ما مطلوب دون البدء الحقيقي بالخلاص من المحاصصة والسلاح غير الدستوري واستعادة هيبة الدولة وترسيخ العمل المؤسساتي ونفاذ القانون على الجميع.

 *****************************

لا للتدمير الممنهج للصناعة الوطنية

في الوقت الذي ترفع فيه وزارة الصناعة شعار «صناعتنا الوطنية فخر لنا» نظم عمال شركة النسيج والجلود وقفة احتجاجية داخل شركتهم للمطالبة بإيقاف إجراءات الوزارة بخصخصة الشركة وتحويلها  الى مولات ومراكز تجارية، وتوظيف موقعها الذي يتوسط منطقة الكرادة في بغداد  ، لأغراض تجارية بحتة.

لم تقتصر إجراءات وزارة الصناعة على خصخصة الشركات،  بل وصل الحال الى التخلي عن الايادي العاملة وافراغ الشركات والمعامل من الكفاءات عبر نقل خدماتهم الى وزارات خدمية أخرى، ووصف السيد وزير الصناعة  المرحلين بـ  «فائضين عن الحاجة».

ان ما تتعرض له الصناعة الوطنية من عملية تدمير على الرغم من توفر جميع مقومات الارتقاء بواقعها وجعل البلاد ضمن الدول المتقدمة صناعيا، ما هي الا سياسية غايتها جعل البلاد تحت سيطرة الاستيراد من البلدان المجاورة وغيرها ، وبالتالي اعتبارها سوقا استراتيجيا لتصريف البضائع المستوردة، والتي تغزو الأسواق المحلية دون رقابة للجودة النوعية.

ان النهج الذي تتبعه وزارة الصناعة بخصخصة المعامل والتخلي عن القوى العاملة، لا يقتصر ضرره على غزو البضائع المستوردة على حساب الناتج الوطني لشركات القطاع العام، بل امتد الى  شركات  القطاع الخاص. وبهذا يستمر التدمير الممنهج  للصناعة العراقية في جميع قطاعاتها ومواقعها، إضافة الى  الخسائر الكبيرة المستمرة، منذ اسقاط الدكتاتورية وحتى اليوم .

لا يمكن الحديث عن دولة مستقرة، واقتصاد متنوع قوي ، دون وجود صناعة وطنية منتجة ومنظمة. وبات ضروريا تجاوز أساليب الاغلاق والتفكيك وبيع مصانع القطاع العام بحجج غير منطقية.

 يبقى الحل البديل عن ذلك هو تنشيط القطاع الصناعي بشقيه العام والخاص، وإيجاد آلية حيوية للتنسيق بينهما وفق الحاجات الأساسية للمواطنين وضرورات الحياة الحديثة، مصحوبا بتوفيرأفضل الضمانات الاجتماعية للعاملين وتعزيز الشعور لديهم بالأمان والاستقرار، عوضا عن سياسة تفكيك المصانع لصالح مؤسسات تشجع ثقافة التسطيح والاستهلاك.

بلدنا بأمس الحاجة لإعادة الحياة  للصناعة الوطنية خاصة وأنها من اهم الركائز التي يعول عليها في الارتقاء بواقع الاقتصاد العراقي وتنميته، والذي يتطلب إيجاد فرص عمل للالاف من الايادي العاملة التي تعاني البطالة والاهمال لعقود متتالية.

بودنا التذكير ان برنامج حزبنا الشيوعي العراقي الصادر عن مؤتمره الوطني الحادي عشر قد أشار، ضمن أمور أخرى،  الى: «اعادة تأهيل المنشآت الصناعية والمعامل العائدة للدولة، وإصلاحها إدارياً واقتصادياً، ودعمها والنهوض بها كي تساهم بشكل فعال في تنمية الاقتصاد الوطني، ومواجهة القوى والمشاريع التي تحاول المراهنة على تصفيتها عبر بيعها او خصخصتها».

كل الدعم والتضامن  للعمال  المحتجين دفاعا عن حقوقهم المشروعة وحماية لها.

المحلية العمالية

للحزب الشيوعي العراقي

بغداد في 13 نيسان 2023

 ******************************

حصر السلاح بيد الدولة من شروط سيادتها

حصر السلاح بيد الدولة أحد الشروط الرئيسة لضمان هيبة الدولة وسيادتها ولقدرتها على تأمين إنفاذ القانون.

ومن نافل القول التأكيد ان لا أمنا ولا استقرارا، سياسيا واجتماعيا، ولا نموا وتطورا اقتصاديا من دون دولة قانون قادرة على الحفاظ على حقوق وحريات وأمن المواطنين.

تزايد النزاعات العشائرية وشدّتها واستخدام الأسلحة المتطورة، بل الثقيلة أحيانا، والتي تدور معظمها حول التنازع على السلطة والنفوذ المحليين، والسيطرة على موارد مالية وطبيعية واستغلالها بطرق غير قانونية، بعيدا عن سيطرة الدولة ورقابتها، انما يعكس فشل مؤسسات الدولة المختلفة في تحقيق نجاحات مهمة على صعيد السيطرة على السلاح المنفلت، وما النزاعات العشائرية المسلحة إلا واحد من مظاهر العنف والخسائر البشرية والمادية وغياب الأمن الناجم عن استخدامه، فثمة مظاهر أخرى لا تقل دموية، تطالعنا بها الأخبار في أكثر من محافظة، تقف وراءها عصابات جريمة منظمة وشبكات تهريب وفساد، تمتد خيوط ارتباطات بعضها إلى جهات نافذة.

نُدرك تماما حجم التحدي الذي تمثله هذه المهمة بالنسبة للحكومات المتعاقبة، لكن يجب ألا يغيب عن أية حكومة، بأن إنجاز تقدم حقيقي في حصر السلاح بيد الدولة ونزعه عن أية جهة خارجها مهما كانت طبيعتها، يشكلان مفتاحا أساسيا للنجاح، ومؤشرا رئيسا على قدرة الحكومة على تحقيق إصلاحات فعلية.

من صفحة الرفيق رائد فهمي في فيسبوك

 **********************************

إيضاح

صدر، أخيرا، عن دار الرواد المزدهرة كتاب الدكتور مجيد الراضي بعنوان “محنة الوعي في عالم مضطرب “. فيه ذكر الكاتب أسماء عدد من الرفاق الذين عملوا لسنوات طويلة في قيادة حزبنا الشيوعي العراقي، وغيرهم من كوادر الحزب في مواقع نضالية متعددة .

وإذ نعبر من جديد عن اعتزازنا وتقديرنا لهؤلاء الرفاق وما قدموه من عطاء وتضحيات ومشاركة فاعلة في مسيرة الحزب، وتعرضهم لمختلف صنوف القمع والاضطهاد والملاحقة، نؤكد حرصنا الشديد على سمعة الرفاق المناضلين والاعتزاز بإرثهم النضالي.

وإذ ندرك أهمية ودور المذكرات الشخصية لفاعلين سياسيين، من قيادات الحزب أو الحركة الوطنية والديمقراطية، إذا ما خلت من الذاتية المفرطة ومن الانزلاق إلى الطعن والاساءة الشخصية ، في تقديم اضاءات ومعلومات عن الأحداث التاريخية عموما، وفيما يتعلق الأمر بتاريخ حزبنا ومسيرته النضالية على وجه الخصوص .

ونشير في الوقت ذاته إلى أن ما يرد في هذه المذكرات يظل مسؤولية المؤلف ورؤيته وتقييمه الشخصيين، نحترمها، وخصوصا عندما تتسم بالموضوعية.

لذا نعبر عن عدم اتفاقنا مع العديد من القضايا التي جاءت في هذا الكتاب، وخصوصا ما ورد فيه من إشارات تنال بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من شخصيات قيادية في الحزب الشيوعي العراقي، يشهد لسيرتهم النضالية المفعمة بالتضحيات تاريخ حزبنا والحركة الوطنية والديمقراطية.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

15-٤-٢٠٢٣

 ****************************

التيار الديمقراطي في النجف يلتقي الأمين العام لحركة واثقون

النجف - احمد الجنابي

زار وفد من تنسيقية التيار الديمقراطي في النجف، مساء الخميس الماضي، مقر حركة واثقون في المحافظة، وكان في استقباله الأمين العام للحركة علي هادي الشريفي وعدد من كوادر الحركة.

وقدم منسق التيار الديمقراطي في النجف صالح العميدي التعزية للشريفي بوفاة شقيقه، وتحدث لاحقا عن تأريخ تشكيل التيار الديمقراطي العراقي كإطار عمل للتحالف بين قوى واحزاب وشخصيات تتبنى الديمقراطية، على أساس العدالة الاجتماعية.

واستعرض العميدي رؤية التيار الديمقراطي كونه جزءا من قوى التغيير الديمقراطية، حول الوضع العراقي الراهن والحاجة إلى تغيير شامل، وليس لإجراءات ترقيعية، وذلك من أجل منع قوى المحاصصة والفساد من الاستئثار بالقرار السياسي وتأبيد نفسها في السلطة، مؤكدا أن هذا يتطلب تظافر الجهود الوطنية المخلصة لتفويت الفرصة على القوى المتنفذة، ويكون ذلك بالعمل الجماهيري الجاد والواسع، وبخوض الانتخابات ضمن تحالف واسع نحو تغيير موازين القوى لصالح المشروع الوطني الديمقراطي.

من جانبه، رحّب الشريفي بالوفد وفيما ابدى تفهمه لموقف القوى المدنية أكد تواصله معها لإنضاج كتلة انتخابية كبيرة وفاعلة على أساس المشتركات الوطنية.

وشدد الشريفي على ضرورة التوجه لجماهير النقابات والاتحادات المهنية لما تتمتع به من وعي متقدم. كما تحدث عن تجربة الحركة في الانتخابات الأخيرة.

واكد الجانبان على اهمية مثل هذه اللقاءات، والعمل المشترك في بعض الفعاليات.

يذكر أن وفد التنسيقية ضم كلاً من صالح العميدي، د. حيدر خطاب، عارف الماضي، كرار الحدراوي، احمد عباس ومحمد عارف.

 *************************

اتحاد نقابات عمال العراق: خصخصة شركات الصناعة خطوة مكملة لبيع أملاك الدولة

بغداد ـ طريق الشعب

عدّ اتحاد نقابات عمال العراق، خطوة وزارة الصناعة والمعادن بإعادة هيكلة معاملها وشركاتها، استكمالاً للخطوات التي اتخذتها الوزارة في بيع ممتلكات الدولة.

واكد الاتحاد في بيان تلقت «طريق الشعب»، نسخة منه أن ما اعلنته وزارة الصناعة والمعادن، يمثل استكمالاً للخطوات التي اتخذتها الوزارة في بيع ممتلكات الدولة كالمعامل والشركات والعقارات وتعزيزاً للدعوات إلى اعتبار الخصخصة، حسب وصفة المؤسسات المالية والنقدية الدولية الرأسمالية، قادرة على حل مشكلات الاقتصاد.

وشدد البيان على رفض آلية السوق كوصفة مطلقة لحل كل المشكلات الاقتصادية التي تواجهها بلادنا في لحظة الانتقال الراهنة، بل ان الامر يتطلب تدخلاً وفعلاً نشيطا من قبل الدولة، وتأكيد الدور الفاعل لقطاع الدولة دون الغاء دور القطاع الخاص كقطاع وطني يعمل في إطار خطة وطنية شاملة.

واثار البيان جملة من المخاوف والهواجس، أهمها التسريح القسري والمشرع (الإحالة على التقاعد المبكر أو منح إجازة طويلة مثلاً) أو تقليص حجم العمالة وعدم المحافظة على الكوادر والمهارات العلمية والتقنية.

وأضاف الاتحاد أن نسبة البطالة العادية والمقنعة عالية جداً وعدم إعادة تأهيل العمالة التي تسربت من المنشات الإنتاجية أفضت إلى ضعف رأس المال البشري وعدم قدرته على تشغيل الطاقات الإنتاجية التي تحتاج إلى مهارات عالية وخبرات فنية قبل البدء في عملية التشغيل وتحويلها إلى القطاع الخاص.

واشار الى أنه قبل إجراء عملية التخصيص يتطلب الأمر إصدار القوانين واللوائح التنظيمية المناسبة لمعالجة مشكلة العمالة الفائضة وتسريح العمال او إحالتهم إلى التقاعد، موضحا ان تأثير وتفضيل تشغيل العمالة الأجنبية على حساب العمالة العراقية في زيادة معدلات البطالة بحجج وأعذار ليس للقوى العاملة العراقية سبب فيها.

وشدد الاتحاد على أهمية تطبيق التشريعات الوطنية التي تساهم في دعم الاقتصاد والصناعة الوطنيين مثل قانون التعرفة الكمركية، قانون حماية الإنتاج الوطني، قانون حماية المستهلك. ومنع الاستيراد العشوائي للبضائع والسلع المختلفة.

ودعا البيان العاملين في الشركات الى رص صفوفهم والتصدي لهذه الإجراءات بكل الأساليب السلمية، مؤكدا ان الموقف السليم لا يكمن في خصخصة القطاع العام وتسريح العاملين فيه وبيع أصوله فقط، بل في مضمون عملية إصلاح اقتصادية ــ اجتماعية ــ ثقافية شاملة تشمل جميع القطاعات الإنتاجية والخدمية وتطول كافة الفئات والشرائح الاجتماعية.

 ************************************

الصفحة الثالثة

“ابتزاز المقاولين” يُنهك المشاريع الخدمية في الديوانية.. «الكوميشنات» تمول 90 في المائة من «ايرادات» الأحزاب المتنفذة

بغداد – تبارك عبد المجيد

أضعفت المحاصصة وآفة الفساد القانون وعمل مؤسسات الدولة، وبالتالي فان العمل الرقابي على تنفيذ المشاريع يكون غير مجد، الأمر الذي يجعل المواطنين يتحملون عبئا كبيرا، في ظل سوء الخدمات التي يتلقونها من طرف الحكومة.

ففي محافظة الديوانية، يتعرض العديد من المقاولين إلى محاولات ابتزاز، تضعهم أمام خيارين: أما التنازل عن نسبة من مبلغ العقد لصالح جهات ضاغطة، أو دفع رشوة كبيرة لصالح تلك الأطراف، الأمر الذي هؤلاء المقاولين شركاء في صفقات الفساد.

المحاصصة وتأثيراتها

ولا تشمل عملية المحاصصة تقاسم المناصب فحسب، بل أن هذه الظاهرة أخضعت حتى المناطق والمحافظات لضغوطات الأحزاب المتنفذة ومكاتبها الاقتصادية التي تحميها أجنحتها المسلحة، وبالتالي فان أية مشاريع خدمية او استثمارية تعمل عليها الحكومات المحلية في المحافظات، لا بد من ن تحظى بمباركتها أولا.

ويتحدث مسؤول سابق في مجلس محافظ الديوانية عن المحاصصة وتداعياتها، قائلا: إنها “تسببت بتهميش وبإقصاء العديد من الكفاءات والعقول، كما أفرزت أعمال عنف هددت السلم الأهلي”، مشيرا إلى انه في ظل تلك الأجواء “أصبحت الإدارات غير قادرة على العمل وفق القانون، فظهر ابتزاز المقاولين بفضل المحاصصة، التي خلقت هيمنة لبعض الجهات وجعلتها تتمدد إلى مختلف المناصب الرسمية في الوزارات والوكالات والهيئات”.

ويقول المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته في حديث خصّ به “طريق الشعب”، ان “هذه الأحزاب تملك حرية التصرف بالمقدرات المالية والآليات السياسية والتدخل في عمل الوزارات والمحافظات”.

ويضيف ان “90 بالمائة من واردات الأحزاب يجري تمويلها من تلك الأعمال المشبوهة تحت يافطة الكوميشنات والابتزاز”، مشيرا إلى ان غالبية الأحزاب تعمل على وضع الشركات والمقاولين تحت سيطرتهم، وتمنحهم مقاولات مشروطة”.

ويبين، أن المتعارف عليه بين تلك الأحزاب المتنفذة أن تأخذ نسبة من مبالغ العقود المبرمة، تتراوح بين 10 – 20 بالمائة.

وينبه إلى أن ذلك جعل العمل يتراجع تدريجيا وينحدر إلى الأسوأ، يوما بعد يوم.

هدر المال العام

وبالحديث عن تداعيات السلبية التي يخلقها ابتزاز المقاولين، يشير المسؤول الى انه “يخلق ارتفاعا بأسعار سقف الكشف التخميني، فاذا كان بحدود العشرين مليار دينار يرتفع ليصبح 22 مليار دينار أو أكثر، ما يسبب ضياعا وهدرا للمال العام، وفي بعض الأحيان يبقى السعر ذاته، شرط دفع “كومشن” من قبل المقاول إلى الجهة التي تسند اليه العمل، والتي تضمن له عدم المحاسبة على أعمال التنفيذ وتوقيتات الانجاز، الذي ينتهي بالعادة الى عدم مطابقته للمواصفات الموضوعة في شروط التعاقد.

فساد متجذر

يقول احمد سعد، صاحب شركة في محافظة الديوانية، ان “أحد الأحزاب المتنفذة (لم يسمه) يسيطر على مفاصل المحافظة، وبسبب انتشر الفساد بصورة مشرعنة”.

ويضيف في حديث مع “طريق الشعب”، ان أي مشروع لم يحَل على الشركة الراغبة في العمل من دون دفع نسبة الـ10 في المائة من كلفة المشروع مقدما.

ويشير احمد إلى ان “الفساد أصبح آفة نخرت البنى التحتية للمحافظة”، مبينا أن هناك 20 مقاولا فقط من أبناء المحافظة، والبقية من خارجها”.

والى جانب ذلك، تعمل تلك الجهة الحزبية، طبقا لحديث أحمد، على بيع المناصب الحكومية في المحافظة.

وقدّم احمد رفقة مجموعة من المقاولين شكوى الى هيئة النزاهة بهذا الشأن، لكنهم لم يتلقوا أية استجابة على ذلك.

وأشار إلى ان جميع مشاريع الصحة والتعليم والبلدية وحتى مشروع مجاري الديوانية الذي لم ينجز منذ عشر سنوات، طالتها شبهات فساد كثيرة، مردفا أن ظاهرة الابتزاز أخذت تتراجع في الآونة الأخيرة، على أثر تنحية المحافظ السابق.

إجراءات المحافظة

يقول محافظ الديوانية ميثم الشهد في تصريح صدر يوم 4 نيسان الجاري، “نعلن البراءة من اي شخص يحاول ابتزاز المقاولين والاتفاق معهم على نسب لقاء إحالة اي مشروع”، لافتاً الى ان “هذا القرار جاء في ظل الاقبال على إحالة مجموعة من المشاريع التي سوف تنتشل المدينة من واقعها المزري”، حسب تعبيره.

واكد الشهد ان “مشاريع المحافظة سوف تحال الى من يمتلك الكفاءة الفنية والمالية التي تؤهله لتنفيذها وبأسرع وقت واعلى جودة، واي شخص يلجأ إلى الطرق الملتوية سوف يتعرض إلى المساءلة القانونية”، لافتاً الى ان “الشركات والمقاولين كانوا يتعرضون الى اخذ نسبة عند احالة المشاريع عليهم من قبل مسؤولين سابقين في الحكومة المحلية”.

يذكر أن العديد من الشركات والمقاولين في محافظة ديالى، يتعرضون إلى عمليات ابتزاز وتهديد من قبل الجماعات المسلحة، من اجل الحصول على المال لدعم عملياتهم باستهداف المدنيين والقوات الأمنية.

 **************************************

تعقيدات حكومية أمام القروض.. مشكلة السكن تؤرق غالبية العراقيين 

بغداد ـ طريق الشعب

تؤرق مشكلة السكن ملايين العراقيين الباحثين عن سكن ملائم في ظل غلاء أسعار المجمعات الاستثمارية والارتفاع المبالغ في أسعار قطع الأراضي والدور السكنية حتى بات موضوع الحصول على قطعة ارض صغيرة حلما للعراقيين، في ظل فشل المبادرات الحكومية في معالجة هذا الامر.

خطط الحكومة

اكد المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، وجود توجه لدى الحكومة لزيادة إنتاج الوحدات السكنية لاستيعاب الزيادات السكانية وردم الفجوة الموجودة في البلاد، فقد تضمّن البرنامج الحكومي توزيع أكثر من 500 ألف قطعة أرض سكنية، والعمل جارٍ على استكمال فرزها وتوزيعها في عموم المحافظات.

وكشف الهنداوي عن “إدراج مدن سكنية جديدة ضمن المشاريع السكنية، وسيتم تنفيذها في بغداد والمحافظات، بالإضافة إلى منح مساحة للقطاع الخاص للاستثمار في السكن، فضلاً عن زيادة سقوف قروض الإسكان الممنوحة للمواطنين بشكل عام من دون استثناء، وبالتالي هناك أكثر من مسار يجري العمل عليه لمعالجة أزمة السكن في العراق”.

وكان مجلس الوزراء العراقي قرر خلال جلسته الاعتيادية الخامسة عشرة التي عقدت بتاريخ 11 نيسان الجاري، زيادة سقف مبلغ قرض الإسكان ليكون 60 مليون دينار لمركز العاصمة بغداد وأقضيتها ونواحيها، ومراكز المحافظات وأقضيتها ونواحيها، استناداً إلى أحكام قانون الصندوق، وكذلك إلغاء سقف الإعمار التقاعدية.

كم القرض؟

ورأى أستاذ علم الاقتصاد في جامعة البصرة، نبيل المرسومي، أن “صندوق الإسكان قدّم في العام الماضي قروضاً بحدود 6,5 تريليونات دينار، واستفاد منها 192 ألف مواطن عراقي، وكان مبلغ القرض آنذاك 75 مليونا، لكن تم تخفيضه إلى 45 مليون دينار”.

وأضاف المرسومي ان “قرار مجلس الوزراء الأخير، رفع المبلغ إلى 60 مليون دينار، لكن مع ذلك تقتضي الضرورة زيادة هذا المبلغ وارجاعه إلى 75 مليون دينار، ويُقسّط على 25 عاماً، حتى يستطيع المواطنون من ذوي الدخل المحدود والمتوسط أن يقتنوا وحدة سكنية والمساهمة في حل أزمة السكن الكبيرة”.

وأوضح أن “العراق يعاني اليوم من أزمة سكن كبيرة، حيث هناك نقص في الوحدات السكنية بحدود 3 ملايين وحدة، وأن صندوق الإسكان له دور كبير في التخفيف من حدّة هذه المشكلة، فهو أكثر الجهات الحكومية فاعلية في مساعدة المواطنين على بناء وحدات سكنية خاصة بهم”.

لمن الأولوية؟

من جانبه، نبه الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد عيد، إلى أن “إجراءات مبادرة صندوق الإسكان التي أعلنت عنها الحكومة تختلف عن إجراءات قرض البنك المركزي، من ناحية السداد ونسبة الفائدة”، موضحاً أن “مبادرة صندوق الاعمار والاسكان حددت نسبة فوائد بحجة أنها تحميلات إدارية، فالاختلاف بالتسمية فقط، لأن نسبة الفائدة تحمل على السداد الشهري، وليست على المبلغ الكلي للقرض”.

وقال عيد، “أما بشأن من يتسلم القرض، فهناك محسوبية وشبهات في آلية التسليم والأشخاص المستفيدين، وما يثير الشكوك هو عدم تحديد الفئات المستحقة ممن هم أصحاب الدخل المحدود، لذلك على الحكومة الأخذ بعين الاعتبار الأولوية والاستحقاق في هذا الجانب، ومنح الأولوية لأصحاب الدخل المحدود والموظفين من أصحاب المرتبات القليلة في مؤسسات الدولة قياساً بالمؤسسات الأخرى التي يتقاضى موظفوها رواتب ومخصصات عالية”.

ويبدو ان مشكلة العراقيين لم تعد تقتصر على مؤسسات الدولة، فقد بيّن المواطن مناتي حاتم ان تعقيدات المصارف وشرط الكفيل اجبر العديد من المواطنين على شراء كفالة من الموظفين مقابل 5 ملايين دينار، منوها الى ان هذه الحالة أصبحت شائعة في الوقت الحالي.

 ******************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

مشروع مشترك أخر لتطوير الكهرباء

نشرموقع المونيتور مقالاً للكاتبتين كاترين اويرس وكاتيا دولماديجين حول إتفاق الحكومة العراقية مع شركة توتال الفرنسية للطاقة، على عقد لتطوير شبكة الكهرباء المتهالكة وبقيمة 10 مليارات دولار، وهو العقد الذي تأجل إقراره وتنفيذه بسبب جملة من الخلافات بين الطرفين.

مفاوضات صعبة

وأشار المقال الى أن أبرز تلك الخلافات، كان إصرار بغداد، الحصول على 40 في المائة من المشروع الخاص بتحسين إنتاج الغاز(GGIP)، ورفض شركتي توتال وقطر للطاقة الطلب العراقي، مما إضطرت معه الحكومة الى التراجع والقبول بحصة 30 في المائة فقط، مقابل 45 في المائة للفرنسيين و 25 في المائة للقطريين. وفيما رحبت الشركة بالإتفاق وإعتبرته إشارة قوية لتجاوب الحكومة العراقية مع الاستثمار الأجنبي في البلاد، وصفت وزارة النفط العقد بأنه مهم للغاية، لأنه سيوفر الكثير من الخبرة والتكنولوجيا والاستثمارات.

وربط المقال هذا النجاح بزيارة رئيس الحكومة لباريس ومحادثاته حول الطاقة والأمن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك بجولات الحوار الأربع التي إنتهت بلقاء مطول بين رئيس شركة توتال باتريك بويان وبين محمد شياع السوداني، رغم أن بويان كان قد حذر من تخلي الشركة عن المشروع، إذا ما إستمرت حكومة بغداد على مواقفها، لاسيما وإن العراق من البلاد التي ليس من السهل الإستثمار فيه بسبب المخاطر المتنوعة.

أكبر إستثمار

وأعربت الكاتبتان عن دهشتهما من وجود شبكة مهملة ومتهرئة للطاقة الكهربائية، في بلد غني بالنفط والغاز وغيرها من الثروات الهيدروكربونية، واضطراره الى إستيراد ثلث الغاز الذي يحتاجه من إيران، مشيرتين الى الفساد المستشري في جسد الدولة كسبب لذلك.

وبيّن المقال بأن المشروع المنتظر تنفيذه سيعمل على إستثمار الغاز المنبعث من حقول النفط، والذي يُحرق في الهواء حالياً، من أجل تشغيل محطات توليد الكهرباء، إضافة الى بناء محطة طاقة شمسية بقدرة 1 جيجاوات لتزويد شبكة البصرة الإقليمية بالكهرباء. كما سيشمل مشروع GGIP أيضًا بناء محطة لمعالجة مياه البحر لتوفير المياه المستخدمة في إنتاج النفط، كبديل لاستخدام المياه العذبة من الأنهار وخزانات المياه الجوفية.

وذكّر المقال بتصريحات المسؤولين العراقيين عندما تم توقيع الصفقة في عام 2021، قبل أن تؤجل وتعدّل، من إنها ستؤدي إلى المزيد من الإستثمارات، والتي يمكن أن تصل الى 17 مليار دولار، مما يجعلها أكبر استثمار لشركة غربية في البلاد.

حرب بدت أقسى من كارثة هيروشيما

في الذكرى العشرين للحرب الأمريكية في العراق، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً للكاتبة منى جلبي، أوضحت فيه بأن التأثيرات السلبية لتلك الحرب على صحة الناس والبيئة العراقية يمكن أن تعّد أسوأ من القصف الذي تعرضت له مدينة هيروشيما في نهاية الحرب العالمية الثانية.

وإعتمدت الكاتبة على بحوث أجريت قبل سنوات، وأظهرت إرتفاع معدلات الإصابة بالسرطان ووفيات الأطفال في العراق، حيث زادت معدلات الإصابة بسرطان الدم في الفلوجة وحدها بنسبة 2200 في المائة، بعد 12 عاماً على الحرب، فيما لم تزد هذه المعدلات في اليابان عن 660 في المائة.

وأشار المقال الى أن نتائج البحوث التي أجراها الدكتور كريستوفر باسبي أثناء وجوده في جامعة أولستر، أظهرت زيادة في معدلات الإصابة بسرطان الأطفال بنسبة 1260 في المائة، وفي أورام المخ بنسبة 740 في المائة.

كما وجد الباحثون بأن تعرض العراقيين الى الإشعاع بسبب القصف الأمريكي، هو السبب في أن معدلات وفيات الأطفال في العراق أعلى بنسبة 820 في المائة عما هي عليه في الكويت المجاورة.

 ******************************************

الصفحة الرابعة

أحداث في الذاكرة.. بعد مرور عشرين عاما على سقوط النظام الدكتاتوري

بسام محي

منذ نهاية عام 2002 بدأت طبول الحرب تقرع، وتعلو اصوات محبي السلام لتجنب العراق ويلات الحرب التي تريد شنها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بتهمة امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل، ودعم   المنظمة الارهابية “ القاعدة” ودوره في العملية الارهابية في 11 ايلول.

وراحت الجيوش تتجمع في منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي تحديدا، وتوسع التحالف الدولي، وانقسم العالم الى معسكرين، معسكر الحرب والاحتلال، ومعسكر اخر ضد الحرب والاحتلال، هذا المعسكر الذي حشدت له قوى اليسار والديمقراطية والسلام رافعاً شعار “لا للحرب... لا للديكتاتورية”. ومن جانب اخر كان شعبنا العراقي يعاني من سياسة النظام الديكتاتوري واساليبه الوحشية في قمع الحريات والحروب ووطأة الحصار الاقتصادي الدولي الذي سبب اضراراً اقتصادية واجتماعية وثقافية على الشعب العراقي، ولم يؤثر على النظام الحاكم الجاثم على صدور ابناء شعبنا.

كنا نعيش اوقاتا عصيبة حيث ان الوقت يضيق، وتقترب لحظات الحرب، كان حزبنا الشيوعي قد حدد سياسته وموقفه من ان عملية انهاء النظام الدكتاتوري ينبغي ان تنجز بفعل العامل الداخلي من خلال توحيد جهود القوى الوطنية، دون التعويل على العامل الخارجي، ورفض المشاركة في مؤتمر لندن نهاية 2002 برعاية امريكية – بريطانيا، التي شاركت فيه معظم القوى السياسية المعارضة للنظام آنذاك، وعبر عن موقفه في التلازم بين عملية اسقاط الديكتاتورية وموقفه الرافض للحرب والاحتلال وتداعياتها على مستقبل البلاد وسيادتها واستقلالها والذي يفتح الابواب امام عواقب وخيمة.

اكدت جميع المؤشرات والاستعدادات ان الحرب واقعة لامحال حتى ان المنظمات الدولية اخذت موقفاً رافضا للحرب وللديكتاتورية، وقد درست قيادة الحزب الاوضاع الداخلية والدولية وزيادة عزلة النظام الصدامي وضعف مؤسساته وخاصة العسكري. بدأ الحزب يهيئ الخطط والتوجهات لممارسة دوره الطبيعي في نقل كامل نشاطه السياسي والجماهيري والتنظيمي الى داخل الوطن في حال انهيار الديكتاتورية، ومن بين تلك القرارات التنظيمية عملية تهيئة الكوادر الحزبية وعموم اعضاء الحزب، والاستعداد للعودة الى الوطن لمن هو في الخارج.

كانت منظمة السويد من بين اكبر منظمات الحزب قبل 2003، وتضم الكثير من الكوادر الحزبية المجربة، الذين ابدوا استعدادهم الى التوجه الى الوطن، كان مكتب لجنة السويد يتكون من 5 رفاق (ايوب عبد الوهاب “ابوبدر”، ونعمان السهيل “ابو رائد”، جاسم محمد عيسى “ م. هشام”، بسام محي” ابو رافد”، عبد الزهرة “ابو تحسين”) ينتظر توجيهات قيادة الحزب. جاء قرار القيادة بتوجه الرفاق ايوب وجاسم وبسام الى الوطن في فترة لا تتجاوز الاسبوع الثاني من شهر اذار 2003، وهذا ما حصل لعدد اخر من الكوادر الحزبية من بلدان اخرى.

وكان عبورنا الى كردستان سهلاً من شمال سوريا الى كردستان عبر نهر فيشخابور، قام المركز القيادي في شقلاوة بتهيئة خطة التحرك وتوزيع الكادر على عدة محاور (سليمانية، اربيل، دهوك) وان تكون مهمة الرفاق مراقبة ومتابعة الاحداث الجارية، وتنظيم العلاقة مع الجماهير المحيطة بمنظماتنا في كردستان، وتنظيم علاقات مع الاحزاب الاخرى المتواجدة، تفعيل الدور الاعلامي، ورفع مستوى وعي الجماهير، والاستعداد للدخول الى عمق الوطن واعادة بناء التنظيم الحزبي.

بدأت الحرب في ليلة 19-20 اذار، كنت حينها في شقلاوة اتقاسم مع الرفيق (ابو بدر) الغرفة، حيث سمعنا صوت الرفيق الراحل علي العقابي (ابو برافدا) من خارج البيت يبلغنا بان الحرب قد بدأت، في حينها كنا نتابع الاحداث عبر فضائية (الجزيرة) كانت تلك المشاهد تعتصر قلوبنا للدمار والمآسي التي يتعرض لها شعبنا من الاستخدام المفرط لمختلف انواع الاسلحة المدمرة، وصار لدينا يقين بأن عمر النظام الصدامي قد انتهى وان العد التنازلي قد بدأ، وانها مسألة وقت فقط لا غير.

بعدها بيومين توجهت مع الرفيق فارس كريم (ابو حياة)، والرفيق عضيد شلتاغ (ملازم احسان) والرفيق جاسم محمد عيسى (م. هشام)، الى دهوك، واقمنا في مقر محلية دهوك للحزب الشيوعي الكردستاني، كنا قد شكلنا محوراً قيادياً يضم مناطق الموصل وجنوبها، وجرى تحركنا وفق خطة مدروسة في تنظيم العلاقات مع الجماهير المحيطة بنا، والتي كانت مذعورة جداً من الحرب، خاصة وان الشعب الكردي عانى الكثير من النظام الدكتاتوري، ورغم الشتاء البارد في شهر اذار توجهت آلاف العوائل للإقامة في الجبال خوفاً من الحرب الامريكية وبطش النظام الديكتاتوري، والذي كان يهدد باستخدام أبشع الاساليب ضد الشعب الكردي والعراقي عموماً.

كان سير الحرب يزيدنا قلقا، وبدأ نشاطنا الاعلامي يتصاعد في التعريف بموقف حزبنا الرافض للحرب بأعتبارها الاسوء والاشد تدميراً، وانها، اي الحرب، ستجلب الاحتلال وليس الديمقراطية، وان الوسيلة الافضل لإنهاء الديكتاتورية ان تكون بوحدة القوى الوطنية وجميع ابناء شعبنا الخيرين، كان الحزب يناشد المنظمات الدولية وخاصة مجلس الامن والامم المتحدة وشعوب العالم للتضامن مع الشعب العراقي ووضع حد لهذه الحرب المدمرة.

كنا نشاهد من سماء دهوك الصافية استخدام الأسلحة الحديثة خاصة الطيران الحربي في قصف مدينة الموصل الوديعة، وتوسع العمليات العسكرية البرية، وتحول العراق الى حقل لتجارب العديد من انواع الأسلحة الامريكية والبريطانية وغيرها، كانت المآسي والمعاناة تتضاعف على كاهل المواطنين الذين يبحثون عن قارب النجاة ويتنقلون من مدينة الى اخرى وفي مختلف قصبات المحافظات، بحثا عن الأمان، وكنا نرى ان الدمار اصاب البنى التحتية للمؤسسات الصناعية والخدمية، وانحلال الجيش والمؤسسات الامنية والمدنية.

في التاسع من نيسان دخلت القوات المحتلة الغازية بغداد الجريحة المنكوبة بعد قتال داخل المدينة ومحيطها وتم الإعلان عن سقوط النظام الدكتاتوري. وفي العاشر من نيسان دخلنا الى مدينة القوش شمال مدينة الموصل، وكانت للحزب ركائز تنظيمية وعوائل شيوعية. كانت المدينة تعيش حالة رعب بعد الدمار الذي اصاب عددا من المباني واتذكر مقر فرقة حزب البعث وبعض الربايا العسكرية القريبة والشوارع المدمرة، رحب الاهالي بقدومنا، وفي الحال تحول بيت الرفيق الراحل (توما توماس ابو جوزيف) الى مقر للحزب وجرى استقبال العشرات من الشخصيات واهالي المدينة، وفي نفس الوقت دخلت المدينة قوات من البيشمركه التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني وقوات من الحركة الديمقراطية الاشورية.

وفي يوم الحادي عشر من نيسان توفرت لنا فرصة الدخول الى مدينة الموصل، وفي حينها كلفني الرفيق ابو حياة مسؤول المجموعة للتوجه الى مدينة الموصل مع ثلاثة رفاق آخرين، كانت المدينة عبارة عن جبهة قتال ومواجهات عسكرية بين بقايا البعثيين الصداميين والعسكريين وقوات مشتركة من البيشمركة والامريكان، وكانت مهمتي بأن أقوم بتحديد مكان جيد في إحدى المباني وفتح مقر للحزب في مدينة الموصل، وفعلاً تمكنت مع مجموعتي من السيطرة على مقر الاتحاد الوطني لطلبة العراق. في نفس اليوم طلب الرفيق وضاح عبد الامير (ملازم سعدون ) ان أتوجه من الموصل الى دهوك ومن ثم الى شقلاوة، تركت الموصل ووصلت شقلاوة في اليوم التالي، وهناك ابلغني الرفاق التوجه الى بغداد .انطلقنا من مقر الحزب في شقلاوة بثلاث سيارات، حيث كان في السيارة الاولى الرفاق (كريم فارس- ابو حياة، علي ابراهيم- ابو عوف، بسام محي- ابو رافد، عمار صفاء الحافظ)، والسيارة الثانية الرفاق (جاسم الحلفي- ابو احلام، جاسم محمد عيسى (م. هشام)- ابو يسار، شاكر الدجيلي- ابو منير) وفي السيارة الثالثة الرفاق (ابو كرنفال، عضيد شلتاغ- ملازم احسان واثنين اخرين من الرفاق المرافقين). كما سبقنا في النزول عن طريق ديالى عدد من الرفاق كان بينهم الرفيق علي مهدي (ملازم ماجد) والرفيق كاظم الحسني (ابو محمد). وبعد مرورنا في كركوك كان الطريق الى بغداد فيه مشاهد من الفوضى وعدد من سيطرات الجيش الامريكي وحركة سيارات المواطنين، كانت تلك المشاهد مزيجا لمشاعر الناس بين الفرحة لسقوط الديكتاتورية والمذاق الاول للحرية، وماسي الحرب ومظاهر الخراب والدمار وخاصة ذلك الفراغ السياسي والامني، وحالة من الفوضى والحواسم والفرهود ، أي، النهب والسرقة والتخريب لممتلكات الدولة العامة، لا يمكن أن ننسى مشاهد فرار افراد الجيش وتدمير واسع للمعدات والاسلحة المتنوعة للجيش وخاصة في معسكر (فادية) في الموصل ومعسكرات كركوك وربايا المناطق المحيطة بكردستان والوحدات العسكرية في ديالى ومحيط بغداد.

دخلنا بغداد في الثالث عشر من نيسان حيث فيها مشاهد الذعر والخوف والتشرد والحرمان والعوز بعد نهاية حرب وقتال ضار وقاس، فالكثيرون لا يعرفون مصيرهم بعد سقوط النظام، ولم نشهد مظاهر فرح عارمة بدخول الغزاة والمحتلين من الامريكان، وانما المسرة في سقوط نظام صدام والخلاص من اساليبه الوحشية، في تلك الساعات الاولى كان صدام وزمرته يختبئون في بغداد ومنهم من توجه الى المحافظات وخارج العراق.

كانت الحياة في بغداد متوقفة، كان معنا في السيارات بيانات ومنشورات الحزب واعداد من جريدة طريق الشعب السرية، وهكذا قررت مجموعتنا التوجه الى ساحة الفردوس، حيث وجدنا تمثال الطاغية صدام ساقطا ومدمرا لمعظم اشلائه فرأسه واجزاء من التمثال سحلت الى وسط شارع السعدون، هناك في ساحة الفردوس بدأنا بتوزيع بيان الحزب انا والرفيق ابو حياة متحدثين مع الجمهور والمارة والسيارات عن موقف الحزب من الحرب ودعوتهم الى رص الصفوف، حينها احدثنا ضجة كبيرة في الساحة ومحيطها، كان استقبال الناس لنا بفرحة ممزوجة بتساؤلات عن الحزب، و عن مصير العراق والمحتل الامريكي، وعن الحكومة القادمة وغيرها من المخاوف لتداعيات الحرب.

وفي اليوم الثاني توجهنا الى البحث عن اماكن للقاء مع الرفاق في بغداد والتوجه الى لملمة التنظيم، وكانت البداية ايضا في ساحة الفردوس حيث نجتمع وندشن نقاشات مع المواطنين، ومن بينهم شيوعيون، كانت لدينا صلات متواضعة وغير منتظمة مع عدد من الشيوعيين في بغداد. كنا نحقق اتصالات جيدة ونتوسع بسرعة كبيرة وبدأت جماهير الحزب تضغط علينا لاتخاذ قرارات تنظيمية وميدانية، وهكذا حققنا خطوات ملموسة منها:

  • تشكيل مركز قيادي في بغداد من الرفاق الذين دخلوا الى بغداد.
  • اعادة توزيع المهمات والتوجه الى المحافظات لإعادة بناء التنظيم وفتح مقرات للحزب بدعم واسناد ومبادرة من الرفاق في المحافظات.
  • افتتاح المقر الرئيسي في ساحة الاندلس في بغداد رسمياً في 20 نيسان 2003 حيث شكل ذلك اهمية كبيرة للشيوعيين والمواطنين عامة.
  • تنظيم الندوات والموسعات العلنية والمفتوحة للتثقيف والترويج لسياسة الحزب وموقفه من النظام المقبور زمن الحرب والاحتلال.
  • رفد الإعلام الحزبي بآخر الاخبار والتقارير عن الاحداث في بغداد والمحافظات.
  • التوجه الى توظيف الوسائل الإعلامية الفضائية المتواجدة حينذاك لعكس مواقف الحزب.
  • توجيه الجماهير بضرورة تنظيم لجان شعبية للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة من النهب والسرقة والتدمير والحفاظ عليها.
  • اتخاذ قرار بتقسيم بغداد الى منظمتين في الرصافة والكرخ.
  • الاتصال بالشيوعيين القدامى والبعيدين عن التنظيم والمثقفين والأكاديميين والشخصيات الوطنية والاجتماعية.
  • تنظيم فعاليات مناهضة للتواجد الامريكي ومنها في 20 نيسان في ساحة الفردوس وإعلان فتح مقر الحزب.
  • اتخذت قيادة الحزب قراراً بتعليق عدد من فقرات النظام الداخلي ليتسنى للمواطنين الانتماء الى الحزب وعودة البعيدين عنه.
  • اتباع آليات تنظيمية مرنة في العلاقة مع المواطنين وفي اعادة بناء التنظيم الحزبي.

البدايات كانت صعبة تختلط فيها مشاعر مختلفة ومتناقضة، الا ان الهدف الرئيسي كان هو اعادة بناء الحزب، فرغم الظروف الموضوعية القاسية، والامكانيات الذاتية المتواضعة تمكنا من وضع اللبنات الاساسية لاعادة بناء الحزب بعد ربع قرن من الاضطهاد والحرمان والابتعاد عن الساحة.. تبقى شجرة الحزب سنديانة حمراء لا تزعزها العواصف ولا تقلعها الرياح، ممتدة في جذور العراق، يعمل وينشط تحت فيئها قوافل من الشيوعيين لتحقيق اهدافهم النبيلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة من الرفيق بسام محي: حاولت عكس صورة الأوضاع قبل وبعد سقوط النظام الدكتاتوري في نيسان 2003، ودور الحزب في إعادة تنظيم صفوفه. اعتذر لأي خطأ ورد، فالأحداث مر عليها عشرون عاماً، واعتمدت على ذاكرتي في تدوين الاحداث.

 ********************************

المهمات الراهنة

ازاء التطورات في المرحلة المقبلة، المفتوحة على احتمالات عديدة، لا بد لحزبنا ورفاقه من مواجهة المنعطف التاريخي الذي تمر به بلادنا كقوة وطنية جامعة موحدة تعبر دائماً عن المصالح الوطنية العليا، وعن ضمير الشعب، وتجسد، بسياستها وممارستها الوحدة الوطنية، فتتحول بحق إلى القوة المحركة لأوسع حركة وطنية، وفي الوقت نفسه الرافعة لأوسع حركة ديمقراطية، تبني دعائم دولة عراقية ديمقراطية حديثة تقوم على حقوق المواطنة والعدالة الاجتماعية، وتكافح لإنهاء تركة الاحتلال والسيطرة الأجنبية واستعادة السيادة والاستقلال وترفض الاستبداد أيا كان واكد المؤتمر ان البديل لكل ما تشهده بلادنا الان من ازمات واختناقات هو المشروع الوطني الديمقراطي الذي يعكف الحزب على صياغته وتقديمه كأساس لتجميع وتوحيد القوى الوطنية العراقية.

وشخص المؤتمر مهامنا الراهنة ومن بينها:

١ - إيلاء العناية اللازمة بالحزب ومنظماته والارتقاء بحضورنا السياسي والفكري والاعلامي والثقافي ووجودنا التنظيمي، نوعاً وكماً وتقوية صلاتنا وعلاقاتنا بالجماهير وتبني مطالبها والدفاع عنها. وهذا يتطلب إيلاء اهتمام مضاعف بعملنا الحزبي والتوظيف السليم للإمكانيات والطاقات المتوفرة.

٢- الارتقاء بنشاط الحزب على الصعد الفكرية والثقافية والاعلامية، والعمل النشيط مع الأوساط الواسعة من حملة الفكر التنويري والتقدمي ، للارتقاء بالوعي الاجتماعي وإشاعة وترسيخ القيم والمفاهيم العقلانية والديمقراطية، وتلك التي تدعو لاحترام حقوق الانسان والحريات المدنية ، والنضال من أجل اعتمادها في بناء الدولة وممارسة السلطة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من التقرير السياسي للمؤتمر الوطني الثامن  للحزب الشيوعي العراقي المنعقد للفترة بين 10 ـ 13 ايار 2007

 ***************************************************

الصفحة الخامسة

هل يختفي العسل العراقي؟.. نحالون: صرنا كالرحالة.. نتنقل بحثا عن الماء!

متابعة – طريق الشعب

“إذا اختفى النحل من كوكب الأرض فلن يبقى للإنسان إلا سنوات قليلة للاختفاء بعده”.. مقولة شهيرة منسوبة للعالم والمخترع الألماني ألبرت آينشتاين، تبرز سرا عظيما من أسرار الحياة المتجسدة في هذا المخلوق الصغير العجيب.وفي العراق، يلمس كثيرون اقتراب نهاية الحياة في أجزاء واسعة من البلاد بسبب أزمتي الجفاف والتلوث البيئي، اللتين انعكستا سلبا على تربية النحل.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في العام 2019 من خطورة التلوث الجوي والتغير المناخي، وما يمثلانه من تهديد على النحل وبقية الحشرات التي تعد المسؤول الرئيس عن تلقيح أكثر من ثلثي الزهور والنباتات والمحاصيل الغذائية العالمية، مؤكدة ان تراجع أعداد النحل واختفاءه سيكون لهما عواقب وخيمة على النظم البيئية العالمية ورفاهية الإنسان.

ويثير الاختفاء المتزايد لخلايا النحل في العراق، قلق الاختصاصيين في تربية النحل وإنتاج العسل الطبيعي، وسط تخوف من استمرار الأزمة التي يعتبرها هؤلاء “ظاهرة خطيرة غير مسبوقة”.

ويضطر انحسار مياه نهري دجلة والفرات مربّي النحل لنقل مناحلهم إلى أماكن أقرب للأنهار. كما تؤدي قلة الأزهار بسبب الجفاف، إلى تناقص أعداد النحل المنتج للعسل، ما يفسح المجال لاستيراد هذه المادة الغذائية من الخارج.

بين الجفاف وغزو الغرباء!

يواجه النحّالون العراقيون مصاعب كثيرة في إنتاج العسل بسبب أزمة الجفاف التي حلت في البلاد، إضافة الى دخول العسل المستورد الذي بات يملأ الأسواق المحلية، فضلا عن غزو بعض الأنواع الغريبة من النحل، الحقول العراقية.

ووفقا لاختصاصيين، فإن أنواعا غريبة من النحل دخلت إلى العراق من دول مجاورة، عبر إقليم كردستان، ما سبّب مشكلات للنحّالين. إذ انتشرت هذه الأنواع في الحقول، ونشرت أمراضا عدة بين النحل العراقي، وقضت على أعداد هائلة منه.

لا يوجد شيء!

يقول النحال خيري حسنين: “كنا سابقا نجد في جذوع الأشجار الميتة خلايا نحل، ونجد معها كميات كبيرة من العسل، وذلك لوجود وفرة في الغذاء. فالنحل عندما يخرج كان يجد الخضرة والأزهار المتنوعة”، متابعا قوله في حديث صحفي: “أما اليوم، فلا يوجد شيء من هذا”!

ويوضح أنه “كنا نجد خلايا النحل أيضا على جدران الطين، وكانت تنتشر دون تدخل أو اعتناء من أحد. فلم تكن هناك أمراض أو تلوث بيئي بهذا الحجم، حتى ان العسل الذي كنا نستخرجه من هذه الخلايا، كان نقيا جدا. فيما كانت تضم الخلايا أكثر من 30 ألف نحلة”.

 أشبه بالرحّل!

وجعل انحسار مياه نهري دجلة الفرات مربي النحل أشبه بالبدو الرحل. إذ صار يتحتم عليهم نقل مناحلهم إلى أماكن قريبة من الأنهار، حيث يكثر الزرع والزهور المطلوبة كغذاء ضروري للنحل المربى.

 وفي هذا الصدد يقول النحال مازن جبار: “نحن باستمرار نقوم بنقل مناحلنا إلى أماكن بعيدة عن محال إقامتنا، حتى صاروا يشبهوننا بالرحالة”، مبينا في حديث صحفي أن “هذا النقل المستمر للمناحل يأتي بسبب عدم توفر المياه في مناطقنا التي نسكن فيها. لذلك لا نستطيع ترك المناحل في محلها، ما يتطلب منا البحث عن مصادر الرحيق والمياه”.

ويلفت إلى أنه “أحيانا في فصل الصيف نقوم بنقل المياه إلى المناحل بسياراتنا الخاصة”.

مصدر عيش لآلاف العائلات

في حديث صحفي سابق، يذكر المهندس الزراعي المتخصص في تربية النحل غانم العزاوي، أن “صناعة العسل في العراق تُعد مصدر عيش لآلاف العائلات العراقية. لكن هذه الصناعة اليوم باتت مهددة بالتراجع، بسبب الجفاف والتصحر وقلة الغطاء النباتي وانتشار الأمراض وضعف الدعم”.

ويضيف قائلا أن “تربية النحل من المشاريع الاقتصادية الناجحة، وأصحابها نجحوا في توفير كفاية السوق العراقية من العسل الطبيعي، طوال الفترة السابقة، إلا أن هذه المهنة تراجعت في الأعوام الثلاثة الأخيرة، نتيجة للإهمال الحكومي وتراجع الزراعة وزيادة التصحر وتلوث البيئة، ما دفع الكثيرين من المربين إلى العزوف عن مزاولة مهنتهم”.

 وليس الجفاف فقط هو الآفة التي على النحالين مواجهتها لاستمرار عملهم، بل ان النحل المستورد الذي تصدره دول الجوار، خاصة تركيا وإيران، إلى البلاد دون حسيب أو رقيب، صار يكثر في الحقول، ناشرا أمراضا شتى أتت على أعداد هائلة من أسراب النحل العراقي - حسب العديد من المربين.

 ومع كل ذلك يتمسك النحالون بمهنتهم في ظروف لم يعتادوا عليها من قبل.

ومن أجل مواجهة خطر انقراض النحل في العراق، أقامت وزارة الزراعة العديد من المختبرات العلمية والبحثية لمواجهة الأمراض المستحدثة التي تصيب النحل وتكبد النحالين خسائر فادحة، والتي تضاف إلى خسائر انحسار المياه وفقدان العديد من المساحات المزروعة التي يتغذى عليها النحل.

 ****************************

اگول.. تجنبوا العقاب البدني!

سلام السوداني

يستخدم قسم من المعلمين “العقاب البدني” كإجراء لإنزال العقاب بالتلميذ في حال ساء سلوكه أو لم يذاكر الدرس المطلوب منه. ويكون العقاب ضربا بالعصا أو صفعا باليد، أو إلزام التلميذ بأداء تمرينات ورياضات وأعمال شاقة.

لكن لهذا النوع من العقاب مساوئ كثيرة قد تنتهي إلى هروب التلميذ من المدرسة. أو تجعله قلقا متوترا عدوانيا، وتدفعه نحو الكذب والغش. لذلك يتوجب من المعلمين الابتعاد عن هذه العقوبة الخاطئة.

وترى سارة حسن محمد، وهي مديرة مدرسة، أن العقوبات تأتي لقمع سلوك غير مرغوب فيه، مستدركة “لكن المعلم الجيد لا بد أن يثق بقدرة التلميذ على التحسن، قبل أن يلجأ إلى العقوبة. لذلك يجب أن يكون العقاب خيارا أخيرا، وعلى المعلم أن يطبقه بشكل مخطط ومدروس، وليس من أجل تفريغ غضبه والتنفيس عن احباطاته”.

فيما يرى المعلم ماجد عباس عبد الواحد، أنه من الضروري إنذار التلميذ المقصر وتحذيره من السلوكيات الخاطئة قبل معاقبته، على أن تكون العقوبة هادئة وغير انفعالية.

ووفقا للمعلم غسان عواد، فإن “استخدام العقاب البدني بشكل مفرط يخلف آثاراً عكسية على سلوكيات الطلبة، فيكون رد فعل الطالب احياناً قاسياً تجاه المعلم، ما يفقد الأخير هيبته أمام طلبته”.

بينما تشدد المعلمة هالة عبد الكاظم، على أهمية أن تكون العقوبة تربوية وليس انتقامية “فالمعلم هو أب وموجه ومقوم لسلوكيات الطلبة، ولا بد أن يراعي ظروف الطالب النفسية والعائلية والمعيشية والمدرسية، قبل معاقبته”.

وعليه، نرى من الضروري الابتعاد عن العقاب البدني، والتوجه إلى أساليب أخرى للعقاب، كالعقاب المعنوي الذي أثبتت دراسات عديدة أهميته وجدواه وأفضليته على العقاب الجسدي. كذلك من الضروري أن تتم مكافأة التلميذ الناجح والمجد والملتزم، وهذا بدوره يعد محفزا لبقية التلاميذ على الالتزام والنجاح والتفوق.

 ***********************

انهيار  «بوابة الشامية» بفعل الأمطار!

الشامية – رياح الشباني

تعرض مشروع “بوابة الشامية الحديدية” عند المدخل الرئيس لمحافظة الديوانية، إلى الانهيار بفعل موجة الأمطار الغزيرة الأخيرة التي ضربت البلاد. وعلى إثر الحادث وجّه المحافظ بتشكيل لجنة للتحقيق مع الشركة المنفذة للمشروع.

هذا المشروع الذي كان في مراحل التنفيذ الأخيرة، بلغت كلفة إنجازه مليارا وربع المليار دينار عراقي – حسب ما يذكره متابعون لـ “طريق الشعب”.

وعلى إثر الحادث، نظم مواطنون عديدون وقفة احتجاجية في موقع المشروع، أعربوا فيها عن استيائهم من سوء إدارة المشاريع في الديوانية وفشل غالبيتها، منوهين إلى أنهم سيرفعون دعوى قضائية ضد الجهات التي تهدر المال العام في مشاريع فاشلة.

وقال أحد المشاركين في الوقفة لـ “طريق الشعب”، أنه “في الوقت الذي تتعرض فيه بيوت عشرات المساكين في مدينة الشامية للغرق بفعل الأمطار، نرى المشاريع تتهاوى وتتطاير في مهب الريح”! مشيرا إلى أن “انهيار المشاريع بهذا الشكل، يدل على سوء إدارتها وتخطيطها”.

وفي سياق ذي صلة، طالب عدد من المشاركين في الوقفة، بتعويض العائلات التي تضررت منازلها إثر موجة الأمطار.

إلى ذلك، وجه محافظ الديوانية ميثم الشهد، بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة بخصوص سقوط البوابة.

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمحافظ، ان اللجنة ستحقق مع الشركة المنفذة للمشروع (شركة الهشام للمقاولات العامة)، مبينا أن المشروع أحيل إلى الشركة وفق المناقصة رقم 67 لسنة 2021، وبلغت كلفة إنجازه أكثر من مليار دينار.

 ******************************************

باسمي وباسم عائلتي أتوجه بالشكر والامتنان للرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي والرفاق في قيادة الحزب واللجنة المحلية في الرصافة الأولى، على حضورهم مجلس عزاء شقيقي ومواساتهم لنا، متمنيا السلامة للجميع.

الرفيق جبار الفتلي

 *********************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى، عائلة صديق الحزب المهندس كاظم خشان الوهامي بوفاته.

 للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

 ************************************************

الصفحة السادسة

اشتباكات عنيفة في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع

الشيوعي السوداني يدعو الى الوقف الفوري لإطلاق النار وخروج المسلحين من المدن

الخرطوم ـ وكالات

تدور منذ صباح امس السبت اشتباكات عنيفة في الخرطوم بين الجيش السوداني الذي يقوده الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو، في تحول مفاجئ للصراع بينهما إلى نزاع مسلح.

في الوقت الذي ندد فيه الحزب الشيوعي السوداني بالصدام المسلح بين الأطراف المتقاتلة، حذر من تعريض السودانيين للخطر بسبب رعونة مطامع القوى المعادية للثورة.

مطامع القوى المعادية

وذكر الحزب في بيان ان “الصدام العسكري المسلح المكثف العنيف المتبادل بين جنرالات اللجنة الامنية والقوات التابعة لهم يضع جماهير شعبنا تحت خطورة ورعونة مطامع القوى المعادية للثورة وللمزيد من سفك الدماء”، مرجعا هذا الصدام الى “انحراف القوى العسكرية والمدنية التي تصدت لقيادة البلاد وحكمها منذ بداية الثورة ٢٠١٩”.

واكد الحزب ان الجماهير الشعبية الصامدة التي ظلت تناضل من اجل استمرار الثورة والوصول الى السلطة المدنية الديمقراطية الكاملة هي ضحية استمرار العنف والعنف المضاد، مشيرا الى ان طريق العودة الي الحياة الطبيعية يبدا بالايقاف الفوري الشامل لتبادل اطلاق النار وخروج الجيوش والمليشيات من المدن والقرى والابتعاد عن تجمعات المواطنين في القرى والأرياف.

واعتبر الحزب ما يجري الان هو استمرار للصراع حول السلطة وثروات البلاد بتشجيع من بعض القوى الاجنبية، وتنفذه الجيوب المسلحة لهذه القوى الخارجية، مبينا ان البدايات الدموية واستمرارها هو ما كان يحذر منه الحزب وأدى ويؤدي الى ارباك وترويع المواطنين.

ودعا الحزب الى ضرورة الاسراع في حل جميع الميليشيات وجمع السلاح المنتشر في المدن والأرياف وإعادة تكوين الجيش الوطني القومي المهني الموحد، مؤكدا على ضرورة رص الصفوف من اجل وقف إطلاق النار الفوري وخروج الجيوش والمليشيات من المدن وانقاذ البلاد من صراعات الجنرالات الدموية.

وشدد الحزب على ان مطلب الساعة الحالية هو وحدة الشعب السوداني وكل القوي الوطنية وقوي التغيير الجذري ولجان المقاومة حول أهداف الثورة وإعادة السلام والأمن والاستقرار، وهو الارضية الوحيدة للخروج من الازمة الحالية لاسترداد الثورة وتأسيس سلطة الشعب.

السيطرة الكاملة

وأعلنت قوات الدعم قبيل ظهر أمس “السيطرة الكاملة” على القصر الجمهوري في وسط العاصمة ومطارها وكذا مطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط). وقالت في بيان لها، إنها سيطرت أيضا على مقر إقامة قائد الجيش الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، ردا على هجمات للجيش على قواعد لها.

وقالت هذه القوات التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو، في بيانها: إنها تمكنت من “السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومطاري مروي والأبيص وعدد من المواقع بالولايات” الأخرى. في المقابل، قال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله: “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”.

وأضاف أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.

وأعلن الجيش السوداني بعد ظهر امس أن الطيران الحربي نفذ ضربات جوية على معسكرين لقوات الدعم السريع في الخرطوم فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين اللذين تبادلا الاتهامات ببدء القتال.

وقال بيان للجيش، إن “القوات الجوية تقوم بتدمير معسكر طيبة ومعسكر سوبا التابع لميليشيا الدعم السريع” في الخرطوم.

اتهامات متبادلة

وكانت قوات الدعم السريع قالت في البداية إن الجيش السوداني شن امس السبت هجوما على إحدى قواعدها في الخرطوم، فيما كان يسمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية، حسبما أفاد مراسلون من وكالة الأنباء الفرنسية وشهود عيان.

كذلك اتهم الجيش السوداني امس السبت قوات الدعم السريع المسلحة بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى بُعيد إعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها.

وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله: “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”، مضيفا أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.

مواجهات عنيفة

وجاء في بيان قوات الدعم السريع التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي: “تفاجأت قوات الدعم السريع صباح يوم السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد القوات (التابعة للدعم السريع) في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصارا على القوات المتواجدة هناك، ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة”.

كما ذكر شهود بأن “مواجهات” ودوي انفجارات وإطلاق نيران سمعت قرب قاعدة تتمركز فيها قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم. وسمع مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية إطلاق نار قرب مطار الخرطوم وفي شمال العاصمة السودانية.

يأتي هذا بعد يومين على تحذير الجيش السوداني من أن البلاد تمر بـ “منعطف خطير” بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية، فيما تراوح جهود العودة إلى المرحلة الانتقالية مكانها.

في السياق، قالت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري في السودان إنها أجرت اتصالات بالقيادات العسكرية وحثتها على ضبط النفس والعودة لطاولة الحوار.

 *********************************

لولا يطالب واشنطن بالكف عن «تشجيع الحرب»

بكين ـ وكالات

في ختام زيارة للصين، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الولايات المتحدة إلى وقف “تشجيع الحرب” في أوكرانيا، قبل أن يتوجّه إلى الإمارات العربية المتحدة امس السبت.

وقال لولا السبت لصحافيين في بكين “على الولايات المتحدة أن توقِف تشجيع الحرب وأن تبدأ بالحديث عن السلام”. وأضاف أن الأسرة الدولية يمكنها “إقناع” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن “السلام يصب في مصلحة العالم بأسره”.

وقبل العودة إلى برازيليا، وصل الرئيس البرازيلي إلى الإمارات لزيارة رسمية تستمر يومًا واحدًا يلتقي خلالها الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان. وأجرى لولا، زيارة استمرت يومين للصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع شريكه التجاري الرئيسي. واستغل فرصة الزيارة للتأكيد على أن البرازيل “عادت” إلى الساحة الدولية وتأمل في لعب دور الوسيط في النزاع الدائر في أوكرانيا.

ويطرح الرئيس البرازيلي فكرة تشكيل مجموعة من الدول يكون الهدف منها العمل من أجل السلام في أوكرانيا. وكان قد وعد قبل زيارته للصين بأن هذه المجموعة ستشكل بعد عودته.

 ************************

بيلو: لا يمكن مكافحة تغير المناخ بلا تنمية

واشنطن ـ وكالات

أكد عبد السلام بيلو المسؤول الممثل لـ23 دولة إفريقية في البنك الدولي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن الدول الإفريقية لا تريد أن يكون تمويل البنك الدولي لتغير المناخ “على حساب التنمية”.

قال بيلو “يجب أن نكون واضحين جدا. لم ينكر أي من البلدان التي أمثلها أهمية الاحتباس الحراري، لكن هذا لا يمكن أن يتم على حساب التنمية”. وتساءل “كيف يمكن أن يكون إجراء تحول اقتصادي إذا لم يكن هناك وصول إلى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء” التي ما زال 600 مليون إفريقي محرومين منها. في هذه الظروف، أولوية البلدان الإفريقية، على حد قول الممثل الإفريقي، هي أن يكون لديها “بنك أقوى وأكثر فاعلية لكن يحتفظ بهويته الخاصة المرتبطة بإعادة الإعمار والتنمية”، بينما تتواصل المناقشات حول إصلاح المؤسسات.

وأُحرز تقدم خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي مع الإعلان عن زيادة القدرات التمويلية للبنك الدولي بمقدار 50 مليار دولار للسنوات العشر القادمة.

 **********************************

ألمانيا تغلق آخر محطاتها النووية

برلين ـ وكالات

نفذت ألمانيا امس السبت الوعد الذي قطعته بإغلاق آخر ثلاثة مفاعلات نووية لديها في ختام عملية تخلٍ عن الطاقة الذرية بدأت منذ فترة طويلة، على الرغم من الجدل الذي يثيره هذا القرار في سياق الأزمة المناخية الملحة.

ويفتح أكبر اقتصاد في أوروبا فصلا جديدا في مجال الطاقة بعدما واجه تحدي وقف الاعتماد على الوقود الأحفوري وفي الوقت نفسه إدارة أزمة الغاز الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.

وسيتم فصل محطات توليد الكهرباء «إيسار 2» (جنوب شرق) ونيكارفيستهايم (جنوب غرب) وإيمسلاند (شمال غرب) عن شبكة الكهرباء.

وكانت الحكومة الألمانية منحت هذه المحطات مهلة بضعة أسابيع بعد موعد توقفها الذي كان محددا في 31 كانون الأول، لكن من دون العودة عن قرار طي صفحة الطاقة النووية.

وقالت وزيرة البيئة شتيفي ليمكه خلال الأسبوع الحالي إن «المخاطر المرتبطة بالطاقة النووية لا يمكن السيطرة عليها بالتأكيد». وهذا تذكير بأن المخاطر المرتبطة بالنووي المدني تثير استياء شرائح واسعة من السكان منذ عقود، وقد عززت حركة الدفاع عن البيئة.

**************************

تبادل ثان للأسرى بين الحوثيين والسعودية

صنعاء ـ وكالات

أطلق الحوثيون والتحالف العسكري بقيادة السعودية سراح عشرات الأسرى امس السبت في ثاني أيام عملية واسعة لتبادل سجناء في إطار النزاع في اليمن، تأتي في خضم جهود دبلوماسية عزّزت الآمال في إنهاء الحرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

ونقلت طائرتان اقلعتا من مطار أبها في جنوب المملكة 237 أسيرا من الحوثيين إلى صنعاء، حسبما أفادت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان، ومراسلو وكالة فرانس برس.

كذلك نقلت طائرة من صنعاء إلى الرياض 16 سعوديا وثلاثة سودانيين كانوا يقاتلون في صفوف التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ 2015 دعما للحكومة في مواجهة الحوثيين. وكان في الطائرة كذلك ابن عضو المجلس الرئاسي اليمني طارق صالح وشقيقه.

وسيّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضا ثلاث رحلات أخرى بين المخا (غرب اليمن) الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية وصنعاء، نقلت 100 سجين من الحوثيين.

وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي، بحسب وكالة الأنباء السعودية، أن عملية تبادل الأسرى “محل الاهتمام البالغ من القيادة السياسية والعسكرية بالتحالف لإنهاء ملف الأسرى واستعادة كافة الأسرى والمحتجزين”.

 *********************************************

83 في المائة من الفرنسيين يؤكدون راهنية الصراع الطبقي.. المؤتمر 39 للشيوعي الفرنسي يدعو لتوسيع تحالف اليسار

رشيد غويلب

عبّر الشيوعيون الفرنسيون عن فرحهم باستطلاع للرأي أجراه المعهد الفرنسي للرأي وأبحاث السوق (إي اف أو بي)، في 13 نيسان الجاري، رأى أكثر المشاركين فيه، إن فابيان روسيل السكرتير الوطني للشيوعي الفرنسي، هو الشخصية القادرة على جمع أوسع قوى اليسار في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وحصل روسيل على 34 في المائة، يأتي بعده برنار كازينوف من الحزب الاشتراكي (27 في المائة) وجان لوك ميلينشون من حركة «فرنسا الابية» (26 في المائة). اما في أوساط اليسار، فقد جاء ميلينشون أولا، بحصوله على (54 في المائة)، يليه فابيان روسيل (49 في المائة)، وبعده والمخرج وعضو الجمعية الوطنية فرانسوا روفين (47 في المائة).

جاءت نتائج الاستطلاع منعشة للشيوعيين الفرنسيين الذين تعرضوا لهجوم عنيف من قبل أطراف في تحالف اليسار «التحالف الايكولوجي الاجتماعي الشعبي جديد». وكان زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي قد قال في افتتاح المؤتمر الـ 39 لحزبه، الذي استضافته مدينة مرسيليا في أيام 7 – 10 نيسان الجاري، ان تحالف اليسار الحالي قد تجاوزه الزمن. ودعا أحزاب اليسار الأخرى إلى الانفتاح على تجمع واسع النطاق ليسار الوسط، في إشارة الى جناح من الحزب الاشتراكي. وذكر بالاسم رئيس الوزراء السابق برنارد كازينوف، مثلا للحلفاء الذين يجب استعادتهم. يذكر ان التنظيم المذكور لم ينضم الى تحالف اليسار الحالي، لتقاطعه مع سلوك جان لوك ميلينشون.

توترات في تحالف اليسار

أثار موقف قيادة الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي جاء وسط التعبئة ضد «اصلاح نظام التقاعد» سلسلة من ردود الفعل الغاضبة. النائبة عن حزب الخضر ساندرين روسو، كتبت في تغريدة على تويتر، ان الجبهة الشعبية يمثلها تحالف اليسار القائم. ودعا مانويل بومبارد، زعيم جماعة إنسوم، الشيوعيين إلى «توضيح» مرة وإلى الأبد موقفهم من تحالف اليسار الحالي. من جهته، حث روسيل «الحلفاء» على «الاهتمام بشؤونهم الخاصة». وقال في ختام المؤتمر: «لا يجب على أحد أن يملي على الشيوعيين كيف يصوتون، وكيف يفكرون ويتصرفون، أو مع من يمكن أن يتحاوروا. نحن مستقلون، نحن أحرار، نحن شيوعيون».

ولم تختف التوترات ابدا بين الحزب الشيوعي، وحركة فرنسا الابية على الرغم من العمل سوية في إطار تحالف اليسار (145 مقعدا في الجمعية الوطنية الفرنسية). ولم يغفر جان لوك ميلينشون، الذي أراد حشد كل اليسار خلفه، اشتراك الشيوعيين في انتخابات الرئاسة بمرشح مستقل، لقناعته بالحاجة لأصوات ناخبي الشيوعيين في الجولة الثانية لهزيمة زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبان. ويعود الخلاف الى السلوك غير الودي لميلينشون تجاه الحزب الشيوعي، الذي نظم حملة لدعمه في انتخابات عام 2017، لكنه تعامل مع الشيوعيين بتعالٍ، وأنهم ليسوا اكثر من «جامعي أصوات»، واساء لهم في مناسبات عديدة.

بالنسبة لزعيم الحزب الشيوعي مثلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة «لحظة صعود». ويرى الكثيرون من الشيوعيين ان روسيل دافع عن الحزب ضد عجرفة ميلينشون.

هل يستطيع اليسار الفرنسي تجاوز خلافاته وتقاطعاته، ليقطع الطريق امام الصعود المستمر لزعيمة اليمين المتطرف؟ هذا ما ستكشفه الأسابيع والاشهر المقبلة. ان تجميع أوسع تحالف لقوى يسار الوسط، يتطلب بالتأكيد برنامج الحد الأدنى، غير المحكوم بحدود الأيدولوجيا، وعلاقة بين أطراف اليسار مبنية على التكافؤ واحترام استقلالية الآخر دون وصاية او تحجيم.

المؤتمر الـ 39

واثناء أجواء التوتر مع حزب الخضر، اعيد انتخاب فابيان روسيل، في آخر أيام المؤتمر 39، سكرتيرا وطنيا للحزب الشيوعي الفرنسي بأصوات 80,4 في المائة من المندوبين. وكان مندوبو المؤتمر، البالغ عديده 700، يمثلون 40 ألف عضو، قد أقروا الوثيقة السياسية المقدمة من روسيل، والموسومة «الطموحات الشيوعية لأيام جديدة سعيدة»، بنسبة 82 في المائة. وطرحت وثائق سياسية أخرى لم تحصل على الأكثرية.

هيمنت الى حد كبير، على أجواء المؤتمر، المعركة الحالية ضد «إصلاح» نظام التقاعد. وتم خلال المناقشات التأكيد على أن المقاومة لا تقتصر على خطط الإصلاح المرفوضة من قبل ثلثي السكان، بل هي أوسع بكثير وموجهة ضد الظلم الاجتماعي الذي يتزايد نتيجة سياسات الرئيس. إيمانويل ماكرون وحكومته.

وأكد روسيل، انه لا غنى عن الحزب الشيوعي في الكفاح ضد هذه السياسة. وان كل من توقع «نهاية التاريخ» واختفاء الحزب الشيوعي قبل ثلاثين عاما كان مخطئا جدا. وعلى الرغم من أن الأفكار الشيوعية اثقلت بسلبيات التجارب السابقة، إلا أنها لا تزال في الجوهر صالحة. وإن هيمنة حكم الرأسمالية محكوم عليها بالفشل.

أهمية الصراع الطبقي

أكد استطلاع أجراه معهد (إي اف أو بي) بتكليف من جريدة اللومانتيه، ان 83 في المائة من الفرنسيين يعتقدون أن الصراع الطبقي لا يزال مهما، وان 73 في المائة من مؤيدي الحزب الجمهوري اليميني المعارض يتبنون الرأي نفسه. ويرى 80 في المائة ممن شملهم الاستطلاع، انه يجب حماية قطاعات الصحة والتعليم والإسكان من المنافسة وقوانين اقتصاد السوق لصالح جميع المواطنين. ويرى 72 في المائة ضرورة قصوى لمنح العاملين دورا أكبر في ادارة الشركات. ويعتقد 64 في المائة، في إمكانية بناء مجتمع قائم على التعاون وتقاسم السلطة. ويحمل 56 في المائة النظام الرأسمالي مسؤولية الكارثة المناخ.

 *******************************************

الصفحة السابعة

في ذكرى غزو العراق.. نظام المحاصصة لا يمكن له الاستمرار

نجاح يوسف

إن ما تطرقت إليه بلاسخارت مؤخرا وخلال حضورها معرض الكتاب الدولي المقام في أربيل من أن “النظام الذي تأسس عام ٢٠٠٣ لا يمكن له الاستمرار” يثير الكثير من الجدل حول مسؤولية أي من القوى التي ساهمت بولادة نظام ما بعد صدام المشوه والذي أنتج نظام المحاصصة الطائفية والعرقية التي ألحت الإدارة الأمريكية على فرضه على العراق والعراقيين قبل الغزو وبعده ولقي المباركة والترحيب من قبل زعماء الطائفية العرقية وإيران. إن الجرائم البشعة التي أرتكبها المحتل من تدمير شامل للبنى التحتية وتسبب بمقتل ملايين العراقيين تحت ذريعة وجود أسلحة الدمار الشامل، وبناء الديمقراطية وجعل العراق نموذجا يحتذى به في المنطقة هذه الكذبة المخادعة التي مهدت ليس فقط في بناء هذا النظام المشوه والذي كلف العراقيين دماءً ثمينة وحربا داخلية طائفية، ومليارات من الدولارات التي أهدرت على محاربة الإرهابيين من بقايا النظام السابق والقاعدة وبعدهم داعش الإرهابية،

ولكن أيضا حصل كل ذلك وقواعد المحتل العسكرية وقواته متواجدة على أرض العراق وسوريا والدول المجاورة. وكان ينبغي على المحتل أن يحافظ على أرواح العراقيين وثروات العراق وأمواله وإعادة بناء ما خربته الحرب، نجدهم كانوا يغضون النظر عن تهريب النفط وهدر المال العام وشبهات الفساد الواسعة وسرقة أموال العراق عن طريق المشاريع الوهمية وصفقات بيع الدولار من البنك المركزي. وما يحز بالنفس فإنه وبعد كل هذا الدمار وملايين الضحايا وتفشي الفساد أفلت هؤلاء المجرمون من العقاب وعن دفع تعويضات الحرب والدمار. ولقد ذكّر الصحفي البريطاني باتريك وينتور في مقاله حول غزو العراق في صحيفة الغارديان من أن “العديد من التحذيرات، التي طرحها الكثيرون من الخبراء في شؤون العراق والشرق الأوسط، قبيل اندلاع الحرب، والتي تم تجاهلها وخاصة من قبل الساخر بوش وحلفائه، مؤكداً بأن إقدام هؤلاء على غزو العراق واحتلاله وإدارته، رغم جهلهم بظروفه، مثّل غطرسة بامتياز”.

 وكان العراقيون وهم يمرون بظروف صعبة أمنية واقتصادية وسياسية، حيث ما ان يتخطون تلك الأزمات يجدوا أنفسهم وقد أدخلهم قادتهم الفاسدون في أخرى أعمق وأخطر،

 فقد كانوا يأملون أن تسجل الأمم المتحدة حضورا واضحا في مساعدة الشعب العراقي تخطي مآسي الحروب والتأثير على الشأن العراقي م

 فالعراق اليوم لازال محتلا من قبل الولايات المتحدة وتركيا وإيران حيث تتواجد قواعدهم وأذرعهم العسكرية وعملاؤهم في جميع مفاصل الدولة، وتدخلاتهم في الشأن السياسي والاقتصادي والأمني العراقي واضحة للعيان حيث ومنذ الأيام الأولى للاحتلال تم حل الجيش العراقي والشرطة وحل محلهما جيش وقوات أمن جرى تدريبها من قبل ضباط الاحتلال وتشكلت على أسس طائفية وعرقية مما أفقدها مهنيتها وكفاءتها العسكرية وأصبحت مترهلة بالفاسدين والتابعين للطائفيين مما سبب باحتلال داعش لثلث الأراضي العراقية في فترة رئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي.

ن خلال الضغط على الحكومات المتعاقبة لرفع مستوى معيشة العراقيين والحد من التدخلات الأجنبية بالشأن العراقي وخاصة من إيران وعملائها والوقوف إلى جانب شباب الانتفاضة الباسلة والقوى المدنية ومنظمات المجتمع المدني وقوى التغيير الديمقراطي، ويكون لها حضور فاعل في الانتخابات التي جرت في العراق من خلال الضغط على السلطات الثلاث إقرار القوانين الانتخابية العادلة والحد من التزوير الواسع إضافة إلى فضح التلاعب بنسبة المشاركين بالانتخابات.

ولكن مع الأسف نجد هذه المنظمة وقد اندمجت بالكتل الفاسدة وكما يحلو للعراقيين أن يقولون بأنها تدعم الفاسدين والقتلة خاصة وتأتي زيارة غوتيريش سكرتير منظمة الأمم المتحدة الأخيرة للعراق ولقاءاته بقتلة المتظاهرين والفاسدين وتعمده على عدم الالتقاء بممثلين من شباب الانتفاضة ومن منظمات المجتمع المدني وقوى التغيير الديمقراطي دليل من أن هذه المنظمة أصبح وجودها شكليا وفقدت تأثيرها وحيادها ودفاعها عن مبادئها الإنسانية وأخذت شيئا فشيئا تأتمر بمراكز القرار في الغرب.  

 في ظل كل هذه الظروف واستمرار الكتل المتنفذة الغوص أكثر في مستنقع سياستها الاقتصادية الريعية التي تعتمد على بيع النفط مقابل استيراد الكثير من السلع التي كان العراق يصنعها ويزرعها من قبل، هذا من جانب ومن جانب آخر التشبث بسياستها المنافية للدستور إن كان في تقديم ميزانيتها السنوية دون تقديم الحسابات الختامية أو مناقشة وإقرار البرلمان العراقي عدد من القرارات التي تتعلق بانتخابات مجالس المحافظات والانتخابات البرلمانية القادمة أو قوانين تحاول بها تكميم الأفواه وتقليص مساحة الحريات الخاصة والعامة حيث جرى قبل فترة منع بيع وتصنيع وتوزيع واستيراد المشروبات الكحولية وهذا معناه استهداف أرزاق أتباع الديانات والطوائف غير المسلمة مما يعتبر انحياز السلطة السياسية لضغوط القوى المحافظة، كما سيزيد من انتشار ظاهرة المخدرات وازدهارها. فالحكومات التي تعاقبت على دست الحكم فشلت تماما في المحافظة على تطبيق الدستور حيث ما زالت الميليشيات التابعة للأحزاب ترتكب الموبقات تجاه المتظاهرين السلميين وتهدد السلم الأهلي إضافة فشل تلك الحكومات في فض النزاعات العشائرية المسلحة وتجريدها من أسلحتها المتوسطة وحصر السلاح بيد الدولة. هذا من جانب ومن جانب آخر فإن حكومة الكاظمي ومن بعده السوداني لم يستطيعا تقديم قتلة شباب الانتفاضة إلى القضاء العادل والنزيه وتطبيق قانون الأحزاب الذي يمنع تلك الأحزاب التي لها أذرع عسكرية بالاشتراك في الانتخابات، أي أن تلك الحكومات المتعاقبة فشلت فشلا ذريعا على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية وقد حان الوقت إلى تنحيها عن الحكم أو إجبارها على فسح المجال للبدائل الوطنية الكفوءة لإعادة بناء الوطن على أسس اقتصادية وسياسية علمية ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب لإعادة قاطرة العملية السياسية إلى السكة الصحيحة اعتمادا على مبدأ المواطنة المتساوية، فالفشل في ذلك سيؤدي الى الكثير من التراجع في كافة مفاصل الدولة والمجتمع مما يهدد السلم الأهلي.

 ***********************************

المفهوم الماركسي للحزب والعالم الرقمي الافتراضي!!

ماجد لفتة العبيدي

إن تكوين  الحزب البروليتاري الثوري وطبيعة مهامه من وجهة النظر الماركسية يعتمد على الموقف الطبقي من الصراع الدائر بين البروليتاريا والبرجوازية،  وعلى  موقع الطبقة العاملة وحلفائها  في الصراع الدائر الذي يتطلب بناء حزب سياسي ينقل الطبقة العاملة من طبقة بذاتها يدور نضالها  في إطار العمل النقابي الاجتماعي إلى طبقة لذاتها عبر تشكل حزبها السياسي البروليتاري الثوري، والذي وضع  كارل ماركس برنامجه بخطوطه العامة في البيان الشيوعي الذي كتبه في 1848 في خضم الأحداث الثورية العاصفة في اوربا، وقد قام ماركس وأنجلس بتشكيل شبكة المراسلين في فرنسا وانكلترا وألمانيا في ،1846 وبعد اتحادها مع عصبة العادلين بقيادة كارل شابر في عام 1847، حيث قام ماركس بالخطوة العملية  الأولى لتكوين منظمة سياسية للطبقة العاملة أطلق عليها (العصبة الشيوعية ) وطرح برنامجا يعتمد النضال السلمي للطبقة العاملة ونبذ روح المغامرة  والعنف .

وانطلق ماركس من خلال ذلك للعمل على بناء منظمة عالمية للطبقة العاملة مؤكدا على أهمية الحزب الثوري في نضال الطبقة العاملة وحلفائها الفلاحين والمثقفين الثوريين وسائر الشغيلة والكادحين، وقد تحقق ذلك في لندن(1864-1876) بتأسيس جمعية الشغيلة  العالمية (الأممية الاولى ) والتي ضمت في صفوفها جمعيات و منظمات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار من البرونديين والبلانكيين والشارتيين والباكونيين والقوميين البولنديين والاشتراكيين الألمان والجمهوريين الايطاليين، واستطاع ماركس بحنكته ودبلوماسيته  إدارة الصراع بين هذه الاتجاهات المختلفة والمتصارعة .

لقد ارتبط مفهوم ماركس للحزب الثوري في ظروفه الزمكانية وتغير مفهوم الحزب الثوري وطبيعته ومهامه منذ تشكيل الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وظهور الأممية الثانية (1889) وانتهاجها سياسة التوافق الطبقي والعمل النقابي وقضايا الدفاع عن الوطن والتخلي عن مفهوم ديكتاتورية البروليتاريا والتعويل على التحول السلمي البرلماني لتحقيق الاشتراكية.

  وقد جرى صراع فكري حول هذه القضايا بين الاصلاحيين والثوريين في داخل الأممية الثانية وتجلى ذلك في النقاشات التي جرت في المؤتمر الثاني للحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي 1903 بين مارتوف ولينين حول شروط العضوية والتي أدت إلى انشقاق الحزب إلى المناشفة والبلاشفة ومهدت   لولادة  الأممية الشيوعية الثالثة لاحقا عام 1919، وقد أظهرت النقاشات التي دارت في المؤتمر الفارق  بين المفهومين، حيث أراد لينين للحزب أن يكون منظمة قوية تضم رفاقا مناضلين لديهم واجبات وحقوق يتحملون أعباء النضال الطبقي ويساهمون في رسم وتطبيق سياسية الحزب ويدعمونه ماليا، بينما أراد مارتوف الارتباط المعنوي والاختيار الفردي للارتباط بالحزب من دون تحديد الالتزامات والواجبات وكذلك عدم تحديد الاشتراكات المالية، وهذه الشروط لا ترتقي حتى إلى عضوية الجمعية أو النادي الاجتماعي، وتجعل الحزب ناديا للثرثرة والنقاشات البيزنطية !!

إن الصراع حول مهام الحزب وعضويته وإيديولوجيته وسياسته ظل دائرا لعشرات السنين، وأدى إلى انشقاقات وخسائر بشرية ومعنوية كبيرة تتطلب منا اليوم الوقوف عندها ودراسة تجارب الحركة الشيوعية والعمالية والاستفادة منها وإيجاد الوسائل والطرق الجديدة في العمل في ظل العالم الافتراضي الرقمي الذي بات مؤثرا وفاعلا في كافة مجالات الحياة بما فيها حياة الحزب وعضويته وطبيعة عمله وأساليبه ووسائل كفاحه اليومي.

لذا شكلت النقاشات في أروقة المجلس السابع لحزبنا المنعقد في 24 شباط 2023 محطة هامة على طريق تطوير عمل الحزب ومعالجة إشكالاته وإيجاد طرق وأساليب وأشكال جديدة للعمل تتلاءم مع الواقع وتساعد على رفع مستوى العمل الحزبي وفق التحديات والمهام الراهنة.

وكان في  مقدمة القضايا التي عالجها المجلس الربط الجدلي بين العمل التنظيمي والفكري و التصدي للعمل الجماهيري وتوسيع دائرة الاحتجاج وأشكاله  وتجسير العلاقة مع الشبيبة والطلبة والمرأة وتغيير التركيبة العمرية والطبقية  للحزب، والعمل على تربية كوادر شبابية قادرة على قيادة العمل واعتماد وسائل التواصل والفضاء الرقمي في تنظيم وتحشيد الآلاف من الشبيبة والطلاب والنساء للمشاركة  في العمل الجماهيري والسياسي وتطوير التجارب الواعدة في مجال العلاقات والتبرعات الالكترونية وخلق حركة جماهيرية مؤازرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الرقمي لتصبح ظاهرة عملية في الحياة الحزبية والسياسية على المد البعيد.

كما تضع التطورات التكنولوجية والمعلوماتية الهائلة التي أحدثتها العولمة أمام الشيوعيين واليساريين بشكل عام مهام جديد يتطلب التصدي لها واستعادة دور اليسار من خلال التقييم المتأني لتجاربنا النضالية بشكل شفاف لتجديد وسائل وطرق عملنا. وقد تميز الحزب الشيوعي العراقي عن باقي الاحزاب بتقييم جميع مراحل نضاله في الكونفرس الثاني 1956 وفي الكونفرس الثالث 1967 وفي المؤتمر الرابع 1985 والمؤتمر الخامس 1995 تم تقييم تجربة الكفاح المسلح، وقد عكست التقييمات تصورات العقل الجماعي وتقييمه الموضوعي لتجربة الحزب خلال العقود الماضية.

إن الحزب الشيوعي العراقي يناضل اليوم من أجل خلق تحالف واسع لقوى التغيير الديمقراطية المدنية والاجتماعية لتحقيق التغيير المنشود عبر العمل الواعي والمنظم لخوض حرب المواقع وربط الممارسة الثورية في الواقع الموضوعي وتجاوز القوالب القديمة واعتماد الأساليب والطرق الحديثة في العمل التي تمكنه من التصدي لمحاولة القوى المتنفذة لإشاعة اليأس والإحباط والعفوية والقدرية في صفوف الجماهير لاستمرار حكمها الطائفي المحاصصاتي.

**********************************

الصفحة الثامنة

الجمعيات الفلاحية التعاونية.. دورها وأهميتها للفلاحين

سلام عبد الرحيم تويج*

تشكل الزراعة قطاعاً اقتصادياً واجتماعياً في العراق؛ إذ أنها المصدر الرئيس للأمن الغذائي والنشاط الاقتصادي لحوالي ثلث السكان، وموطن استقرارهم، ممثلاً بالفلاحين وعوائلهم فهم الأساس في تطوير هذا القطاع، الذي أصبح ضرورة حياتية واقتصادية واجتماعية. ويعد هذا القطاع بشقيه النباتي والحيواني المحرك الرئيس لمعظم القطاعات الاقتصادية، ويمتاز بديمومته مع وجود حاجة فعلية لمخرجاته، فهو يسهم بشكل فاعل في تنمية الناتج الإجمالي للدخل القومي وتحقيق الأمن الغذائي وسلامة الغذاء، كونه القاعدة المتينة والراسخة التي تنطلق منها معظم القطاعات الأخرى. كما أنه مساهم أساس بالأمن الوطني عن طريق إيجاد فرص عمل لامتصاص البطالة وتقليص حجم الاستيراد وخلق استقرار اجتماعي، ومساهم بصورة مباشرة وغير مباشرة في تحسين البيئة والتصدي للتغيرات المناخية والاحتباس الحراري، وأن مجمل العملية الإنتاجية في هذا القطاع تقع على عاتق الفلاحين، اذ يعد النشاط الاقتصادي الأساس لهم ولعوائلهم.

وعلى الرغم من ذلك يواجه الفلاحون في العراق تحديات كبيرة ومتنوعة منها، زيادة الإنتاجية وتحسينها وتقليل تكاليفها مع المحافظة على مواردهم الطبيعية وإيقاف نزيف تدهور أراضيهم الزراعية وتلبية حاجاتهم من المياه والتكيف مع التغير المناخي، اذ يشهد العراق قلة الإيرادات المائية وتناقصها المستمر من دول الجوار.

إن تلبية حاجات الفلاحين ودعمهم مسؤولية الجميع، افراد وحكومات ومؤسسات لا سيما الجمعيات الفلاحية والتنظيمات الريفية غير الحكومية التي تشكل عنصراً رئيساً في التنمية المستدامة لتميزها بقدرتها العالية على تنظيم الفلاحين في مجاميع، اذ تأخذ أحياناً شكلاً مؤسسياً يتمثل بمشاركتهم وعن طريق تنظيماتهم في تخطيط المشاريع التنموية بواسطة حشد أبناء المجتمع الريفي والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية لتحقيق موارد اقتصادية والمحافظة على البيئة من التلوث.

إن تنظيم الفلاحين في مجموعات يساعد على زيادة كفاءة وفعالية توريد الخدمات الارشادية والاستشارية للفلاحين، وتسهيل إدارة التقانات الزراعية عن طريق نقل النظم الزراعية بين الأسر الفلاحية المختلفة وتشجيع الفلاحين على استخدام الممارسات الزراعية البيئية البسيطة فضلا عن زيادة الإيرادات وتحسين المستوى المعاشي لأبناء الريف خصوصا صغار الفلاحين.

وعليه فان التنظيمات الفلاحية تحقق هدفين رئيسيين هما: تلبية حاجات أعضائها والسعي إلى تحقيق الربح والاستدامة، وهي بذلك تعد مشروعاً اجتماعياً يعمل على ترسيخ الديمقراطية والسلام. اذ عرفتها منظمة الأمم المتحدة بأنها رابطة فلاحية مستقلة بذاتها تتكون من اشخاص يعملون من أجل الوفاء باحتياجاتهم وتطلعاتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عن طريق مؤسسة يشتركون في ملكيتها وتدار إدارة ديمقراطية. كما عرفت بأنها تنظيمات فلاحية ذات شخصية معنوية مستقلة اقتصادية واجتماعية ومهنية تسعى لخدمة أعضائها وهذه المنظمات كونت اتحاد عام عرف باسم الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية التعاونية، وهي بذلك تسعى إلى التغلب على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعترضهم من حيث توفير مستلزمات الإنتاج وخفض التكاليف وتسويق المنتجات الزراعية وفقاً للمبادئ التعاونية.

ولغرض انبثاق الوعي الثقافي والسياسي بين صفوف الشعب العراقي لا سيما فئات الفلاحين، ألزم قانون الإصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958 الفلاحين المشمولين بتوزيع الأراضي، الانتماء إلى الجمعيات الفلاحية. كذلك أضاف قانون الإصلاح الزراعي 117 في 1970 جملة من الأمور إلى القانون السابق منها أساليب الري المستخدم وخصوبة الأرض وقرب الأراضي من مراكز التسويق، وبعدها تم صدور القانون 43 لسنة 1977 الذي اكسب هذه الجمعيات الشخصية المعنوية مما أدى إلى زيادة أعدادها اذ بلغ عددها 2064 جمعية وعدد أعضائها 362037 عضواً سنة 1979. الا ان عملها أصبح هامشياً واصابها الركود خصوصا بعد اصدار القانون 56 لسنة 2002 والذي تضمن بفك ارتباط الجمعيات الفلاحية التعاونية والاتحادات الفلاحية من وزارة الزراعة من الناحية الإدارية والمالية وارتباطها بالمنظمات المهنية وأخذت تعطي مصروفاتها ونفقاتها من إيراداتها الذاتية، ثم صدر بعد ذلك القرار رقم 3 لسنة 2004 الذي جمد عمل الاتحادات الفلاحية التعاونية المعزز بالدستور وفق المادة 126 لسنة 2005 وبالتالي فقدت الدعم المادي والمعنوي الذي كانت تحظى به.

ومما سبق يعد ضعف الاهتمام والدعم الحكومي أحد المعوقات التي تواجه الجمعيات الفلاحية في العراق، يضاف إلى ذلك الافتقار إلى الكفاءة الإدارية، وضعف التمويل مما دفع هذه التنظيمات إلى التوجه إلى أدوار جديدة غير تلك الأدوار التي أنشئت لها والتي تنحصر بتمثيل الفلاحين والدفاع عن مصالحهم فقط.

يتطلب من التنظيمات الفلاحية التعاونية أن تلعب دورا فاعلا لمواجهة تحديات زراية كبيرة منها تحقيق الامن الغذائي وتلبية حاجات المجتمع الريفي والنهوض بمكوناته كافة، وهذا يستوجب العمل مع الجهات التشريعية والدوائر الزراعية المختصة في مجال صياغة الاستراتيجيات والسياسات والبرامج والخطط والتقويم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ماجستير ارشاد ونقل التقانات الزراعية

 ******************************

في يوم الفلاح.. الحركة الفلاحية تعمل في ظروف معقدة

إعداد أحمد القصير

انعقد المؤتمر الفلاحي الأول في بغداد في سينما الخيام بتاريخ ١٥ /نيسان/١٩٥٩أي قبل إجازة الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية بأكثر من شهر.

كانت الفترة السياسية آنذاك تتسم باشتداد التآمر والضغوط ولاسيما بعد فشل انقلاب الشواف في الموصل.

إن الإقرار بحق العمل الديمقراطي لكافة الطبقات والشرائح الاجتماعية المعادية للاستعمار والاقطاع، والناشطة في الميدان الوطني هو الخيار الاكثر تجسيدا لمطالب الشعب، وهو الذي يؤمن القاعدة الاجتماعية للثورة.

فالسير في طريق الحرية والاستقلال الوطني وصيانة الجمهورية والدفاع عن مصالح فقراء الشعب من العمال والفلاحين والكادحين هو ما تقتضيه مصلحة البلد وتطوير الاقتصاد الوطني.

إن عقد المؤتمر الأول للفلاحين في ظل الشرعية والقانون وبعد سنين كالحات من الإرهاب والتسلط يعتبر تمهيدا لتويج حق الفلاحين بالتنظيم المهني أسوة بنقابات العمال واتحاد الطلبة والشبيبة والمعلمين وغيرهم.

وكان انعقاد المؤتمر الفلاحي الأول بمثابة بشرى للفلاحين تشفي غليلهم فيما يخص تنفيذ قانون الإصلاح الزراعي الذي شرعته الثورة في ٣٠ /٩ /١٩٥٨.

وكان الاعتقاد السائد أن عقد المؤتمر له علاقة وثيقة بذلك. فالحركة الفلاحية وممثلوها قد انتقدوا الإقطاع وكبار الملاكين وشهّروا بظلمهم واستغلالهم ونظام حيازة الارض الملائم لمصالحهم.  وركزت الحركة على الشعارات والمطالب الفلاحية العادلة، وبرز دور الفلاحين وجمعياتهم في تنفيذ قانون الاصلاح الزراعي لصالحهم وتضمين حقوقهم، ومنذ ذلك الوقت كان خط الحركة الفلاحية   يتبنى الاصلاح الزراعي الجذري والحلول الجذرية لمسالة الارض.

وفيما بعد مع الاسف الشديد استطاع الاقطاعيون وملاك الاراضي ان ينجحوا في تعزيز نفوذهم في السلطة واجهزتها التنفيذية، بينما واجه الفلاحون والفقراء والعمال الزراعيون مزيدا من المعاناة والهموم وأصبحوا عرضة للاضطهاد والمشاكل.

ومنذ ذلك الحين ومعظم الجمعيات تختار ما يسمونهم كبارهم (من حيث النفوذ العشائري والمكانة الاجتماعية) بغض النظر عن الكفاءة القيادية والاخلاص وخدمة الفلاحين.. لم يكن ثمة توجه للتمييز بين الفئات الفلاحية على أساس التمييز الطبقي والوعي. الأغنياء والسراكيل ورؤساء الافخاذ. هذه الشريحة من الفلاحين تتميز بمكانتها الاجتماعية والقدرة على ارتداء قناع المجاملة ومحاباة السلطة والمساومة والتواطؤ إن اقتضى الحال على حساب الفلاحين.

إن نتائج الانتخابات الفلاحية آنذاك قد اظهرت واقعا غير الذي كنا نريده ونرغب فيه،

فان توجهاتنا لصعود فقراء الفلاحين والمعدمين إلى المراكز القيادية قد اصطدم بالروابط العشائرية والقبلية، وبفوز العرف المستقر عميقا في النفوس، واصطدم كذلك بتدني منزلة الفلاح الفقير باستثناء اولئك الذين لهم نشاطات ملموسة ومعروفة بين إخوانهم الفلاحين، أولئك الذين عرفتهم الجماهير وخبرت كفاءاتهم القيادية.

فنشاط فقراء وصغار الفلاحين وكادحي الريف وانشاء الجمعيات التعاونية التي تظهر نزاهتهم وإخلاصهم في التسويق والاستهلاك، عوامل ضغط لانتزاع الحقوق.

 *******************************************

دور المرأة الريفية في اقتصاد العائلة

عبد الكريم عبد الله بلال *

تمر هذه الايام ذكرى عزيزة على الفلاح والريف العراقي وهو يوم الفلاح ١٥ نيسان وهو اليوم الذي عقد فيه المؤتمر التأسيسي الأول لاتحاد الجمعيات الفلاحية في العراق، وبهذه المناسبة لابد من الاشارة لدور المرأة في الريف العراقي.

فإضافة لما منحته قوانين الاصلاح الزراعي من حق التعاقد والعمل في الأرض والانتساب للجمعيات الفلاحية نرى أن دور المرأة في اقتصاد العائلة هو الدور الرئيسي.

فيوم عمل المرأة الريفية يبدأ في السادسة صباحا بعمل الخبز للعائلة بعد ان تكون قد هيأت العجين في اليوم الذي قبله مساءً حيث لا وجود لأفران خبز تجارية في الريف، وعليها قبل ذلك توفير الحطب من الحقول حاملة اياه على ظهرها، إضافة لذلك فهي تقوم بتوفير الأعلاف الخضراء بواسطة الحش اليدوي من أطراف الانهار والمبازل، فتقوم صباحا بإعطائه إلى الحيوانات قبل عملية الحلب والذي تقوم به يدويا ايضا لعدم توفر المحالب الميكانيكية الصغيرة عدا الجاموس حيث يقوم الرجل بحلبه وذلك لكبر حجمه وشراسته.

بعد ذلك تقوم بعمل الفطور لأفراد العائلة كافة لكي يذهب الأولاد الصغار للمدارس وبقية أفراد العائلة إلى الحقل عدا من يذهب منهم للمدينة للتسوق.

بعد هذا تلتحق هي أيضا إلى الحقل حيث تساهم بعمليات الشتال مع الرجل كذلك تقوم بعملية إزالة الادغال يدويا (التزبير) وتنظيف الحقل من كل ما يؤثر عليه من أدغال وغيرها هذا وهي تحمل أطفالها الصغار معها.

بعدها تساهم وبشكل فعال مع الرجل في عمليات الحصاد عندما لم تتوفر الحاصدة ثم تقوم بعملية نقل المحصول إلى مكان تجميعه (البيدر) حيث قال في هذا الشاعر الكبير مظفر النواب

في قصيدته حصاد

حزمينة الحنطة حدر خصورها 

ودلعينا صدورنا المنثورها

جور يالمنجل على خصور الذهب

ياللي كل بذرة جنت ناطورها

وهنا يمثل خصر المرأة بساق الحنطة في صورة شعرية رائعة وهي تعمل في الحقل.

بعد ذلك تقوم بعملية التذرية وتنقية الحاصل ثم نقله إلى أماكن خزنه لغرض بيعه أو إرساله إلى السايلوات بعد عزل ما تحتاجه للمنزل منه.

الملاحظ بكل ما ذكرنا أن المرأة الريفية تساهم بكافة الفعاليات الزراعية الحقلية اسوة بالرجل إضافة لدورها في ادارة المنزل والحيوانات المزرعية.

لذلك من الضروري إنصاف المرأة الريفية بالأخص في مجال التعليم بكل مراحله وإدخال المكننة على أوسع نطاق في الريف وادخال المرأة دورات للتعلم عليها وزجها في العمل في الصناعات التحويلية في الريف، وأن تكن يدوية لغرض تطوير مهاراتها، كما ويجب الاهتمام بمراكز تنمية المرأة الريفية وتطوير الفعاليات الارشادية فيها.

ألف تحية للمرأة الريفية في يوم الفلاح لدورها الرئيسي في اقتصاد العائلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي

 ***************************

القرى العصرية في محافظة النجف الاشرف

نعرض على دولتكم الموقرة موضوع القرى العصرية في محافظة النجف الاشرف، اذ تم إقرار مشاريع القرى العصرية منذ عام 2012 والذي يخص شريحة المتفرغين الزراعيين من المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين والمشروع عبارة عن موقعين: الأول (5000 دونم) في غرب قرية الرهيمة يقع بين مزرعة فدك التابعة إلى العتبة العلوية وقرية الرهيمة، والمشروع الثاني (5000) دونم يقع جنوب غرب قرية الرحبة بموازاة الخط الاستراتيجي، وكل مشروع يتكون من 200 دار سكنية على شكل مجمعات متكاملة الخدمات. ويبعد كل مجمع عن الأرض المخصصة للزراعة بحدود 3 كم تقريباً حيث خصص 100 منها للمهندسين الزراعيين و100 للأطباء البيطريين. والدور تخصص لكل متفرغ زراعي مع 40 دونما أراضي صحراوية تروى عن طريق حفر الآبار الارتوازية، مع العلم ان أعماق الآبار تتراوح من 80 م إلى 100 م.

في المشروع الأول و150 م إلى حدود 180 م للمشروع الثاني بالتقريب او أكثر. وان الهدف من هذه المشاريع هو إعطاء فرص عمل لذوي الاختصاصات أعلاه بشرط ليس لديهم وظيفة حكومية، والشرط ان يسكن المتفرغ الزراعي في الدار القريبة من موقع الأرض المخصصة للزراعة ويمارس العمل الزراعي وتربية الحيوان والا يسحب منه العقد وإعطاء الفرصة لشخص آخر. مع العمل ان كلفة كل مشروع لكل قرية (250, 526, 074, 29 دينار) (تسعة وعشرون مليار وأربعة وسبعون مليون وخمسمائة وستة وعشرون ألف ومائتين وخمسون دينار) وان مدة التنفيذ 720 يوم لكل قرية يعني يستغرق اكمال كل مشروع سنتين.

إن الجهة صاحبة المشروع هي وزارة الزراعة/ دائرة التخطيط والمتابعة/ القسم الهندسي. والجهة المستفيدة من المشروع هي مديرية الزراعة في محافظة النجف الاشرف، والجهة المنفذة لكل مشروع وزارة الصناعة والمعادن/ الشركة العامة للتصميم والانشاء الصناعي بالتأكيد وزارة الصناعة احالت المشروع إلى مقاول ثانوي ولا نعلم لماذا توقف المشروع وأين ذهبت المليارات المخصصة للمشروعين والتي مجموعها (500, 052, 149, 58) دينار (ثمانية وخمسون مليار ومائة وتسعة واربعون مليون واثنان وخمسون ألف وخمسمائة دينار).

للعلم أن شروط الاستفادة من المشروع لكل المتفرغين الزراعيين أن يسكن الدار المخصصة له وأن يكون عمره من 45 سنة فما دون ومن قدم على هذه المشاريع في حينها بهدف الاستفادة كان عمره آنذاك 35 سنة بمعنى لا يستحق لو اكتمل المشروع في عام 2023. للأسف المشروع عبارة عن هياكل جدران لكل دار مشيدة من البلوك وبدون سقوف والحديد المركون في العراء معرض للأمطار والصدأ.

سؤال إلى دولة رئيس الوزراء المحترم مع الاعتذار من دولتكم الموقرة لقد تعشمنا بتسنمكم منصب رئيس الحكومة كونكم مهندساً زراعياً ولكم ممارسة في إدارة هذا القطاع في الوظيفة: متى هذه المشاريع ترى النور وتحقق حلم لأصحاب العلاقة ويتم تطوير القطاع الزراعي لسد حاجة المستهلك العراقي وتحقيق الاكتفاء الذاتي دون اللجوء إلى الاستيراد؟ ام هناك نية لإحالة هذه المشاريع المتلكئة إلى الاستثمار لأصحاب رؤوس الأموال؟ عسى ان نكون مخطئين في هذا التوقع.

لو تم توزيع مساحات الأراضي المخصصة للزراعة والتابعة لمشروع المتفرغين الزراعيين منذ عام 2012 وبعد مرور 11 سنة بالتأكيد لو زرعت فسائل النخيل في حينها لكان هناك بساتين عامرة تغطي مساحة 10 آلاف دونم للمشروعين وموضوع الدور يكتمل لاحقاً. اذا كانت هناك جدية ومصداقية في العمل، فضلا عن زراعة محاصيل الخضر بين النخيل، وحتى لو زرعت محاصيل الحنطة والشعير لكان هناك مردود انتاجي يفيد صاحب العلاقة ويرفع من الإنتاج الإجمالي، ولو زرعت محصول الشعير مع الجت او البرسيم لكان مؤكد تحسن نوع التربة من خلال امتصاص الملوحة من قبل هذين المحصولين إضافة إلى انتاج العلف وإمكانية تربية الثروة الحيوانية من الأغنام والابقار خاصة تربية العجول التي من الممكن ان تكون جاهزة للذبح خلال ستة اشهر، للأسف ان عملية التلكؤ في هذه المشاريع يؤدي بالنتيجة إلى تدهور القطاع الزراعي مجملاً وتحقق أصوات ونوايا الذين يشجعون على الاستيراد الخارجي لتحقيق منافع شخصية من هذه العملية عبر شركات الاستيراد.

نشكر دائرة شؤون المواطنين في رئاسة الوزراء على فتح وسيلة اتصال على الواتساب لإيصال الأصوات إلى أصحاب القرار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة: اعلاه نص رسالة المهندس الزراعي الاستشاري علي حسين عبود الظويهر الى رئيس مجلس الوزراء

 ************************************

الصفحة التاسعة

القانون الدولي وحصة العراق في مياه نهري دجلة والفرات

خليل ابراهيم العبيدي  

لم تكن الخلافات العراقية التركية حول المياه خلافات آنية أو نزاعات طارئة، إنما هي خلافات مزمنة نشأت منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وزوال السلطنة العثمانية، وقد تنبهت جميع الحكومات المتتابعة منذ التأسيس لأهمية هذا الموضوع، إلا حكومات ما بعد العام 2003، رغم أن عقدي حكمها تميزا بارتفاع درجات الحرارة وشحة مياه الأمطار، ولست بصدد النقد، ولكن اود عرض الوقائع أمام العراقيين ولو بشرح مسهب للجوانب الفنية والقانونية للموضوع. وقد تنبه العراقيون منذ الثلاثينات لخطورة مياه الفيضانات ولوقع فترات الصيهود على الحياة والزراعة ، فتم إنشاء أكثر من 142 ناظما إروائيا كانت ولا زالت تروي ملايين الهكتارات الزراعية ، أضافة إلى بناء العشرات من السدود والخزانات منها سد الكوت والثرثار في سامراء وسد الرمادي وسد الفلوجة وسد دبس وسد الكسارة وسد الهندية الجديد وسد الكوفة والعباسية وسد قلعة صالح وسد ديالى الغاطس وسد دوكان ودربندخان وسد بخمة وسد حديثة وسد حمرين وسد العظيم وآخرها سد الموصل إضافة إلى سدود أخرى عظيمة ، وحسب رأي الخبراء فإن كل هذه السدود لم تعد تجدي نفعا جراء مئات السدود التركية  ، وهي دولة منابع الأنهار ، فبالإضافة إلى عشرات السدود قبل العام 1970 أخذت تركيا ببناء السدود على حوضي دجلة والفرات مبتدئة بسد كيبان على نهر الفرات الذي ينبع من المرتفعات الشرقية في تركيا ويدخل الأراضي السورية ومنها الأراضي العراقية بطول 2700 كم وهو ملك لثلاث دول ، وفي آذار 1974 بدأت تركيا بملء السد مما دفع سوريا والعراق للاحتجاج على هذا المشروع الذي خفض المياه بشكل يفوق الحد المتفق عليه ، وبالإضافة إلى سد كيبان بدأت تركيا بمشروع جنوب شرق الأناضول الذي يتضمن عشرات السدود على نهر الفرات منها اضافة إلى سد كيبان كل من سد قرقايا سد اتاتورك وسبعة سدود أخرى من عام 1989 إلى عام 1999 ، ولتركيا حاليا مشروع بناء ثمانية سدود ضمن مشروع (gap)  الطموح على نهر دجلة منها سد اليسو العملاق الذي سيعمل على تخفيض 47 بالمئة من موارد العراق المالية ، وعند افتتاح سد اليسو عام 2020 صرح الرئيس التركي رجب طيب اوردوكان ، أن بلاده كانت تملك 276 سدا عام 2002 ، وهي تملك الان 585 سدا ، وانه سيتم ايضا افتتاح 17سدا إضافيا ، بالمختصر كان تحسس المسؤول التركي وهو في بلد المنابع لمئات الانهار العذبة والنقية الأثر المباشر في مشاريع حفظ المياه واستغلالها لتوليد أكثر من مئة الف ميجاوات من الطاقة الكهربائية خلال العقدين الأخيرين ، ولم يقم العراق خلال ذات العقدين أي سد أو إنشاء أي خزان ، واليوم يقف على قدميه متوسلا كلا من تركيا وإيران ( وهي الأخرى بدورها قطعت مياه عشرات الأنهار والروافد عن العراق) لضمان ولو جزء من حصته المتفق عليها بموجب الاتفاقيات البينية ، وما عليه بعد كل هذه المقدمة إلا نقل الموضوع إلى المحافل الدولية ، التي تعمل وفقا للعرف الدولي الذي يلزم دول المنبع للتعاون بالانتفاع المشترك بالمياه اولا  ، وفقا لمبدأ العدالة في توزيع مياه الأنهار المشتركة ثانيا ، وثالثا التشاور عند إقامة المشاريع ، ورابعا التعويض عن الأضرار ، وخامسا حل المنازعات بالطرق السلمية ، وبعكسه على العراق نقل الموضوع إلى الامم المتحدة (مجلس الأمن ، لأن مشكلة المياه باتت تهدد السلم والأمن الدوليين) ولنا في قضية سد النهضة الاثيوبي مثلا صارخا على ذلك ، حيث أيدت الولايات المتحدة حق مصر في حصتها من مياه المنبع وحسب الاتفاقيات السابقة ، وقد كان لذلك التأييد أن قرر مجلس الأمن حل الموضوع دون الأضرار بحق مصر والسودان.  إن القانون الدولي للمياه والاتفاقات الدولية ، تعد اتفاقيات شارعة على دول المنبع والدول المتشاطئة الالتزام بها ، وقد أكد القضاء الدولي في العديد من أحكامه على الحقوق المائية للدول المتشاطئة ففي قضية بين هولندا وبلجيكا أكدت محكمة العدل الدولية الدائمة في حكمها الصادر بتاريخ 28 كانون الثاني عام 1937 على عدم تغيير الوضع الطبيعي للمياه في الأنهار الدولية بما ينتج عنه المساس بحقوق الدول المتشاطئة ، وفي حكم لمحكمة التحكيم الدائمة الصادر بتاريخ في 16 تشرين الثاني عام 1957 في النزاع بين فرنسا واسبانيا بخصوص بحيرة لانو ، تمشيا مع مبدأ حسن النية أن تأخذ الدولة صاحبة المجرى في الاعتبار وعلى قدم المساواة جميع مصالح الدولة النهرية الأخرى وعدم تجاهل فرنسا مصالح اسبانيا ، وللقضاء الدولي معاهدات شارعة تنظم العلاقة بين الدول في أعالي الأنهار والدول أسفل تلك الأنهار. يقول الاتراك إن منابع النهر لديهم ولهم فيها ما يحق لدول النفط فيما يكتشفون تحت ترابهم ، واليوم تتناقل وكالات الانباء كما هو في وسائل التواصل الاجتماعي أن وزير الخارجية التركي صرح مؤخرا أن النفط العراقي مقابل المياه التركية ، وهنا على المفاوض العراقي أن يصرح أن المياه عبر الأنهار الدولية يحكمها القانون الدولي ،  والاتفاقيات فيها هي معاهدات شارعة ملزمة أما اتفاقيات النفط فهي اتفاقيات بينية ثنائية تجارية يحكمها قانون العرض والطلب ولا يمكن أن تكون قاعدة عامة دولية ملزمة للجميع.

 ***************************

التصحر يبتلع الأرض الزراعية ولا حلول تلوح في الأفق

بغداد ـ محمد التميمي

نتيجة لازمة تغير المناخ العالمية وسوء الادارة في البلاد، يواجه العراق تحدياً كبيراً ازاء فقدانه مساحات واسعة من اراضيه الزراعية التي لم تعد صالحة للزراعة، نتيجة تغير نوعية التربة، وفق ما افاد به خبراء في الشأن.

ووضع سوء الادارة والتخطيط وغياب الارادة السياسية لمعالجة ما يواجهه ملف البيئة من مشاكل وتحديات، العراق اليوم في مأزق كبير، نتيجة لتفاقم الازمة ووصولها الى مديات خطيرة، باتت تهدد الامن الغذائي، وتنذر بهجرة من الريف الى المدينة نتيجة البطالة.

يهدد الأمن الغذائي والحياة والتنمية

وفي هذا الصدد، يقول رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بغداد، آوكي لوتسما، في حديث صحفي تابعته “طريق الشعب”، ان “العراق يواجه حالياً أسوأ موجة جفاف في العصر الحديث، تقوض الإنتاجية الزراعية، وتهدد الدخل والأمن الغذائي للسكان”، مشيراً إلى أن “تغير المناخ يشكل تهديداً خطيراً لحقوق الإنسان الأساسية والنمو المستدام والسلام والاستقرار في العراق”.

ويتابع لوتسما حديثه قائلا: ان التغير المناخي “يؤدي إلى تفاقم مشكلة شح وتراجع جودة مياه نهري دجلة والفرات اللذين ينتجان أكثر من 90 في المائة من المياه السطحية للعراق”.

وينوه الى ان التقديرات تشير إلى أن “زيادة درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة وانخفاض هطول الأمطار بنسبة 10 في المائة بحلول عام 2050 سيؤديان إلى انخفاض بنسبة 20 في المائة في المياه العذبة المتوفرة، وبالتالي انخفاض بنسبة 25 في المائة في كمية المياه التي تستخدم لقطاع الزراعة الذي يستهلك حوالي 80 في المائة من مياه العراق، ما يجعل تغير المناخ تهديداً حقيقياً للأمن الغذائي”.

ويؤكد لوتسما “ تراجع حصول البلاد على المياه من حوالي 30 مليار متر مكعب عام 1933 إلى حوالي 9.5 مليارات في الوقت الحالي. ومن المتوقع أن يصل نصيب الفرد من المياه إلى 479 متراً مكعباً بحلول عام 2030. والأمر بعيد كل البعد عن معيار منظمة الصحة العالمية البالغ 1700 متر مكعب سنوياً، وهذا يهدد الأمن الغذائي والحياة والتنمية”.

فقدان الكثير من المساحات المزروعة

يقول الخبير البيئي احمد صالح نعمة: ان العقود الخمسة الاخيرة اهمل العراق فيها الجانب البيئي بشكل كبير جداً، لذلك اصبح شبح التغير المناخي قائماً ليس لكونه اتى فجأةً، لا بل لأننا راكمنا الاهمال الكبير لهذا الجانب، ما تسبب في فقداننا مساحات كبيرة جداً من المزروعات من غابات النخيل والبساتين والزراعة الحقلية والبستنية.

ويضيف صالح لـ”طريق الشعب”، “تصحرت مساحات واسعة جدا من اراضينا في العراق، ما ادى الى فقدان النباتات وتغير نوعية التربة والوسط الزراعي، وهذا ما اصبح يعيق اعادة زراعتها بسهولة، الا اذا اشتمل ذلك على كثير من الاصلاحات”.

ويقترح الخبير البيئي إنشاء “مبازل واقنية للري واليات حديثة للري ومكافحة التصحر”، مردفا “هناك جهود حكومية باتجاه زراعة بعض المناطق، لكنها غير منظمة وخجولة”.

ويعلل السبب في اعاقة العمل “بعدم توفر المياه في الموسمين الماضيين، ما تسبب بفقدان المساحات المزروعة، منها محصول الشلب ـ رز العنبر العراقي ـ الصنف النادر في المنطقة، واصناف اخرى من المحاصيل الاستراتيجية مثل الحنطة والشعير والذرة”، عازيا ذلك الى “التخبط الواضح بين وزارتي الزراعة والموارد المائية، وعدم وجود تنسيق؛ فعلى سبيل المثال قررت وزارة الزراعة رفع مستوى المساحات المزروعة الى مليون دونم اضافي دون الرجوع لوزارة الموارد المائية. بينما ستكون هذه المساحات عرضة للجفاف في الصيف القادم. هذا الخلل يتعلق بالادارة، وفي ما يخص الخلل في الطبيعة فإن العراق خلال السنوات الماضية لم يواكب كل هذه التغيرات المناخية، فتراكم الاهمال، وبالتالي فقدنا مساحات شاسعة وصولا الى تصحر اراض كبيرة”.

ويلفت الى ان “80 في المائة من المياه الواردة يستهلكها العراق في مجال الزراعة. وليس من المنطقي ان نطلب من المواطن ان يسترشد بالاستهلاك في مقابل عمل الحكومة على هدر هذه الكمية الكبيرة من واردات المياه للزراعة فقط، دون الوصول الى اليات حديثة للزراعة، تضمن للعراق خزينا استراتيجيا مائيا مطمئنا”.

التصحر قد يصل لـ90 في المائة

من جانبه، اشار المستشار السابق لدى لجنة الزراعة النيابية عادل حمزة، في مستهل حديثه مع “طريق الشعب” الى الاجتماع الذي عُقد قبل ايام للجنة التنسيقية لوزارة الموارد المائية مع الوزير، مشيرا الى ان اللافت للنظر هو تصريح الوزير الذي أشار الى ان الواقع المائي خطير جداً، وعلى ضوء ما متوفر من خزين مائي، سنضع خطة زراعية”.

وقال ان “الخزين المائي لا يسمح بتغطية متطلبات الخطة الزراعية لموسم الصيف، لانه الاسوأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي”، مسلطا الضوء على حديث الوزير الذي ذكر بأن السلطات تركز على توفير مياه الشرب، وهذا يعني ان الخطة الزراعية ستقل بشكل كبير، وبالتالي توسع التصحر واضمحلال الغطاء النباتي”.

ونبه حمزة الى “أننا امام حالة كارثية ومجنونة تصيب العراق؛ فحتى ممثل الامم المتحدة وصف الجفاف الذي يضرب العراق بانه الأخطر في التاريخ الحديث، وهذه تصريحات خطيرة تثير سؤالا واقعيا: ماذا لو كان الشتاء القادم جافا أيضا؟ فما هو مصير العراق وشعبه؟”.

واكد ان “أزمة المياه هي الأساس في تصحر أراضينا الزراعية التي تفقد قيمتها الاقتصادية. وبالنسبة لمدير عام البستنة فانه قال قبل عامين ان التصحر سيصل الى نسبة 90 في المائة!”، متسائلا “الى اين نحن ذاهبون، ونحن بلا خزين ولا مياه صالحة للشرب؟”، لافتا الى انه يجب ان “يتم إعداد خطة زراعية وفق الكمية التي ستصرف من المياه، لا على اساس المساحة، والعمل على زيادة انتاجية الدونم حتى تكون هنالك فروقات مائية وإنتاجية”.

ويقول المستشار السابق في لجنة الزراعة النيابية ان “البطالة والهجرة من الريف الى المدينة والتلوث الذي يزداد يوما بعد يوم، ومشكلة توفير مياه شرب، كلها مشاكل سنواجهها في قادم الايام، برغم أنها ظاهرة بشكل واضح الان في محافظات كربلاء وذي قار وميسان”.

وفي ختام حديثه، يدعو حمزة الى ضرورة ان يعيد المعنيون النظر في السياسة الزراعية “لأنها اكبر قطاع مستهلك للمياه، فلا احد يعرف كم هي الحاجة الفعلية لهذا القطاع من المياه”.

 *********************************

موازنة 2023 

ملاحظات بشأن تخصيصات القطاع الزراعي

سلام عبد الكريم

سبق لوزارةِ الزراعة أن عملت على مشروع تغطية ٣ مليون دونم بتقنيات الري الحديثة،

وذلك نتيجة شحة المياه بسبب قلة التدفقات المائية من دول الجوار وكذلك التغيرات المناخية وسوء الاستخدام بطرق الري التقليدية.

إلا انهُ ومع الأسف الشديد نرى أنَّ وزارة الزراعة قامت بتخفيض المساحات وفقاً لتقرير ديوان الرقابة المالية في ١٢/٢/٢٠٢٣ إلى ٢٥بالمائة اي ٧٥٠ ألف دونم فقط، وهذه المساحة لم تُغط كلها وإنما ٣٤٥٢٤٠ دونما فقط أي ١١.٥ بالمائة من المساحة الكلية المقررة. اليوم وقد ورد في موازنة ٢٠٢٣ أن البنك الزراعي الدولي سيمول مشروعا لتقنيات الري الحديثة بمبلغ ٣١٨ مليون دولار لغرض استخدامها في عمليات الري نتيجة الظروف السابقة التي تم ذكرها، فهنا لابد للمطلع أن يتساءل هل ستزيد مساحات المشروع لأكثر من ٣ مليون دونم؟ كيف سيتم صرف هذه الأموال؟ هل ستكون لشراء منظومات ري حديثة ومن أي مناشئ هل مناشئ خارجية رصينة أم داخلية؟ أم شراء مصانع ومعامل لغرض انتاج منظومات ري؟ وهذا طبعا هو المفضل، وأيضاً من هي الجهات التي ستشرف على الشراء هل ستكون الشركة العامة للتجهيزات أم تشكيل لجان خاصة لذلك من الوزارة او خارجها!

 وهل انتاجها يتلاءم وطبيعة الاراضي الزراعية العراقية ونسبة الأملاح فيها ومساحاتها بدءاً من مساحة ٥ دونمات فما فوق، وهل سيكون لاتحاد الجمعيات الفلاحية دور أو رأي في عمليات الاستيراد، بالأخص وان الفلاح سيتحمل عبء الارباح التي ستدفع لهذه القروض ثم هل ستدعم مبالغ الشراء لصالح الفلاحين وبالأخص الفقراء منهم أم ستباع لهم بأسعار عالية ثم تبقى هذه التقنيات مركونة في المخازن إلى أن تتعرض إلى التلف؟!

أسئلة كثيرة تُطرح على وزارة الزراعة للإجابة عليها كما وندعو ديوان الرقابة المالية والمتخصصين فيه ان يكون لهم دور في هذا الشأن.

والقرض الثاني الذي يبلغ ١٥ مليون دولار سيصرف منه هذا العام مبلغ ٥ مليون لصالح المصرف الزراعي بعد فصله من وزارة المالية وربطه مع وزارة الزراعة كما ورد في مشروع الموازنة

وهنا يتبادر إلى الذهن ما حصل من فساد في ادارة المبادرة الزراعية وكيف أن الكثير من مبالغها صُرفت في غير محلها وسُجن العديد من موظفي المصارف الزراعية، لذلك يتطلب الدقة والحذر بصرف هذه المبالغ إلى من يستحقها فعلاً، وحسب نوع الانتاج وعدم حصر الانتاج بقسم دون آخر على انه يشمل جانبي الزراعة؛ النباتي والحيواني واستصلاح الأراضي.

ولابد من الاشارة إلى ضرورة ان يكون للجمعيات الفلاحية دور في لجان الكشوفات ومن قبل الادارة لتقليل عمليات الابتزاز التي تحصل في هذه الظروف.

اما القرض الثالث وهو عشرة مليون دولار لأغراض الاستثمار فلم يُذكر لا في الموازنة ولا ما يخص وزارة الزراعة أي استثمار له وفي أي قطاع لوزارة الزراعة سيصرف وماهي المشاريع المخطط لها.

شيء جيد الاستثمار في استصلاح الأراضي والثروة الحيوانية والمصانع والمعامل التحويلية والارشاد الزراعي.. لكن لا يجب ان تبقى عرضه للأهواء والأمزجة أو عند نهاية الفترة الزمنية للصرف تتخذ القرارات كما حصل في كثير من الموازنات السابقة وعلى وزارة المالية صرفها في الوقت المحدد.

آخرا تحدث السيد وزير الزراعة قبل فتره عن مبلغ ٣٦٠ مليار دينار عراقي لغرض التعويضات ضد الكوارث أقره مجلس الوزراء في إحدى جلساته إلا أنه لم نر ذلك في الموازنة ما يشير إلى ذلك أو من أين ستصرف وبالأخص أن هناك الآلاف من الفلاحين الذين تعرضوا للضرر نتيجة عمليات الجفاف والتغيرات المناخية وشحة المياه، المطلوب تضمين هذه المبالغ في الموازنة والتأكيد على تنفيذ قرارات مجلس الوزراء وانصاف الفلاحين المتضررين.

وملاحظة اخيرة كي لا يتحمل الفلاح فروقات مالية كثيرة نتمنى ألّا تكون هذه المبالغ عن طريق القروض الدولية وانما جزء من مبالغ الخطة الاستثمارية في الموازنة.

 ***********************************

المطلوب إجراءات سريعة لمكافحة حشرة المن الأحمر

فراس بلال

حشرة المن الأحمر أحد أنواع حشرات المن المختلفة الضرر ولكن هذا النوع يمتاز بخطورة عالية جدا حيث أنها تصيب سنابل الحنطة وهي في الطور اللبني مما يؤدي إلى تلف الحبوب وضمورها وعدم الاستفادة منها وبذلك فهي تؤثر على الإنتاج تأثيرا مباشرا.

ظهرت هذه الحشرة بشكل مفاجئ وشديد في جميع الحقول مما قد ينذر بدمار كبير.

دائرة وقاية المزروعات وزعت المبيدات اللازمة والفعالة، المشكلة بأعمال المكافحة حيث أن المحصول في طور التزهير وتكوين الحبوب ونزول الآليات للمكافحة والتجوال في الحقول يسبب أضراراً كبيرة في المحصول والإنتاج النهائي.

المقترحات:

١- زيادة كمية المبيدات المجهزة للفلاحين.

٢- زيادة المعدات الحقلية الكفوءة في عملية الرش لدى اقسام الوقاية في مديريات الزراعة.

٣- إن الظهور المستمر والمفاجئ للكثير من الآفات يتطلب زيادة أعداد الكوادر الفنية العاملة في الحقول ودعمها من حيث المخصصات (الإطعام والساعات الإضافية).

٤- من أجل الحفاظ على الحاصل وعدم الإضرار به من جراء اعمال المكافحة يتطلب الأمر التحول إلى استخدام تقنيات أكثر تطورا في أعمال المكافحة ومنها استخدام الطائرات المسيرة الزراعية في أعمال المكافحة كما هو حصل الآن في قسم الوقاية في مديرية زراعة النجف الأشرف حيث استحدث (مركز الطائرات المسيرة الزراعية) والذي هو الآن في طور التدريب والتجارب.

5- التعاون مع الجهات الأمنية من أجل ضبط المنافذ الخارجية والسيطرة على كل المواد والمستلزمات الزراعية الداخلة للبلد.

6- زيادة الاهتمام بالمحاجر الزراعية ومختبراتها وتطبيق القانون وبشدة.

 ***********************************

الصفحة العاشرة

في رحيل يحيى بابان (جيان)

نجم خطاوي

في دولة تشيكوسلوفاكيا بداية صيف عام 1981، توجهت من مدينة زهرادكي التي أتممت فيها عاما في تعلم اللغة، صوب مدينة براغ التشيكية، لمواصلة الدراسة في كلية الاقتصاد هناك.

في تلك الأيام كانت مدينة براغ مركزا لتجمع عدد كبير من الشيوعيين والوطنيين، وبالخصوص من المثقفين المهتمين بشؤون الثقافة والفكر والسياسة.

وبحكم اهتماماتي الثقافية والأديبة، وجدت في أجواء المدينة وطقوسها الغنية بالمعرف والذائقة الفنية والأدبية، متسعا لاستكشاف عوالم جديدة والاستفادة من وفرة الخبرات والتجارب وعبر التعرف على العديد من الرموز الثقافية والسياسية من العراقيين ومن مثقفي الدول العربية، وغيرهم.

في منطقة ضواحي براغ الجميلة تقع كليتنا كلية العلوم الاقتصادية، وليس بعيدا من هناك تقع بنايات أقسام سكننا الداخلية التي لا تبعد سوى محطات قليلة كنا نستمتع في الوصول إليها بقطارات الترام (الترامفوي). في مدينة براغ كما في غيرها من المدن والدول خارج الوطن، نشط الشيوعيون وأصدقاؤهم في العمل والنشاط للتضامن مع الشعب العراقي الذي كان يتعرض لأبشع نظام ديكتاتوري فاشي انتهك الحريات وصادرها. سوية مع رفاقي الشيوعيين، وزملائي في جمعية الطلبة العراقيين، نشطت وساهمت في الكثير من الفعاليات والنشاطات، ومنها في مجال الشعر والصحابة والأدب عموما.

أتذكر مرة حين تكلفت بمهمة محددة أصر فيها رفاقي أن أتكتم عليها مع صيانة تفاصيلها.

لم أعرف الكثير عن ماهية المهمة والأمر الذي ينتظرني، سوى التلميح عن أن الأمر يخص اهتماماتي بشؤون الثقافة والسياسة والحزب.

وتذكرت أيام العمل الطلابي والحزبي الشيوعي في العراق، حين تسلمت من جماعتي ورقة كتب فيها عنوان لسكن معين في مدينة براغ، كان علي الذهاب إليه، حيث ينتظرني هناك أحد الرفاق اسمه (جيان).

ذهبت في اليوم التالي للمكان المقصود دون متاعب، حيث استقبلني الرفيق جيان بالترحاب والبساطة وحسب الاتفاق الذي رتبه الرفاق...

 كانت المرة الأولى التي ألتقي بها بالأستاذ جيان، رغم اقامتي في تشيكوسلوفاكيا لفترة عامين في حينها. كثيف الشعر وقد ترك ذقنه ينمو دون حلاقة، مع عدم التكلف في الملبس الذي طغت عليه العتمة والألوان الداكنة. أكثر ما أثار انتباهي صفوف الكتب والمجلات التي ملأت الغرفة في كل جوانبها ولم تترك مكانا لوضع أقداح الشاي.

عرفت من الأستاذ (جيان) بأني ورفيق آخر سنعمل معه سوية في أعداد وتحرير وترتيب مطبوع شيوعي داخلي خاص بالشيوعيين العراقيين في تشيكوسلوفاكيا وكنت قد اطلعت عليه دون أن أعرف أن محرره هو الرفيق يحيى بابان أو كما شاع اسمه (جيان).

 لم يدم اللقاء طويلا الذي تخلله تأكيد الرفيق جيان على ضرورة كتمان تفاصيل عملنا، مع حرصه على تقديم المساعدة والنصيحة والمشاركة في كيفية أداء عملنا الصحفي في ذلك المطبوع الصغير...بعد ذلك اللقاء التقينا لمرتين أو ثلاث، لا أذكر. ويبدو أن المشروع قد توقف لأسباب معينة.

في الفترة اللاحقة لم التق بالرفيق جيان سوى لمرات قليلة، وكان يحرص على الابتعاد عن المناسبات والمهرجانات والفعاليات التي يؤمها جمهور كبير...

 في ٢٩ آب ١٩٨٢ غادرت براغ متجها صوب السهول والوديان في كوردستان العراق، وصرت نصيرا في صفوف حركة الأنصار الشيوعيين، وكنت أسمع أحيانا بأخبار وكتابات الصحفي والأديب يحيى بابان (جيان)

الحزب الشيوعي العراقي كان قد كرم لأكثر من مرة الصحفي والأديب (جيان) مشيدا بمنجزه الصحفي والأدبي، ومنها رسالة تهنئة له بمناسبة بلوغه التسعين...

يحيى بابان (جيان) من مواليد مدينة بغداد 1930 وعاش ظروفا قاسية في وطنه العراق بسبب تبنيه لفكر الشيوعيين، واضطر لاحقا للهجرة والعيش في مدينة براغ في تشيكوسلوفاكيا.

عرف الكاتب يحيى بابان، أو جيان كما كان يسمي نفسه، بكتابة العمود الصحفي والقصص والمقالات، مع اهتمامات ملحوظة بالكتابات المسرحية.

 طبعت له دار المدى في بغداد مؤلفه (المرفأ وبغداد). كما أصدرت له دار الفارابي رواية (دلمون) التي يؤرخ فيها لشخصية المهاجر والمنفي المضطهد...

رحل يوم السبت 2023.2.11 في مدينة براغ عن عمر 93 عاما...

الذكر الطيب دوما للراحل الفقيد يحيى بابان (جيان) الذي ستخلده كتاباته وإرثه المعرفي الثقافي والنضالي الغني المتميز.

 ***************************

وداعاً صديقي أبا هندرين

د. إبراهيم إسماعيل

لا أتذكر كيف تعرفت عليه، لكني أعرف متى. كان ذلك في أواخر عام 1980، حين إلتحقت بالفتية الباحثين عن مطلع للشمس في أعالي الجبال. وكان قد سبقني إلى هناك بعد أن أنهى دراسته العليا في موسكو، فنمت بيننا بهدوء صداقة عميقة، ربما إستجابة لما جمعتنا من هموم مشتركة، وربما أيضا لألفته العصّية على الغياب، أو ربما لما كشفته لي الأيام الحبيبة والموحشة، رغم قسوتها، من خصال، جمعت بين حكمة الصبور وتمرد الشباب، بين إندفاع الثوري ودأب المفكر، بين تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة، على حد تعبير غرامشي.

 وإمتدت صداقتنا لأكثر من أربعين عاماً، وصارت لي في أحايين كثيرة ملاذأً من الوجع الشمولي، الذي بات لصيق الروح في فصل الملهاة الاخير، وعطرا إتكأ عليه فأستريح، أو محطات فرح في مسار الحزن المستديم.. صداقة لم يعد ممكنا بدونها أن أبصر في العتمة الخانقة، أو أن أستعيد روحي من الشتات المؤلم، أو أمنع الخبل من أن يستوطن نثار العقل.

وطيلة هذه السنين، عرفت صاحبي، متميزاً في ثقافته العميقة والمتنوعة، التي دفعته للمشاركة في تغيير مجتمعه من خلال نشاط فكري وإرتباط نقدي بمحيطه الاجتماعي، وعبر طرح الجديد من ضفاف مختلفة وإجتراح سلوك إنساني متميز، وصولا للدور التأثيري في نفوس غيّب وعيها إلى حين، وعبر الإبحار في مجموع القيم الجمالية والأخلاقية والثقافية والسياسية لهذه الجموع. كان إنهيار إحدى تجارب الحلم موجعاً لنا، وفيما بحث البعض عن ملاذات في ضفاف بعيدة، أو رفض آخرون أن يروا الحقيقة في النظر، تعلمت من صديقي أن الحلم لن يموت، وأن شرط الوصول اليه، أن يبصره المرء بقلب سليم. 

كان صاحبي من بين نخبة – قليل عديدها – تعذبت بالواقع الثقافي المتخلف والذي سرت عدواه من عامة الناس لتنخر في الكثير من طلائعهم، فآثر الوحدة الجارحة، سلاماً مع الأخر، وقادته تلك الوحشة إلى زوايا معرفية، وإلى تحديق في تفاصيل الواقع وتحليق في فضاءات التجديد، ذلك الذي قد يتاخم التمرد، منفصلاً عنه بأسيجة إنتماء صوفي لا يشكك بصدق ما قاله ألبرتي من “إن المنفى قصة عابرة”، هازئاً بخيامه الغجرية المتنقلة تحت أغصان الشجر وبين صخور السفوح وعاقول البوادي. فعاش فيها بالقلم وهو ينساب على الورق في مسعى للتخفيف عن هموم ثقال، لم تسببها مرارة الخيبات ولا مخاطر الكفاح، بل نقد المخلّص، ذلك النقد الذي صار كالزمن في قسوته على الماضي وحنوه على الجديد، وكالشاعر في دهشة إكتشافه للانهاية الأشياء. وكما إخترق صديقي لطفي ظلمة الزنازين في الحلة ونقرة السلمان وخلف السدة، إخترق بلغته المترعة بالحساسية بحيرات البحث الفكري الساكنة.

كنت كلما قرأت له، تذكرت ما قالته نادين جورديمر الحائزة على جائزة نوبل للأداب عام 1991، بأن الكاتب ما هو إلا شاهد على ما يحدث في وطنه، فكلما كان أصيلاً وواعيا كانت شهادته أصدق وأكثر قيمة. فلم يكن الصديق لطفي يوما متلقيا جامداً للأحداث والتطورات، بل متجاوزاً نشطاً لمستوى رد الفعل وصولا لإجتراح الفعل المؤثر والمغيّر، وممثلا ً للمثقف العضوي حيث يتلازم المفكر الذي يقدم المعرفة مع المثقف الذي يتبنى تلك المعرفة ويناضل من أجل أن تفتح للوعي الاجتماعي كوى في العتمة!

شكراً يا صاحبي على كل ما فعلته من أجلنا، كان الرحيل مبكراً يا أبا هندرين، فأفجعني حتى إستعصت في مقلتّي الدموع. كنت اوطّن النفس للقياك حال عودتي من بغداد، لكنك أخلفت موعدك معي، وأنت الوفي دوماً، وتركتني في شيخوختي ومرضي، وحيداً أنتظر لقياك.

سأضع على قبرك في هذا المنفى الموحش قلبي، زهرة وفاء، شارة فخر بك، لي ولعراق لم يف أبناؤه حقهم في أن يجدوا في أرضه، التي ضحوا من أجل حريتها، لحداً ينامون فيه بسلام.

 ***************************

في وداع إبراهيم الحريري.. عندما يتحول «الاغتيال» إلى حب

فخري أمين

قرأت في ثمانينات القرن الماضي رواية اسمها “الاغتيال”، اعجبتني كثيراً، ظننت أن مؤلفها إبراهيم الحريري أحد كبار الكتاب اللبنانيين. في عام ٢٠٠٤ زارنا في الموصل وفد من محرري جريدة “طريق الشعب”، وقدم لنا أحدهم نفسه: إبراهيم الحريري. سألته على الفور: انت كاتب رواية “الاغتيال”؟ رد متلهفا هل لديك نسخة منها؟ لم يسألني هل قرأتها؟ وكيف وجدتها؟ أخبرني أنه يبحث عن نسخة منها ليعيد اصدارها؟ ومن المؤسف أنني لم اعثر في مكتبتي على نسخة من الاغتيال الرواية الكابوسية المدهشة. لا أذكر ربما اعرتها لصديق ما، أو أني فقدتها في ربكة أوضاع معيشتنا في تلك الأيام. “الاغتيال” تكثيف فانتازي لحالة امتهان حياة الفرد في الأنظمة الدكتاتورية، إلى حد يرى في التسليم للاغتيال نوعا من حب، وواجب، وهو منظم على وفق معايير تحددها السلطة. والأكثر فظاعة في الرواية، هو طقوس انتظار الضحية والعائلة للحدث.  في هذه اللحظة السردية الصادمة تدور أحداث الرواية. لا أعرف هل أعاد اصدارها فيما بعد، بيد أني قرأت له أعمالا أخرى، لا تقل عنها روعة، وإحكاما في البناء الفني والسردي، لكن “الاغتيال” ظلت في ذاكرتي العنوان الأول للصحافي الشيوعي المبدع، والسارد المتواضع الجميل إبراهيم الحريري. اعتقد أن الشوق إلى إصدار طبعة جديدة من رواية الاغتيال ظل ملازما للراحل الكبير، رغم انشغاله الكامل، والزائد أحيانا، في أعمال تحريرية وصحافية متعددة، حرمت الأدب العراقي من رائد في السرد قل نظيره..

 *****************************

إبراهيم الحريري: أشهد أنني قد عشت

عامر حسن

(الآن وقد شارفت على الختام، ختام هذه الاوراق وربما ختام رحلتي، ايضاً، من يدري؟ أحس، بخلاف، ما يقال، انني اعيش ليس “أرذل” بل أجمل سنوات العمر، بعد ان اتاح لي التقدم في العمر، التقدم في الوعي والتجربة، ان ارتشف القطرات الاخيرة في كاسي متمهلاً، ملتذاً.

وان اراه، اذ يتناقص، او يشبه لي ذلك، يمتلئ، بالحب، من جديد وعلى الدوام.

واهتف جذلاً من اعماق القلب:

أشهد انني عشت مغامرة كبرى للقلب والروح والعقل، وما أزال، ولكم وللناس محبتي)، من حوار مع الراحل إبراهيم الحريري

هكذا كان (أبو فادي) مبتهجاً بمنجزه الوطني والابداعي، فقد قدم للعراق ومن خلال مسيرته الظافرة مع اليسار العراقي وتاريخه المشرف مع حزبه الحزب الشيوعي العراقي. كان يردد في لقاءاتنا. لا انكسر ولن اهرم مادام لي وليد في وطن اسمه الحزب.

هو لم يقل كلمته الأخيرة قبل الرحيل لأنه كان متماهياً مع قول معلمه ومعلمنا كارل ماركس في الساعات الأخيرة من حياته (الكلمات الأخيرة للحمقى الذين لم يقولوا ما يكفي من قبل).

وانت يا إبراهيم قلت الكثير في مسيرتك النضالية رفيقاً قدمت ما يكفي لتكون صفحتك الوطنية ناصعة وتحملت السجون والاضطهاد والتشرد والمنافي وكنت مانحا لكل ما تملك لبيتك الحزبي. وصحفياً منذ العام 1959 في “اتحاد الشعب” والصحف العراقية والعربية، وكاتباً روائياً.. الجثة - مسرحية الخروج والروايات والقصص، النبگه، العضو، الانقلاب، الاغتيال، القيامة، الشجرة، يارا -حكايات حمدان- الصبي الشيوعي، وارتكابات على حافة الشعر وغيرها.. 

كنا على موعد للذهاب إلى بغداد التي عشقتها، كان في بريدك الكثير من الكتب والروايات والحوارات التي كنت تقول، سأبذل قصارى جهدي لإنجازها، ولكن يا أبا فادي منجزك الكبير أنك كنت وطنيا صادقا وكفيت ووفيت في انجازك الجماهيري والأدبي والمعرفي والسياسي الذي قدمت له كل ما تملك من الحماس والجهد والمال.

اتذكر، لازمتك التي كنت ترددها في حواراتنا ونقاشاتنا، (أحسن من هيج ميصير) كما واتذكر مرحك الجميل وقفشاتك التي لا تفارقك في أجمل وأصعب الظروف، ذات يوم كتبت منشورا على جدارك في الفيس حول امريكا، وفي تعليق أحد الاصدقاء قال لك (امريكا عدوة الشعوب) فكان جوابك العبقري (همزين كتلي). 

نم قرير العين أيها النقي، فقد ارتشفت القطرات الاخيرة من كاسك متمهلاً، ملتذاً، بتجربة خلاقة، وتهتف جذلا من اعماق قلبك - أشهد انني عشت مغامرة كبرى للقلب والروح والعقل-

 لن اقول وداعاً، لأنك ستبقى معي إلى أن نلتقي أيها الصبي الشيوعي.

 ***********************************

لقاء عابر بين جدي وسلام عادل

هند طاهر

إهداء للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى ميلاده ٨٩.

ذات مرة حدثتني أمي عن معلومة تتعلق بالتحضيرات الأولية لثورة ١٤ تموز ١٩٥٨، أرى من المناسب الإشارة اليها.

في واحدة من اجتماعات الضباط الاحرار في بيتنا * كان جدي طاهر الله يرحمه في بيتنا، وفي هذه الأثناء دخل ضيف نحيف القوام وانيق الملبس..

سأل جدي: من هذا الضيف؟

أجابه أبي وبدون تردد: انه ضابط صديق.

فكان جواب جدي الحاسم: من المستحيل ان يكون هذا الضيف ضابطاً!

كان جدي طاهر ضابطا وخدم طويلا في الجيش العراقي، ولديه من الخبرة ان يخمًن طبيعة الشخص إن كان ضابطا في طريقة تحيته ومشيه وغير ذلك.

الضيف الذي شكّك جدي بوظيفته العسكرية.. كان يتابع أجواء التحضير للثورة في غرفة مجاورة يجتمع فيها الضباط الاحرار هو سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الذي استشهد في انقلاب شباط الاسود عام ١٩٦٣.

ولم يعلم جدي بوجود هكذا اجتماعات، ولكن أمي كانت على معرفة بطبيعة الاجتماعات التي تعقد في بيتنا، ودورها كان للتمويه سواء عن أنظار الأقرباء أو في المحيط الخارج عن بيتنا..

ـــــــــــــــــــــــــــ

* ورد جزء من هذه المعلومة في كتاب (وصفي طاهر.. رجل من العراق).

 ***************************************

الصفحة الثانية عشر

1848: مدرسة ماركس في الثورة .. الظل الطويل للثورة العظيمة

لوك هوكينج

بدأت الموجة الثورية عام 1848 بنضال مبهج من أجل الديمقراطية. لكنها سرعان ما انتهت إلى صراعات عنيفة بين العمال والرأسماليين، والليبراليين والاشتراكيين، والثوريين والإصلاحيين. وكان لتلك التجربة تأثير حاسم في تطور نظرية ماركس للثورة.

“شبح يطارد أوروبا – شبح الشيوعية”. هكذا أعلن ماركس وإنجلز في (البيان الشيوعي)، ذلك النص الذي استشرف الموجة الثورية التي اجتاحت أوروبا عام 1848. ومع ذلك، في ختام ذلك النضال العظيم، بدت أوروبا كما كانت من قبل.

لكن على الرغم من هزائمها النهائية -وفي كثير من الحالات بسبب تلك الهزائم- كانت ثورات عام 1848 نواة مكونة لتطور نظرية ماركس وإنجلز في التحول الاجتماعي. ورغم كونها غير مألوفة للماركسيين اليوم مثل الثورة الروسية عام 1917، إلا أنها جزء مهم من التاريخ يجب أن يفهمه الاشتراكيون. إنها توفر السياق الرئيسي عند قراءة كتابات ماركس أثناء وبعد الموجة الثورية. كانت هذه الثورات هي الخلفية لكتابة (البيان الشيوعي) الشهير لماركس، وأدت هزيمتها بشكل حاسم إلى صياغة نظرية ماركس عن الصراع الطبقي والثورة العمالية.

من المستحيل فهم ثورات 1848، ونهج مختلف الأطراف الفاعلة داخلها، دون إدراك بعض معالم العصر الذي جاء قبلها. كانت سنوات القرن السابع عشر، بل وحتى القرن الثامن عشر، أزمنة للثورة الاجتماعية في أوروبا والأمريكتين. ظلت الرأسمالية تنمو في مدن أوروبا القديمة، وفي عدد قليل من البلدان نمت برجوازية قوية بما يكفي لتحدي الطبقة الحاكمة الإقطاعية من أجل حكم الدولة. وكانت الثورة الإنجليزية في القرن السابع عشر بمثابة افتتاح هذه الموجة، ولكن الثورة الفرنسية العظمى 1789 – 1792 هي التي شكلت الحدث الأكثر حسما وإثارة للرعب للنظام القديم، إذ شهدت إعدام العائلة الملكية على المقصلة وإلغاء امتيازات النبلاء.

باعتبارها ثورة للإطاحة بطبقة أقلية حاكمة لوضع أخرى مكانها، احتوت الثورة الفرنسية على دينامياتٍ متناقضة. سعت البرجوازية الفرنسية، والمثقفون الذين تحدثوا باسمها، إلى الإطاحة بالقيود الإقطاعية الأكثر تخلفا ومخالفة للعقل، لكنهم كانوا، من أجل ذلك، بحاجة إلى مساعدة من جماهير المدن. على مدار السنوات الثلاث الجذرية من 1789 إلى 1792، دفع ضغط الطبقات الاجتماعية الأفقر بالثورة إلى المزيد والمزيد من النتائج الراديكالية. وفي النهاية، مع ذلك، قُوِّضت الثورة، وتراجعت المكاسب الأكثر جذرية.

في عام 1848، ورغم مرور ستة عقود، ظلت الثورة العظمى هي المعيار الذي كانت جميع السياسات تقاس من خلاله. المحافظون يكرهون الثورة. والليبراليون اعتقدوا أن الثورة قد تمادت أكثر مما يجب. لكن رافدا آخر من الفكر قد نشأ حول فكرة أن الثورة لم تتماد بما يكفي. كان السلف الأكثر تحديدا لهذه الأفكار هو جراكوس بابوف وحركته المسماة “مؤامرة الداعين إلى المساواة”، والتي كانت نشطة في منتصف تسعينيات القرن التاسع عشر. أعلن بابوف أن المشكلة لم تكن الملكية الإقطاعية فحسب، بل كانت الملكية الخاصة بشكل عام، وسعى إلى تنظيم الطبقة العاملة وفقراء المدن للنضال من أجل إلغائها. وبعد محاولة فاشلة للتمرد، قُتل بابوف. لكن أفكاره عاشت في الطبقة العاملة في باريس والمثقفين الذين تعاطفوا مع محنتهم -الأفكار التي سيطلق عليها في النهاية مصطلح الاشتراكية.

الاشتراكية، في ذلك الوقت كما هو الحال الآن، كانت تعني أشياء كثيرة لكثير من الناس. عندما دخل ماركس وإنجلز لأول مرة مشهد السياسة الراديكالية في فرنسا، كان هناك العديد من العمال الذين انخرطوا في الفكر الاشتراكي وساهموا فيه من خلال العديد من الأندية العمالية في باريس، ولكن لم يكن هناك وقتئذ نظرية اشتراكية تضم الطبقة في جوهرها.

في المقابل، كان المفكرون الاشتراكيون الرئيسيون في أوائل القرن التاسع عشر مثاليين. بالنسبة لهم، كانت المشكلة المركزية هي أن المجتمع كانت تهيمن عليه أفكار سيئة. فهم البعض هذا من منظور ديني، وكان البعض الآخر علمانيا إلى حد ما. لكن بالنسبة لهم جميعا، كانت الرأسمالية مشكلة واجهتها البشرية جمعاء، وكان على البشرية جمعاء حلها معا -وعادة ما تنطوي تلك الرؤية على مكانة خاصة للمستنيرين أمثالهم. كان على عاتق ماركس وإنجلز كسب الحركة الاشتراكية إلى منظور مادي للصراع الطبقي. لقد أمضى الرفيقان السنوات التي سبقت عام 1848 في جدالات مريرة ومناقشات ومعارك تنظيمية من أجل القيام بذلك.

لكن لم يكن الراديكاليون وحدهم هم من كانوا يحاولون اكتشاف الطريق إلى الأمام. كانت هناك أيضا اختلافات في الرأي بين أولئك الذين دعموا الرأسمالية. كانت هناك انقسامات داخل الطبقة الرأسمالية نفسها، لا سيما بين أغنى وأقوى الرأسماليين من ناحية، أولئك الذين توصلوا في كثير من الأحيان إلى تفاهم متبادل المنفعة مع حكام بلادهم، ومن ناحية أخرى الرأسماليين الأصغر، الذين واجهوا عوائق تحول دون قدرتهم على التأثير على الحكومة، أو إحرازهم التقدم الاجتماعي الذي يناسب طموحهم.

انعكس هذا الانقسام المادي في الطبقة الرأسمالية في صورة انقسام سياسي. من ناحية، كان المحافظون البرجوازيون يتحدثون نيابة عن أكبر الرأسماليين. لقد أرادوا الحرية للأعمال والصناعة، لكنهم لم يهتموا بتوسيع الديمقراطية حتى لتشمل الرأسماليين الآخرين، إذ كان من الأفضل لهم لو كانوا وحدهم من يشاركون في صنع القرار. ومن ناحية أخرى، كان البرجوازيون الليبراليون والديمقراطيون يتحدثون باسم الرأسماليين الأصغر والمهنيين والطبقة الوسطى. أرادت هذه الشرائح أولا وقبل كل شيء: الحق في التصويت والمشاركة في الحكومة بأنفسهم، وبالتالي دعموا تمديد امتياز المشاركة في صنع القرار. لكن ليس إلى حد إشراك الجماهير الشعبية، التي ظلت أشباحها في الثورة الكبرى تراود كوابيسهم.

ربما لم يكن جناحا السياسة البرجوازية متفقين على الكثير من الأمور، لكنهما كانا متأكدين من شيء واحد: أنهم لم يرغبوا في ثورة أخرى. لكنها كانت قادمة على أية حال.

لم يكن ماركس وإنجلز الوحيدين اللذين توقعا تصاعد المد الثوري. ففي فرنسا، حذر السياسي الليبرالي ألكسيس دي توكفيل زملاءه عشية نضالات عام 1848: “نحن ننام سويا في بركان … رياح الثورة تهب، والعاصفة تلوح في الأفق”.

لم يكن البركان في فرنسا كما كان عام 1789 وقتما كان التناقض يكمن بين الطبقة الرأسمالية الناشئة والدولة الإقطاعية القديمة. إنما كان النظام المسمى بملكية يوليو -في عام 1848- واضحا في ولائه الكامل للطبقة الرأسمالية، وخاصة الرأسماليين الكبار في القطاع المالي. ملأ الملك لويس فيليب حكومته بمصرفيين مثل كاسيمير بيرييه، الذي عُيّن رئيسا للمجلس. وبدلا من الصراع الطبقي بين البرجوازية الصاعدة والطبقة الإقطاعية الحاكمة، كانت الصراعات السياسية تختمر بين الطغيان والاستبداد المتزايد للدولة البرجوازية المحافظة، ورغبات الإصلاحيين الليبراليين.

كانت القصة مختلفة في بقية أوروبا القارية. طرح النجاح الاقتصادي والعسكري للدول الرأسمالية بشكل كامل، بريطانيا وفرنسا، مسألة التحديث. لكن القوى العظمى في أوروبا -إمبراطورية هابسبورج النمساوية والإمبراطورية الروسية ومملكة بروسيا التي هيمنت على ألمانيا- أجابت على السؤال برفض حاسم. حتى المعارضة الليبرالية، التي لم تطالب بأكثر من ملكية دستورية وعقلنة للقوانين، خضعت للقمع.

كانت القضية الوطنية إشكالية إضافية في هذه البلدان. في السابق، ادّعت الأنظمة الإقطاعية في جميع أنحاء العالم شرعيتها للحكم من خلال الحق الإلهي. لكن الثورات البرجوازية في إنجلترا وفرنسا تحدّت هذا الافتراض. وبدلًا من الحق الإلهي، طرحوا “إرادة الأمة”. القومية مفهوم برجوازي تماما. إذ يُستخدم من قبل الطبقة الحاكمة الرأسمالية لمحاولة توحيد الأشخاص الذين لديهم مصالح طبقية مختلفة على أساس لغة أو عرق مشترك. لكن القومية يمكن أن تكون أيضا إطارا للمضطهدين للتعبير عن صراعهم ضد قوة أجنبية. وفي عصر الملكيات الإقطاعية التعسفية والخرافية، كان إنشاء دولة قومية رأسمالية بقوانين وحقوق يمثل في كل الحالات قفزةً كبيرة إلى الأمام.

هذه الضغوط القومية دعت للانقسام مثلما دعت للوحدة. في الإمبراطورية النمساوية، سعى المجريون والتشيكيون إلى الحق في الانفصال وإقامة الحكم الذاتي وحتى الاستقلال. أما في ألمانيا، من ناحية أخرى، سعى القوميون البرجوازيون إلى توحيد الشعب الألماني في إمبراطورية واحدة، واجتثاث خليط الإمارات الإقطاعية لإنشاء دولة واحدة ذات إطار قانوني وتنظيمي واحد. في المدن-الدويلات الإيطالية، وتحت السيطرة المباشرة أو الضغط غير المباشر للنمساويين، عملت في كلا الاتجاهين: الاستقلال عن هابسبورج، والوحدة مع المدن-الدويلات الإيطالية الأخرى في شبه الجزيرة.

كانت أولى انتفاضات 1848 أحد هذه الثورات القومية البرجوازية في صقلية، لكنها سرعان ما طغى عليها مركز الثورة القديم في أوروبا: فرنسا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ترجمة: محمد محروس عن: موقع “ريد فلاج” (الراية الحمراء) الأسترالي – 24 تشرين الثاني 2021

 ***************************************

الدكتاتورية الجديدة لجون كين

إذا كان اليسار قد نشأ وترعرع في أوروبا طوال القرن التاسع عشر الميلادي دفاعا عن قيم الحداثة والتطور والمساواة والديمقراطية، في منافسة مع اليمين المحافظ المتخوف من الجماهير والمتلكئ في القبول بالمبادئ التقدمية، والمدافع عن الهرمية الاجتماعية والمؤسسات التقليدية، فإن قوى اليمين قد تأقلمت في القرن العشرين، بحيث اكتسبت القدرة على مخاطبة الجماهير من خلال إغراء الخطاب القومي والتمجيد الشعبوي، وأحيانا حتى الدعوات الكليانية. وما بينيتو موسيليني وأدولف هتلر وفرانسيسكو فرانكو ورونالد ريغان ومارغريت تاتشار ودونالد ترامب إلا بعض الأمثلة عن قوى يمينية نجحت في حشد دعم شرائح واسعة من الفئات الشعبية، متفوقة في ذلك على قوى اليسار في عقر دارها.

انطلاقا من هذا المعطى التاريخي، يطرح كتاب المفكر الأسترالي جون كين بعنوان الدكتاتورية الجديدة سؤال مستقبل الديمقراطية، في ظل ما يراه من انحراف الإجراءات الديمقراطية لخدمة مبادئ غير ديمقراطية، بل حتى لتحويلها إلى مطية لممارسة نوع جديد من السلطوية التي يقدرها أنها عصية على المقاومة، بسبب تطورها وتركيبها وقدرتها على التأقلم، بل تبرقعها بحلة ديمقراطية ساحرة. وهذا ما يدفع كين، وهو أيضًا صاحب كتاب حياة الديمقراطية وموتها الذي صدرت نسخته العربية عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في عام 2021، إلى الاعتراف مرة أخرى بإمكانية موت الديمقراطية، والمطالبة بإعادة التدبّر في معانيها ومحاسنها وضرورة الدفاع عنها في سياق غير ملائم، تطغى عليه انحرافات السلطة وإغراءات السلطوية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” – 23 آذار 2023

 ************************************

قاموس اقتصادي فلسفي..   الأزمة العامة للرأسمالية

اعداد: د. صالح ياسر

الأزمة العامة للرأسمالية  (General Crisis of capitalism):

هي أزمة النظام الراسمالي العالمي ككل، وتشمل جميع جوانب الحياة الاقتصادية الاجتماعية، والسياسية، في المجتمع الرأسمالي المعاصر. هذه الازمة تتسم بالحروب، والثورات، وتتطور على امتداد مرحلة تاريخية كاملة، وهي لذلك ظاهرة تاريخية مرتبطة بمرحلة محددة من تطور الرأسمالية كتشكيلة اقتصادية – اجتماعية، ويقصد بها طور الامبريالية. لقد كانت مقدمات الازمة العامة للرأسمالية قد ظهرت واخذت تتراكم بالارتباط مع اشتداد تناقضات التشكيلة الرأسمالية، وفاقمتها الحرب العالمية الاولى بشكل بارز الوضوح والحدة.

ان ابرز سمات الازمة العامة للرأسمالية تتمثل في ما يلي:

انقسام العالم الى نظامين اجتماعيين – اقتصاديين متناحرين والصراع الناشئ فيما بينهما.

إنها ازمة تفكك وانهيار النظام الاستعماري.

احتدام التناقضات بين المراكز الامبريالية من اجل اقتسام الاسواق ومناطق النفوذ واعادة تقاسم العالم بين الضواري الاستعمارية.

شهدت الازمة العامة للرأسمالية أربع مراحل :

المرحلة الاولى وترتبط بالحرب العالمية الاولى وقيام ثورة اكتوبر العظمى في روسيا عام 1917. وبحسب (لينين) كانت الحرب العالمية الاولى بمثابة “أعظم أزمة تاريخية، وبداية عصر جديد”. في حين كانت ثورة اكتوبر انعطافا جذريا للمجتمع الانساني من الرأسمالية الى الاشتراكية، وايذانا ببدء عصر الثورات البروليتارية في البلدان الراسمالية، وعصر الثورات المناهضة للاستعمار في البلدان المضطهدة من قبل الامبريالية. وتتميز هذه المرحلة بجملة سمات هي:

تقلص ميدان السيطرة الاستعمارية بنتيجة الاطاحة بالنظام الرأسمالي في سُدس المعمورة تقريبا.

انبثاق ازمة نظام الإمبريالية الاستعماري.

تفاقم ازمات اقتصاد الرأسمالية وعدم استقراره من الداخل. وتجلى ذلك في الهبوط الشديد لوتائر نمو الإنتاج وتفاقم مشكلة الاسواق، وفي النقص المزمن لتشغيل القدرات الانتاجية وفي البطالة الواسعة المستمرة والتضخم المالي.

كانت الأزمات الاقتصادية العالمية لفيض الانتاج مظهرا ساطعا لعدم استقرار الرأسمالية في هذه المرحلة. ويمكن التدليل على ذلك من خلال الاشارة الى ان هذه المرحلة شهدت وقوع عدة أزمات اقتصادية عميقة قطعت سيرورات تجديد الانتاج الرأسمالي.

ظهور وتطور رأسمالية الدولة الاحتكارية.

بدء الأزمة السياسية للنظام البرجوازي

وبنتيجة اشتداد تفاوت التطور الاقتصادي حدث في الثلاثينات من القرن العشرين حدث تغير في تناسب القوى بين الدول الامبريالية واحتدام التناقضات فيما بينها والذي افضى بدورة الى اندلاع الحرب العالمية الثانية التي اشعلت فتيلها المانيا الهتلرية.

ان جميع هذه الامور عمّقت التناقضات الرأسمالية، وفاقمتها اكثر فأكثر، مشكلة الاسواق، واضفى ذلك على تطور اقتصاد الرأسمالية المعاصرة طابعا غير مستقر.

المرحلة الثانية والتي بدأت إبان الحرب العالمية الثانية وانتصار الثورة الاشتراكية في عدد من بلدان أوربا و آسيا واستمرت حتى أواسط الخمسينات من القرن العشرين. ويمكن تلخيص سمات هذه المرحلة فيما يلي:

ان الاشتراكية تجاوزت اطار بلد واحد وتحولت الى منظومة عالمية. وكان هذا يعني تبلور تناسب جديد نوعيا للقوى بين النظامين.

مواصلة تعمق أزمة نظام الامبريالية الاستعماري.

استمرار تطور رأسمالية الدولة الاحتكارية وما حملته من تناقضات جديدة.

اشاعة النزعة العسكرية في اقتصاد البلدان الامبريالية، واصبحت العسكرة واحدة من اهم الوسائل التي تستخدمها الدول الامبريالية في حفز نمو الانتاج وضبط اقتصاد هذه البلدان بغية درء الازمات.

المرحلة الثالثة التي ابتدأت منذ حمسينات القرن العشرين ولاحقا. وبخلاف المرحلتين السابقتين ( الاولى، الثانية) فإن المرحلة الثالثة للأزمة العامة للراسمالية لم ترتبط بحرب عالمية.

تمتاز هذه المرحلة بالسمات التالية:

ظهرت لاول مرة في تاريخ البشرية امكانية استثناء الحروب العالمية من حياة المجتمع. فقد ظهرت هذه المرحلة ليس بسبب حرب عالمية، بل في اطار التعايش السلمي والمباراة الاقتصادية بين النظامين العالميين، الرأسمالي والاشتراكي.

انجاز انهيار نظام الامبريالية الاستعماري.

استمرار اشتداد عدم استقرار النظام الراسمالي العالمي اقتصاديا وسياسيا.

استمرار تفاقم أزمة السياسة والإيديولوجية البرجوازيتين.

المرحلة الرابعة وتشمل الفترة الممتدة منذ أواخر الثمانينات من القرن العشرين ولا تزال نيرانها مشتغلة. ومن ابرز سماتها:

تجري عملية إعادة الإنتاج في البلدان الرأسمالية على نحو غير متكافئ.

لوحظ ما يسمى باللاتوافق في الدورة الرأسمالية العالمية إذ امتد سريانها عدّة سنوات.

طالت هذه الأزمة البلدان الرأسمالية الأساسية، فلذا أصبحت أزمة مستحكمة طويلة الأمد يصعب إيجاد مخرج منها.

انهيار المعسكر الاشتراكي وبالتالي انهيار نظام القطبية الثنائية والهيمنة المؤقتة لـ “القطب الواحد”.

صعود المحافظين الجدد وهيمنة العقيدة الليبرالية الجديدة وتجلياتها المتمثلة في الريغانية في أمريكا والتاشرية في انكلترا، والرهان على السوق والياته الطليقة، والتي أفضت في نهاية المطاف الى الأزمة التي يعاني منها العالم اليوم والتي تفجرت في أيلول 2008 على هيئة أزمة مالية تحولت لاحقا الى أزمة اقتصادية عالمية البعد.

وفي مختلف مراحل الازمة العامة للرأسمالية يشتد اختلال توازن تطور البلدان الرأسمالية، وتتفاقم بشكل حتمي، حدّة التناقضات الداخلية في معسكر الامبريالية، كما تتنامى النزعات العسكرية في الاقتصاد، بصورة متزايدة، ويتفاقم الصراع التنافسي بين الدول الرأسمالية. ان اشاعة النزعة العسكرية في الاقتصاد تزيد من عمق جميع تناقضات النظام الرأسمالي. ويصطدم نمو الانتاج الرأسمالي، اكثر فاكثر، بالإمكانيات المحدودة لتصريف المنتجات. وتنشأ الظروف من اجل ظهور ازمات فيض انتاج، اكثر عمقا وحدّة. وتتصف الرأسمالية، في مرحلة ازمتها العامة، بتقوية الرجعية السياسية والايديولوجية، بصورة حادة، وبإنهيار الديمقراطية البرجوازية، واللجوء الى الشكل السافر من ديكتاتورية البرجوازية، أي الى الفاشية.

 *****************************************

الصفحة الثالثة عشر

توتنهام يستعد للتعاقد مع أنسو فاتي في صفقة تاريخية

برشلونة ـ وكالات

كشفت تقارير صحيفة أن نادي توتنهام الإنكليزي يفكر في تقديم عرض لبرشلونة من أجل الحصول على خدمات اللاعب الشاب أنسو فاتي.

ويريد النادي اللندني تعزيز خط هجومه خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، ووقع الاختيار على فاتي وهو يعد أحد أفضل الأسماء المطروحة في السوق بالوقت الحالي.

حيث من جانبه يطمح فريق برشلونة في تخفيض النفقات من أجل تجنب عقوبات قانون اللعب المالي النظيف، وفقًا لحالة برشلونة الاقتصادية السيئة.

وذكرت صحيفة سبورت الكتالونية، أن توتنهام سيكون على استعداد لتقديم عرضًا لشراء فاتي خلال الصيف المقبل، والدخول في صراع مع مانشستر يونايتد الذي أبدى اهتمامه هو الآخر بضم اللاعب.

 ******************************

بطولة كأس العراق.. وصول الفرق الكبيرة ينذر بمنافسة محتدمة

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت منافسات الدوري الـ 16 النهائي من بطولة كأس العراق مباريات مثيرة ومنافسة حادة بين الفرق المتبارية.

وعلى ملعب الشعب، تغلب الزوراء على ضيفه نفط البصرة بركلات الترجيح (4-2)، بعد تعادلهما (1-1).

تقدم الزوراء أولا عن طريق لؤي العاني في الدقيقة 3، وسجل نفط البصرة هدف التعديل عن طريق المحترف باتريك في الدقيقة 53، لتذهب المباراة لركلات الترجيح التي حسمها الزوراء بنتيجة (4-2) بعد أن أضاع لاعبو نفط الوسط ركلتي ترجيح.

وفي مباراة ثانية، حجز الطلبة مقعده بربع النهائي بعد فوزه على مستضيفه دهوك (1-0)، بملعب صقور الجبال.

ونجح البرازيلي جيملسون دي ليما في خطف هدف الانتصار الثمين بالدقيقة 55 من زمن اللقاء.

وقدم الطلبة مباراة تكتيكية بتوازن دفاعي، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، فيما لعب دهوك بطريقة هجومية لم ينجح من خلالها من طرق شباك ضيفه.

ونجح الطلبة في أول مهمة لمدربه الجديد أحمد خلف، من حصد بطاقة التأهل ومصالحة جماهيره، بعد سلسلة من النتائج المتواضعة بالدوري الممتاز.

وحقق أربيل فوزا ثمينا على ضيفه نفط الوسط بنتيجة (2-1)، في مباراة احتضنها ملعب فرانسو حريري وسط حضور جماهيري متوسط.

وتقدم نفط الوسط أولا عبر المحترف البرازيلي، لوكاس، في الدقيقة 27.

وفي الدقيقة 67، نجح المخضرم أمجد راضي في إدراك التعادل لأربيل، ثم عاد ذات اللاعب ليسجل هدفه الثاني، في الدقيقة 78.

وفي اخرى، تمكن البحري من تحقيق إنجاز تاريخي، ببلوغه الدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخه، بعد تغلبه على ضيفه المصافي بركلات الترجيح (8-7)، عقب التعادل في الوقت الأصلي (3-3)، في مباراة مثيرة شهدها ملعب البحري بمدينة البصرة.

وبهذا الانتصار الثمين، أصبح البحري الممثل الوحيد لأندية البصرة بالدور ربع النهائي من بطولة الكأس.

 ***************************

إيقاف غيروتو مؤقتا بسبب المنشطات

موناكو ـ وكالات

أعلنت وحدة نزاهة ألعاب القوى أن الكازاخستانية الكينية الأصل نورا جيروتو، بطلة العالم في سباق 3 آلاف متر موانع، تم إيقافها مؤقتًا بسبب المنشطات. وكتبت الهيئة التابعة للاتحاد الدولي لألعاب القوى في بيان “لقد أوقف وحدة نزاهة ألعاب القوى مؤقتًا نورا جيروتو لاستخدامها منتجًا أو طريقة محظورة”، موضحة أن قرارها يستند إلى جواز السفر البيولوجي للعداءة. وتدافع غيروتو (27 عامًا) عن ألوان كازاخستان منذ 30 كانون الثاني 2022.

 *******************************************

هيت وتمبروولفز يكملان عقد المتأهلين  إلى الأدوار الإقصائية

ميامي ـ وكالات

أكمل كلّ من ميامي هيت ومينيسوتا تمبروولفز عقد المتأهلين إلى الأدوار الإقصائية في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، بفوز الأول على شيكاغو بولز 102-91 والثاني على أوكلاهوما سيتي ثاندر 120-95.

ودخل ميامي المباراة بعد خسارته أمام أتلانتا هوكس الثلاثاء في الملحق الفاصل المؤهل إلى الأدوار الإقصائية (بلاي إن) لتتاح له فرصة أخرى أمام بولز، استغلها بقيادة جيمي باتلر وماكس ستروس ليتأهل عن المركز الثامن في المنطقة الشرقية ويضرب موعدًا في الـ “بلاي أوف” مع المتصدر ميلووكي باكس. أما مينيسوتا الذي دخل المباراة بعد الخسارة أمام لوس أنجليس ليكرز، فنجح بتخطي عقبة ثاندر ليلاقي متصدر الغربية دنفر ناغتس في الأدوار الإقصائية. وفي حين كانت مهمة تمبروولفز أسهل أمام ثاندر، كافح ميامي لتخطي عقبة بولز قبل أن ينجح بقيادة باتلر وثلاثيات ستروس.

سجل كل منهما 31 نقطة، علمًا أن ستروس نجح بسبع ثلاثيات من أصل 12، إحداها حاسمة قبل 1:14 دقيقة ليمنح التقدم لهيت 96-91. بالنسبة إلى ستروس الذي نشأ كمشجع لبولز في ضواحي شيكاغو وحرره النادي قبل الانضمام إلى ميامي، كانت ليلة سعيدة.

 *****************************************

نفط الوسط يفرض عقوبات مالية على فريقه الكروي

النجف ـ طريق الشعب

قررت الهيئة الادارية لنادي نفط الوسط لكرة القدم فرض عقوبات مالية على الفريق بسبب ما وصفته “سوء النتائج وتراجع المستوى الفني” ضمن منافسات الدوري العراقي الممتاز، والخروج من بطولة كأس العراق من دور 16.

وذكر بيان للنادي أن العقوبة تأتي تماشيا مع سياسة إدارة نادي نفط الوسط والعمل بمبدأ الثواب والعقاب، منوهة إلى أنها ستعيد النظر في تلك العقوبات في حال تحسن الأداء والنتائج في الأدوار المتبقية من الدوري وخلاف ذلك تستمر الإدارة بقراراتها.

وكان اربيل أقصى نفط الوسط من بطولة كاس العراق بعد تحقيقه الفوز 2-1.

 *********************************************

الجيش يتغلب على الكرخ بدوري اليد

بغداد ـ طريق الشعب

جرت امس السبت، مواجهة واحدة من أصل ثلاث كانت مقررة ضمن مواجهات ضمن منافسات الجولة التاسعة من المرحلة الثانية للدوري العراقي الممتاز لكرة اليد للموسم 2023-2022.

وأقيمت فقط مباراة فريق نادي الكرخ مع ضيفه الجيش وانتهت بفوز الأخير، بواقع 26-22 هدف”.

بينما لم تقام مباراة فريق نادي الكوت وضيفه فريق نادي ديالى بسبب عدم حضور الأخير ليعتبر خاسراً بنتيجة (0-10).

ولنفس السبب اعتبرت لجنة المسابقات في اتحاد اليد فريق الخليج العربي خاسراً أمام مضيفه فريق نادي نفط ميسان (0-10)، وذلك لأسباب مالية خاصة بالفرق المتغيبة.

 *******************************************

التشكيلة المثالية لدوري أبطال أوربا

زيورخ ـ وكالات

أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، التشكيلة المثالية بعد أن أسدل الستار على مباريات ذهاب الدور ربع النهائي من منافسة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم “التشامبيونز ليغ.

ودخل الدولي الجزائري إسماعيل بن ناصر نجم فريق ميلان الإيطالي، التشكيلة المثالية للبطولة القارية، التي نشرها الحساب الرسمي لـ”يويفا” على موقع “تويتر”.

وجاء اختيار اللاعب الجزائري بعد قيادته لنادي ميلان إلى تحقيق فوز ثمين على ضيفه نابولي (1-0) بإحرازه هدف الفوز الوحيد “للروسونيري” عند الدقيقة 40 من زمن الشوط الأول “للديربي” الإيطالي الذي جمعهما مساء الأربعاء الماضي، على ملعب “جيوزيبي مياتزا” بضواحي سان سيرو في مدينة ميلانو.

وسجل إسماعيل بن ناصر هدفه الأول في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وقد يكون الأغلى في مسيرته حتى الآن، إذا حال نجح فريق ميلان في بلوغ الدور نصف النهائي للبطولة الأوروبية المرموقة بعد غياب طويل.

وكما دخل التشكيلة المثالية لهذه المرحلة من دوري الأبطال، 5 لاعبين من بريق مانشستر سيتي الذي ألحق هزيمة كبيرة بضيفه بايرن ميونخ الألماني (3-0).

وكان من اللافت أن جميع اللاعبين في التشكيلة المثالية تكونوا من الفرق الأربعة الفائزة في مباريات الذهاب وهي: مانشستر سيتي (5 لاعبين)، ريال مدريد (3 لاعبين)، ميلان (لاعبان)، إنتر ميلان (لاعب واحد).

وضمت التشكيلة المثالية كاملة: لحراسة المرمى: البلجيكي تيبو كورتوا (ريال مدريد).

ولخط الدفاع: الإنجليزي جون ستونز (مانشستر سيتي)، البرتغالي روبن دياز (مانشستر سيتي)، الإيطالي أليساندرو باستوني (إنتر ميلان)، الدنماركي سيمون كيير (ميلان)، النمساوي ديفيد ألابا (ريال مدريد).

ولخط الوسط: الجزائري إسماعيل بن ناصر (ميلان)، البرتغالي برناردو سيلفا (مانشستر سيتي)، الإسباني رودريغو (مانشستر سيتي)، البرازيلي فينسيوس جونيور (ريال مدريد)

ولخط الهجوم: النرويجي إيرلينغ هالاند (مانشستر سيتي).

 **************************************

وقفة رياضية.. الرياضة والدعم الحكومي

منعم جابر

يقال إن المال عصب الحياة وأن الحاجة للمال هي سبب كل المآسي والصعوبات الحياتية ومنها المجال الرياضي، فكل المؤسسات الرياضية تعاني من صعوبات كبيرة عندما تفتقد الأموال، خاصة في هذا الزمان الذي تشكل فيه الأموال عصب الحياة، فالأولمبية كلجنة قائدة للرياضة العراقية تعتمد على الأموال في تمشية نشاطات وفاعليات اتحاداتها الرياضية وتتراجع عن أداء واجبها عندما يتعسر حالها وتضعف امكانياتها.

واليوم وبعد انتهاء مجلس الوزراء من إقرار مشروع الموازنة نجد أن من حق اللجنة الأولمبية بعد إقرار قانونها عام 2019 وقانون الاتحادات الرياضية عام 2021 يتطلب تحديد احتياجات الرياضة والدعم الحكومي. ويذكر البرلماني وعضو لجنة الشباب والرياضة البرلمانية السابق ديار برواري في مقال له في جريدة “طريق الشعب”: “من حيث المبدأ فإن الحكومة ملزمة بتوفير متطلبات المنتخبات الوطنية كافة وبدون تمييز أو تفريق كونها ملزمة قانونياً وأخلاقياً فإن تدعم كل ما من شأنه أن يرفع علم البلد ويعزف النشيد الوطني له في المحافل والمنصات الدولية”.

ومع تحفظنا على القوانين الرياضية النافذة في اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية وقانون الأندية الرياضية الذي مضى على تشريعه ما يقرب من خمسين عاماً، وصدر إبان مرحلة شمولية لكنه ما زال نافذاً حتى اليوم.

وهذا الحال مثير للحيرة والحزن وعلينا كقيادات للرياضة العراقية أن نبحث عن مصادر دائمة ومضمونة لإدامة القطاع الرياضي ومنعه من الضعف والانهيار.

لقد سمعت قبل أيام أن الاتحاد العراقي لكرة اليد قد انسحب من بطولته أربعة اندية لضعف امكانياتها المادية، ومثل هذا الكلام نسمعه كثيرا ولألعاب مختلفة، فالنادي فقير والاتحاد المركزي أفقر! فلو نظرنا إلى كل التجارب الرياضية لوجدناها تديم نفسها ونشاطاتها من خلال الاستثمار وتحقيق الأرباح كما هو الحال في معظم بلدان العالم، فالرياضة وانديتها مجال واسع للاستثمار ولا سيما في زمن الاقتصاد الحر والمفتوح، وعليه نقول لقادة المؤسسات الرياضية أن يهتموا بالتسويق الرياضي ويحولوا مؤسساتهم الرياضية إلى مؤسسات منتجة تدر أموالاً وليس العكس وهذا ما نتمناه للرياضة وألعابها.

 ****************************

منتخبنا بألعاب القوى يواصل استعداداته لبطولة غرب آسيا

متابعة ـ طريق الشعب

يواصل منتخبنا الوطني بألعاب القوى استعداداته المكثفة المقامة حالياً فــي ملعب المدينة الرياضية بمحافظة البصرة تأهباً لبطولة غرب آسيا للرجال التي ستقام في الدوحة للفترة من السادس والعشرين ولغاية التاسع والعشرين من الشهر الحالي.

وقال مدرب منتخبنا الوطني بألعاب القوى خزعل جبار إن “عدائي المنتخب الأربعة، طه حسين وحسين علي ناهي وأحمد جمال وصالح محمد لمسافة (110) أمتار حواجز تابعوا تدريباتهم العالية على الرغم من الأجواء الممطرة والرياح الشديدة التي شهدتها مدينة البصرة تحضيراً لبطولة غربي آسيا المزمع إقامتها في قطر نهاية الشهر الحالي”.

وأضاف جبار أن “الطموح يحدو العدائين لنيل الأوسمة الملونة في التجمع القاري المرتقب إذ لا تزال الآمال معقودة على موهبتهم في تحقيق أرقام جديدة على الرغم من قلة الدعم المقدم لهم”.

 **********************************************

الصفحة الرابعة عشر

منظورات الثقافة والإعلام في المقهى الثقافي بلندن

كانت أمسية شهر آذار للمقهى الثقافي العراقي في لندن قد أقيمت يوم السبت، الخامس والعشرين منه، بعنوان “منظورات في الثقافة والإعلام “ قدمها الإستاذان عبد المنعم الأعسم ورضا الظاهر.. وأدارها الكاتب والصحفي صادق الطائي، وقد إستهلها بالإشارة الى إن هذه الأمسية تأتي بتسلسل المائة لأماسي المقهى التي دأب على تنظيمها عبر عدة سنوات، وكثير من الأصدقاء والصديقات كانوا جزءا من نشاط المقهى الثقافي المهم في العاصمة البريطانية لندن.

وفي السابع والعشرين من آذار من كل سنة يحتفي العالم بيوم المسرح العالمي. واحتفل به عام 1962 لأول مرة، وهو التاريخ الذي أطلق فيه موسم “مسرح الأمم” بباريس، ويهدف هذا اليوم إلى ترويج فن المسرح في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى نشر المعرفة بين الناس حول التجارب الفنية، وكذلك تمكين مجتمعات المسرح والرقص من الترويج لأعمالهم الإبداعية على نطاق واسع، حتى يدرك صناع القرار بقيمة هذه التجارب إيمانا بها، والتمتع بفن المسرح ذاته.

علي رفيق - لندن

اختارت الهيئة الدولية للمسرح سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب، لكتابة رسالة يوم المسرح العالمي لهذا العام، احتفاءً بهذا اليوم.                                                            

وقد درج المقهى على أن يحتفي بهذا اليوم، بقراءة الرسالة التي توجهها إحدى الشخصيات المسرحية العالمية، فدعا الفنانة السورية أسمهان الكرجوسلي لقراءة رسالة الفنانة عميدة رائدات المسرح العربي سميحة أيوب، وجاء في نص الرسالة: “أصدقائي المسرحيين في جميع أنحاء العالم، أبث إليكم هذه الكلمة في ذكرى اليوم العالمي للمسرح، وبقدر ما يعتريني من شعور غامر بالسعادة أنني أتحدث إليكم، فإن كل ذرة في كياني تختلج تحت وطأة ما نعانيه جميعاً – مسرحيين وغير مسرحيين – من ضغوط طاحنة ومشاعر صادمة وسط ما ينتاب العالم من حالة من عدم الاستقرار”. وإضافت :”إن المسرح في جوهره الأصلي هو فعل إنساني محض، قائم على جوهر الإنسانية الحقيقي ألا وهو الحياة. وعلى حد قول الرائد العظيم قسطنطين ستانسلافسكي “لا تدخل المسرح بالوحل على قدميك. اترك الغبار والأوساخ في الخارج. تحقق من ترك مخاوفك الصغيرة والمشاحنات والصعوبات البسيطة مع ملابسك الخارجية – كل الأشياء التي تدمر حياتك وتلفت انتباهك بعيدًا عن فنك – عند الباب” وجاء في ختامها:

“أتحدث إليكم اليوم لا لمجرد الحديث أو حتى للاحتفال بأبي الفنون جميعاً “المسرح” في يومه العالمي، وإنما لأدعوكم لتقفوا صفاً واحداً كلنا جميعاً، يداً بيد وكتفاً بكتف، لننادي بأعلى صوتنا كما اعتدنا على منصات مسارحنا، ولتخرج كلماتنا لتوقظ ضمير العالم بأسره أن ابحثوا في داخلكم عن الجوهر المفقود للإنسان..”.

بعد ان انتهت الفنانة الكرجوسلي من القاء كلمة سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، شكرها الأستاذ الطائي على القراءة الجميلة و نوه مدير الأمسية بأن المقهى سينشر عشية يوم المسرح (أي الأحد السادس والعشرين من آذار) على صفحته بالفيسبوك ريبورتاجا تلفزيونيا “بعنوان عشاق الخشبة” سيتحدث فيه اكثر من ثلاثين فنانة وفنانا مسرحيا عراقيا، من مختلف الأجيال،من داخل الوطن ومختلف بلدان الشتات، وبينهم كثير من رحلوا، وقد قام السينمائي علي رفيق بعمل هذا التوثيق التلفزيوني.. ثم شرع الأستاذ الطائي بتقديم أمسية اليوم قائلا:                                              “نعود الآن الى أمسية اليوم للمقهى الثقافي وهي لموضوع واسع، ومطلق  لكننا سنحاول الإلمام ببعض جوانب المنظورات في الثقافة الإعلام، ولهذين العنوانين تفاصيل كثيرة ينطويان على الكثير من الآراء والطروحات التي تؤلف فيها المجلدات العديدة، وممكن ان نتكلم فيها لساعات والعديد من المحاضرات، لكننا اليوم سنستمع الى قامتين كبيرتين في عالم الثقافة والإعلام والصحافة، سيقدمان رؤيتهما عن واقع الثقافة والإعلام والتحديات التي يتصديان لها، وماذا ممكن ان يقدمان للمجتمع، وكيف يكون المثقف مثقفا عضويا فاعلا في مجتمعه وليس كما نشاهده في بعض  الإحيان، كي لا نعمم، من أمراض اصابت المشهد الثقافي والمشهد الإعلامي والصحفي في العراق وفي غيره من الدول اليوم. معنا ضيفان عزيزان الأستاذ رضا الظاهر للحديث عن المنظورات او المشهد الثقافي، والأستاذ عبد المنعم الأعسم للحديث عن المشهد الإعلامي، وبما إنهما غنيان عن التعريف، واستثمارا للوقت ندعوهما الى المنصة”.  

ابتدأ الأستاذ رضا الظاهر الأمسية بالحديث عن ثلاثة مفاهيم قال إنها سترد في مداخلته أكثر من مرة وهي تلك التي تتعلق بمفهوم المثقفين ومفهوم الحركة الاجتماعية ومفهوم التغيير وأكد انه يعني بالمثقفين  شغيلة الفكر، والمعنى الواسع للثقافة وليس المعنى الضيق الذي يقتصر على الأدب والفن أو منتجي القيم الجمالية اما المقصود بالحركة الاجتماعية فهو يعني الفئات والجماعات والتجمعات والأحزاب والمنظمات..الخ الموجودة في المجتمع والتي تسعى الى تغيير الواقع الاجتماعي.

 وأشار الى إنه لا يخلط كل جوانب تلك الجهات، انما أكد انه يعني الجانب التقدمي من الحركة الاجتماعية، ذلك الجانب الذي يسعى الى تغيير الوضع القائم في المجتمع. وقال انه عندما يتحدث عن التغيير فيقصد تغيير المجتمع، أي تحويل المجتمع من بنية الى أخرى. والتغيير في المجتمع العراقي في الظروف الحالية تعني، على المستوى السياسي، الخلاص من منظومة المحاصصة وبناء دولة مدنية.

وذكر الظاهر، ان “مفهوم المثقف يعتبر حديثا، وبدأ ارتباطا بالقضية الشهيرة التي اسمها قضية دريفوس – الضابط الفرنسي-، وبهذا الشأن نتذكر المقالة الشهيرة التي كان عنوانها “إني أتهم” وقد وأثارت ضجة كبرى في فرنسا”. كتبها أميل زولا في عام 1894.

وأشار أيضا الى ( بيان المثقفين) الذي كان بين من وقع عليه أناتول فرانس ومارسيل بروست وقد أشعل معركة فكرية حررت ذلك الضابط الفرنسي وأسست لدور المثقف في محاربة الإستبداد.

 وأضاف، ان في القرن العشرين ظهرت مفاهيم عديدة للثقافة  والمثقفين من بينها “الإنتلجنسيا”،  و”المثقف العضوي” المرتبط بغرامشي و “المثقف الرسولي” المرتبط بأدوارد سعيد.

وأكد أن هناك مفاهيم عديدة أخرى لكنها في جوهرها تعتمد على حقيقة ان كل هؤلاء المثقفين على تباين التعريفات يشتركون في التزامهم بقضايا المجتمع وسعيهم الى إشاعة التنوير وتقدم المجتمع والعدالة الاجتماعية.

 وقال انه مضطر للإيجاز في مداخلته لكنه سـيضيء بعض الأسئلة التي تتعلق بالتحول العاصف الذي جرى بالإطار الثقافي بالعراق، بالرغم من كل التباساته وانعطافاته، يعكس آفاق نهضة ثقافية، يمكن اذا ما توفرت لها الشروط والظروف الملائمة والصحية والضرورية، ان تعيد الإعتبار الى العقلانية والتنوير وتخلق فضاء إزدهار الثقافة الإبداعية. ولكن هناك عوائق حقيقية كبرى امام هذه الشروط الموضوعية منها يتعلق بالثقافة السائدة المهيمنة في المجتمع والسلطة التي ترعى هذه الثقافة المهيمنة والذاتي منها يتعلق بالمثقفين الذين يتعين عليهم ان يشاركوا في الحركة الاجتماعية الساعية الى التغيير.

وحدد الظاهر الواقع العراقي الحالي بما يلي :” ان المجتمع لا يعاني فقط من الفساد والإنفلات الأمني وغياب الخدمات والتخلف والأزمات المختلفة الاجتماعية والسياسية والإقتصادية والثقافية...الخ وإنما يعاني أيضا من مشكلة كبرى هي تدني الوعي الذي تراجع بشكل مريع بسبب سيادة النمط الإستبدادي بالحكم والدكتاتورية ومعضلات الراهن في العراق”.

وتطرق الى موقف المثقف من الثقافة السائدة في المجتمع، من حقوق الإنسان، من حقوق المرأة..الخ من القضايا التي تعتبر أساسية في المجتمع.. وتساءل هل تتوفر الظروف التي تسمح للمثقفين ان يعبروا عن أنفسهم ويلعبوا دورهم المنشود؟! واعتبر الظاهر في مداخلته مسألة الديمقراطية كشرط من شروط الثقافة الوطنية التنويرية.

وقال الأستاذ الظاهر في ختام مداخلته :” ان تجليات ازمة الثقافة بالعراق حسب تقديري بالنقاط الخمسة التالية :

- غياب او تغييب دور المثقف، وهو ما يعكس الخلل في موقف النخب السياسية.

- غياب الدعم الحقيقي من قبل الدولة، سواء كان بتأسيس البنية التحتية أو وجود برامج أو أي شكل من اشكال رعاية الدولة وإهتمامها بالثقافة والمثقفين.

- عواقب الإستبداد والدكتاتورية والإحتلال وهيمنة قوى التخلف السياسي الحالية وشيوع الخراب الروحي وثقافة الإنحطاط.

- معاناة  المثقفين من ثقافة الإعلام والتبسيط والشعبوية المبتذلة  في فهم خصوصية المثقف.

- إنسحاب المثقف تحت وطأة الإحساس بالإحباط والعزلة وطاحونة اللهاث وراء المعيشة”.

وأخيرا أكد رضا الظاهر:  “ان الموضوعات التي طرحتها هي بعض الموضوعات الأساسية، وجميعها بحاجة الى مزيد من التحليل والدراسة”.

عقب مدير الندوة الطائي على الإستعراض الغني الذي قدمه الظاهر قائلا:” إن ما طرحه الأستاذ رضا الظاهر جاء شاملا ومكثفا لموضوع الثقافة، والذي هو أصلا  موضوع ملتبس وفيه الكثير من المفاهيم والأفكار الشائكة حتى الآن، ليس فقط في مجتمع الشرق الأوسط، انما حتى الدول المتقدمة تعاني منها”.  وواصل: ان “ الجانب الآخر في أمسيتنا هو الحديث عن الإعلام..لا سيما اننا نعيش في زمن الإنسان، او المواطن الإعلامي، الذي يحمل بيده وسيلة تحرير وتلفزيون وهيئة إذاعة وبث في (موبايله) او في (الهواتف الذكية) الموجودة، التي أتاحت للجميع المشاركة من على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها. ومعنا اليوم، وأفخر ان أقول انه أحد أساتذة الصحافة والإعلام الأستاذ عبد المنعم الأعسم سيتفضل بالحديث عن منظورات في الإعلام”.

استهل عبد المنعم الأعسم مداخلته في الأمسية يخبرنا انه منذ سنتين مضتا دخل عامه الخمسين في عالم الإعلام والصحافة، خلالها لم ينقطع عن الكتابة والمتابعة والحضور والمشاركة في هذه المهنة، وأكد انه لا يزاود على أحد، لكنه فخور بهذه الصفة التي أخذها الى نفسه.

ثم تحدث الأعسم عن مشروعه مع رضا الظاهر وعزمهما الخوض في موضوع منظورات الثقافة والإعلام، في بعدها الثقافي والإعلامي.. وانهما آليا على نفسيهما إثارة الأسئلة، وكانا يفكران بعمل جولة في اوربا.

 وذكر انهما فعلا ذهبا الى السويد وعقدا ندوتين، والى الدنمارك وعقدا ندوة بنفس العنوان، وكانا في طريقهما الى هولندا وألمانيا، أجلتا مؤقتا، سيقومان بها في وقت لاحق، لكنهما إستئنفا الآن في لندن.

وقال الأستاذ الأعسم انه أجمل البعد الإعلامي للأزمة العراقية في عشرة منظورات هي: “

- إعلام ريعي.

- إنتكاسة في دور النساء في الإعلام.

- الإعلام الرقمي، إيجابياته وسلبياته.

- منظرو التهديد الذي يتعرض له الاعلاميون وأجهزة الإعلام.

- سلطة القضاء التي تخون رسالتها

- النقابة الصفراء

- شبكة الإعلام

- مستقبل الإعلام

- الإعلام الحكومي، المستقل، الحزبي !

هذه هي عناوين محاضرتي ومنظوراتي، أدخل الى هذا العالم الإعلامي بالإشارة الى طبيعة إسمها إنفجارية في مجال الإعلام، وأضيف لها هي طفرة لربما لم تكن متخيلة قبل ثلايثن سنة.. الإعلام الآن يمر في حالة إنفجارية لا حدود لتأثيراتها وأشكال التعبير عنها إستخدام الإنترنت والهواتف الذكية والمهارات والمغامرات، حتى اذا سألنا انفسنا : طيب وماذا سيحدث بعد عشرين عاما، وربما أقل،  ونحن نتابع تطور القفزات اليومية في مجالات التقنية وإستخدام مستجداتها.

والقول المبكر ان العالم أصبح قرية، الذي كان يقال بإعتبارها نكتة، قبل سنوات أصبحت حقيقة”.

وأستنتج الأستاذ الأعسم :” الإعلام العراقي اعلام ريعي، مثلما هي الدولة الريعية، يعني هناك عملية تدوير، للمال العام عبر أقنية معقدة من الاقتصاد، تخرج من ميزانية الدولة لتنهب وتذهب للتجار، تنشأ شركات خارج العراق، تتشكل شركات إعلامية، ثم يبدأ البث، إذاعة وجيش الكتروني، وفضائيات، وإذا إقتفينا أثر التمويلات لهذه الأقنية، بطريقة إستقصائية جدية سنكتشف إنها هي من المال العام. الإعلام الريعي بإمتياز. وهذا موضوع نحتاج ان نتكلم عنه كثيرا”.

 ثم تحدث عن إنتكاسة في دور النساء. وقال ان لديه إحصائية تم إجراؤها منذ سنوات مضت.. توضح تراجع نسب مشاركة الفتيات في الميدان الإعلامي الى أدنى منسوب لها في الوقت الحاضر. أما عن الإعلام الرقمي فقال انه بدخوله بهذا الزخم الكبير الى ان بلغ الى حد ان يتحول الإعلام الى مهنة لمن لا مهنة له، واصبح كل مواطن إعلاميا، كل من يملك هاتفا ذكيا، اذ كل من يحصل على معلومة ما ويحاول ان يوصلها فهو قد قام بدور إعلامي. وأشار الى سلبيات هذا الجانب، وفي مقدمتها دور المال الرأسمالي الذي يسخر فيه واستخدامه لقهر حركات الإحتجاج وتزوير الوعي.

وتطرق الى تعرض الإعلاميين الى التهديد. وقال ان أي إعلامي يتصدى الى المؤسسات الطائفية والميليشيات او للإحتلال يتعرض الى التهديد المباشر والتهديد المعقد. وقال انه يأتي عبر عشيرة أحيانا او عبر نساء او برسائل واحيانا تقوم السلطة القضائية بدور الجانب الذي يهدد وقدم عدة أمثلة على ذلك.وتحدث عن النقابة الصفراء وكيف ان رئيسها لا يزال في منصبه لخمس دورات متتالية منذ العام 2008 خلافا لكل القوانين، ويفرض رئاسته على الجسم الصحفي بالإستقواء بقوى السلطة.

وشكر مدير الندوة الأستاذ الأعسم لما طرحه من إضاءات، وأطلق عليها مفردة “وخزات “ للمشهد الإعلامي المؤلم كما أطلعنا عليه في مداخلته. ثم دعا الحضور لتقديم مداخلاتهم واسئلتهم وتعليقاتهم فطرح الأستاذ شافي الجيلاوي أهمية استثمار الثورة المعلوماتية بتطوير الإعلام التوعوي وعقب د. سلم علي بطرح مهمات الثقافة الوطنية، وذكر بمنجز مؤتمر الثقافة عام 2005 ومشروع الشهيد كامل شياع، وتساءل ما الذي يحول دون إطلاق ذلك المشروع مجددا؟ ثم تحدث الكاتب زهير الجزائري عن الحاجة المعيشية التي تدفع بعض المثقفين الى التنازل عن الكثير من مبادئهم وقيمهم وأهمها حرية التعبير وتساءل عن اعداد صحافيي النقابة الذين بلغ عددهم 15 ألف عضو في بلد كان فيه أربع صحف فقط.. ثم تحدث د. عادل مطلوب عن الإعلام الرقمي وأهمية الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة لتجاوز سلبياته.

 ******************************************

الصفحة الخامسة عشر

كتابان جديدان

* “الملكية الفكرية والحماية القانونية لحق المؤلف” عنوان كتاب جديد للدكتور هادي عزيز علي، تناول فيه حقوق المؤلف القانونية، وأشار الى منظمة (الويبو) الدولية لحماية الملكية الفكرية في جنيف. قدم للكتاب الأستاذ الناقد فاضل ثامر. وصدر عن دار المدى- بغداد.

* “انثروبولجيا الأسماء والعوامل المؤثرة بها” كتاب للأستاذ صلاح السيد جاسم، صدر عن دار الرواد المزدهرة- بغداد. الكتاب يفصل في آثار البيئة والدين والخرافات والعادات والتقاليد والمدينة والثقافة في التسمية الى جانب الأثر الذي تتركه الاحتلالات المتعددة والانفتاح على العالم كذلك.

 ************************************

وخزات *

آخر نص للشاعر: زهير بهنام بردى قبيل رحيله في مثل هذا اليوم من العام الماضي وينشر لأول مرة.

سأرسمُ شامةً

لك

لا تشبه شامات النساء

أنا نوحك

وأحبّك أكثر

انتظرُ بفارغ طولك طوفانك

فتعالي

اصعدي

إلى صلصالٍ مقدّس

بين أصابعي

أبسو ما زال نائماً

وعشتار لم تنزل إلى عالمٍ سفلي

دمّوزي يتسلّى بالضوء

سأختارُك أنت فقط

أنا نوحك

اختار لك من السماء

دربَ التبانة

ومن الهواء

ما يشبه رائحة إبطك

ومن عينيك

أخرجُ اليَّ

فتعالي

سنبقى لوحدنا

نمخرُ ماءَ نبض يلقي القبض على صلصال الحبّ البدء

تعالي نحلّق

عشتار تعبتْ

ونحنُ نرغبُ أن نصلَ

إلى ساحةِ الأرض

وقتٌ مضى

ترقدُ كاهنةُ المعبد

في عجين خبز قربان

تخرجُ بملابس عاشقات

إلى كرنفالِ ساحة السرير

العالمُ بالمقلوب

يحضرُ حفلَ مسلّة

يخرجُ من نحاسها

حارسُ الضوء

عقرب الساعة قلقاً

يدورُ حولنا

ونحن نرقصُ على أقلّ من ضوء

عقرب الساعة

ما زال ينزلُ في نزهة

إلى حانة الثلج في عينينا

في يديه

طينٌ أخضر

وتجاعيد زرقاء

وأتدحرجُ بكلّ تهذيب، معي ملائكة لا يحسنون إغلاق نافذة رقيقة الطبع مع فراشات تتسلّق أصابع النهار في انزلاق مطر صيفي

سأقيمُ فيك

لأنجو من الحياة

في فمك

أنسى ما مضى

وأحلّق في رغوته البيضاء

ولدّتُ

وأتذكّر أوّل صوت سمعته

كانَ صوت أصابعك.

ــــــــــــــــــــــ

(*): في يوم ما قبل انتقاله إلى فراديس الرب، هاتفني مثلما يفعل دوماً، ومن (ألو... هيثم) التي كان ينطقها كنت أستشف حالته، فللفرح رنته في النبرة، وللتساؤل نبرة ثانية، وللاستئناس نبرة ثالثة، وللترقب نبرة رابعة..... وهكذا دواليك، ولا أخفي أنني كنت حين نتكلم معاً، عن بعد مئات الآلاف من الأميال، هو في العراق وأنا في استراليا، كانت محادثتنا تغسل في دواخلي كل حسك الحنين والغربة، فكنت أبحر مع صوته في أوقيانوس الهدوء وراحة البال والسرور الذي لا حد له، وفي تلك المكالمة أخبرني بأنه كدأبه يكتب قصائده على الموبايل أنى ما أتته الفكرة، ولعدم إلمامه تماماً بتقنيات الهواتف المحمولة كان يرسلها إلى الأصدقاء والمعارف ومن ثم تغرب عن باله، فأجبته ضاحكاً.- اجعل الماسنجر الخاص بي سبورتك... أرسل ما تكتبه على صفحتي الخاصة..

ومذ ذلك الحين وحتى رحيله، كانت قصائده تلوّن صفحة ماسنجري مثل فقاعات ملونة غاية في الجمال، واستمر يزينني بقصائده، وأحياناً مفتتحات ومسودات لقصائد يتممها وينقحها فيما بعد، والنص أعلاه هو الأخير له، اذ كتبه في 16/ نيسان/ 2022 بعد الظهر، قبل رحيله المفاجئ بعشرة أيام...

رحمك الله يا زهير، يا اسماً فرض وجوده وبإصرار منقطع النظير في فضاء الشعر العراقي المعاصر.

شقيقك الذي يتنفس شهيقك وتتصادى في فؤاده نبضات قلبك.... هيثم بهنام بردى.

 **************************************

عشتار وأنا وأكيتو

جبّار الكوّاز

الى/الشاعر الكبير رابي زهير بهنام بردى الحبيب الغالي حاضرا ابدا

وأنا اشقّ طريقي فى (شنعار)

كانت (بابلُ) تحدّقُ بالآفاقِ وهي ترى(عشتارَ) صامتةً ملولةً

 تراقبُ الطيورَ والحقول.

 والسحبَ الثقالَ في سماءٍ أوقدتْ أغنيةَ الحياة.

وحيث قطعانُ الرعاة.

 تنثّ من ثغائِها  الجمالَ  تملأُ  الهضابَ بالأعشابَ تبدو،

كأنّها عرائسٌ توّجَها الجمالُ والألق.

وفي انتظارِ موسمِ الزواج.

تقدستْ أشجارُها منّا وسلوى.

والهوى قد عَلّقتْ أورادُهُ قلائدَ الحبِّ   على الأسوار.

وصعودا الى الفراتِ

مع غاباتِ النخيل. وعجالةِ المردةِ وهم في عرباتِ البروق.

وتواقيعِ السماءِ  ترسلُ  شمسُها  إشعاعَها الاخير.

يؤذنُ أعيادَ(اكيتو).

كانت (عشتارُ ) صامتةً خجلى كأنها تدّخرُ سحرَها

وأغانيَها

ورقصاتِها أمامَ عيونِ ( الفرات)

ونوافذِ بواباتِهِ العتاق.

حيث الماءُ صلاةٌ

ومطالعُ التوتِ والمشمشِ.

عناقيدُ نورٍ تضيءُ الفضاءَ بعبقِ المساءِ0.

يا بابلَ العذراء

يا أبنةَ العظيم (مردوخ)

هيا معي نزفُّ (عشتارَ) الى الحقول.

لتفرحَ الأنهارُ.

وتشرقَ الشموسُ.

وتلبطَ النجومُ

في سمائنا.

هيا آمسحي عن وجهِها جهامةَ الخوفِ

وهجرةَ الطيورِ من أوكارِها 

الى الحياة.

يا بابلَ الاولى

يا بابلَ الطولى

(عشتارُ) لمّا تنمْ للانَ

في مخادعِ المواتِ

ولجّةِ العذاب.

فلا مكانَ للفناء.

والماءُ عذبٌ روحُهُ يفتحُ للاتينَ خمرةَ

الدنانِ والأزل.

غدا إذن يهبطُ مع رياح (أكيتو) ندىً.

يبعثُ من ألحانِه

حياتَنا الى محافلِ اللقاء.

فتستفيقُ عندها الخطى

لاخوفَ فيها قد يطول.

والفجرُ آتٍ

دربُه معلقاً في أفقِنا

المكسور.

وحينما تعثرتْ خطى الغزاة.

وآنطلقتْ أسرارُ روحِنا من السبات.

ظلّ الفراتُ

والغيومُ

والمدى.

كالسيفِ يوقدونَ

الارضَ بالولادة.

والماءَ بالسيوفِ.

والوردَ بالأفراح.

قالتْ لنا السماءُ

هيا الى المخادع.

غدا هنا

يهبطُ (أكيتو)بلا دماء.

فيشرق العراقُ.

وبابلُ

الجديدة.

أغنيةً ورقصةً مجيدة.

في دورةٍ مجيدة.

بابلُ والعراقُ

يعرفُها نيسانُ هاهنا

ويعرفُ الدروبَ لن تموت.

في خطوة الإقدام والجروح.

الى العلى.

الى المدى.

وهذه (عشتارُ)ما زالتْ معي.

تبسمُ كلّ حين.

وهي ترى الأفقَ هوىً

والأرضَ في إشراقةِاليقين.

عدنا مساءً

كانتِ السماءُ.

ترسمُ في عيونِنا الآمالَ والجمالَ

والحبَّ والهناء.

غدا

غدا

سيرقصُ الامواتُ والاحياءُ.

(أكيتونا) الجميلُ

عاد.

ولن يغيب.

عادَ مع الحبيب.

فشمسُهُ محبّةٌ

ودربُهُ

عشتارُ والأماني.

ولن تنامَ بعدَ اليوم.

عشتارُنا

الّا مع الأغاني.

 ****************************

الضياع والانحراف في رواية «آزوري» للأفريقي ك سيلو دويكر.. ادانة البيئة المتخلفة اقتصادياً واجتماعياً

محمد الأحمد

بات أغلب قرّاء جنس الروايَّة يتفقون على انه المصنّف الذي يقّدم إلى الإنسانية آفاق جديدة، حكاية، ومعلومات، وكشف عميق عن جوهر مهم، لما فيهِ من أفكار كبرى تهمُّ شعوب كوكب الأرض. أهميةُ هذه الرواية البديعة “آزوري” للكاتب الافريقي الأصل كابيلو سيلو دويكر (1974- 2005)، والصادرة عن دار العربي، بترجمة محمد أسامة، في تقانات مهمّة سارت بها كالخط المستقيم الى هدفها، لتحقق غاياتها، التي باتت تستحق أكثر من جائزة، لعدة أسباب:

 اولا؛ احتواءها على العديد من المؤهلات الابداعية التي تجعل منها توازي روايات عظيمة كالتي كتبها دستويفسكي في رواية “مذلون مهانون”، وليام فوكنر في “الصخب والعنف”، وريتشارد رايت في “الولد الأسود”، والعشرات الأخرى من الروايات التي كان ابطالها من المشردين. برغم فوزها بجائزة  “الكومنولث” للعام (2001) عن العمل الأدبي الأول فرع افريقيا. تُعرّف دول الكومنولث بأنّها اتحاد تطوعي يضم 54 دولة مستقلة ومتساوية في إفريقيا وآسيا والأميركتين وأوروبا والمحيط الهادئ، وهي موطن لثلث سكان العالم ويشمل الاقتصادات المتقدمة والبلدان النامية، وذلك بمعدل 2.5 مليار شخص، وتهدف إلى دعم البلدان من خلال شبكة من المنظمات المدنية، والثقافية، والحكومية الدولية. حيث الجوائز تسلط الضوء حول رواية ما؛ لأنها تمسّ قضية المعنيين بها، وتعرضها للملأ، وليس من الضرورة ان تكون تلك الرواية الفائزة متفوّقة بتقانتها، بل بقضيتها، على الرغم من الادعاءات بانها توفرت على مقاربات إبداعية وتقانات فنية.. في حقيقتها؛ دعم لقضية تتبناها الجهة المانحة لتجعلها تتصدر الواجهة.

وثانيا؛ هي الأكثر كشفا وحزناً، وملامسة للأرض التي يطير فوقها الروائيون، ولا يعرف عنها الا ما تبدو عليه من بعيد، لعلها تكشف له عن الأجدى روائياً حيث نقرأ عن أولاد الشوارع بقلم من سكن الشارع، وكان المؤلف منهم، حسب الجغرافية الفكرية حيث ان حرية الفكر تتناسب طرديا مع اعراف الأديان. فالجرأة حسب مفاهيمنا هي الاقتراب بصورة ما من الممنوعات الفكرية التي فرضت علينا مسبقاً.

يحكي (الفتى ازوري بطل الرواية) عن حياة التشرّد في الشوارع الخلفية للمدن التي يكثر فيها الفساد، هذه تخترق العالم الخفي الذي يجهله الكثير من الناس، تروي سيرة مؤلمة لأبعد حدٍّ. حكاية عن الفتى الذي كانت عيناه زرقاوان، وهو ابن الثالث عشرة، وانه واجه التشرّد منذ ان كان في العاشرة، أي بعد ان فقد والداه في حريق، ولم يجد غير الشارع مأوى يسكنه، نشأت علاقات تماس بينه وبين أطفال الشوارع والعصابات في جنوب أفريقيا. خاصة عندما يكون الفرد ضعيفا، حيث لا قانون يحميه، فانه يتعرّض الى أبشع أنواع الاستغلال، تكشف هذه الرواية الرائعة عن دائرة من العلاقات المتوالية، والمتسلطة على بعضها البعض بالاستغلال الى حد انها تسحق كل من تحت نيرها، وقد كشفت عن ادق حيثيات تلك الشخصيات التي تعيش في الانفاق المظلمة.

وقد تصادقت سيرة المؤلف مع سيرة “آزوري” حيث قدم الكاتب نقدًا لاذعًا، ووصفاً جريئاً، وقاس لما يعنيه، بعد ان عايش فتيان الشوارع في مدينة “كيب تاون” الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من دولة جنوب إفريقيا، وتُعَد العاصمة السياحية والعاصمة التشريعية.

(لي عينان زرقاوان، وبشرة داكنة. اعتدتُ ان يحدّق الناس فيّ، خاصةً الكبار. كما اعتدت ان يضربني أطفال المدرسة لزُرقة عينيَّ، كانت تثير كراهيتهم. أما الآن، حينما ينظر الاطفال إليَّ، فإما ان يشتموني، أو ان يبتسموا، بينما يرمقني الكبار بنظرات ذات مغزى- الرواية).. نرى بعيني “ازوري” كل ما يعانيه من معاملات البشر له من حوله من كل الطبقات وكيف يحاول أن يتعايش معها ويقاومها، على سبيل المثال كيف يحاول طفل في عمره أن يعتمد على نفسه ويكسب قوت يومه فيضطر لفعل أي شيء مقابل ذلك. وسامته جعلت منه مستغل جنسيا، مقابل النقود، التي يؤمن بها لنفسه حماية من اذى أكبر.. (تسكعتُ في المدينة ككلب ضالٍّ طيلة اليوم، بينما لكل من سواي وجهة يعرفها- الرواية). ان هذه الرواية عمدت ان تنقل لنا ظروفاً قاسية عايشها الكاتب، وبقيّ يحكي لنا؛ فنرى بعينيه كل ما يعانيه من إساءات البشر له من حوله من كل الطبقات وندرك من خلال الرواية إلى أي مدى قد تصل بشاعة المجتمع الذي يعيش فيه، والذي يتغلب عليه الفوضى والانحدار. رواية مأساوية لأبعد حد. مات أبوه وأمه احداهما قتل الآخر، (تتشابه سيرة الكاتب حيث مات ابواه محترقين، عندما بلغ السابعة من عمره) فنشأ بين أطفال الشوارع، والعصابات في جنوب أفريقيا.. وجعلنا نرى بعينيه كل العلاقات المشينة وما كان يعانيه من المعاملات السيئة مع الذين يعيشون على هامش الضياع في الشارع، مع كل الطبقات، ويقاوم الآلام القاسية من جراء العنف المباشر الذي تعرض اليه، عندما كُسِرَ له ساقه عقوبة له، لعدم امتثاله لأوامر أحد الاشقياء، وبعدها تعرض للحبس، والتجويع، وسوء المعاملة لأيام متتالية، دون أي ذريعة منطقية واضحة. وتمَّ حبسه في غرفة على سطح منزل، كما تمّ الاستحوّاذ على ماله، والذي افترض أنه مؤمن عليه في حساب مصرفي، سرق منه، واجبر على الانضمام إلى العصابة ضد إرادته، وأطلق عليه اسم “الأزرق”. (سرتُ في شوارع المدينة هائمًا. مررت بالمحطة، والمكتبة، واستمتعت بقيلولة في الحديقة. لم يشغل بالي حينها غير التمتع بانتشائي. طارت فوقي حمامات سمينات، وأنا مُستلقٍ فوق العشب، ربما كانوا مجرمين، أو سياسيين أنذال. اتخذ السحاب أشكالًا مختلفة، وتبخر في الهواء الساخن. سيكون تدخين سيجارة أخرى اليوم أمرًا لطيفًا، لكن لا يسعني العودة إلى “جيرالد” خاوي اليدين- الرواية).

تتميز هذه الرواية بنقل التفاصيل من دون شرح، او تبرير، كما تنقل صوراً وحواراً من تلك البيئة، ونقل تفاصيل الاحداث التي رآها بعينه، بدقّة، وكما حدثت، ان ذلك السرّ الإبداعي من التقانات التي اعطت للرواية قيمتها الإبداعية، وجعلتها واحدة من بين الروايات المهمة، رغم سوء اخلاق ذلك المجتمع المستقر في قعر الزجاجة، ترسبات أدّت الى الجريمة، ومن ثم الى الجريمة المنظمة، حيث المتاجرة بكل شيء بدءً من المخدرات والى نهاية قائمة السوء من المخالفات القانونية. تتحول الرواية في فصلها الأخير لتحاكي الواقعية السحرية التي تطرحها روايات “أمريكا الجنوبية” بالواقعية الصارخة “لأمريكا الشمالية”. حيث يمضي “آزوري” هاربا من أجواء المدينة بالصعود إلى منحدرات جبل “تيبل”، ويقضي مع امتداد المساحات الخضر، عدّة ليال حالما بتغيير مسار حياته، بالتحرر من الاقدار التي جعلتهُ محاصرًا، طوال عمره بين اقواسها البغيضة، ومفكرا بالكيفية التي سينال بها آماله الضائعة. وان النهاية المتفائلة لبطل الرواية، لم تتوافق مع مسيرة كاتبها اذ أصيب بانهيار عصبي، مما دفعه ذلك للانتحار شنقًا. للكاتب “ك سيلو دويكر” رواية أخرى هي “العنف الهادئ للأحلام” وقد استطاعت ان تفوز بجائزة “هيرمان تشارلز بوسمان” لعام 2002.

 ****************************************

الصفحة السادسة عشر

شيوعيو الكرخ الأولى يتفقدون الرفيقة نسرين حسين

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى، الخميس الماضي، الرفيقة نسرين حسين، عضو اللجنة المركزية للحزب، في منزلها بمدينة الكاظمية، وذلك لتفقد وضعها الصحي بعد إجرائها عملية جراحية تكللت بالنجاح.

ونقل الوفد إلى الرفيقة نسرين تحيات قيادة اللجنة المحلية ورفاقها، وتمنياتهم لها بالشفاء العاجل.

الرفيقة من جانبها، أعربت عن سرورها بهذه الزيارة، وشكرها إلى الزائرين.

 ************************************

جنوب السويد.. الشيوعيون العراقيون يزورون الفنان سامي كمال

مالمو – طريق الشعب

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في جنوب السويد، أخيرا، الفنان سامي كمال في منزله بجنوب السويد، وذلك للاطمئنان على وضعه الصحي.

وقدم الوفد إلى الفنان كمال التهاني في مناسبة عيد الحزب الـ 89، مصحوبة بباقات ورد. كما نقل إليه تحيات قيادة الحزب ورفاقه، وتمنياتهم له بوافر الصحة والسلامة.

الفنان كمال، أعرب من جانبه عن شكره إلى الوفد الزائر، وإلى منظمة جنوب السويد وقيادة الحزب على هذا الاهتمام.

 **********************************

الأمطار تطيح بمنزل «طاوزند» في الكوت

الكوت – علي جبار

 أطاحت الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية التي شهدتها مدينة الكوت يوم الأربعاء الماضي، بمنزل الجنرال البريطاني “Charles Townshend”، الذي يعرف باللهجة العراقية بـ “طاوزند”.

هذا المنزل الذي يقع في منطقة الشرقية وسط الكوت، يعد من أقدم منازل المدينة، وهو من أبرز شواهد الحرب العالمية الأولى، وشاهد على معركة شرسة وقعت بين القوات البريطانية المتمركزة في الكوت والقوات العثمانية، عرفت باسم “معركة كوت العمارة”، ومن أهم أحداثها “حصار الكوت” الذي استمر من كانون الأول 1915 حتى نيسان 1916، وانتهى باستسلام القوات البريطانية.

وعبر الكثيرون من أهالي مدينة الكوت عن اسفهم لانهيار المنزل، الذي يعد إرثا تراثيا وشاهدا على أحداث سياسية وعسكرية عديدة وقعت في المدينة.

وعانى المنزل الإهمال منذ عقود. وسبق أن ناشد وجهاء من أبناء المدينة، وزارة الثقافة وديوان محافظة واسط ومنظمات دولية، ترميم المنزل وتحويله إلى متحف، إلا انهم لم يلقوا استجابة.

 *********************************

في الشطرة .. حفل جماهيري في ذكرى تأسيس اتحاد الطلبة

الشطرة – أحمد طه

أقام فرع اتحاد الطلبة العام في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، أول أمس الجمعة، حفلا جماهيريا منوعا في مناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيس الاتحاد. حضر الحفل الذي أقيم على حدائق «ثانوية المعرفة» الأهلية في مركز القضاء، جمع من الطلبة وروّاد الاتحاد وأعضائه وأصدقائه.

وبعد أن دعا مدير الحفل حسين علي الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الاتحاد والحركتين الطلابية والوطنية، ألقى سكرتير فرع الاتحاد أحمد عبد الصاحب كلمة في المناسبة ثمّن فيها المسيرة النضالية للاتحاد، وعرّج على محطات مهمة من تاريخه منذ تأسيسه عام 1948 حتى الوقت الراهن، ومنها مساهمته في انتفاضة تشرين الباسلة.  وألقى عبد الصاحب في الكلمة الضوء على هموم الطلبة ومعاناتهم، وإلى جملة من المطالب التي تمس حياتهم الدراسية والاجتماعية.

وكانت للفنان عبد الجبار يوسف (أبو الود)، كلمة في الذكرى ثمّن فيها التاريخ النضالي للاتحاد.  وتخللت الحفل قراءات شعرية ساهم فيها الشعراء الشباب هيثم نصيف ومحمد الدهري وحسين السور، الذين تغنوا في قصائدهم بأمجاد الاتحاد وسفره النضالي.

كذلك شهد الحفل مقطوعات موسيقية قدمها الفنانون ضرغام حكمت وعلي سعدون وأحمد سعدون، ومعرضا فنيا للرسامين كميل وميض وزينب رياض.

وفي الختام، وزعت شهادات وألواح تقديرية على المساهمين في الحفل. وقد تناوب على التوزيع كل من الأساتذة طالب خيون وشهيد الغالبي وسعدون علي.

 ****************************

النجف.. اتحاد الطلبة العام يحتفل بعيده الـ 75

النجف – طريق الشعب

في مناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أقام فرع الاتحاد في محافظة النجف حفلا جماهيريا.

حضر الحفل الذي أقيم على قاعة نقابة المعلمين في مركز المحافظة، جمع من الطلبة، إلى جانب شخصيات اجتماعية. وقد استهل الحفل باستماع الحاضرين إلى النشيد الوطني ووقوفهم دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحركة الطلابية والوطن.

بعد ذلك، ألقيت كلمة الاتحاد في المناسبة، وشددت على أهمية توحيد جهود الطلبة للنضال في سبيل التغيير.

وأشارت الكلمة إلى مشكلات الطلبة اليوم وحاجاتهم وأبرز مطالبهم المشروعة، مؤكدة أن سكوت الطلبة عن حقوقهم سيؤدي إلى تهميشهم واضطهادهم. كذلك شددت الكلمة على ضرورة احترام حرية الطلبة في التعبير عن الرأي والتجمهر من أجل المطالبة بحقوقهم، وفسح المجال أمامهم للمساهمة الفاعلة في الحياة، لافتة إلى أنه من الأهمية مراعاة ظروف الطلبة الاجتماعية والمعيشية والنفسية، ودعم الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن عقد الندوات والمؤتمرات العلمية المعنية بتطوير الطلبة والأساتذة على حد سواء.

 *****************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • الرفيق ماجد مصطفى عثمان ١٥٠ ألف دينار.
  • الرفيق محمد جعفر عبد اللطيف (ابو ثامر) ١٠٠ ألف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 *******************************

يتوبوري – السويد.. حفل في ذكرى جريمة تهجير الفيليين

يتوبوري – طريق الشعب

اقامت لجنة الدفاع عن حقوق الكرد الفيليين في يتوبوري – السويد، الأسبوع الماضي، حفل استذكار في مناسبة الذكرى 43 لجريمة تهجير الكرد الفيليين من العراق على يد النظام البعثي المباد، واعتقال أكثر من 20 ألفا منهم، وتصفيتهم ومصادرة ممتلكاتهم.

وخلال الحفل، ألقيت كلمات من قبل أحزاب سياسية ومنظمات مدنية، تناولت بشاعة الجريمة التي نفذت بحق الفيليين، والمأساة التي لحقت بهم. كما طالب بإعادة حقوقهم كافة، من الأموال المنقولة وغير المنقولة، إضافة إلى منحهم وثائقهم العراقية.

وساهمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في غرب السويد، في الحفل. إذ ألقى الرفيق حمزة عبد الله كلمة أعلن فيها تضامن الشيوعيين الثابت مع الكرد الفيليين، وحقوقهم.

وتلقى الحفل برقيات تضامن من رابطة الأنصار الشيوعيين في يتوبوري، والعديد من منظمات المجتمع المدني في المدينة.

هذا وحضر الحفل ممثلون عن الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وتنسيقية التيار الديمقراطي العراقي ورابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في يتوبوري، فضلا عن ممثلي منظمات مجتمع مدني عراقية وكردية، وأحزاب كردستانية.

 *****************************************

بمشاركة 20 فنانة وفنانا.. الفنون العامة تحتضن معرضا للفن الرقمي

متابعة – طريق الشعب

احتضنت قاعات دائرة الفنون العامة في مقر وزارة الثقافة والسياحة والآثار، الأربعاء الماضي، معرضا تشكيليا خاصا بالفن الرقمي، حمل عنوان “الفن الرقمي في العراق – رؤية معاصرة”.

وأقيم المعرض من قبل الجمعية العراقية للفن الرقمي، بمشاركة 20 فنانة وفنانا من بغداد وكربلاء والبصرة والموصل، فضلا عن مشاركات خارجية من مصر وسوريا ولبنان والأردن والسعودية والمغرب وألمانيا وجورجيا وتركيا وغيرها.

وضم المعرض الذي قص شريط افتتاحه وزير الثقافة د. أحمد فكاك البدراني بحضور جمع من المثقفين والفنانين والإعلاميين ومتذوقي الفن، 40 لوحة رقمية، جاءت بقياسات وأساليب مختلفة، بين الكولاج والتجريد، وحملت موضوعات سياسية وإنسانية عامّة.

 *********************

الأمطار تطيح بمنزل «طاوزند» ي الكوت

الكوت – علي جبار

 أطاحت الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية التي شهدتها مدينة الكوت يوم الأربعاء الماضي، بمنزل الجنرال البريطاني “Charles Townshend”، الذي يعرف باللهجة العراقية بـ “طاوزند”.

هذا المنزل الذي يقع في منطقة الشرقية وسط الكوت، يعد من أقدم منازل المدينة، وهو من أبرز شواهد الحرب العالمية الأولى، وشاهد على معركة شرسة وقعت بين القوات البريطانية المتمركزة في الكوت والقوات العثمانية، عرفت باسم “معركة كوت العمارة”، ومن أهم أحداثها “حصار الكوت” الذي استمر من كانون الأول 1915 حتى نيسان 1916، وانتهى باستسلام القوات البريطانية.

وعبر الكثيرون من أهالي مدينة الكوت عن اسفهم لانهيار المنزل، الذي يعد إرثا تراثيا وشاهدا على أحداث سياسية وعسكرية عديدة وقعت في المدينة.

وعانى المنزل الإهمال منذ عقود. وسبق أن ناشد وجهاء من أبناء المدينة، وزارة الثقافة وديوان محافظة واسط ومنظمات دولية، ترميم المنزل وتحويله إلى متحف، إلا انهم لم يلقوا استجابة.

 ******************************

بكر نايف يقدم مسرحيات دراسية للأطفال

بغداد – وكالات

قال الفنان بكر نايف، أنه انتهى من إعداد مسرحية خاصة بالأطفال، عنوانها «فيتامين»، وهي من تأليفه وإخراجه وإنتاج دائرة السينما والمسرح، وتمثيل كل من إحسان دعدوش ورزاق احمد وياس خضير وعدي الكرخي وكيان العزاوي وهيلين نجم وناهي مهدي.

وأوضح في حديث صحفي، أن «المسرحية تعيد قراءة وشرح المناهج الدراسية لمادتي العلوم والأحياء»، مضيفا أنه سيكمل بقية المناهج من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية، في سلسلة مسرحيات من تأليفه وإخراجه، على ان تكون لكل مسرحية خصوصيتها من نواحي العنوان والممثلين ومكان العرض.